سر الاسرار من سر كلام سماحة الشيخ جعفر الموسى
فلسفة شخصية الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) هذا النموذج وهو من سر الاسرار ومن سر علم الحق الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) وهو سر حق اليقين
سر الاسرار من سر كلام سماحة الشيخ جعفر الموسى
فلسفة شخصية الامام امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام)
(سر الاسرار)
النموذج الاول
وهو سر علم اليقين وهو درجة اليقين
(سر الأسرار النموذج الأول وهو درجة اليقين وهو سر اليقين)
عزيزي القارئ الكريم هذا النموذج الأول من أسرار اليقين ومن أسرار الحق سبحانه وتعالى وهذا النموذج سر مبرمج ومترجم بهذا الشكل الأعلى على شكل صورة وهي صورة الحق فحينما ينظر المشاهد لهذا النموذج وينظر الى احد النقاط الاربعة التي في داخل هذا النموذج ويقرأ سورة الفاتحة ثم ينظر الى السماء في مكان واتجاه واحد سوف يتحول هذا النموذج على شكل دائرة من نور في السماء ثم تتحول هذه الدائرة على شكل صورة الشمس وتبدو هذه الدائرة تشع نورا كشعاع الشمس ثم تتحول هذه الدائرة على شكل صورة ملونة في وسط الدائرة وهي صورة الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) وهو الحق اليقين بقول الله عز وجل (سنيرهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق) وهي الاية الكبرى التي في السموات والارض ولا اكبر من هذه الآية شيء الا الله ومن ثم تنزل هذه الصورة التي هي في السماء وهي صورة الحق وهو الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) تنزل هذه الصورة الى نفس المشاهد في داخل نفسه فيرى هذا المشاهد لهذه الصورة هو نفسه صورة الحق بقول الله عز وجل (سنيرهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق) فحين ذلك تنكشف الحجب عن نفس المشاهد ويتبين له انه الحق وشاهده في السماء وفي داخل نفسه فيصبح ذلك المشاهد كامل الايمان وتكون له صحوة ايمانية في داخل نفسه من هذه الاية الكبرى والمعجزة الالهية فيرق قلبه ويضطرب وان كان قاسي القلب وان كانت قساوة قلبة اشد من صلابة الحجر فيلين قلبه فيصبح كامل الايمان فحين ذلك لا يسيطر هذا المشاهد لهذه الصورة على عبرات دموعه فيصبح خاشع وعيونه تنهار دمعا غزيرا فاذا كان جالس ذلك المشاهد لهذه الصورة وشاهد هذه الاية والصورة من جلوس فانه لا تلقائيا سوف يقوم واقفا من غير شعور بذلك واذا شاهد هذا المشاهد هذه الصورة من موضع قيام فانه سوف يمشي خطوات الى الامام من غير شعور به بذلك لانه وصل الى غاية الدهشة والتعجب ووصل الى غاية الايمان بتلك الاية الكبرى وهي صورة الحق وهو الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) وهو الحق المبين وهو الاسم الاعظم ثم اقول مرشدا الى الصواب الم تعلم انا اذا اعتبرنا الاسماء والصفات فانا لانجد اعظم من ثلاثة اسماء اسم الذات واسم الصفات واسم هو سر الذات وروح الصفات وهي الكلمة الجارية في سائر الموجودات فهي سر الذات وسر الصفات وبها تنفعل الكائنات فاسم الله وهو الاسم المقدس وهو علم على ذات الاحد الحق واسم الصفات للاحد الواحد وهو محمد والاسم الذي هو روح الصفات وسر الذات علي وهو نور النور وكل واحد من هذه الثلاثة اسم اعظم فاسم الجلالة هو الاسم المقدس والمكرم واسم محمد (ص) هو ظاهر الاسم الاعظم لان الواحد صورة الوجود ومنبع الموجود وظاهر المعدود واسم علي ظاهر الباطن وباطن الظاهر فهو الاسم الاعظم بالحقيقة لانه جامع سر الربوبية وسر النبوة وسر الولاية وسر الحكم والسلطنة وسر الجبروت والعظمة وسر التصرف الالهي واليه الاشارة بقول الله عز وجل (وله المثل الاعلى في السموات والارض) وهو علي (ع) وبيان ذلك انك اذا قلت أ ل م ضمن بكل حرف منها محمد وعلي (ع) واذا قلت الله فانه علم على ذات المعبود واجب الوجود واذا قلت يا الله فالياء ناديت والاسم ناجيت والمعنى عنيت فهو اسم الذات المقدسة او اذا اشبعت ضمت الياء منه برزت الذات وفي طي حروفه اسم علي فهو يشير بالمعنى الى ذات الرب المعبود وبالحروف الى الكلمة التي قام بها الوجود اذا قلت لا اله الا هو وهي حروف التنزيه والنفي والاثبات وهي عشرة واليه الاشار بقول الله عز وجل (تلك عشرة كاملة) ومعناه انه لا اله في الوجود الواجب حي موجود لذاته قادر عالم مستحق للعبادة الا الله ثم ان اعداد حروفها يتضمن اسم علي ظاهرا وباطنا ومعناه الله لا اله الا الله علي سره الخفي وامينه الولي ونوره المشهور في السموات والارض وعلى هذا يحمل حديث النبي الاعظم (ص) بعث علي مع كل نبي سرا وبعث معي جهرا وروي بلفظ ياعلي ان الله تعالى قال لي يامحمد بعثت علي مع الانبياء باطنا ومعك ظاهرا وصرح بهذا المعنى في قوله انك بمنزلة هارون من موسى ولكن لانبي بعدي يعلم ان باب النبوة قد ختم وباب الولاية قد فتح ان باب الولاية كان موجودا مع كل نبي سرا الا انه لم يفتح ظاهرا فكان الانبياء جميعا يستفيدون من هذا السر الولائي الى ان وصل الى النبي الاعظم (ص) وظهر هذا السر الى العلن ما روي عن ابي محمد العسكري (ع) قال: (فنحن السنام الاعظم وفينا النبوة والولاية والكرم ونحن منار الهدى والعروة الوثقى والانبياء كانوا يقتدسون من انوارنا ويقتفون اثارنا فهذا صريح في ان انوار محمد وال محمد (ع) كانت مع كل نبي سرا والكون ليس لمجرده بل يستفيدوا منه ويقتفون اثاره واثار آل محمد التي لايعرف تفسيرها الا هم ولا كيف يكون للنور السري مع كل نبي اثرا يقتفي ويهتدي به وما روي عن امير المؤمنين (ع) لمن ساله عن فضله على الانبياء الذين اعطوا من الفضل الواسع والعناية الالهية قال: والله قد كنت مع ابراهيم في النار وانا الذي جعلتها بردا وسلاما وكنت مع نوح في السفينة فانجيته من الغرق وكنت مع موسى فعلمته التوراة وانطقت عيسى في المهد وعلمته الانجيل وكنت مع يوسف في الجب فانجيته من كيد اخوته وكنت مع سليمان على البساط وسخرت له الرياح .
وردت نار الخليل مكتتما
يابرد نار الخليل ياسببـا
سكن الفؤاد فعش هنيئا ياجسد
روح الوجود حياة من هو واجد
عيسى وادم والصدور جميعهم
لو ابصر الشيطان طلعة نوره
او لو رأى النمرود نور جماله
لكن جمال الله جل فلا يرى
طأطا كل الانبياء لطه
تقبل تربة ادم الصفي
وسجدت الاملاك لا لغرته
به نجي نوح من الطوفان
تجول فيها ولست تحترق
العصمة النار وهي تحترق
هذا النعيم هو المقيم الى الابد
لولاه ما تم الوجود لمن وجد
هم اعين هو نورها لما ورد
في وجه ادم اول من سجد
عبد الجليل مع الخليل ولا عند
الا بتخصيص من الله الصمد
لذلك عز عز ان يضاهي
بيمينه اكرم به من خلف
بل نور ياسين بدأ في غرته
بمرسلات الطف والاحسان
لما القي ابراهيم في النار كان نور محمد (ص) في جنبه وعند الذبيح كان النور قد انتقل الى اسماعيل ماروي عن الامام الصادق (ع) هو الذي ابطل سحر موسى (ع) ماعن الامام الحسن العسكري (ع) قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوة والولاية ونورنا سبع طبقات اعلام الورى بالهداية فنحن ليوث الوغى وغيوث الندى وطعناء العدى فينا السيف والقلم في العاجل ولواء الحمد والعلم في الاجل فالكليم لبس حلة الاصطفاء لما شاهدنا منه الوفاء وروح القدس في جنات الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة وهذا الكتاب ذرة من جبل الرحمة وقطرة من بحر الحكمة ماروي في معنى قوله (ص) (الله المعطي وانا القاسم) جميع مايخرج من الخزائن الالهية دنيا واخرى انما يخرج على يديه وحديث امير المؤمنين (ع) (انا ادم الاول انا نوح الاول) وبذلك قال سيدي على الخواص سمعته يقول ان نوحا (ع) ابقى من السفينة لوحا على اسم علي بن ابي طالب رفع عليه الى السماء فلم يزل محفوظا من الغرق حتى رفع اليه واذا قلت هو فهو اسم يشير الى الهوية التي لاشيء قبلها ولا شيء بعدها وعلى الالهوية الحقيقية لانه حرف واحد يدل على ذات واحدة لها الجلال والاكرام والبقاء والدوام والملك المؤبد والسلطان السرمد والعز المنيع والمجد الرفيع ثم ان اعداد هذين الحرفين هي وفيها اسم علي تاويلا وذلك لانه الولي نوره متصل بالجبروت لانه وجه الحي الذي لايموت والولي ليس بينه وبين الله حجاب وهو السر والحجاب فتعيين ان في هذه الثلاثة الاسم الاعظم الذي هو سر السر لمن وعى ودعا، وهو غيب لايدركه الا الاولياء، لانه ظاهر التقديس وباطن التنزيه وسر التوحيد وكلمة رب المجيد كلا بل هو اله الالهة الرفيع جلاله سره الخفي الجلي ونوره الوحي ووجه المضي وضياؤه البهي وبهاؤه النبي .
دليله: ماورد في كتب الشيعة على امير المؤمنين (ع) ان ابليس مر يوما فقال له امير المؤمنين : يا ابا الحارث ما ادخرت لمعادك ؟ فقال حبك . فاذا كان يوم القيامة اخرجت ما ادخرت من اسماؤك التي يعجز عن وصفها واصف ولك اسم مخفي عن الناس ظاهره عندي قد رمزه الله في كتابه لايعلمه الا الله والراسخون في العلم فاذا احب الله عبدا كشف الله عن بصيرته وعلمه اياه فكان ذلك العبد بذلك السر غير الامة حقيقية وذلك الاسم هو الذي قامت به السموات والارض المتصرف في الاشياء كيف يشاء وتصديق ذلك عن طريق الاعتقاد ان الله سبحانه يقول عبادي من كانت له اليكم حاجة فسألكم بما تحبون اجبتم دعاؤه الا فاعلموا ان احب عبادي الي واكرمهم لدي محمد وعلي حبيبي وولي فمن كانت له الي حاجة فليتوسل الي بهما فاني لا ارد سؤال سائل سألني بهما فاني لا ارد دعاؤه فكيف ارد دعاء من سالني بحبيبي وصفوتي وولي وحجتي وروحي وكلمتي ونوري وايتي وبابي ورحمتي ووجهي ونعمتي لا واني خلقتهم من نور عظمتي وجعلتهم اهل كرامتي وولايتي فمن سالني بهم عارفا بحقهم ومقامهم وجبت لهم مني الاجابة وكان ذلك حق علي والاسم الاعظم هو مايجاب به الدعاء فهم الاسم الاعظم والصراط الاقوم واليه الاشارة بقول الله عز وجل (سبح باسم ربك الاعلى) سبح ربك العظيم والاعلى اسم الذات والعظيم جامع للذات والصفات دليله ماورد عنه حين رد الشمس فقيل له بما رجعت الشمس لك يا امير المؤمنين فقال (ع) سأل الله باسمه الاعظم فرداها الي وروي انه قال في دعاؤه عند الرجوع باسمك العزيز باسمك العظيم والعزيز محمد والعظيم علي فمعنى قوله سبح اسم ربك العظيم معناه سبح اسم ربك العظيم الاعلى باسمه العظيم الاعلى وان تقديس الصفات توحيد الذات ومحمد وعلي في العظمة اعلى من كل موجود لانهما على الوجود وحقيقة الموجود واقرب الى الذات من سائر الصفات واليه الاشارة بقول الله عز وجل (فكان قاب قوسين او ادنى) وليس ذلك قرب المكان لان الرحمن جل عن المكان بل ذلك قرب الصفات من الذات وذاك قرب الواحد من الاحد لانه الكلمة العليا التي لم تسبقها كلمة في الازل ولم تزل والنور الذي شعشع عنه الوجود وانتشر من كماله كل موجود والاسم المقدم على سائر الصفات لان احادية تعرف بالوحدانية فهو اسم العلي العظيم واليه الاشارة في التخصيص بقول الله عز وجل (فأوحى الى عبده ما أوحى) والمراد بالعبد هو القرب لانه في المقام الخاص فسماه بالاسم الخاص وكان الوحي اليه في ذلك المكان ان عليا امير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وفي اسرار سورة الفاتحة اعلم ان اسرار الكتب الالهية وسر الولاية والهداية والرسالة والاسم الاكبر وسر الغيب في فاتحة الكتاب وسر الفتاحة في مفتاحها وهي بسم الله الرحمن الرحيم وفيها اشارات ثلاثة الاولى قوله سبحانه (فاذا ذكرت ربك في القران وحده)والمراد من الذكر والوحدة قوله بسم الله الرحمن الرحيم لانها ذكر الله وحده الثانية ان عدد حروفها (19) وعدد اسم و أ ح د 19 فهي محتوية من الوحدة والتوحيد والوحدانية والواحد صفة الأحد والواحد هو النور الاول وهذا ذكر الذات بظاهر اسمها الاعظم . الثالثة: قوله بسم الله وهو اشارة الى باطن السين وسر السين الذي بين الباء والميم الذي قال فيه امير المؤمنين (ع) انا باطن السين وانا سر السين وهو الاسم المخزون وهو باطن الاسم الاعظم فاذا فتح الباب لأولي الالباب فاستخرجوا من اسرار الكتاب اسماً جامعاً للذات والصفات وسر الذات والصفات كذلك هو الاسم الاعظم الذي تجاب به الدعوات وتنفعل به الكائنات اما سر الباء فأنها للنبوة والنقطة الولاية ان السين عدده عشرة او هي اسم علي والميم وعددها اثنان وتسعون وهي اسم محمد قاسم الله الذي به بدأ فساواهما الالف المعطوف لا الكلمة التامة التي ظهر بها الوجود وفاض سرها كل موجود لان عن الواحد انبسط كل معدود وبعلي (ع) تكونت الكائنات والدليل على صحة هذه المباحث والتأويل مارواه عمار عن امير المؤمنين (ع) من كتاب الواحدة انه قال (ياعمار باسمي تكونت الكائنات والاشياء وباسمي دعا سائر الانبياء وانا اللوح وانا القلم وانا العرش وانا الكرسي وانا السموات السبع وانا الاسماء الحسنى والكلمات العليا واين كان اسم علي كان اسم محمد من غير عكس لدخول الولاية تحت النبوة كدخول الانسان تحت الحيوان فاين كان الانسان كان الحيوان من غير عكس واليه الاشارة بقوله في صدر القران الشريف العظيم واول الذكر الحكيم (أ ل م) قال حرف من حروف الاسم الاعظم (ذلك الكتاب لاريب فيه) قال الكتاب علي لاشك فيه (هدى للمتقين) قال التقوى مايحرز من النار وما يحرز من النار الا حب علي فحب علي هو التقوى بالحقيقة وكل تقوى غيره فهو مجاز لانها لاتحرز من النار قول الله عز وجل : (الذين يؤمنون بالغيب) قال الغيب يوم الرجعة ويوم القيامة ويوم القائم وهي ايام آل محمد واليها الاشارة بقول الله عز وجل : (وذكرهم بايام الله) فرجعة لهم ويوم القيامة لهم ويوم القائم لهم وحكمه اليهم ومعول المؤمنين فيه عليهم وقوله الذين (يقيمون الصلاة) قال الصلاة بالحقيقة حب علي ان الصلاة هي الصلة بالله ولاصلة بالعبد بعفو الرب ورحمته وجواره الا بحب علي فمن اقام حب علي فقد اقام صلاة وكل صلاة غيرها من المكتوبة المشروعة اذا لم يكن معها الولاية فهي مجاز لا بل ظلال ووبال لانه قد عبد الله بغير ما امر فهو ضال في سلوكه عاص في طاعته معاقب في عبادته قوله تعالى: (ومما رزقناهم ينفقون) قال الانفاق الواجب الذي تحي به النفوس وتنجوا به الارواح والاجساد من العذاب الاليم وهو معرفة آل محمد وكل انفاق غير هذا فهو مجاز وان كان واجب الانفاق وما افعل بانفاق يقوي به النفاق قوله تعالى : (والذين يؤمنون بما انزل اليك) يعني في حق علي لانهم ان لم يؤمنوا بما انزل في حق علي فليس ايمانهم بغيره ايمانا وان قبل ايمان فهو مجاز لاينفع واليه الاشارة بقوله تعالى : (يا ايها الذين امنوا امنوا) فذكر انهم امنوا وسماهم مؤمنين ثم قال لهم امنوا وهذا تنافس وليس بالتناقض ولكن معناه يا ايها الذين امنوا بمحمد امنوا بعلي حتى يتم ايمانكم قوله تعالى: (انزل من قبلك) يعني في حق علي بقوله تعالى: (وبالآخرة هم يوقنون) يعني يصدقون ان حكم الآخرة لعلي كما ان حكم الدنيا مسلم اليه (أولئك على هدى من ربهم) قال بهذا الدين وأولئك هم المفلحون قال بهذه المعرفة وهي معرفة الحق وهو الإمام أمير المؤمنين علي (ع) .
سر الاسرار من سر كلام سماحة الشيخ جعفر الموسى
فلسفة شخصية الامام امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام)
(سر الأسرار النموذج الثاني وهو درجة علم اليقين)
عزيزي القارئ الكريم هذا النموذج الثاني من اسرار علم اليقين وهو من اسرار درجات علم اليقين ومن درجات الحق سبحانه وتعالى وهذا النموذج تبرمج وترجم من النموذج الاول في الدائرة الاولى تم تبرمج وترجم في الدائرة الثانية وتحول النموذج الاول الى شكل نور في الدائرة الثانية بعدما نظر المشاهد الكريم في النموذج الاول ونظر الى احد النقاط الاربعة التي هي في داخل النموذج في الدائرة وقرأ سورة الفاتحة ونظر بعد ذلك الى السماء في مكان واحد واتجاه واحد فسوف يرى دائرة في السماء على شكل نور ويصدر منه نور وهذه الدائرة سوف يكون لها قرص دائري كقرص الشمس ويصدر منه شعاع ونور كشعاع ونور الشمس ويرى ذلك المشاهد هذه الحقيقة بالعين المجردة وبعلم اليقين بذلك وهذا النور هو نور الامام امير المؤمنين علي (ع) بقول الله عز وجل : (سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق) وهذا النور بالحقيقة نور الله جل جلاله وبقول الله عز وجل( الله نور السموات والارض) وهو نور الحق والحق هو الله تعالى بقول الله عز وجل (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون ان الله هو الحق المبين) اذا حقيقة هذا النور هو الله جل جلاله والله تعالى هو الحق المبين والحق هو الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) اذا حقيقة امير المؤمنين (ع) هو نور وحقيقة النور هو الله جل جلاله كيف وصل الامام علي (ع) الى ذلك وصار هو نور الله في السموات والارض وكان هو منور الشمس والحقيقة في ذلك ان الامام علي (ع) قد ذاب بدنه في روحه في طاعة الله ومرضاته فصار بدنه طاهر وتديره روح طاهرة وهي روح الله الطاهرة بقول الله عز وجل (ونفخت فيه من روحي) وتجرد بدن الامام علي (ع) في روحه وهي روح الله الطاهرة وتجرد البدن من كل شيء واصبح روح نورانية طاهرة وهي روح الله الطاهرة فصارت روح الامام علي (ع) روح الله وبدنه هو بدن الله يده يد الله لسانه لسان الله قلبه هو قلب الله الطاهر ورأسه هو رأس الله وكل جسمه هو جسم الله وملك الله جل جلاله فذاب وتجرد جسم الامام في روحه وهي روح الله وذابت روح الامام في اسمه وهو اسم الله فذاب وتجرد اسم الامام علي من كل شيء وذاب وتجرد في اسم الله جل جلاله فاصبح اسم الامام علي (ع) هو اسم الله جل جلاله واسم الله جامع لجميع اسماء الله الحسنى مثل الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن العزيز الجبار الحق والى غير ذلك من اسماء الله الحسنى لله عز وجل وكلها جمعت باسم واحد هو الله جل جلاله هو مظهر لاسم الله الاعظم فاصبح الامام علي (ع) هو اسم الله اسمه اسم الله روحه روح الله بدنه بدن الله نفسه هو نفس الله بقول الله عز وجل (سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق) اذن تبين ان الامام علي (ع) هو الحق والطريق الى معرفة الحق هو بالنور فمعرفة الامام علي (ع) بالنورانية هي معرفة الله جل جلاله ويثبت ذلك الكلام عن امير المؤمنين علي (ع) انه قال (من كان ظاهره في ولايتي اكثر من باطنه خفت موازينه ياسلمان لايكمل المؤمن ايمانه حتى يعرفني بالنورانية واذا عرفني بذلك فهو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان وشرح صدره للاسلام وصار عارفا بدينه مستبصرا ومن قصر عن ذاك فهو شاك مرتاب ياسلمان ويا جندب ان معرفتي بالنورانية معرفة الله ومعرفة الله معرفتي وهو الدين الخالص بقول الله سبحانه (وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) وهو الاخلاص وقوله (حنفاء)وهو الاقرار بنبوة محمد (ص) وهو الدين الحنيف وقوله (ويقيموا الصلاة) وهي ولايتي فمن والاني فقد اقام الصلاة وهو صعب مستصعب (ويؤتون الزكاة) وهو الاقرار بالائمة (وذلك دين القيمة) أي وذلك دين الله القيم شهد القران ان الدين القيم الاخلاص بالتوحيد والاقرار بالنبوة والولاية فمن جاء بهذا فقد اتى بالدين ياسلمان ويا جندب المؤمن الممتحن الذي لم يرد عليه شيء من امرنا الا شرح الله صدره لقبوله ولم يشك ولم يرتب ومن قال لم وكيف فقد كفر فسلموا لله امره فنحن امر الله ياسلمان وياجندب ان الله جعلني امينه على خلقه وخليفته في ارضه وبلاده وارضه واعطاني مالم يصفه الواصفون ولايعرفه العارفون فاذا عرفتموني هكذا فانتم مؤمنون ياسلمان قال الله تعالى (واستعينوا بالصبر والصلاة) فالصبر محمد والصلاة ولايتي ولذلك قال (وانها لكبيرة) ولم يقل وانهما ثم قال (الا على الخاشعين) فاستثنى اهل ولايتي الذين استبصروا بنور هدايتي ياسلمان نحن سر الله الذي لايخفى ونوره الذي لايطفأ ونعمته التي لاتجزى اولنا محمد واوسطنا محمد واخرنا محمد فمن عرفنا فقد استكمل الدين القيم ياسلمان وياجندب كنت ومحمدا نورا نسبح قبل المسبحات ونشرق قبل المخلوقات وقسم الله ذلك النور نصفين نبي مصطفى ووصي مرتضى فقال الله عز وجل لذلك النصف كن محمدا وللاخر كن علياً وكذلك قال النبي (ص) انا من علي وعلي مني ولا يؤدي عني الا انا او علي واليه الاشارة بقوله (وانفسنا وانفسكم) وهو اشارة الى اتحادهما في عالم الارواح والانوار ومثله قوله (افإن مات او قتل) والمراد هنا مات او قتل الوصي لانهما شيء واحد ومعنى واحد ونور واحد اتحدى بالمعنى والصفة وافترقا بالجسد والتسمية فهما شيء واحد في عالم الارواح انت روحي التي بين جنبي وكذلك في عالم الاجساد انت مني وانا منك ترثني وارثك انت مني بمنزلة الروح من الجسد واليه الاشارة بقوله (صلوا عليه وسلموا تسليما) ومعناه صلوا على محمد وسلموا لعلي امره فجمعهما في جسد واحد جوهري وفرق بينهما بالتسمية والصفات في الامر فقال (صلوا عليه وسلموا تسليما) فقال صلوا على النبي وسلموا على الوصي ولا تنفعكم صلواتكم على النبي بالرسالة الا بتسليمكم على علي بالولاية ياسلمان وياجندب وكان محمد الناطق وانا الصامت ولابد في كل زمان من صامت وناطق فمحمد صاحب الجمع وانا صاحب الحشر ومحمد المنذر وانا الهادي ومحمد صاحب الجنة وانا صاحب الرجعة محمد صاحب الحوض وانا صاحب اللواء محمد صاحب المفاتيح وانا صاحب الجنة والنار ومحمد صاحب الوحي وانا صاحب الالهام محمد صاحب الدلالات وانا صاحب المعجزات محمد خاتم النبيين وانا خاتم الوصيين محمد صاحب الدعوات وانا صاحب السيف والسطوة محمد النبي الكريم وانا الصراط المستقيم محمد الرؤوف الرحيم وانا العلي العظيم ياسلمان قال الله سبحانه (يلقى الروح من امره على من يشاء من عباده) ولا يعطي هذا الروح الا من فوض اليه الامر والقدر وانا احيي الموتى واعلم مافي السموات والارض . وانا الكتاب المبين ياسلمان محمد مقيم الحجة وانا حجة الحق على الخلق وبذلك الروح عرج به الى السماء انا حملت نوحاً في السفينة انا صاحب يونس في بطن الحوت وانا الذي حاورت موسى في البحر واهلكت القرون الاولى اعطيت علم الانبياء والاوصياء وفصل الخطاب وبي تمت نبوة محمد انا اجريت الانهار والبحار وفجرت الارض عيونا انا كاب الدنيا لوجهها انا عذاب يوم الظلة انا الخضر معلم موسى انا معلم داود وسليمان انا ذو القرنين انا الذي دفعت سمكها باذن الله عز وجل انا دحوت ارضها انا عذاب يوم الظلة انا المنادي من مكان بعيد انا دابة الارض انا كما يقول لي رسول الله (ص) انت ياعلي ذو قرنيها وكلا طرفيها ولك الاخرة والاولى ياسلمان ان ميتنا اذ مات لم يمت ومقتولنا لم يقتل وغائبنا اذا غاب لم يغب ولا نلد ولا نولد في البطون ولا يقاس بنا احد من الناس انا تكلمت على لسان عيسى في المهد انا نوح انا ابراهيم انا صاحب الناقة انا صاحب الراجفة انا صاحب الزلزلة انا اللوح المحفوظ الي انتهى علم مافيه ، انا انقلب في الصور كيف شاء الله من رآهم فقد رآني ومن رآني فقد رآهم ونحن في الحقيقة نور الله الذي لايزول ولا يتغير . ياسلمان بنا شرف كل مبعوث فلا تدعونا اربابا وقولوا فينا ما شئتم ففينا هلك وبنا نجي ياسلمان من آمن بما قلت وشرحت فهو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ورضي عنه ومن شك وأرتاب فهو ناصب وان ادعى ولايتي فهو كاذب ياسلمان انا والهداة من اهل بيتي سر الله المكنون واولياؤه المقربون كلنا واحد وسرنا واحد فلا تفرقوا فينا فتهلكوا فانا نظهر في كل زمان بما شاء الرحمن فالويل كل الويل لمن انكر ماقلت ولاينكره الا اهل الغباوة ومن ختم على قلبه وسمعه وجعل على بصره غشاوة . ياسلمان انا ابو كل مؤمن ومؤمنة ياسلمان انا الطامة الكبرى انا الازفة اذا ازفت انا الحاقة انا القارعة انا الغاشية انا الصاخة انا المحنة النازلة ونحن الايات والدلالات والحجب ووجه الله انا كتب اسمي على العرش فاستقر وعلى السموات فقامت وعلى الارض ففرشت وعلى الريح فذرت وعلى البرق فلمع وعلى الوادي فهمع وعلى النور فقطع وعلى الرعد فخشع وعلى الليل فدجى واظلم وعلى النهار فأنار وتبسم . ثم قال (ع) انا اول المسلمين انا اول المؤمنين انا اول المصلين وانا اول الصائمين انا اول المجاهدين انا حبل الله المتين انا سيف رسول رب العالمين انا الصديق الاكبر انا الفاروق الاعظم انا باب مدينة العلم انا رأس الحلم انا راية الهدى انا مفتي العدل انا سراج الدين انا امير المؤمنين انا امام المتقين انا سيد الوصيين انا يعسوب الدين انا شهاب الله الثاقب انا عذاب الله الواصب انا البحر الذي لاينزف انا الشرف الذي لايوصف انا قاتل المشركين انا مبيد الكافرين انا غوث المؤمنين انا قائد الغر المحجلين انا اضراس جهنم القاطعة انا رحاها الدائرة انا ساق اهلها اليها انا ملقي حطبها عليها . انا اسمي في الصحف علياً وفي التوراة برياً وعند العرب علياً وان لي اسماء في القرآن عرفها من عرفنا . انا الصادق الذي امركم الله باتباعه فقال (وكونوا مع الصادقين) انا صالح المؤمنين انا المؤذن في الدنيا والاخرة انا المتصدق راكعاً انا الفتى ابن الفتى اخو الفتى انا الممدوح (هل اتى) انا وجه الله انا جنب الله انا علم الله انا عندي علم ماكان وما يكون الى يوم القيامة لايدعي ذلك احد ولايدفعني عنه احد جعل الله قلبي مضيئا وعملي رضيا لقنني ربي الحكمة وغذاني بها لم اشرك بالله منذ خلقت ولم اجزع منذ حملت قتلت صناديد العرب وفرسانها وافنيت ليوثها وشجعانها ايها الناس سلوني عن علم مخزون وحكمة مجموعة . ثم قال امير المؤمنين علي (ع) انا اخو رسول الله ووارث علمه ومعدن حكمه وصاحب سره وما انزل الله حرفا في كتاب من كتبه الا وقد صار اليه وزاد لي علم ماكان وما يكون الى يوم القيامة اعطيت علم الانساب والاسباب واعطيت الف مفتاح يفتح كل مفتاح الف باب ومددت بعلم القدر وان ذلك يجري في الاوصياء من بعدي مايجرى الليل والنهار حتى يرث الله الارض ومن عليها وهو خير الوارثين اعطيت الصراط والميزان واللواء والكوثر انا المقدم على بني ادم يوم القيامة انا المحاسب للخلق انا منزلهم منازلهم انا عذاب اهل النار الا كل ذلك فضل من الله عليّ ومن انكر ان لي في الارض كرة بعد كرة وعودا بعد رجعة حديثا كما كنت قديما فقد رد علينا ومن رد علينا فقد رد على الله انا صاحب الدعوات انا صاحب الصلوات انا صاحب النقمات انا صاحب الدلالات انا صاحب الايات العجيبات انا عالم اسرار البريات انا قرن من حديد انا ابدا جديد انا منزل الملائكة منازلها انا اخذ العهد على الارواح في الازل انا المنادي لهم الست بربكم بامر قيوم لم يزل انا كلمة الله الناطقة في خلقه انا اخذ العهد على جميع الخلائق في الصلوات انا غوث الارامل واليتامى انا باب مدينة العلم انا كهف العلم انا دعامة الله قائمة انا صاحب اللواء الحمد انا صاحب الهبات بعد الهبات ولو اخبرتكم لكفرتم انا قاتل الجبابرة انا الثخيرة في الدنيا والاخرة انا سيد المؤمنين انا علم المهتدين انا صاحب اليمين انا اليقين انا امام المتقين انا السابق الى الدين انا حبل الله المتين انا الذي املاها عدلا كما ملئت ظلما وجورا بسيفي هذا انا صاحب جبرائيل انا تابع ميكائيل انا شجرة الهدى انا علم التقى انا حاشر الخلق الى الله بالكلمة التي بها يجمع الخلائق انا منشأ الانام انا جامع الاحكام انا صاحب القضيب الازهر والجمل الاحمر انا باب اليقين انا امير المؤمنين انا صاحب الخضر انا صاحب البيضاء انا صاحب الفيحاء انا قاتل الاقران انا مبيد الشجعان انا صاحب القرون الاولين انا الصديق الاكبر انا الفاروق الاعظم انا المتكلم بالوحي انا صاحب النجوم انا مدبرها بأمر ربي وعلم الله الذي خصني به انا صاحب الرايات الصفر انا صاحب الرايات الحمر انا الغائب المنتظر لأمر عظيم انا المعطي انا المبدئ انا القابض يدي على القبض الواصف لنفسي انا الناظر لدين ربي انا الحامي لابن عمي انا مدرجة في الاكفان انا ولي الرحمن انا صاحب الخضر وهارون انا صاحب موسى ويوشع بن نون انا صاحب الجنة انا صاحب القطر والمطر انا صاحب الزلازل والخسوف انا مروع الالوف انا قاتل الكفار انا امام الابرار انا البيت المعمور انا السقف المرفوع انا البحر المسجور انا باطن الحرم انا عماد الامم انا صاحب الامر الاعظم هل من ناطق يناطقني انا النار ولولا اني اسمع كلام الله وقول رسول الله (ص) لوضعت سيفي فيكم وقتلتكم عن اخركم انا شهر رمضان انا ليلة القدر انا ام الكتاب انا فصل الخطاب انا سورة الحمد انا صاحب الصلاة في الحضر والسفر بل نحن الصلاة والصيام والليالي والايام والشهور والاعوام انا صاحب الحشر والنحر انا الواضع عن امة محمد الوزر انا باب السجود انا العابد انا المخلوق انا الشاهد انا المشهود انا صاحب السندس الاخضر انا المذكور في السموات والارض انا الماضي مع رسول الله في السموات انا صاحب الكتاب والقوس انا صاحب شيث بن ادم ، انا صاحب موسى وارم انا بي تضرب الامثال انا السماء الخضر انا صاحب الدنيا الغبراء انا صاحب الغيث بعد القنوت ها انا ذا فمن ذا مثلي انا صاحب الرعد الاخضر انا صاحب البحر الاكدر انا مكلم الشمس انا الصاعقة على الأعداء انا الغوث من اطاع من الورى الله ربي لا اله غيره الا وان للباطل جولة وللحق دولة ثم قال معاشر الناس نزهوا ربكم ولا تشيروا اليه فمن حد الخالق فقد كفر بالكتاب الناطق ثم قال طوبى لاهل ولايتي الذين يقتلون فيه ويطردون من اجلي هم خزائن الله في ارضه لايفزعون يوم الفزع الاكبر انا نور الله الذي لايطفى انا السر الذي لايخفى. يؤيد هذا الكلام والمقام ماورد في الامالي عن رسول الله (ص) انه قال يامعشر قريش كيف بكم وقد كفرتم بعدي ثم رأيتموني في كتيبة من اصحابي اضرب وجوهكم بالسيف انا وعلي بن ابي طالب (ع) فنزل جبرائيل مسرعا وقال قل ان شاء الله .
سر الاسرار من سر كلام سماحة الشيخ جعفر الموسى فلسفة شخصية الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) النموذج الثالث وهو سر علم عين اليقين وهو درجة عين اليقين
عزيزي القارئ الكريم هذا النموذج من اسرار علم عين اليقين وهو من اسرار درجات عين اليقين ومن اسرار الحق سبحانه وتعالى وهذا النموذج مبرمج ومترجم من النموذج الاول من الدائرة الاولى الى النموذج الثاني في الدائرة الثانية ومن ثم تبرمج هذا النموذج من الدائرة الثانية الى الدائرة الثالثة بعدما نظر المشاهد الكريم في النموذج الاول ونظر الى احد النقاط الاربعة التي هي في داخل النموذج في الدائرة وقرأ سورة الفاتحة ونظر بعد ذلك الى السماء في مكان واحد واتجاه واحد فسوف يرى دائرة في السماء على شكل نور ويصدر منه نور وهذه الدائرة سوف يكون لها قرص دائري كقرص الشمس ويصدر منه شعاع ونور كشعاع ونور الشمس ويرى ذلك المشاهد هذه الحقيقة بالعين المجردة وبعين اليقين بذلك ومن ثم يتحول ذلك النور الى شكل صورة واضحة وملونة وهي الصورة الحق وهو الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالي (ع) ويشاهد ذلك المشاهد هذه الصورة في السماء وبلعين المجردة وبعلم عين اليقين بقول الله عز وجل (سنيرهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق) فالحق من هو هو الامام علي بن ابي طالب (ع) فكيف صار الامام علي (ع) هو الحق وهو صورة الحق والجواب هو ان الله سبحانه وتعالى هو الحق المبين والحق هو كل شيء ظاهرا وباطنا فالله تعالى هو الظاهر يعني الواحد وهو التي تراه العيون وتعقله العقول وهو عالم الواحدي ومعنى الواحد يعني اذا نظر الإنسان الى نفسه وسألته كم انت يقول انا واحد واذا تجمع عدد من الناس فسالتهم جميعا واحدا واحدا كم انت فيقول انا واحد وسألت الثاني كم انت فيقول انا واحد فينتهي الامر الى كل البشر كل منهم هو واحد وكذلك كل المخلوقات المادية والنورانية كل منها هو واحد يعني السموات كل واحدة منها عدد واحد وكذلك الارض كل منها هي واحد وعالم الدنيا هو واحد وعالم الاخرة هو واحدة الى ان ينتهي الامر الى كل شيء هو واحد وكل شيء مخلوق من الجسم المادي او النواراني فهو واحد فينتهي الامر الى الواحد وهو الله جل جلاله فكل الاشياء هي واحد والواحد هو الله جل جلاله وهو عالم الواحدي وهو كل شيء مخلوق وهو الذي تراه العيون فحقيقة صورة وبدن امير المؤمنين علي (ع) هو واحد وهو الظاهر وهو الواحد وهو الله جل جلاله وهو الظاهر وهو الله تعالى هو الحق والحق هو الامام علي (ع) والحق هو كل شيء اما الله الباطن فلا تراه العيون انما يراه القلب بحقيقة الايمان وهو الله الباطن الذي هو سر الواحد وهو سر كل المخلوقات وهو سر الباطن في باطن صورة الامام امير المؤمنين علي (ع) ولكن هذا السر الباطني وهو الله تعالى وهو الباطن لاتراه العيون وهو اله الحق الباطني أي السر المخفي فتجلى ذلك الامر الالهي الرباني فهو الله الباطن على شكل نور في السماء ومن ثم تجلى وظهر من الباطن الى الظاهر فظهر في كمال النفس الانسانية على شكل صورة الحق وهو الله الظاهر وهو الامام امير المؤمنين علي (ع) فأصبحت شخصية الامام علي هي صورة الحق وهو الله الباطن وهو عالم الاحد وهو الله الظاهر وهو عالم الواحدي فاصبح الامام علي (ع) هو الواحد وهو الاحد وهو الظاهر وهو الباطن وهو الحق والحق هو الله تعالى وهو الاسماء الحسنى ويثبت ذلك الكلام ما قاله امير المؤمنين علي (ع) عن نفسه انا الاسماء الحسنى التي امر ان يدعى بها وتبين ان الامام علي (ع) هو الاسماء الحسنى وهو الحق وهذه مرتبة علية جدا قصور الفهم عن إدراك مرتبة امير المؤمنين علي (ع) وكيف ان انكروه وما عرفوه وبمجرد السمع له ردوه وهو لعمري غرة فخر الانوار ودرة بحر الاسرار وزبدة مخض الاسرار ومعرفة اسرار الجبار بانه النهج الاسلم والاسم الاعظم والترياق الاكبر والكبريت الاحمر ولكن ذا المذاق الوثي والصدر الشجي لايفرق بين الحنظل والسكر ولما كانت الموهبة من الكلام المخزون انكرتها العقول لقصورها عن ارتقاء عالي. قصورها ، وصعقت عند سماع نفخة صورها، فالغالي والقالي هلكا في بحر الافراط والتفريط ظلمة الكبر والحسد، والغالي تاه في تيه الاسرارهم فضل عن سبيل الرشد والتالي قاسهم بالبشر فوقف عن اسرارهم وقعد، والعارف نظر الى مافضلوا به من المواهب الالهية فعرف انهم سر الواحد الاحد وان ظاهرهم باطن الخلايق وباطنهم عين الحقائق وغيب الاله الخالق، فعلم من قوله تعالى: (وعنده مفاتيح الغيب لايعلمها الا هو) ، فهم مفاتح غيب الله التي لايعلم فضلها وسرها الا الله ، وان رفيع شرفهم لاتنال ايد العقول علاه، وخفي سرهم لاتدرك الافهام والاوهام معناه ، ولهذا قيل في الحكمة ، لاتحدث الناس بما يسبق الى العقول انكاره ، وان كان عندك اعتذاره ، فليس كل من اسمعته نكرا يوسعك منه عذرا ، وليس كل مايعلم يقال، ولا كل مايقال ولاكل مايقال تجد له رجال وقال ابن عباس للنبي (ص) : يارسول الله ااحدث بكل ما اسمع . فقال: نعم الا ان يكون حديثا لاتبلغه العقول ، فيجد السامع منه ضلالة وفتنة . وقال رجل للصادق (ع) : اخبرني لماذا رفع النبي علياً على كتفه قال : ليعرف الناس مقامة ورفعته . فقال: زدني يابن رسول الله . فقال: ليعلم الناس انه احق بمقام رسول الله. فقال: زدني. فقال : ليعلم الناس انه امام بعده والعلم المرفوع. فقال : زدني: فقال: هيهات والله لو اخبرتك بكنه ذلك لقمت عني وانت تقول ان جعفر بن محمد كاذب في قوله او مجنون . وكيف يطلع على الاسرار غير الابرار . وقال علي بن الحسين (ع) :
ااني لاكتم كم علمي جواهره
وقد تقدم في هذا ابو الحسن
كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتننا
الى الحسين واوصى قبله الحسنا
ولا غرو فقد كان رسول الله (ص) يقول للملا من قريش: قولوا لا اله الا الله . فيقولون ، ثم يقول : اشهدوا اني محمد رسول الله ، فيشهدون ، ثم يقول: صلوا الى هذه البنية ، فيصلون ، ثم يقول : صوموا رمضان في الهواجر فيصومون ثم يأمرهم باخراج الزكاة فيخرجون ثم يقول حجوا واعتمروا فيحجون ويعتمرون ثم يدعوهم الى الجهاد وترك الحلائل والاولاد، فيجيبون ثم يقول: ان علياً وليكم بعدي، فيعرضون ولا يسمعون فيناديهم بلسان التوبيخ وهم لايسمعون : (قل هو نبأ عظيم انتم عنه معرضون)، ثم يتلو عليهم مناديا وهم لايشعرون : (ويعرفون نعمة الله ثم ينكرونها واكثرهم لكافرون) . ويؤيد هذه القواعد: مارواه الحسن بن محبوب عن جابر بن عبدالله عن ابي عبدالله (ص) ان رسول الله (ص) قال لعلي (ع) ياعلي انت الذي احتج الله بك على الخلايق حين اقامهم اشباحا في ابتدائهم وقال لهم (الست بربكم قالوا بلى) فقال :( ومحمد نبيكم قالوا بالى قال: وعلي امامكم قال فأبى الخلائق جميعا عن ولايتك والاقرار بفضلك وعتوا عنها استكبارا الا قليلا منهم وهم اصحاب اليمين وهم اقل القليل ، وان في السماء الرابعة ملكا يقول في تسبيحه : سبحان من دل هذا الخلق القليل من هذا العالم الكثير على هذا الفضل الجزيل . ويؤيد ذلك : ماورد في كتاب الوحدة عن ابن عباس انه قال: مبغض علي من يخرج من قبره وفي عنقه طوق من نار، وعلى رأسه شياطين يلعنونه حتى يرد الموقف. وعنه مرفوعا اليه من كتاب بصائر الدرجات عن رسول الله (ص) انه قال : ياعلي والذي بعثني نبيا بالحق ، واصطفاني على سائر الخلق انك لو صببت الدنيا على المنافق ما احبك وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس ان رسول الله (ص) قال: المخالف لعلي بعدي كافر ومشرك وغادر، والمحب له مؤمن صادق، والمبغض له منافق، والمحارب له مارق ، والراد عليه زاهق، والمقتفي لاثره لاحق . فوجب علي تنزيها للدين عن ظن الملحدين، وشك الجاحدين واعتذارا الى المؤمنين بحكم من صنف فقد استهدف ان اورد في هذه الرسالة لمعة من خفي الاسرار، ومكنون الاثار وبواطن الاخيار واميط عن محياها سدف الخفاء ليبدو للطالب شهاب الاقتداء في سماء الليلة الليلاء . فاذا اتضحت بذلك خفايا الاسرار وفضحت عن دررها اصداف الاثار وبان بيان البيان لمن ينظر (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فاليكفر) . ومن بعض خطب امير المؤمنين علي (ع) انه قال (الحمد لله الذي فتق الاجواء وخرق الهواء وعلق الارجاء واضاء الضياء واحيى الموتى وامات الاحياء احمده حمدا سطع فأرفع وشعشع فلمع حمدا يتصاعد في السماء ارساله ويذهب في الجو اعتداله خلق السموات بلا دعائم واقامها بغير قوائم وزينها بالكواكب المضيئات وحبس في الجو سحائب مكفهرات وخلق البحار والجبال على تلاطم تيار رفيق رئيق فتق رتجاها فتخطمطت امواجها احمده وله الحمد واشهد ان لا اله الا هو واشهد ان محمدا عبده ورسوله انتجبه من البحبوحة العليا وارسله في العرب وابتعثه هاديا مهديا حلاحلاً طلسمياً فاقام الدلائل وختم الرسائل بصر به المسلمين واظهر به الدين صلى الله عليه وآله الطاهرين . ايها الناس انيبوا الى شيعتي والتزموا بيعتي وواظبوا على الدين بحسن اليقين وتمسكوا بوصي نبيكم الذي به نجاتكم وبحبه يوم الحشر منجاتكم فانا الامل والمأمول . انا الواقف على التطنجين انا الناظر الى المغربين والمشرقين رأيت رحمة الله والفردوس رأي العين وهو في البحر السابع يجري في الفلك في زخاخيره النجوم والحبك ورأيت الارض ملتفة كالتفاف الثوب القصور وهي في خزف من التطنج الايمن مما يلي المشرق والتطنجان خليجان من ماء كأنهما ايسار تطنجين وانا المتولي دائرتها وما الفردوس ؟ وما هم فيه الا كالخاتم في الاصبع ولقد رأيت الشمس عند غروبها وهي كالطاير المنصرف الى وكره ولولا اصطكاك رأس الفردوس واختلاط التطنجين وصرير الفلك يسمع من في السموات والارض رميم حميم دخولها في الماء الاسود وهي العين الحمئة ولقد علمت من عجائب خلق الله ما لا يعلمه الا الله وعرفت ماكان وما يكون وما كان في الذر الاول مع من تقدم من ادم الاول ولقد كشف لي فعرفت وعلمني ربي فتعلمت الا فعوا ولا تضجوا ولا ترتجوا فلولا خوفي عليكم ان تقولوا او ارتد لاخبرتكم بما كانوا وما انتم فيه وما تلقونه الى يوم القيامة علم اوعز الي فعلمت ولقد ستر علمه عن جميع النبيين الا صاحب شريعتكم هذه صلوات الله عليه وآله فعلمني علمه وعلمته علمي الا وانا نحن النذر الاولى ونحن نذر الاخرة والاولى ونذر كل زمان واوان . وبنا هلك من هلك وبنا نجا من نجا فلا تستطيعوا ذلك فينا فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة وتفرد بالجبروت والعظمة لقد سخرت لي الرياح والهواء والطير وعرضت علي الدنيا فاعرضت عنها انا كاب الدنيا لوجهها فحنى. متى يحلق بي اللواحق لقد علمت مافوق الفرودوس الاعلى وما تحت السابعة السفلي وما في السموات العلى وما بينهما وما تحت الثرى . كل ذلك علم احاطة لاعلم اخبار اقسم برب العرش العظيم لو شئت اخبرتكم بابائكم واسلافكم اين كانوا وممن كانوا واين هم الان وما صاروا اليه فكم من اكل منكم لحم اخيه وشارب برأس ابيه وهو يشتاقه ويرتجيه . هيهات هيهات اذا كشف المستور وحصل مافي الصدور وعلم اين الضمير وايم الله لقد كوزتم كوزات وكررتم كرات وكم بين كرة وكرة من اية وايات مابين مقتول وميت فبعض في حواصل الطيور وبعض في بطون الوحش والناس مابين ماض وزاج ، ورايح وغاد لو كشف لكم ماكان مني في القديم الاول وما يكون مني في الاخرة لرأيتم عجائب مستعظمات وامورا مستعجبات وصنايع واحاطات انا صاحب الخلق الاول قبل نوح الاول ولو علمتم ماكان بين ادم ونوح من عجائب اصطنعتها وامم اهلكتها فحق عليهم القول فبئس ماكانوا يفعلون انا صاحب الطوفان الاول انا صاحب الطوفان الثاني انا صاحب سيل العرم . انا صاحب الاسرار المكنونات انا صاحب عاد والجنات انا صاحب ثمود والايات انا مدمرها انا مزلزلها انا مرجعها انا مهلكها انا مدبرها انا بانيها انا داحيها انا مميتها انا محييها انا الاول انا الاخر انا الظاهر انا الباطن انا مع الكور قبل الكور انا مع الدور قبل الدور انا مع القلم قبل القلم انا مع اللوح قبل اللوح انا صاحب الازلية الاولية انا صاحب جابلقيا وجابرسيا انا صاحب الرفوف وبهرم انا مدبر العالم الاول حين لا سماؤكم هذه ولاغبراؤكم .
قال: فقام اليه ابن صويرمة فقال : أنت أنت يا امير المؤمنين .
فقال: انا انا لا اله الا الله ربي ورب الخلائق اجمعين، له الخلق والامر، الذي دبر الامور بحكمته، وقامت السموات والارض بقدرته ، كأني بضعيفكم يقول الا تسمعون الى مايدعيه ابن ابي طالب في نفسه ، وبالامس تكفهر عليه عساكر اهل الشام فلا يخرج اليها ؟ وباعث محمد وابراهيم لاقتلن اهل الشام بكم قتلات واي قتلات ، وحقي وعظمتي لاقتلن اهل الشام بكم قتلات ، ولاقتلن اهل صفين بكل قتلة سبعين قتلة ، ولاردن الى كل مسلم حياة جديدة، ولاسلمن اليه صاحبه وقاتله، الى ان يشفى غليل صدري منه ، لاقتلن بعمار بن ياسر وباويس القرني الف قتيل اولا يقال لاوكيف واين ومتى وانى وحتى، فكيف اذا رأيتم صاحب الشام ينشر بالمناشير ، ويقطع بالمساطير ، ثم لاذيقنه اليم العقاب، الا فابشروا ، فالي يرد امر الخلق غدا بامر ربي، فلا يستعظم ماقلت فانا اعطينا علم المنايا والبلايا والتاويل والتنزيل وفصل الخطاب وعلم النوازل والوقايع والبلايا فلا يعزب عنا شيء كاني بهذا وأشار الى الحسين (عليه السلام) قد ثار نوره بين عينيه فاحضره لوقته بحين طويل يزلزلها ويخسفها وثار معه المؤمنين في كل مكان وايم الله لو شئت سميتهم رجلا رجلا باسمائهم واسماء اباؤهم فهم يتناسلون من اصلاب الرجال وارحام النساء الى يوم الوقت المعلوم ثم قال ياجابر انتم مع الحق ومعه تكونون وفيه تموتون ياجابر اذا صاح الناقوس وكبس الكابوس وتكلم الجاموس فعند ذلك عجائب فاي عجائب اذا انارت النار ببصرى وظهرت الراية العثمانية بوادي سوداء واضطربت البصرة وغلب بعضهم بعضا وصبا كل قوم الى قوم وتحركت عساكر خراسان وتبع شعيب بن صالح التيمي من بطن الطالقان وبويع بسعيد السويسي بخوزستان وعقدت الراية لعماليق كردان وتغلبت العرب على بلاد الارمن والسقلاب واذعن هرقل بقسطنطينية لبطاريق سينان فتوقعوا ظهور مكلم موسى من الشجرة على الطور فيظهر هذا ظاهر مكشوف معاين موصوف الا وكم عجائب تركتها ودلائل كتمتها لا اجد لها حملة انا صاحب ابليس بالسجود انا معذبه وجنوده على الكبر والغرور بامر الله انا رافع ادريس مكانا عليا انا منطق عيسى في المهد صبيا انا مدين الميادين وواضع الأرض انا قاسمها اخماسا فجعلت خمسا برا وخمسا بحرا وخمسا جبالا وخمسا عمارا وخمسا خرابا انا خرقت القلزم من الترجيم وخرقت العقيم من الحيم وخرقت كلا من كل وخرقت بعضا في بعض انا طيرثا انا جانبوثا انا البارحلون انا عليثوثا انا المسترق على البحار في نواليم الزخار عند البيار حتى يخرج لي ما اعد لي من الخيل والرجال فاخذ ما أحببت واترك ما أردت ثم اسلم الى عمار بن ياسر اثنى عشر ادهم على ادهم منها ماحب لله ولرسوله مع كل واحد اثنى عشر كتيبة لايعلم عددها الا الله الا فابشروا فانتم نعم الاخوان الا وان لكم بعد حين طرفة تعلمون بها بعض البيان وتنكشف لكم صنائع البرهان عند طلوع برهان وكيوان على دقائق الاقتران فعندها تواتر الهزات والزلازل وتقبل رايات من شاطئ جيحون الى بيداء بابل انا مبرمج الابراج وعاقد الرياح ومفتح الافراج وباسط العجاج انا صاحب الطور انا ذلك النور الظاهر انا ذلك البرهان الظاهر وانما كشف لموسى شخص من شخص الذر من المثقال وكل ذلك بعلم من الله ذو الجلال انا صاحب جنات الخلود انا مجري الانهار انهارا من ماء تيار وانهارا من لبن وانهارا من عسل مصفى وانهارا من خمر لذة للشاربين انا حجبت جهنم وجعلتها طبقات السعير وسقير الجير والاخرى عمقيوس اعتدتها للظالمين واودعت ذلك كله وادي برهوت وهو والفلق ورب ماخلق يخلد فيه الجبت والطاغوت وعبيدهما ومن كفر بذلك الملك والملكوت انا صانع الاقاليم بامر العليم الحكيم انا الكلمة التي بها تمت الامور ودهرت الدهور انا جعلت الاقاليم ارباعا والجزائر سبعا فاقليم الجنوب معدن البركات واقليم الشمال معدن السطوات واقليم الصبا معدن الزلازل واقليم الدهور معدن الهلكات الا ويل مداينكم وامصاركم من طغاة يظهرون فيغيرون ويبدلون اذا تمالت الشدائد من دولة الخصيان وملكة الصبيان والنسوان فعند ذلك ترتج الاقطار بالدعاة الى كل باطل هيهات هيهات توقعوا حلول الفرج الاعظم واقباله فوجا فوجا اذا جعل الله حصبا النجف جوهرا وجعله تحت اقدام المؤمنين وتبايع به للخلاف والمنافقين ويبطل معه الياقوت الاحمر وخالص الدر والجواهر الا وان ذلك من ابين العلامات حتى اذا انتهى ذلك صدق ضياؤه وسطع بهاؤه وظهر ماتريدون وبلغتم ماتحبون الا وكم الى ذلك من عجائب جمة وامور ملمة يا اشباه الاعثام وبهام الانعام كيف تكونون اذا داهمتكم رايات لبني كنام مع عثمان بن عنبسة من عراص الشام يريد بها ابويه ويزوج بها اميه هيهات ان يرى الحق اموي او بدوي ثم بكى صلوات الله عليه وقال واها للامم اما شهتم رايات بني عتبة مع بني كنام السائرين اثلاثا المرتكبين جبلا جبلا مع خوف شديد وبؤس عتيد الا وهو الوقت الذي وعدتم به لاحملنهم على نجائب تحفهم مراكب الافلاك كاني بالمنافقين يقولون نص علي على نفسه بالربانية الا فاشهدوا شهادة اسألكم بها عند الحاجة اليها ان علي نور مخلوق وعبد مرزوق ومن قال غير هذا عليه لعنة الله ولعنة اللاعنين ثم نزل وهو يقول تحصنت بذي الملك والملكوت واعتصمت بذي العزة والجبروت وامتنعت بذي القدرة والملكوت من كل ما اخاف واحذر ايها الناس ماذكر احدكم هذه الكلمات عند نازلة او شدة الا اوزاحها الله عنه فقال له جابر وحدها يا امير المؤمنين فقال نعم واضيف اليها الثلاثة عشرة اسما وضمني ثم ركب ومضى ومن خطبة له (ع) قال: (انا عندي مفاتيح الغيب لايعلمها بعد رسول الله الا انا انا ذو القرنين المذكور في الصحف الاولى انا صاحب خاتم سليمان انا ولي الحساب انا صاحب الصراط والموقف انا قاسم الجنة والنار بامر ربي انا ادم الاول انا نوح الاول انا اية الجبار انا حقيقة الاسرار انا مورق الاشجار انا مونع الثمار انا مفجر العيون انا مجري الانهار انا خازن العلم انا طود الحلم انا امير المؤمنين انا عين اليقين انا حجة الله في السموات والارض انا الراجفة انا الصاعقة انا الصيحة بالحق انا الساعة لمن كذب بها انا ذلك الكتاب الذي لاريب فيه انا الاسماء الحسنى التي امر ان يدعى بها انا ذلك النور الذي اقتبس منها الهدى انا صاحب الصور انا مخرج من في القبور انا صاحب يوم النشور انا صاحب نوح ومنجيه انا صاحب ايوب المبتلى وشافيه انا اقمت السموات بامر ربي انا صاحب إبراهيم انا سر الكليم انا الناظر في الملكوت انا امر الحي الذي لايموت انا ولي الحق على سائر الخلق انا الذي لايبدل القول لدي وحساب الخلق الي انا المفوض الي امر الخلائق انا خليفة الاله الخالق انا سر الله في بلاده، وحجته على عباده انا امر الله والروح، كما قال سبحانه (ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي) . انا ارسيت الجبال الشامخات ، وفجرت العيون الجاريات انا غارس الاشجار ومخرج الالوان والثمار ، انا مقدر الاقوات انا ناشر الاموات انا منزل القطر انا منور الشمس والقمر والنجوم انا قيم القيامة انا القيم الساعة انا الواجب له من الله الطاعة انا سر الله المخزون ، انا العالم بما كان وما يكون انا صلوات المؤمنين وصيامهم انا مولاهم وامامهم انا صاحب النشر الاول والاخر انا صاحب المناقب والمفاخر انا صاحب الكواكب انا عذاب الله الواصب ، انا مهلك الجبابرة الاول ، انا مزيل الدول انا صاحب الزلازل والرجف انا صاحب الكسوف والخسوف انا مدمر الفراعنة بسيفي هذا ، انا الذي اقامني الله في الاظلة ودعاهم الى طاعتي ، فلما ظهرت انكروا ، فقال الله سبحانه (فلما جاءهم ماعرفوا كفروا به) انا نور الانوار انا حامل العرش مع الابرار انا صاحب الكتب السالفة انا باب الله الذي لايفتح لمن كذب به ولا يذوق الجنة انا الذي تزدحم الملائكة على فراشي وتعرفني عباد اقاليم الدنيا، انا ردت لي الشمس مرتين وسلمت علي كرتين وصليت مع رسول الله القبلتين وبايعت البيعتين ، انا صاحب بدر وحنين، انا الطور، انا الكتاب المسطور، انا البحر المسجور، انا البيت المعمور، انا الذي دعا الله الخلائق الى طاعتي، فكفرت واصرت فمسخت واجابت امة فنجت وازلفت انا الذي بيدي مفاتيح الجنان ومقاليد النيران كرامة من الله انا مع رسول الله في الارض وفي السماء، انا المسيح حيث لاروح يتحرك ولانفس يتنفس غيري، انا صاحب القرون الاولى، انا الصامت ومحمد الناطق، انا جاوزت بموسى في البحر، واغرقت فرعون وجنوده، وانا اعلم هماهم البهائم، ومنطق الطير، انا الذي اجوز السموات السبع والارضين السبع في طرفة عين، انا المتكلم على لسان عيسى في المهد، انا الذي يصلي عيسى خلفي، انا الذي انقلب في الصور كيف شاء الله، انا مصباح الهدى، انا مفتاح التقى، انا الاخرة والاولى، انا الذي ارى اعمال العباد، انا خازن السموات والارض بامر رب العالمين، انا القائم بالقسط، انا ديان الدين، انا الذي لاتقبل الاعمال الا بواليتي، ولاتنفع الحسنات الا بحبي، انا العالم بمدار الفلك الدوار، انا صاحب مكيال وقطرات الامطار، ورمل القفار باذن الملك الجبار، الا انا الذي اقتل مرتنين واحيي مرتين واحيي مرتين واظهر كيف شئت ، انا محصى الخلائق وان كثروا، انا محاسبهم بامر ربي، انا الذي عندي الف كتاب من كتب الانبياء، انا الذي جحد ولايتي الف امة فمسخوا، انا المذكور في سالف الازمان والخارج في اخر الزمان، انا قاصم الجبارين في الغابرين ، ومخرجهم ومعذبهم في الاخرين، يغوث ويعوق ونسرا عذابا شديدا، انا المتكلم بكل لسان، انا الشاهد لاعمال الخلائق في المشارق والمغارب . انا صهر محمد، انا المعنى الذي لايقع عليه اسم ولا شبه، انا باب حطة، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
سر الاسرار من سر كلام سماحة الشيخ جعفر الموسى فلسفة شخصية الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) النموذج الثالث وهو سر علم عين اليقين وهو درجة عين اليقين
عزيزي القارئ الكريم هذا النموذج من اسرار علم عين اليقين وهو من اسرار درجات عين اليقين ومن اسرار الحق سبحانه وتعالى وهذا النموذج مبرمج ومترجم من النموذج الاول من الدائرة الاولى الى النموذج الثاني في الدائرة الثانية ومن ثم تبرمج هذا النموذج من الدائرة الثانية الى الدائرة الثالثة بعدما نظر المشاهد الكريم في النموذج الاول ونظر الى احد النقاط الاربعة التي هي في داخل النموذج في الدائرة وقرأ سورة الفاتحة ونظر بعد ذلك الى السماء في مكان واحد واتجاه واحد فسوف يرى دائرة في السماء على شكل نور ويصدر منه نور وهذه الدائرة سوف يكون لها قرص دائري كقرص الشمس ويصدر منه شعاع ونور كشعاع ونور الشمس ويرى ذلك المشاهد هذه الحقيقة بالعين المجردة وبعين اليقين بذلك ومن ثم يتحول ذلك النور الى شكل صورة واضحة وملونة وهي الصورة الحق وهو الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالي (ع) ويشاهد ذلك المشاهد هذه الصورة في السماء وبلعين المجردة وبعلم عين اليقين بقول الله عز وجل (سنيرهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق) فالحق من هو هو الامام علي بن ابي طالب (ع) فكيف صار الامام علي (ع) هو الحق وهو صورة الحق والجواب هو ان الله سبحانه وتعالى هو الحق المبين والحق هو كل شيء ظاهرا وباطنا فالله تعالى هو الظاهر يعني الواحد وهو التي تراه العيون وتعقله العقول وهو عالم الواحدي ومعنى الواحد يعني اذا نظر الإنسان الى نفسه وسألته كم انت يقول انا واحد واذا تجمع عدد من الناس فسالتهم جميعا واحدا واحدا كم انت فيقول انا واحد وسألت الثاني كم انت فيقول انا واحد فينتهي الامر الى كل البشر كل منهم هو واحد وكذلك كل المخلوقات المادية والنورانية كل منها هو واحد يعني السموات كل واحدة منها عدد واحد وكذلك الارض كل منها هي واحد وعالم الدنيا هو واحد وعالم الاخرة هو واحدة الى ان ينتهي الامر الى كل شيء هو واحد وكل شيء مخلوق من الجسم المادي او النواراني فهو واحد فينتهي الامر الى الواحد وهو الله جل جلاله فكل الاشياء هي واحد والواحد هو الله جل جلاله وهو عالم الواحدي وهو كل شيء مخلوق وهو الذي تراه العيون فحقيقة صورة وبدن امير المؤمنين علي (ع) هو واحد وهو الظاهر وهو الواحد وهو الله جل جلاله وهو الظاهر وهو الله تعالى هو الحق والحق هو الامام علي (ع) والحق هو كل شيء اما الله الباطن فلا تراه العيون انما يراه القلب بحقيقة الايمان وهو الله الباطن الذي هو سر الواحد وهو سر كل المخلوقات وهو سر الباطن في باطن صورة الامام امير المؤمنين علي (ع) ولكن هذا السر الباطني وهو الله تعالى وهو الباطن لاتراه العيون وهو اله الحق الباطني أي السر المخفي فتجلى ذلك الامر الالهي الرباني فهو الله الباطن على شكل نور في السماء ومن ثم تجلى وظهر من الباطن الى الظاهر فظهر في كمال النفس الانسانية على شكل صورة الحق وهو الله الظاهر وهو الامام امير المؤمنين علي (ع) فأصبحت شخصية الامام علي هي صورة الحق وهو الله الباطن وهو عالم الاحد وهو الله الظاهر وهو عالم الواحدي فاصبح الامام علي (ع) هو الواحد وهو الاحد وهو الظاهر وهو الباطن وهو الحق والحق هو الله تعالى وهو الاسماء الحسنى ويثبت ذلك الكلام ما قاله امير المؤمنين علي (ع) عن نفسه انا الاسماء الحسنى التي امر ان يدعى بها وتبين ان الامام علي (ع) هو الاسماء الحسنى وهو الحق وهذه مرتبة علية جدا قصور الفهم عن إدراك مرتبة امير المؤمنين علي (ع) وكيف ان انكروه وما عرفوه وبمجرد السمع له ردوه وهو لعمري غرة فخر الانوار ودرة بحر الاسرار وزبدة مخض الاسرار ومعرفة اسرار الجبار بانه النهج الاسلم والاسم الاعظم والترياق الاكبر والكبريت الاحمر ولكن ذا المذاق الوثي والصدر الشجي لايفرق بين الحنظل والسكر ولما كانت الموهبة من الكلام المخزون انكرتها العقول لقصورها عن ارتقاء عالي. قصورها ، وصعقت عند سماع نفخة صورها، فالغالي والقالي هلكا في بحر الافراط والتفريط ظلمة الكبر والحسد، والغالي تاه في تيه الاسرارهم فضل عن سبيل الرشد والتالي قاسهم بالبشر فوقف عن اسرارهم وقعد، والعارف نظر الى مافضلوا به من المواهب الالهية فعرف انهم سر الواحد الاحد وان ظاهرهم باطن الخلايق وباطنهم عين الحقائق وغيب الاله الخالق، فعلم من قوله تعالى: (وعنده مفاتيح الغيب لايعلمها الا هو) ، فهم مفاتح غيب الله التي لايعلم فضلها وسرها الا الله ، وان رفيع شرفهم لاتنال ايد العقول علاه، وخفي سرهم لاتدرك الافهام والاوهام معناه ، ولهذا قيل في الحكمة ، لاتحدث الناس بما يسبق الى العقول انكاره ، وان كان عندك اعتذاره ، فليس كل من اسمعته نكرا يوسعك منه عذرا ، وليس كل مايعلم يقال، ولا كل مايقال ولاكل مايقال تجد له رجال وقال ابن عباس للنبي (ص) : يارسول الله ااحدث بكل ما اسمع . فقال: نعم الا ان يكون حديثا لاتبلغه العقول ، فيجد السامع منه ضلالة وفتنة . وقال رجل للصادق (ع) : اخبرني لماذا رفع النبي علياً على كتفه قال : ليعرف الناس مقامة ورفعته . فقال: زدني يابن رسول الله . فقال: ليعلم الناس انه احق بمقام رسول الله. فقال: زدني. فقال : ليعلم الناس انه امام بعده والعلم المرفوع. فقال : زدني: فقال: هيهات والله لو اخبرتك بكنه ذلك لقمت عني وانت تقول ان جعفر بن محمد كاذب في قوله او مجنون . وكيف يطلع على الاسرار غير الابرار . وقال علي بن الحسين (ع) :
ااني لاكتم كم علمي جواهره
وقد تقدم في هذا ابو الحسن
كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتننا
الى الحسين واوصى قبله الحسنا
ولا غرو فقد كان رسول الله (ص) يقول للملا من قريش: قولوا لا اله الا الله . فيقولون ، ثم يقول : اشهدوا اني محمد رسول الله ، فيشهدون ، ثم يقول: صلوا الى هذه البنية ، فيصلون ، ثم يقول : صوموا رمضان في الهواجر فيصومون ثم يأمرهم باخراج الزكاة فيخرجون ثم يقول حجوا واعتمروا فيحجون ويعتمرون ثم يدعوهم الى الجهاد وترك الحلائل والاولاد، فيجيبون ثم يقول: ان علياً وليكم بعدي، فيعرضون ولا يسمعون فيناديهم بلسان التوبيخ وهم لايسمعون : (قل هو نبأ عظيم انتم عنه معرضون)، ثم يتلو عليهم مناديا وهم لايشعرون : (ويعرفون نعمة الله ثم ينكرونها واكثرهم لكافرون) . ويؤيد هذه القواعد: مارواه الحسن بن محبوب عن جابر بن عبدالله عن ابي عبدالله (ص) ان رسول الله (ص) قال لعلي (ع) ياعلي انت الذي احتج الله بك على الخلايق حين اقامهم اشباحا في ابتدائهم وقال لهم (الست بربكم قالوا بلى) فقال :( ومحمد نبيكم قالوا بالى قال: وعلي امامكم قال فأبى الخلائق جميعا عن ولايتك والاقرار بفضلك وعتوا عنها استكبارا الا قليلا منهم وهم اصحاب اليمين وهم اقل القليل ، وان في السماء الرابعة ملكا يقول في تسبيحه : سبحان من دل هذا الخلق القليل من هذا العالم الكثير على هذا الفضل الجزيل . ويؤيد ذلك : ماورد في كتاب الوحدة عن ابن عباس انه قال: مبغض علي من يخرج من قبره وفي عنقه طوق من نار، وعلى رأسه شياطين يلعنونه حتى يرد الموقف. وعنه مرفوعا اليه من كتاب بصائر الدرجات عن رسول الله (ص) انه قال : ياعلي والذي بعثني نبيا بالحق ، واصطفاني على سائر الخلق انك لو صببت الدنيا على المنافق ما احبك وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس ان رسول الله (ص) قال: المخالف لعلي بعدي كافر ومشرك وغادر، والمحب له مؤمن صادق، والمبغض له منافق، والمحارب له مارق ، والراد عليه زاهق، والمقتفي لاثره لاحق . فوجب علي تنزيها للدين عن ظن الملحدين، وشك الجاحدين واعتذارا الى المؤمنين بحكم من صنف فقد استهدف ان اورد في هذه الرسالة لمعة من خفي الاسرار، ومكنون الاثار وبواطن الاخيار واميط عن محياها سدف الخفاء ليبدو للطالب شهاب الاقتداء في سماء الليلة الليلاء . فاذا اتضحت بذلك خفايا الاسرار وفضحت عن دررها اصداف الاثار وبان بيان البيان لمن ينظر (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فاليكفر) . ومن بعض خطب امير المؤمنين علي (ع) انه قال (الحمد لله الذي فتق الاجواء وخرق الهواء وعلق الارجاء واضاء الضياء واحيى الموتى وامات الاحياء احمده حمدا سطع فأرفع وشعشع فلمع حمدا يتصاعد في السماء ارساله ويذهب في الجو اعتداله خلق السموات بلا دعائم واقامها بغير قوائم وزينها بالكواكب المضيئات وحبس في الجو سحائب مكفهرات وخلق البحار والجبال على تلاطم تيار رفيق رئيق فتق رتجاها فتخطمطت امواجها احمده وله الحمد واشهد ان لا اله الا هو واشهد ان محمدا عبده ورسوله انتجبه من البحبوحة العليا وارسله في العرب وابتعثه هاديا مهديا حلاحلاً طلسمياً فاقام الدلائل وختم الرسائل بصر به المسلمين واظهر به الدين صلى الله عليه وآله الطاهرين . ايها الناس انيبوا الى شيعتي والتزموا بيعتي وواظبوا على الدين بحسن اليقين وتمسكوا بوصي نبيكم الذي به نجاتكم وبحبه يوم الحشر منجاتكم فانا الامل والمأمول . انا الواقف على التطنجين انا الناظر الى المغربين والمشرقين رأيت رحمة الله والفردوس رأي العين وهو في البحر السابع يجري في الفلك في زخاخيره النجوم والحبك ورأيت الارض ملتفة كالتفاف الثوب القصور وهي في خزف من التطنج الايمن مما يلي المشرق والتطنجان خليجان من ماء كأنهما ايسار تطنجين وانا المتولي دائرتها وما الفردوس ؟ وما هم فيه الا كالخاتم في الاصبع ولقد رأيت الشمس عند غروبها وهي كالطاير المنصرف الى وكره ولولا اصطكاك رأس الفردوس واختلاط التطنجين وصرير الفلك يسمع من في السموات والارض رميم حميم دخولها في الماء الاسود وهي العين الحمئة ولقد علمت من عجائب خلق الله ما لا يعلمه الا الله وعرفت ماكان وما يكون وما كان في الذر الاول مع من تقدم من ادم الاول ولقد كشف لي فعرفت وعلمني ربي فتعلمت الا فعوا ولا تضجوا ولا ترتجوا فلولا خوفي عليكم ان تقولوا او ارتد لاخبرتكم بما كانوا وما انتم فيه وما تلقونه الى يوم القيامة علم اوعز الي فعلمت ولقد ستر علمه عن جميع النبيين الا صاحب شريعتكم هذه صلوات الله عليه وآله فعلمني علمه وعلمته علمي الا وانا نحن النذر الاولى ونحن نذر الاخرة والاولى ونذر كل زمان واوان . وبنا هلك من هلك وبنا نجا من نجا فلا تستطيعوا ذلك فينا فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة وتفرد بالجبروت والعظمة لقد سخرت لي الرياح والهواء والطير وعرضت علي الدنيا فاعرضت عنها انا كاب الدنيا لوجهها فحنى. متى يحلق بي اللواحق لقد علمت مافوق الفرودوس الاعلى وما تحت السابعة السفلي وما في السموات العلى وما بينهما وما تحت الثرى . كل ذلك علم احاطة لاعلم اخبار اقسم برب العرش العظيم لو شئت اخبرتكم بابائكم واسلافكم اين كانوا وممن كانوا واين هم الان وما صاروا اليه فكم من اكل منكم لحم اخيه وشارب برأس ابيه وهو يشتاقه ويرتجيه . هيهات هيهات اذا كشف المستور وحصل مافي الصدور وعلم اين الضمير وايم الله لقد كوزتم كوزات وكررتم كرات وكم بين كرة وكرة من اية وايات مابين مقتول وميت فبعض في حواصل الطيور وبعض في بطون الوحش والناس مابين ماض وزاج ، ورايح وغاد لو كشف لكم ماكان مني في القديم الاول وما يكون مني في الاخرة لرأيتم عجائب مستعظمات وامورا مستعجبات وصنايع واحاطات انا صاحب الخلق الاول قبل نوح الاول ولو علمتم ماكان بين ادم ونوح من عجائب اصطنعتها وامم اهلكتها فحق عليهم القول فبئس ماكانوا يفعلون انا صاحب الطوفان الاول انا صاحب الطوفان الثاني انا صاحب سيل العرم . انا صاحب الاسرار المكنونات انا صاحب عاد والجنات انا صاحب ثمود والايات انا مدمرها انا مزلزلها انا مرجعها انا مهلكها انا مدبرها انا بانيها انا داحيها انا مميتها انا محييها انا الاول انا الاخر انا الظاهر انا الباطن انا مع الكور قبل الكور انا مع الدور قبل الدور انا مع القلم قبل القلم انا مع اللوح قبل اللوح انا صاحب الازلية الاولية انا صاحب جابلقيا وجابرسيا انا صاحب الرفوف وبهرم انا مدبر العالم الاول حين لا سماؤكم هذه ولاغبراؤكم .
قال: فقام اليه ابن صويرمة فقال : أنت أنت يا امير المؤمنين .
فقال: انا انا لا اله الا الله ربي ورب الخلائق اجمعين، له الخلق والامر، الذي دبر الامور بحكمته، وقامت السموات والارض بقدرته ، كأني بضعيفكم يقول الا تسمعون الى مايدعيه ابن ابي طالب في نفسه ، وبالامس تكفهر عليه عساكر اهل الشام فلا يخرج اليها ؟ وباعث محمد وابراهيم لاقتلن اهل الشام بكم قتلات واي قتلات ، وحقي وعظمتي لاقتلن اهل الشام بكم قتلات ، ولاقتلن اهل صفين بكل قتلة سبعين قتلة ، ولاردن الى كل مسلم حياة جديدة، ولاسلمن اليه صاحبه وقاتله، الى ان يشفى غليل صدري منه ، لاقتلن بعمار بن ياسر وباويس القرني الف قتيل اولا يقال لاوكيف واين ومتى وانى وحتى، فكيف اذا رأيتم صاحب الشام ينشر بالمناشير ، ويقطع بالمساطير ، ثم لاذيقنه اليم العقاب، الا فابشروا ، فالي يرد امر الخلق غدا بامر ربي، فلا يستعظم ماقلت فانا اعطينا علم المنايا والبلايا والتاويل والتنزيل وفصل الخطاب وعلم النوازل والوقايع والبلايا فلا يعزب عنا شيء كاني بهذا وأشار الى الحسين (عليه السلام) قد ثار نوره بين عينيه فاحضره لوقته بحين طويل يزلزلها ويخسفها وثار معه المؤمنين في كل مكان وايم الله لو شئت سميتهم رجلا رجلا باسمائهم واسماء اباؤهم فهم يتناسلون من اصلاب الرجال وارحام النساء الى يوم الوقت المعلوم ثم قال ياجابر انتم مع الحق ومعه تكونون وفيه تموتون ياجابر اذا صاح الناقوس وكبس الكابوس وتكلم الجاموس فعند ذلك عجائب فاي عجائب اذا انارت النار ببصرى وظهرت الراية العثمانية بوادي سوداء واضطربت البصرة وغلب بعضهم بعضا وصبا كل قوم الى قوم وتحركت عساكر خراسان وتبع شعيب بن صالح التيمي من بطن الطالقان وبويع بسعيد السويسي بخوزستان وعقدت الراية لعماليق كردان وتغلبت العرب على بلاد الارمن والسقلاب واذعن هرقل بقسطنطينية لبطاريق سينان فتوقعوا ظهور مكلم موسى من الشجرة على الطور فيظهر هذا ظاهر مكشوف معاين موصوف الا وكم عجائب تركتها ودلائل كتمتها لا اجد لها حملة انا صاحب ابليس بالسجود انا معذبه وجنوده على الكبر والغرور بامر الله انا رافع ادريس مكانا عليا انا منطق عيسى في المهد صبيا انا مدين الميادين وواضع الأرض انا قاسمها اخماسا فجعلت خمسا برا وخمسا بحرا وخمسا جبالا وخمسا عمارا وخمسا خرابا انا خرقت القلزم من الترجيم وخرقت العقيم من الحيم وخرقت كلا من كل وخرقت بعضا في بعض انا طيرثا انا جانبوثا انا البارحلون انا عليثوثا انا المسترق على البحار في نواليم الزخار عند البيار حتى يخرج لي ما اعد لي من الخيل والرجال فاخذ ما أحببت واترك ما أردت ثم اسلم الى عمار بن ياسر اثنى عشر ادهم على ادهم منها ماحب لله ولرسوله مع كل واحد اثنى عشر كتيبة لايعلم عددها الا الله الا فابشروا فانتم نعم الاخوان الا وان لكم بعد حين طرفة تعلمون بها بعض البيان وتنكشف لكم صنائع البرهان عند طلوع برهان وكيوان على دقائق الاقتران فعندها تواتر الهزات والزلازل وتقبل رايات من شاطئ جيحون الى بيداء بابل انا مبرمج الابراج وعاقد الرياح ومفتح الافراج وباسط العجاج انا صاحب الطور انا ذلك النور الظاهر انا ذلك البرهان الظاهر وانما كشف لموسى شخص من شخص الذر من المثقال وكل ذلك بعلم من الله ذو الجلال انا صاحب جنات الخلود انا مجري الانهار انهارا من ماء تيار وانهارا من لبن وانهارا من عسل مصفى وانهارا من خمر لذة للشاربين انا حجبت جهنم وجعلتها طبقات السعير وسقير الجير والاخرى عمقيوس اعتدتها للظالمين واودعت ذلك كله وادي برهوت وهو والفلق ورب ماخلق يخلد فيه الجبت والطاغوت وعبيدهما ومن كفر بذلك الملك والملكوت انا صانع الاقاليم بامر العليم الحكيم انا الكلمة التي بها تمت الامور ودهرت الدهور انا جعلت الاقاليم ارباعا والجزائر سبعا فاقليم الجنوب معدن البركات واقليم الشمال معدن السطوات واقليم الصبا معدن الزلازل واقليم الدهور معدن الهلكات الا ويل مداينكم وامصاركم من طغاة يظهرون فيغيرون ويبدلون اذا تمالت الشدائد من دولة الخصيان وملكة الصبيان والنسوان فعند ذلك ترتج الاقطار بالدعاة الى كل باطل هيهات هيهات توقعوا حلول الفرج الاعظم واقباله فوجا فوجا اذا جعل الله حصبا النجف جوهرا وجعله تحت اقدام المؤمنين وتبايع به للخلاف والمنافقين ويبطل معه الياقوت الاحمر وخالص الدر والجواهر الا وان ذلك من ابين العلامات حتى اذا انتهى ذلك صدق ضياؤه وسطع بهاؤه وظهر ماتريدون وبلغتم ماتحبون الا وكم الى ذلك من عجائب جمة وامور ملمة يا اشباه الاعثام وبهام الانعام كيف تكونون اذا داهمتكم رايات لبني كنام مع عثمان بن عنبسة من عراص الشام يريد بها ابويه ويزوج بها اميه هيهات ان يرى الحق اموي او بدوي ثم بكى صلوات الله عليه وقال واها للامم اما شهتم رايات بني عتبة مع بني كنام السائرين اثلاثا المرتكبين جبلا جبلا مع خوف شديد وبؤس عتيد الا وهو الوقت الذي وعدتم به لاحملنهم على نجائب تحفهم مراكب الافلاك كاني بالمنافقين يقولون نص علي على نفسه بالربانية الا فاشهدوا شهادة اسألكم بها عند الحاجة اليها ان علي نور مخلوق وعبد مرزوق ومن قال غير هذا عليه لعنة الله ولعنة اللاعنين ثم نزل وهو يقول تحصنت بذي الملك والملكوت واعتصمت بذي العزة والجبروت وامتنعت بذي القدرة والملكوت من كل ما اخاف واحذر ايها الناس ماذكر احدكم هذه الكلمات عند نازلة او شدة الا اوزاحها الله عنه فقال له جابر وحدها يا امير المؤمنين فقال نعم واضيف اليها الثلاثة عشرة اسما وضمني ثم ركب ومضى ومن خطبة له (ع) قال: (انا عندي مفاتيح الغيب لايعلمها بعد رسول الله الا انا انا ذو القرنين المذكور في الصحف الاولى انا صاحب خاتم سليمان انا ولي الحساب انا صاحب الصراط والموقف انا قاسم الجنة والنار بامر ربي انا ادم الاول انا نوح الاول انا اية الجبار انا حقيقة الاسرار انا مورق الاشجار انا مونع الثمار انا مفجر العيون انا مجري الانهار انا خازن العلم انا طود الحلم انا امير المؤمنين انا عين اليقين انا حجة الله في السموات والارض انا الراجفة انا الصاعقة انا الصيحة بالحق انا الساعة لمن كذب بها انا ذلك الكتاب الذي لاريب فيه انا الاسماء الحسنى التي امر ان يدعى بها انا ذلك النور الذي اقتبس منها الهدى انا صاحب الصور انا مخرج من في القبور انا صاحب يوم النشور انا صاحب نوح ومنجيه انا صاحب ايوب المبتلى وشافيه انا اقمت السموات بامر ربي انا صاحب إبراهيم انا سر الكليم انا الناظر في الملكوت انا امر الحي الذي لايموت انا ولي الحق على سائر الخلق انا الذي لايبدل القول لدي وحساب الخلق الي انا المفوض الي امر الخلائق انا خليفة الاله الخالق انا سر الله في بلاده، وحجته على عباده انا امر الله والروح، كما قال سبحانه (ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي) . انا ارسيت الجبال الشامخات ، وفجرت العيون الجاريات انا غارس الاشجار ومخرج الالوان والثمار ، انا مقدر الاقوات انا ناشر الاموات انا منزل القطر انا منور الشمس والقمر والنجوم انا قيم القيامة انا القيم الساعة انا الواجب له من الله الطاعة انا سر الله المخزون ، انا العالم بما كان وما يكون انا صلوات المؤمنين وصيامهم انا مولاهم وامامهم انا صاحب النشر الاول والاخر انا صاحب المناقب والمفاخر انا صاحب الكواكب انا عذاب الله الواصب ، انا مهلك الجبابرة الاول ، انا مزيل الدول انا صاحب الزلازل والرجف انا صاحب الكسوف والخسوف انا مدمر الفراعنة بسيفي هذا ، انا الذي اقامني الله في الاظلة ودعاهم الى طاعتي ، فلما ظهرت انكروا ، فقال الله سبحانه (فلما جاءهم ماعرفوا كفروا به) انا نور الانوار انا حامل العرش مع الابرار انا صاحب الكتب السالفة انا باب الله الذي لايفتح لمن كذب به ولا يذوق الجنة انا الذي تزدحم الملائكة على فراشي وتعرفني عباد اقاليم الدنيا، انا ردت لي الشمس مرتين وسلمت علي كرتين وصليت مع رسول الله القبلتين وبايعت البيعتين ، انا صاحب بدر وحنين، انا الطور، انا الكتاب المسطور، انا البحر المسجور، انا البيت المعمور، انا الذي دعا الله الخلائق الى طاعتي، فكفرت واصرت فمسخت واجابت امة فنجت وازلفت انا الذي بيدي مفاتيح الجنان ومقاليد النيران كرامة من الله انا مع رسول الله في الارض وفي السماء، انا المسيح حيث لاروح يتحرك ولانفس يتنفس غيري، انا صاحب القرون الاولى، انا الصامت ومحمد الناطق، انا جاوزت بموسى في البحر، واغرقت فرعون وجنوده، وانا اعلم هماهم البهائم، ومنطق الطير، انا الذي اجوز السموات السبع والارضين السبع في طرفة عين، انا المتكلم على لسان عيسى في المهد، انا الذي يصلي عيسى خلفي، انا الذي انقلب في الصور كيف شاء الله، انا مصباح الهدى، انا مفتاح التقى، انا الاخرة والاولى، انا الذي ارى اعمال العباد، انا خازن السموات والارض بامر رب العالمين، انا القائم بالقسط، انا ديان الدين، انا الذي لاتقبل الاعمال الا بواليتي، ولاتنفع الحسنات الا بحبي، انا العالم بمدار الفلك الدوار، انا صاحب مكيال وقطرات الامطار، ورمل القفار باذن الملك الجبار، الا انا الذي اقتل مرتنين واحيي مرتين واحيي مرتين واظهر كيف شئت ، انا محصى الخلائق وان كثروا، انا محاسبهم بامر ربي، انا الذي عندي الف كتاب من كتب الانبياء، انا الذي جحد ولايتي الف امة فمسخوا، انا المذكور في سالف الازمان والخارج في اخر الزمان، انا قاصم الجبارين في الغابرين ، ومخرجهم ومعذبهم في الاخرين، يغوث ويعوق ونسرا عذابا شديدا، انا المتكلم بكل لسان، انا الشاهد لاعمال الخلائق في المشارق والمغارب . انا صهر محمد، انا المعنى الذي لايقع عليه اسم ولا شبه، انا باب حطة، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
سر الأسرار من سر كلام سماحة الشيخ جعفر الموسى
فلسفة شخصية الامام امير المؤمنين (علي بن ابي طالب)
النموذج الرابع وهو درجة حق اليقين
عزيزي القارئ الكريم هذا النموذج الرابع في داخل الدائرة وهو من اسرار علم حق اليقين ومن اسرار درجات حق اليقين بعد مانظر المشاهد الى النموذج الاول في داخل الدائرة وقرئ سورة الفاتحة ونظر الى السماء ورأى هذا النموذج في السماء على شكل دائرة من نور في السماء ومن ثم تحولت هذه الدائرة على شكل شمس ولها قرص كقرص الشمس ويصدر منه شعاع ونوع كشعاع الشمس المشرقة ومن ثم تتحول هذه الدائرة وهذا النور الى صورة ملونة وواضحة كوضوح الشمس وهي صورة الحق وهي صورة الامام امير المؤمنين علي (ع) وشاهده المشاهد بالعين المجردة وعقلها بالعقل الباطني ومن ثم تبدوا تنزل هذه الصورة من السماء ومن موضع رؤية المشاهد الى هذه الصورة تنزل هذه الصورة الى نفس المشاهد نفسه حتى يتقين ويتبين له انه الحق بقول الله عز وجل (سنيرهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق فتبين الى ذلك المشاهد ان الحق) هو الامام علي (ع) كيف صار الامام علي (ع) هو الحق وكيف ظهرت صورته في السماء ومن ثم تنزل صورة الامام علي (ع) الى نفس المشاهد ويشاهد هذا المشاهد هذه الصورة في عينه وفي نفسه والجواب على ذلك هو ان شخصية ونفس الامام علي (ع) متكونة من خمسة اشياء اولا: الجسم المادي وهو جسم علي ثانيا: الجسم النوراني وهو روح علي ثالثا: الاسم الاعظم وهو اسم علي رابعا:النفس المقدسة وهي نفس علي خامسا: سر الاسرار وهو سر علي بمعنى ذاب الجسم المادي لعلي في الجسم النوراني وهو الروح روح علي فتجرد الجسم المادي لعلي من كل شيء واصبح جسم علي هو جسم نوراني وهي الروح وذاب الجسم النوراني وهي الروح في الاسم الاعظم وهو اسم علي فأصبح الجسم النوراني وهو الروح هو اسم علي وتجرد الجسم النوراني وهي الروح من كل شيء وذاب الاسم الاعظم وهو اسم علي في النفس المقدسة وهي نفس علي وتجرد الاسم الاعظم وهو اسم علي من كل شيء وذابت النفس المقدسة وهي نفس علي في السر الخفي وهو سر الاسرار فاصبحت النفس المقدسة وهي نفس علي هي سر مخفي وهو سر الاسرار وهو سر علي فذاب سر علي في ذات الله المقدسة فذاب سر علي في ذات الله المقدسة كما تذوب قطعة الثلج الصغيرة في الماء الكثير فتصبح قطعة الثلج ماء والذي يذكر ليست قطعة الثلج الصغيرة انما الذي يذكر هو الماء فذابت وتجردت قطعة الثلج واصبحت ماء والذي يذكر هو الماء فذاب سر علي في ذات الله المقدسة وتجرد سر علي من كل شيء فأصبح سر علي هو ذات الله المقدسة وذات الله المقدسة هي الله جل جلاله وهو نفس الله المقدسة هو نفسه فأصبح سر علي هي سر الله ونفس علي هو نفس الله المقدسة واسم علي هو اسم الله تعالى وروح علي هو روح الله تعالى وجسم علي هو جسم الله تعالى اذن حقيقة الامام علي (ع) هو الحق سبحانه تعالى والحق هو الله تعالى ويكون الامام علي هو اسم الله الظاهر وهو الجسم المادي وهو اسم الله الواحد يعني عالم الواحدي ويكون الامام علي هو اسم الله الباطن وهو الجسم النوراني وهو اسم الله الاحد يعني عالم الاحدي فاذا اختفى الجسم المادي للامام علي (ع) عن الأنظار بقي الجسم النوراني فبهذا السر يشاهد المشاهد الجسم النوراني للامام علي في السماء فهو يظهر بما شاء الله في كل زمان وكل مكان وحيث يشاء وهو الحق سبحانه وتعالى وهو الله جل جلاله فهو الحق بقول الله عز وجل (سنيرهم اياتها في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق) فالحق من هو هو سر الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) وهو صعب مستصعب فسر امير المؤمنين علي (ع) هو سر آل محمد (ع) وهو سر صعب مستصعب معرفته اعلم ان سر آل محمد صعب مستصعب كما ذكره فمنه مايعلمه الملائكة والنبيون وهو ماوصل اليهم بالوحي ، ومنه مايعلمه هم ولم يجر على لسان مخلوق غيرهم ، وهو ما وصل اليهم بغير واسطة، وهو السر الذي ظهرت له آثار الربوبية عنهم ، فأرتاب لذلك المبطلون ، وفاز العارفون ، فكفر به فيهم من انكر وفرط من غلا فيهم وافرط وفاز من ابصر فتبع النمط الاوسط . واما السر الذي فيه للمؤمن نصيب فهو ايضا صعب مستصعب واشد صعوبة واغماضا المتشابه بالوجوه القابل للتأويل الذي يخالف ظاهره باطنه وامثلته في القرآن والاحاديث والاخبار والادعية كثير، فمن ذلك من القرآن قوله (وقفوهم انهم مسؤولون) و(يومئذ لايسأل عن ذنبه انس ولا جان) ، وهذا في الظاهر تناقض لانه امر ان يقفوهم ويسألوهم، ثم اخبر انهم لايسألون ، وبيان ذلك : ان العباد لايسألون يوم القيامة الا عما عهد الله اليهم من حب علي، فعنه (وعنه خ ل) يسأل اذ يبعثون وشيعة علي لايسألون عن ذنوبهم لانهم وفوا بالعهد، فلا ذنب عليهم ، وقوله (لايسأل عن ذنبه انس ولاجان) هذا لفظ عام ومعناه خاص لان معناه لايسأل عن ذنبه يوم القيامة انس ولا جان من شيعة علي لان الله اخذ عليهم عهد الايمان بعلي وضمن لهم بذلك الجنة فان وفوا بالعهد وجبت لهم في رحمته للوفاء بالعهد، وقد وفوا بعهدهم فلا ذنب عليهم يسألون عنه اذن لان حب علي هو الحسنات فاذا كان في الميزان فأين السيئات واليه الاشارة بقوله: (ان الحسنات يذهبن السيئات) واكبر الحسنات حب علي بل هو الحسنات فاذا كان في الميزان فلا ذنب معه واين ظلمة الذنب مع تلالو نور الرب، لان ولاية علي هي نور الرب واين ظلمة الليل عند ضياء البدر المنير ام مس السيئات عند خالص الاكسير ومن ذلك قوله (يداه مبسوطتان) وقوله (ليس كمثله شيء) والتناقض لازم له في الظاهر من غير تأويل لان لامثل له من اين له يدان مبسوطتان ومن له يد مبسوطة كيف يكون بلا شبه ولا مثل هذا واضح لمن عرف الاستعارة اللغوية .
اما قوله ( ليس كمثله شيء ) فحق لان الاله الحق لا مثل له لانه مسلوب عنه الاضداد والانداد وقوله ( بل يداه مبسوطتان ) فذلك ايضا حق لانه اراد القدرة والرزق وعبر عنهما باليد لان البسط يليق باليد والقدرة ايضا فلفظ اليد هنا استعارة لان قدرته ورزقه لم يزل ولا يزال فله الايادي على سائر خلقه والانعام واما عند الباطن فاليدان المبسوطتان محمد وعلي ، وهما النعمة والقدرة نعمة النبوة وقدرة الولاية ، ومن ذك قوله ( وجوه يومئذ ناضرة ، الى ربها ناظرة ) وقوله ( لا تدركه الابصار ) ، فالذي لا تدركه الابصار كيف تراه الوجوه ؟ والذي لا تراه الوجوه ، كيف لا تدركه الابصار ؟ هذا نفي واثبات ، والنفي والاثبات لا يجتمعان. ومن ذلك قوله خطابا لسيد المرسلين ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تاخر ) ، وقوله ( ويطهركم تطهيرا ) ، فالذي له ذنب من اين له طهارة ؟ والممدوح في الطهارة بالصدر من اين له ذنب ، اما قوله يطهركم تطهيرا فحق لانهم خلقوا من نور الجلال ، واختصوا بالعصمة والكمال ، فالمعصوم الكامل من اين له ذنب ؟ اما مثل هذا في الدعوات ، فمنه قول زين العابدين (ع) وهو سيد من عبد وابن سيد من عبد من الاولين والاخرين في دعائه (( ربي ظلمت وعصيت وتوانيت )) ، فاذا كان مظلوما جهولا كيف يكون سيدا معصوما ، وهو سيد معصوم فكيف يكون ظلوما جهولا ؟ اقول: معنى قوله (ع) انه يقول: ربي ان شيعتنا لما خلقوا من فاضل طينتنا ، وعجنوا بماء ولايتنا ، رضونا ائمة ، ورضينا بهم شيعة ، يصيبهم مصابنا ، وتنكبهم اوصابنا ويحزنهم حزننا ، ونحن ايضا نتالم لتالمهم ، ونطلع على احوالهم ، فهم معنا لا يفارقونا ، لان مرجع العبد الى سيده ومعوله وعلى مولاه ، فهم يهجرون من عادانا ، ويجهرون بمدح من والانا .وصدق ما دلت عليه ما اورده ابن طاووس في كتاب مهج الدعوات ، حكاية عن خليفة الله قائم ال محمد وخاتمهم ما هذا معناه ، قال : ولقد سمعته سحرا بسر من راى يدعو فيقول من خلف الحائط : اللهم احي شيعتنا في دولتنا، وابقهم في ملكنا ومملكتنا ، وان كان شيعتهم منهم واليهم وعنايتهم مصروفة اليهم ، فكانه (ع) قال: اللهم ان شيعتنا منا ومضافين الينا ، وانهم قد اساءوا وقصروا واخطاوا في العمل، رأونا صاحباً لهم رضا منهم ، قد تقبلنا عنهم ذنوبهم ، وتحملنا خطاياهم ، لان معولهم علينا ورجوعهم الينا ،فصرنا لاختصاصهم بنا واتكالهم علينا كانا نحن اصحاب الذنوب ، اذ العبد مضاف الى سيده ، ومعول المماليك على واليهم ، وملاذ شيعتنا ومعولهم علينا ، اللهم فاغفر لهم من الذنوب ما فعلوه اتكالا على حبنا ، وطمعا في ولايتنا ، وتعويلا على شفاعتنا ، ولا تفضحهم بالسيئات عند اعدائنا ، وولنا امرهم في الاخرة كما وليتنا امرهم في الدنيا ، وان احبطت السيئات اعمالهم فثقل موازينهم بولايتنا وارفع درجاتهم بمحبتنا ، وهذا خيره كثير للمؤمن الموقن المصدق باسرارهم . ولو لم يكن في كتابي هذا غير هذا لكفاك ان امتلات من درر الاعتقاد كفاك ، والا دراك فان الشيطان يطلع على قلب المؤمن في كل يوم 320 مرة بالوسواس والاضلال ، فجعل الله شهبا من نور الولاية رجوما للشياطين بعدد تلك النظرات ، ليمحو من قلبه ما ران الشيطان ، لان من خالجته الشكوك في قلبه ، وطئته الشياطين بمناسمها ، ايها المنكر لفضائل علي ، الى متى تلبس من الشك المنسوج على الجسد الممسوخ ، والروح المفسوخ ، وحتى متى كلما طبت ظنيت ، وكلما بصرت عميت ، وكلما رويت عطشت ، اما رايت ملكا اختار عبدا من عبيده واقامه على سره وولاه امره ، وقربه نجيا والبسه خلعة صفاته ورفعه على سائر مخلوقاته وسلم اليه قلم العدل ودفتر البذل ، وسيف القهر وزمام الامر ، وامره على جميع مخلوقاته وانه اعلم حيث يجعل رسالاته فقام بالسياسة والعدل والعصمة والبذل ، يفعل ما يريد الرب ، ويريد الرب ما يفعل ، لانه موضع امره ويده الباسطة على جميع الملائكة ، لانه يد الله وجنبه ، وله التصرف المطلق ، وبصره طاف اقطار السموات والارض ، لانه عين الله الناظرة في عباده وبلاده، وهو في مقام الرفعة والتاييد عبد المولى ومولى العبيد :
العقل نور وانت معناه
والخلق في جمعهم اذا جمعوا
انت الولي الذي مناقبه
يا اية الله في العباد ويا
كفاك فخرا وعزة وعلا
فقال قوم بانه بشر
يا صاحب الحشر والحساب ومن
يا قاسم النار والجنان غدا
كيف يخاف الولي حر لظى
والكون سر وانت مبداه
الكل عبد وانت مولاه
ما لعلاها في الخلق اشباه
سر الذي لا اله الا هو
ان الورى في علاك قد تاهوا
وقال قوم بانه الله
مولاه حكم امر العباد ولاه
انت ملاذ الراجي وملجاه
وليس في النار من تولاه
يا منبع الانوار يا سر المهيمن في الممالك
يا قطب دائرة الوجود وعين منبعه كذلك
والعين والسر الذي منه تلقنـت الملائـك
ما لاح للهـدى الا وأسفـر عن جمـالك
يا ابن الاطايب والطواهر والفواطم والعواتك
انت الامان من الردى انت النجاة من المهالك
انت الصراط المستقيم قسيم جنات الارائك
والنار مفزعـها أليك وأنت مالك امر مـالك
يا من تجلى بالجمال فشق بردة كل حالك
صلى عليك الله مـن هـاد الى خير المسـالك
واذا كانت مناقب علي لا تحصى عددا وفضائله لا يبلغ امدا فالسموات تضيق عن رقمها وسجلها والبحران ينفدان بمدها ، والثقلان يعجزان عن املائها والعقول تذهل ان تدركها والجبال تابى ان تحملها لثقلها ، وقد شهد بذلك الكتاب المنزل والنبي المرسل ، وانت بقصور الفهم ووفور الوهم تخالف الرب العلي والنبي الامي بأذاك لمولاك ، وقد اسمعك القران اللعن بالطعن وناداك فقال : ( ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله ) فمن ابغض علياً لفضله الذي اتاه الله فقد اذاه ، ومن اذى ولي الله فعليه لعنة الله وحسبه من الخزي يوم يلقاه . فيا ايها الحائر المذبذب والجاهل المركب والعارف المعذب ، مالك لا تراقب الله وتتادب ، فإلى متى تتمسك باذيال التكذيب ، وكلما رد عليك مما لاق بذهنك الجامد ورايت ما يصدقه عقلك الفاسد ، قلت هذا مقام الولي وما لا تناله انامل الادراك من طبعك العكوس ناديت عليه بلسان التكذيب والانكار ، فيا من يقف بابواب المغني ، من اين لك مشاهدة انوار المغني مما هو الفرق بين العالي والغالي ؟ وكيف عرفت الشيعي من الموالي ؟ والمحب من التالي ؟ فها انا مورد لك من الملل والنحل ، فضلا يشفي شرابه العلل من العلل ويبين اختلاف الفرق ويؤمن من الغرق مما راق عذبه ورق ، ويعلم به الحق من الزهق مما لا نصب بعده ولا رهق ، وما اظنك بعد هذا الاطراب والاطناب والاكثار والاسهاب ، الا كارها للصواب وساريا في السراب ، حتى تلاقي في التراب ابا تراب . وعن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انه قال : يا علي ان الله يحبك ويحب من يحبك وان من الملائكة تستغفر لك ولشيعتك ولمحبي شيعتك واذا كان يوم القيامة نادى المناد اين محبو علي فيقوم قوم من الصالحين فيقال لهم خذوا بيد من شئتم وادخلوا الجنة وان الرجل الواحد ينجي من النار الف رجل ثم ينادي المنادي اين البقية من محبي علي فيقوم قوم مقتصدون فيقال لهم تمنوا على الله ما شاتم فيعطى كل واحد منهم ما طلب ثم ينادي اين البقية من محبي علي فيقوم قوم قد ظلموا انفسهم فيقال اين مبغضوا علي فيقوم خلق كثير فيقال اجعلوا كل الف من هؤلاء واحد من محبي علي فيجعل اعمال اعدائك لمحبيك فينجون من النار وانت الاجل الاكرم وانت العلي العظيم محبك محب الله ورسوله ومبغضك مبغض الله ورسوله وعن ابن عباس قال رايت رسول الله (ص) قد سجد خمس سجدات من غير ركوع فقلت يا رسول ما هذا فقال جاءني جبرائيل فقال لي يا محمد الله يحب علياً فسجدت ثم رفعت راسي فقال لي ان الله يحب الطاهرة الزكية فاطمة فسجدت ثم رفعت راسي فقال لي ان الله يحب الحسن فسجدت ثم رفعت راسي فقال لي ان الله يحب الحسين فسجدت ثم رفعت راسي فقال لي ان الله يحب من احبهم فسجدت .
عارض من لا يعلم ولا يفهم جاهل مركب ليس له حق من السر المبهم قال بجهله المحكم بين لنا علياً هو الاسم الاعظم فقلت له يا قليل الهداية وبعيد الدراية الم تعلم ان الولاية هي المبدا والغاية وهي اول فرض يفرضه العلي واول قلعة كمال يلبسها النبي ثم يلبس بعدها قلعة النبوة والرسالة فكم يقرا في الدعاء فيقول اني اسالك باسمك الذي خلقت به كل شيء وكتبته على كل شيء .
سر الاسرار من سر كلام سماحة الشيخ جعفر الموسى
فلسفة شخصية الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع)
النموذج الخامس وهو سر علم اليقين نفسه وهو سر علم الحق نفسه وهو درجات اليقين وهو درجة الحق
عزيزي القاريء الكريم هذا النموذج الخامس وهو سر الحق نفسه وهو سر اليقين نفسه ودرجة الحق بعدما نظر المشاهد الكريم في النموذج الاول في داخل الدائرة الاولى ثم نظر الى السماء في مكان واحد واتجاه واحد سوف يرى هذا النموذج الذي نظر اليه في داخل الورقة قد تحول في السماء على شكل دائرة من نوروهذه الدائرة التي ظهرت في السماء تبدو تشع كشعاع الشمس ولها نور كنور الشمس ولها قرص كقرص الشمس المضيء ومن ثم تتحول هذه الدائرة النورانية المشعة نور تتحول الى صورة ملونة وواضحة ترى بالعين المجردة وهي صورة الحق وهو الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) ثم تبدو تنزل هذه الصورة وهي صورة الحق من السماء الى نفس المشاهد فتنزل في داخل نفسه فيكون ذلك المشاهد هو نفسه الحق ويشعر ذلك المشاهد في داخل نفسه بانه هو الحق وتحدث عنده صحوة ايمانية عالية جدا ويكون عنده خشوع للحق سبحانه وتعالى فتنهار دموع عيناه دمعاً لا ارادي به على ذلك لما راى في عينيه وفي داخل نفسه هذه الحقيقة وهو الحق وصورة الحق وهو الامام امير المؤمنين علي (ع) في السماء وفي داخل نفسه فتبين له انه الحق بقول الله عز وجل ( سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق ) من هو الحق هو الله تعالى وهو الامام علي (ع) كيف صار الامام علي (ع ) هو الحق وصورة الحق وكيف ظهر في الساء وكيف تنزل الى نفس المشاهد وكيف صار المشاهد هو الحق نفسه والجواب على ذلك هو ان هنالك طرق في السموات والارض يسلكها الانسان واذا سلك هذا الانسان هذه الطرق سينتهي به الامر الى معرفة السموات والارض واسرارها ومعرفة العالم الخارجي من الكرسي والعرش واللوح والكتاب وعالم الربوبية وعالم الإلوهية ومعرفة اسماء الله ومعرفة روح الله ونفس الله واسرار الله في العالم الخارجي وينتهي به الامر الى معرف الحق وهو الله جل جلاله ولكن معرفة هذه الطرق التي هي في السموات والارض تحتاج الى سلطان وهو حجة شرعية ودليل شرعي حتى يتمكن ذلك الانسان من النفوذ والصعود بهذه الطرق التي هي طرق السموات والارض فينتهي به الامر الى الحق فيشاهد ذلك الانسان بنفسه الحق ويكون هو الحق نفسه بقول الله عز وجل (يامعشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السموات والارض فانفذوا لاتنفذون الا بسلطان) والسلطان يعني العلم والمعرف ويعني الحجة الشرعية والدليل الشرعي فالحق الامام امير المؤمنين علي (ع) عرف هذه الطرق وهي طرق السموات والارض فسلكها ووصل به الامر الى الله تعالى وهو الحق فعرف نفسه وعرف ربه انه هو الحق نفسه وهو هذه السموات والارض والجنة والنار وعالم الدنيا وعالم الاخرة والعالم الخارجي من الكرسي والعرش وكل شيء هو نفسه فوصل الى غاية المعرفة بربه الله ومعرفة نفسه فوصل الى كمال الدين والانسانية فتجلى الحق سبحانه وتعالى في نفس امير المؤمنين علي (ع) فصار الامام علي هو مظهر لصورة الحق سبحانه وتعالى فكان هو الحق نفسه وبالحقيقة انه هو الحق نفسه ولكن معرفة نفسه بنفسه وهذا النموذج هو من ابواب معرفة طرق السموات والارض فنظر به المشاهد بأيمان ويقين فانكشف الحجاب عن ذلك المشاهد في هذه الطرق فرأى الحق سبحانه وتعالى فحينما رأى المشاهد الحق نفسه بعينه وصار في قلبه الأيمان والعلم بذلك فصار ذلك المشاهد هو الحق نفسه بالمعرفة والأيمان واليقين الا وبالحقيقة ان ذلك المشاهد هو الحق نفسه ولكن كان لايعرف نفسه فحينما نظر المشاهد الى هذا النموذج وانفتح له طرق في السماء فنظر به وشاهد الحق فتبين له انه هو الحق نفسه ولكن كان لايعرف ذلك يعني لايعرف حقيقة نفسه التي هي بالاصل والحقيقة هي الحق نفسه وبقول الله عز وجل (سنيرهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين له انه الحق) فالحق هو الله تعالى وهو امير المؤمنين علي (ع) وهو نفس المشاهد نفسه هو الحق وهذا هو الحق اليقين نفسه بدأ من سر اليقين وعلم اليقين وعين اليقين وحق اليقين وصار هو اليقين وهو الحق المبين فاذا عرف هذا المشاهد ووصل بالمعرفة الى هذه الحقيقة فلقد عرف نفسه ومن عرف نفسه عرف ربه واذا عرف ربه وتبين له انه الحق نفسه هو نفسه فلقد وصل الى كمال الدين والانسانية وكانت معرفته بهذه الحقيقة وهو الحق نفسه (100%) مئة بالمئة كان هو الجنة وما فيها وهو في جنة عالية قطوفها دانية وهو اعلى درجة في الجنة واذا كان عدم معرفته بهذه الحقيقة وهي عدم معرفة نفسه بأنه هو الحق نفسه وكانت نسبة عدم معرفته بنفسه (10%) عشرة بالمئة ويعرف الحق ويعرف نفسه (90%) تسعون بالمئة فهو في جنات عدن ودرجة معرفته (90%) تسعون بالمئة واذا كانت عدم معرفته بهذه الحقيقة وهي عدم معرفة الحق وعدم معرفة نفسه وهو معرف الحق نفسه وكانت نسبة عدم معرفته بالحق وبنفسه (20%) عشرون بالمئة ويعرف الحق ويعرف نفسه (80%) ثمانون بالمئة فهو في جنات الخلد ودرجة معرفته (80%) ثمانون بالمئة واذا كانت عدم معرفته بهذه الحقيقة وهي عدم معرفة الحق وعدم معرفة نفسه بأنه هو الحق نفسه وكانت نسبة عدم معرفته بالحق وبنفسه (30%) ثلاثون بالمئة ويعرف الحق ويعرف نفسه (70%) سبعون بالمئة فهو في جنات المأوى ودرجة معرفته بالحق وبنفسه (70%) سبعون بالمئة واذا كانت عدم معرفته بهذه الحقيقة وهي عدم معرفة الحق وعدم معرفة نفسه بأنه هو الحق نفسه وكانت نسبة عدم معرفته بالحق وبنفسه (40%) اربعون بالمئة ويعرف الحق ويعرف نفسه (60%) ستون بالمئة فهو في جنات النعيم ودرجة معرفته بالحق وبنفسه (60%) ستون بالمئة واذا كانت عدم معرفته بهذه الحقيقة وهي عدم معرفة الحق وعدم معرفة نفسه بأنه هو الحق نفسه وكانت نسبة عدم معرفته بالحق وبنفسه (50%) خمسون بالمئة ويعرف الحق ويعرف نفسه (50%) خمسون بالمئة فهو في جنات الفردوس ودرجة معرفته بالحق وبنفسه (50%) خمسون بالمئة واذا كانت نسبة عدم معرفته بهذه الحقيقة وهي عدم معرفة الحق وعدم معرفة نفسه بأنه هو الحق نفسه وكانت نسبة عدم معرفته بالحق وبنفسه (60%) ستون بالمئة ويعرف الحق ويعرف نفسه (40%) اربعون بالمئة فهو قد خرج من الدين وخرج من الجنة ودخل النار وكان في الطابق الخامس من النار ويحتاج له شفيع من درجة معرفته بنفسه وبالحق (50%) خمسون بالمئة من اهل جنات الفردوس فيشفع له وينقذه من النار واذا كانت نسبة عدم معرفته بهذه الحقيقة وهي عدم معرفة الحق وعدم معرفة نفسه بأنه هو الحق نفسه وكانت نسبة عدم معرفته للحق وبنفسه (70%) سبعون بالمئة ويعرف الحق ويعرف نفسه (30%) ثلاثون بالمئة فهو في النار وفي الطابق الرابع في النار يتعذب بالنار ويحتاج له شفيع من درجة معرفته بنفسه وبالحق (60%) ستون بالمئة من اهل جنات النعيم فيشفع له وينقذه من النار واذا كانت نسبة عدم معرفته بهذه الحقيقة وهي عدم معرفة الحق وعدم معرفة نفسه بأنه هو الحق نفسه وكانت نسبة عدم معرفته للحق وبنفسه (80%) ثمانون بالمئة ويعرف الحق ويعرف نفسه (20%) عشرون بالمئة فهو في النار وفي الطابق الثالث من النار يتعذب بالنار ويحتاج له شفيع من درجة معرفته بنفسه وبالحق (70%) سبعون بالمئة من اهل جنات المأوى فيشفع له وينقذه ويخرجه من النار الى الجنة واذا كانت نسبة عدم معرفته بهذه الحقيقة وهي عدم معرفة الحق وعدم معرفة نفسه بأنه هو الحق نفسه وكانت نسبة عدم معرفته للحق وبنفسه (90%) تسعون بالمئة ويعرف الحق ويعرف نفسه (10%) عشرة بالمئة فهو في النار وفي الطابق الثاني من النار يتعذب بالنار ويحتاج له شفيع من درجة معرفته بنفسه وبالحق (80%) ثمانون بالمئة من اهل جنات الخلد فيشفع له وينقذه ويخرجه من النار الى الجنة واذا كانت نسبة عدم معرفته بهذه الحقيقة وهي عدم معرفة الحق وعدم معرفة نفسه بأنه هو الحق نفسه وكانت نسبة عدم معرفته للحق وبنفسه (100%) مئة بالمئة ويعرف الحق ويعرف نفسه (صفر%) صفر بالمئة فهو في النار وفي الطابق الاول الاسفل من النار يتعذب بالنار ويحتاج له شفيع من درجة معرفته بنفسه وبالحق (90%) تسعون بالمئة من اهل جنات عدن فيشفع له وينقذه ويخرجه من النار الى الجنة بشفاعته وهذا الكلام عام لكل البشر من ادم (ع) ابو البشر الى اخر بشر على وجه الارض فبقدر معرفة الانسان نفسه وبقدر معرفة الانسان ربه الحق الله تعالى يكون درجاته في الاخرة كما مر ذكره مفصل، من هنا كلام تقول انت عزيزي القارئ الكريم نحن قد عرفنا نسبة معرفتنا بأنفسنا وعرفنا نسبة معرفتنا بالحق الله سبحانه وتعالى وعرفنا اماكننا في الاخرة فما هي نسبة معرفتك بنفسك وما هي نسبة معرفتك بمعرفة ربك الحق سبحانه وتعالى وما هو مكانك في الجنة ايها الضمير المتكلم انا والجواب على ذلك ان نسبة معرفتي بنفسي ونسبة معرفتي بربي الحق الله سبحانه وتعالى هي (100%) مئة بالمئة الا وانا المئة وانا من مئة واليه المئة بالمئة ومنه المئة بالمئة ومن دون ذلك يكون هو وكلمة هو اسم اشارة الى انا وانا انا . انا انا هذه معرفتي بنفسي ومعرفتي بربي الحق الله سبحانه وتعالى واما درجتي في الجنة فأنا الجنة وما فيها ظاهرها وباطنها اشجارها وأنهارها سكانها وعمارها وانا كل خير فيها وانا منزه عنها الى ماشاء ربي الله سبحانه وتعالى وأعلى منها درجات وأنا درجاتها أتنقل فيها حيث أشاء بأمر ربي الله تعالى في جنات عالية قطوفها دانية وفي جنات عدن وفي جنات الخلد وفي جنات المأوى وفي جنات النعيم وفي جنات الفردوس اتنقل حيث اشاء في هذه الجنات وهذا فضل وكرامة من ربي الله سبحانه وتعالى هذه هي درجتي في الجنات وهذه هي معرفتي بنفسي وهذه هي معرفتي بربي الحق الله سبحانه تعالى فمن عرف نفسه فقد عرف ربه الله تعالى بقول الله عز وجل (سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق) فبهذه الحقيقة تبين انه الحق وهو الله تعالى وهو حقيقة وسر الامام امير المؤمنين على (ع) وهو الحق نفسه الشخص نفسه الذي عرف نفسه بالعلم والمعرفة وهذه غاية العلم والمعرفة ان الانسان يعرف نفسه واذا عرف نفسه عرف كل شيء انه هو نفسه ويتبين له انه هو الحق نفسه وهذا شرح مختصر بالوجود المطلق والوجود المقيد الذي يسمى الوجود المطلق والمقيد .
الوجود قسمان خاص وعام وجنس الوجود معول عليه وفصل الامكان والوجوب فارق بينهما ومميز لهما فالوجود المطلق وجود الحق سبحانه الذي وجوده عين ذاته ، ونفس حقيقته، فهو لم يزل ، ولايزال، احد ابدا . ووجود ماعداه منه وبه وعنه ، فهو الوجود المقيد وذات الحق سبحانه غير معلومة للبشر، والا لأحاط الممكن بالواجب، وهو محال ، واين التراب ورب الارباب، فلم يبق الا معرفة الوجود المقيد ، وحقيقته هي النقطة التي تبيناها واليها معرفة العارفين وسلوك السالكين ، وهو عين اليقين ، وحق اليقين ولها اعتبارات: فهي النقطة ، وهي الفيض الاول ، وهي العقل ، وهي النور الاول ، وهي علة الموجودات ، وحقيقة الكائنات ومصدر الحادثات دليل ذلك من القدسيات ، قوله (كنت كنزا مخيفا فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق لاعرف) . فيا عجب ممكن كان خفاؤه ولا شيء معه فقوله : كنت كنزا مخيفا ، أي في سواتر الغيوب ؛ اذ ليس هناك خلق يعرفه وذاك الى اشارة الى وحدة الذات كان الله ولا معه شيء . وقوله (فاحببت ان اعرف) اشارة الى ظهور الصفات قوله (فخلقت الخلق لاعرف) اشارة الى ظهور الافعال وانتشار الموجودات التي كانتا رتقا في صحراء ففتقناهما. قوله : (وهو الان على ماكان) اشارة الى انه احد ابد ، لم يتكثر بخلقه ، لانه هو هو ، فكما تجلت ذاته المقدسة في صفة من صفات الالوهية مدحت بها ، وللافعال وجود بين عدمين والوجود بين العدمين في حيز العدم ان كان من وجود فليس الا الله وحده ولذلك قال الحلاج : من لاحظ الازلية والابدية وغمض عينيه عما بينهما فقد اثبت التوحيد ومن غمض عينه عن الازلية والابدية ولاحظ بينهما فقد اتى بالعبادة ، ومن اعرض عن البين والطرفين فقد تمسك بعروة الحقيقة . والعالم اعراض واجسام ، والاجسام مركبة من الخط والسطح خطأ ثم سطحا ثم جسما ومدار الكل على النقطة ومرجعه اليها والكلام ايضا على الحروف والحروف على الالف والالف على النقطة وكذلك بني ادم فأن كثرتهم منحصرة في وحدة ادم ، دليله قوله تعالى : (خلقكم من نفس واحدة) أي من صورة واحدة ، ومادة واحدة ، وذلك تنبيها للغافلين وايجازا للعارفين وكثرة ادم راجعة في بستان الوحدة الى النقطة وكذلك الاعداد فان مرجعها الى الواحد ومنبعها منه . واعلم ان سر العدد في النفوس مطابق لصور الموجودات وهو عنصر الحكمة ومبدأ المعارف والاكسير الاول ، والكيمياء الاكبر والعهد المأخوذ واول الابتداع ابتدعه الرب وجعله اصلا لخلقه وقبله لعباده ووجهه واطلعه من سره المكنون وعلمه المخزون على ماكان وما يكون وهو واحد العدد خلقه من نور جلاله وهو الابداع المحض والاحد الذي ليس قبله شيء من العدد وهو اول موجود والواحد المبدع والاحد باثبات الالف هو المبدع لان الالف يتقدم الحروف ففي الاحد في الاحدية وفي الواحد في الوحدانية والاحد لا حد له ولا يوصف باشارة ابنية فهو الاحد المطلق والواحد الحق هو الذي تنبعث منه الاحاد وهو ينبوع الازواج والافراد فعلم العدد اول فيض العقل على النفس ولذلك صار مركوزا في قوة النفس اول فيض العقل على النفس والعدد لسان ينطق بالتوحيد لان لفظ الواحد متقدم على الاثنين فالسبق للواحد وفي تقدم احد الاثنين على الاخر تاخر الثاني فصح بذلك التوحيد ولهذا قيل : من عرف طبيعة العدد عرف اتقان الحكمة واما ابطال الاثنين والثلاثة فان الواحد الحق لايتجزأ اذا لو تجزأ لانقسم ، والمنقسم ليس بأله واما الواحد الذي فاض عن الاحد المشار اليه بالعظمة الذي هو مبدأ كل موجود فهو العقل الاول فعلم العدد الدال على معرفة الواحد الاحد هو اصل العلوم ومبدأ المعارف وتقدمه على سائر العلوم كتقدم العقل على سائر الموجودات وكما ان جميع الاشياء موجودة في العقل بالقوة فكذلك كل العلوم موجودة في العدد ، وصورتها مطابقة لصور الموجودات فله صورة البسائط بالقوة وصورة المركبات بالفعل فلذلك كان علم العدد من الاشارات العقلية لانه يقود النفس الى علم التوحيد والاقرار بالمبدع الاول فهو العقل الذي نزعت منه المقولات وهو شجرة اليقين ومبدأ الشرع والدين عليه ثبتت الصلاة ومنه عرفت العبادات وبه تعرف ادوار الزمان وهو خلال العارفين ومبدأ كل مقال واهل مطابق لاخره واخره مطابق لاوله فاوله الواحد الذي لا اول له فيعرف واخره الواحد الذي لانهاية له فيوصف وكذلك الاسماء الالهية فان مرجعها الى الاسم المقدس فهو جامع لشملها وشامل لجمعها متجل في احدها ونهاية الحروف النقطة فتناهت الاشياء بأسرها الى النقطة ودلت عليها ودلت النقطة على الذات وهذه النقطة هي الفيض الاول الصادر عن ذي الجلال المسمى في افق العظمة والجمال بالعقل الفعال وذاك هو الحضرة المحمدية فالنقطة هي نور الانوار وسر الاسرار كما قال اهل الفلسفة النقطة هي الاصل والجسم حجابة والصورة حجاب الجسم والحجاب غير الجسد الناسوتي دليله من صريح الايات قوله تعالى (الله نور السموات) معناه منور السموات فالله اسم للذات والنور من صفات الذات والحضرة المحمدية صفة الله وصفوته صفته في عالم النور وصفوته في عالم الظهور فهي النور الاول الاسم البديع الفتاح قوله الحق (اول ماخلق الله نوري) وقوله (انا من الله والكل مني) . (كنت وعلي نورا بين يدي الرحمن قبل ان يخلق عرشه باربع عشرة سنة ) . فمحمد وعلي حجاب الحضرة الالهية ونوابها وخزان اسرار الربوبية وبابها . اما الحجاب فلانهم اسم الله الاعظم والكلمة التي تجلى فيها الرب لسائر العالم لان بالكلمة تجلى الصانع للعقول وبها احتجب عن العيون سبحان من تجلى لخلقه بخلقه حتى عرفوه ودل بافعاله على صفاته حتى وحدوه ودل بصفاته على ذاته حتى عبدوه واما الولاية فلانهم لسان الله في خلقه نطقت فيهم كلمته وظهرت عنهم مشيئته فهم خاصة الله وخالصته . واما الباب فلانهم ابواب المدينة الالهية التي اودعها مبدعها نقوش الخلائق واسرار الحقائق فهم كعبة الجلال التي تطوف بها المخلوقات ونقطة الكمال التي يتنهي اليها الموجودات والبيت المحرم الذي تتوجه اليه سائر البريات لانهم اول بيت وضع للناس فهم الباب والحجاب والنواب وام الكتاب وفصل الخطاب واليهم يوم المآب ويوم الحساب فهم لاهوت الحجاب ونواب الجبروت وابواب الملكوت ووجه الحي الذي لايموت . وان قلت معنى قوله (الله نور السموات والارض) يعني منور السموات والارض وهادي اهل السموات والارض، قلت نعم هم الهداة والدعاة الى الله جل جلاله والنور المشرق من حضرة الازل ولم يزل والاسم الفتاح الذي اخرج بنوره الوجود من العدم فبهم بدأ وبهم هدى وبهم ختم وهم المعاذ في المعاد للعباد عند زلة القدم فهم مصابيح الظلم ومفاتيح النعم . فاذا استقرينا الموجودات فأنها تنتهي الى النقطة الواحدة التي هي صفة الذات وعلة الموجودات ولها في التسمية عبارات فهي العقل من قوله (ص) (اول ماخلق الله العقل) وهي الحضرة المحمدية من قوله (اول ماخلق الله نوري) . ومن حيث انها اول الموجودات صادرة عن الله تعالى بغير واسطة سميت العقل الاول ومن حيث ان الاشياء تجد منه قوة التعقيل سمي العقل الفعال ومن حيث ان العقل فاض منه الى جميع الموجودات فأدركت به حقائق الاشياء سمي عقل الكل ، فعلم بواضح البرهان ان الحضرة المحمدية في نقطة النور واول الظهور وحقيقة الكائنات ومبدأ الموجودات وقطب الدائرات فظاهرها صفة الله وباطنها غيب الله فهي ظاهر الاسم الاعظم وصورة سائر العالم وعليها مدار من كفر واسلم فروحه (ص) نسخة الاحدية في اللاهوت ، وجسده صوره معاني ملك والملكوت ، وقلبه خزانة الحي الذي لايموت وذلك لان الله تعالى تكلم في الاول بكلمة فصارت نورا ، ثم تكلم بكلمة فصارت روحا وادخلها ذلك النور وجعلها حجابا فهي كلمته ونوره وروحه وحجابه وسريانها في العالم كسريان النقطة في الحروف والاجسام وسريان الواحد في الاعداد الالف في الكلام وسريان الاسم المقدس في الاسماء فهي مبدأ الكل وحقيقة الكل فكل ناطق بلسان الحال والمقال فأنه شاهد لله بالواحدانية الاولية ولمحمد وعلي بالابوة والملكية دليله قوله (ص) (انا وعلي ابوا هذه الامة) واذا كانا ابوي هذه الامة هذه الامة دل بالتزام ان يكونا ابوي سائر الامم لدلالة الخاص على العام والاعلى على الادنى من غير عكس ، فلولاهما لم يكن خلق ابدأ لاختصاصه بـ(لولاك لما خلقت الافلاك) فعلم ان صدور الافعال عن الصفات وصدور عن الذات والصفة التي هي امام الصفات في ظهور الموجودات هي الحضرة المحمدية فهي عين الوجود وشرف الموجود وهي وهي النقطة الواحدة التي هي صفة الاحد والجمال والصادرة عن الجلال والنور المبتدع من سحاب العظمة المشعشع من فيض قدس الرحمة وهي عرش النور والكتاب المسطور واللوح المحفوظ واول الظهور وختم الايام والدهور . يؤيد ذلك ماورد عن امير المؤمنين (ص) انه سئل : (هل رأيت في الدنيا رجلا ؟ فقال : رأيت رجلا وانا الى الان اسأل عنه فقلت له : من انت ؟ فقال : انا الطين فقلت من اين ؟ فقال : من الطين فقلت الى اين ؟ فقال : الى الطين فقلت من انا ؟ فقال ابو تراب فقلت : انا انت . فقال : حاشاك ، حاشاك ، هذا من الدين في الدين ، انا انا ، وانا انا ذات الذوات والذات في الذوات الذات ، فقال : عرفت فقلت نعم فقال: فأمسك .
فأقول : في حل هذا الرمز الشريف اشارة الى خطاب عالم اللاهوت مع عالم الناسوت ، وهو الروح للجسد ليبين للناس الفرق بين هيكل قدسه وسر نفسه فقوله رأيت رجلا وانا اسأل الى الان عنه وذلك لان الروح لم تزل لها تعلق بالجسد ونظر اليه لانه بيت غربتها ، ومسكن كربتها ، ومركب سيرها وسرير تحصيلها والثاني ان العارف ابداً يجب عليه ان يعرف الفرق بين المقام التراب وسر رب الارباب لانه اذا عرف نفسه عرف ربه لانه اذا عرف نفسه بالحدوث ، والفقر والمسكنة عرف ربه بالعزة والكبرياء والعظمة وقوله انا الطين، اشارة الى ان العارف لم يزل في مقام الفقر والاقرار بالحدوث والعجز وقوله من انا لما اقرا بالمعرفة والحدوث والامكان والموت والرجوع الى عنصره ومعدنه وتلاشيه وتحلله بعد تركيبه . وقوله : انت ابو تراب يشير به الى معنيين خاص وعام فالاول معناه ان المراد من الاب المربي والمرشد والروح قيم هذا الجسد ومربيه والثاني ان ابا تراب هو الماء والمراد به انت ابو الاشياء ومبدأها وحقيقتها ومعناها لان الكلمة الكبرى عنها برزت الموجودات وهي سر سائر الكائنات . وقوله : فقلت له : انا انت . يعني انا مثلك ميت ومركب فقال حاشاك حاشاك انا انا وانا انا يعني ابن التراب والنور . وقوله ذات الذوات والذات في الذوات للذات صرح باظهار السر المكنون ، والكلمة المتعلقة بطرفي " كن فيكون " وذلك انه اسم الله الاعظم وحقيقة كل كائن وانه ذات كل موجود لذات واجب الوجود لانه سره وكلمته وامره ووليه على كل شيء ، وذلك امر خصه الله به ، لانه هو هو بل انه كلمة الله وايته وسره . فبان بحل هذا المبهم كفر الغالي والقالي ، وسلوك التالي والموالي ووصول العارف العالي فعلي سر الله في الكل ووليه على الكل، لان الرب سبحانه سلم ما اوجده بارادته وخلقه بقدرته ومشيئته الى وليه وكلمته فقد سلم ماصدر منه اليه لان المولى المولى مقامه في الخلق مقام الرب العلي واليه الاشارة بقوله : (لافرق بينهم وبينك الا انهم عبادك وخلقك). وقوله في الدعاء : (جئت بك اليك) يعني جئت بصفاتك الى ذاتك ، وبعدلك الى عفوك وقوله له : فقال عرفت ، فقلت نعم فقال : فامسك هذا اشارة الى ان الانسان اذا عرف ان عليا هو السر الخفي وجب عليه الامساك لقبول العقول عن الادراك .
والحمد لله رب العالمين


تعليقات
إرسال تعليق