بسمه تعالى
العلم والعالم من سر كلام سماحة الشيخ جعفر الموسى
{ فتنة الأعور الدجال الشيطاني وحزبه من الجن والإنس ومخططه الشيطاني لغزو أهل الأرض واستعبادهم وتنصيب نفسه اله على كل أهل الأرض وأنواع أسلحته وكشف اسرار مخططاته الشيطانية }
الجزءالثامن
السلاح الثامن للاعور الدجال الشيطاني وهو سلاح السيطرة على العقول
ملاحظة : هذا الكلام في هذا البحث هام جدا جدا وخطير جدا جدا واخطر كلام سوف تسمعه في حياتك اخي العزيز القارئ وهذا الكلام توصلت له بالعلم الحصولي من القرآن الكريم ومن سنة محمد وآل محمد (عليهم السلام) ومن اكابر العلماء والمختصين بهذا المجال مع توثيق الكلام بمئات الفيديوهات والصور من قلب الحدث وبنفس الوقت توصلنا لمعرفة هذا الكلام بالعلم الحضوري والقدرة بالكشف العام لاسرار بواطن الامور ومجرياتها وكشف حقائق اسرار ما يدور من مخططات شيطانية ما وراء هذا العالم الخفي وما يدور حولك اخي العزيز وما خطط لك لاختراقك من الداخل والاستعواذ عليك والسيطرة الكاملة عليك باحدث تقنية عرفها التأريخ والتحكم بك تحكم كامل من حيث تعلم او لا تعلم شاة ام ابيت ويتحكمون بدينك ودنياك اشد دقة منك بنفسك بتقنية دقيقة ومتطورة جدا غير مرئية ولا محسوسة للسيطرة على كل سكان اهل الارض واستعبادهم من قبل المسيح الدجال الشيطاني وتنصيب نفسه اله عليهم بقول الله عز وجل {هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او ياتي ربك يوم يأتي بعض ايات ربك لاينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا قل انتظروا انا منتظرون} وبقول الحديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) {ثلاث اذا خرجن لاينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا طلوع الشمس من مغربها . والدجال . ودابة الارض} وعنه (ص) {ستأتي فتن على امتي كقطع الليل المظلم يصبح الحليم فيها حيران فيصبح فيها الرجل مؤمنا ويمسى كافر ويمسى مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا} وبقول الله عز وجل {يوم ترونها تذهل كل مرضعه عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد }فستعدوا للقادم بالعلم والايمان واليقضة والحذر الشديد من القادم ومعرفة مايدورفيك وما يدورحولك في الحاضر وانا لله وانا اليه راجعون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون والعاقبة للمتقين فانا احذر كل شعوب العالم بمختلف دياناتهم وقومياتهم مسيح ويهود وغيرهم كما احذر الامة العربية الاسلاميه سنة وشيعة وغيرهم كما احذر الشعب العراقي خصوصا من هذه الفتنة القادمة التي حذرت منها كل الانبياء والرسل وهي اكبر فتنة على وجه الارض وهي فتنة الاعور الدجال وهي قادمة لامحال شئتم ام أبيتم ونحن الان على ابوابها وهم ألان يجربون اسلحهم وتقنيتهم الحديثة جدا ومتخذين من شعوب سكان الارض حقل تجارب ومنتضرين ساعة الصفر باطلاق احدث تقنية أسلحة غير مرئية ولا محسوسة ولا تخطر على بال احد لانقضاض والسيطرة على كل سكان العالم وسوف انا اذكر في هذا البحث بعض من هذه المخططات الشيطانية والتقنية المتطورة جدا والأسلحة الفتاكة الغير مرئية ولا محسوسة ولا مسموعة وما ورائها واهدافها ومن يريد ان يبحث عن ذلك ويتعمق به سوف يكشف المزيد من ذلك بحيث لا رأت عينه بذلك من قبل ولا سمع بذلك ولا يخطر ذلك على لب وعقل أي شخص من قبل فستعدو للقادم بالعلم والايمان واليقضة والحذر الشديد... سماحة الشيخ جعفر الموسى .
الدكتوره ميا صبحي السيطرة على العقول
تقنيات غسيل المخ و السيطرة على العقل كتكتيك ممنهج متكامل
تعتبر السيطرة على العقل هي احد الطرق العسكرية وهي التحكم الناجح في أفكار وأفعال شخص آخر دون موافقته/موافقتها. وبشكل عام ، فإن المصطلح يعني أن الضحية تتنازل عن بعض المعتقدات والمواقف السياسية أو الاجتماعية أو الدينية الأساسية وتقبل الأفكار المناقضة. وكثيراً ما يستخدم مصطلح (غسيل المخ) بشكل واسع للإشارة إلى الاقتناع عن طريق الدعاية.
المفاهيم والأفكار الخاطئة للسيطرة على العقل
هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول السيطرة على العقل. ويعتقد بعض الناس أن السيطرة على العقل تشمل جهود الآباء في تربية أبنائهم وفقاً للمعايير الاجتماعية والثقافية والأخلاقية والشخصية. كما يعتقد البعض أنها سيطرة على العقل لاستخدام تقنيات تعديل السلوك لتغيير سلوك المرء سواء عن طريق الانضباط الذاتي أو الإيحاء الذاتي أو من خلال ورش العمل والعيادات. ويرى الآخرون أن الإعلانات والإغواء الجنسي هي أمثلة من السيطرة على العقل. ولا يزال يعتبرها الآخرون بمثابة تحكم في العقل لتخدير امرأة ما من أجل استغلالها أثناء وقوعها تحت تأثير التخدير. ويرى البعض أنها تحكم في العقل يظهر عندما يستخدم الضباط العسكريين أو ضباط السجن التقنيات التي تقلل من محاولات المجندين أو السجناء لخرق القواعد وجعلهم أكثر توافقاً معها. وقد يعتبرها البعض بمثابة تحكم في العقل للمدربين أو مشرفي الخفر للتهديد والتقليل من العقاب البدني أو الإجهاد الجسدي من فرط التمارين الرياضية للمتدربين من أجل كسر غرورهم وغرس مبدأ روح الفريق أو تحديد المجموعة.
- وتسمى بعض التكتيكات لبعض مجموعات الإمكانيات البشرية والروحية والدينية من المجندين أو الفئات العمرية الجديدة بتكتيكات السيطرة على العقل. ويعتقد الكثيرون بأن ضحايا الخطف الإرهابي الذين يعتنقون أو يتعاطفون مع أيديولوجية الخاطف هم ضحايا للسيطرة على العقل (والتي تسمى متلازمة ستوكهولم ). وبالمثل ، فإن المرأة التي تبقى مع رجل معتدي أو مسيء ، كثيراً ما ينظر إليها باعتبارها ضحية للسيطرة على العقل. ويرى الكثيرون أن الرسائل اللاشعورية في (موسيقى موزاك) أو في الإعلانات أو على أشرطة المساعدة الذاتية هي بمثابة شكل من أشكال السيطرة على العقل. ويعتقد الكثيرون أيضاً بأنها بمثابة تحكم في العقل باستخدام أسلحة الليزر أو العناصر المشعة أو المولدات الصوتية أو مولدات النبض الكهرومغناطيسي الغير نووية أو بواعث الموجات الدقيقة ذات الطاقة العالية لإرباك أو إضعاف الناس. ويعتبر الكثيرون أن تكتيكات "غسيل المخ" (مثل التعذيب ، والحرمان الحسي ، وما إلى ذلك) التي استخدمها الصينيون خلال الحرب الكورية ، وكذلك الزومبيين المزعومين في "الفودو" هي محاولات للسيطرة على العقل.
وأخيراً ، لا يمكن لأحد أن يشك بأنها حالة واضحة من السيطرة على العقل للقدرة على التنويم المغناطيسي أو البرمجة الإلكترونية لشخص ما بحيث يقوم بتنفيذ الأوامر الموجهة إليه/إليها دون أن يدرك بأنه تحت تأثير التحكم في سلوكه.
توضيح المصطلح
مصطلح بهذا النقص في التحديد يعتبر بدون فائدة. وعند تضييق التحديد فإن أول شيء ينبغي فعله هو القضاء - كأمثلة على السيطرة على العقل – على تلك الأنشطة التي يختار فيها الشخص التحكم في سلوكه بحرية. وتعتبر السيطرة على أفكار وأفعال الفرد سواء عن طريق الانضباط الذاتي أو بمساعدة الآخرين ، هي موضوع مثير للاهتمام ومهم ، ولكنها لا تشبه غسيل المخ أو برمجة الناس بدون موافقتهم.
- واستخدام الترهيب أو القوة لإكراه أو استغلال الناس حتى يقوموا بفعل ما يراد منهم لا ينبغي أن يصنف بمثابة سيطرة على العقل. كما أن محاكم التفتيش لم تنجح في الاستيلاء على عقول ضحاياهم. وبمجرد توجيه التهديد بالعقاب ، فإن المعتقدات المبتزة تتلاشى. وأنت لا تستطيع السيطرة على عقل شخص ربما يهرب منك لحظة أن تدير ظهرك له.
- والسيطرة على امرأة عن طريق المخدرات حتى تتمكن من اغتصابها لا تعتبر سيطرة على العقل. كما أن استخدام صاعق كهربائي لإصابة الناس بالصداع أو لتضليلهم لا يعتبر مثل السيطرة عليهم. ولا يمكنك السيطرة على أفكار أو أفعال شخص ما فقط لأنه يمكنك أن تفعل ما تريد منه أو جعله غير قادر على فعل ما يحلو له. وهناك عنصر أساسي في السيطرة على العقل ينطوي على السيطرة على شخص آخر ليس فقط بوضعه خارج نطاق السيطرة أو فعل أشياء له تجعله بدون تحكم.
السيطرة على العقل وأعمال الخيال
بعض أكثر المفاهيم الخاطئة شعبية حول السيطرة على العقل نشأت في أعمال الخيال مثل فيلم"مرشح منشوريا" Manchuria Candidate حيث تم في ذلك الفيلم برمجة قاتل حتى يستجيب لإرادة منوم مغناطيسي ومن ثم يرتكب جريمة قتل ولا يتذكر عنها شيئاً فيما بعد. وهناك كتب وأفلام أخرى تصور التنويم المغناطيسي كأداة قوية تمكن المنوم المغناطيسي من الممارسة الجنسية مع امرأة جميلة أو برمجتها لتصبح إنسان آلي يعمل كساعي أو قاتل ، الخ . وهناك أحد الكتب يزعم بأنه "يستند إلى قصة حقيقية " وهو كتاب : السيطرة على كاندي جونز (الصادر عن دار نشر بلاي بوي في عام 1976) لمؤلفه "دونالد بين". ولتكون قادراً على استخدام التنويم المغناطيسي على هذا النحو القوي ، لا تحتاج سوى لقليل من التمني.
- والأعمال الخيالية الأخرى التي تستخدم العقاقير أو الأجهزة الإلكترونية ، بما في ذلك عملية زرع المخ ، تم استخدامها للسيطرة على سلوك الناس. وهي بطبيعة الحال تثبت أن حدوث تلف في المخ أو التنويم المغناطيسي أو المخدرات أو التحفيز الكهربائي للمخ أو الشبكة العصبية يمكن أن يكون له تأثير سببي على الأفكار والحركة الجسدية والسلوك. ومع ذلك ، فإن الحالة المعرفية البشرية تحت تأثير مادة كيميائية أو تحفيز كهربائي للمخ تكون أكثر فقراً بحيث يستحيل استخدام المعرفة والتكنولوجيا الحديثة لفعل أي شيء يقترب من هذا النوع من السيطرة على العقل الذي تم تصويره في أعمال الخيال. ويمكننا أن نفعل الأشياء التي يمكن التنبؤ بها مثل التسبب في فقدان ذاكرة معينة أو الإثارة لرغبة معينة ، ولكن لا يمكننا أن نفعل هذا بطريقة غير تدخلية أو القدرة على السيطرة على مجموعة كبيرة من الأفكار أو الحركات أو الأفعال. ومن المؤكد أنه يمكن تصور أننا سنكون في يوم ما قادرين على تصميم الجهاز الذي إذا تم زرعه في المخ فإنه سيمكننا من السيطرة على الأفكار والأفعال من خلال التحكم بواسطة مادة كيميائية معينة أو محفزات كهربائية معينة. ومثل هذا الجهاز غير موجود الآن ولا يمكن أن توجد معرفة به في مجال علوم الأعصاب. (ومع ذلك ، وضع اثنين من علماء الأعصاب بجامعة إيموري وهما الدكتور روي باكاي والدكتور فيليب كينيدي ، طريقة لزرع المخ الإلكتروني والتي يمكن تفعيلها من خلال الأفكار وهذا بدوره يمكن أن يتحرك بمؤشر كمبيوتر) .
الحكومة والسيطرة على العقل
يبدو أيضاً أن هناك اعتقاد متزايد بأن حكومة الولايات المتحدة ، من خلال فروعها العسكرية أو وكالاتها مثل وكالة الاستخبارات المركزية ، تستخدم عدداً من الأجهزة الرهيبة بهدف تعطيل المخ. وهناك أمثلة تم ذكرها مثل أسلحة الليزر أو العناصر المشعة أو المولدات الصوتية أو مولدات النبض الكهرومغناطيسي الغير نووية أو بواعث الموجات الدقيقة ذات الطاقة العالية. ومن المعروف أن الوكالات الحكومية قامت بتجارب على البشر للسيطرة على العقل بعلم وبدون علم الأشخاص مواضيع الدراسة (شيفلين 1978). ولا ينبغي وصف إدعاء هؤلاء الذين يعتقدون بأنهم وقعوا كضحايا لتجارب السيطرة على العقل بدون رغبتهم بأنها مستحيلة أو غير واردة. وبالنظر إلى الممارسة السابقة ذات الطبيعة الغير أخلاقية بواسطة الوكالات العسكرية والاستخباراتية ، فإن مثل تلك التجارب ليست غير قابلة للتصديق. ومع ذلك ، لا ينبغي اعتبار مثل هذه الأسلحة التجريبية التي تهدف إلى تعطيل عمليات المخ بأنها أسلحة للسيطرة على العقل. ولا يعتبر إرباك أو تضليل شخص بطرق أخرى من طرق الإضعاف من خلال المواد الكيميائية أو بطريقة إلكترونية هو بمثابة سيطرة على هذا الشخص. ولجعل شخص يفقد السيطرة على نفسه ليس هو نفس الحال مثل السيطرة عليه ، وهناك أمر شبه مؤكد أن الحكومة الأمريكية غير قادرة على السيطرة على عقل أي شخص ، على الرغم من أنه من الواضح أن العديد من الناس في العديد من الحكومات يلهثون وراء تلك السلطة.
- وعلى أية حال ، فإن بعض الادعاءات التي أدلى بها هؤلاء الذين يعتقدون أنهم خضعوا للسيطرة عليهم بواسطة هذه الأسلحة الإلكترونية تبدو غير معقولة. على سبيل المثال ، الاعتقاد بأنه يمكن استخدام الموجات اللاسلكية أو الموجات الدقيقة لجعل شخص ما يسمع أصوات موجهة إليه بالذات ، يبدو أمراً غير مرجح. ونحن نعلم أن الموجات اللاسلكية والموجات من جميع أنواع الترددات تعبر باستمرار من خلال أجسادنا. والسبب الذي يجعلنا نقوم بتشغيل الراديو أو التلفزيون لسماع الأصوات أو رؤية الصور التي تُبث عن طريق الهواء هو أن هذه الأجهزة لديها المستقبلات التي "تترجم" الموجات في أشكال يمكننا سماعها ورؤيتها. وما نعرفه عن السمع والرؤية يجعل من المستبعد جداً مجرد إرسال إشارة إلى المخ يمكن "ترجمتها" لأصوات أو صور وتتسبب في سماع الشخص أو رؤيته لأي شيء. وربما قد يكون من الممكن في يوم ما تحفيز شبكة معينة من الخلايا العصبية إلكترونياً أو كيميائياً تمكن الشخص الخاضع للتجربة بأن يختار أصوات أو مشاهدات محددة لتظهر في وعيه ، ولكن ذلك يعتبر غير ممكن اليوم. وحتى لو كان ذلك ممكناً ، فإنه لا يتبع بالضرورة أن الشخص سوف يطيع أمر لاغتيال الرئيس لمجرد أنه سمع صوتاً يطلب منه القيام بذلك. ويعتبر سماع الأصوات هو أحد تلك الأشياء ، أما الشعور بالإرغام على الانصياع لها فهو شيء آخر تماماً.
- ويبدو أن هناك عدداً من أوجه الشبه بين أولئك الذين يعتقدون بأنهم قد اختطفوا من قبل الكائنات الفضائية (اليوفو) وأولئك الذين يعتقدون أن عقولهم قد خضعت للسيطرة من قبل عمليات زرع بواسطة وكالة الاستخبارات المركزية. وحتى الآن ، ومع ذلك ، فإن مجموعة أصحاب "العقول التي تم السيطرة عليها" لم يتمكنوا من فهم "جون ماك" ، الطبيب النفسي في جامعة هارفارد والذي يدعي أن أفضل تفسير لمزاعم الاختطاف من قبل الكائنات الفضائية (اليوفو) تقوم على تجارب الاختطاف من قبل الكائنات الفضائية (اليوفو) وليس التخيل أو الأوهام. والشكوى العامة من السيطرة على العقل هو أنهم لا يستطيعون الحصول على معالجين حتى يأخذوا الأمر على محمل الجد. فهم يقولون أنه يمكنهم فقط العثور على معالجين يرغبون في علاجهم من الأوهام وليس مساعدتهم على إثبات أنهم خضعوا لتجارب السيطرة على العقل من قبل حكومتهم. وبالتالي ، فإنه ليس من المحتمل أن يكون "الزومبيين الذين خضعوا لتجارب السيطرة على العقل من قبل وكالة الاستخبارات المركزية" متهمين بإصابتهم بأوهام زرعت في نفوسهم من قبل المعالجين والمختطفين من الكائنات الفضائية (اليوفو) ، لأنهم يدعون عدم القدرة على العثور على معالجين يتعاملون مع الأوهام لديهم بشكل جدي. وفي الواقع ، يعتبر الكثيرون منهم مقتنعون بأن معاملتهم كأشخاص مخدوعين هو جزء من مؤامرة للتغطية على تجارب السيطرة على العقل التي تتم عليهم. حتى أن البعض يعتقد بأن متلازمة الذاكرة الزائفة هي جزء من المؤامرة ، وهم يزعمون أن فكرة الذكريات الزائفة هي مؤامرة لمنع الناس من التعامل جدياً مع ادعاءات أولئك الذين يتذكرون الآن أنهم كانوا ضحايا لتجارب السيطرة على العقل في وقت ما في الماضي. ومن الصعب الاعتقاد بأنه لا يمكنهم العثور على مجموعة واسعة من معالجي العصر الجديد الغير أكفاء يكونون مستعدين للتعامل مع ادعاءاتهم بشكل جدي ، إن لم يكونوا على استعداد للزعم بأنهم وقعوا كضحايا لمثل هذه التجارب نفسها.
الإعلانات المموهة والسيطرة على العقل
هناك ملاحظة خفيفة ، وهي وجود واحدة من أقل الأساطير حول السيطرة على العقل هي الفكرة القائلة بأن الرسائل المموهة هي وحدات تحكم فعالة للسلوك. وعلى الرغم من انتشار الاعتقاد بقوة رسائل الإعلانات المموهة على نطاق واسع، فإن الأدلة على فعاليتها الكبيرة تستند على الحكايات والدراسات العلمية من قبل الأطراف المعنية بحيث يصبح البحث – بدون جدوى- عن الدراسات العلمية التي تثبت أن الرسائل الغير مسموعة مثل "لا تسرق" أو "أرجع ذلك" في موسيقى "موزاك" تخفف كثيراً من سرقة الموظفين أو العملاء ، أو أن الرسائل المموهة تزيد من مبيعات الوجبات الخفيفة في دور السينما.
الاضطراب والتحرش لا يعتبران سيطرة على العقل
ينبغي أن توضح الاعتبارات المذكورة أعلاه أن ما يعتبره الكثيرون سيطرة على العقل من الأفضل أن يوصف بمصطلح آخر ، مثل تعديل السلوك أو تعطيل الفكر أو تعطيل المخ أو التلاعب بالسلوك أو إكراه العقل أو التحرش الإلكتروني. فلا يمكن تحويل الناس الآن إلى روبوتات عن طريق التنويم المغناطيسي أو زرع المخ. وعلاوة على ذلك ، فإنه ينبغي توضيح حالة المعرفة في مجال علوم الأعصاب وتقنيات السيطرة الفعالة على العقل التي يحتمل أن تكون بسيطة ويكون فهم آلياتها فهماً ناقصاً.
- وهكذا ، إذا أردنا تقييد مصطلح "السيطرة على العقل" لتلك الحالات التي يستطيع فيها الشخص بنجاح السيطرة على أفكار أو أفعال شخص آخر دون موافقته ، فإن القائمة الأولية من الأمثلة على ما يعتبره الناس سيطرة على العقل تنحصر في خمسة بنود فقط هي : التكتيكات الروحية والدينية وغيرها للمجندين في العصر الجديد ، وتكتيكات الأزواج الذين يسيطرون على زوجاتهم ، ومتلازمة ستوكهولم ، وتكتيكات ما يسمى بغسيل المخ من قبل المحققين الصينيين على السجناء الأمريكيين خلال الحرب الكورية ، والخلق المزعوم للزومبيين في الفودو. ومع ذلك يمكن رفض الأخير حيث أنه يستند إما على الاحتيال أو على استخدام العقاقير لجعل الناس بلا إرادة.
والفرد الذي يُرهب من قبل الزوج أو الزوجة أو العشيق ، لا يكون ضحية للسيطرة على العقل ، ولكن يكون ضحية للخوف والعنف. ومع ذلك ، يبدو أن هناك العديد من الحالات التي يكون فيها الشخص المضروب محباً بحق لشريك/شريكة الحياة ، ويعتقد بحق أن الضارب يبادله الحب. وتبقى الضحية معرضة للضرب مرة تلو الأخرى ، ليس بسبب مخاوف الضحية مما سيفعله المعتدي إذا قام بالرحيل ، ولكن لأن الضحية لا تريد حقاً أن ترحل. ولكن ربما لا تريد الضحية الرحيل لأنها أو أنه يعتمد كلياً على الحبيب / الضارب. ولا يبقى المعتدى عليه فقط لأنه ليس لديه أي مكان آخر يذهب إليه ، ولكن المعتدى عليه يحتاج للمعتدي ومن ثم يبقى لأنه يعتمد اعتماداً كلياً على الشخص المعتدي. وإذا استطاع رجل أن يقلل من شأن امرأة إلى حالة من التبعية الكلية ، فإنه يستطيع السيطرة عليها. ولكن هل من الصحيح القول بأنه سيطر على عقلها؟ ، وإلى أي مدى - إن وجد- يستطيع الضارب سلب الإرادة الحرة لضحيته؟ بحيث يمكنه الحد من خياراتها ويكون البقاء معه هو الخيار الوحيد الذي تعرفه الضحية. وما هو احتمال حدوث ذلك؟ ويبدو من المرجح أنها سوف تحد من خياراتها الخاصة عن طريق ترشيد سلوكه وإقناع نفسها بأن الأمور ستتحسن أو أنها في الحقيقة ليست بهذا السوء. وإذا لم يستخدم الرجل القوة الغاشمة أو التخويف بالعنف للحفاظ على امرأة بجواره، حينئذ إذا ما بقيت ، فقد يكون ذلك بسبب الخيارات التي اتخذتها في الماضي ، حيث أنها في كل مرة تتعرض للاعتداء ، فإنها تختار البقاء. وربما اعتاد هو استخدام الحديث اللطيف والمغري معها لإقناعها بعدم المغادرة ، ولكن في وقت ما أثناء العلاقة تكون هي حرة في رفضه. وخلافاً لذلك ، فإن العلاقة التي تستند على الترهيب والعنف والسيطرة على العقل لا تكون واضحة. والمرأة التي تقع تحت تأثير الضارب ، لا تكون ضحية للسيطرة على العقل ، ولكنها تكون ضحية لسوء اختياراتها الخاصة. وهذا لا يعني أننا لا ينبغي أن نتعاطف مع محنتها أو تقديم المساعدة التي تريدها. حيث أنها تكون في هذا الوضع بسبب سوء حظها وبسبب سلسلة الخيارات السيئة ، وليس بسبب السيطرة على العقل أو بافتراض بأن تلك المرأة ليست مريضة نفسياً. وفي هذه الحالة يكون من الطبيعي أن رجلها ليس هو من خفض قدرتها على الاختيار الحر. وقد يستفيد المعتدي من هذا الوضع ، ولكنه لا يخلقه.
المُجَنِدين وعمليات الخطف ومحاكم التفتيش
يتيح الخاطفون والمحققون للمُجَنِدين تنمية مجموعات روحية أو دينية أو مجموعات نمو الشخصية. وقد تختلف تكتيكات المُجَنِدين اختلافاً جوهرياً عن تلك التي تخص الخاطفين أو المحققين. ولا يقوم المُجَنِدون عموماً بخطف أو اعتقال المجندين ، ولا يعرف عنهم أنهم يستخدمون التعذيب كوسيلة من وسائل التحويل النموذجي. وهذا يثير مسألة ما إذا كان يتم التحكم في ضحاياهم دون موافقتهم. ولا يعتبر بعض المجندين ضحايا حقاً للسيطرة على العقل ولكن يكونون أعضاء برغبتهم في مجتمعاتهم. وبالمثل ، لا ينبغي اعتبار العديد من المجندين في الديانات السائدة ضحايا للسيطرة على العقل. ولا يعتبر تغيير السمات الأساسية للشخص ، وحمله على التصرف بطرق متناقضة بأنماط من السلوك على مدى الحياة ، وحمله على تغيير معتقداته وقيمه الأساسية ، بالضرورة سيطرة على العقل. حيث يعتمد الأمر على كيفية نشاط الشخص في المشاركة في التحول الخاص به. وربما تعتقد أنت وأنا أن أي شخص يخرج من عقله للانضمام إلى طائفة السينتولوجيا ، ولا تعتبر معتقدات شهود يهوه أو الإخوة جيم روبرتس "معتقدات وسلوكيات جنونية" أكثر شراسة عن تلك التي يتبعها الملايين من معتنقي التيار الديني الرئيسي الذين قبلوا الانخراط فيه.
- ويبدو أن بعض المجندين في تيارات الديانات الغير رئيسية قد تم غسل أمخاخهم والسيطرة عليها لدرجة أنهم يفعلون شراً عظيماً لأنفسهم أو لغيرهم بناء على طلب قائدهم ، بما في ذلك القتل والانتحار. ويصبح بعض هؤلاء المجندين في حالة من الضعف الشديد عندما يتم تجنيدهم لكي يستفيد مجنديهم من تلك الثغرات فيهم. وقد يصير هؤلاء المجندين مشوشين أو بدون ركيزة بسبب صعوبات المرحلة الانتقالية العادية (مثل طلاب الجامعات الجدد) ، ويتعرضون لظروف حياتية صعبة (مثل الفشل في الدراسة أو الحصول على وظيفة جديدة) ، أو حتى الأحداث المأساوية الشخصية (مثل موت الأصدقاء المقربين أو الأعزاء) ، أو الأحداث العالمية (مثل الحرب أو الإرهاب). وقد يصاب البعض بمرض عقلي أو اضطراب عاطفي أو اكتئاب شديد بسبب سوء استخدم العقاقير أو التعرض للاعتداء على أيدي الآخرين ، الخ ، ولكن لن يكون لمصلحة الطائفة تجنيد المضطربين عاطفياً بشكل نشط كما قال أحد المجندين في عبادة معينة.
- وللطوائف الدينية أيديولوجيات وممارسات مُعقدة بحيث يجد المضطربين عقلياً أو عاطفياً صعوبة في استيعابها. وهذه الهياكل هي التي تسمح للطوائف الدينية بالسيطرة على الشخص. والطوائف الدينية لا ترغب في الأشخاص الذين يصعب السيطرة عليهم.
- وفي حين أن بعض المجندين قد يكونون ضعفاء للغاية أمام أولئك الذين يرغبون في السيطرة على أفكارهم وأفعالهم ، فإن المُجَنِدين يبحثون عن الأشخاص الذين يمكن أن يضعفوهم. وقد قال المجند المذكور أعلاه أيضاً بأن الطوائف الدينية تبحث عن الأشخاص الأقوياء والأذكياء والمثاليين كما تبحث أيضاً عن الأغنياء بغض النظر عن وضعهم العقلي.
والهدف هو جعل المجندين ضعفاء ، لحملهم على التخلي عن أي سيطرة ذاتية على أفكارهم وأفعالهم. كما أن الهدف هو جعل أعضاء الطائفة يشعرون بأنهم مسافرين على متن سفينة بلا دفة في بحر عاصف. والمُجنِد أو زعيم الطائفة هو من يمسك بالدفة وهو الوحيد الذي يمكنه أن يوجه السفينة إلى بر الأمان.
والتقنيات المتاحة للتلاعب بالضعفاء هي كثيرة للغاية وإحداها هي لمنحهم الحب الذي يشعرون بأنهم لا يحصلون عليه في أي مكان آخر ، وإقناعهم بأنه من خلالهم ومن خلال مجتمعاتهم سيتمكنون من العثور على ما يبحثون عنه ، حتى لو لم يكونوا قد حصلوا على دليل بأنهم يبحثون عن أي شيء ، وكذلك إقناعهم بأنهم يثقون في القائد وأن القائد يثق فيهم ، وإقناعهم بأن أصدقائهم وعائلاتهم من خارج المجموعة هم عوائق لخلاصهم. وعن طريق عزلهم ، يمكن فقط منحهم ما يحتاجون إليه ، وإغداق الحب عليهم ، وأن القائد هو فقط من يحبهم وأنه على استعداد للموت من أجلهم ، فلماذا لا يموتون من أجل القائد؟ ولكن الحب وحده هو ما يمكن القائد من الفوز بهم أكثر. ويعتبر الخوف هو حافز كبير ، حيث يخشى المجند أنه إذا غادر فإنه سوف ينهار ، وخوفه من أنه إذا لم يتعاون فإنه سيتعرض للمحاكمة ، وخوفه من أنه لا يستطيع القيام بذلك وحده في هذا العالم البائس. ويجب على القائد أن يصيب المجند بجنون العظمة.
- والحب والخوف قد لا يكونان كافيان ، ولكن يجب أن يستخدم " التذنيب " أيضاً عن طريق تحميل المجندين بذنوب كثيرة مما يجعلهم يرغبون في تنظيف أفكارهم ، وتذكيرهم بأنهم لا يشكلون شيئاً بمفردهم ، ولكنهم يعتبرون مع القائد والإله (أو بعض السلطات أو التقنيات) هم كل شيء ، وجعلهم يحتقرون أنفسهم حتى يتسنى لهم أن يكونون غير أنانيين ويتحلون بإنكار الذات ، وبأنهم ملك للقائد ، وجعلهم لا يشعرون بأي شعور ذاتي ، وإقناعهم بأن المثالية هي التخلي عن الذات ، ومواصلة الضغط بلا هوادة ، وإذلالهم من وقت لآخر ، ومن ثم سيشعرون بأنه يجب عليهم إذلال أنفسهم ، والتحكم فيما يقرءون ويسمعون ويرون ، وتكرار الرسائل على العيون والآذان. وحملهم بالتدريج على تقديم التزامات صغيرة في البداية حتى يستحوذ القائد على كل ممتلكاتهم وأجسادهم وأرواحهم. ولا ينسى القائد أن يعطيهم المخدرات ، ويقوم بتجويعهم ، أو يطلب منهم التأمل أو الرقص أو الهتاف لساعات حتى يعتقدون بأنهم يخضعون لنوع من التجارب الروحية ، وجعلهم يعتقدون بأن "القائد هو الإله الذي جعلهم يشعرون بحالة جيدة للغاية" مما يجعلهم لا يرغبون في التخلي عن ذلك ، وبأنهم لم يشعروا بالرفاهية قبل ذلك مطلقاً ، وبأنه على الرغم من شعورهم بوجود الجحيم في الخارج ، فإن الداخل هو جنتهم.
- فما هو الدين الذي لا يستخدم " التذنيب " والترهيب لحمل الناس على تنظيف أفكارهم ؟ حتى أن بعض المعالجين يستخدمون أساليب مشابهة للسيطرة على مرضاهم ، ويقتاتون على الضعفاء ، ويطلبون الولاء التام والثقة كثمن للأمل والشفاء. وكثيراً ما يعزلون فرائسهم عن أحبائهم وأصدقائهم ، كما يحاولون تملك عملائهم والتحكم فيهم . ولا تختلف أساليب المُجَنِدين كثيراً. فهل يكون المجندين والمعتنقين للأديان والمرضى على استعداد لأن يكونوا ضحايا ؟ وكيف يمكننا التفريق بين الضحية الراغبة من الضحية الغير راغبة؟ وإذا لم نستطع أن نفعل ذلك ، عند ذلك لا يمكننا أن نميز الحالات الحقيقية من السيطرة على العقل.
- ولا يستخدم المُجَنِدين والمتلاعبين الآخرين السيطرة على العقل إلا إذا قاموا بحرمان ضحاياهم من إرادتهم الحرة. ويمكن القول بأن شخص ما قد حُرم من إرادته الحرة من قبل شخص آخر فقط إذا قدم هذا الشخص الآخر عامل سببية لا يقاوم. فكيف يمكننا إثبات أن سلوك فرد ما هو نتيجة لأوامر لا تقاوم قدمت له من قبل شخصية قيادية روحية أو دينية ؟ ، ولا يكفي القول بأن السلوك الغير عقلاني يثبت أن الإرادة الحرة للشخص قد سلبت منه. وقد يكون من غير العقلاني تخلي الفرد عن جميع ممتلكاته أو تكريس كل وقته وقوته لتلبية رغبات زعيم ديني أو محاولة الانتحار أو زرع قنابل سامة في مترو الأنفاق لأنه أُمر بذلك ، ولكن كيف يمكننا تبرير ادعاء مثل هذه الأفعال الغير عقلانية بأنها أفعال صادرة من روبوتات بدون عقل؟ ، ونحن نعرف جميعاً أن أكثر الأفعال الغريبة والغير إنسانية والغير عقلانية التي يقوم بها المجندين هي تتم بحرية وعن علم وبسعادة. وربما هي تتم من قبل أشخاص مدمري العقول أو مجانين. وفي كلتا الحالتين ، فإن مثل هؤلاء الناس لا يكونون ضحايا للسيطرة على العقل.
- ولا ينبغي ترك النظر في أفعال الخاطفين والمحققين مثل أفعال العزل المنهجي والسيطرة على المدخلات الحسية والتعذيب. فهل تسمح لنا هذه الوسائل بمحو قشرة المخ وكتابة رسائلنا الخاصة فيها؟ وهل يمكننا حذف الأنماط القديمة وزرع أنماط جديدة من الفكر والسلوك في ضحايانا؟ ، وينبغي الإشارة أولاً إلى أنه ليس كل فرد تعرض للخطف ، يشعر بالحب أو العاطفة نحو خاطفيه. ومن المحتمل أن يصل بعض المختطفين أو المعتقلين إلى حالة من التبعية الكاملة لجلاديهم. حيث يوضعوا في موقف مماثل لما كان في سن الرضاعة ويبدءون بالاتحاد مع جلاديهم بقدر ما يتحد الرضيع مع الشخص الذي يغذيه ويوفر له الراحة. وهناك أيضاً سحر غريب يتملك معظمنا عند الترهيب. فنحن نخشاهم ونكرههم ولكن غالباً ما نرغب في الانضمام لعصابتهم وأن نكون محميين من قبلهم. ولا يبدو من المرجح أن الأشخاص الذين يقعون في الحب مع خاطفيهم أو الذين يقومون بدور ضد بلادهم تحت وطأة التعذيب ، هم ضحايا للسيطرة على العقل. وهناك بالتأكيد بعض التفسيرات حول سبب تصرف بعض الناس مثلما فعلت " باتريشيا هيرست" ، ولماذا لم يصبح الآخرون في ظروف مماثلة مثل "تانيا". ومن المشكوك فيه أن السيطرة على العقل ينبغي أن تلعب أكثر من دور في التفسير. حيث تنجذب بعض النساء إلى رجال العصابات ولكن يكون لديهن القليل من الفرص للتفاعل معهم. ونحن لسنا بحاجة للعودة إلى السيطرة على العقل لنفسر لماذا تقربت " باتريشيا هيرست" بشدة مع أحد خاطفيها الإرهابيين. وربما اعتقدت بأنها يجب أن تفعل ذلك حتى تنجو ، وربما تكون أيضاً قد انجذبت له حقاً. ومن يدري؟ فلعل السيطرة على العقل هو أفضل دفاع عن "تغيير الرأي حول الحياة الإجرامية" عند مواجهة اتهامات بسرقة بنك واتهامات بالقتل.
وأخيراً ... يُعتقد على نطاق واسع أن الصينيين نجحوا في غسيل أمخاخ أسرى الحرب الأمريكيين خلال الحرب الكورية ، ولكن الدليل على نجاح أساليبهم في التعذيب والعزل والحرمان الحسي وما إلى ذلك للسيطرة على عقول أسراهم هو غير موجود. وهناك عدد قليل جداً (22 من 4500 أو 0.5 ٪) من الذين أُسروا من قبل الصينيين عادوا إلى الجانب الآخر (ساذرلاند 1979 ،ص 114). وترجع أسطورة نجاح الصينيين أساساً إلى أعمال "إدوارد هانتر" ، الذي تعرض لغسيل المخ في الصين الحمراء وهو كتاب "التدمير المحتسب لعقول البشر" (نيويورك : مطبعة فانجارد ، عام 1951) والذي لا يزال يشار إليه بواسطة أولئك الذين يرون أن تكتيكات السيطرة على العقل هي مصدر خطر كبير في هذه الأيام. وقد قامت وكالة الاستخبارات المركزية بنشر معظم أعمال "هانتر" في جهودها الرامية إلى ترسيخ الكراهية للكوريين الشماليين والشيوعية وشرح لماذا لا يكره بعض الجنود الأمريكيين العدو ، ولتعظيم دورهم بالقول بأنهم هم من يجب عليهم وضع تقنيات غسيل المخ من أجل مواكبة العدو "(ساذرلاند 1979 ، ص 114).
سلاح السيطرة على العقول
ما ما وراء السحر الامريكى الاسرائيلى فى مصر ؟؟؟؟ المسيح الدجال و موجات الميكروويف وسلاح السايكوترون للسيطرة على العقل والتحكم بأنماطه عن بعد؟؟؟؟
ظهرت فى مصر منذ 10 اعوام مايسميه الشعب (التجارب على الفئران )9فى بعض المناطق الشعبية لعمل وتنفيذعملية (السيطرة على العقل )و باستخدام الاسلحة الغير قاتلة تمت انواع كثيرة من التغيرات الفسيولوجية الكثيرة والكبيرة عليهم كضغط نفسى وعصبى وعقلى (على هذه الفئران الشعبية المصرية )ومن هذه الأسلحة الغير قاتلة والتى لم يعرف الكثير عنها وماهى بالظبط ؟ نظرا للتعتيم الاعلامى التام عليها وبعضهم اعتقدوا انها سحر اسود تملكهم وان وباء السحر انتشر فى مصر ولكنها فى الواقع هى:
السيطرة على العقل عن بعد
ظهر هذا السلاح الصامت نتيجة للأبحاث المكثفة في مجال السيطرة العقلية على البشر، ويرجع تاريخ تقنية السيطرة العقلية عن بعد (آر إم سي تي) Remote Mind Control Technology (RMCT) إلى بحث قام به العلماء العاملون في مشروع باندورا الممول من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA بقيادة الدكتور روس آدي Ross Adey في أواخر الستينيات من القرن الماضي. واكتشف هذا الفريق العلمي أن الترددات شديدة الانخفاض التي يصل تذبذبها من 1-20 هيرتز Hz لها تأثيرات فعالة على المجال الحيوي للحيوانات والبشر. وكان هذا البحث مهمًا لوكالة المخابرات المركزية التي كانت تسعى للوصول للترددات التي تمكنها من السيطرة على عقول البشر عن بعد. واكتشف الباحثون في مشروع باندورا أن المنطقة ما بين 6-16 هيرتز Hz شديدة التأثير على المخ، وعلى الأجهزة العصبية والإفرازات الهرمونية الداخلية. وأدت هذه الأشعة لتعطيل الوظائف الحيوية الأساسية في القطط والقرود، ولم يكشف العلماء عن تفاصيل التأثيرات الصحية التي تلحقها بالبشر، والتي ظلت في طي الكتمان.
وكانت هناك مشكلة عملية لتطبيق هذه الموجات التي تحتاج لهوائيات كبيرة؛ ولهذا قام العلماء بتحميل موجات الميكروويف إلف على موجات حاملة أخرى مثل موجات آر إف RF وموجات يو إتش إف UHF، وكانت لها نفس التأثيرات النفسية والحيوية، بل أصبحت أكثر فاعلية في أساليب السيطرة العقلية من موجات إلف الصافية. وسُميت الموجات الممزوجة الجديدة بموجات إلف الزائفة أو الكاذبةpseudo-ELF .
وبظهور هذه الموجات الجديدة تم تطويرها إلى عدة أنظمة لتصنيع الأسلحة التي تقوم بالتأثير على العقل، وتغيير كيمياء الجسم، وتدمير الحمض النووي دي إن أيه؛ ولهذا فإنها تتسبب في ظهور السرطانات بكثرة لضحايا هذا النوع من السلاح.
وبحسب ريفات فإن الجهاز الجديد الذي تستعمله أجهزة الشرطة وخدمات الطوارئ في المملكة المتحدة يعمل بترددات تصل إلى 380-400 ميجاهيرتز MHz، وتنتج هذه الأجهزة معدلات إلف تصل إلى 17.6 هيرتز في الثانية؛ وهذا يعني أن هذه الموجات تعمل كمطرقة كهروكيميائية تضرب خلايا المخ والجهاز العصبي بطريقة منتظمة، وتعرقل العمليات الحيوية في الكائن الحي، وتشوش النشاطات الخلوية، وتؤدي إلى إطلاق كَمٍّ هائل من أيونات الكالسيوم في قشرة الدماغ والنظام العصبي؛ فتحدث اضطرابات هرمونية، وتغير سلوكيات الفرد، وتؤدي إلى نمو الأورام السرطانية.
وللحكومة البريطانية تاريخ طويل في استخدام التقنيات والأسلحة الناجمة عن أبحاث وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وبالتحديد مشروعي باندورا وتيترا، والجيش البريطاني له تجربة طويلة في استعمال الميكروويف في أعمال القتل والسيطرة العقلية في أيرلندا الشمالية، وتم اللجوء إلى ذلك السلاح الفعال بعد حصول مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا في عام 1977م على أسرار هذه التقنية من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
ولتفنيد هذا الزعم قام الطبيبان دامين بورن وماري آلين بدراسة تأثير موجات الميكروويف التي تستعملها وحدات الجيش البريطاني في بلفاست، ووجدا أنها تتسبب في إحداث نسبة وفيات عالية بين الكاثوليك المستهدفين الذين تعرضوا لتأثير هذه الموجات نتيجة لإصابتهم بأمراض سرطانية غريبة.
وإذا علمنا أن هذه الأشعة المركزة قد تستهدف فلسطين والعراق ولبنان وسوريا وإيران ومصر والسودان وأفغانستان والمناطق المحيطة الأخرى، في محاولة لفرض السيطرة العقلية والسياسية على هذه البلدان وإخضاعها للهيمنة الغربية؛ فلا أظن أن هناك أية مفاجئة في ذلك في ظل الظروف الحالية. ولم يبق لدينا سوى البحث عن طرق للوقاية من هذا السلاح الصامت الذي يهدد وجودنا، ويسلب إرادتنا، وما حدث في أفغانستان خير شاهد على بطش التكنولوجيا الحديثة المتقدمة وجبروتها، وسطوتها التي لا يعلم مداها إلا الله.
ويحتاج هذا السلاح كما أوضح قسم الأسلحة غير القاتلة في وزارة الدفاع الأمريكية إلى صحن لاقط كبير يتم تثبيته على عربة من طراز هامفي ليقوم الهوائي بإرسال موجات مغناطيسية كهربائية تولد إحساساً بالحرارة لا يُحتمل على جلد العدو مما يدفعه للتراجع دون أن يتسبب بجروح.
كما يستطيع هذا السلاح اختراق الألبسة وتسخين الجسم بطريقة قياسية إلى 500 درجة مئوية، لكنّه غير مؤذٍ، ولا يمكنه أن يؤثر على الأنسجة الداخلية والأعضاء المنتجة في الجسم لأنه لا يخترق الجسم أكثر من نصف ميلليمتر، والشعاع يمكن استخدامه بفعالية على بعد 15 متراً و500 متر على حد سواء، وهو ليس من أنواع الليزر، فمصدر الطاقة يأتي من جيروترون تنبعث منه موجات مغناطيسية كهربائية بقوة كبيرة وبوتيرة عالية جداً.
كما يختلف هذا السلاح عن أسلحة المايكروويف، فهو لا يعمل مثل المايكروويف الذى ينتج طاقة كبيرة جداً تدوم لفترة أطول وتؤدي إلى درجات حرارة مرتفعة جداً، ويتطلب إعداد هذا السلاح العمل لفترة اثنتي عشرة سنة وقد تمّ تسريع تطويره فى العام 2001م للسماح باستخدامه بسرعة على الأرض في العراق وأفغانستان.
الموجات الميكروية تبرز كخطر يهدد البشر بصمت
سلاح السايكوترون يتحكم بأنماط العقل
قبل ما يوازي بالكاد قرنا من الزمن أو ربما أقل، تحدثت نظريات عدة حول امكانية التحكم في العقل البشري من خلال السيطرة على موجات دماغه عبر تسليط حزمة اشعاعية كهرومغناطيسية عليه. ومنذ العام 1920 كان العالم البيوفيزيائي الروسي ألكسندر غورفيتش قد برهن أن كمية قليلة جدا من الاشعاعات الكهرومغناطيسية من مستوى كانتوم - فوتون (جزيئات ضوئية محددة) يمكن أن يكون لها تأثير بالغ الأهمية على عمل الخلايا الحية. ومنذ ذلك الوقت والأبحاث السرية تتطور حتى بلغت مراحل خطيرة واليوم تطل علينا باكورة تلك الأسلحة المطورة للتحكم أو اخضاع البشر دون قتلهم من خلال الأشعة الكهرومغناطيسية.
تاريخ ظهور تلك الأسلحة
لقد مر 200 عاما على أول اعلان غير مباشر عن وجود أسلحة الموجات الكهرومغناطيسية والتي أطلق عليها لقب الأسلحة السايكوترونية psychotronic weapons من خلال بعض وسائل الاعلام الغربية والتي ذكرت أن أبحاثا قد تمت حول تطوير أسلحة هي عبارة عن مولدات لحقول كهرومغناطيسية قادرة على تشويش أذهان البشر والتحكم فيهم أو دفعهم الى القيام بأفعال متنوعة وحتى الانتحار ان لزم الأمر، ومن مسافة قد تصل الى مئات الكيلومترات وقد نسبت تلك المعلومات حول 'الأسلحة السايكوترونية' الى عدد من العسكريين المسرحين من الخدمة أو أولئك الذين تقاعدوا من الخدمة العسكرية وبعض العلماء الذين عملوا في أبحاث سرية في الخفاء، لكن الذين يعتقد أنهم قطعوا شوطا كبيرا وحققوا نجاحات في هذا المضمار، هم الروس فقد توالت التأكيدات والبراهين على أن الاتحاد السوفيتي السابق قد نجح في التقدم والصدارة في مجال الأسلحة الكهرومغناطيسية المضادة للأفراد، بفضل جهود جبارة في الرجال واستثمارات ضخمة في الوسائل في مجالات البحث المناسبة وقد استطاعوا احداث مجالات كهرومغناطيسية في تجاربهم تتخطى ذروتها المليار واط.
العلاقة ما بينها وبين العقل البشري
تعد فرضية العالم الكيميائي الشهير ألكسندر باتليروف أول اشارة على وجود تأثير للعقل البشري من قبل المؤثرات الخارجية وذلك في العام 1853، وقد استند في فرضيته على ظاهرة التنويم المغناطيسي، حيث افترض 'باتليروف' أن العقل البشري والجهاز العصبي للجسم هما مصدرا انبعاث للتيار الكهربائي، وأن حركة ذلك التيار العصبي في الجسم البشري هي متطابقة لتفاعل التيار الكهربائي في الموصلات، واستشهد العالم في كلامه بأن تأثير الحث الكهربائي هو الذي يبين كيفية انتقال تلك الاشارات العصبية من دماغ الى آخر للبشر. وقد أيد العالم الفسيولوجي أيفان سيشينوف فرضية باتليروف من خلال تفاعل المشاعر البشرية من خلال العلاقة الحميمية التي قد تنشأ ما بين الأقرباء وخصوصا تلك التي تكون بين التوائم من الناس
أبحاث سرية
منذ مطلع الستينات، واصل أكثر من 211 معهدا ومركزا، دراسة ما يسميه السوفيات آنذاك 'التأثيرات غير الحرارية التشكيلية' للموجات الميكورية (المايكروويف)، وتكون الطاقة اللازمة لذلك أحيانا أقل من تلك المطلوبة لاحداث تأثير حراري مهم في أنسجة الهدف، صحيح أنه باستعمال مولدات تعمل بموجات المايكروايف العالية الطاقة مدمجة مع أنظمة هوائيات مناسبة، يمكن معها طهو دجاجة من على مسافة مئات الأمتار لكن الهدف هو توليد شعور لدى الأفراد بأنهم يتعرضون للاحتراق وكأن نارا قد أضرمت فيهم في حين لا تتعرض جلودهم للاحتراق بتاتا. لكن اذا أريد قتلهم فان الطاقة التي يتم امتصاصها في هذه الحالة، يمكن تركيزها وحصرها على مساحات صغيرة من الجسم البشري مثل قاعدة الدماغ حيث تكفي طاقة ضعيفة نسبيا لاحداث تأثيرات مميتة
التحكم في أدمغة البشر
من الأمور السرية التي كان السوفيات في الثمانينات يولونها أولوية قصوى وسرية تامة ما يمكن تسميته 'بضبط الأجهزة الحية'. وهذا المبدأ يتلخص في استخدام مولد 'سايكوتروني' من الممكن تركيزه على الأعضاء الحيوية في الجسم البشري كل على حدة بحيث يمكن احداث خلل في وظيفتها داخل الجسم عن طريق تسليط موجات مايكروويف دقيقة عليها تقوم باحداث الضرر المطلوب بأسلوب 'لا من شاف ولا من دري' ومن المعلوم أن أعضاء الجسم الحيوية تعمل بمستويات معينة من الرنين أو الترددات العصبية، والتي هي عبارة عن اشارت كهربائية، مثل القلب، والكبد، والكلى والدماغ واذا ما تم تعريض تلك الأعضاء الحيوية الى موجات كهرومغناطيسية كالمايكروويف فان أعراضا مرضية مختلفة قد يتعرض لها الشخص الهدف كأزمة قلبية حادة على سبيل المثال، أو الفشل الكلوي أو خلل واضطراب في السلوك.
ان الهدف الأساسي من هذه الأسلحة هو التحكم واخضاع الأفراد أو الجماعات المعادية سواء أولئك الذين من دول أخرى أو حتى أولئك الذين من عامة الشعب عبر تعريضهم لموجات المايكروويف التي يتم توليدها عن طريق مولدات محمولة على عربات متوسطة الحجم، يمكنها شل قدرة جمع غفير من الناس على الحركة بمدى يتراوح بين 5 الى 15 كلم وفي أقل من ثانية.
تقنيات السيطرة على العقل البشري وكيف يتم استخدام العلم لاختراق البشر ثم العمل على استعبادهم
هل شعرت يوما بأن قرارك ليس نابع من داخلك او ان هناك من يتحكم بك، هل شعرت يوما بعدم رغبتك فى شراء منتج معين وبعدها بفترة قليلة راودك شعور مختلف بمدى احتياجك لشراء المنتج نفسه, هل تصدق كل ما تشاهده بوسائل الاعلام ، هل تساءلت يوما عما اذا كانت وسائل الاعلام مجرد وسيلة للمعرفة والنقد ام وسيلة تجعلك خاضعا لتأثيرها عليك ، هل تؤمن بنظرية المؤامرة؟!!
عشرات الاسئلة التى حيرت الكثيرين ومئات الاجابات التى يريد البعض تصديقها وعلى النقيض يشكك بها الاخرين بل ويرفضون مجرد التحدث بها,ومنهم من يلتزم الصمت ويكتفى بالذهول لما يسمعه...لذا دعونا نفهم ولنبدأ بنبذة مختصرة عن العقل البشرى طبقا لما قاله الباحثين فى حقل الطاقة الانسانى وعلم الباراسيكولوجى.
العقل الواعي يعتمد على المنطق و التفكير الموضوعي الذي نشأ عليه الفرد ضمن بيئته الاجتماعية والإدراك المحصور ضمن حدود الحواس الخمس ، بينما العقل الباطن تفكيره غير موضوعي و لا يعتمد فقط على المعلومات القادمة من العقل الواعي بل يعتمد على معلومات خفية لا يمكن للعقل الواعي إدراكها و يتجاوب لها حسب الحالة .
ما العقل اللاواعي فيحتوي على جميع المعلومات التي تخص حياتنا الشخصية منذ اليوم الأول من ولادتنا حتى اليوم الأخير وفيه تخزن ذاكرتنا المنسية – معلومات قد ننساها تماماً – و يحتوي أيضاً على معلومات تم إدراكها بواسطة العقل الواعي وكذلك تلك التي لم ينتبه لها أبداً ( معلومات أدركناها دون شعور أو وعي منا لكن تم تخزينها في ذلك القسم الخفي اللامحدود )
يقوم هذا القسم بتخزين كل فكرة خطرت في بالنا،كل انطباع عاطفي شعرنا به، كل حلم ظهر في نومنا، كل صورة شاهدناها ، كل كلمة تلفظنا بها ، كل لمسة لمسناها و يحتفظ بكل حادثة حصلت في حياتنا مهما كانت صغيرة . جميع علومنا و حكمتنا التي اكتسبناها من هذه الدنيا ، مخزونة فيه كما المكتبة التي تحتوي على كتب ومراجع كثيرة،وقد تحدث العلماء المتخصصين عن بعض الظواهر والمؤثرات التى من الممكن ان تقلب موازين العقل البشرى .
لإدراك الخفي والرسائل الخفية
قول احد الباحثين اننا نتعرض للآلاف من المنبهات والدوافع اللاشعورية يومياً وتتمثل هذه المنبهات بشكل أصوات و صور و حتى روائح .
لكنها تسجل في عقلنا الباطن – القسم الخفي من العقل – و يكون لها أثر كبير على سلوكنا و تفكيرنا و شعورنا وحالتنا الصحيّة وحتى تركيبتنا الفيزيائية.
وقد برزت ظاهرة غريبة في فترة الحرب العالمية الثانية حيث قام العلماء في تلك الفترة بتصميم جهاز يدعى Tachisto-scope
ويعملهذا الجهاز – الذي يشبه جهاز العرض السينمائي – على إظهار صور بسرعات متفاوته لدراسة ردود أفعال الأشخاص خلال رؤيتهم لهذه الصور التي تعرض عليهم بسرعات مختلفة ،لكن الأمر الذي أدهش العلماء هو أن الأشخاص استطاعوا التعرف على الصور وتمييزها والتجاوب لها عندما تم عرضها عليهم بزمن خاطف لا يتجاوز 1/100 من الثانية -أي على شكل وميض- و تفاعلوا معها لاإرادياً .
و قد جذبت هذه الظاهرة الغريبة متخصص في مجال التسويق و الترويج الإعلاني يدعى “جيمس فيكاري”James Vicary و خطرت في بال هذا الرجل فكرة جهنمية سببت فيما بعد ضجة كبيرة كانت و لازالت أكثر القضايا المثيرة للجدل حيث أقام ” فيكاري” عام 1957ابحاثه في إحدى دور السينما في نيويورك و استخدم جهاز ” تاتشيستوسكوب” في عرض عبارات تظهر كل خمس ثوان بشكل خاطف ( 1/300 من الثانية ) على الشاشة أثناء عرض الفيلم – اي ان المشاهدين لم يلاحظوا ظهور هذه العبارات الخاطفة خلال مشاهدة الفيلم – أما العبارات التي أطلقها فكانت تقول : إذا كنت تشعر بالجوع فعليك بأكل الفيشار وشرب الكوكاكولا
وبعد مضى ستة أسابيع وحضور ( 45000 مشاهد ) بينما كانت تعرض هذه العبارات الخاطفة على الشاشة باستمرار اكتشف “فيكاري” خلال مراقبته لعملية البيع في الاستراحة الخاصة لدار العرض أن نسبة مبيعات الفيشار ومشروبات الكوكاكولا قد ارتفعت بشكل كبير ، فقد ارتفعت مبيعات الفيشار بنسبة 57% وارتفعت مبيعات الكولا بنسبة 18.1%.
وبعد هذا الاكتشاف المثير راح يتنقل بين المؤسسات الكبرى و الشركات التجارية و الإعلانية ليعرض عليها فكرته الجديدة التي اسماها- الإعلان الخفي Subliminal Advertising- وتبيّن أن الرسائل الخفية هي ليست موجودة في الصور والأفلام السينمائية فقط بل الإعلانات المطبوعة على الورق بالإضافة إلى الإعلانات والموسيقى المسموعة عبر الكاسيتات وإرسال الراديو ، وتعمل هذه الرسائل على برمجة قناعاتنا لصالح جهات تجارية أو سياسية و غيرها ، دون أي شعور منا بذلك !.
وهناك بعض الامثلة لهذه الوسائل
1-فى الصور
هذه صورة اعلان امريكى لاحد منتجات المشروبات الغازية – اذا ما دققت فى اسفل الصورة وتحديدا وسط مشهد مكعبات الثلج سوف تجد الرمز الجنسى ممزوجا بالمشهد وهو يحث على اثارة الغرائز , والصورة الاخرى هى مثال عن الصور اللتي توضع في الألبومات الغنائية للهارد روك و الميتال ، وإذا دققت في أعلى الصورة فستقرأ جملة”please kill me” ويقول الباحثين ان الجملة تنتقل و تخزن مباشرة في العقل اللا واعي بدون شعور منك و هي تحث على الإنتحار..
2-في الأغاني
الطريقة المتبعة هي وضع كلمات في الأغنية أو جمل بحيث عند سماعها بالمقلوب سيكون لها معنى آخر (التقرب أو التعبد للشيطان لعنة الله عليه) و هناك الكثير من المغنيين اللذين أستعملوا هذه الطريقة مثل مجموعة Led Zeppelin، مجموعة Eagles، مجموعة Beatles و غيرهم الكثير، وتلك الطريقة تم إبتكارها من طرف الساحرَ Aleister Crowley الذي سمى نفسه The Beast
3-في الرسوم المتحركة و الأفلام
اكثر الرسوم المتحركة التي تحتوي على إعلانات خفية هي رسوم والت ديزني الذى عرف بميوله الجنسية نحو الأطفال -و تاريخ هذه الشركة يحتاج إلى مقال طويل منفرد- وقد ظهر بمشاهد كثيرة لافلام ديزنى صور إباحية يصعب على العقل الواعي أن يلتقطها، صورة واحدة تكفي لإظهار مدى خطورة هذه الأفلام على الأطفال بغض النظر على المحتوى الذي لا يتناسب تعاليمنا الدينية ، أما الأفلام فالأمثلة لا تعد و لا تحصى و كلها إعلانات إما إباحية أو رموز شيطانية , وهذا مشهد كرتونى شهير حيث يظهر فى الخلفية وراء النافذة رمز جنسى لامرأة عارية ممتزجا بالمشهد لاثارة الغرائز مبكرا ،وهذا هو مشهد اخر من الفيلم الشهير LionKing حيث تشكل النجوم كلمة اباحية .
4-في المجلات و الصحف و المنتجات و حتى النقود هذه هى عملة دولة سيشل من فئة 20 روبية – دقق في النخيل (على اليمين) .. و ستقرأ الكلمة الخفية .
5-فى الاعلانات التليفزيونية لقد عثر الباحثين على الكثير من الرموز المخفية الممزوجة بداخل الاعلانات والتى تظهر بنفس اسلوب الوميض والعبارات الخاطفة لفترات اقل من عشر الثانية ويكفيك ان تقوم بالبحث على الموقع الشهير youtube على كلمة البحث subliminal messages ، وهذا مقطع فيديو يبين احدى فضائح الرسائل المخفية لاحد اكبر مطاعم الوجبات السريعة فى العالم والتى تحدثت عنها وسائل الاعلام الامريكية.
والجدير بالذكر ان احد الباحثين قد عثر على احد الاعلانات الخفية قبيل انتخابات الرئاسة الامريكية الماضية والتى ظهرت على احدى القنوات الاخبارية ويظهر فيها صورة جون ماكين مرشح الحزب الجمهورى للرئاسة وصورة زوجته سيندى , والتى فسرت كأحدى طرق الدعاية الخفية لدى حملته الانتخابية فى ذلك الوقت.
تقنيات سرية عسكرية تستخدم الموجات الكهرومغناطيسية ؟؟؟؟
بدأت حكومة الولايات المتحدة بإجراء أبحاث متعددة في ما يسمى بالتقنيات السرية العسكرية منذ الثلاثينات من القرن الماضي و معظم هذه التقنيات أوجدها العالم نيقولا تيسلا بالإضافة إلى نظريات العالم المشهور ألبرت أينشتاين ، وأشهر ما تسرب من التجارب السرية التي أقيمت في حينها كانت تجربة اختفاء السفينة الحربية ” الريدج “ في العام 1943 في إحدى موانئ فيلادلفيا الحربية و ظهورها في موقع آخر على سواحل نورث فولك في فرجينيا و بعد إطفاء الجهاز الكهرومغناطيسي عادت السفينة إلى الظهور في موقعها الأصلي و اختفت من فرجينيا ، و بعد الاقتراب من السفينة للكشف عن طاقمها كانت الصدمة في انتظارهم حيث وجدوا أن قسم من البحارين كانت أجسادهم متداخلة مع جسد السفينة – اختلط اللحم مع الحديد – وقسم منهم اختفى تماماً – لا أثر له – أما البحارة الباقين فكانوا فاقدي العقل أصبحوا مجانين و اضطروا بعدها لوضعهم في مصحات عقلية – بحسب ما ذكره الباحثين فى ذلك المجال-،وقد نشر عن أينشتاين تصريحات بمناسبات عديدة عن إقامة الحكومة الامريكية لأبحاث مختلفة حول التحكم بالحالة الزمنية و المكانية اعتماداً على نظرياته النسبية ( ونظريات أخرى سرية ) وقد عمل معهم في بعضها خلال الحرب العالمية الثانية .
الترددات الشديدة الانخفاض ELF و تأثيرها على الدماغ و الجسم البشري تحدث لأول مرة عن هذا النوع من الترددات المخترع الإيطالي” ماركوني” Guglielmo_Marconi مبتكر إرسال الراديو في العام 1936 من خلال أبحاث تتناول ترددات تتميز بشدة الانخفاض ELF و بعد اختبارها أثبتت هذه الموجات الإشعاعية قدرتها على اختراق الحواجز المعدنية وتعطيل المحركات و التجهيزات الكهربائية المختلفة بمجرد التعرض لها ، لكن أبحاث ماركوني فقدت أثناء الحرب العالمية الثانية ولم تظهر للعلن منذ ذلك الوقت ولكنها عادت للظهور من جديد على يد الدكتور” أندريجا بوهاريتش” بين الخمسينات و الستينات من القرن الماضي ، لكنه كان يدرس مدى تأثيرها على الدماغ والجسم الإنساني.
وقد توصل هذا الرجل إلى اكتشاف مثير فحواه أن مزاج الإنسان يتغير عند تعرضه لموجات ELF فعندما يتعرض مثلاً إلى تردد 7.83Hzيشعر بالسعادة و الانسجام مع الطبيعة المحيطة. أما إذا تعرض إلى تردد 10.8Hz يؤدي ذلك إلى مزاج عدواني وسلوك تخريبي وعندما يتعرض إلى تردد 6.6Hz يشعر بالاكتئاب والاحباط واستطاع بوهاريش أيضاً ، أن يحدث تغييرات في تركيبة الـ DNA في الجسم الذي تعرض لهذه الترددات وكذلك التأثير على الجراثيم و الخلايا السرطانية و الفيروسات،أي أنه يستطيع التحكم بصحة الإنسان إما سلباً أو إيجاباً .
وقال احد الباحثين ان بوهاريش عرض نتائج أبحاثه على قيادات عسكرية رفيعة في الولايات المتحدة لكنهم لم يصدقوه فقام بعرضها للبيع لشخصيات رفيعة من دول غربية أخرى ،لكن الحكومة الأمريكية ( وكالة المخابرات ) قامت بإحراق منزله في نيويورك من اجل إسكاته – حسبما نشر – فهرب إلى المكسيك ، وبطريقة غامضة حصل الاتحاد السوفييتي على هذه التكنولوجيا وراح يستخدمها في مجالات سرية كثيرة فاستخدمتها مثلاً ضد السفارة الأمريكية في موسكو عام 1976 وبدأ الموظفون يدخلون في حالة غيبوبة مشابهة لحالة السكر و راحوا يتكلمون أموراً كثيرة و يتصرفون دون وعي . ( هذا حادث موثّق ) وتشير التسريبات الكثيرة حول هذا الموضوع إلى أن هذه التقنية قد تطورت إلى مرحلة خطيرة جداً والحكومات الغربية – خاصة بريطانبا و أمريكا -تستخدمها ضد شعوبها بما يخدم مصالح النخبة والطبقة الحاكمة.
جماهير مزروعة برقاقات الكترونية؟؟؟
ويضيف احد الباحثين إن الشكل الأمثل للسيطرة الشاملة على البشرية سيكون عن طريق تزويد الناس يرقاقات إلكترونية دقيقة ومن ثم وصلها بكمبيوتر مركزي عالمي-وهذا ما تسعى الحكومة الامريكية عمله بالفعل -وسيتم التخلي عن استخدام النقود على ان تكون كل التحويلات المالية عن طريق رقاقات الكترونية تزرع تحت الجلد وتستخدم بنفس طريقة استخدام بطاقات الائتمان والبطاقات المصرفية الذكية ، حيث يكفي أن تمرر معصمك أو ساعدك فوق الجهاز الكاشف كي تدفع ثمن مشترياتك وفي حال رفض الكاشف التجاوب مع معصمك لأي سبب من الأسباب ونظراً لعدم وجود النقود كبديل فمن الممكن أن يتم منعك من شراء أي شيء وربما يتم اقصائك من المجتمع الاستهلاكي تماماً .
وفي عام 1994 وقعت شركة إنتل عقد استثمار مدته خمس سنوات لإجراء أبحاث حول الرقاقات الالكترونية (الكمبيوترية ) التي يتم زرعها تحت الجلد والتي تستخدم بطاقات التعريف وفي عمليات التداول المالية ،أما شركة IBM فقد طورت منذ زمن نظام تشفير خطي خفي يمكن زرعه بسرعة كبيرة ودون ألم على الجلد وذلك باستخدام الليزر ومن دون أن يتنبه الشخص لوجودها،وتستخدم هذه التقنية حالياً على الماشية (الأبقار والأغنام ) لاختبار أدائها .
ومن اشهر من عمل في هذا المجال هو الدكتور والمخترع كارل ساندرز (Dr. carl Sanders) الذي أمضى 32 عاماً وهو يطور تقنيات رقاقات الكمبيوتر من أجل استخدامها في المجال الطبي ونتيجة لعمله فقد توصل إلى رقاقة يصفها بالقول علامة الوحش الفارقة The mark of the beast – و هي رقاقة صغيرة يتم شحنها بالكهرباء عن طريق حرارة الجسم ولذا فإن الموقع الرئيسى لوضع هذه الرقاقة سيكون في الجبهة تماماً أو تحت خط الشعر أو في مؤخرة الرأس ، ويذكر انه تم استخدام هذه الرقاقة على الجنود الأمريكيين في فيتنام وذلك من أجل تعديل سلوكهم والتحكم بمزاجهم كما تم اختبار هذه الرقاقة كأداة لمنع الحمل في الهند.
يالاضافة الى تطوير رقاقة خاصة لتعيين هوية الشخص وقد احتوت هذه الرقاقة على تفاصيل حول اسم الشخص وصورة وجهه، ورقم الضمان الاجتماعي ، بصمات الأصابع . وصفه جسدياً ، تاريخ عائلته ، عنوانه ،عمله المعلومات المتعلقة بضريبة الدخل وسجله الجنائي...
والمضحك في الموضوع ان الكونجرس يدرس مشروع قانون ملزم بزرع هذه الرقاقات بحلول 2013 ولكن المضحك اكثر ان العالم المصري احمد زويل كان يروج لها في مؤتمره الذي عقده في جامعة القاهرة
برنامج MK-ULTRA للتحكم بالعقول وبرنامج MONARCH لاستعباد النساء والأطفال؟؟؟
وقد اشار احد علماء الباراسيكولوجى الى ما يسمى ببرنامج MK-ULTRA الذي تجريه المخابرات الامريكية CIA بسرية -إجراء تجارب تتضمن إزالة الشخصية الحقيقية للفرد عن طريق معالجة كهربائية خاصة- ومن ثم خلق وبرمجة شخصيات متفرقة وموزعة إلى أقسام مختلفة في العقل وهذا يجعل الخاضع للعملية مهووساً بأفكار معينة يتم تحديدها وبرمجتها مسبقاً،وهذه هى الطريقة المتبعة في برمجة الانتحاريين الذين يستخدمونهم للاغتيالات.
أما برنامج MONARCH فهو مخصص للاستحواذ بشكل وحشي على تفكير نساء وأطفال – كما يقول الباحثين – من أجل اشباع رغبات أشخاص شاذين جنسياً وسياسيين ومجرمين وعبدة الشياطين وذلك بتزويدهم بعبيد جنسيين مستعدين لتنفيذ الدور المطلوب في الطقوس المقامة ، كما أن هؤلاء العبيد يعملون أيضاً كعملاء متخفين ( ينقلون الرسائل بين أسيادهم شفهياً بالاضافة إلى مهمات خاصة لا يمكن لعاقل إنجازها ) وذلك عن طريق تبديل شخصياتهم وذاكرتهم الباطنية بكبسة زر حسب الرغبة .
ويشير الباحثين الى ان ادارةCIA قد اعترفت علناً بأنها استخدمت هذا النوع من التقنيات ضد الأعداء السياسيين لأميركا ولكنها أنكرت بشكل قاطع أنها استخدمتها أو قد تستخدمها في أي وقت من الأوقات على أراضيها رغم أن الوقائع والشواهد تثبت أنها تستخدمها في كل مكان سواء في امريكا أو خارج امريكا ، كما ان تفاصيل خطة برنامج MK-ULTRA و مشروع Monarch قد وصلتنا من خلال ما نشر عن المستعبدة السابقة التي تمت السيطرة على عقلها لصالح CIA والمدعوة كاثي أوبراين Cathy O’Brien وقد وردت تفاصيل روايتها المثيرة والمرعبة في كتابها تكوين غيبوبة امريكاTrance Formation – of America وقد ترجم هذا الكتاب إلى العربية بعنوان غيبوبة الولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد قضاء معظم حياتها في قبضة مشروع MK-ULTRA وبرنامج MONRANCH للتحكم بالعقول تحولت كاثي إلى ما يعرف بموديل رئاسي (Presidential Model) و يقصد بذلك أنها أصبحت عبدة جنسية (Sex Slave) مخصصة للاستخدام من قبل الرؤساء للقيام بالأفعال الجنسية الشاذة –كما ذكرت فى كتابها- وتم استخدام المخدرات والصدمات الكهربائية لكي يشطروا من ذاكراتها هذه الأحداث المرعبة آي تبقى أعمالهم خفية . وبسبب حالتها العقلية القابلة للبرمجة بشكل كامل استخدمت كاثي في العديد من العمليات السياسية الإجرامية الكبرى للتغطية على ما ارتكبه السياسيون من جرائم .
وفي عام 1988 تم اختطافها (تخليصها ) من قبل موظف الــ CIA السابق مارك فيليبس(Mark Phillips) الذي يعتبر من قبل موظفي الصحة العقلية الأمريكية خبيراً في أكثر التقنيات السرية المحجوبة عن الإنسان وهي تقنيات التحكم بالعقول بالاعتماد على الصدمات النفسية ،وقد نجح فيليبس في تهريب كاثي وابنتها كيلي من معتقليهم وارسالهما إلى ألاسكا وذلك بمعونة من مساعد داخلي في الوسط الاستخباراتي ثم بدأ بعدها فيليبس بعمليات مكثفة لإزالة البرمجة السلبية في روح كاثي إلى أن نجح أخيراً في استعادتها لصحتها العقلية السليمة ، وايضاً إلى قدرتها على استرجاع ذاكرتها للمعلومات التي نشرتها في كتابها السابق ذكره.
معلومات كثيرة ومبهرة عندما نقف امامها لا نستيطع تصديقها بسهولة ولكن تكاد الشريحة الاكثر ان تتفق على ان هناك حكومات فى هذا العالم تسبقنا بأكثر من نصف قرن من التطور , لهذا يشير الكثيرين الى ضرورة التنبه إلى ما يحاك لنا من برامج سيطرة على عقولنا يقوم بها ألمع العقول الذكية في العالم بعد أن يتم خداعها باقناعها أن ما تقوم به غايته خدمة الناس بينما الوقائع تشير إلى أهداف شريرة للسيطرة المطلقة على عقول البشر واستعبادهم لتحقيق مصالح النخبة الحاكمة ذات النفوذ والقوة والسلطة المطلقة...وللاسف هذه التقنيات تطبق بالفعل منذ عقود
التلاعب الاعلامي والرسائل الخفية في الافلام والموسيقى والمواد الدعائية مؤامرة لبرمجة العقول عن طريق اللاوعي
الرسائل الخفية قد تكون مرئية او مسموعة او موجات مغناطيسية خفيضة يمتصها الجسد وتصل اشاراتها للمخ فيحللها وكانها اصوات او اوامر داخلية... والرسائل المرئية قد تكون غير منظورة للوهلة الاولى حيث يتم اخفائها في الخلفيات او تكون في صورة كادر سريع او لقطات بسرعة تصل لجزء في ال 100 من الثانية او رموز خفية تصل للعقل الباطن ويخزنها دون ان يدركها العقل الواعي...هذا يشمل الافلام والاعلانات سواء التليفزيونية او غيرها وكذلك افلام الاطفال والصور المختلفة...اما في الموسيقى فتكون اما بجمل متداخلة او موجات متراكبة خفية فوق موجة الصوت المسموعة يدركها العقل الباطن ايضا...كما تعتبر الرسائل المعكوسة الباطنية نوع من الرسائل الخفية المشفرة....
في أواخر الخمسينات ظهرت الإعلانات بما فيها الرسائل الخفية في الميدان الإعلامي.
صادف هذا الظهور أيضا ولادة علم النفس المعرفي والذي اهتم بدراسة مستوى اللاوعي عند الإنسان، كما أولى اهتماما بالغا لدراسة الذاكرة.
تمخض عن هذه الدراسات النفسية عدد من النظريات الحديثة حول الذاكرة...فاستغلت في مجال الإعلان خصوصا والإعلام عموما.وهذا المقال الهدف منه تسليط الضوء على بعض النتائج الخطيرة التي تلحق بالإنسان بما فيه الإنسان العربي والمسلم إثر التلاعب الخفي الذي مورس ويمارس عليه.
تعريف Subliminal Messages
رسالة خفية
Subliminal" هي كلمة تتكون من جزأين" Sub"ويعني بالفرنسية "en dessous" أي" تحت" و"limen " أي" limite "وهي" الحدود" .
يراد بها رسالة تكمن تحت حدود الوعي أي هي مثير مضمر يصل إلى حواسنا( السمع والبصر والشم...) دون أن يلتقطه الوعي، وهدفه التأثير.
هي إذن رسالة تدرك بحواسنا يلتقطها اللاوعي ويخزنها ، ليتم تحليلها عن طريق الدماغ دون أن تصل إلى وعي الإنسان.
كراف وشاكتر باحثان عملا على دراسة كيفية تأثير تجربة ما ماضية دون تذكرها..هذا التأثير قد يسهم وييسر عملية التعلم بدون وعي .
مكتسبات وقدرات عديدة تظهر خلال نمو الطفل بدون أن نعاين أو نكتشف سمته الإرادية والواعية أو المقصودة. مثلا : الطفل قادر على إنتاج جمل صحيحة من ناحية القواعد اللغوية قبل حتى أن يتعلم القواعد اللغوية ...كيف تكونت هذه القدرات ؟؟ هل نستطيع طرح السؤال أن الطفل يتعلم بطريقة لاواعية ؟؟أي لا إرادية ؟؟ وبدون أن يفعل انتباهه ؟الجواب أن هناك منظومة قواعد تتطابق مع معارف داخلية والتي أخذها أو تعلمها بطريقة أوتوماتيكية أو تلقائية من المحيط اللغوي الذي يغوص فيه.
في التسعينات اهتم علم النفس التجريبي بدراسة المظاهر اللاواعية للذاكرة عند الإنسان وخاصة قياسها ، وكان أول من استعمل المنهجية التجريبية هو ابنكوس .فكان الاهتمام بالغا بإشكالية إمكان المعالجة التلقائية للمعلومة خارج مستوى الوعي والإرادة...
كيف يتم الالتقاط اللاواعي للرسائل الخفية ؟
قد يرى الفرد منا إعلانا ما يضمن مثيرا فيدركه بشكل لاواعي ويترك أثرا على الأفكار والشعور والسلوك.
صورة ملتقطة من العين تبقى مطبوعة لمدة1/10 من الثانية عوض أن تختفي بشكل فوري في لحظة التقاطها الشيء الذي يجعل من الصورة التي تلي تأخذ وقتا للعرض والوصول إلى العين.
إذا أدرجنا صورة لا تمت بصلة مع أحداث الفيلم ( مثلا مشروب ما : رسالة مدرجة بشكل صغير وفي وقت قليل ) المشاهد لا يستطيع أن ينتبه لذلك بصفة واعية لسرعة عرضها ،لكن تلتقط بخلايا العين ، تمر بتحليلات من طرف الدماغ الذي يعطي لها معنى ، فتخزن، وتصبح قابلة للتأثير على أفكار ومشاعر وسلوك المشاهد ، وذلك في المواقف التي تستدعي الرجوع إليها، وهنا دور الذاكرة الضمنية ، وكما نعلم أن اللاوعي هو خزان الخيال والأحلام والمخاوف...والاستجابات التي تأتي منه تكون أقل توقعا وأقل سيطرة وتمكنا عند الإنسان.
الرسائل الخفية استخدمت في مجالات عديدة ومختلفة كالمجال السياسي للتأثير في الانتخابات ، في الفن التشكيلي ومن اشتهر بها هوالرسام سالفادور دالي ، ومجال الإعلام في الأفلام والمسلسلات المصورة ، وفي نشرات الأخبارو ألعاب الفيديو وفي أيامنا هذه طالت حتى الانترنيت... الهدف منها هو التأثير على سلوكيات الفرد الاستهلاكية، أي هدف تجاري واقتصادي وكثيرا ما كان أيضا عقائديا وإيديولوجيا.
حين ندرج إذن رسالة خفية في إعلان ما ، يعمل الدماغ وبشكل لاواعي على الربط والتقريب بين الإعلان والشيء الذي يروج له، النتيجة هو الربط بين مفهومين مثلا ساعة فاخرة تربط بقوة داخلية ، أو إشهار لنوع من الهواتف المحمولة تحمله امرأة جميلة وجذابة وجسدها نصف عاري ، يربط لاوعي الإنسان الهاتف بالرسالة الخفية التي وجهت له وهي الجمال والشباب والجاذبية و...و... وقد يتأثر وينساق إلى ذلك النوع من الهواتف ليشتريه وهو لا يدرك بصفة مباشرة وواعية لماذا اختار هذا الهاتف ولم يختر آخر.
هذا ما يسمى في علم النفس با" الإدراك الخفي " perception subliminale " والذي يعرف عموما على أنه الحالة أو الموقف الذي يمر به الإنسان يتضمن مثيرات يدركها بدون الانتباه إليها.
دراسات عديدة تشير مثلا أن معالجة سميائية قديمة مخزنة في مستوى اللاوعي أوتمثلا لاواعيا لكلمة، يطرأ عليه نوع من التداخل مع تمثل لكلمة قريبة من الأخرى على المستوى السميائي ، وهذا ما يفسر وصول الرسالة الخفية إلى لاوعي الإنسان وإدراكه لها وتفاعله معها في مواقف كثيرة من حياته بدون أدنى وعي وإرادة منه.
في ميدان علم النفس التجريبي أبحاث ويلسن كونست و زجونك برهنت على أن التعرض البسيط لمثير يكفي لأن ينتج تفضيلا لهذا المثير وخاصة إذا كان العرض لهذا المثير خفيا بمعنى" sublimlinal "
لماذا؟؟ حسب رأيي لأن هذا المثير بتأثيره اللاواعي لا يخلق فيك مقاومة ومقاومة الشيء لا تأتي في أغلب الأحيان إلا حين تكون في كامل وعيك وإرادتك.
من هنا بدأت الأبحاث حول ما نسميه ب"المضخة الإدراكية " والتي تقول بوجود تأثيرات لاشعورية لمثيرات تحدث لنا عموما وليس فقط في مظاهر التلاعب بالإنسان كما يحدث في ميدان الإعلان والإعلام.
المضخة الإدراكية ومستويات الذاكرة
أبحاث علم النفس المعرفي تقول طبعا بإمكانية تأثير اللاشعور.
حدد الباحثان تولفين و شاكتر في دراستهما لمستويات الذاكرة ما سميانه ب" منظومة التمثلات الإدراكية " système de représentations perceptives" فصنفا بالتالي الذاكرة الضمنية والذاكرة العلنية.
1-الذاكرة الضمنية" mémoire implicite" تشير إلى عملية تخزين المعلومات بدون وعي بعوامل تعلمها أو اكتسابها .
الذاكرة الضمنية تساعد على التحسن أو التقدم في القدرة على القيام بعمل ما بعيدا عن الاسترجاع الواعي والإرادي لهذا العمل " (كراف وشاكتر 1995)( مثل الطفل في اكتسابه اللاواعي للقواعد اللغوية)
المضخة الإدراكية "l’amorçage perceptif " هو نظام مستقل عن القدرة الواعية للتذكر وهو ينطوي على نظام واحد أو أنظمة أخرى من الذاكرة الضمنية .دورها ضخ المعلومة المخزنة في اللاوعي يعني استرجاعها وتذكرها (دائما بصفة لا واعية) في مواقف التعلم.
2-الذاكرة العلنية mémoire explicite تشير إلى التعبير عن تجربة شخصية وواعية.
الجديد في تصنيف تولفين وشاكتر للذاكرة أنها عبارة عن محتوى لمعاني وليس فقط عمليات استرجاعية إرادية أو لا إرادية لمعلومات مخزنة.
دراسة الفرق بين الذاكرة الضمنية والذاكرة العلنية ( أو التصريحية أو الإرادية ) ظهرت في الثمانينات إبان التجارب التي أجريت على عدد من الأشخاص فاقدي الذاكرة وهي تعد من الأبحاث الأساسية في علم النفس.وقد خلصت هذه الأبحاث إلى النتائج التالية :
بعض الأفراد فاقدي الذاكرة أظهروا على أنهم غير قادرين على تذكر الأحداث الحديثة أي أنه وقع الخلل لديهم في الذاكرة العلنية، بينما حفظت القدرات الذهنية الأخرى.
في دراسة لوارينتن وويسكرانز (1968-1977) أجريت تجربة أخرى وهي تتمثل في قراءة بعض الكلمات من طرف فاقدي الذاكرة ، فلم تكن لهم القدرة على تذكرها ، بينما كانت لهم القدرة على تذكر الكلمات التي عرضت عليهم الحروف الأولى منها .وهذا الذي بين أن الذاكرة الضمنية والمسئولة عن اللاوعي تبقى محفوظة.
هذا المستوى من الذاكرة المحفوظ عند فاقدي الذاكرة، نجده أيضا عند أفراد سليمين ودراسته تشكل مجالا أساسيا في أبحاث علم النفس.
وقد صنفت عدة اختبارات للذاكرة منها ما سمي بالاختبارات الضمنية وهو ينبني على الذاكرة الضمنية أي الهدف منها هو استرجاع المعلومات اللاواعية المخزنة أو المضمرة في الذاكرة ، والروائز الضمنية لا تتطلب بالضرورة تذكرا واعيا وإراديا لتجارب من الماضي.( وهي روائز عرضية وغير مباشرة أو قد نسميها طارئة كالرائز الذي يعرض أول حروف الكلمات ) دوره أنه يبني أثر التعلم أو يسهله ويأتي تبعا لتعرض الفرد إلى المعلومة سابقا وبشكل لاواعي ومن غير أن يدرك أنه تعرض لها.(ريشاردسون وبجورك 1988 )
أما الروائز المسماة بالعلنية ( أو المقصودة أو المباشرة ) من سماتها أنها تعمل على استرجاع الأحداث من الماضي بطريقة واعية ،
استثمار هذه النظريات حول اللاوعي والذاكرة في الإعلان والإعلام.
فيكاري الذي كان يشتغل في ميدان "الترويج والإعلان " صرح أنه في ظرف 6أاسابيع أن 45.699 شخص أمريكي تعرضوا لرسائل خفية في فيلم " بيكنيك " تتعلق بمادتي الذرة المقلية وكوكا كولا .
هذه الرسائل كانت تظهر كل خمس ثواني لمدة 3/1000 ثانية أي لمدة قصيرة جدا تجعل الشخص لا ينتبه للرسالة على مستوى الوعي، فيكاري ادعى أن في تلك المرحلة ارتفعت مبيعات الذرة المقلية ب 57
بالمائة وكوكاكولا ب18.1 بالمائة.
في السبعينات أصبحت الإعلانات تستعمل هذه الرسائل الخفية للتأثير على الناس ، فاستعملوها في إطار المشروبات الكحولية، واستعملوا رسائل جنسية في كثير من الأفلام ومن أشهرها الأفلام الكارتونية لديزني، وفي ترويج بعض الأفكار الإيديولوجية: دفع الناس إلى الانتحار في نوع من الأغاني أو الموسيقى ونذكر منها موسيقى الروك التي كانت تتضمن عبارات مقلوبة سميت بالرسائل الشيطانية..من يقول أن المجموعة الموسيقية الشعبية المسماة ببيتلز والتي كان عدد مبيعات بعض ألبوماتها بالملايين لم تترك الأثر البالغ في الشباب العالمي من حيث إيديولوجيات التمرد والتعاطي للمخدرات والتميز ببعض اللباس الخاص...ويلسون براين كي في كتابه : "خفايا الاستغلال الجنسي في وسائل الإعلام " يعرض دراسته وتحليله لهذه المجموعة الموسيقية ويقول: " البيتلز أصبحوا الأنبياء الممتازين في ثقافة المخدرات ، وترويجها على مر العصور...المجتمع الغربي (خصوصا إنجلترا وأمريكا الشمالية ) قد أشبع وأتخم باستخدام المخدرات الواسع الانتشار عبر سنوات من التوجيه الإعلامي الدوائري والكحولي والسجائر.أجهزة الإعلام منذ عهود أسست شرعية مقبولة ثقافيا لاستعمال المحاليل الكيميائية للمشاكل العاطفية. أما بالنسبة إلى صناعة الموسيقى ، فقد توسعت خطوة إلى ما بعد المنتجات المنزلية النفسية المنشأ، فقد توسعت إلى الاستخدام الجنوني للمخدرات من قبل المراهقين، وكان ذلك واضحا ببساطة شديدة ، بحيث يستطيع حتى الطفل تخمين وكشف ذلك.وبالفعل، فالأطفال قد أدركوا ذلك لاشعوريا ، أما بالنسبة لأولئك الذين خارج النطاق، فلم يستطع- حتى أحكمهم- كشف ذلك، ولا حتى كان قادرا على تخمين أسلوب الترويج الذي تم استخدامه."
كل التقنيات اللاشعورية استخدمت وتستخدم لحد الآن في الإعلام خاصة الإعلام الأمريكي: الجنس، رمزية الموت، التضمين والإخفاء ، التلاعب بالصور ، الموسيقى التصويرية ،الصوت الذي يعد مهما جدا في التأثير اللاشعوري وكمثل نأخذ أفلام السينمائي ألفريد هيتش كوك الذي أكد أن الصوت كان من أكثر العوامل الحيوية التي عملت على إنجاح أفلامه وبشكل فاق الخدع البصرية.
يقال أن الإعلان هو فن الإقناع، وليس في الإعلان وحتى في الإعلام خاصة الغربي منه صدف بل كل شيء مدروس...
وعلينا أن نعي بأن هناك مراكز أبحاث ودراسات تشترك فيها كثير من الفعاليات والتخصصات المختلفة من علماء نفس وعلماء اجتماع واقتصاديين وسياسيين وعلماء لغة وفناني تخطيط...في بلورة الإعلان والإعلام.
ما تعرضنا له في أبحاث علم النفس المعرفي عن الذاكرة الضمنية التي تمت في الثمانينات بدأ يشتغل به في ميدان الإعلان والإعلام ابتداء من التسعينات..فاستعملت الروائز الضمنية في سبل التأثير على السلوك اللاواعي للمستهلك خصوصا حين يستنتج في الدراسات أن تفاعل المستهلك مع الإعلان ضعيف..
أصبح الإعلام يتلاعب بالإنسان بشكل يفوق التصور خاصة في ميدان الاستهلاك، يقول كونراد لورينز في كتابه " الخطايا الثمانية المميتة للرجل المتحضر" :إنه مهم.. للمنتج الرأسمالي ...أن يتم تكييف الأشخاص في الزي والأشياء التي لا يمكن مقاومتها..نحن الشعب الغربي أصحاب الحرية المزعومة لم نعد واعين للمدى الذي أصبحنا فيه مستغلين من قبل القرارات التجارية للمنتجين "
ويعرض ويلسون براين كي في كتابه "خفايا الاستغلال الجنسي في وسائل الإعلام" :"إحدى أهم الاكتشافات في الدراسات التي أدت إلى هذا الكتاب هو أن الثقافة –خصوصا الثقافة الأمريكية ..- هي منتج مصنع اليوم.وأجهزة الإعلام هي المصانع.من خلال خلق تقنية مادية واسعة، قام البشر بخلق ذلك الوهم ، بأنهم قادرون على السيطرة على بيئاتهم.تلك الأوهام جعلتهم أكثر عرضة للقوات والتأثيرات التي تتعلق باللاوعي، وبالعقل الباطن."
لقد نجحت أجهزة الإعلام الغربية ، من السينما إلى التلفاز إلى المجلات...برسائلها الخفية التي تتسرب إلى اللاوعي وتخزن في ذاكرة ضمنية تساهم في تشكيل سمات لشخصية الإنسان على الأقل الإنسان الغربي، من بينها النزعة الواضحة للاستهلاك والرفاهية ، الزيادة في التوتر والقلق، النزعة إلى العنف بشتى أشكاله ...يؤِكد ويلسون براين كيي أن المواقف نحو الموت والقتل مثيرة..وذلك تحت تأثير البرمجة اللاواعية التي يمارسها الإعلام من منبر الأفلام المصورة وهذا مثل من الأمثلة العديدة التي تحدث: " ولد بعمر 14 سنة شنق نفسه في كندا في 1974 بينما كان يحاول تقليد مشهد شنق وهمي نفد في التلفاز لأحد نجوم موسيقى الروك ".
قام أحد الإعلاميين الأمريكيين" بإجراء مقابلات مع العديد من المجرمين المراهقين.أحدهم قام بالاعتراف-عرضا-عن حوالي 15 أو 16 جريمة على الأغلب جميعها حدثت أثناء سرقات.
الولد سئل : " بماذا شعرت أثناء وبعد حالات القتل؟
" لاشيء"، أجاب في نبرة صوتية واقعية.
ثم سأله: لا شيء؟ حتى وعندما تمددوا على الأرض وهم ينزفون ويتلهثون؟"
"لا لاشيء، حقا لقد كان الأمر كمشاهدة لمسرحية أو فيلم تلفزيوني. لم يكن الأمر حقيقيا." من كتاب خفايا الاستغلال الجنسي في وسائل الإعلام.
نظرا لتفشي مثل هذه الأحداث على المجتمعات الغربية كانت هناك محاولات أمريكية وكندية وبريطانية وبلجيكية لتشريع أو لتحريم أي مادة إعلانية تستعمل أدوات تتلاعب بلاشعور الإنسان ،لكنها كلها محاولات باءت بالفشل نظرا لمواجهة تجارية قوية ، ولمصلحة مادية خطيرة، تدوس بالتالي على القيم الإنسانية السامية وتدمر الروح الفردية.وحتى محاولات الأمم المتحدة في الإخبار أن التقنيات اللاواعية لها استعمال دولي واسع ومؤثر في وكالات الإعلان الأمريكية باءت بالفشل.
لطاقة الكونية وعلاقتها بطاقة الانسان..ما هي الهالة Aura وطرق جلب الطاقة الايجابية
كثيرا ما نسمع هذه الأيام عن الطاقة، وعن وجود مجال للطاقة حول البشر والكائنات الحية الأخرى ويسمى هذا المجال ( Aura). وأن هناك مراكز أو عجلات للطاقة في جسم الإنسان تسمى (charka) لكن ما صحة هذا القول ، وهل حقاً هناك وجود فعلي لهذه الطاقة؟ وما هو الدليل على وجودها؟ وما هي أهميتها لنا؟ كثرت علامات الاستفهام حول هذا الموضوع، الذي يعتبر قديم البحث ولكنه جديد الإثارة، وهذا ما سوف نسلط الضوء عليه ....
الطاقة الكونية اساسية في حياتنا فهي تحيطنا من الخارج وتتغلغل في اجسامنا من الداخل نحتاج كلنا الى طاقة الكون والى الضوء والطاقة الاثيرية وطاقة الارض للعيش حيث يتم امتصاصها من خلال مراكز الطاقة ..الشاكرا ...وتوزع على هالة الجسم وكل خلية في جسم الانسان ...
وهالة الانسان والجسم الاثيري هي عبارة عن اجسام من الضوء تحيط الانسان ...
والشاكرات مرتبطة في جسم الانسان بمسارات الطاقة ....ودور هذه المسارات ايصال الطاقة الى كل جزء من اجزاء الجسم ....
لهذا اصبحت ىنسمع عن تقنيات في العلاج بالربت على مسارات الطاقة ...وتقنيات الحرية النفسية ..والعلاج بالريكي ...
فجسم الانسان يطلق موجات كهرومغناطيسية !!منذ أن كان جنينا في بطن أمك ؟ !! قد تم تصوير هذه الهالات المحيطة وقد تم إثباتها علمياً ؟
هناك مصادر كثيرة للطاقة، سواء متجددة أو غير متجددة، منها الشمس، الرياح، الماء وحتى الوقود.
لكن الطاقة التي نتحدث عنها هنا هي طاقة من نوع آخر وهى الطاقة الكونية أو الإثيرية (universal energy ).
إن الطاقة موضوع مهم وشيء أساسي في حياتنا فبدونها لن يوجد أي شكل من أشكال الحياة على هذا الكوكب. ودعونا نتوقف قليلا هنا.. فنحن نعلم أن هناك طاقة للأرض وهى طاقة كهرومغناطيسية غير مرئية تحيط بكل الكوكب أو ما يسمى بالمجال المغناطيسي للأرض ، ولهذا المجال المغناطيسي ذبذبات أو موجات قابلة للقياس تسمى موجات شومان ( Schumann waves )، هذه الموجات تتذبذب بين 8 ,7 – 8 هرتز.
قام د . روبرت بك (Dr . Robert Beck ) وهو عالم فيزيائى في علوم الذرة بعمل بحث واسع حول العالم لمعرفة وتحديد العلاقة أو الارتباط المتبادل لهذه الموجات المغناطيسية ونماذج موجات دماغ المعالجين الذين يستخدمون الطاقة للشفاء أو للعلاج (healers ) . وقد قام (بك) باختبار أكثر من نوع من المعالجين وذلك لأن كل معالج يتبع طريقة علاج مختلفة عن الآخر.وقام بقياس هذه الموجات أثناء الجلسة العلاجية، واكتشف أن موجات دماغ المعالج كانت تتردد بين 7.8 – 8 هرتز بغض النظر عن نوع أو طريقة العلاج المتبعة، والمفاجأة التي توصل إليها أنه اكتشف أن موجات دماغ المعالجين أصبح ترددها ومراحلها الزمنية مثل موجات المجال المغناطيسي للأرض أو موجات شومان Schuman waves) )
هذا الاكتشاف بين أن موجات دماغ المعالجين لها نفس تردد موجات الأرض، والأكثر من هذا أنها تتردد معها في نفس الوقت. واستنتج أن المعالج كان يأخذ من طاقة الأرض الكهرومغناطيسية ويستخدمها في الجلسة العلاجية .وهذا يسمى بـ(Field coupling ).
أما د. أندريا بهاريتش ( Dr. Andria puharich ) فقد قام ببحث آخر، حيث وجد أن النبض المغناطيسي ( magnetic pulse ) الذي يصدر من يد المعالج ( healer) كان 8 هرتز. ووجد أن المعالجين الذين تصدر منهم إشارات أو ذبذبات أقوى لهم تأثير علاجي أكبر.
من ذلك يتبين أن هناك علاقة بين طاقة الأرض وبين الإنسان وأن طاقة الأرض هذه أو الطاقة الكهرومغناطيسية مصدرها الطاقة الكونية، لكن السؤال هنا، ماذا نعني بالطاقة الكونية؟ وما هي صفاتها ؟ والأهم من ذلك كيف ممكن أن نستخدمها أو نستفيد منها؟
الطاقة الكونية ( universal energy) هي مصدر لا محدود من القوة . ويختلف اسمها من ثقافة إلى أخرى أو من بلد إلى آخر ففي الهند يطلق عليها اسم برانا ( prana ) أما عند الصينيون فتسمى تشي (chi )، وهى منتشرة ومتغلغلة في كل مكان. ومن أهم صفات الطاقة الكونية:
أولا: أنها لا يمكن أن تدمر.
ثانياً: قابلة للتحول أو التغير.
ثالثاً: هي عبارة عن ذبذبة أو اهتزازة ( Vibration ).
رابعاً: لا يوجد لها خاصية ، فهي دون شكل، دون زمن ودون أبعاد.
خامساً: لا نهائية أو لا محدودة لأنها من مصدر ذو قوى لا محدودة وهو الله سبحانه وتعالى.
الطاقة الكونية هي قوة الحياة في هذا العالم .في كتاب " hands of light " للمؤلفة باربرا آنا برينان تقول المؤلفة أنا د. جون وايت ( Dr. John while) و د. ستانلى كريبر ( Dr. Krippner ) تحدثوا عن صفات أو المميزات الخاصة بالطاقة الكونية ( UEF )كالتالي:
1 – مجال الطاقة الكونية مخترق ومتغلغل في كل مكان سواء الأجسام المتحركة أو غير المتحركة.
2 – الطاقة الكونية تربط وتوصل كل الأجسام بعضها ببعض.
3 – الطاقة الكونية تنساب وتتدفق من جسم لآخر.
4 – كثافتها تختلف باختلاف المسافة من مصدرها.
5 – تتبع قانون الرنين أو الطنين المتجانس. مثل عندما تضرب شوكة تبدأ بالاهتزاز بنفس التردد ونفس الصوت أو الرنين.
ما هي أهمية الطاقة الكونية لنا؟؟؟
الطاقة الكونية أساسية في حياتنا أو بنيتنا فهي تحيطنا من الخارج وتتغلغل في أجسامنا من الداخل.
وحتى ندعم ونقوى أجسامنا التي تعتمد على الضوء أو النور نحتاج لإدخال كلا من الطاقة الكونية الأثيرية وطاقة الأرض. وهاتان الطاقتان يتم امتصاصهما بأجسامنا من خلال مراكز أو عجلات الطاقة في الجسم ( Chakras ) ومن ثم توزع هذه الطاقة لأجسام هالة الإنسان وكل خلية من خلايا الجسم.
فهالة الإنسان (human Aura) هي عبارة عن أجسام من الضوء تحيط بالإنسان وممكن أن يطلق عليها اسم مجال طاقة الإنسان ( HEF ).
هذه الهالة ( Aura) عبارة عن طاقة في تغير مستمر ومتواصل في الحركة وهى دائمة النمو والتطور. ومن الممكن أن توصف طاقتها بأنها في حالة سيولة أو غير ثابتة.
د . ريتشارد جيربر في كتابه ( Vibrational medicine ) أوضح الدليل الذي يبين مجال الطاقة حول الأجسام عن طريق بحث أخصائي تشريح الأعصاب هارولد بر ( Harold S. Burr ) من جامعة يل ( Yale Uniersity ) في الأربعينات ( 1940's ) . هارولد كان يدرس شكل مجالات الطاقة التي تحيط بالحيوانات والنباتات الحية . بعض من تجارب هارولد كانت على المجال الكهرومغناطيسي الذي يحيط بنوع من أنواع السحالي ويطلق عليها اسم ( Salamander ) ووجد أن لديها مجال طاقة يحيط بها وأن هذا المجال يحتوى على محور كهربائي متصل بالدماغ أو المخ والحبل الشوكي.
هناك أيضا دليل آخر يبين وجود مجال طاقة حول الكائنات الحية وهو من تجربة الباحث الروسي سيميون كيرليان الذي اكتشف كاميرا كيرليان ( Kirlian Camera ) التي تقوم بتصوير الصور ذات الطابع الكهربائي. وهي عبارة عن تقنية تصوير الأجسام الحية في حالة من التردد العالي والجهد الكهربائي العالي. علماً بأن كيرليان بدأ أبحاثه سنة 1939 أي تقريبا بنفس السنوات التي بدأ فيها هارولد بقياس المجال الكهرومغناطيسي حول الأجسام الحية.
كلا من الباحثين كيرليان وهارولد أوجدوا طرق أو تقنيات لقياس تغيرات مجال طاقة الكائنات الحية واحده من الظواهر التي بينتها صور كيرليا هي ( Phantom leaf effect ) هذه الظاهرة معناها تصوير ورقة شجر بكاميرا كيرليان بعد قطع جزء من الورقة وتبين بالصورة أن الورقة كاملة حتى بعد قطع الجزء .
وتضيف مؤلفة كتاب (hands of light ) باربرا آن برينان أنها قامت برؤية حالة ورقة النبات وكان لونها أزرق فاتح، عندما قامت بقطع جزء من الورقة تغيرت هالة الورقة كلها إلى اللون العنابي أو الأحمر الدموي، وتضيف أنها تراجعت واعتذرت للورقة لأنها كائن حي.
وأضافت أيضا أن اللون الأزرق بدأ يظهر من جديد خلال دقيقة أو دقيقتين مبين مكان الجزء المقطوع وكأنه لم يقطع لكن ليس بدرجة وضوح كاميرا كيرليان.
يتضح لنا من الأمثلة السابقة أن الطاقة الكونية والطاقة التي حول الكائنات الحية هي حقيقة وهذا لاشك فيه ، فقد أشارت إليها الحضارات السايقة في الهند و الصين قبل أن تكتشف بالعلم و التكنولوجيا الحديثة.
أربعة طرق لجلب الطاقة البشرية بطريقة ايجابية...
1- حسن الاتصال بمصدر الطاقة الكونية والايجابية وهو " الله سبحانه وتعالى "....و الاتصال بانعكاسات أسماء الله تعالى وصفاته..
2- الاتصال بالطبيعة، وجلب الطاقة والقوة منها، أي التمتع بالمناظر الطبيعية وأهمها البحر، ثم البر، والجبال، والسهول، والانهار، والحدائق..
3- جلب الطاقة من نفسك، عن طريق...
الاسترخاء، التأمل، الخشوع، الصلاة، والدعاء..
4- جلب الطاقة من الاخرين،،،
كارسال طاقة حب واحترام الاخرين وتقديرهم، والاكثار من فعل الخير وخدمة الاخرين...ومع تبادل الطاقة بين الطرفين فانها تنمو وتزيدك من طاقتك...
حروب العقل واهم مشاريع البنتاجون الحالية للسيطرة العقلية الكارثية لقيادة الحرب الخداعية القادمة
خلال السنوات السابقة...عكف عدد من الباحثين على دراسة ما يربط شبكة الانترنت بأسلاكها المادية والهوائية بما يحدث داخل الأدمغة وموصلاتها العصبية بكل تلك الإجراءات والتفاعلات التي تتم في محاولات لنقل الوعي واحراز تقدم في أوجه مختلفة للذكاء الصناعي وامكانيات السيطرة على العقول... التي هي من اهم سمات الحيود العلمي الصارخ عن مساره السوي لمنظومات الدول الفاعلة لاقامة النظام العالمي الجديد...
فمنذ ما يقرب من الثلاثين عاما قامت وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون بإرسال أول رسالة عبر أول كانت تسمى وقتها "الأربانيت" Arpanet.. أو السلف الأول لما بات يعرف حاليا بالإنترنت.. ولكن خلال الأشهر الماضية اعلن العلماء عن أمر تاريخي بالرغم من تجاربه السرية المتعددة النتائج بصورة ابحاث تحت نطاق السرية داخل مختبرات البنتاجون المعنية بالأساس بكل اشكال وتقنيات السيطرة حتى ولو باختراق الأدمغة وبالتقنيات المسيطرة على العقول ونقل الوعي واستخدام شبكات عصبية مصنعة!!!.. ذلك الأمر الذي تم اعلانه هو النجاح في استخدام عقول الفئران لنقل رسائل محددة في محاكاة للإنترنت قد تتعداها ذكاءا فيما سمي بالشبكة المخية brain net...
حيث تم في جامعة ديوك ربط أدمغة اثنين من الفئران عبر أقطاب كهربائية مزروعة ومتصلة بالجديلة البصرية، وتم استخدام نظام تشفيري لنقل الرسائل بين ادمغتهما واستطلاع ردود الأفعال وما يصاحبها من اشارات بصرية في الفئران الثانية..وكانت النتيجة النجاح في نقل الرسائل المستخدمة بصورة تامة بين كلا الدماغين.. وصرح "ميغيل نيكوليلس" وهو أستاذ في كلية الطب التابعة لجامعة ديوك "ان التجارب أظهرت القدرة على إنشاء شبكة متطورة تربط بين الأدمغة، كتلك التي نجحت مباشرة في ربط التواصل بين أدمغة الفئران، وأن الدماغ يمكن استخدامها كجهاز ارسال واستقبال لرسائل مشفرة.. ونحن نعمل ايضا على خلق جهاز كمبيوتر عضوي الذي بامكانه التواصل بطريقة نقل الوعي خلال تلك الشبكة الفاعلة بين الأدمغة"!!!!!
وهذه التجارب وغيرها انما تعكس اهتمام البنتاغون بالتطور في علم الأعصاب للتطبيقات التي تتراوح نتيجة لمثل هذه الأفكار ..وحتى التحكم عن بعد واصدار الأوامر من خلال التفكير من مسافة بعيدة teleoperation على الأجهزة والمهمات العسكرية ..كما حدث بالفعل من خلال تجارب لسيطرة العقل على نوع من الطائرات بدون طيار والذي يجعل الأمرأقل إثارة للجدل عن استخدام التكنولوجيا، مثل الأطراف الاصطناعية التي تسيطر عليها اشارات الدماغ البشري... فالحقيقة ان تجارب الشبكة المخية brain net تتم تحت رعاية وكالة مشاريع البحوث المتقدمة (داربا) التابعة بالأساس للبنتاجون.... وهذه هي مجرد بداية...حيث ان الوجه المعلن لتلك المشاريع هو تنمية قدرات الذكاء للعقل البشري بحيث سيكون قادرا في وقت قريب على الوصول إلى جميع المعارف البشرية مباشرة من رقاقة زرعت في أدمغتنا تستطيع التعامل فوريا مع شبكة الانترنت!!!!..بل وتستطيع ارسال رسائل ومعلومات عبر الأدمغة وبعضها والتحكم ايضا في الآلات والمحركات عن بعد!!! وأكد ذلك الكاتب والمخترع الأمريكي الكبير "راي كورزويل" بأنه سوف يكون ممكنا بحلول عام 2029 تنمية معدلات الذكاء بحيث تتلاشى اية فروق بين الانسان والآلة!!!!!! وان الناس تتعامل حتما مع التكنولوجيا بطرق جديدة عبر زرع أجهزة قوية قادرة على أن زيادة قدراتنا وذكائنا....وهي ما سماها عدم الاعتمادية او "الوحدانية". “the singularity”...حيث يكون ذكائنا مبني بارادتنا بحسب ما يروج our intelligence is self-made....
وقد ركزت تجارب البنتاغون خاصة على علم الأعصاب وخرائط الأدمغة البشرية في السنوات الأخيرة بشكل كبير وتطبيقاتها الممكنة وبخاصة في المناحي العسكرية، مثل البحوث لصد إصابات الدماغ، والأساسيات التي تهدف إلى مساعدة خوض الحروب العسكرية على نحو أكثر فعالية، مثل دراسة سبل للحفاظ على أدمغة الجنود في حالة تنبيه حتى بعد أيام من الاجهاد ودون نوم... وكان هذا المشروع تحت عنوان "زيادة والإدراك" وواصلت الوكالة الدفاعية أيضا عددا من التكنولوجيات العسكرية مثل نظارات واقية من شأنها رصد إشارات الدماغ للجندي لالتقاط التهديدات المحتملة قبل ان يحللها العقل الواعي.. ومؤخرا وبعد اعلان الرئيس باراك أوباما الشهر الماضي عن ضخ مليارات من الدولارات في مجال علم الأعصاب وخرائط الأدمغة... الأمر الذي سنتحدث عنه تفصيليا في موضوع اخر... يمكن أن يعني هذا المزيد من المال لغزوات البنتاجون في علم الدماغ...
وتطبيقات علوم الاعصاب حاليا تثير تساؤلات متعددة حول حدودها القانونية والاخلاقية التي لم ينتبه احد لها وتجاهل آراء الكثير من الأخلاقيين حولها أمثال جوناثان مورينو أستاذ آداب مهنة الطب الشهير ومايكل تينيسون أستاذ علم الأعصاب اللذين قادا حملة بهذا الشأن منذ العام السابق...وحذروا من عواقب تلك التجارب المستخدمة في المناحي العسكرية...وخاصة فيما يخص السيطرة على الدماغ من بعد ومشاريع البنتاجون...وخاصة بعد التحديث الذي اطلقته البنتاجون لمشروع مانهاتن الخاص بالعقول Manhattan Project of the Mind في مارس الماضي وسيتم تمويله بمليارات الدولارات كما صرح أوباما بذلك عمليا وهو ما سنتناوله بالتفصيل... لكن دعونا نستعرض في صورة سريعة اهم مشاريع وكالة "داربا" في هذا المجال...
-حشرات السايبورج تحت مسمى "الصرصور الروبوتي" Robo-roach ..فوزارة الدفاع الامريكية لها اهداف ومصالح متعددة في علم الأعصاب.. تتراوح بين إصابات الدماغ الى التفاهم إلى محاولات لتحويل الحشرات الى جواسيس صغيرة وناقلة للأوبئة باستخدام أنظمة تقنية مزروعة بها وتعديلات جينية....
-برنامج لمنع الجنود من الاحساس بالاجهاد في ساحة المعركة ومواصلة القتال تحت عنوان استيقظ ايها النائم برنامج 24/7 لداربا Wake up sleepy Darpa's 24/7 soldier programme حيث سعت داربا من قبل عقد من الزمن إلى تحديد وتعزيز أجزاء من الدماغ للجندي العسكري لمقاومة الحرمان من النوم...وحتى مقاومة الجروح التي تسبب نزيف حاد..واستخدم هذا البرنامج فعليا في حرب افغانستان والعراق..
- برنامج القرد الذي يرى "Monkey see" بتمويل داربا واشراف الأستاذ ميغيل نيكوليلس من جامعة ديوك.. حيث تزرع تقنيات في النظام العصبي للقرود نتجت عنه امكانية استخدامهم لتحريك عصا التحكم الخاصة ببعض الأجهزة وزيادة قدراتهم ومعدل الذكاء لديهم..
-برنامج "ثورة الأجهزة التعويضية" "Revolutionizing Prosthetics" وهو برنامج السيطرة على العقل من داربا ..والسيطرة التامة على اي طرف اصطناعي بواسطة إشارات الدماغ..
-برنامج "الدماغ إلى الدماغ" Brain to brain وهو جزء من تجارب ال brain net التي تحدثنا عنها في اول الموضوع.. لكن فيما يخص الابحاث العسكرية يتم تطويره لشبكة بين ادمغة البشر وبين البشر والآلات والتحكم بها عن بعد..
-برنامج "نظارات الوعي" Goggle box وهو مشروع للتحذير السريع باستخدام التكنولوجيا يهدف إلى بناء نظارات تتعامل فوريا مع الدماغ وبصورة من الوعي المخزن بها brain goggles للكشف عن التهديدات فوريا وارسالها لاشارات في العقل قبل ان تعيها سرعته في التحليل لما حوله..
-برنامج "الانطباعات الأولى" First impressions وهو سمة تكنولوجيا المستقبل ويشمل الفحص باستخدام أجهزة الاستشعار المجهزة تجهيزا تاما للتحليل والتي تكشف عن تغييرات صغيرة في معدل ضربات القلب، نو النظرات، واتساع حدقة العين وتغير نبرة الصوت لاي هدف داخل المناطق الأمنية...
-برنامج علم القوة في ساحة المعركة العسكرية للدماغ Force field Military brain science ...وهو يحدد ردود الأفعال في ساحة المعركة للجنود اثناء حدوث امور كارثية كالانفجارات والاصابات الحادة وزيادة وعي المخ للتعامل مع تلك الحالات ومنع الخوف والتردد وزيادة قوة التحمل ويساعد الجنود كذلك لتحديد الإصابات الخفية...
-برنامج "أولويات الدماغ" Brain boost وهو برنامج داربا لمساعدة محللي الاستخبارات لتحديد صور الأقمار الصناعية والبيانات الواردة بحسب الأولوية في الاهتمام.. ويتم تدريب المرشحات filters وذلك باستخدام أنماط الدماغ من شخصيات مهرة تم تدريبهم وزيادة قدراتهم...
-برنامج "كتاب القصة" Story writers ..وهو برنامج داربا الأهم والاحدث.. حيث تسعى لاستخدام التطور في علم الأعصاب لتطوير السيطرة على الكتابة والسرد والالقاء لمن يتم اختيارهم من الكتاب والاعلاميين الذين من شأنهم التأثير على تفكير جمهور بعينه...
هذا مختصر من بضع تلك البرامج والمشاريع التي تقوم عليها داربا التابعة للبنتاجون في بعض ما يخص الدماغ والتحكم والسيطرة..اضافة لما شرحناه من مشاريع "البشر المتحولون"...وسنواصل تفاصيل متعددة اكبر عن "حروب الدماغ" و "نقل الوعي" والتي تعد من أكبر صور الحروب الحالية لقيادة الحرب القادمة التي كررت طويلا انها تعتمد ايما اعتماد على الخداع والسيطرة العقلية...كما سنتناول تفاصيل مشاريع مسح خرائط الأدمغة التي اعلن اوباما تمويل باهظ لها الشهر السابق وما يخصها فيما يدور على الساحة في الوقت الحالي...
أوباما ومشروع خرائط الدماغ Brain Activity Map Project وخدعة بداية استعباد العالم تحت مفاهيم الذكاء الاصطناعي والتقنيات العصبية
أعلن الرئيس أوباما الشهر السابق ضخ تمويل ب 3 مليارات دولار لمشاريع ابحاث الدماغ والاستخدامات الجديدة لعلوم التقنيات العصبية وابتكاراتها Neurotechnologies لاهمية تلك الابحاث بالرغم من حالة التردي الاقتصادي وميزانية التقشف التي تعاني منها امريكا.. وفي الوقت الذي تعاني منه المؤسسات العلمية من عواقب تخفيض ميزانياتها ..وفعل الرئيس أوباما ثلاثة أشياء غير عادية خلال خطابه المنشور على الصفحة:
1) صرح قائلا: "إذا كنا نريد تحقيق أفضل المنتجات فافضلها هو الاستثمار في الأفكار فعائد كل دولار استثمرناه لرسم خريطة الجينوم البشري سيعود ب 140 دولارا الى اقتصادنا "!!!!
2) وذكر رسم الخرائط الدماغ البشرية أيضا واضاف "اليوم، والعلماء لدينا قادرين على رسم خرائط الدماغ البشري لفتح إجابات لامراض مثل الزهايمر، وتطوير التقنيات لتجديد الأجهزة التالفة.. وابتكار مواد جديدة لجعل البطاريات اكثر قوة بعشر مرات .. الآن ليس الوقت المناسب للأمعاء في ظل هذه الاستثمارات التي تخلق فرص عمل في مجال العلوم والابتكار. الآن هو الوقت المناسب للوصول إلى مستوى من البحث والتطوير لم نره منذ ذروة سباق الفضاء ".
3) صرح بانه متأكد من ان الناتج أول خريطة وظيفية للدماغ كاملة اكثر من أي وقت مضى واقر انه بعد بضعة أيام سوف يحث الكونجرس على الموافقة على مشروع رسم خرائط الدماغ واستخداماتها، الذي تقدر تكلفة مبدئية 3 مليار دولار...
ونتذكر هنا العالم روبرت أوبنهايمر عندما صنع اول قنبلة ذرية من خلال مشروع مانهاتن بتكلفة 2 مليار دولار في ذلك الوقت (والتي ستكون حوالي 22 مليار دولار إذا ما تم القيام بها اليوم)... ومشروع الجينوم البشري، الذي جاء بحوالي 3.8 مليار دولار، أو بعثة المريخ التي تكلفت 2.5 مليار دولار...ف 3 مليارات دولار لا يبدو مبلغ كبير امام العالم.. ولكن ماهي اهمية خرائط الدماغ والتقنيات العصبية في هذا الوقت العصيب الذي يمر به العالم ويطالب به الكونجرس بتخفيض ميزانية وزارة الدفاع؟؟؟؟
انها التزام بمخطط يجب اتمامه بحلول منتصف هذا القرن.. لخلق المخ الاصطناعى.. من خلال اعلان مشروع يتم العمل به منذ سنوات تحت نطاق السرية والآن يظهر للعالم على السطح تحت مسمى MAP أو Brain Activity Map Project والمطلوب من وراؤه تعزيز الفكرة عند العالم اجمع بامكانية تطوير مستويات الذكاء والتعامل من خلال الذكاء الاصطناعي..
وما ناقشه اوباما في خطابه حول النموذج الامثل paradigm من خلال امكانيات تعزيز "المادة الرمادية" في الدماغ مجرد تستر لترسيخ فكر تطور الذكاء لدى العامة والابهار بالامكانيات المتوقعة.. فالحقيقة ان نشاط الدماغ يتغير دائما، لحظة بلحظة... ولا يوجد ما يسمى اداء مثالي يمكن التوقف عنده كنموذج ..والدماغ يحتوي تريليونات الخلايا الفاعلة والخلايا العصبية متعددة الامكانيات تقوم باكثر من عمل في جزء من الثانية... فما يقره في خطابه اختزال ردئ لأمر وهمي وخاصة مع التقسيمات اللامحدودة لمفاهيم العقل والدماغ والسلوك والفكر... وهذا عبارة عن بناء جدارعلى التجربة الإنسانية والوعي الكامل...ليكون الناس داخل سجن بارادتهم..
وقد ركزت أعظم خدمات المشاريع العسكرية في تاريخ كوكب الأرض دائما على العقل، لأن هذا هو بيت العمل الفعال لأي انسان.. وباستسلامه يستسلم ذلك الانسان... وهو ما تم من قبل من مناورات محو التاريخ الانساني وتزييف كل العلوم القديمة وحقائقها واستبدالها بقوالب محفوظة تردد على العامة وتدرس للجميع بالرغم من وجود كل الدلائل حولنا.. فقط لاستعباد العقل والوعي.. وبهذا ينقطع الانسان عن ثراؤه الفكري وحريته وتطور عقليته وفعاليتها...والقدرة على الاختيار وتحديد الخطأ من الصواب والاصلح له... وخلق ذلك الانسان الشبيه بالآلة التي تخلق صراعات حادة مع طبيعية الحياة... والناس الذين يختارون العيش داخل هذا الهيكل مطلوب حصرهم عاطفيا، وعقليا وجسديا ونفسيا....فالدماغ ليس مجرد آلة ترسم لها الخرائط وتستبدل جدائلها العصبية دون تفاعل روحي ووجداني وفكري...ونخلق نماذج مكررة والجندي المحسن ..أي في الخلاصة نموذج "أندرويد" مما كان يدعى في السابق انسان حرالارادة...حيث يكون مخك مبرمج البرمجة المطلوبه منه وغير قابل للخروج عنها.. وتملك السلطة والاستخبارات كل القرارات الحاسمة للجنس البشري من التخطيط والتحكم المركزي لدماغك .. هذا هو الخيال العلمي الذي اصبح على قيد الحياة الآن....وهو ما اقره اوباما في نهاية خطابه "وسوف نكون قادرين على حمايتكم والوصول إلى تفاصيل الدماغ وإعادة توجيهها بعيدا عن العنف... وسوف تكون آمن "!!!!
ذلك هو المفهوم الأساسي الذي تعتمد عليه القاعدة الهرمية لمنظومة الدجال ونظامه العالمي الجديد...بقاء النسخ الآدمية المبرمجة طواعية!!!
لمن اعتقد ان الرقائق التي سيتم زرعها في جسم الانسان ضرب من الخيال العلميكما ذكرنا من قبل.. زرع رقائق الكترونية للتحكم في جسم الانسان...هذا ليس من روايات الخيال العلمي ولكنه تصريح من وكالة الاسيوشايتدبرس على لسان عملاق صناعة البرمجيات العالمية مايكروسوفت بيل جيتس خلال مؤتمر للبرمجيات في سينغافورة واضاف انه سيكون بقدرتها مساعدة المكفوفين على الرؤية والصم على السمع وغيرها...وانها قد تتطور لشحن الذكرايات على رقائق الكترونية او التحكم بالاطراف الصناعية والاعضاء المزروعة عن طريق ذبذبات دماغية..كما يمكنها ايضا تقوية الذكاء الاصطناعي اووو في اسوأ التطبيقات التحكم في عقل وجسم الانسان..هذه هي احد تطبيقات النانوتكنولوجي..ولكي نفهم جليا..ما هو النانوتكنولوجي وكيف طبق؟؟؟
تقنية النانو تكنولوجي Nanotechnology
كلمة نانو nano باللغة الإنجليزية تطلق على كل ما هو ضئيل الحجم دقيق الجسم.
فالنانومتر يساوي واحد على مليار من المتر ويساوي عشر مرات من قطر ذرة الهيدروجين،مع العلم إن قطر شعرة الرأس العادية في المعدل يساوي 80000 نانومتر.
وفي هذا المقياس القواعد العادية للفيزياء والكيمياء لا تنطبقان على المادة. على سبيل المثال: خصائص المواد مثل اللون والقوة والصلابة والتفاعل،كما إنه يوجد تفاوت كبير بين Nanoscale وبين The micro .
فمثلاَ Carbon Nanotubes أقوى 100 مرة من الفولاذ ولكنه أيضاَ أخف بست مرات.
النانو تكنولوجي تمكن من امتلاك الإمكانية لزيادة كفاءة استهلاك الطاقة،ويساعد في تنظيف البيئة،ويحل مشاكل الصحة الرئيسية،كما إنه قادر على زيادة الإنتاج التصنيعي بشكل هائل وبتكاليف منخفضة جداَ،وستكون منتجات النانوتكنولوجي أصغر.
ماذا يقول الخبراء حول النانو تكنولوجي؟
في عام 1999م،الفائز بجائزة نوبل للكيمياء “ريتشارد سمالي Richard Smalley ” خاطب لجنة الولايات المتحدة الأمريكية التابعة لمجلس النواب عن علم النانوتكنولوجي تحت موضوع: “تأثير النانو تكنولوجي على الصحة،الثروة،وحياة الناس” وقال: “سيكون على الأقل مكافئ التأثيرات المشتركة لعلم الإلكترونيات الدقيقة،والتصوير الطبي،والهندسة بمساعدة الحاسوب وتكوين مركبات كيميائية اصطناعية متطورة خلال هذا القرن”.
التطبيقات الحربيه للنانوتكنولوجي:
عالم يحكمه السلاح وأجهزة الأمن: التطبيقات الحربية للنانوتكنولوجي في الفترة التي سبقت 1999 قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتزويد 92 من الصراعات بالأسلحة والتكنولوجيا الحربية المتطورة. وتسبب هذا في تدهور الحالة الأجتماعية والأقتصادية للبلدان النامية التي تمثل نسبة 68% من الدول المستهلكه لهذه التكنولوجيات العسكرية. وسبب أستخدام وتجريب الكثير من الحكومات في جميع أنحاء العالم لهذه التكنولوجيا هي كونها أكثر فاعلية وأرخص. والمشكلة هي هل نقوم بأستخدام النانوتكنولوجي في الأستعمالات الحربية دون تقنينها أم نقوم بتقنينها دون معرفة مدى تطبيقها. وقد أوكلت لمجموعة من الباحثين مسؤولية تحقيق أهداف مشروع الألفية والتأكد من مدى تاثير الأستخدامات الحربية للنانوتكنولوجي على الصحة والبيئة. وفي نفس الوقت يريدون معرفة أثر أبحاثهم علي المساعده في الحد والتخفيف من التلوث والأخطار. وقامت هذه اللجنة المكونة من 20 مختص بتحديد أهم الأستخدامات الحربية للنانوتكنولوجي التي قد تحدث من الأن حتى عام 2025 مع الإشارة إلى أهم المشكلات والأخطار الصحية والتلوث البيئي ...الخ. وقامت اللجنة بتحديد وتقييم أسئلة البحث التي قد تقودنا الأجوبة عليها إلى إنتاج معرفة تساعدنا على تجنب الأخطار الصحية وتلوث البيئة الناتج عن الأستخدامات العسكرية للنانوتكنولوجي. والتقرير النهائي يعتبر أن التلوث والأخطار الصحية أهم المشكلات وأكثرها تعقيدا. وقد سلط التقرير النهائي الضوء على العديد من الأستخدامات العسكرية المحتملة للنانوتكنولوجي التي قد تحدث حتى عام2010 . وفيما يلي نسرد القائمة المفصلة لأستعمال مواد النانو مثل النانوتيوب في الزي العسكري والمعدات لجعلها أقوى وأخف ويمكن أن تؤدي الى النانوفيبر مثل المواد التي تقطع من اللباس أو المعدات وتدخل في الجسم والبيئة.
جزيئات النانو: تغطي السطح لجعله أكثر صلابة و نعومة وأكثر خفة ومن الممكن أن يتآكل ويستنشقه الجنود أو المواطنين. ويمكن أن تستخدم مواد النانو كفلاتر لإزالة الشوائب من السوائل بثمن رخيص جدا ويوجد تخوف من إمكانية تسرب بعض الشوائب السامة الى هذه السوائل. وسنوضح فيما يلي أهم الأخطار الصحية التي يمكن حدوثها بعد 2010 وحتى 2025 فممكن أن تؤدي خلايا الدم الصناعية -التي تعزز أداء الجسم- تضخم بالدم وأستعمال الكميات الكبيرة من الأسلحة الذكية خصوصا المصغرة منها والأسلحة الآلية والذخيرة الموجهة عن بعد يمكن أن يؤدي لخسائر في صفوف المحاربين والمدنيين وتدمير البنيات التحتية وتلويث البيئة. وتسبب المستقبلات المعززة الصغيرة و المصممة لزيادة اليقظة ومدة رد الفعل الإدمان والتعب المزمن والأمراض العصبية وقد تصل إلى الموت.
وهذه بعض الأسئله التي يحاول العلماء الأجابه عليها:
كيف يتم امتصاص جزيئات النانو داخل الجسم عبر الجلد والعينين والأذن والرئتين والجهاز الهضمي ؟ وهل يمكن لهذه الجزيئات تجنب المقاومة الطبيعية عند الإنسان والحيوان ؟ وما هو احتمال تعرف الجهاز المناعي على هذه الجزيئات ؟ وما هي طرق التعرض المحتمله لمواد النانو بالماء والهواء على حد سواء ؟ وهل يمكن لجزيئات النانو أن تدخل في السلسلة الغذائية عن طريق الدخول الي البكتيريا وتتراكم بها ؟ وكيف تتسرب مواد النانو الى البيئة ؟ وكيف تتغير عند الأنتقال من بيئة متوسطة كالهواء إلى أخرى كالماء ؟ وكيف سنحدد ونتخلص من نفايات النانو ؟ وكيف يمكن أن تستخدم النانوتكنولوجي لتنظيف ساحة المعركة بما فيها الأسلحة البيولوجية الكيميائية والنفايات النووية حتى لا تتلوث البيئه ؟ وما الذي سيحدث حينئذ ؟
في الحقيقة لا ندري. هذا ويقوم معهد الجندي للنانوتكنولوجي بتمهيد الطريق لتطوير تكنولوجيا عالية ومتطورة عن طريق أستخدام العلم والتكنولوجيا والهندسة. وينصب تركيز المعهد على تصميم جندي قادر على الأختراق بأستخدام النانوتكنولوجي. فهم يريدون زيادة الجنود الناجين من ساحة المعركة. وهم لديهم خمسه مجالات إستراتيجية تتراوح بين تكامل نظام النانو ومعركة تناسب الطب.
الحرب الرقمية
لهذه المخلوقات النانوية تطبيقات هائلة في المجال العسكري، وهي أخطر بكثير من الأسلحة الذرية والهايدروجينية، في الحقيقة هي أخطر من كل ما اخترعه الإنسان حتى الان، ولقد أوضح الأدميرال ديفيد جرمايا نائب الرئيس السابق لهيئة أركان الحرب الأمريكية خطورة النانوتكنولوجي بقوله" إن للتطبيقات العسكرية لتكنولوجيا النانو إمكانات أكبر من الأسلحة النووية في تغيير توازن القوي جذريا, حيث يمكن إلتهام قوة معادية في ساعات قليلة بقطعان غير مرئية تقريبا لتريليونات من أجهزة الانسان الآلي التي تنسخ نفسها وتتكاثر بهذه الطريقة"
ان هذا يعني ببساطة أن جيوش المستقبل لن تتكون من البشر بل من هذه الكائنات النانوية التي يمكن إرسالها إلى أية بقعة معادية للقضاء على كل من فيها من بشر خلال ساعات قليلة ، وقبل ذلك تكون أجهزة الكمبيوتر قد قضت على كل أثر للمدنية وطرق السيطرة في الدولة المعادية ، من تدمير شبكات الاتصال والطاقة الكهربائية الخ ، تكون المنطقة المستهدفة مهيئة تماما كي تقوم جيوش النانو بعملها، ولا أريد الاستطراد أكثر في موضوع الحرب الرقمية لأن لها تطبيقات وأوجه لا تكاد تحصر لكثرتها، وبالإمكان تأليف كتب فيها.
ولخطورة هذه التقنية الجديدة( النانوتكنولوجي) فقد خصصت الدول المتقدمة ميزانيات هائلة لتطوير بحوثها، يكفي أن نعلم أن اليابان مثلا قد خصصت مبلغ بليون دولار لتطوير أبحاث النانوتكنولوجي في العام الماضي فقط ، أما أمريكا فقد خصصت مبلغا هائلا يقدر بترليون دولار لتمويل أبحاث النانو تكنولوجي وذلك حتى العام 2015، كما أن لدى أمريكا الان جيشا صغيرا من علماء النانو يقدر عددهم ب 40000 عالم فقط!!!
تكنولوجيا النانو تغيير حياة الإنسان نحو الأفضل
بدأ مصطلح (تقنية النانو) ينتشر، في مجال الصناعات الإلكترونية، المتصلة بالمعلوماتية. فلو تفحصنا البطاقات المستخدمة في الحواسيب اليوم، وخاصة الحواسيب المحمولة لوجدت أنها مضغوطة إلى درجة كبيرة، فالبطاقة التي لا يزيد سمكها على بضعة ملليمترات، تتكون في الحقيقة من خمس طبقات، أو لنقل رقاقات مضغوطة مع بعضها.
كما أننا لو تفحصنا الكبلات والمكثفات التي كان وزنها يقدر بالكيلوجرام، لوجدنا أن وزنها لا يتجاوز أجزاء الميللي جرام. فقد تضاءل الحجم، وتضاعفت القدرة وكل ذلك بفضل اختزال سُمك الكابلات وضغط حجم المكثفات والدارات، مما قصّر المسافات، التي تقطعها الإلكترونات، وأكسب الحواسيب، سرعة أكبر في تنفيذ العمليات.
تشير عبارة تكنولوجية النانو إلى التفاعلات بين المكونات الخلوية والجزيئية والمواد المهندسة وهي عادة مجموعات من الذرات والجزيئات والأجزاء الجزيئية عن المستوى البدائي الأول للبيولوجيا. وتكون هذه الأشياء الدقيقة بشكل عام ذات أبعاد تقل عن 100 نانومتر ويمكن أن تكون مفيدة بحد ذاتها أو كجزء من أجهزة أكبر تحتوي على أشياء دقيقة متعددة.
وعند المستوى الدقيق (النانو)، نجد أن الخواص الطبيعية والكيميائية والبيولوجية تختلف جوهرياً، وغالبا بشكل غير متوقع عن تلك المواد الكبيرة الموازية لها بسبب أن خواص الكمية الميكانيكية للتفاعلات الذرية يتم التأثير عليها بواسطة التغيرات في المواد على المستوى الدقيق. وفي الواقع أنه من خلال تصنيع أجهزة طبقا لمعيار النانومتر من الممكن السيطرة على الخصائص الجوهرية للمواد بما في ذلك درجة الانصهار والخواص المغنطيسية وحتى اللون بدون تغير التركيب الكيميائي لها.
من جهة أخرى فإن هناك العديد من الاستخدامات التي تخدم مجال الصناعات الإلكترونية مثل مجال صناعة الترانزستورات حيث بدأ مصنعو الترانزيستور في الوصول إلى الحدود الطبيعية لمدى صغر رقائق السيليكون والنحاس التي تصنع منها مثل هذه المواد، وقد ساعدت هذه التقنية هؤلاء العلماء للوصول إلى طريقة مبتكرة لتصنيع ترانزيستورات أصغر بكثير من الرقائق الحالية ليس من خلال تقليل حجم الرقائق الحالية ولكن من خلال تصنيعها من الجزيئات الفردية.
فقد ساعدت الأبحاث التي تم القيام بها بواسطة أربعة علماء يعملون في مركز الأبحاث التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) على تمهيد الطريق لبناء ترانزيستورات من الأنابيب الكربونية البالغة الصغر التي تم صنعها من طبقة واحدة من الذرات الكربونية يتم قياسها من خلال النانومتر (واحد نانومتر يعادل واحد على بليون من المتر).
واستنتج العلماء إمكانية تصنيع الترانزستورات من الأنابيب البالغة الصغر، وشملت اكتشافاتهم الغوارتيمية لتشكيل هذه التطبيقات، والتقنيات الجديدة لإرسال المعلومات، والمكونات الكربونية التي تعمل مثل المحطات الطرفية لمفتاح تشغيل الترانزيستور ووسائل استخدام سلاسل أنابيب النانو بالأنظمة الإلكترونية.
البديل الكربوني ومن إحدى المعايير المعروفة لتكنولوجية المعلومات هو قانون مور، الذي قام المؤسس الشريك في شركة انتل (جورودون مور) بوضعه، والذي ينص على أن عدد الترانزيستورات المتواجدة في بوصة مربعة واحدة بالدوائر المتكاملة سوف يتضاعف كل 18 شهر، إلا إن مصنعي الرقائق من المتوقع أن يصلوا قريبا إلى الحدود التقليدية للرقائق.
هذا وتتطلب تقنية التطوير الحالية لأشباه الموصلات تخفيض حجم ترانزستورات السيلكون أو ببساطة الإسراع في نظم الإرسال الحالية.
ومن غير المرجح أن يعمل هذا التوجه من الأعلى إلى الأسفل نحو نمنمة الترانزيستورات والليزر ذي الصمام الثنائي وهو مكونات البناء الجوهرية لنظم الكمبيوتر والاتصالات أن يتمكن من الوفاء بالطلب المتزايد على المعالجة والبث البالغ السرعة للمعلومات.
حتى وإن تم تصنيع الرقائق بحجم صغير بشكل كاف، فإن هذه الدوائر الموضوعة بشكل مكثف بجانب بعضها البعض سوف تنبعث عنها حرارة شديدة يصعب تبريدها بشكل فعال.
وإذا استمر تخفيض حجم الرقائق، يتعين العثور على طريقة جديدة لتصنيعها، وبما أن الأنابيب الدقيقة تم اكتشافها في عام 1991، فقد قدمت نفسها كمرشح للخطوة القادمة في النمنمة أو التصغير الكبير في الحجم، وقد اهتم علماء الطبيعة بهذه الأنابيب بسبب خصائصها الإلكترونية حيث يمكنها العمل إما كمعادن أو أشباه موصلات.
وبصفتها معادن، يمكنها توصيل موجات بالغة الارتفاع بدون الانحلال والسخونة التي لا تزال تشكل مشاكل مع الأسلاك النحاسية، وبصفتها أشباه موصلات، يمكن استخدامها في الترانزيستورات الدقيقة العالية الأداء.
وعند استكشاف البدائل للطريقة التقليدية من أعلى إلى أسفل لتخفيض حجم ترانزستورات السيلكون، أدرك العلماء أن الأجهزة التي تعتمد على الأنابيب الدقيقة المنمنمة يمكن بناؤها من اسفل إلى أعلى من خلال الدقة الذرية.
تعتبر الأجهزة الناتجة عن ذلك بواسطة العلماء الآخرين نوعا جديدا من الترانزيستورات. فترانزيستور الأنابيب المصغرة تقل بمقدار 60.000 مرة عن الترانزيستور التقليدي.
وقال سريفستافا الذي قام بالتركيز على جعل الأنابيب الدقيقة تعمل مثل مفاتيح التشغيل (يمكنك وضع المزيد من الترانزستورات في مساحة صغيرة)، ويضيف إن زيادة كثافة الترانزستورات تعمل في العادة على زيادة كثافة الطاقة التي تقوم ببث حرارة كبيرة تجعل الجهاز يحرق نفسه، إلا أن الهيكل الكربوني يحتاج لطاقة أقل ولذلك يمكن تشغيل الترانزيستور بحرارة وطاقة اقل.
ومن ناحية أخرى قام العلماء بدراسة مواد تكنولوجية التصغير المحتملة، نظرياً أو من خلال محاكاة الكمبيوتر، حيث اكتشفوا مميزات ومساوئ بناء مفاتيح التشغيل والترانزستورات المنمنمة باستخدام أنابيب كربونية دقيقة متنوعة الارتباط، وسلاسل ذرية مصنوعة من الذرات الفردية أو حتى جزيئات DNA إلا أن مساهمتهم الرئيسية تمثلت في تركيزهم على بناء الأجهزة الدقيقة، وقالوا انه إذا تعين على المطورين بناء أجهزة دقيقة من الأسفل إلى الأعلى، فإنهم سوف يكونون بحاجة لتوجهات جديدة تماما نحو التطوير.
وفيما يلي بعض استنتاجات كل باحث من الباحثين الأربعة:
المطورون بحاجة لطريقة لصياغة شكل الأجهزة الدقيقة، وذلك لأن الطرق التقليدية لا يمكنها أن تصف كيفية تدفق التيار الكهربائي من خلال الجهاز الدقيق، وقام فريق الباحث انانترام بوضع غوارتيمية مبتكرة.
ركزت أبحاث الباحث نينج بشكل رئيسي على بث المعلومات حيث اكتشف أن نظام البث يمكن أن يعتمد على تسخين الإلكترونات في سلك دقيق لأشباه الموصلات بدلا عن تشغيل وإغلاق التيار الكهربائي.
بعد دراسة تكوين واستقرار وهيكل سلوك رد الفعل الإلكتروني للوصلات المختلفة في الأنابيب الدقيقة، قام سيرفستافا بابتكار سلسلة من الهياكل التي تعتمد تماما على الكربون والتي يمكن أن تؤدي كافة وظائف الأجهزة الثلاثية الطرق اللازمة لدوائر الكمبيوتر. قام ياماد بابتكار طريقة لصنع سلاسل ذرية لأشباه الموصلات خاصة بالتطبيقات الإلكترونية.
تكنولوجيا النانو والكمبيوتر
تتلخص فكرة استخدام تقنية النانو في إعادة ترتيب الذرات التي تتكون منها المواد في وضعها الصحيح، وكلما تغير الترتيب الذري للمادة كلما تغير الناتج منها إلى حد كبير. وبمعنى آخر فإنه يتم تصنيع المنتجات المصنعة من الذرات، وتعتمد خصائص هذه المنتجات على كيفية ترتيب هذه الذرات، فإذا قمنا بإعادة ترتيب الذرات في الفحم يمكننا الحصول على الماس، أما إذا قمنا بإعادة ترتيب الذرات في الرمل وأضفنا بعض العناصر القليلة يمكننا تصنيع رقائق الكمبيوتر. وإذا قمنا بإعادة ترتيب الذرات في الطين والماء والهواء يمكننا الحصول على البطاطس.
وما يعكف عليه العلم الآن أن يغير طريقة الترتيب بناء على النانو، من مادة إلى أخرى، وبحل هذا اللغز فإن ما كان يحلم به العلماء قبل قرون بتحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب سيكون ممكنا، لكن الواقع أن الذهب سيفقد قيمته.
وتعتبر طرق التصنيع اليوم غير متقنة على مستوى الجزيئات. فالصب والطحن والجلخ وحتى الطباعة على الحجر تقوم بنقل الذرات في مجموعات ضخمة، مثل محاولة تصنيع أشياء من مكعبات الليجو أثناء ارتداء قفازات الملاكمة، وفي المستقبل، سوف تسمح لنا تكنولوجية التصغير أن نقوم بالتخلص من قفازات الملاكمة وان تقوم بترتيب مكونات البناء الجوهرية للطبيعة بسهولة وبدون تكلفة وفي معظم الأحيان حسبما تسمح به قوانين الطبيعة، وسوف يكون هذا الأمر حيوياً وهاماً إذا تعين علينا الاستمرار في ثورة مكونات الكمبيوتر لتمتد بعد القرن القادم، كما سوف تسمح بتصنيع جيل جديد تماما من المنتجات الأنظف والأقوى والأخف وزنا بل والأكثر دقة. ومن الجدير بالذكر أن كلمة (تكنولوجية التصغير) أو (نانو تكنولوجي) أصبحت شائعة إلى حد كبير ويتم استخدامها لوصف العديد من أنواع الأبحاث حيث تكون أبعاد المادة المصنعة اقل من 1.000 نانومتر، على سبيل المثال التحسينات المستمرة في الطباعة على الحجر نتج عنها عرض خطوط أقل من ميكرون واحد.
فالكثير من توجهات التحسن في قدرة وحدات ومكونات الكمبيوتر ظلت ثابتة خلال الـ 50 سنة الأخيرة وهناك اعتقاد شائع أن هذه التوجهات سوف تستمر على الأقل لعدة سنوات، وبعد ذلك سوف تصل الطباعة الحجرية إلى حدودها في ذلك الوقت.
فإذا تعين علينا الاستمرار في هذه التوجهات يجب أن نقوم بتطوير تكنولوجية تصنيع جيدة تسمح لنا ببناء أنظمة كمبيوتر بشكل غير مكلف بواسطة كميات من العناصر المنطقية التي تكون جزيئية في كل من الحجم والدقة، ومرتبطة ببعضها البعض من خلال أنماط معقدة وبالغة الحساسية. وسوف تسمح تكنولوجية التصغير بالقيام بذلك. ويمكننا استخدام مصطلح (تكنولوجية التصغير الجزيئية) أو (التصنيع الجزيئي) بدلا عن (النانو تكنولوجي) ولكن أيًّا كان المصطلح الذي نقوم باستخدامه، فإنه يتعين عليه أن يسمح لنا بان نقوم بشكل جوهري بوضع كل ذرة في المكان الصحيح، وان نجعل كل هيكل متناسق مع قوانين الطبيعة التي يمكن أن نحددها بالتفاصيل الجزيئية، مع عدم تجاوز تكاليف التصنيع بشكل بالغ لتكلفة المواد الخام والطاقة المطلوبة.
ومن الواضح أننا سوف نكون سعداء بأي طريقة تحقق بشكل متزامن أول ثلاثة أهداف، إلا أنه يبدو انه من الصعوبة استخدام بعض أنماط التركيب المكاني (أي وضع أجزاء الجزيئات الصحيحة في المكان الصحيح) وبعض أشكال النسخ المتطابقة الذاتية (لتقليل التكلفة). وتنطوي الحاجة للحصول على التجميع المكاني على الاهتمام بالآليات الجزيئية (أي الأجهزة الآلية التي تكون جزيئيه من حيث حجمها ودقتها). ومن المحتمل أن تقوم هذه الآليات المكانية على النطاق الجزيئي بإعادة تجميع النسخ البالغة الصغر من الأجزاء المقابلة لها الميكروسكوبية.
ويتم استخدام التجميع المكاني بشكل متكرر في التصنيع الميكروسكوبي اليوم مع ربط كلتا يديك خلف ظهرك! ففكرة السيطرة على وضع الذرات الفردية والجزيئات لا تزال حديثة، إلا انه يتعين علينا أن نستخدم على المستوى الجزيئي المفهوم الذي بين فعاليته على المستوى الميكروسكوبي، ونجعل الأجزاء تذهب إلى المكان الذي نريد منها الذهاب إليه.
وينجم عن شرط التكلفة المنخفضة اهتمام بأنظمة تصنيع النسخ المتطابقة ذاتياً، حيث يمكن لهذه النظم القيام بعمل نسخ عن نفسها وتصنيع منتجات مفيدة. فإذا أمكننا تصميم وبناء هذا النظام، فإن تكلفة تصنيع هذا النظام وتكاليف تصنيع الأنظمة المشابهة والمنتجات التي تعمل على إنتاجها (بافتراض قدرتها على إنتاج نسخ عن نفسها في بيئة غير مكلفة بشكل معقول) سوف تكون منخفضة للغاية.
تكنولوجية IBM للتصغير
تهدف أبحاث شركة IBM في مجال تكنولوجية التصغير إلى تصميم مكونات وهياكل ذرية جديدة على المستوى الجزيئي لتحسين تكنولوجيات المعلومات، بالإضافة إلى اكتشاف وفهم أساسها العلمي. ومن خلال ريادة تطوير تكنولوجية التصغير أو النانو، استطاع علماء شركة IBM وضع دراسات لهذه التكنولوجيات على مستوى النانو أو التكنولوجية القزمية. وعلى وجه التحديد، فإن الأنابيب الكربونية المصغرة ومسبار الفحص الذي تم إنتاجه من ميكروسكوب الطاقة الذرية يقدم وعداً بتمكين تحسين الدوائر ووسائل تخزين البيانات.
ويؤدي البحث في جزيئات النانو إلى تطبيقات في الطب الطبيعي بالإضافة إلى التخزين على القرص الصلب للكمبيوتر.
ومما يذكر أن الأبحاث في مجال تخزين المعلومات بواسطة تكنولوجية النانو الميكانيكية، مثل مشروع شركة IBM الذي يطلق عليه MILLIPEDE سوف تستمر في زيادة احتمالات زيادة كثافة التخزين الهوائي.
علم لا يزال في المهد
وتستخدم تقنية (النانو) الخصائص الفيزيائية المعروفة للذرات والجزيئات لصناعة أجهزة ومعدات جديدة ذات سمات غير عادية وعند إحكام قبضة العلماء على جوانب هذا العلم الخارق يصبح في حكم المؤكد تحقيق إنجازات تفوق ما حققته البشرية منذ ظهورها على الأرض قبل ملايين السنين. ويقول الخبراء أن تقنية النانو تعد البشرية بثورة علمية هائلة قد تتغير معها ملامح الحياة في جميع النواحي الصحية والتعليمية والمالية.. الخ، بما يجعل الحياة أفضل، ويساعد في التخلص من الأمراض المستعصية التي يعاني منها الناس على مدى قرون طويلة.
كذلك ستعمل النانو على تحسين أساليب الإنتاج الزراعي والصناعي وتخفض التكاليف على نحو غير مسبوق مما يعني مزيدا من الراحة ونهاية المتاعب لإنسان العصر.
هذا وتشهد المختبرات في الوقت الراهن سباقاً محموماً بين الباحثين يهدف لوضع مخطط تفصيلي عام يوضح وظائف (طرق عمل البروتينات في إطارها الكيميائي فيما يهتم الفيزيائيون بدراسة هياكل هذه المواد وخصائصها الوظيفية وذلك بهدف تركيب البروتينات بنسخ صناعة ذات خصائص جديدة وبجزيئات أكبر وأكثر تعقيداً ويحصر الباحثون مهامهم في الوقت الحالي في تصميم روبوت ضئيل الحجم قادر على تحريك الجزيئات وذلك حتى يكون ممكنا لها مضاعفة ذاتها بشكل آلي دون تدخل العوامل الخارجية. وفيما يتعلق بجسم الإنسان يتوقع أن تعمل تقنية النانو على مكافحة أمراض الجسم وإعادة إنتاج الخلايا الميتة ومضاعفتها والقيام بدور الشرطي في الجسم لحماية الأجهزة لتدعيم جهاز المناعة لدى الإنسان.
تكنولوجيا المنمنمات..ثورة صناعية ثانية
لقد كان هناك تساؤل يثار منذ فترة بعيدة عن التطورات التي يمكن أن تحدث في مجال التصنيع إذا ما تمكن الإنسان من السيطرة على الذرة بشكل جيد والاستفادة منها كما ينبغي عن طريق تحريكها؟ وكان أول من أثار هذا التساؤل عالم الفيزياء ريتشارد فينمان حيث تساءل عن (ماذا سيحدث إذا أصبح بمقدور العلماء ترتيب الذرات بالطريقة التي يريدونها؟).
جاء ذلك في إطار إعلانه عن ظهور تقنية حديثة في مهدها الأول في ذلك الوقت، سميت بالتقنية النانوية أو النانوتكنولوجيا (Nanotechnology) . ولقد مضى على إعلان (فينمان) ما يربو على أربعة عقود من الزمان حتى الآن، وبالرغم من أن التطور في هذه التقنية قد تأخر نسبياً بالمقارنة بالتقدم المطرد في علوم الكمبيوتر مثلا، لكن هذه التقنية عاودت الظهور بكثافة عالية مؤخراً، على هيئة مبتكرات وتقارير علمية في كثير من المطبوعات العلمية العالمية.
لكن هناك ثمة اتفاقا على أن عام 1990م هو البداية الحقيقية لعصر التقنية النانوية، ففي ذلك العام، تمكن الباحثون في مختبر فرعي لإحدى شركات الإلكترونات العالمية العملاقة من صنع أصغر إعلان في العالم، حيث استخدموا 35 ذرة من عنصر الزينون في كتابة اسم الشركة ذي الحروف الثلاثة على واجهة مقر فرعها بالعاصمة السويسرية! ويتنبأ العلماء بمستقبل واعد لهذه التقنية، التي باتت الدول الصناعية في أوروبا واليابان والولايات المتحدة تضخ إليها ملايين الدولارات من أجل تطويرها.
والولايات المتحدة وحدها التزمت هذا العام بتخصيص أكثر من 497 مليون دولار للتقنية النانوية واستخداماتها، كما أن شركات الكمبيوتر الكبرى المهتمة بالبحث العلمي، مثل (هيوليد باكارد) و(آي بي إم) و(ثري إم) تقوم بتخصيص ما يصل إلى ثلث المبالغ المخصصة للبحوث العلمية على التقنية النانوية.
وقد ظهرت عدة تقارير علمية دفعة واحدة، واحتلت أبحاث النانوتكنولوجي باباً كاملاً في مجلة العلم الأمريكية (ساينس) في تشرين الثاني نوفمبرِ (2000م)، ثم تلاها عدة تقارير في مطبوعات علمية أخرى كمجلة الطبيعة (نيتشر).
فيروسات في حجم الديناصورات
قام العلماء بتكبير صور الدقائق والجسيمات والكائنات المتناهية في الصغر كالبكتيريا والفيروسات إلى أحجام تصل لحجم ملعب كرة القدم.
وتمكنوا عن طريق تقنيات متقدمة؛ من رؤية المناظر بطريقة طبيعية ثلاثية الأبعاد والتفاعل معها، بل لقد قام أحدهم بوخز بعض البكتريا الموحلة في بعض الأوساط الغذائية ووخز أنابيب الكربون التي لا يتعدى حجمها النانومتر (النانو = جزء من البليون من المتر).
وأطلق على الآلة الجديدة ” نانومانيبيولاتور”nanoManipulator)) أو المعالج النانومتري، ومكنت هذه الآلة الحديثة العلماء من السباحة في عالم متناه في الصغر، عن طريق ارتداء منظار خاص. وتقبع النسخة الأكثر تقدّما من النانومانيبيولاتور في قسم الفيزياء بجامعة نورث كارولينا في “تشابل هل”.
ولقد تم استخدام أحدث التقنيات المتقدمة في العالم اليوم لابتكار هذا الجهاز(أحدث تقنيات الحقيقة الافتراضيّة وأحدث مسبر (مجس) حسيّ دّقيق، الذي سمح للعلماء أن يلمسوا ويشعروا بجزيئات متناهية الصغر).
يقول “إيرك هينديرسون” الأستاذ في جامعة ولاية إيوا بعد زيارته لحرم الجامعة لاختبار جهاز “النانومانيبيولاتور”: هذا الجهاز يشعرك بأنك تطير بين الجزيئات، ويجعل الكروموزومات تبدو هائلة مثل حجم سلسلة جبال. ويقول “ريتشارد سوبرفاين” أستاذ الفيزياء في جامعة نورث كارولينا، الذي أشرف على الفريق المطوّر لجهاز “النانومانيبيولاتور”: إنّ لديه غرضا عمليّا أهم للباحثين وهو يتمثل في توفير الوقت والجهد والمال؛ حيث يمكنهم هذا الجهاز من عمل تجربة ما؛ يلاحظون ويلمسون نتائجها فورًا ويشاهدون مفرداتها على الطبيعة في ثوان معدودة.
كيف تطوّر النانومانيبيولاتور
النانومانيبيولاتور” هو ثمرة تعاون بين باحثي العلوم الطّبيعيّة ومجموعة من خبراء علم الكمبيوتر. ولقد بدأ العمل الفعلي لإنتاجه في نهايات الثمانينيات، عندما بدأ العلماء العمل على تطوير نوع جديد لمجهر سُمي “بالمجهر المسبر الماسح”.
وبدلاً من استعمال أمواج الضوء أو الإلكترونات لفحص عيّنة ما وتكوين صورة محسوسة لها، يقوم هذا المجهر بتحسس العيّنة مباشرةً عن طريق مسبرّ متناه في الصغر؛ يتمثل في نقطة لا يتعدى حجمها حجم الجزيء. ويمسح هذا المجس سطح العيّنة برقّة؛ مثلما يقرأ العميان بأصابعهم على طريقة بريل. وتظهر النتيجة في الحال على هيئة صورة مجسمة ثلاثية الأبعاد يمكن تكبيرها إلى أحجام تزيد عن المليون ضعف؛ بالرغم من أنها لا يزيد حجمها الأصلي عن بضع من النانومترات.
بدأ “روبينيت وارين” باحث علم الكمبيوتر في جامعة نورث كارولينا العمل الفعلي في هذا المشروع في أوائل التسعينيات عندما كان يبحث عن طريقة لاستعمال تكنولوجيا الواقع الافتراضيVirtual Reality) )، وقد كلّف “روبينيت” طالبا للدّراسات العليا بالعمل على إيجاد وسيلة تطبيقية لهذا المجال. ثم تطور المشروع ليصبح مشروعا مشتركا بين عدة أقسام علمية في جامعة نورث كارولينا.
يتضمن النانومانيبيولاتور آلة مشيرة تبدو مثل عصا قيادة السيارات، وتتصل هذه الآلة بكمبيوتر شخصيّ مزود ببطاقة رسم بيانيّ متقدمة للغاية، تقوم بتحويل بيانات المجهر لتعرضها على هيئة صورة ثلاثية الأبعاد ذات ألوان متعدّدة، ويمكن هذا المجس الدقيق العلماء من أن يلمسوا ويشعروا بمعالم الأشياء الصغيرة التي يدرسونها، ولقد شعر العلماء بالحوافّ الصّغيرة والفجوات المتواجدة في جزيئات البروتين، وبلزوجة بعض أنواع البكتريا الممرضة.
كما استطاع الفيزيائيّون دراسة أنابيب الكربون الدقيقة أو النانوتيوب nanotubes) ) التي قد تشكّل أجزاء للآلات الإلكترونيّة الصغيرة والماكينات يومًا ما. ولقد شاهد الكيمائيون شجار الذّرّات داخل أنابيب الكربون الدقيقة، مما حدا بهم بالتفكير في عمل محركات صغيرة عن طريق حث هذه الأنابيب لتتحرك مثل أسنان التّرس.
ويقول “سين واشبرن” أستاذ فيزياء وعلوم الموادّ في جامعة نورث كارولينا: إنّ فريق النانومانيبيولاتور قد تعلّم كثيرا من القواعد الفيزيائية التي تحكم حركة الجسيمات الدقيقة، على سبيل المثال الجزيئات الصغيرة لا تتأثر بالجاذبيّة، ولكنهاّ تتأثر بشدة بالقوانين الفيزيائية الأخرى مثل اللّزوجة.
تكنولوجية النانو وعلاج السرطان
يمكن للأجهزة الدقيقة أن تعمل بشكل جذري على تغيير علاج السرطان إلى الأفضل وان تزيد بشكل كبير من عدد العناصر العلاجية، وذلك لأن الوسائل الدقيقة، على سبيل المثال يمكن أن تعمل كأدوات مصممة حسب الطلب تهدف لتوصيل الدواء وقادرة على وضع كميات كبيرة من العناصر الكيميائية العلاجية أو الجينات العلاجية داخل الخلايا السرطانية مع تجنب الخلايا السليمة وسوف يعمل ذلك بشكل كبير من تخفيض أو التخلص من المضاعفات الجانبية السلبية التي تصاحب معظم طرق العلاج الحالية للسرطان.
وهناك مثال جيد من العالم البيولوجي وهي كبسولة الفيروس، المصنعة من عدد محدد من البروتينات، كل منها له خصائص كيميائية محددة تعمل معا على إنشاء وسيلة متعددة الوظائف دقيقة لتوصيل المواد الجينية. سوف تعمل تكنولوجية التصغير على تغيير أساس تشخيص وعلاج والوقاية من السرطان، ومن خلال الوسائل الدقيقة المبتكرة القادرة على القيام بوظائف طبية بما في ذلك الكشف عن السرطان في مراحله المبكرة وتحديد موقعه في الجسم وتوصيل الأدوية المضادة للسرطان إلى الخلايا السرطانية وتحديد إذا كانت هذه الأدوية تقتل الخلايا السرطانية أم لا.
تطوير خطة تكنولوجية التصغير لمعالجة السرطان
تقوم خطة تكنولوجية التصغير لمعالجة السرطان على تزويد دعم مهم في هذا المجال من خلال مشاريع داخلية وخارجية ومعمل لتوحيد مقاييس التكنولوجية الدقيقة الذي سوف يعمل على تطوير معايير هامة لأجهزة ووسائل التكنولوجية الدقيقة التي سوف تمكن الباحثين من تطوير واجهات عمل متعددة الوظائف وتقوم بمهام متعددة.
قنابل نانوية لتفجير الخلايا السرطانية
طور علماء من مركز السرطان (ميموريان كيتيرنج) الأمريكي قنابل مجهرية ذكية تخترق الخلايا السرطانية، وتفجرها من الداخل. استخدم العلماء بقيادة (ديفيد شينبيرج) التقنية النانوية في إنتاج القنابل المنمنمة، ومن ثَم استخدامها في قتل الخلايا السرطانية في فئران المختبر. وعمل العلماء على تحرير ذرات مشعة من مادة (أكتينيوم 225) ترتبط بنوع من الأجسام المضادة من (قفص جزيئي)، ونجحت هذه الذرات في اختراق الخلايا السرطانية ومن ثم في قتلها.
وأكد (شينبيرج) أن فريق العلماء توصل إلى طريقة فعالة لربط الذرات بالأجسام المضادة ومن ثَم إطلاقها ضد الخلايا السرطانية. واستطاعت الفئران المصابة بالسرطان أن تعيش 300 يوم بعد هذا العلاج، في حين لم تعِش الفئران التي لم تتلقَّ العلاج أكثر من 43 يوماً.
وتوجد في كل (قنبلة) خلية ذات عناصر إشعاعية قادرة على إطلاق ثلاث جزيئات عند اضمحلالها. وكل جزيئة من هذه الجزيئات تطلق ذرة (ألفا) ذات الطاقة العالية، لذلك فإن وجودها داخل الخلية السرطانية يقلص من احتمال قيام ذرات ألفا بقتل الخلايا السليمة.
وتم تجريب الطريقة على خلايا مستنبَتة مختبرياً من مختلف الأنواع السرطانية التي تصيب الإنسان، مثل الأورام السرطانية في الثدي والبروستاتة وسرطان الدم. وستجرَّب الطريقة أولا في مكافحة سرطان الدم بعد أن تأكد العلماء أن التجارب على الفئران سارت دون ظهور أعراض جانبية.
(النانوبيوتيك).. أحدث بديل للمضاد الحيوي
توصل العلماء الأمريكيون إلى طريقة علمية جديدة لمكافحة البكتيريا القاتلة التي طورت مقاومة ضد المضادات الحيوية، وللبكتريا القاتلة الفتاكة التي طورت مناعة ذاتية للمضادات الحيوية، والبكتريا المحورة وراثيا المستخدمة عادة في الحرب البيولوجية. ويعتبر هذا النوع الجديد من الأدوية الذكية بديلا غير مسبوق للمضادات الحيوية، ويساعد على حل مشكلة مقاومة هذه الأنواع البكتيرية للأدوية.
ومن المعروف أن الجراثيم نشطت المقاومة للأدوية؛ بسبب إفراط المرضى في استخدام المضادات الحيوية، وعدم إدراك الأطباء لقدرة البكتيريا الكبيرة على تطوير نفسها لمقاومة المضادات الحيوية، كما تدخلت علوم الهندسة الوراثية والمناعة والكيمياء الحيوية في هندسة بعض الكائنات وراثياً بحيث لا تؤثر فيها المضادات الحيوية، كما لا تؤثر فيها الطعوم أو اللقاحات التي تم تحضيرها بناء علي التركيب الجيني للكائنات الطفيلية المُمرِضة العادية . وكانت منظمة الصحة العالمية قد أصدرت مؤخراً تحذيراً من أن جميع الأمراض المُعدية تطور مناعة ضد المضادات الحيوية بصورة منتظمة.
مخاوف حول التأثيرات الممكنة على الصحة الإنسانية والبيئة:
إيريك دريكسلر Eric Drexler العالم الذي وضع أسس النانو تكنولوجي حذر من التطوير القوي جداَ والتقنيات الخطيرة،في كتابه Engines of Creation ،تصور دريكسلر بأن الجزيئات الذاتية الإستنساخ التي عمل بها الناس قد تتجنب سيطرتنا. ولو أن هذه النظرية أساءت إلى سمعة الباحثين في هذا الحقل على نحو واسع،والعديد من المخاوف تبقى بخصوص تأثير النانو تكنولوجي على الصحة الإنسانية والبيئية بالإضافة إلى تأثير الصناعة الجديدة. يقلق النشطاء بإن العلم وتطوير النانو تكنولوجي سيتقدمان سريعاَ ويستطيعان إبتكار الإجراءات التنظيمية المناسبة.
السيطرة على العقل البشري بواسطة الأقمار الصناعية !!!
[ في عصر التعتيم الإعلامي المنهجي: السيطرة على العقول بواسطة الأقمار الصناعية أكبر خطر يهدد البشرية ]
المقال الأصلي كاملاً على الرابط التالي:
هناك قدرات متنوعة للأقمار الصناعية مثل التلاعب بالأدوات والأجهزة الإلكترونية كأجهزة الإنذار، وساعات اليد وساعات الحائط الإلكترونية، وأجهزة التلفاز والراديو، وأجهزة كشف الدخان، وكذلك الأنظمة الكهربائية للسيارات. على سبيل المثال، يمكن إطلاق صوت منبه ساعة اليد بالرغم من صغرها بواسطة قمر صناعي يحلق على ارتفاع مئات الأميال في الفضاء. كما يمكن إتلاف مصباح كهربائي بواسطة شعاع ليزر من قمر صناعي. علاوة على ذلك، يمكن إطفاء وتشغيل إنارات الشوارع بسهولة من قبل شخص يتحكم بقمر صناعي ويحدث هذا بواسطة شعاع كهرومغناطيسي يتم بواسطته عكس قطبية الضوء. كما يمكن جعل المصباح الكهربائي يحترق مع وميض من الضوء الأزرق عند الضغط على زر الإضاءة. وكما هو الحال مع القدرات الأخرى للقمر الصناعي، لا يهم ما إذا كان المصباح أو مصدر الإنارة تحت سقف واحد أو تحت طن من الخرسانة. تظل هناك إمكانية للتلاعب به بواسطة شعاع ليزر من قمر صناعي. تطلق الأقمار الصناعية التجسسية أنواعاً مختلفة من أشعة الليزر منها ما يلي: ليزر الإلكترون الحر(Free-Electron Laser) ، ليزر أشعة إكس(X-Ray Laser)، ليزر شعاع الجزيء المحايد (Neutral-Particle-Beam Laser)،ليزر الأكسجين واليود الكيميائي (Chemical-Oxygen-Iodine Laser)، وليزر الأشعة الحمراء المتوسطة الكيميائي المتقدم(Mid-Infra-Red Advanced Chemical Laser).
أحد الإستخدامات الأكثر غرابة للأقمار الصناعية إلى جانب القدرة على قراءة الأفكار هو الإعتداء الجسدي على الشخص المستهدف. يستطيع شعاع إلكتروني من قمر صناعي – مستهلكاً طاقة أقل بكثير من تلك المطلوبة لإسقاط صاروخ نووي أثناء طيرانه حسب ما اقترحت مبادرة الدفاع الإستراتيجي – "صفع" شخص أو ضرب شخص على سطح الأرض. يمكن لشعاع من قمر صناعي ملاحقة الهدف البشري بدقة بحيث لا يمكن للضحية الإفلات منه أو تجنبه بأي وسيلة حتى بالهرب على قدميه أو بالسيارة، ويمكن للشعاع إيذاء الشخص بالضغط على رأسه مثلاً. لا يمكن الجزم بدقة حول شدة الأذى الذي يمكن إنزاله من الفضاء ولكن إن لم يكن قد تم تجريب قتل شخص ما بهذه الطريقة، فبلا شك أنها ستصبح أمراً واقعاً في القريب العاجل. لا تـذكـُر أبحاث الأقمار الصناعية حالة قتل مؤكدة تم اقترافها بواسطة الأقمار الصناعية، ولكن مجرد إمكانية فعل ذلك يجب أن تلفت انتباه جميع سكان العالم!
هناك قدرة مرعبة أخرى للأقمار الصناعية وهي التلاعب بعقل الشخص بواسطة "رسالة" صوتية خفية (Audio Subliminal Message) وهو صوت ضعيف جداً لا يمكن أن تسمعه الأذن بشكل واعي ولكن يستقبله العقل اللاواعي. لجعل الشخص يقوم بعمل ما تريد منه فعله، لا يهم أن يكون نائماً أو مستيقظاً. يمكن لرسالة من هذه الرسائل إجبار الشخص على قول شيء تريده أن يقوله وبطريقة عفوية جداً بحيث لا يمكن لأحد إدراك أن تلك الكلمات تم صياغتها من قبل شخص آخر. لا يوجد حد لمدى الأفكار التي يمكن أن تـُلقن لشخص لا يدري بما يحدث كي يقولها. يمكن التلاعب بالشخص المستهدف بحيث يقوم بفعل شائن، وقد يحمل الأشخاص المحيطين بالشخص المستهدف على قول أشياء تجرح الشخص المستهدف. من ناحية أخرى، الشخص النائم أكثر عرضة لهذه التكنولوجيا، ويمكن التلاعب بعقله كي يقوم بعمل شيء وليس مجرد قول شيء ما. من الأمثلة على الأفعال التي قد يتم تحفيزها بواسطة الرسائل الصوتية الخفية التدحرج من السرير والسقوط على الأرض، أو الإستيقاظ والمشي في حالة غيبوبة. ولكن يبدو أنه لا يمكن جعل الشخص النائم يقوم بذلك إلا لدقيقة أو نحو ذلك، حيث عادة ما يستيقظ بعد ذلك ويزول أثر "التعويذة." ينبغي الإشارة إلى أنه بالرغم من الشك الذي يحوم حول "التنويم المغناطيسي" الذي يجريه المحللين النفسيين، إلا أن التلاعب الواعي والباطن للسلوك حقيقة واقعية ومؤكدة. يمكن التغلب على قـُصر مدة "التعويذة" الخفية التي يسببها القمر الصناعي بإجراء المزيد من الأبحاث. ذكرت مجلة نيوزويك (Newsweek) في عام 1994م بأن "المعالجين النفسيين يتفقون بشكل عام على وجود الإدراك الخفي، وتعتقد جماعة صغيرة منهم بأنه يمكن استخدامه لتغيير النفس البشرية." الدكتور الروسي إيغور سميرنوف والذي سمته المجلة "الدكتور سترينج لوف الخفي" هو أحد العلماء الذين يدرسون تلك الإمكانيات: "باستخدام التخطيط الكهربائي للدماغ، يقوم بقياس الموجات الدماغية ثم باستخدام الكمبيوترات يرسم خرائط للعقل الباطن والعديد من الإنفعالات البشرية مثل الغضب والدافع الجنسي. بعد ذلك، من خلال الرسائل الخفية المسجلة، يدعي بأنه استطاع مادياً تغيير ذلك المشهد الذهني بواسطة قوة الإيحاء." بدمج هذا البحث مع تكنولوجيا الأقمار الصناعية – وهو ما تم إنجازه جزئياً – يمكن أن تتوفر للقائمين على التكنولوجيا إمكانية القيام بـ "الجريمة الكاملة"، فالأقمار الصناعية لديها القدرة على العمل خفية وبسرية تامة. يمكن إساءة استخدام قدرات الأقمار الصناعية المذكورة دون خوف من العقاب. يمثل القمر الصناعي "بوابة نظيفة" كما هو معروف، وحتى وإن عرف الضحية كيفية اقتراف الجريمة إلا أنه لن يصدقه أحد وسيكون عاجزاً عن الدفاع عن نفسه.
وهذا هو الخطر الأكبر الذي تمثله تكنولوجيا الأقمار الصناعية. المشكلة ليست في كون هذه التكنولوجيا غير مراقبة من قبل مؤسسات عامة، وليس في كونها غير ديمقراطية بالمرة. بل يتمثل خطر الأقمار الصناعية في حقيقة أنه لا يمكن مقاومتها. إنها تقهر ضحاياها العاجزين! وكما تنبأت الكاتبة ساندرا هوتشمان في مطلع عصر الأقمار الصناعية تقريباً – على الرغم من أنها لم تتنبأ بشكل صحيح بالتطور المذهل للتكنولوجيا ذات العلاقة – حيث قالت: "تحدق بنا الأقمار الصناعية المطلعة والخفية من مداراتها الشاهقة وتراقب كل لحظة في حياتنا. يمكن لقمر صناعي على ارتفاع أكثر من خمسمائة ميل من سطح الأرض أن يلتقط منظر كرة تنس وتصويرها، ثم إرسال صورة إلى الأرض بوضوح الصورة الملتقطة من ملعب التنس. تقوم الأقمار الصناعية بتصوير وتسجيل الكثير من الأشياء وتقوم بإرسال هذه المعلومات والبيانات إلى أماكن هادئة حيث يتم استخدامها لأغراض لا نعلمها. لقد ماتت الخصوصية." إن هذا الرعب موجود في المكان والزمان الراهنين. هذا الخطر ليس من وحي عقل عالـِم غريب الأطوار أو ممن يتبنؤون بالتطورات المستقبلية. يتم في الوقت الحاضر إساءة استخدام الأقمار الصناعية التجسسية. يخضع آلاف الأمريكيين للمراقبة ويتم تجريدهم من خصوصيتهم. ليس لديهم الآن أي طريقة للنضال ضد هذا الإضطهاد لأن التكنولوجيا تتطور بوتيرة أسرع بكثير من تطور المؤسسات الإجتماعية.
إن قدرات الأقمار الصناعية، كما وصفت في هذا المقال، يمكن استخدامها بسهولة في مضايقة شخص ما. قد يكون الضحية منافساً تجارياً، أو خصماً سياسياً، أو شريك حياة سابق، أو معارضاً سياسياً، أو منافساً غير مرغوب فيه، أو أي شخص يثير الكراهية أو الإزدراء لسبب أو لآخر. بمجرد أن يصبح الهدف "توقيعاً"، لا يمكنه تفادي العيون الفاحصة للقمر الصناعي. (ذكر أحد المقالات في مجلة العلوم (Science) بأن "كمبيوترات صغيرة تقوم ... بتفحص الإشارات القادمة ومقارنتها مع صور أو "تواقيع" محوسبة.) وسيخضع الضحية للمراقبة المستمرة طالما هناك رغبة في ذلك لدى جلاده أو جلاديه الذين لهم القدرة على استئجار قمر صناعي. ستكون تحركاته معروفة، ومحادثاته مسموعة، و أفكاره مقروءة، وستخضع جميع مواقفه الحياتية للنصح الزائف في حال استخدم معذبوه تلك المعلومات بطريقة شيطانية.
يمكن لشخص سادي أن يضايق الشخص الذي يستهدفه بلسعات صوتية، أو رسائل صوتية يتم بثها مباشرة في غرفته، أو مهاجمة جسده بشعاع ليزر، أو رسائل صوتية خفية لإزعاجه أثناء نومه، أو التحكم بالأشخاص المحيطين به بحيث يقولون أشياء تؤذي مشاعره، أو بأشعة ليزر تقوم بإطفاء إنارة الشوارع عندما يقترب منها، أو التلاعب بالمصابيح والإنارات بحيث تحترق عندما يقوم بالضغط على زر الإضاءة، وبشكل عام مضايقته وتعذيبه بالمعلومات التي تجمعها عيون الأقمار الصناعية وآذانها الخارقة. باختصار، يمكن للشخص الذي لديه القدرة على الحصول على قدرات تكنولوجيا الأقمار الصناعية تحويل حياة ضحيته إلى كابوس حقيقي، أو إلى جحيم!
إن الطريقة التي يتم بها الترتيب لإخضاع شخص ما لمراقبة الأقمار الصناعية ما زالت سرية وربما تكون مؤامرة بين أكثر من طرف. إلا أنه يبدو بأن هناك احتمالين رئيسيين هما: المراقبة بواسطة قمر صناعي حكومي، أو المراقبة بواسطة قمر صناعي تجاري. طبقاً لمقال تم نشره في مجلة "تايم" (Time) عام 1997م، "بدأ نشر أقمار صناعية تجارية ذات بصر حاد يمكنها رؤيتك حتى وأنت في حوض سباحة صغير." ذكرت مجلة الدفاع والديبلوماسية عام 1985م بأن "تكلفة المستشعرات في متناول (أي دولة) لها الرغبة في ذلك، والمستشعرات عالية الأداء عن بعد (أو منتـَجات الإستشعار عن بعد) متوفرة بسهولة. إن التقدم الذي تحقق في الجيل الرابع (وقريباً الجيل الخامس) من قدرات الكمبيوترات خاصة في مجال الدوائر المتكاملة ذات السرعة العالية جداً (VHSIC) والمعالجة المتوازية هو سر الإستغلال السريع للبيانات الملتقطة من الفضاء. تقوم أقمار الترحيل الصناعية ذات الحزمة الواسعة والطاقة المنخفضة في نفس الوقت بتوفير الدعم لاحتياجات الإتصالات وترحيل بيانات الإستشعار عن بعد وبالتالي تقوم بتغطية إستشعارية عن بعد للعالم أجمع." بالإضافة إلى ذلك، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) في عام 1997م بأن "الأقمار الصناعية التجسسية التجارية على وشك أن تسمح لأي شخص لديه بطاقة ائتمانية من الحصول على رؤية فوقية لمقرات الطغاة أو الفناء الخلفي لجيرانهم ذوي الأسوار العالية." وأضافت الصحيفة قائلة "حتى يومنا هذا، أصدرت وزارة التجارة تراخيص لتسع شركات أمريكية – البعض منها لديها شركاء أجانب – لإحدى عشر فئة من الأقمار الصناعية تتمتع بمدى معين من القدرات الإستطلاعية." لكن هذا المقال الأخير تناول الإستطلاع والمراقبة الفوتوغرافية، والتي تقوم فيها الأقمار الصناعية بالتقاط صور لمواقع مختلفة على الأرض ثم تقذف كبسولة تحتوي على فيلم يتم إستعادته ومعالجته (وهي طريقة تعتبر بدائية)، بينما الجيل الحديث من الأقمار الصناعية يستطيع تصوير وتعقب الأهداف على الأرض مباشرة. يبذل القطاع الصناعي في الوقت الحالي قصارى جهده لتصغير الأقمار الصناعية التجسسية بغرض توفير المال ولكي يتمكنوا من ملئ السماء بالأقمار الصناعية.
مع ذلك، لا يوجد مصدر معلومات حول الأقمار الصناعية يوضح ما إذا كان إساءة إستخدام الأقمار الصناعية هو بسبب الحكومات أو المؤسسات التجارية أو كلاهما. الملفت للنظر أكثر هو ما ذكره مؤلف كتاب "الرقابة بالأقمار الصناعية (Satellite Surveillance) الذي نشر عام 1991م حيث قال: "إذا ما تم نشر المعلومات حول الأقمار الصناعية التجسسية فسيتضح أنه تم استخدامها ضد مواطنين امريكيين. في الوقت الذي يدعم الجمهور استخدامها ضد أعداء الولايات المتحدة، إلا أن غالبية المصوتين قد يغيرون وجهة نظرهم حول الأقمار الصناعية الإستطلاعية (التجسسية) لو أنهم علموا بالمدى الكبير الذي وصل إليه تجسسها. من الأفضل ... أن تظل هذه القضية الحساسة جداً طي الكتمان." القليل من الناس يعرفون أنه تم إنتهاك حقوق بعض الأمريكيين بشكل صارخ، وعدد أقل منهم ما زال لديهم رغبة في مقاومة ذلك، ولكن ما لم نقاوم ذلك، فإن مجتمع الرقابة الذي تنبأ به جورج أورويل في روايته بعنوان "1984م" يقترب منا أكثر فأكثر. "بعد تطوير التلفزيون والجهاز التقني المستخدم للإستقبال والإرسال في نفس الوقت، فإن الحياة الخاصة وصلت إلى نهايتها."
التحكم بالعقل وغسل المخ من الالف الى الياء http://www.zulfi-city.com/vb/printthread.php?t=17479
التحكم بالعقل وغسل المخ من الالف الى الياء
غسيل المخ أو السيطرة على العقل
تعتبر السيطرة على العقل هي التحكم الناجح في أفكار وأفعال شخص آخر دون موافقته/موافقتها. وبشكل عام ، فإن المصطلح يعني أن الضحية تتنازل عن بعض المعتقدات والمواقف السياسية أو الاجتماعية أو الدينية الأساسية وتقبل الأفكار المناقضة. وكثيراً ما يستخدم مصطلح (غسيل المخ) بشكل واسع للإشارة إلى الاقتناع عن طريق الدعاية.
المفاهيم والأفكار للسيطرة على العقل
هناك الكثير من المفاهيم حول السيطرة على العقل. ويعتقد بعض الناس أن السيطرة على العقل تشمل جهود الآباء في تربية أبنائهم وفقاً للمعايير الاجتماعية والثقافية والأخلاقية والشخصية. كما يعتقد البعض أنها سيطرة على العقل لاستخدام تقنيات تعديل السلوك لتغيير سلوك المرء سواء عن طريق الانضباط الذاتي أو الإيحاء الذاتي أو من خلال ورش العمل والعيادات. ويرى الآخرون أن الإعلانات والإغواء الجنسي هي أمثلة من السيطرة على العقل. يعتبرها الآخرون بمثابة تحكم في العقل لتخدير امرأة ما من أجل استغلالها أثناء وقوعها تحت تأثير التخدير. ويرى البعض أنها تحكم في العقل يظهر عندما يستخدم الضباط العسكريين أو ضباط السجن التقنيات التي تقلل من محاولات المجندين أو السجناء لخرق القواعد وجعلهم أكثر توافقاً معها. وقد يعتبرها البعض بمثابة تحكم في العقل للمدربين أو مشرفي الخفر للتهديد والتقليل من العقاب البدني أو الإجهاد الجسدي من فرط التمارين الرياضية للمتدربين من أجل كسر غرورهم وغرس مبدأ روح الفريق أو تحديد المجموعة.
- وتسمى بعض التكتيكات لبعض مجموعات الإمكانيات البشرية والروحية والدينية من المجندين أو الفئات العمرية الجديدة بتكتيكات السيطرة على العقل. ويعتقد الكثيرون بأن ضحايا الخطف الإرهابي الذين يعتنقون أو يتعاطفون مع أيديولوجية الخاطف هم ضحايا للسيطرة على العقل (والتي تسمى متلازمة ستوكهولم ). وبالمثل ، فإن المرأة التي تبقى مع رجل معتدي أو مسيء ، كثيراً ما ينظر إليها باعتبارها ضحية للسيطرة على العقل. ويرى الكثيرون أن الرسائل اللاشعورية في (موسيقى موزاك) أو في الإعلانات أو على أشرطة المساعدة الذاتية هي بمثابة شكل من أشكال السيطرة على العقل. ويعتقد الكثيرون أيضاً بأنها بمثابة تحكم في العقل باستخدام أسلحة الليزر أو العناصر المشعة أو المولدات الصوتية أو مولدات النبض الكهرومغناطيسي الغير نووية أو بواعث الموجات الدقيقة ذات الطاقة العالية لإرباك أو إضعاف الناس. ويعتبر الكثيرون أن تكتيكات "غسيل المخ" (مثل التعذيب ، والحرمان الحسي ، وما إلى ذلك) التي استخدمها الصينيون خلال الحرب الكورية ، وكذلك الزومبيين المزعومين في "الفودو" هي محاولات للسيطرة على العقل.
وأخيراً ، لا يمكن لأحد أن يشك بأنها حالة واضحة من السيطرة على العقل للقدرة على التنويم المغناطيسي أو البرمجة الإلكترونية لشخص ما بحيث يقوم بتنفيذ الأوامر الموجهة إليه/إليها دون أن يدرك بأنه تحت تأثير التحكم في سلوكه.
السيطرة على العقلبعض أكثر المفاهيم حول السيطرة على العقل نشأت في أعمال الخيال مثل فيلم"مرشح منشوريا" Manchuria Candidate حيث تم في ذلك الفيلم برمجة قاتل حتى يستجيب لإرادة منوم مغناطيسي ومن ثم يرتكب جريمة قتل ولا يتذكر عنها شيئاً فيما بعد. وهناك كتب وأفلام أخرى تصور التنويم المغناطيسي كأداة قوية تمكن المنوم المغناطيسي من الممارسة الجنسية مع امرأة جميلة أو برمجتها لتصبح إنسان آلي يعمل كساعي أو قاتل ، الخ . وهناك أحد الكتب "يستند إلى قصة حقيقية " وهو كتاب : السيطرة على كاندي جونز (الصادر عن دار نشر بلاي بوي في عام 1976) لمؤلفه "دونالد بين". ولتكون قادراً على استخدام التنويم المغناطيسي على هذا النحو القوي ، لا تحتاج سوى لقليل من التمني.
- والأعمال الأخرى التي تستخدم العقاقير أو الأجهزة الإلكترونية ، بما في ذلك عملية زرع المخ ، تم استخدامها للسيطرة على سلوك الناس. وهي بطبيعة الحال تثبت أن حدوث تلف في المخ أو التنويم المغناطيسي أو المخدرات أو التحفيز الكهربائي للمخ أو الشبكة العصبية يمكن أن يكون له تأثير سببي على الأفكار والحركة الجسدية والسلوك.
الحكومة والسيطرة على العقل
هناك اعتقاد متزايد بأن حكومة الولايات المتحدة ، من خلال فروعها العسكرية أو وكالاتها مثل وكالة الاستخبارات المركزية ، تستخدم عدداً من الأجهزة الرهيبة بهدف تعطيل المخ. وهناك أمثلة تم ذكرها مثل أسلحة الليزر أو العناصر المشعة أو المولدات الصوتية أو مولدات النبض الكهرومغناطيسي الغير نووية أو بواعث الموجات الدقيقة ذات الطاقة العالية. ومن المعروف أن الوكالات الحكومية قامت بتجارب على البشر للسيطرة على العقل بعلم وبدون علم الأشخاص مواضيع الدراسة (شيفلين 1978). ولا ينبغي وصف إدعاء هؤلاء الذين يعتقدون بأنهم وقعوا كضحايا لتجارب السيطرة على العقل بدون رغبتهم بأنها مستحيلة أو غير واردة. وبالنظر إلى الممارسة السابقة ذات الطبيعة الغير أخلاقية بواسطة الوكالات العسكرية والاستخباراتية ، فإن مثل تلك التجارب ليست غير قابلة للتصديق.
لايهمونك 01-10-2013 06:05 PM
التحكم بالعقل .. أكثر مشاريع المخابرات الأمريكية سرية
العقل هو اخطر جزء في جسم الإنسان فهو مركز الفكر و مركز التحكم بالجسد و ما حركتنا و أقوالنا إلا ترجمة لأوامره , لذلك إذا أردت التحكم في شخص فعليك أولا الت
حكم بعقله , و طبعا هذه العملية ليست بسيطة فليس من السهل تحويل شخص ما إلى جاسوس أو مخرب أو انتحاري , إنها عملية طويلة و علم كامل له وسائله و أساليبه و عقاقيره و قد اهتمت الدول الكبرى بهذا المجال منذ عقود طويلة و أقامت لأجله مشاريع غاية في السرية تم خلالها أحيانا انتهاك حقوق الإنسان و تحويله إلى فأر تجارب , و رغم التكتم الشديد على هذه المشاريع إلا أن بعض التحقيقات نجحت في إماطة اللثام عن بعض تفاصيلها و تسببت بفضائح كبيرة و مدوية خاصة و أن قسم منها جرى على أراض دول طالما تشدقت باحترام الإنسان و حقوقه.
مئات الاشخاص تم استخدامهم في برنامج سري امريكي بدون علمهم
التحكم و السيطرة على عقل الانسان هي رحلة طويلة و غامضة
في حقبة الثلاثينات من القرن المنصرم شيد النازيون العديد من معسكرات الاعتقال في ألمانيا و أرسلوا إليها جميع من تم تصنيفهم كخطر على نظامهم القمعي أو على نظرية نقاء العرق الآري الألماني لذلك سرعان ما اكتظت هذه المعتقلات بأعداد كبيرة من المعارضين السياسيين و اليهود و الغجر و العاهرات و مثليي الجنس ثم أضيف إليهم لاحقا الملايين من أسرى جنود الحلفاء خاصة في بداية الحرب العالمية الثانية حين حققت الجيوش الألمانية النازية انتصارات كبيرة على جميع الجبهات. و بعد انتهاء الحرب بهزيمة النازية عام 1945 , كشف الحلفاء المنتصرين عن الكثير من الجرائم البشعة التي اقترفت داخل السجون و المعتقلات الألمانية و منها إعدام الملايين من البشر في عنابر الغاز سيئة الصيت إضافة إلى ملايين أخرى فارقت الحياة نتيجة سوء التغذية و تفشي الأمراض. و من الجرائم التي ركز الحلفاء عليها و طبلوا لها باعتبارها دليلا قاطعا على وحشية النظام النازي هي التجارب و الاختبارات التي أجراها العلماء و الأطباء الألمان على السجناء داخل المعتقلات و التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء (راجع قصة ملاك الموت .. جوزيف مينغلي) , و قد شملت هذه التجارب النازية مختلف المجالات العلمية و الطبية مثل دراسة آثار الأسلحة الكيميائية و البيولوجية على البشر و تجربة عقاقير مختلفة الأغراض على السجناء لاختبار مفعولها و كذلك دراسات حول الوراثة دارت بشكل محوري حول تنقية العرق الآري الألماني مما اعتبره النازيين شوائب عرقية و كانت هناك أيضا تجارب انصبت على دراسة سلوك الإنسان و محاولة تطوير طرق و أساليب تساهم في السيطرة عليه و تحويله إلى أداة مطيعة يمكن الاستفادة منها في عمليات تخدم النظام النازي. و عبر عرض هذه الجرائم بالتفصيل حاول الحلفاء إظهار أنفسهم على أنهم الطرف المدافع عن حقوق الإنسان و كرامته متناسين في نفس الوقت العديد من الجرائم التي اقترفتها جيوشهم خلال الحرب أو في مستعمراتهم حول العالم , و قد تجلى نفاق الحلفاء بصورة واضحة في الطريقة التي تعاملوا بها مع العلماء الألمان , فمع أن العديد من هؤلاء العلماء خدموا النظام النازي بإخلاص و امنوا بمبادئه و اقترفوا بأسمه العديد من الجرائم البشعة ضد الإنسانية إلا انه جرى التفاوض معهم سرا و خيروا بين أمرين احدهما هو تقديمهم للمحاكمة كمجرمي حرب مع احتمال كبير بأن تصل عقوبتهم إلى الإعدام و الخيار الثاني هو إسقاط جميع التهم الموجهة إليهم و التوقف عن ملاحقتهم مقابل الاستفادة من خبراتهم في خدمة الدول التي تحتجزهم و سيتم توفير حياة مرفهة لهم و لعوائلهم , و بالطبع فقد فضل اغلب هؤلاء العلماء الخيار الثاني , و هكذا تم تقاسم العلماء الألمان سرا بين دول الحلفاء فنقلوا إلى مختبرات و معامل أبحاث جديدة في الولايات المتحدة و الاتحاد السوفيتي السابق و بريطانيا و فرنسا و تم الاستفادة من خبراتهم في مختلف المجالات العلمية و على الخصوص في مجال الفيزياء و الذرة حيث ساهم هؤلاء بشكل خاص في دفع برامج الدول الكبرى للتسلح النووي بخطوات كبيرة إلى الإمام.
مجموعة من العلماء الألمان الذين نقلوا سرا للولايات المتحدة كان لهم باع طويل في مجال البحث عن أنجع السبل لحمل جواسيس و أسرى العدو على الاعتراف بمعلومات مهمة و حيوية و ذلك عن طريق ممارسة أساليب التعذيب الجسدية و النفسية المختلفة عليهم و كانت لهم أبحاث و دراسات حول قياس مدى تحمل البشر للتعذيب و طرق غسل الدماغ و السيطرة على عقول الأشخاص بهدف تجنيدهم و الاستفادة منهم , و بما أن هذه الدراسات و الأبحاث تدخل مباشرة ضمن نطاق عمل الأجهزة الأمنية المكلفة بجمع المعلومات عن العدو لذلك قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA ) باحتضان هؤلاء العلماء للاستفادة من خبراتهم و أصبحوا فيما بعد اللبنة الأولى لمشروع سري ضخم تم تأسيسه خلال عقد الأربعينات من القرن المنصرم تحت اسم ام كي ألترا (MK-ULTRA ) كان الهدف الرئيسي منه هو دراسة العقل البشري و البحث عن أفضل الأساليب لتطويعه و السيطرة عليه , مثلا اختراع مادة أو عقار يعزز التفكير غير المنطقي لدى المتلقي إلى درجة انه يصبح أضحوكة و محل للسخرية و التندر من قبل الآخرين و كان الهدف من هذا العقار هو استخدامه ضد شخصيات سياسية و دولية معادية للولايات المتحدة مثل فيدل كاسترو في كوبا , و من الأهداف الأخرى للمشروع :
- اختراع عقاقير تجعل عملية التنويم المغناطيسي أسهل و تعزز من فعاليتها.
- اختراع عقاقير تعزز القدرة على تحمل التعذيب و الاحتجاز و الضغط النفسي.
- اختراع عقاقير تسبب فقدان الذاكرة بعد القيام بمهمات معينة.
- إيجاد طرق و أساليب بدنية تولد الشعور بالصدمة و الاختلال الذهني لفترة معينة من الزمن.
- اختراع عقاقير تغيير تركيبة الشخصية (العواطف و الأحاسيس و الشعور) بشكل كلي.
- اختراع عقاقير تسبب تشوش ذهني للمتلقي فيعجز عن الاستمرار في التصنع و الخداع أثناء التحقيق معه.
- اختراع عقاقير تعزز من الشعور بالتعب و الهلوسة البصرية و السمعية لدى المتلقي.
- كبسولة يمكن أن يتناولها المتلقي عن طريق الماء أو الطعام أو السيجار و تؤدي إلى فقدان مؤقت للذاكرة.
- اختراع عقاقير يؤدي تناول كمية صغيرة منها إلى عدم قدرة المتلقي على القيام بأي مجهود بدني.
- اختراع عقاقير تستطيع أن تبطل أو توقف التأثير المسكر الناتج عن تناول الكحول.
- اختراع عقاقير تعزز و تقوي التأثير المسكر الناتج عن تناول الكحول.
- اختراع عقاقير يمكن أن تولد أعراض كاذبة مشابهة لأعراض بعض الأمراض المعروفة.
و تم تسخير مختلف الإمكانات الكيميائية و البيولوجية و الإشعاعية لغرض تحقيق الأهداف أنفة الذكر و خصصت ملايين الدولارات من اجل الأبحاث المتعلقة بها , و خلال عقدين من الزمن تم إخضاع المئات من المواطنين الأمريكان لهذه التجارب بدون علمهم و تم حقنهم بمختلف أنواع العقاقير الطبية لدراسة تأثيرها عليهم , و ربما يكون عقار ال اس دي (LSD ) (1) هو الأكثر استخداما في هذه التجارب و هو عقار يسبب حالة قوية من الهلوسة تستمر لمدة زمنية طويلة نسبيا لكنها تتفاوت حسب الجرعة التي يتناولها المتلقي , و قد استعملت وكالة المخابرات أساليب اقل ما يقال عنها أنها دنيئة لاصطياد الأشخاص و حقنهم بهذه المادة , ففي إحدى العمليات التي أطلق عليها اسم "ذروة الليل" قامت وكالة الاستخبارات المركزية بفتح عدة بيوت دعارة و زودتها بكاميرات و مرايا و قواطع زجاجية تتيح الرؤية من طرف واحد ثم بدئت باختيار بعض الأشخاص من زوار هذه المواخير و استعملت طرقا متعددة لجعلهم يتناولون عقار ال اس دي بدون علمهم ثم صورت بالتفصيل ما يحدث لهم من أعراض و ردة فعل على تناول تلك المادة , و قد تسأل عزيزي القارئ عن مغزى استخدام بيوت الدعارة لاصطياد الضحايا و السبب يكمن ببساطة في ان رواد هذه المواخير لن يجرؤا على التقدم بشكوى خوفا من الفضيحة و كذلك لأن هذه المواخير غير قانونية و بذلك سيتعرضون هم أنفسهم للملاحقة القانونية. و هناك أماكن أخرى تعرض روادها للتجارب و الاختبارات بدون علمهم و في مقدمة هذه الأماكن تأتي مصحات الأمراض العقلية و النفسية و ذلك لسهولة حقن مرضاها بالعقاقير و اختبار آثارها عليهم من دون أن يثير ذلك أي شبهة أو لغط , كما تم إجراء التجارب في المستشفيات و الجامعات و معسكرات الجيش و السجون و اجري قسم منها في المستشفيات الكندية و تعاون العديد من الأطباء و العلماء المرموقين في تنفيذ هذه التجارب التي شملت اختبارات على العقاقير الطبية و استخدام الصدمات الكهربائية و التنويم المغنطيسي إضافة إلى تجارب مسح الذاكرة و غسل الدماغ و دراسات حول أمراض نفسية مثل الرهاب و انفصام الشخصية.
اثر ازدياد اللغط و الشائعات حول مشروع ام كي الترا , قامت الاستخبارات المركزية عام 1973 بحرق و إتلاف اغلب الوثائق المتعلقة بالمشروع فضاعت إلى الأبد الكثير من الحقائق المتعلقة به و كذلك طويت صفحة الجرائم و الانتهاكات التي اقترفت أثناء تلك التجارب , و أشهر تلك الجرائم هي مقتل الخبير فرانك اولسن المتخصص في برامج الأسلحة البيولوجية في الجيش الأمريكي و الذي أعطي عقار ال اس دي بدون علمه فقام تحت تأثير العقار بالقفز من شباك غرفته في الطابق العاشر من إحدى المباني و مات في الحال , طبعا هذه هي الرواية الرسمية للحادث , أما عائلة فرانك اولسن فتصر على أن المخابرات المركزية قامت بقتله بسبب تهديده إياها بفضح برامج و مشاريع على درجة عالية من السرية تتعلق بالتحكم بالدماغ عن طريق التخدير و التنويم المغناطيسي , و قد جرى استخراج رفات فرانك اولسن من قبره عام 1994 و تم تشريحه مجددا و قد أظهرت النتائج بشكل لا يقبل اللبس بأنه تعرض للضرب العنيف قبل رميه من شباك غرفته و انه كان على الأغلب فاقدا للوعي عندما هوى إلى الأرض.
عام 1974 نشرت جريدة النيويورك تايمز مقالا حول أنشطة و تجارب سرية مارستها وكالة الاستخبارات المركزية و الجيش الأمريكي على مواطنين أمريكان و قد أثار هذا المقال ضجة كبيرة في الولايات المتحدة فتم على أثرها تشكيل لجنة في الكونغرس الأمريكي لتحقيق في هذه المزاعم , و خلال التحقيقات و جلسات الاستماع التي استمرت لعدة سنوات تم الكشف عن بعض جوانب مشروع ام كي الترا للتحكم بالعقل لكن الصورة الكلية و الحجم الفعلي للتجارب و نوع المهمات التي نفذت ستبقى طي الكتمان للأبد , و على اثر التحقيقات قامت حكومتي كل من الولايات المتحدة و كندا بدفع تعويضات مالية ضخمة لمجموعة من الأشخاص في البلدين ثبت بأنهم كانوا ضحايا للتجارب بدون علمهم , و من ضمن من تم تعويضهم هم عائلة الخبير فرانك اولسن التي حصلت على مبلغ 750000 دولار.
في الحقيقة لا احد يعلم حتى اليوم طبيعة المهمات و العمليات السرية التي نفذتها المخابرات المركزية الأمريكية بواسطة مشروع التحكم بالعقل , و ربما تكون مازالت تستخدمها حتى اليوم , و خلال العقود الثلاثة المنصرمة ظهرت العديد من النظريات و الفرضيات حول أحداث ربما يكون لمشروع التحكم بالعقل صلة بها , و قد تكون أشهر هذه الحوادث هي اغتيال نائب الكونغرس الأمريكي روبرت كنيدي الذي اغتيل على يد شاب فلسطيني مسيحي يدعى سرحان بشارة سرحان عام 1968 و يذهب البعض ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة إلى أن سرحان كان منوما مغناطيسيا أثناء إطلاقه النار على النائب و مرافقيه. و من الحوادث الأخرى التي يعتقد أن للمخابرات المركزية و مشروع التحكم بالعقل يد فيها هي حادثة مزرعة جونز تاون و حادثة الانتحار الجماعي التي وقعت فيها و راح ضحيتها أكثر من 900 شخص , فالبعض يعتقد أن جيم جونز مؤسس طائفة معبد الشعب (راجع مقالة مذبحة جونز تاون) كان يعمل مع المخابرات المركزية أو انه كان تحت سيطرتها و ان مخيم جونز تاون كان جزءا من مشروع للتحكم بالعقل تديره المخابرات الأمريكية و ان عملية الانتحار الجماعي كان الغرض منها هو التغطية على الانتهاكات التي تمت في المخيم و عمليات غسل الدماغ التي مارسها جيم جونز على أتباعه.
و هناك أيضا العديد من الجرائم و الأحداث الغامضة في العالم التي لا يعرف على وجه الدقة كيف نفذت , مثل اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جون كنيدي و هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
في السينما أصبح مشروع التحكم بالعقل موضوعا مشوقا للعديد من الأفلام هوليوود السينمائية التي تدور حول أشخاص تم مسح ذاكرتهم أو تعرضوا لغسيل الدماغ و تم إرسالهم لتنفيذ مهمات معينة أو عن أشخاص ينومون مغناطيسيا و يرسلون للقيام بعمليات انتحارية , و رغم ان اغلب حبكات هذه الأفلام هي خيالية أو على الأقل لم يثبت أنها صحيحة , لكن ذلك لا يمنع من وجود العديد من القصص الحقيقية لأشخاص ادعوا أنهم اخضعوا بدون علمهم لتجارب مشروع ام كي الترا , و قد تكون أشهرها في هذا المجال هي قصة عارضة أزياء و مقدمة برامج إذاعية تدعى كاندي جونز مرت بتجربة مخيفة عاشت أثنائها بشخصيتين , إحداهما عاشت بها مع الناس كإنسانة جميلة و رقيقة أما الشخصية الأخرى فمخيفة و غامضة عملت لخدمة وكالة المخابرات المركزية لا يعلم أسرارها سوى الله , إنها قصة عجيبة أفردنا لها مقالا خاصا بها سننشره في اقرب وقت.
1– عقار ال اس دي (Lysergic acid diethylamide )
هو من أقوى عقاقير الهلوسة و لذلك تم منعه في اغلب دول العالم و تم حضره بدون وصفة طبية و هو عقار قوي جدا لذلك تقاس جرعاته بالمايكروغرام (عام 1962 مات فيل بالغ بسبب تناوله لأقل من ثلث غرام من هذه المادة). تناول هذه المادة يؤدي إلى أعراض و تأثيرات تستمر لعدة ساعات و عادة ما تسمى بالرحلة و هي تتفاوت من شخص إلى آخر - في الغالب يشعر الشخص بأن ألوان المحيط الذي هو فيه تبدأ بالتوهج و تبدو كأنها تتحرك و تتنفس - ظهور رسوم و أشكال متحركة على الجدران - تشوه الإحساس بالزمن فيبدو كأنه يتمطى و يكرر نفسه و تتغير سرعته و أحيانا يتوقف تماما - التعرض لما يشبه تجربة الخروج من الجسد – التعرق و جفاف الفم من اعرض تناول العقار كما يرتفع ضغط الدم و تزداد دقات القلب – مختلف الهولسات البصرية و السمعية .. الخ , طبعا هذه الأعراض ليست ثابتة فهي تختلف من شخص لأخر كما تختلف مدة الرحلة و هلوستها حسب مقدار الجرعة التي يتناولها الإنسان و لهذا السبب يبدو أن المخابرات المركزية قد تخلت عن استعمال هذه المادة لأنه من الصعب جدا التكهن بتصرفات الأشخاص عندما يكونون تحت تأثيرها , و بسبب طبيعة هذه المادة فقد شاع استعمالها بين الجماعات الدينية و الروحانية كما إن هذه المادة لا تسبب الإدمان.
الموجات الميكروية تبرز كخطر يهدد البشر بصمت
سلاح السايكوترون يتحكم بأنماط العقل
قبل ما يوازي بالكاد قرنا من الزمن أو ربما أقل، تحدثت نظريات عدة حول امكانية التحكم في العقل البشري من خلال السيطرة على موجات دماغه
عبر تسليط حزمة اشعاعية كهرومغناطيسية عليه. ومنذ العام 1920 كان العالم البيوفيزيائي الروسي ألكسندر غورفيتش قد برهن أن كمية قليلة جدا من الاشعاعات الكهرومغناطيسية من مستوى كانتوم - فوتون (جزيئات ضوئية محددة) يمكن أن يكون لها تأثير بالغ الأهمية على عمل الخلايا الحية. ومنذ ذلك الوقت والأبحاث السرية تتطور حتى بلغت مراحل خطيرة واليوم تطل علينا باكورة تلك الأسلحة المطورة للتحكم أو اخضاع البشر دون قتلهم من خلال الأشعة الكهرومغناطيسية.
تاريخ ظهور تلك الأسلحة
لقد مر 20 عاما على أول اعلان غير مباشر عن وجود أسلحة الموجات الكهرومغناطيسية والتي أطلق عليها لقب الأسلحة السايكوترونية psychotronic weapons من خلال بعض وسائل الاعلام الغربية والتي ذكرت أن أبحاثا قد تمت حول تطوير أسلحة هي عبارة عن مولدات لحقول كهرومغناطيسية قادرة على تشويش أذهان البشر والتحكم فيهم أو دفعهم الى القيام بأفعال متنوعة وحتى الانتحار ان لزم الأمر، ومن مسافة قد تصل الى مئات الكيلومترات وقد نسبت تلك المعلومات حول 'الأسلحة السايكوترونية' الى عدد من العسكريين المسرحين من الخدمة أو أولئك الذين تقاعدوا من الخدمة العسكرية وبعض العلماء الذين عملوا في أبحاث سرية في الخفاء، لكن الذين يعتقد أنهم قطعوا شوطا كبيرا وحققوا نجاحات في هذا المضمار، هم الروس فقد توالت التأكيدات والبراهين على أن الاتحاد السوفيتي السابق قد نجح في التقدم والصدارة في مجال الأسلحة الكهرومغناطيسية المضادة للأفراد، بفضل جهود جبارة في الرجال واستثمارات ضخمة في الوسائل في مجالات البحث المناسبة وقد استطاعوا احداث مجالات كهرومغناطيسية في تجاربهم تتخطى ذروتها المليار واط.
لايهمونك 01-10-2013 06:09 PM
العلاقة ما بينها وبين العقل البشري
تعد فرضية العالم الكيميائي الشهير ألكسندر باتليروف أول اشارة على وجود تأثير للعقل البشري من قبل المؤثرات الخارجية وذلك في العام 1853، وقد استند في فرضيته على ظاهرة التنويم المغناطيسي، حيث افترض 'باتليروف' أن العقل البشري والجهاز العصبي للجسم هما مصدرا انبعاث للتيار الكهربائي، وأن حركة ذلك التيار العصبي في الجسم البشري هي متطابقة لتفاعل التيار الكهربائي في الموصلات، واستشهد العالم في كلامه بأن تأثير الحث الكهربائي هو الذي يبين كيفية انتقال تلك الاشارات العصبية من دماغ الى آخر للبشر. وقد أيد العالم الفسيولوجي أيفان سيشينوف فرضية باتليروف من خلال تفاعل المشاعر البشرية من خلال العلاقة الحميمية التي قد تنشأ ما بين الأقرباء وخصوصا تلك التي تكون بين التوائم من الناس
أبحاث سرية
منذ مطلع الستينات، واصل أكثر من 21 معهدا ومركزا، دراسة ما يسميه السوفيات آنذاك 'التأثيرات غير الحرارية التشكيلية' للموجات الميكورية (المايكروويف)، وتكون الطاقة اللازمة لذلك أحيانا أقل من تلك المطلوبة لاحداث تأثير حراري مهم في أنسجة الهدف، صحيح أنه باستعمال مولدات تعمل بموجات المايكروايف العالية الطاقة مدمجة مع أنظمة هوائيات مناسبة، يمكن معها طهو دجاجة من على مسافة مئات الأمتار لكن الهدف هو توليد شعور لدى الأفراد بأنهم يتعرضون للاحتراق وكأن نارا قد أضرمت فيهم في حين لا تتعرض جلودهم للاحتراق بتاتا. لكن اذا أريد قتلهم فان الطاقة التي يتم امتصاصها في هذه الحالة، يمكن تركيزها وحصرها على مساحات صغيرة من الجسم البشري مثل قاعدة الدماغ حيث تكفي طاقة ضعيفة نسبيا لاحداث تأثيرات مميتة
التحكم في أدمغة البشر
من الأمور السرية التي كان السوفيات في الثمانينات يولونها أولوية قصوى وسرية تامة ما يمكن تسميته 'بضبط الأجهزة الحية'. وهذا المبدأ يتلخص في استخدام مولد 'سايكوتروني' من الممكن تركيزه على الأعضاء الحيوية في الجسم البشري كل على حدة بحيث يمكن احداث خلل في وظيفتها داخل الجسم عن طريق تسليط موجات مايكروويف دقيقة عليها تقوم باحداث الضرر المطلوب بأسلوب 'لا من شاف ولا من دري' ومن المعلوم أن أعضاء الجسم الحيوية تعمل بمستويات معينة من الرنين أو الترددات العصبية، والتي هي عبارة عن اشارت كهربائية، مثل القلب، والكبد، والكلى والدماغ واذا ما تم تعريض تلك الأعضاء الحيوية الى موجات كهرومغناطيسية كالمايكروويف فان أعراضا مرضية مختلفة قد يتعرض لها الشخص الهدف كأزمة قلبية حادة على سبيل المثال، أو الفشل الكلوي أو خلل واضطراب في السلوك.
ان الهدف الأساسي من هذه الأسلحة هو التحكم واخضاع الأفراد أو الجماعات المعادية سواء أولئك الذين من دول أخرى أو حتى أولئك الذين من عامة الشعب عبر تعريضهم لموجات المايكروويف التي يتم توليدها عن طريق مولدات محمولة على عربات متوسطة الحجم، يمكنها شل قدرة جمع غفير من الناس على الحركة بمدى يتراوح بين 5 الى 15 كلم وفي أقل من ثانية.
1- إذا كانت تقنيات السيطرة على العقول موجودة، فهذا يعني أن الشخص يصبح بلا إرادة وبالتالي لا ذنب عليه إن فعل شيئاً غير مقبول.
توضيح: تسمى التقنيات ا
لمستخدمة للتلاعب بالعقل البشري بتقنيات السيطرة على العقول ولكن هذا لا يعني أنها سيطرة تامة ولكنها سيطرة قد تزيد وتنقص حسب الشخص وحسب الظروف المحيطة به. هذه التقنيات لها تأثير كبير على الناس خاصة عند من لا يعلم بوجودها.
2- ما الذي يثبت وجود تقنيات السيطرة على العقول والتلاعب بالأفكار؟
توضيح: ما يثبت وجودها ما يلي: 1) العدد الكبير لبراءات الإختراع المسجلة (http://www.rexresearch.com/sublimin/sublimin.htm
) ، 2) وجود المراجع الكثيرة التي كتبها علماء وباحثون (http://www.truesoundhealing.com/bibliogr.html
)، 3) العدد الكبير للضحايا حول العالم والذين يتم التعتيم عليهم إعلامياً (http://www.4shared.com/dir/21674443/...0/sharing.html
)،، 4) وجود تطبيقات على أرض الواقع تشير مبدئياً إلى التقدم الكبير في هذا المجال مثل إستخدام الموجات في العلاج النفسي وهو ما يثبت أنها تؤثر على الدماغ سلباً أو إيجاباً حسب تردداتها.
3- لماذا تعتبر تقنيات السيطرة على العقول خطيرة؟
توضيح: هي أخطر التقنيات لأنها: 1) خفية لا ترى، فبالتالي بالنسبة للناس ليست موجودة، و 2) لأنه يتم إستخدامها عن بعد و 3) لأنها تتلاعب بأهم شيء لدى الإنسان وهو عقله.
4- هذا كلام مبالغ فيه. لو وجدت مثل هذه التقنيات الخاصة بالسيطرة على العقول لتحكموا بالعالم كله.
توضيح: عند إستخدام مصطلح (السيطرة على العقول) ينبغي الأخذ بالإعتبار أن المقصود بالسيطرة هو (تحكم نسبي يقل ويزيد حسب الشخص وحسب الظروف المحيطة به و ما يشاهده في وسائل الإعلام). السيطرة قد تصل إلى 100% في الأمور التي تعتمد على المزاج (مثل إختيارنا للألوان والأطعمة وغير ذلك)، أما الأمور التي تعتمد على مبدأ المشروعية وعدم المشروعية فهذا يعتمد على ضمير الإنسان ووازعه الديني. إلا أن تأثير هذه التقنيات كبير خاصة عند من لا يعلم بأنها مستخدمة ضده، وبتوافر الظروف الملائمة.
5- هل يعني هذا أن الثورات العربية كانت بسبب تقنيات السيطرة على العقول وهي مؤامرة من قبل الغرب؟
توضيح: الأنظمة العربية تمارس الظلم ضد شعوبها. الأنظمة السابقة مارست الظلم وبدعم غربي. الأنظمة ليست الهدف الرئيسي بل الشعوب هي المستهدفة، والحكومة العالمية التي تتدخل في شؤون الشعوب تارة بإسم الشرعية الدولية، وتارة بإسم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتارة بإسم الحرب على الإرهاب، وغيرها من الذرائع تحاول دائماً أن تبقي الشعوب تحت سيطرتها. لذلك، حتى وإن كانت هذه التقنيات مستخدمة ضد الشعوب، إلا أن الناس يمكنهم أن يقاوموها بأن يقفوا جميعاً أو غالبيتهم متحدين ضد الظلم وبالتالي يفوتون على قوى الهيمنة الفرصة في السيطرة عليهم وتوجيههم بالطريقة التي يشاؤون. شعارنا (الحق يجمعنا): لا للظلم، لا للخداع، لا للفساد.
6- لا توجد حتى الآن تقنيات للتصوير إلى داخل المباني بوضوح.
توضيح: يعرف الناس أجهزة تؤكد إمكانية التصوير من خلال المواد الصلبة والمعتمة منها: أجهزة تفتيش الحقائب والحاويات، وأجهزة التصوير الطبي للجسم البشري، وأجهزة استكشاف المعادن في باطن الأرض. هذه أمثلة بسيطة تثبت (إمكانية) التصوير. الأجهزة المستخدمة سرياً أكثر تطوراً. أقمار صناعية خاصة لها القدرة الآن على التصوير عبر الجدران وبوضوح تام.
7- إذا كانت تقنيات التصوير إلى المباني موجودة فلماذا لا يتم تحديد مخابئ ما يسمى الإرهابيين بدقة؟
توضيح: أولاً، ينبغي التفريق بين من يقاوم الظالم وبين الإرهابي. من يقاوم الظالم والمعتدي والمحتل ليس إرهابياً. ثانياً، الحكومة العالمية المتمثلة بأمريكا والناتو والذين يحكمهم الصهاينة هم من يصنع الإرهاب. أحداث 11 سبتمبر، والتي كانت السبب الرئيسي لما يسمى الحرب العالمية على الإرهاب، قامت بها الحكومة الأمريكية وهناك شواهد على ذلك (http://www.wanttoknow.info/050908insidejob911
). كان الهدف منها تشديد القبضة الأمنية على الشعب الأمريكي بمبرر حمايته من الإرهاب، واحتلال البلدان مثل العراق وأفغانستان، وقتل ملايين البشر، ونهب ثروات الشعوب، وجني أرباح كبيرة لشركات السلاح والأدوية وغيرها. أمريكا لا تستخدم هذه التقنيات لصالح الشعوب أو حتى لصالح شعبها، بل لصالح الطبقة الحاكمة فيها. من يحكم العالم يحترفون الخداع والدمار.
8- إن كانت لديهم القدرة على قتل الناس بالأشعة عن بعد، لماذا لا يقضون على خصومهم؟
توضيح: هناك ضحايا كثيرون لتقنيات الإستهداف الخفي، يتم القضاء على بعضهم بطرق منهجية لا تثير ريبة الناس. لكن القضاء على جميع خصومهم يعني القضاء على غالبية الناس وهو أمر صعب، وغير عملي، ويضرهم أكثر من أن يفيدهم.
9- تقنيات قراءة الأفكار عن بعد غير موجودة، لأنها مستحيلة تقنياً.
توضيح: عندما نعرف آلية قراءة الأفكار يصبح الأمر مفهوماً إذ تعتمد على كهرباء وموجات الدماغ التي تتغير حسب الأفكار والكلمات الموجودة في الدماغ، ومن ثم يتم إلتقاط تلك الموجات بواسطة أجهزة حساسة، منها المركبة على أقمار صناعية. بعض التقارير العلمية تعترف بإمكانية قراءة الأفكار (http://www.ncsconline.org/d_research...e06/heeger.pdf
)، كما قامت إحدى الشركات (فوكس واجن) بصناعة سيارة يتم التحكم بها عن طريق الدماغ مباشرة (http://www.popsci.com/cars/article/2...poken-commands
)، وهناك ألعاب يتم لعبها بواسطة الدماغ وهذا يدل على إمكانية (قراءة) الأوامر العقلية، أي قراءة الأفكار. أما الأجهزة المستخدمة أمنياً فهي أكثر تطوراً وتحاط بالسرية.
10- تقنيات قراءة الأفكار غير موجودة لأنه لا يعلم ما في الصدور إلا الله سبحانه وتعالى.
توضيح: كل شيء بإرادة الله سبحانه وتعالى. ليس لدي القدرة على تفسير قوله تعالى (والله عليم بذات الصدور)، ولكن العلماء يكتشفون من وقت إلى آخر أسراراً للإعجاز العلمي في القرآن الكريم، فالعلم الطبيعي المثبت لا يتعارض أبداً مع القرآن الكريم. مع ذلك، يظل علم الإنسان محدود (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا). هناك من علماء الطب من يقول أن للقلب وظائف مرتبطة بالتفكير والمشاعر ولم يعرف منها سوى القليل حتى الآن. مع ذلك، وجود تقنيات لقراءة الأفكار الموجودة في الدماغ عن بعد يزيدنا إيماناً بعظمة الله سبحانه وتعالى فهو الذي خلق العقل الذي يصنع هذه الأشياء، وخلق الإنسان، وخلق الأرض. هذه التقنيات يمكن أن تكون لها تطبيقات مفيدة ولكنها تستخدم في الوقت الحالي لانتهاك الخصوصية العقلية للناس، وسرقة أفكارهم، واستباق أفعالهم.
11- تقنيات التلاعب بالمناخ (سقوط المطر والتسبب بالعواصف والجفاف، إلخ) والتسبب بالزلازل لا يمكن أن تكون موجودة لأن هذه الأشياء يختص بها الله سبحانه وتعالى.
توضيح: لا ينبغي أن نصدر أحكاماً مطلقة، فكل شيء يحدث بإرادة الله سبحانه وتعالى. لا ينبغي أن نقول مثلاً أن شرب كوباً من الماء يحدث بقوة من يشرب، بينما سقوط المطر يحدث بقوة الله. كلاهما بقوة الله. ولذا فنحن نقول (لا حول ولا قوة إلا بالله). ولكن مع ذلك فالبشر مخيرون وليسوا مسيرين، وإلا لما حاسبهم الله على أفعالهم. ينبغي أيضاً ألا نستغرب من القدرة على التلاعب بمناخ الأرض والتسبب بزلازل، فالأرض ليست سوى ذرة في ملكوت الله، فالشمس كما نعلم أكبر من الأرض بأضعاف كثيرة، وهناك نجوم أكبر من الشمس بمليارات المرات. حجم الأرض كبير بالنسبة لأحجامنا، ولكن الله سبحانه وتعالى أعطى الإنسان القدرة على صنع تقنيات لها تأثيرات كبيرة تفوق حجمه بكثير، أحد الأمثلة المعروفة الأسلحة النووية. إنها من فتن هذا الزمن.
12- التسبب بالمرض والوفاة ليس بسبب من يستخدم هذه التقنيات، لأن كل شيء بقضاء وقدر.
توضيح: أولاً، ليست كل حالات المرض والوفاة بسببهم، ولكن البعض منها بسببهم. ثانياً، نتفق على أن كل شيء بقضاء وقدر، ولكنهم يظلوا مسؤولين عن أفعالهم. قدّر الله سبحانه وتعالى الأقدار وأعطى الإنسان حرية الإختيار، لأنه القادر على كل شيء. فهم مجرمون يستخدمون طرق خفية (أشعة وموجات) لإستهداف الناس عن بعد، والمجرم يظل مجرماً مستحقاً للعقوبة سواءً إستخدم سماً، أو سكيناً، أو بندقية، أو صاروخاً، أو شعاعاً من قمر صناعي.
13- لقد بالغتم في قدراتهم وكأنهم يعلمون الغيب.
توضيح: كل ما غاب عنا فهو غيب. ما يحدث في مكان بعيد يعد غيباً ولكننا نعرفه بواسطة وسائل مثل التليفون والتليفزيون وغيرها. هذا علم غيب مبثوث. أما علم الغيب الذي يختص به الله سبحانه وتعالى فهو علم الغيب الذي يختص به الله سبحانه وتعالى. ونحن لا نستغرب من هذه الأشياء فكلها من علم الله خالق كل شيء. المشكلة تكمن في أنها تستخدم لأغراض إجرامية كغيرها من الوسائل التي يمكن أن تستخدم بشكل جيد أو سيء مثل الطاقة النووية.
14- نشر المعلومات حول هذه التقنيات يخيف الناس، فالأفضل عدم العلم عنها حتى وإن كانت حقيقة.
توضيح: نشر المعلومات يفيد الناس أما التعتيم الإعلامي حول هذه التقنيات فهو مفيد للذين يستخدمونها. عندما نعلم مثلاً بوجود تقنيات للتلاعب بالأفكار يقل تأثيرها علينا بشكل كبير، وسيعمل الناس لاسيما المتخصصين والتقنيين على إيجاد وسائل لمواجهتها والوقاية منها. في الغالب تستخدم هذه التقنيات للتلاعب السلبي بالتصرفات، لذلك فعلى الشخص مقاومة أي فكرة سلبية قد تأتي إلى عقله مهما تكررت بإلحاح، وبغض النظر عن مصدرها، وبالتالي يبقى محصناً من تأثيراتها.
15- نشر هذه المعلومات الهدف منه هو حرب نفسية وتخويف للناس الذين يقاومون المحتل والحكومة الأمريكية، وبالتالي جعلهم يستسلمون.
توضيح: هذه المعلومات ينبغي أن يعرفها جميع الناس لأنها تتعلق بقضية تهم كل الناس بمختلف توجهاتهم. أما المقاومين للظلم والعدوان، خاصة شعب الشهداء المرابط، فهم يواجهون الموت يومياً ولا يهابونه، ولن تخيفهم تقنيات الطغاة والمعتدين مهما بلغت. الطغاة وأعوانهم مصيرهم الهلاك مهما كانت قوتهم، ولكنهم لا يعتبرون بمن سبقهم من الطغاة على مر التاريخ. هذا فقط للعلم بالشيء والأخذ بالأسباب.
16- يحق للغرب أن يستخدم هذه التقنيات، فهم اهتموا بالعلم وأصبحوا أكثر تقدماً من غيرهم.
توضيح: التقدم مهما كان كبيراً يظل نسبياً. إن استخدم العلم بشكل سليم فهذا جيد، وإن استخدم لارتكاب الجرائم ضد الناس فهذا إجرام. لا يحق للمجرم المزود بالمعارف والإمكانيات اقتراف الجرائم ضد الناس لمجرد أن لديه الإمكانيات، ولا يمكن تبرير ذلك أبداً. العلم الطبيعي، والذي هو من نعم الله على الإنسان، يتم إستغلاله الآن من قبل عصابة من المجرمين الذين يحكمون العالم، ويتلاعبون بحياة الناس، ويستهدفون المدنيين المسالمين في الشرق وفي الغرب بطرق خفية وإجرامية، أخطرها هذه التقنيات.
17- إذا كانوا يسيطرون على الإعلام، فلماذا سمعنا عن هذه التقنيات؟
توضيح: هم لا يتحكمون بجميع وسائل الإعلام، بل بغالبية وسائل الإعلام العالمية. هناك وسائل إعلام تنشر المعلومات، خاصة على الإنترنت وذلك لسهولة النشر وانخفاض التكلفة. وسائل الإعلام السائدة لا تذكر هذه التقنيات وإن ذكرتها في النادر تتناول جزءاً ضئيلاً من الحقيقة، وتغفل أو تنكر جوانب هامة.
18- إذا كانت هذه معلومات حقيقية ومهمة، فلماذا لا يتخلصون ممن يقوم بنشر المعلومات؟
توضيح: عدد النشطاء حول العالم في ازدياد فليس من المجدي التخلص منهم كلهم. كما أن وجود أناس ينشرون المعلومات يعطي إنطباعاً خاطئاً بأن حكام العالم يتيحون للناس حرية التعبير، ويقود ذلك منطقياً إلى المقولة غير الصحيحة (لو كانت هذه المعلومات حقيقية، لتم منع نشرها). من يحكم العالم يحترفون خداع الجماهير.
19- إذا كان موقع فيسبوك تعود ملكيته لجهات إعلامية إحتكارية لها أهدافها الخاصة، فلماذا نجد فيه معلومات حول هذه التقنيات، ولماذا يسمحون بنشر هذه المعلومات أصلاً؟
توضيح: هذا جزء من الحرية الإعلامية المحدودة والظاهرية والتي تخدمهم كثيراً. لنفترض العكس، أي عدم السماح بنشر أي شيء عن هذه التقنيات، فهذا يعني تكميم الأفواه وسيكون دليلاً واضحاً على المحاولة المتعمدة للتعتيم، وربما إثارة إهتمام الناس أكثر. القمع التام ليس في صالحهم. قد يتم منح حرية محدودة ولكن يظل الموضوع مهمشاً. هذا لا يعني عدم وجود صعوبات في فيسبوك إذ يتم توقيف بعض خاصيات فيسبوك، وتفشل محاولات إنزال بعض المواضيع دون سبب معروف. الحرية المحدودة والسطحية أفضل لحكام العالم من الخنق التام لحرية التعبير.
20- ماذا يحتاج ضحايا هذه التقنيات والذين يطلق عليهم (ضحايا التعذيب الكهرومغناطيسي)؟
توضيح: الإعتراف بمشكلتهم وتفهمها، ومحاولة تقديم المساعدة لهم قدر الإستطاعة. كثير من الإضطرابات النفسية وحالات الجنون سببتها وتسببها هذه التقنيات. الكثير من الضحايا والأفراد المستهدفين يتعرضون لتعذيب خفي ومنظم باستمرار، طوال اليوم، وبغض النظر عن المكان الذي يتواجدون فيه، وبأساليب تعتبر من أكثر أنواع التعذيب وحشية في هذا العصر. بمعرفة وجود هذه التقنيات سيقل تأثيرها، وسيتفهم الناس موقف الضحايا، وسيقدم لهم الدعم المعنوي، وسيتم إيجاد الحلول التقنية لهذه المشكلة التي يتعرض لها عدد كبير من البشر، عاجلاً أو آجلاً. يفضل مستخدمو هذه التقنيات أن تظل سرية كي تستخدم دون أن يدري الناس وتكون مؤثرة جداً عليهم.
قائمة بالجرائم التي ارتكبها مجرمو النظام العالمي الجديد
لايهمونك 01-11-2013 06:17 AM
يجب أن يحاسب نازيو النظام العالمي الجديد ويحاكموا على جرائمهم التي ارتكبوها ضد الإنسانية مثلما تمت محاسبة ومحاكمة النازيين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
الجرائم:
إستخدام الأسلحة الجيوفيزيائية السرية (والتي تسببت بزلازل وموجات تسونامي وأعاصير وزوابع وفيضانات وعواصف وحرائق وكذلك استخدامها في أحداث 11 سبتمبر). إستخدام هذه الأسلحة لارتكاب جرائم ضد الإنسانية في بورما، والصين، واليابان، وتايوان، والفلبين، وأندونيسيا، وفيتنام، وباكستان، والهند، وبنغلاديش، وإيران، واليمن، وتركيا، واليونان، وإيطاليا، وأمريكا الوسطى، وأمريكا الجنوبية، ودول الكاريبي، ودول غرب أفريقيا، و بابواغينيا، وجزر ساموا، وجزر فانواتو، وجزر فيجي، تسببت في مقتل أكثر من مليون شخص وإحداث دمار هائل. يتم استغلال هذه الجرائم للقيام بعمليات إبتزاز وممارسة ضغوط جيوسياسية وإجرامية من العيار الثقيل (أرجو تصفح المراجع أدناه).
إرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية و عمليات تعذيب باستخدام أسلحة الطاقة الموجهة والأسلحة العصبية ممثلة بأبشع عمليات التعذيب النفسي والإغتصاب العقلي والإستغلال الجنسي والتشويه الجراحي و"السيطرة على العقول" وغيرها من عمليات التشويه العقلي والجسدي على عدد لا يحصى من البشر حول العالم (بما فيهم مواطنون، ومقاتلون، وقادة، وزعماء، ومفجرون بالأحزمة الناسفة، والقيام بإنقلابات، واستخدامها للتلاعب بأداء الكثير من الحكومات والتي تعتبر مجرد "دمى" بكل ما تحمله الكلمة من معنى) ويتم استغلال هذه الجرائم للقيام بعمليات إبتزاز وممارسة ضغوط جيوسياسية من العيار الثقيل (أرجو تصفح المراجع أدناه).
شن حروب قذرة و"عمليات سوداء" لإشعال الحروب والصراعات الأهلية والعرقية وإطالة أمدها في الجزائر، والسودان، والكونغو، والصومال، وكينيا، وزيمبابوي، ونيجيريا، وجنوب أفريقيا، ومصر، وفلسطين، ولبنان، واليمن، وإيران، وتركيا، ويوغسلافيا، وروسيا، والقوقاز، وباكستان، والهند، وكشمير، وسريلانكا، والصين، والتبت، وكمبوديا، وكوريا، وتايلاند، وكولومبيا، وبوليفيا، والتي تسببت في مقتل مئات الآلاف من البشر.
إرتكاب جرائم ضد السلام و جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية في كل من العراق وأفغانستان والتي نتج عنها قتل أكثر من مليون شخص والتدمير المستمر لهذين البلدين، في الوقت الذي يدعي فيه هؤلاء المجرمون بأن أقوى الجيوش العالمية من حيث الإمكانيات في المجال العسكري ومجال المراقبة لا تستطيع تحقيق السلام والإستقرار خلال ست سنوات في العراق وخلال ثمان سنوات في أفغانستان.
إرتكاب جرائم ضد الإنسانية باستخدام أسلحة الطاقة الموجهة لإحداث أعطال وكوارث كهربائية وميكانيكية (للسيارات والطائرات والقطارات و السفن وغيرها) و التسبب في إنهيار المباني والجسور، والقيام بانتهاكات خطيرة لسلامة البيانات والأنظمة الإلكترونية والتي أدت إلى مقتل آلاف البشر والتسبب في الكثير من الإختلاس والفساد الإجرامي. يتم إرتكاب هذه الجرائم للقيام بعمليات إبتزاز وممارسة ضغوط جيوسياسية وإجرامية من العيار الثقيل (أرجو الإطلاع على المراجع أدناه).
تورط المؤسسات الإعلامية الإحتكارية والشخصيات الإعلامية وتواطؤهم بشكل فاعل مع تلك الجرائم المذكورة أعلاه حيث وقد انحط كل الخطاب العام وحوالي 80% من ما يسمى "الأخبار والأحداث والتاريخ العالمي" إلى مجرد إنتاج للأحداث الدرامية والفضائع المفتعلة (أي الحروب، والكوارث، والصراعات الأهلية، وغيرها) ويتم تقديمها بشكل إجرامي على أنها "إعلام ترفيهي" (infotainment) و/أو تغيرات إجتماعية سياسية تلقائية و/أو دعاية (propaganda) و/أو علوم زائفة (pseudoscience) (أرجو الإطلاع على المراجع أدناه).
تورط الحكومات والوكالات والمنظمات الدولية الأخرى بشكل فاعل وتواطؤها مع جميع الجرائم المذكورة أعلاه حيث لا توجد معلومات أو تحليلات صحيحة حول أي من هذه الجرائم بالمرة.
فليعلم الجميع أن هذه هي أبشع وأفضع الأسلحة والجرائم الشمولية التي يمكن تخيلها، وأولئك الأشخاص الذين يستخدمونها هم متآمرون وسفاحون يريدون تنفيذ خطط شمولية وأصولية متطرفة.
إحذروا من هذا الإستغباء وسلب الحق في التعبير عن الرأي والتدهور والترويج لثقافة عالمية واحدة كمحصلة طبيعية لشحة المعلومات التي يحصل عليها الجمهور والإسفاف في الخطاب الجماهيري وما ينتج عنه من قمع للثقافات والمهن وحقول التجربة والذاكرة والذكاء الإنساني الذي كان مستقلاً في السابق
من أعراض التعذيب والمضايقة الإلكترونية/الكهرومغناطيسية و "السيطرة على العقول" ما يلي:
1. التلاعب بالأجهزة الكهربائية والإلكترونية عن بعد بما في ذلك الكمبيوترات.
2. التهديد بالموت والمرض بواسطة رسائل الإنترنت
3. الأعراض العقلية والبدنية لأساليب السيطرة على العقول المستخدمة حالياً تتسم بآلام شديدة
4. قراءة أفكار الشخص الخاصة ونشرها
5. الإعتداء على ممتلكات الشخص الخاصة بشكل متكرر
6. رؤية أحلام واضحة
7. التلاعب بالأحلام
8. رؤى إجبارية أثناء اليقظة والتي تتزامن بعضها مع حركات جسدية معينة
9. مسح متكرر لذكريات الشخص القريبة و تشويه أو بتر الأفكارالجديدة
10. شعور بالحرقان والتهاب سطح الجلد
11. الإستيقاظ من النوم في نفس الوقت من الليل بالضبط
12. الإرتباك المفاجئ والذي يمكن أن يسبب إندلاق وانسكاب السوائل، أو إفساد وإتلاف الأعمال المتقنة، أو التسبب بالإصابات
13. نوبات هجوم واعتداء تسبب الإرهاق الشديد وأحياناً تصل إلى درجة الشلل في الوقت الذي لا يوجد سبب لتلك النوبات
14. الرغبة في حك الجلد بشكل متكرر دون وجود طفح جلدي والتي قد تبدأ على شكل صدمة كهربائية صغيرة
15. الشعور بـ"قرصات نحل" صناعية خاصة عند الإستعداد للنوم
16. تسارع نبضات القلب بشكل كبير دون وجود أي سبب
17. إرتعاش متكرر للذراعين والرجلين أثناء محاولة النوم
18. سماع أصوات غير طبيعية مثل صوت منبه الساعة في غير وقته،أو رنة التليفون دون أن يكون هناك اتصال، أو طرق على الباب دون أن يكون هناك أحد
19. سماع أصوات تحتوي على شتم وسب أو تقول لك عبارات تشير إلى أنك خاضع للمراقبة
20. سماع نغمة صوت مرتفعة في الأذن والتي قد تتغير عند تشغيل أو إيقاف الأجهزةالإلكترونية
21. في بعض الحالات، تسمع أشخاص غرباء يقولون عبارات تدل على أنهم يعرفون ما فعلته
22. في بعض الحالات، تسمع أشخاصاً غرباء يقولون عبارات تدل على أنهم يستطيعون قراءة أفكارك
23. يتم تشغيل وإطفاء فرن المايكروويف وغيره من الأجهزة الكهربائية بحيث يبدو وكأن الأجهزة تفعل ذلك من تلقاء نفسها
24. الشعور بأن جفون العين شفافة
25. الشعور بطنين غير طبيعي في الأذن
26. التحريك الإجباري للفك واصطكاك الأسنان
27. التلاعب الإجباري بحركة اليدين بشكل دقيق
28. الشعور بشكل مفاجئ بحكة عنيفة في الجفون من الداخل
29. التلاعب الإجباري بمجرى التنفس بما في ذلك إصدار الكلام الإجباري المتحكم به خارجياً
30. ألم عام شديد أو الشعور بـ "إبر ساخنة" تندفع في الجسم
31. شعور مفاجئ بالحرارةالمفرطة، والشعور بألم في جميع أنحاء الجسد
32. الحرمان من النوم
33. الإجبار على الشعور برغبة في النوم
34. الإصابة بحروق مايكروويف والتعرض لصدمات كهربائية
35. إغتصاب عقلي مستمر والتعرض للسب والإهانة
36. لا يوجد خصوصية حتى للأفكار الخاصة التي تدور في الرأس
37. لا يمكن للضحية التخطيط بشكل سري أو الإحتفاظ بالأسرار التجارية أو حقوق الملكية الفكرية
38. التعرض لهجمات بدنية ونفسية عنيفة وقاسية
39. لا يعرف الضحية كيف تحدث المضايقة والتعذيب ولا من يقوم بها بالضبط
40. لا يمكن تفادي المضايقة والتعذيب بغض النظر عن المكان الذي يذهب إليه الضحية
41. التنصت على المحادثات
42. نشر الشائعات عن الشخص المستهدف وقطع وإفساد علاقاته مع المحيطين به
43. سماع أصوات وطرقات وفرقعات تسببها موجات مايكروويف وتعرض الدماغ لتلك الموجات والتعرض للمضايقة المباشرة
44. الشعور بالقلق
45. الشعور بالتهيج
46. ردود الفعل الغاضبة
47. الشعور بضغط على الفقرات الظهرية عند الإستيقاظ من النوم
48. الحساسية من الأصوات
49. الشعور بالإكتئاب
50. تشنج وتقلص العضلات
51. عدم القدرة على التركيز
52. حساسية الأذن للمس
53. الشعور بتنميل ووخز خفيف في عضلات الظهر عند الإستيقاظ من النوم كما لو أنها مكهربة
54. الشعور بطنين في إحدى الأذنين أو كلاهما أو سماع نغمات صوتية مفاجئة
55. الشعور بصعوبة في البلع
56. الضبابية في البصر وعدم وضوح الرؤية
57. تجعد الأظافر
58. تغير في شكل الجسم والتسبب بالسمنة بسبب التأثير على توزيع المياه في الجسم وتراكمها في أجزاء معينة
59. تغير نغمة الصوت الداخلي
60. نزول الدموع بشكل مفاجئ دون أن يكون هناك إنفعال عاطفي معين
61. الشعور بضغط خفيف على الرأس
62. الشعور بلفحات هواء على الوجه والظهر بسبب تعديل الطاقة بالقرب من سطح الجلد
63. الشعور بأن الدم يقطر في مناطق موضعية من الدماغ أو أجزاء الجسد الأخرى. يشبه هذا الشعور الإحساس بأن هذه المناطق لا يوجد فيها دم
64. تسارع نبضات القلب دون سبب عند البدء في النوم مباشرة مما يسبب فزع الشخص وإيقاظه
65. تساقط الشعر
66. الشعور بسخونة في الرأس بشكل مؤقت
67. ردود الفعل المتسمة بالتناوم، والشعور بالنوم
68. الأرق لمدة قد تصل إلى أيام على التوالي بدون القدرة على النوم
69. التسبب بالإجهاض وسقوط الحمل
70. شحوب الوجه
71. تجعد الوجه
72. ضمور الجلد
73. تقصف الشعر بسبب التعرض لموجات المايكروويف
74. فقدان السيطرة على الأعصاب والشعور بالغضب والإنفعال بشكل لا يمكن تفسيره
75. الإستيقاظ من النوم مع الشعور بالتعب كما لو أن الشخص لم ينم
76. الأطفال قد يُظهرون نشاطاً مفرطاً ونقصاً في التركيز
77. فقدان التنسيق بين أعضاء الجسم
78. التعرض لحوادث جراء عدم النوم
79. تدهور النظر
80. ضمور العضلات
81. التسبب بالضرر لصمامات القلب
82. فقدان الوزن و/أو زيادة الوزن
83. الشعور بالغثيان
84. إنخفاض مستوى المهارة اليدوية
85. نوبات تشنج
86. التعرض للإختناق والشرقة
87. أعراض مرض الزهايمر
88. تقلب المزاج
89. اللامبالاة
90. إنخفاض مستوى النشاط الذهني
91. الشعور بالضعف العام
92. الخمول أو النشاط الزائد
93. كثرة النسيان
94. الإمساك
95. أزمات قلبية
96. سكتات دماغية
97. متلازمات مرضية
98. مراض مختلفة
99. فقدان العقل والجنون
100. الوفاة تساؤلات وتوضيحات حول السيطرة على العقول
هناك بعض التساؤلات والتعليقات المتصلة بمحتوى هذه الصفحة، ومحاولات لتوضيحها:
11- إذا كانت تقنيات السيطرة على العقول موجودة، فهذا يعني أن الشخص يصبح بلا إرادة وبالتالي لا ذنب عليه إن فعل شيئاً غير مقبول.
توضيح: تسمى التقنيات المستخدمة للتلاعب بالعقل البشري بتقنيات السيطرة على العقول ولكن هذا لا يعني أنها سيطرة تامة ولكنها سيطرة قد تزيد وتنقص حسب الشخص وحسب الظروف المحيطة به. هذه التقنيات لها تأثير كبير على الناس خاصة عند من لا يعلم بوجودها.
2- ما الذي يثبت وجود تقنيات السيطرة على العقول والتلاعب بالأفكار؟
توضيح: ما يثبت وجودها ما يلي: 11) العدد الكبير لبراءات الإختراع المسجلة (http://www.rexresearch.com/sublimin/sublimin.htm) ، 2) وجود المراجع الكثيرة التي كتبها علماء وباحثون (http://www.truesoundhealing.com/bibliogr.html)، 3) العدد الكبير للضحايا حول العالم والذين يتم التعتيم عليهم إعلامياً (http://www.4shared.com/dir/21674443/75538860/sharing.html)،، 4) وجود تطبيقات على أرض الواقع تشير مبدئياً إلى التقدم الكبير في هذا المجال مثل إستخدام الموجات في العلاج النفسي وهو ما يثبت أنها تؤثر على الدماغ سلباً أو إيجاباً حسب تردداتها.
3- لماذا تعتبر تقنيات السيطرة على العقول خطيرة؟
توضيح: هي أخطر التقنيات لأنها: 1) خفية لا ترى، فبالتالي بالنسبة للناس ليست موجودة، و 22) لأنه يتم إستخدامها عن بعد و 3) لأنها تتلاعب بأهم شيء لدى الإنسان وهو عقله.
4- هذا كلام مبالغ فيه. لو وجدت مثل هذه التقنيات الخاصة بالسيطرة على العقول لتحكموا بالعالم كله.
توضيح: عند إستخدام مصطلح (السيطرة على العقول) ينبغي الأخذ بالإعتبار أن المقصود بالسيطرة هو (تحكم نسبي يقل ويزيد حسب الشخص وحسب الظروف المحيطة به و ما يشاهده في وسائل الإعلام). السيطرة قد تصل إلى 100% في الأمور التي تعتمد على المزاج (مثل إختيارنا للألوان والأطعمة وغير ذلك)، أما الأمور التي تعتمد على مبدأ المشروعية وعدم المشروعية فهذا يعتمد على ضمير الإنسان ووازعه الديني. إلا أن تأثير هذه التقنيات كبير خاصة عند من لا يعلم بأنها مستخدمة ضده، وبتوافر الظروف الملائمة.
5- هل يعني هذا أن الثورات العربية كانت بسبب تقنيات السيطرة على العقول وهي مؤامرة من قبل الغرب؟
توضيح: الأنظمة العربية تمارس الظلم ضد شعوبها. الأنظمة السابقة مارست الظلم وبدعم غربي. الأنظمة ليست الهدف الرئيسي بل الشعوب هي المستهدفة، والحكومة العالمية التي تتدخل في شؤون الشعوب تارة بإسم الشرعية الدولية، وتارة بإسم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتارة بإسم الحرب على الإرهاب، وغيرها من الذرائع تحاول دائماً أن تبقي الشعوب تحت سيطرتها. لذلك، حتى وإن كانت هذه التقنيات مستخدمة ضد الشعوب، إلا أن الناس يمكنهم أن يقاوموها بأن يقفوا جميعاً أو غالبيتهم متحدين ضد الظلم وبالتالي يفوتون على قوى الهيمنة الفرصة في السيطرة عليهم وتوجيههم بالطريقة التي يشاؤون. شعارنا (الحق يجمعنا): لا للظلم، لا للخداع، لا للفساد.
6- لا توجد حتى الآن تقنيات للتصوير إلى داخل المباني بوضوح.
توضيح: يعرف الناس أجهزة تؤكد إمكانية التصوير من خلال المواد الصلبة والمعتمة منها: أجهزة تفتيش الحقائب والحاويات، وأجهزة التصوير الطبي للجسم البشري، وأجهزة استكشاف المعادن في باطن الأرض. هذه أمثلة بسيطة تثبت (إمكانية) التصوير. الأجهزة المستخدمة سرياً أكثر تطوراً. أقمار صناعية خاصة لها القدرة الآن على التصوير عبر الجدران وبوضوح تام.
7- إذا كانت تقنيات التصوير إلى المباني موجودة فلماذا لا يتم تحديد مخابئ ما يسمى الإرهابيين بدقة؟
توضيح: أولاً، ينبغي التفريق بين من يقاوم الظالم وبين الإرهابي. من يقاوم الظالم والمعتدي والمحتل ليس إرهابياً. ثانياً، الحكومة العالمية المتمثلة بأمريكا والناتو والذين يحكمهم الصهاينة هم من يصنع الإرهاب. أحداث 11 سبتمبر، والتي كانت السبب الرئيسي لما يسمى الحرب العالمية على الإرهاب، قامت بها الحكومة الأمريكية وهناك شواهد على ذلك (http://www.wanttoknow.info/050908insidejob911). كان الهدف منها تشديد القبضة الأمنية على الشعب الأمريكي بمبرر حمايته من الإرهاب، واحتلال البلدان مثل العراق وأفغانستان، وقتل ملايين البشر، ونهب ثروات الشعوب، وجني أرباح كبيرة لشركات السلاح والأدوية وغيرها. أمريكا لا تستخدم هذه التقنيات لصالح الشعوب أو حتى لصالح شعبها، بل لصالح الطبقة الحاكمة فيها. من يحكم العالم يحترفون الخداع والدمار.
8- إن كانت لديهم القدرة على قتل الناس بالأشعة عن بعد، لماذا لا يقضون على خصومهم؟
توضيح: هناك ضحايا كثيرون لتقنيات الإستهداف الخفي، يتم القضاء على بعضهم بطرق منهجية لا تثير ريبة الناس. لكن القضاء على جميع خصومهم يعني القضاء على غالبية الناس وهو أمر صعب، وغير عملي، ويضرهم أكثر من أن يفيدهم.
9- تقنيات قراءة الأفكار عن بعد غير موجودة، لأنها مستحيلة تقنياً.
توضيح: عندما نعرف آلية قراءة الأفكار يصبح الأمر مفهوماً إذ تعتمد على كهرباء وموجات الدماغ التي تتغير حسب الأفكار والكلمات الموجودة في الدماغ، ومن ثم يتم إلتقاط تلك الموجات بواسطة أجهزة حساسة، منها المركبة على أقمار صناعية. بعض التقارير العلمية تعترف بإمكانية قراءة الأفكار (http://www.ncsconline.org/d_research/stl/june06/heeger.pdf)، كما قامت إحدى الشركات (فوكس واجن) بصناعة سيارة يتم التحكم بها عن طريق الدماغ مباشرة (http://www.popsci.com/…/video-mind-controlled-car-obeys-you…)، وهناك ألعاب يتم لعبها بواسطة الدماغ وهذا يدل على إمكانية (قراءة) الأوامر العقلية، أي قراءة الأفكار. أما الأجهزة المستخدمة أمنياً فهي أكثر تطوراً وتحاط بالسرية.
10- تقنيات قراءة الأفكار غير موجودة لأنه لا يعلم ما في الصدور إلا الله سبحانه وتعالى.
توضيح: كل شيء بإرادة الله سبحانه وتعالى. ليس لدي القدرة على تفسير قوله تعالى (والله عليم بذات الصدور)، ولكن العلماء يكتشفون من وقت إلى آخر أسراراً للإعجاز العلمي في القرآن الكريم، فالعلم الطبيعي المثبت لا يتعارض أبداً مع القرآن الكريم. مع ذلك، يظل علم الإنسان محدود (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا). هناك من علماء الطب من يقول أن للقلب وظائف مرتبطة بالتفكير والمشاعر ولم يعرف منها سوى القليل حتى الآن. مع ذلك، وجود تقنيات لقراءة الأفكار الموجودة في الدماغ عن بعد يزيدنا إيماناً بعظمة الله سبحانه وتعالى فهو الذي خلق العقل الذي يصنع هذه الأشياء، وخلق الإنسان، وخلق الأرض. هذه التقنيات يمكن أن تكون لها تطبيقات مفيدة ولكنها تستخدم في الوقت الحالي لانتهاك الخصوصية العقلية للناس، وسرقة أفكارهم، واستباق أفعالهم.
11- تقنيات التلاعب بالمناخ (سقوط المطر والتسبب بالعواصف والجفاف، إلخ) والتسبب بالزلازل لا يمكن أن تكون موجودة لأن هذه الأشياء يختص بها الله سبحانه وتعالى.
توضيح: لا ينبغي أن نصدر أحكاماً مطلقة، فكل شيء يحدث بإرادة الله سبحانه وتعالى. لا ينبغي أن نقول مثلاً أن شرب كوباً من الماء يحدث بقوة من يشرب، بينما سقوط المطر يحدث بقوة الله. كلاهما بقوة الله. ولذا فنحن نقول (لا حول ولا قوة إلا بالله). ولكن مع ذلك فالبشر مخيرون وليسوا مسيرين، وإلا لما حاسبهم الله على أفعالهم. ينبغي أيضاً ألا نستغرب من القدرة على التلاعب بمناخ الأرض والتسبب بزلازل، فالأرض ليست سوى ذرة في ملكوت الله، فالشمس كما نعلم أكبر من الأرض بأضعاف كثيرة، وهناك نجوم أكبر من الشمس بمليارات المرات. حجم الأرض كبير بالنسبة لأحجامنا، ولكن الله سبحانه وتعالى أعطى الإنسان القدرة على صنع تقنيات لها تأثيرات كبيرة تفوق حجمه بكثير، أحد الأمثلة المعروفة الأسلحة النووية. إنها من فتن هذا الزمن.
12- التسبب بالمرض والوفاة ليس بسبب من يستخدم هذه التقنيات، لأن كل شيء بقضاء وقدر.
توضيح: أولاً، ليست كل حالات المرض والوفاة بسببهم، ولكن البعض منها بسببهم. ثانياً، نتفق على أن كل شيء بقضاء وقدر، ولكنهم يظلوا مسؤولين عن أفعالهم. قدّر الله سبحانه وتعالى الأقدار وأعطى الإنسان حرية الإختيار، لأنه القادر على كل شيء. فهم مجرمون يستخدمون طرق خفية (أشعة وموجات) لإستهداف الناس عن بعد، والمجرم يظل مجرماً مستحقاً للعقوبة سواءً إستخدم سماً، أو سكيناً، أو بندقية، أو صاروخاً، أو شعاعاً من قمر صناعي.
13- لقد بالغتم في قدراتهم وكأنهم يعلمون الغيب.
توضيح: كل ما غاب عنا فهو غيب. ما يحدث في مكان بعيد يعد غيباً ولكننا نعرفه بواسطة وسائل مثل التليفون والتليفزيون وغيرها. هذا علم غيب مبثوث. أما علم الغيب الذي يختص به الله سبحانه وتعالى فهو علم الغيب الذي يختص به الله سبحانه وتعالى. ونحن لا نستغرب من هذه الأشياء فكلها من علم الله خالق كل شيء. المشكلة تكمن في أنها تستخدم لأغراض إجرامية كغيرها من الوسائل التي يمكن أن تستخدم بشكل جيد أو سيء مثل الطاقة النووية.
14- نشر المعلومات حول هذه التقنيات يخيف الناس، فالأفضل عدم العلم عنها حتى وإن كانت حقيقة.
توضيح: نشر المعلومات يفيد الناس أما التعتيم الإعلامي حول هذه التقنيات فهو مفيد للذين يستخدمونها. عندما نعلم مثلاً بوجود تقنيات للتلاعب بالأفكار يقل تأثيرها علينا بشكل كبير، وسيعمل الناس لاسيما المتخصصين والتقنيين على إيجاد وسائل لمواجهتها والوقاية منها. في الغالب تستخدم هذه التقنيات للتلاعب السلبي بالتصرفات، لذلك فعلى الشخص مقاومة أي فكرة سلبية قد تأتي إلى عقله مهما تكررت بإلحاح، وبغض النظر عن مصدرها، وبالتالي يبقى محصناً من تأثيراتها.
15- نشر هذه المعلومات الهدف منه هو حرب نفسية وتخويف للناس الذين يقاومون المحتل والحكومة الأمريكية، وبالتالي جعلهم يستسلمون.
توضيح: هذه المعلومات ينبغي أن يعرفها جميع الناس لأنها تتعلق بقضية تهم كل الناس بمختلف توجهاتهم. أما المقاومين للظلم والعدوان، خاصة شعب الشهداء المرابط، فهم يواجهون الموت يومياً ولا يهابونه، ولن تخيفهم تقنيات الطغاة والمعتدين مهما بلغت. الطغاة وأعوانهم مصيرهم الهلاك مهما كانت قوتهم، ولكنهم لا يعتبرون بمن سبقهم من الطغاة على مر التاريخ. هذا فقط للعلم بالشيء والأخذ بالأسباب.
16- يحق للغرب أن يستخدم هذه التقنيات، فهم اهتموا بالعلم وأصبحوا أكثر تقدماً من غيرهم.
توضيح: التقدم مهما كان كبيراً يظل نسبياً. إن استخدم العلم بشكل سليم فهذا جيد، وإن استخدم لارتكاب الجرائم ضد الناس فهذا إجرام. لا يحق للمجرم المزود بالمعارف والإمكانيات اقتراف الجرائم ضد الناس لمجرد أن لديه الإمكانيات، ولا يمكن تبرير ذلك أبداً. العلم الطبيعي، والذي هو من نعم الله على الإنسان، يتم إستغلاله الآن من قبل عصابة من المجرمين الذين يحكمون العالم، ويتلاعبون بحياة الناس، ويستهدفون المدنيين المسالمين في الشرق وفي الغرب بطرق خفية وإجرامية، أخطرها هذه التقنيات.
17- إذا كانوا يسيطرون على الإعلام، فلماذا سمعنا عن هذه التقنيات؟
توضيح: هم لا يتحكمون بجميع وسائل الإعلام، بل بغالبية وسائل الإعلام العالمية. هناك وسائل إعلام تنشر المعلومات، خاصة على الإنترنت وذلك لسهولة النشر وانخفاض التكلفة. وسائل الإعلام السائدة لا تذكر هذه التقنيات وإن ذكرتها في النادر تتناول جزءاً ضئيلاً من الحقيقة، وتغفل أو تنكر جوانب هامة.
18- إذا كانت هذه معلومات حقيقية ومهمة، فلماذا لا يتخلصون ممن يقوم بنشر المعلومات؟
توضيح: عدد النشطاء حول العالم في ازدياد فليس من المجدي التخلص منهم كلهم. كما أن وجود أناس ينشرون المعلومات يعطي إنطباعاً خاطئاً بأن حكام العالم يتيحون للناس حرية التعبير، ويقود ذلك منطقياً إلى المقولة غير الصحيحة (لو كانت هذه المعلومات حقيقية، لتم منع نشرها). من يحكم العالم يحترفون خداع الجماهير.
19- إذا كان موقع فيسبوك تعود ملكيته لجهات إعلامية إحتكارية لها أهدافها الخاصة، فلماذا نجد فيه معلومات حول هذه التقنيات، ولماذا يسمحون بنشر هذه المعلومات أصلاً؟
توضيح: هذا جزء من الحرية الإعلامية المحدودة والظاهرية والتي تخدمهم كثيراً. لنفترض العكس، أي عدم السماح بنشر أي شيء عن هذه التقنيات، فهذا يعني تكميم الأفواه وسيكون دليلاً واضحاً على المحاولة المتعمدة للتعتيم، وربما إثارة إهتمام الناس أكثر. القمع التام ليس في صالحهم. قد يتم منح حرية محدودة ولكن يظل الموضوع مهمشاً. هذا لا يعني عدم وجود صعوبات في فيسبوك إذ يتم توقيف بعض خاصيات فيسبوك، وتفشل محاولات إنزال بعض المواضيع دون سبب معروف. الحرية المحدودة والسطحية أفضل لحكام العالم من الخنق التام لحرية التعبير.
20- ماذا يحتاج ضحايا هذه التقنيات والذين يطلق عليهم (ضحايا التعذيب الكهرومغناطيسي)؟
توضيح: الإعتراف بمشكلتهم وتفهمها، ومحاولة تقديم المساعدة لهم قدر الإستطاعة. كثير من الإضطرابات النفسية وحالات الجنون سببتها وتسببها هذه التقنيات. الكثير من الضحايا والأفراد المستهدفين يتعرضون لتعذيب خفي ومنظم باستمرار، طوال اليوم، وبغض النظر عن المكان الذي يتواجدون فيه، وبأساليب تعتبر من أكثر أنواع التعذيب وحشية في هذا العصر. بمعرفة وجود هذه التقنيات سيقل تأثيرها، وسيتفهم الناس موقف الضحايا، وسيقدم لهم الدعم المعنوي، وسيتم إيجاد الحلول التقنية لهذه المشكلة التي يتعرض لها عدد كبير من البشر، عاجلاً أو آجلاً. يفضل مستخدمو هذه التقنيات أن تظل سرية كي تستخدم دون أن يدري الناس وتكون مؤثرة جداً عليهم
جهاز جوسسة سري للسيطرة على العقول اليهود يعتدون به على المسلمين
تجربة و معرفة فريدة حول الإجرام اليهودي العالمي المعاصر المبني على جهاز سري للجوسسة يمكن به السيطرة من بعد على عقول البشر (Mind Control).
سرا اليهود يدمرون، في هذا العصر، العالم العربي الإسلامي عبر زرع الفتن و إشعال نار الحروب، هالكين الملايين (تذكروا إبادة ما يعادل المليون ضحية في حرب واحدة غاشية ضد العراق). اليهود يسيطرون على الغرب و يستعملونه كأداة لتحطيم المسلمين. التجبر على الغرب و الشرق صار شبه حقيقة لصالح اليهود لتملكهم هذا الجهاز السري الفتاك للجوسسة الذي يمكنهم من السيطرة من بعد على العقول (Mind control).
هذا الجهاز هو أخطر من القنبلة الذرية لأنّه سري و يصعب جدا التأكد من العمل به، جل الناس في هذا العالم يمكن لهم التعامل مع شخص ما اليهود يسيطرون على عقله من دون إدراك أو حتى الشك في هذه الحقيقة، و لكن بعض البشر ذو تجربة طويلة (مثلي) أو حساسية فائقة أو تفكير حر و ملاحظة دقيقة يمكن لهم القيام ببعض الإستنتاجات مع طول الوقت. هذا الجهاز هو أخطر من القنبلة الذرية لأنّ على سبيل المثال الفرد الذي سيهم بالضغط على زر القنبلة الذرية يمكن منعه من فعل ذلك عبر السيطرة على عقله و يمكن أيضا الإسائة إليه بشتى الصفات، و من بينها القتل، عبر الجهاز السري و من دون أن تفهم الضحية.
يمكنكم التعرف على جزء من الإجرام اليهودي (تعذيب، قتل،...) المفزع و التاريخي الذي أقترف ضدي و ضد عائلتي في فرنسا و تونس طوال ما يقارب ربع قرن بقراءة بعض النصوص باللغة الفرنسية و الإنجليزية :
http://www.lawwiki.ir/forum/showthread.php?tid=14
http://www.lawwiki.ir/forum/showthread.php?tid=2448
بالتبسيط : هذا الجهاز يعمل من بعد عن طريق الموجات اللإلكترومغناطيسية و يتفاعل على النطاق الكهربائي مع مخ الضحية، مع العلم أن الدماغ في عمله العصبي (الفكري، الإحساسي،...) يرتكز على عدد كبير من الخلايا العصبية (Neurone) التي تتواصل بينها عبر الكهرباء، فالدماغ هو آلة دقيقة جدا تعمل بالكهرباء الذي يمر بين الخلايا العصبية، فخلق و مسار هذا الكهرباء يكوّن كل الوظائف العصبية. الكهرباء الذي يتواجد في الخلايا العصبية عند عمل الدماغ يولد موجات إلكترومغناطيسية تنبعث من الرأس يلتقطها من بعد الجهاز الحساس للسيطرة على العقول الذي بدوره يدرسها و يحللها ليتمكن من معرفة الحركة العصبية (كلام، حركة، تفكير، إحساس، ...) الكائنة بدماغ الضحية. كذلك بإمكان الجهاز للسيطرة على العقول إرسال موجات إلكترومغناطيسية في إتجاه دماغ الضحية يتمكن بها خلق والتحكم من بعد على الكهرباء السائر بين الخلايا العصبية لإنتاج الحركة العصبيّة التي يسعى إليها : كلام، حركة، ... الصعوبات الكبرى التي يلزم إجتيازها عند صنع جهاز مثل هذا هم التحكم في بعض التكنلوجيات المتطورة جدا و تمكّن من بعض الإختراعات السرية و توجد إمكانيات (بشرية و مالية) ضخمة و السعي طوال العديد من السنين، و حاليا هذا ليس في قدرية كل دولة عظمى.
***
الجهاز السري للجوسسة للسيطرة على العقول صنعته لا شك فيه الولايات الأمريكية المتحدة و يستغلّه عالميّا بكل حريّة اليهود الذين هم من أصحاب الطّوْل في هذا البلاد. و هذه الحقيقة الثلاثيّة (وجود + صانع + مستغل) تمثّل من أعظم الأسرار المحفوضة الآن في العالم، و الكذب حول هذا الموضوع ينمو يوم بعد يوم لخطورة الوضعيّة و نمو عظمة الإجرام العالمي الذي يرتكب في حق العديد من الشعوب و الذي ليس له أي مثيل في تاريخ البشريّة. لو كشفت الحقيقة فالعالم سوف ربّما يهتزّ و يعرف العديد من الأزمات. ما كشف أخيرا حول الوكالة الأمريكية للإستخبرات NSA يساوي ضحكة بالمقارنة لما أرتكب عالميا بهذا الجهاز السري. وجود و إستعمال هذا الجهاز الخارق للحدود و للسيادات هو سر دفن و ثقيلا جدا، فما بالك بسر وجوده في مخالب اليهود الذين تمكنوا من الغرب خصوصا بلعبة دور الضحية العظمى والبكاء. هل يمكن للضحية التارخية أن تكون في الحقيقة المجرمة الأولى؟ هل يتخيل إمكانية التصريح بإفلاس الخطة اليهودية التي مكنتهم من السيطرة على الغرب؟ هل إنقلبت الضحية إلى الجاني؟ الركيزة الكبرى لعلو اليهود في عصرنا هذا هي لعبة دور الضحية و البكاء و التخلي على هذا يعني خسارة كل ما وصلوا إليه، فلذك يمكن فهم بسهولة إستحالة الإعتراف بهذه الحقيقة من طرف المتورطين و حلفائهم، ربما يدمروا اليهود الولايات الأمريكية المتحدة و لكنهم لن يعترفوا بأخطائهم حول هذه القضية، و اليهود نادرا جدا ما يعترفوا بأخطائهم العديدة ضد غير اليهود. في زمان ما، و إذا وقع، ربما تتسرب بعض الأخبار الرسمية حول هذا الجهاز للجوسة و لكن سوف يغطى الدمار اليهودي تحت غطاء المصالح العليى للولايات الأمريكية المتحدة. و بخصوص الولايات الأمريكية المتحدة يصح على العديد من الضحايا فهم أنّ هذا البلد القوي هو بنفسه ضحيّة لليهود الذين يستدرجونه إلى الهلاك بزجّه في مظالم كبرى غايتها الأولى خدمة مصالح اليهود و إسرائيل على حساب مصالح سكان هذا البلد المتطور و في نفس السياق هدفها إصتناع تصادم مدمّر مستمر بين المسلمين و الغرب قصده حماية إسرائيل. على سبيل الذكر الحرب المبنيّة على الكذب ضد و المدّمرة للعراق كلّفت دافعي الضرائب في الولايات الأمريكية المتحدة اللألاف من المليارات الدولار، فهل يمكن توقع أنّ المتورطين و الخبثاء اليهود سوف يرجعوا يوما كل هذه الأموال الطائلة إلى الشعب الأمريكي؟
هذا الجهاز للجوسسة هو سري و لكن منذ تقريبا نصف قرن معروفا أن الولايات المتحدة الأمريكية تدير بحوث علمية للوصول إليه. و يصح التلميح إلى أنّ الوعي و المعارضة لهذا الجهاز هي متمركزة خصوصا في الغرب و بصفة أهم في الولايات المتحدة الأمريكية، أدعو من شاء إلى زيارة و التمعن في منتديين :
http://peacepink.ning.com
https://www.stopeg.com/forum
متطرفين يهود يستعملون هذا الجهاز عالميا، إنهم يسيطرون على عقول الكثير من البشر (سياسة، صحافة، أمن ، عدالة، مجموعات مسلّحة، عصابات،...) في العديد من البلدان و يشعلون نار الحروب و الفتن، لا بد من ذكر أنهم لا يسيطرون على عقول كل الناس و لا حتى الملايين بل يفعلون ذلك حسب الظروف سعيا لتحقيق أهدافهم الإجرامية، و إذا هم يتحكموا في عقل شخص معين هذا لا يعني أن كل ما يصدر من هذا الشخص قد أملاه اليهود و أنا أمثّل هذه الحالة. كذلك لا يحق إعتقاد أنّ اليهود يتدخلوا بهذا الجهاز السري في كل قضيّة في العالم متورط فيها يهوديا ما أو تمس مصالح بعض اليهود.
ليس لي العديد من المعلومات لكي أذكر بالتدقيق الصفات الكاملة لذلكم اليهود، و لكن حتميا و أولا هم من الولايات المتحدة الأمريكية و يتعاملوا مع يهود بعض البلدان الأخرى، مثل فرنسا. أشير إلى أنّني على معرفة لهويات بعض اليهود الذين هم بصلة ما مع ذلكم اليهود الفائقي الإجرام بإرتكازهم على جهاز السيطرة على العقول.
هنالك بعض الخدع التي يرتكز عليها اليهود للمضي قدما في الفساد سرا بهذا الجهاز و بدون إزعاج و إثارة الشكوك بين البشر و خصوصا الضحايا، كالمسلمين :
- حفض السر : و هذا يمكن أن يعني العديد من الأشياء : قتل كاشف السر، تهديده، تهمته بالجنون أو بأي تهمة أخرى (معاداة للسامية)، التحكم في الإعلام و الأمن و العدالة عبر الجهاز السري، عدم تمكين الضحايا بإمتلاك حجج ضدهم، طاقة تدخل من بعد عالمية و ربما في عدد كبير من بلدان العالم،...
- عدم إيقاظ الشكوك : و هذا يعني القيام مسبقا بتحضيرات و دراسات طويلة قبل التدخل بقوة في قضية ما.
- إعانة الخصم : و هذا يعني أنه في بعض الأحيان ذلكم اليهود المجرمين يساندون سرا أعدائهم، الجاهلين لهذا الدعم اليهودي، ضد اليهود لمغالطة تلكم الأعداء الظانين أنهم قادرين على بعض اليهود الذين بالطبع سوف يرتكزون على الإسائة إليهم لنفي إمتلاكهم الجهاز السري و في نفس الوقت هذا سيخدم مصالح اليهود اللاعبين دوما دور البطولة في مجال الضحايا.
- المراقبة المستمرة : و هذا يعني أنهم يكرسون إمكانيات عظمى لشد حراسة شديدة على مواقع القرار الهامة و الفعالة في العالم و على كل عناصر القضايا الساخنة.
- التلقيح : و هذا يعني تسريب مقصود لبعض المعلومات المرطبة أمّا بالجهاز السري أمّا باليهود المستعملين له و إرتكازا على عناصر (متطرفين، معزولين، محروسين، ...)، هم ضحايا لليهود، و ضروف خاصة تشوه هذه المعلومات و التي تصبح صاعدا مرطبة بهذا التشويه، و من بعد كلما ذكر شخص ما معلومات صادقة من هذا النمط فحتميا يصعب تصديقه لأن هذه المعلومات شوهت سابقا في عقول الناس.
- إلخ
كمحاولة لي لرفع الحجاب على المنظومة المحتملة التي يرتكز عليها ذلكم اليهود المتورطين للسيطرة على بلاد ما أشير أنهم يسيطروا أولا و سرا على أعلى رؤوس القرار و على الإعلام، مثل رئيس الدولة أو الوزير الأول في نظام ديمقراطي جمهوري ثم وزير الداخلية و وزير الدفاع ثم المسؤولين على الهيئات الأمنية ... و في نفس الوقت يسيطروا على عقول رموز و كبار المسؤولين على الإعلام. السيطرة لا تعني التحكم الكلي بل يمكن أن تكون فقط الجوسسة و التنصت. هذه العصابة من اليهود سعيهم الإجرامي الأول هو إستحالة كل مبادرة لمحاربتهم في حالة كشف أمرهم، و سيطرتهم على أعلى رؤوس القرار يجعل أي رد فعل رسمي شبه مستحيل أو صعبا جدا، و سيطرتهم على الإعلام يهدف إلى سدّ الطريق لزرع الوعي في الشعب.
يمكن لأي شخص يصعب عليه التحقق مباشرة من إستعمال الجهاز السري أن يشك في وجوده عندما يدرس بصفة عامة في عصرنا هذا حالة اليهود و إسرائيل و في نفس الوقت حالة أعدائهم. من جانب هناك الفتن و التهديدات و الدمار و الحروب الغريبة و الغامضة التي تفتك بصفة شبه مبرمجة و متسلسلة بالعالم العربي الإسلامي و من جانب آخر في نفس الوقت تحسن و تقوي و ضعية اليهود و إسرائيل رغم كل التجاوزات و التعسف اليهودي العالمي و الأخطار، مع العلم أنه ما هو طبيعي و منطقي كان يتوق أن يكون نمو و تطور العالم العربي الإسلامي ذو المليار مواطن و الثروات الهامة و حتميا تشكيله قوة درع أكبر ضد الإحتلال و الخطر الإسرائيلي. هذا التحليل للوضعية الحالية لا يعني أنّ هذا العدوان سيدوم و سوف يمضي في نفس الإتجاه فالله يأكد : "إنالباطلكان زهوقا"، و لكن هذا يدعم ثقل حقيقة و فكرة وجود و إستعمال الجهاز السري للسيطرة على العقول من الطرف اليهودي.
أول الكافرين بهذا الجهاز للجوسسة هم اليهود الكاذبين الذين يستعملونه للسيطرة على جزء هاما من العالم و لتدمير العديد من الدول العربية الإسلامية. هل لك يا أيها القارء أي فكرة على عناد اليهود و تطرف اليهود الذين هم في حالة إجرام بدون حدود و سلطة لإيقافهم؟ يلعبون لعبة الكفر بهذا الجهاز للجوسسة (ينفون وجوده) و يضحكون في ما بينهم لتدميرهم للعرب و المسلمين من أجل خدمة مصالح إسرائيل. ذلكم اليهود يزعمون أن المسلمين متخلفين و جهلة و عندما تصف لهم هذا الجهاز للجوسسة فهم ربما سوف يعتبرونه سحرا أو علامات جنون من يذكره! و هم ينكرون و يُنَكِّرو وجود هذا الجهاز السري لمواصلة الإجرام بأكثر سهولة و لِأنّ عظمة الإجرام الذي أرتكب به تتعدى مستوى أي إجرام آخر في تاريخ البشرية...
***
بدؤوا منذ سنة 1989 في فرنسا، حيث كنت أعيش بصفة رسمية كمهندس، بعض اليهود السعي إلى تدميري سرا عبر الجهاز الخفي لمراقبة البلاد و مضادة الجوسسة الذي كانوا يخترقونه و يستعملونه كأداة لخدمة مصالحهم الإجراميّة، ولاحقا أعتمدوا على أمن الدولة الخارق لكل قوانين الدولة من أجل تقويّة المساعي الهادفة لتدميري، و آخرا ومنذ تقريبا عام 1999 بدأوا في استخدام ضدي الجهاز السري للسيطرة على العقول و هذا يمثل أشدّ تطورا و أقوى آلة إجرام في عصرنا.
في آخر سنة 2003، رغم معارضة رئيس الدولة الفرنسيّة، جاك شيراك (الذين كانوا يتصلوا به و لكنه ليس له أي سلطان عليهم)، تم ترحيلي من فرنسا إلى تونس بقوة الجهاز السري للسيطرة على العقول الخارق لكل مكونات الدولة الفرنسيّة من طرف اليهود من أجل تسهيل مهمة الإعتداء عليا على أرض دولة أقل قوة من فرنسا وأعتاد الإعتداء على مواطنيها من طرف النظام الحاكم و يقطنها القليل من اليهود. يجدر الذكر أن جهاز السيطرة على العقول هو فعّال سرا و خداعا في تونس حتى الآن و يخترق كل مكونات الدولة و يستعمل للتآمر ضد تونس و العالم الإسلامي خدمة لمصالح اليهود، و ربما سيأتي يوم لمحاولة كشف كل ما فعلوه المجرمين اليهود، المدمرين للملايين من المسلمين و العرب، سرا و خداعا في تونس قبل و بعد الثورة. من أشد الإنتهاكات التي أرتكبت ضد عائلتي في تونس هو قتل غدرا و تحت غطاء والدي في جويلية 2004. ومن أفضح التعديات التي أنا ضحيّتها في فرنسا وتونس هو التعذيب اللامتناهي و طوال سنين عديدة، قبل و بعد الثورة التونسية، المرتكب من بعد عبر الجهاز السري للسيطرة على العقول، الذي يمكن به خلق من بعد كل الإحساسات الممكنة للألم و أشدّه، عدد قليل من البشر عذبوا كما عذّبت، و على سبيل الذكر هم عذبوا و يعذبون المسلمين في كل أنحاء العالم : فلسطين، العراق، غوانتانامو... هذه العصابة اليهودية الشيطانية هي الأقوى فسادا في تاريخ البشرية، ربما حاليا القليل من الأشياء يمكن الإعتراض لهم، فهم على سبيل الذكر يتلاعبوا سرا بالعديد من المجموعات المسلحة (التي لا تعي هذا) لإستغلال ما يصفوه بالإرهاب من أجل إفساد وإضعاف و تدمير العديد من البلدان والإسائة إلى الإسلام، و كذلك هم قادرين على صنع العديد من العمليات الشنيعة من أجل مغالطة الرأي العام خدمة في آخر الأمر لمصالح اليهود و إسرائيل.
بقوة الجهاز للسيطرة على العقول و بكل وحشيّة إعتدوا، في فرنسا و تونس، سرا على كل القضاة المكلفين بالقضايا العدليّة التي تخصّني، و منعوني أيضا من أي محام يخرج عن نفوذهم و يتهمهم، و رغم كل الحجج ضدّهم لم يسمحوا لأي قاض البت ضدّهم، و في نفس الوقت فعلوا كل ما يقدروا عليه لجعل حياتي جحيم و عذاب : مانعيني من الشغل، الزواج، الحياة الإجتماعيّة، الحريّة،...قوتي و صبري و بصيرتي و رباطي و إيماني لم يزدهم إلّى أكثر تعصّب و بربريّة و عنف في تنفيذ برنامج هدفه الجبان : تحطيمي كليا.
بالإرتكاز على هذا الجهاز اليهود يمنعوا أفراد عائلتي الذين يعيشون معي من فهم و الشعور بجهاز السيطرة على العقول رغم كل محاولاتي، فهذا يبرهن على إستحالة من طرفي زرع أي وعي بهذا الجهاز في شخص ما، مهما كانت نفوذه و رتبته (أمن، قضاء، سياسة...)، أمّا أتصل به مباشرة أمّا يعرفوا مسبقا أنه سوف يتحصل مني على سبيل المثال معلومة كتابية، هذه الوضعية هي جزء من شيء أعظم يبرز أنّني أعيش نوعا ما في سجن من دون باب و حيطان. كسر هذا الحصار هو على سبيل المثال ممكن في ظروف خاصة عبر شبكة الأنترنت عندما شخصا مجهولا يقرأ و يدرس كتاباتي التي كنت قد نشرتها في منتدى ما لأنّ يستحيل للعصابة اليهودية التحكم بسرعة على عقل شخص مجهول مستعمل للأنترنت لم يقوموا مسبقا بالبحث على مكانه و هويّته عبر، مثلا، عنوانه في الأنترنت "IP".
و ذلكم الخبثاء عرفوا بالفساد في الأرض، و قفزتهم الأخيرة نحو الشيطنة توضح تعنّدهم و ضيق فهمهم، فهم غالبا ما يعتبروا غرورا أنفسهم أدهياء قادرين التلاعب بأي من شاؤوا، و جهاز السيطرة على العقول يسهّل لهم هذه الأباطيل. على سبيل المثال، بالتوازي مع مساعي حثيثة غايتها عزلي من المجتمع، هم يسعوا لفرض في ذل عظيم و إرتكازا على الباطل (الجهاز السري و ما حصّلوا به) أنني مختل عقليا أو معادي لليهود لمحاولة حجب الإجرام الفضيع الذي أرتكب ضدّي سرا من طرفهم عبر الجهاز للسيطرة على العقول و رغم شهادة و معرفة العديد. الله، أحكم الحاكمين، يكشف لهم مرات في مجال المكر و الكيد بالقرآن الكريم ما ليسوا قادرين على فهمه، و يكفي ذكر قوله الذي أصبح صاعدا حقًا فيهم : "إن كيد الشيطان كان ضعيفا".
ليس هدف هذا المقال وصف كل الإجرام اليهودي الذي أرتكب ضدي و ضد عائلتي و ضد آخرين طوال قضيّة دائمة منذ ربع قرن. و لكن ربما هذا سوف يكون موضوع مقالة أخرى.
***
إرتكازا على الجهاز السري للسيطرة على العقول عنصر أو مجموعة من البشر الأشرار لهم القدرة على السيطرة خِفْيتًا من بعد على عقل ضحيّة و هذا ما يمكنهم بالقيام من دون وعي هذه الضحية بالعديد من الأشياء : قرائة الأفكار ، إملاء الأفكار (الوسوسة...) عند الحاجة ، التصنت للسمع، إملاء الكلام عند الحاجة، تحريك تقريبا أي عضلة عند الحاجة، التعرف على ما يشمه الأنف، إملاء ما يشمه الأنف عند الحاجة، خلق العديد من الإحساسات (ألم، غبطة،...) عند الحاجة، خلق العديد من الأمراض عند الحاجة، إلخ. هذا له مفهوم ديني في الإسلام، هذا نمط فصيح لما يوصف بشياطين الإنس. إذا ما يقترف بهذا الجهاز السري هو عمل الشيطان الخناس الذي له القدرة على السيطرة على الإنسان بصفة شبه كاملة من دون أن يُروا و من دون أن تشعر الضحية.
مرتكزا على تجربتي الطويلة أبيّن أنّ هناك بعض التشابه بين عمل شياطين الجن و عمل شياطين الإنس، المبني على الجهاز السري للسيطرة على العقول، غير أنّ أفعال شياطين الإنس (و أشير إلى بعض اليهود المتورطين) تتسم بإجرام و بربرية و عنف و حمق أشدّ. ربما هذا الفارق له تفسير مبني على طول تجربة شياطين الجن و قُصر و ضعف تجربة شياطين الإنس المغرورين و المشار إليهم.
القرآن الكريم ينذرنا بكل حكمة من شر الشياطين و اليهود الكافرين، و يمثل هذين المجموعتين من بين البشر قطبين عظيمين للشر و للفساد في الأرض. بقفزة بعض اليهود إلى مرتبة شياطين الإنس فكأنّما وقع تحالف إندماجي بين رتبة اليهود و رتبة الشياطين من أجل خلق قوة فسادية أكثر خطورة و فاعليّة ضد الإنسانية و هذا إبتلاء جبّار لكل إنسان يهاجم من طرف هذا التحالف للأشرار. لا شك فيه، الفتن تتضاخم يوم بعد يوم في عصرنا هذا، و كما يلاحظ أكثر من مرة فالعلم في المفهوم الغربي يمكن أن يكون له إنعكاسات سلبية مدمرة للبشرية، و ينفرد الغرب وشياطينه في هذا. و منطقيا يجب الإشارة إلى أنّ لا يمكن إستعمال إنفرادي و واسع للجهاز للسيطرة على العقول، كما هو الحال في عصرنا هذا، إلا من طرف مجموعة شرّيرة معادية كليًا للبشرية تكون أمّا جاهلة لتداعيات أفعالها أمّا قد صممت مسبقا هلاك البشرية.
و يمكن ذكر بعض النقط التي تجمع شياطين الجن و اليهود :
- ألإثنان لم يشيدوا أي حضارة على وجه أو في باطن الأرض رغم كل النفوذ و الإمكانيات : المالية، الفاعلية،...
- اليهود يزعمون أنهم شعب مختار أسمى من كل البشر و شياطين الجن لأنّهم خلقوا من نار يزعموا أنّهم أعلى من ما خلق من طين: آدم و ذريته.
اليهود لعنوا تاريخيّا، و شدّة حرصهم على السعي فسادا في الأرض جعلهم يقفزوا إلى مرتبة الشيطان التي يظنوا أنّها سوف تمكنّهم خفية من المزيد من النفوذ و تسهّل لهم الخروج على القوانين، يعني إرتكاب أسهل للجرائم، ناكرين و متجاوزين كلام و حُكْم الله : "ألا إنّ حزب الشيطان هم الخاسرون". و هذا يدل على حتميّة خسارة اليهود الماضين في الشيطنة و عداوتهم لله و عباده. و يلاحظ أنّ اليهود تقربوا من الشياطين و ليس العكس، اليهود صعدوا و الشياطين لم ينزلوا من السُلّم.
الإسلام هو الدين الوحيد الذي يذكر شياطين الإنس كما يجسمها في هذا العصر بعض اليهود، و يمثل هذا برهانا على صدق الدين الإسلامي. مع العلم أنّ شيطان الإنس هو آخر كلمة تذكر في القرآن الكريم في سورة الناس، فربما هذا إشارة إلى توصية من الإله حول خطورة أو وضعية ما تخص شيطان الإنس.
***
اليهود وصلوا في عالمنا هذا، بالإسائة بهذا الجهاز للسيطرة على العقول، إلى أعلى قمة في الفساد حسب المفهوم الديني و الإخلاقي و الكوني. بإكتسابهم لهذا الجهاز السري صاروا يمثلون أعظم خطر لإفساد الأرض كليا لم يقترب إليه أي شخص أو مجموعة طوال تاريخ البشريّة. هل هناك فساد و ظلم أعظم من السيطرة عالميا على عقول البشر لجعلهم في آخر الأمر طائعين و خاضعين سرا لأوامر و طموحات أشد الخلق فسادا في الأرض؟ السر الذي يحيط هذا الإجرام اليهودي المفزع سوف لا يكون عائقا على حتميّة بروز مبادرة مضادة لفساد اليهود و التي سوف تأثّر على مصير البشريّة : أمّا الهلاك و الفناء للأرض و أمّا الخلاص من شر و شيطنة اليهود.
العالم لم يعرف حربا عالمية فتّاكة جديدة بعد الحرب الثانية و هذا لم يمنع اليهود من إهلاك العديد و العديد من المسلمين، كما بيّنته و كشفته في مقالة أخرى اليهود الذين هُلِكوا في الحرب العالميّة الثانية على يد النازيين هم في الحقيقة أقل عدد من المسلمين الذين قتلوا في هذا العصر بسبب المساعي الإجراميّة اليهوديّة... هذا مفزعا جدا و هذا ما لا يذكره إعلام الدول التي تسوّق الديمقراطيّة و حقوق الإنسان... النفوذ و القوة التدميرية الظاهرة و الباطنة (الجهاز السري للسيطرة على العقول...) التي وصل إليها اليهود، و هم قلّة، في عالمنا هذا تتعدى بكثير ما وصل إليه عبر الحروب مدى فطرة و جيزة النازيون. فبمن يسخرون؟ أبالمسلمين الذين جنّدوا ضد النازيّة و قضواْ نحبهم في الحرب العالميّة الثانية أو بالمسلمين الذين أهلكُوهم في عصرنا هذا؟ كذلك يتباكى و يزعموا اليهود خصوصا في الغرب بأنهم أكبر ضحايا معادات للسامية و لكنّهم في الحقيقة أكبر قتلة للسامية (العرب) في العالم. أليس عالمنا اليوم هو في الحقيقة كذب يهودي؟ ما هي حدود كذبهم و فسادهم؟ لقد دمّروا المسلمين ظلما أكثر ما فعله الإستعمار الغربي الذي هم شاركوه و ورثوه و طوّروه.
بديهيا الطور الذي وصلوا إليه اليهود في هذا العصر، خصوصا بفضل هذا الجهاز السري، لقد كشفه سابقا القرآن الكريم : "وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا". لسْتُ بعالم دين لأمضي أكثر تعمق حول هذه المسائل.
***
أنا أسعى إلى تحرير نفسي و كف أذى اليهود عني و عن عائلتي و عن بلدي و الأمة الإسلامية و البشرية كافة، و هذا لا يمكن إلا بعد زرع أوّلا الوعي في العديد من الأفراد الذي بإمكانهم لعب أي دور إيجابي في هذا السبيل و لكسر الحصار اليهودي المبني على الجهاز السري للسيطرة على العقول.
اليوم الذي سيكون العالم في حالة وعي و علم بحقيقة هذا الجهاز السري للسيطرة على العقول فسوف حتميا يؤدي ذالك إلى إبطال فاعلية هذا الجهاز و وضع حد لإ جرام ذلكم اليهود و يفتح من بعد باب القبض عليهم و محاكمتهم ...
هذا لاشك فيه : العلم هو من جملة المسائل التي يمكن الإرتكاز عليها لمضادة الجهاز السري للسيطرة على العقول، حتميا لابد من معارضة العلم الفاسد بالعلم الصالح، و القرآن الكريم ربما يكشف لنا بعض مكونات الحل المنشود.
الماء الذي قال فيه الله "وجعلنامن الماءكل شيء حي" لا تخترقه الموجات اللإلكترومغناطيسية، يعني هذا أن الماء يحمي الحياة الطبيعيّة ضدّ جهاز الجوسسة للسيطرة على عقول. الكائنات التي تعيش في الماء هي محمية إذا من شر هذا الجهاز السري، و عندما يغوص الإنسان في الماء يصير محميا من هذا الجهاز. و مع العلم أنّ القرآن الكريم يذكر السمك، الذي يعيش في الماء، إيجابيّا في ثلاثة ظروف (مرتين تخص بن إسرائيل و مرت يذكر فيها أيضا الشيطان) :
1— ذكاء الحوت يوم السبت و فشل مكر اليهود نفس اليوم عند محاولة أو عدم محاولة إصطياده (سورة الأعراف).
2— نجدة الحوت للنبي يونس و قوله في بطن الحوت الدعاء الشهير "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتمن الظالمين" (سورة الأنبياء).
3 –- الشيطان يُنْسي الفتا ذكر أنّ السمك الذي لا حياء فيه يقفز عجبا و سربا من البر إلى البحر حيا عند وصول الرسول موسى إلى موقع العبد الصالح سيدنا الخضر(سورة الكهف).
فربما يمكن إستخلاص، من بين كل هذه اامعلومات و الحكم الإلهيّة التي من بين رموزها العلم و الماء و الحوت و اليهود و الشيطان و الموت و الحياة، حل يحمي الإنسان من شر اليهود الصادر من الجهاز السري للجوسسة للسيطرة على العقول.
مرتا أخرى : كل من له عقل يحاول به فهم ما هو حادث في العصرنا في العالم الإسلامي العربي من حروب و فتن، خصوصا بعد الإستعانة بنصوصي، لا يمكن له إنكار إمكانية وجود هذا النوع من الأجهزة السرية. أنا بحكمة تجربتي و مأساتي الفريدة و النادرة جدا أطرح مسئلة سريّة عظمى و لكن لا مغير لطبع بعض البشر، "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، و أبقى منفتحا للإدلال بالكثير من المعلومات الإضافية عبر الإجابة على أسئلتكم و الحمد لله أنّ ديننا الإسلامي يحثنا على المعرفة و العلم : "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"، و كذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث يقول : "إنّ العلماء ورثة الأنبياء"، هذا كله يجعل المسلمين منفتحين و قابلين التمعن في المسائل العلميّة من نمط جهاز السيطرة على العقول، يحثنا القرآن الكريم أكثر من مرة على طلب العلم : "وقل رب زدني علما".
نستعيذ بالله السميع العليم من نزغات الشيطان، و كل من حاولوا الإسائة بهذا الجهاز السري جعل الله كيدهم في نحورهم، و إن شاء الله "مَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنۡ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذۡنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلاَ يَنفَعُهُمۡ".
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس(1)مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)"
جهاز جوسسة سري للسيطرة على العقول اليهود يعتدون به على المسلمين
تجربة و معرفة فريدة حول الإجرام اليهودي العالمي المعاصر المبني على جهاز سري للجوسسة يمكن به السيطرة من بعد على عقول البشر (Mind Control).
سرا اليهود يدمرون، في هذا العصر، العالم العربي الإسلامي عبر زرع الفتن و إشعال نار الحروب، هالكين الملايين (تذكروا إبادة ما يعادل المليون ضحية في حرب واحدة غاشية ضد العراق). اليهود يسيطرون على الغرب و يستعملونه كأداة لتحطيم المسلمين. التجبر على الغرب و الشرق صار شبه حقيقة لصالح اليهود لتملكهم هذا الجهاز السري الفتاك للجوسسة الذي يمكنهم من السيطرة من بعد على العقول (Mind control).
هذا الجهاز هو أخطر من القنبلة الذرية لأنّه سري و يصعب جدا التأكد من العمل به، جل الناس في هذا العالم يمكن لهم التعامل مع شخص ما اليهود يسيطرون على عقله من دون إدراك أو حتى الشك في هذه الحقيقة، و لكن بعض البشر ذو تجربة طويلة (مثلي) أو حساسية فائقة أو تفكير حر و ملاحظة دقيقة يمكن لهم القيام ببعض الإستنتاجات مع طول الوقت. هذا الجهاز هو أخطر من القنبلة الذرية لأنّ على سبيل المثال الفرد الذي سيهم بالضغط على زر القنبلة الذرية يمكن منعه من فعل ذلك عبر السيطرة على عقله و يمكن أيضا الإسائة إليه بشتى الصفات، و من بينها القتل، عبر الجهاز السري و من دون أن تفهم الضحية.
يمكنكم التعرف على جزء من الإجرام اليهودي (تعذيب، قتل،...) المفزع و التاريخي الذي أقترف ضدي و ضد عائلتي في فرنسا و تونس طوال ما يقارب ربع قرن بقراءة بعض النصوص باللغة الفرنسية و الإنجليزية :
http://www.lawwiki.ir/forum/showthread.php?tid=14
http://www.lawwiki.ir/forum/showthread.php?tid=2448
بالتبسيط : هذا الجهاز يعمل من بعد عن طريق الموجات اللإلكترومغناطيسية و يتفاعل على النطاق الكهربائي مع مخ الضحية، مع العلم أن الدماغ في عمله العصبي (الفكري، الإحساسي،...) يرتكز على عدد كبير من الخلايا العصبية (Neurone) التي تتواصل بينها عبر الكهرباء، فالدماغ هو آلة دقيقة جدا تعمل بالكهرباء الذي يمر بين الخلايا العصبية، فخلق و مسار هذا الكهرباء يكوّن كل الوظائف العصبية. الكهرباء الذي يتواجد في الخلايا العصبية عند عمل الدماغ يولد موجات إلكترومغناطيسية تنبعث من الرأس يلتقطها من بعد الجهاز الحساس للسيطرة على العقول الذي بدوره يدرسها و يحللها ليتمكن من معرفة الحركة العصبية (كلام، حركة، تفكير، إحساس، ...) الكائنة بدماغ الضحية. كذلك بإمكان الجهاز للسيطرة على العقول إرسال موجات إلكترومغناطيسية في إتجاه دماغ الضحية يتمكن بها خلق والتحكم من بعد على الكهرباء السائر بين الخلايا العصبية لإنتاج الحركة العصبيّة التي يسعى إليها : كلام، حركة، ... الصعوبات الكبرى التي يلزم إجتيازها عند صنع جهاز مثل هذا هم التحكم في بعض التكنلوجيات المتطورة جدا و تمكّن من بعض الإختراعات السرية و توجد إمكانيات (بشرية و مالية) ضخمة و السعي طوال العديد من السنين، و حاليا هذا ليس في قدرية كل دولة عظمى.
***
الجهاز السري للجوسسة للسيطرة على العقول صنعته لا شك فيه الولايات الأمريكية المتحدة و يستغلّه عالميّا بكل حريّة اليهود الذين هم من أصحاب الطّوْل في هذا البلاد. و هذه الحقيقة الثلاثيّة (وجود + صانع + مستغل) تمثّل من أعظم الأسرار المحفوضة الآن في العالم، و الكذب حول هذا الموضوع ينمو يوم بعد يوم لخطورة الوضعيّة و نمو عظمة الإجرام العالمي الذي يرتكب في حق العديد من الشعوب و الذي ليس له أي مثيل في تاريخ البشريّة. لو كشفت الحقيقة فالعالم سوف ربّما يهتزّ و يعرف العديد من الأزمات. ما كشف أخيرا حول الوكالة الأمريكية للإستخبرات NSA يساوي ضحكة بالمقارنة لما أرتكب عالميا بهذا الجهاز السري. وجود و إستعمال هذا الجهاز الخارق للحدود و للسيادات هو سر دفن و ثقيلا جدا، فما بالك بسر وجوده في مخالب اليهود الذين تمكنوا من الغرب خصوصا بلعبة دور الضحية العظمى والبكاء. هل يمكن للضحية التارخية أن تكون في الحقيقة المجرمة الأولى؟ هل يتخيل إمكانية التصريح بإفلاس الخطة اليهودية التي مكنتهم من السيطرة على الغرب؟ هل إنقلبت الضحية إلى الجاني؟ الركيزة الكبرى لعلو اليهود في عصرنا هذا هي لعبة دور الضحية و البكاء و التخلي على هذا يعني خسارة كل ما وصلوا إليه، فلذك يمكن فهم بسهولة إستحالة الإعتراف بهذه الحقيقة من طرف المتورطين و حلفائهم، ربما يدمروا اليهود الولايات الأمريكية المتحدة و لكنهم لن يعترفوا بأخطائهم حول هذه القضية، و اليهود نادرا جدا ما يعترفوا بأخطائهم العديدة ضد غير اليهود. في زمان ما، و إذا وقع، ربما تتسرب بعض الأخبار الرسمية حول هذا الجهاز للجوسة و لكن سوف يغطى الدمار اليهودي تحت غطاء المصالح العليى للولايات الأمريكية المتحدة. و بخصوص الولايات الأمريكية المتحدة يصح على العديد من الضحايا فهم أنّ هذا البلد القوي هو بنفسه ضحيّة لليهود الذين يستدرجونه إلى الهلاك بزجّه في مظالم كبرى غايتها الأولى خدمة مصالح اليهود و إسرائيل على حساب مصالح سكان هذا البلد المتطور و في نفس السياق هدفها إصتناع تصادم مدمّر مستمر بين المسلمين و الغرب قصده حماية إسرائيل. على سبيل الذكر الحرب المبنيّة على الكذب ضد و المدّمرة للعراق كلّفت دافعي الضرائب في الولايات الأمريكية المتحدة اللألاف من المليارات الدولار، فهل يمكن توقع أنّ المتورطين و الخبثاء اليهود سوف يرجعوا يوما كل هذه الأموال الطائلة إلى الشعب الأمريكي؟
هذا الجهاز للجوسسة هو سري و لكن منذ تقريبا نصف قرن معروفا أن الولايات المتحدة الأمريكية تدير بحوث علمية للوصول إليه. و يصح التلميح إلى أنّ الوعي و المعارضة لهذا الجهاز هي متمركزة خصوصا في الغرب و بصفة أهم في الولايات المتحدة الأمريكية، أدعو من شاء إلى زيارة و التمعن في منتديين :
http://peacepink.ning.com
https://www.stopeg.com/forum
متطرفين يهود يستعملون هذا الجهاز عالميا، إنهم يسيطرون على عقول الكثير من البشر (سياسة، صحافة، أمن ، عدالة، مجموعات مسلّحة، عصابات،...) في العديد من البلدان و يشعلون نار الحروب و الفتن، لا بد من ذكر أنهم لا يسيطرون على عقول كل الناس و لا حتى الملايين بل يفعلون ذلك حسب الظروف سعيا لتحقيق أهدافهم الإجرامية، و إذا هم يتحكموا في عقل شخص معين هذا لا يعني أن كل ما يصدر من هذا الشخص قد أملاه اليهود و أنا أمثّل هذه الحالة. كذلك لا يحق إعتقاد أنّ اليهود يتدخلوا بهذا الجهاز السري في كل قضيّة في العالم متورط فيها يهوديا ما أو تمس مصالح بعض اليهود.
ليس لي العديد من المعلومات لكي أذكر بالتدقيق الصفات الكاملة لذلكم اليهود، و لكن حتميا و أولا هم من الولايات المتحدة الأمريكية و يتعاملوا مع يهود بعض البلدان الأخرى، مثل فرنسا. أشير إلى أنّني على معرفة لهويات بعض اليهود الذين هم بصلة ما مع ذلكم اليهود الفائقي الإجرام بإرتكازهم على جهاز السيطرة على العقول.
هنالك بعض الخدع التي يرتكز عليها اليهود للمضي قدما في الفساد سرا بهذا الجهاز و بدون إزعاج و إثارة الشكوك بين البشر و خصوصا الضحايا، كالمسلمين :
- حفض السر : و هذا يمكن أن يعني العديد من الأشياء : قتل كاشف السر، تهديده، تهمته بالجنون أو بأي تهمة أخرى (معاداة للسامية)، التحكم في الإعلام و الأمن و العدالة عبر الجهاز السري، عدم تمكين الضحايا بإمتلاك حجج ضدهم، طاقة تدخل من بعد عالمية و ربما في عدد كبير من بلدان العالم،...
- عدم إيقاظ الشكوك : و هذا يعني القيام مسبقا بتحضيرات و دراسات طويلة قبل التدخل بقوة في قضية ما.
- إعانة الخصم : و هذا يعني أنه في بعض الأحيان ذلكم اليهود المجرمين يساندون سرا أعدائهم، الجاهلين لهذا الدعم اليهودي، ضد اليهود لمغالطة تلكم الأعداء الظانين أنهم قادرين على بعض اليهود الذين بالطبع سوف يرتكزون على الإسائة إليهم لنفي إمتلاكهم الجهاز السري و في نفس الوقت هذا سيخدم مصالح اليهود اللاعبين دوما دور البطولة في مجال الضحايا.
- المراقبة المستمرة : و هذا يعني أنهم يكرسون إمكانيات عظمى لشد حراسة شديدة على مواقع القرار الهامة و الفعالة في العالم و على كل عناصر القضايا الساخنة.
- التلقيح : و هذا يعني تسريب مقصود لبعض المعلومات المرطبة أمّا بالجهاز السري أمّا باليهود المستعملين له و إرتكازا على عناصر (متطرفين، معزولين، محروسين، ...)، هم ضحايا لليهود، و ضروف خاصة تشوه هذه المعلومات و التي تصبح صاعدا مرطبة بهذا التشويه، و من بعد كلما ذكر شخص ما معلومات صادقة من هذا النمط فحتميا يصعب تصديقه لأن هذه المعلومات شوهت سابقا في عقول الناس.
- إلخ
كمحاولة لي لرفع الحجاب على المنظومة المحتملة التي يرتكز عليها ذلكم اليهود المتورطين للسيطرة على بلاد ما أشير أنهم يسيطروا أولا و سرا على أعلى رؤوس القرار و على الإعلام، مثل رئيس الدولة أو الوزير الأول في نظام ديمقراطي جمهوري ثم وزير الداخلية و وزير الدفاع ثم المسؤولين على الهيئات الأمنية ... و في نفس الوقت يسيطروا على عقول رموز و كبار المسؤولين على الإعلام. السيطرة لا تعني التحكم الكلي بل يمكن أن تكون فقط الجوسسة و التنصت. هذه العصابة من اليهود سعيهم الإجرامي الأول هو إستحالة كل مبادرة لمحاربتهم في حالة كشف أمرهم، و سيطرتهم على أعلى رؤوس القرار يجعل أي رد فعل رسمي شبه مستحيل أو صعبا جدا، و سيطرتهم على الإعلام يهدف إلى سدّ الطريق لزرع الوعي في الشعب.
يمكن لأي شخص يصعب عليه التحقق مباشرة من إستعمال الجهاز السري أن يشك في وجوده عندما يدرس بصفة عامة في عصرنا هذا حالة اليهود و إسرائيل و في نفس الوقت حالة أعدائهم. من جانب هناك الفتن و التهديدات و الدمار و الحروب الغريبة و الغامضة التي تفتك بصفة شبه مبرمجة و متسلسلة بالعالم العربي الإسلامي و من جانب آخر في نفس الوقت تحسن و تقوي و ضعية اليهود و إسرائيل رغم كل التجاوزات و التعسف اليهودي العالمي و الأخطار، مع العلم أنه ما هو طبيعي و منطقي كان يتوق أن يكون نمو و تطور العالم العربي الإسلامي ذو المليار مواطن و الثروات الهامة و حتميا تشكيله قوة درع أكبر ضد الإحتلال و الخطر الإسرائيلي. هذا التحليل للوضعية الحالية لا يعني أنّ هذا العدوان سيدوم و سوف يمضي في نفس الإتجاه فالله يأكد : "إنالباطلكان زهوقا"، و لكن هذا يدعم ثقل حقيقة و فكرة وجود و إستعمال الجهاز السري للسيطرة على العقول من الطرف اليهودي.
أول الكافرين بهذا الجهاز للجوسسة هم اليهود الكاذبين الذين يستعملونه للسيطرة على جزء هاما من العالم و لتدمير العديد من الدول العربية الإسلامية. هل لك يا أيها القارء أي فكرة على عناد اليهود و تطرف اليهود الذين هم في حالة إجرام بدون حدود و سلطة لإيقافهم؟ يلعبون لعبة الكفر بهذا الجهاز للجوسسة (ينفون وجوده) و يضحكون في ما بينهم لتدميرهم للعرب و المسلمين من أجل خدمة مصالح إسرائيل. ذلكم اليهود يزعمون أن المسلمين متخلفين و جهلة و عندما تصف لهم هذا الجهاز للجوسسة فهم ربما سوف يعتبرونه سحرا أو علامات جنون من يذكره! و هم ينكرون و يُنَكِّرو وجود هذا الجهاز السري لمواصلة الإجرام بأكثر سهولة و لِأنّ عظمة الإجرام الذي أرتكب به تتعدى مستوى أي إجرام آخر في تاريخ البشرية...
***
بدؤوا منذ سنة 1989 في فرنسا، حيث كنت أعيش بصفة رسمية كمهندس، بعض اليهود السعي إلى تدميري سرا عبر الجهاز الخفي لمراقبة البلاد و مضادة الجوسسة الذي كانوا يخترقونه و يستعملونه كأداة لخدمة مصالحهم الإجراميّة، ولاحقا أعتمدوا على أمن الدولة الخارق لكل قوانين الدولة من أجل تقويّة المساعي الهادفة لتدميري، و آخرا ومنذ تقريبا عام 1999 بدأوا في استخدام ضدي الجهاز السري للسيطرة على العقول و هذا يمثل أشدّ تطورا و أقوى آلة إجرام في عصرنا.
في آخر سنة 2003، رغم معارضة رئيس الدولة الفرنسيّة، جاك شيراك (الذين كانوا يتصلوا به و لكنه ليس له أي سلطان عليهم)، تم ترحيلي من فرنسا إلى تونس بقوة الجهاز السري للسيطرة على العقول الخارق لكل مكونات الدولة الفرنسيّة من طرف اليهود من أجل تسهيل مهمة الإعتداء عليا على أرض دولة أقل قوة من فرنسا وأعتاد الإعتداء على مواطنيها من طرف النظام الحاكم و يقطنها القليل من اليهود. يجدر الذكر أن جهاز السيطرة على العقول هو فعّال سرا و خداعا في تونس حتى الآن و يخترق كل مكونات الدولة و يستعمل للتآمر ضد تونس و العالم الإسلامي خدمة لمصالح اليهود، و ربما سيأتي يوم لمحاولة كشف كل ما فعلوه المجرمين اليهود، المدمرين للملايين من المسلمين و العرب، سرا و خداعا في تونس قبل و بعد الثورة. من أشد الإنتهاكات التي أرتكبت ضد عائلتي في تونس هو قتل غدرا و تحت غطاء والدي في جويلية 2004. ومن أفضح التعديات التي أنا ضحيّتها في فرنسا وتونس هو التعذيب اللامتناهي و طوال سنين عديدة، قبل و بعد الثورة التونسية، المرتكب من بعد عبر الجهاز السري للسيطرة على العقول، الذي يمكن به خلق من بعد كل الإحساسات الممكنة للألم و أشدّه، عدد قليل من البشر عذبوا كما عذّبت، و على سبيل الذكر هم عذبوا و يعذبون المسلمين في كل أنحاء العالم : فلسطين، العراق، غوانتانامو... هذه العصابة اليهودية الشيطانية هي الأقوى فسادا في تاريخ البشرية، ربما حاليا القليل من الأشياء يمكن الإعتراض لهم، فهم على سبيل الذكر يتلاعبوا سرا بالعديد من المجموعات المسلحة (التي لا تعي هذا) لإستغلال ما يصفوه بالإرهاب من أجل إفساد وإضعاف و تدمير العديد من البلدان والإسائة إلى الإسلام، و كذلك هم قادرين على صنع العديد من العمليات الشنيعة من أجل مغالطة الرأي العام خدمة في آخر الأمر لمصالح اليهود و إسرائيل.
بقوة الجهاز للسيطرة على العقول و بكل وحشيّة إعتدوا، في فرنسا و تونس، سرا على كل القضاة المكلفين بالقضايا العدليّة التي تخصّني، و منعوني أيضا من أي محام يخرج عن نفوذهم و يتهمهم، و رغم كل الحجج ضدّهم لم يسمحوا لأي قاض البت ضدّهم، و في نفس الوقت فعلوا كل ما يقدروا عليه لجعل حياتي جحيم و عذاب : مانعيني من الشغل، الزواج، الحياة الإجتماعيّة، الحريّة،...قوتي و صبري و بصيرتي و رباطي و إيماني لم يزدهم إلّى أكثر تعصّب و بربريّة و عنف في تنفيذ برنامج هدفه الجبان : تحطيمي كليا.
بالإرتكاز على هذا الجهاز اليهود يمنعوا أفراد عائلتي الذين يعيشون معي من فهم و الشعور بجهاز السيطرة على العقول رغم كل محاولاتي، فهذا يبرهن على إستحالة من طرفي زرع أي وعي بهذا الجهاز في شخص ما، مهما كانت نفوذه و رتبته (أمن، قضاء، سياسة...)، أمّا أتصل به مباشرة أمّا يعرفوا مسبقا أنه سوف يتحصل مني على سبيل المثال معلومة كتابية، هذه الوضعية هي جزء من شيء أعظم يبرز أنّني أعيش نوعا ما في سجن من دون باب و حيطان. كسر هذا الحصار هو على سبيل المثال ممكن في ظروف خاصة عبر شبكة الأنترنت عندما شخصا مجهولا يقرأ و يدرس كتاباتي التي كنت قد نشرتها في منتدى ما لأنّ يستحيل للعصابة اليهودية التحكم بسرعة على عقل شخص مجهول مستعمل للأنترنت لم يقوموا مسبقا بالبحث على مكانه و هويّته عبر، مثلا، عنوانه في الأنترنت "IP".
و ذلكم الخبثاء عرفوا بالفساد في الأرض، و قفزتهم الأخيرة نحو الشيطنة توضح تعنّدهم و ضيق فهمهم، فهم غالبا ما يعتبروا غرورا أنفسهم أدهياء قادرين التلاعب بأي من شاؤوا، و جهاز السيطرة على العقول يسهّل لهم هذه الأباطيل. على سبيل المثال، بالتوازي مع مساعي حثيثة غايتها عزلي من المجتمع، هم يسعوا لفرض في ذل عظيم و إرتكازا على الباطل (الجهاز السري و ما حصّلوا به) أنني مختل عقليا أو معادي لليهود لمحاولة حجب الإجرام الفضيع الذي أرتكب ضدّي سرا من طرفهم عبر الجهاز للسيطرة على العقول و رغم شهادة و معرفة العديد. الله، أحكم الحاكمين، يكشف لهم مرات في مجال المكر و الكيد بالقرآن الكريم ما ليسوا قادرين على فهمه، و يكفي ذكر قوله الذي أصبح صاعدا حقًا فيهم : "إن كيد الشيطان كان ضعيفا".
ليس هدف هذا المقال وصف كل الإجرام اليهودي الذي أرتكب ضدي و ضد عائلتي و ضد آخرين طوال قضيّة دائمة منذ ربع قرن. و لكن ربما هذا سوف يكون موضوع مقالة أخرى.
***
إرتكازا على الجهاز السري للسيطرة على العقول عنصر أو مجموعة من البشر الأشرار لهم القدرة على السيطرة خِفْيتًا من بعد على عقل ضحيّة و هذا ما يمكنهم بالقيام من دون وعي هذه الضحية بالعديد من الأشياء : قرائة الأفكار ، إملاء الأفكار (الوسوسة...) عند الحاجة ، التصنت للسمع، إملاء الكلام عند الحاجة، تحريك تقريبا أي عضلة عند الحاجة، التعرف على ما يشمه الأنف، إملاء ما يشمه الأنف عند الحاجة، خلق العديد من الإحساسات (ألم، غبطة،...) عند الحاجة، خلق العديد من الأمراض عند الحاجة، إلخ. هذا له مفهوم ديني في الإسلام، هذا نمط فصيح لما يوصف بشياطين الإنس. إذا ما يقترف بهذا الجهاز السري هو عمل الشيطان الخناس الذي له القدرة على السيطرة على الإنسان بصفة شبه كاملة من دون أن يُروا و من دون أن تشعر الضحية.
مرتكزا على تجربتي الطويلة أبيّن أنّ هناك بعض التشابه بين عمل شياطين الجن و عمل شياطين الإنس، المبني على الجهاز السري للسيطرة على العقول، غير أنّ أفعال شياطين الإنس (و أشير إلى بعض اليهود المتورطين) تتسم بإجرام و بربرية و عنف و حمق أشدّ. ربما هذا الفارق له تفسير مبني على طول تجربة شياطين الجن و قُصر و ضعف تجربة شياطين الإنس المغرورين و المشار إليهم.
القرآن الكريم ينذرنا بكل حكمة من شر الشياطين و اليهود الكافرين، و يمثل هذين المجموعتين من بين البشر قطبين عظيمين للشر و للفساد في الأرض. بقفزة بعض اليهود إلى مرتبة شياطين الإنس فكأنّما وقع تحالف إندماجي بين رتبة اليهود و رتبة الشياطين من أجل خلق قوة فسادية أكثر خطورة و فاعليّة ضد الإنسانية و هذا إبتلاء جبّار لكل إنسان يهاجم من طرف هذا التحالف للأشرار. لا شك فيه، الفتن تتضاخم يوم بعد يوم في عصرنا هذا، و كما يلاحظ أكثر من مرة فالعلم في المفهوم الغربي يمكن أن يكون له إنعكاسات سلبية مدمرة للبشرية، و ينفرد الغرب وشياطينه في هذا. و منطقيا يجب الإشارة إلى أنّ لا يمكن إستعمال إنفرادي و واسع للجهاز للسيطرة على العقول، كما هو الحال في عصرنا هذا، إلا من طرف مجموعة شرّيرة معادية كليًا للبشرية تكون أمّا جاهلة لتداعيات أفعالها أمّا قد صممت مسبقا هلاك البشرية.
و يمكن ذكر بعض النقط التي تجمع شياطين الجن و اليهود :
- ألإثنان لم يشيدوا أي حضارة على وجه أو في باطن الأرض رغم كل النفوذ و الإمكانيات : المالية، الفاعلية،...
- اليهود يزعمون أنهم شعب مختار أسمى من كل البشر و شياطين الجن لأنّهم خلقوا من نار يزعموا أنّهم أعلى من ما خلق من طين: آدم و ذريته.
اليهود لعنوا تاريخيّا، و شدّة حرصهم على السعي فسادا في الأرض جعلهم يقفزوا إلى مرتبة الشيطان التي يظنوا أنّها سوف تمكنّهم خفية من المزيد من النفوذ و تسهّل لهم الخروج على القوانين، يعني إرتكاب أسهل للجرائم، ناكرين و متجاوزين كلام و حُكْم الله : "ألا إنّ حزب الشيطان هم الخاسرون". و هذا يدل على حتميّة خسارة اليهود الماضين في الشيطنة و عداوتهم لله و عباده. و يلاحظ أنّ اليهود تقربوا من الشياطين و ليس العكس، اليهود صعدوا و الشياطين لم ينزلوا من السُلّم.
الإسلام هو الدين الوحيد الذي يذكر شياطين الإنس كما يجسمها في هذا العصر بعض اليهود، و يمثل هذا برهانا على صدق الدين الإسلامي. مع العلم أنّ شيطان الإنس هو آخر كلمة تذكر في القرآن الكريم في سورة الناس، فربما هذا إشارة إلى توصية من الإله حول خطورة أو وضعية ما تخص شيطان الإنس.
***
اليهود وصلوا في عالمنا هذا، بالإسائة بهذا الجهاز للسيطرة على العقول، إلى أعلى قمة في الفساد حسب المفهوم الديني و الإخلاقي و الكوني. بإكتسابهم لهذا الجهاز السري صاروا يمثلون أعظم خطر لإفساد الأرض كليا لم يقترب إليه أي شخص أو مجموعة طوال تاريخ البشريّة. هل هناك فساد و ظلم أعظم من السيطرة عالميا على عقول البشر لجعلهم في آخر الأمر طائعين و خاضعين سرا لأوامر و طموحات أشد الخلق فسادا في الأرض؟ السر الذي يحيط هذا الإجرام اليهودي المفزع سوف لا يكون عائقا على حتميّة بروز مبادرة مضادة لفساد اليهود و التي سوف تأثّر على مصير البشريّة : أمّا الهلاك و الفناء للأرض و أمّا الخلاص من شر و شيطنة اليهود.
العالم لم يعرف حربا عالمية فتّاكة جديدة بعد الحرب الثانية و هذا لم يمنع اليهود من إهلاك العديد و العديد من المسلمين، كما بيّنته و كشفته في مقالة أخرى اليهود الذين هُلِكوا في الحرب العالميّة الثانية على يد النازيين هم في الحقيقة أقل عدد من المسلمين الذين قتلوا في هذا العصر بسبب المساعي الإجراميّة اليهوديّة... هذا مفزعا جدا و هذا ما لا يذكره إعلام الدول التي تسوّق الديمقراطيّة و حقوق الإنسان... النفوذ و القوة التدميرية الظاهرة و الباطنة (الجهاز السري للسيطرة على العقول...) التي وصل إليها اليهود، و هم قلّة، في عالمنا هذا تتعدى بكثير ما وصل إليه عبر الحروب مدى فطرة و جيزة النازيون. فبمن يسخرون؟ أبالمسلمين الذين جنّدوا ضد النازيّة و قضواْ نحبهم في الحرب العالميّة الثانية أو بالمسلمين الذين أهلكُوهم في عصرنا هذا؟ كذلك يتباكى و يزعموا اليهود خصوصا في الغرب بأنهم أكبر ضحايا معادات للسامية و لكنّهم في الحقيقة أكبر قتلة للسامية (العرب) في العالم. أليس عالمنا اليوم هو في الحقيقة كذب يهودي؟ ما هي حدود كذبهم و فسادهم؟ لقد دمّروا المسلمين ظلما أكثر ما فعله الإستعمار الغربي الذي هم شاركوه و ورثوه و طوّروه.
بديهيا الطور الذي وصلوا إليه اليهود في هذا العصر، خصوصا بفضل هذا الجهاز السري، لقد كشفه سابقا القرآن الكريم : "وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا". لسْتُ بعالم دين لأمضي أكثر تعمق حول هذه المسائل.
***
أنا أسعى إلى تحرير نفسي و كف أذى اليهود عني و عن عائلتي و عن بلدي و الأمة الإسلامية و البشرية كافة، و هذا لا يمكن إلا بعد زرع أوّلا الوعي في العديد من الأفراد الذي بإمكانهم لعب أي دور إيجابي في هذا السبيل و لكسر الحصار اليهودي المبني على الجهاز السري للسيطرة على العقول.
اليوم الذي سيكون العالم في حالة وعي و علم بحقيقة هذا الجهاز السري للسيطرة على العقول فسوف حتميا يؤدي ذالك إلى إبطال فاعلية هذا الجهاز و وضع حد لإ جرام ذلكم اليهود و يفتح من بعد باب القبض عليهم و محاكمتهم ...
هذا لاشك فيه : العلم هو من جملة المسائل التي يمكن الإرتكاز عليها لمضادة الجهاز السري للسيطرة على العقول، حتميا لابد من معارضة العلم الفاسد بالعلم الصالح، و القرآن الكريم ربما يكشف لنا بعض مكونات الحل المنشود.
الماء الذي قال فيه الله "وجعلنامن الماءكل شيء حي" لا تخترقه الموجات اللإلكترومغناطيسية، يعني هذا أن الماء يحمي الحياة الطبيعيّة ضدّ جهاز الجوسسة للسيطرة على عقول. الكائنات التي تعيش في الماء هي محمية إذا من شر هذا الجهاز السري، و عندما يغوص الإنسان في الماء يصير محميا من هذا الجهاز. و مع العلم أنّ القرآن الكريم يذكر السمك، الذي يعيش في الماء، إيجابيّا في ثلاثة ظروف (مرتين تخص بن إسرائيل و مرت يذكر فيها أيضا الشيطان) :
1— ذكاء الحوت يوم السبت و فشل مكر اليهود نفس اليوم عند محاولة أو عدم محاولة إصطياده (سورة الأعراف).
2— نجدة الحوت للنبي يونس و قوله في بطن الحوت الدعاء الشهير "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتمن الظالمين" (سورة الأنبياء).
3 –- الشيطان يُنْسي الفتا ذكر أنّ السمك الذي لا حياء فيه يقفز عجبا و سربا من البر إلى البحر حيا عند وصول الرسول موسى إلى موقع العبد الصالح سيدنا الخضر(سورة الكهف).
فربما يمكن إستخلاص، من بين كل هذه اامعلومات و الحكم الإلهيّة التي من بين رموزها العلم و الماء و الحوت و اليهود و الشيطان و الموت و الحياة، حل يحمي الإنسان من شر اليهود الصادر من الجهاز السري للجوسسة للسيطرة على العقول.
مرتا أخرى : كل من له عقل يحاول به فهم ما هو حادث في العصرنا في العالم الإسلامي العربي من حروب و فتن، خصوصا بعد الإستعانة بنصوصي، لا يمكن له إنكار إمكانية وجود هذا النوع من الأجهزة السرية. أنا بحكمة تجربتي و مأساتي الفريدة و النادرة جدا أطرح مسئلة سريّة عظمى و لكن لا مغير لطبع بعض البشر، "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، و أبقى منفتحا للإدلال بالكثير من المعلومات الإضافية عبر الإجابة على أسئلتكم و الحمد لله أنّ ديننا الإسلامي يحثنا على المعرفة و العلم : "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"، و كذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث يقول : "إنّ العلماء ورثة الأنبياء"، هذا كله يجعل المسلمين منفتحين و قابلين التمعن في المسائل العلميّة من نمط جهاز السيطرة على العقول، يحثنا القرآن الكريم أكثر من مرة على طلب العلم : "وقل رب زدني علما".
نستعيذ بالله السميع العليم من نزغات الشيطان، و كل من حاولوا الإسائة بهذا الجهاز السري جعل الله كيدهم في نحورهم، و إن شاء الله "مَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنۡ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذۡنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلاَ يَنفَعُهُمۡ".
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس(1)مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)"
خفايا التحكم في عقول البشر » اختراق العقل وزرع الافكار
اختراق العقل وزرع الافكار
حرب الافكار واساليب الهجوم على الارادة، اختراق العقل وزرع الافكار، هل يستطيع احد استخراج معلومات من عقلك الباطن واستبدالها؟
بداية… ماهو العقل الباطن؟
تستطيع أن تقول العقل الباطن او اللاواعي هو مجموعة من البينات المترسبة في… اللاوعي للانسان وتشمل هذه البينات الكثير من الأمور كأحداث معينة قد تكون محزنة مثلا اوحتى مشاعر معينة تجاه اشخاص آخرين والعادات والتقاليد التي تربيت عليها بمعنى اخر نستطيع أن نقول الملفات الكاملة للامور التي اصبحت تلقائيا تقوم بعملها دون أن تشعر ومجموع هذه البينات تشكل بالطبع شخصيتك وخبراتك في هذه الحياة….ولكن هل يمكن لشخص اخر استخراج هذه الملفات واستخدامها؟
بعض أساليب التحليل واستخراج المعلومات عن الهدف
أولا:استخراج المعلومات
كما يحدث في انظمة الكمبيوتر او الحاسوب…أول خطوة نقوم بها لاختبار اختراق أنظمة الحاسوب هي جمع واستخراج المعلومات وكذلك انظمة البشر لابد أن نجمع عن نظام الشخص المستهدف أكبر قدر من المعلومات المتاحة لنا حتى نجد المنفذ المناسب الذي نستطيع من خلاله الدخول لعقل النظام للهدف. و لكن كيف نحلل الشخص المستهدف؟
هناك اساليب عديدة لتحليل شخصية الهدف وقراءة عقليته والتعرف على كيفية تعامله مع الامور طبعا هذه الاساليب تعتمد بشكل اساسي على فكرة اساسية وهي ان رغم تنوع عقليات البشر الا اننا جميعا نشترك في صفات مشتركة جميعنا نمرض جميعنا نحزن جميعا نغضب جميعنا نحب ونكره لكن السؤال المهم مالذي نستطيع استخراجه من هذه الصفات ان هذه الصفات هي بمثابة المنافذ التي من خلالها نستطيع ايجاد ثغرة في نظام الشخص المستهدف .
بعض اساليب التحليل:
– التحليل بالاعتماد على الهيئة الفزيائية للشخص: “شكل الشخص “
إن الهيئة الخارجية للشخص تعطينا كثير من المعلومات ولكن هذا يعتمدبشكل كبير على خبرتك العلمية بشكل كبير فمثلا اذا كانت لديك معلومات جيدة في المجال الطبي فهذا سيمكنك مثلا من تشخيص بعض الامراض التي قد تكون مصيبة لهذا الشخص مثلا قد تستطيع من خلال نظرة ان تعرف ان هذا الشخص عنده مشكلة في هرمونات الغدة الدرقية ولنفرض ان هذه الهرمونات زائدة عن حدها الطبيعي هذا سوف يعطينا كثير من المعلومات فزيادة هذه الهرمونات هي السبب الرئيسي الذي تجعل هذا الشخص نحيف وايضا زيادتها تؤدي لزيادة انتاج الطاقة بسبب زيادة عمليات الايض في الخلايا وهذه الطاقة الزائدة تجعل هذا الشخص نشيط زيادة عن الحد مما يجعله عصبي نوعا ما, هل رأيت كم المعلومات التي قد تستخرجها بسهولة من شكل الشخص فقد عرفت من شكل الشخص وبنظرة انه عصبي وكثير من المعلومات الفسيولوجية عنه مما سيجعلك عندما تتعامل معه ستاخذ حذرك من هذه الامور وتضعها في الحسبان.
– التحليل من خلال التلاعب في النمط اللغوي: “hypnotic language”
إن اللغة ماهي إلا اداة ووسيلة للتعبير عن افكارنا بشكل مفهوم وهذه اللغة مكونة من كلمات وهذه الكلمات ماهي إلا اوامر تفهمها عقولنا جيدا وهي في النهاية ايضا مجرد بينات تصل الى النواة المركزية بنظامنا على شكل اشارات عصبية وتقوم طبقة النواة المركزية بترجمتها ومن الطبيعي انه اذا تلاعبنا في هذه البينات سنتلاعب في الاستجابة التي ستحدث نتيجة لترجمة هذه الاوامر!! ولكن كيف؟
الحقيقة ان الامثلة في حياتنا اليومية كثيرة جدا مثلا فالامكان بكل سهولة أن نقترح على احد الاصدقاء الذهاب الى العشاء وفي هذه الحالة سوف يفكر هل سوف اذهب للعشاء أم لا ؟ بينما ان صغت الجملة بطريقة اخرى مثلا هكذا: “هل تريد العشاء قبل ان نذهب للسينما او بعد؟”. الحقيقة تبدوا الجملتين متشابهتين فكلاهما الهدف منهم ان أتعشى مع صديقي لكن في الحقيقة هناك اختلاف واضح اذا دققت جيدا في الجملة الأولى سألته إن كان يريد أن يتعشى في هذه الحالة عقل صديقي سوف يأخذ هذه المسألة على أنها سؤال إن كان فعلا يريد أن يتعشى ام لا ؟بينما في السؤال الآخر انا لم اعطيه الخيار لكي يتعشى وان كان ظاهر من السؤال انه كذلك لكن في الحقيقة اعطيته خيار آخر وهو انه سيتعشى فعلا لكن هل تريدها قبل او بعد أن ندخل للسينما؟! بمعنى آخر العشاء لم يصبح قضية اختيارية الآن.
– تحليل حركة العين:
العين تلك الشيء الفريد والذي بمجرد النظر اليها تعطينا ايحاء عن الشخص الذي أمامنا فكم مرة نظرت الى شخص اول مرة تراه وينتابك هذا الشعور الغير مبرر ان عيون هذا الشخص تخفي من الاشياء مايجعلك تكون حذرا معه .
ان العيون هي بوابة العقل والروح… الحقيقة اجريت كثير من الدراسات للعيون وربما ابرز الدراسات التي تهمنا في هذا المقال الدراسات والنظريات التي تطرحها البرمجة اللغوية العصبية NLP. ..والتي عليها تجارب متعددة…
فبعض التفسيرات التي وضعت بناء على دراسة فسيولوجية لحركة العين ووضع تفسيرات لها. هذا الاسلوب يستخدم في كثير من الامور ولعل اشهر الامثلة على استخدام هذه الاساليب الاستجوابات التي تجريها المباحث الفدرالية FBI .
فنرى مثلا ان الشخص الذي ينظر للاعلى تجاه اليمين نجد انه في هذه الحالة غالبا الاشياء التي يقولها شخص هي من تأليف خياله أي أنه يكذب واذا كان ينظر للاعلى في اتجاه اليسار معنى هذا انه يتذكر ذكريات ويتخيلها بشكل مرئي وهذا مانسميه visual memory .
هذا الاسلوب كما ذكرنا يستخدم في كثير من الامور كالتحقيقات والاستجوبات الجنائية او في العلاج النفسي حتى وهو مفيد جدا في التحليل وتحديد مصداقية الشخص بدرجة عالية من الدقة.
أمثلة على أساليب الهجوم :
أولا:التأثير على الإرادة بالإيحاء:
ماهو الايحاء؟
الايحاء ببساطة هو تمرير اقتراح او فكرة معينة للعقل الواعي باسلوب معين ليقوم بتصديقها العقل اللاواعي subconcious
– التأثيرعلى الإراداة بالضغط النفسي:
حتى تتضح الفكرة في هذه الفقرة يجدر بنا أن نسألك كم مرة كنت تعتقد أنك على صواب في نقاش معين ومع ذلك تجد ان الذين يناقشوك يحاولون اقناعك بأنك مخطئ لدرجة أنك شعرت أنك بالفعل مخطئ رغم ان الحجج التي يتكلمون بها ليست قوية ولاتدعم رأيهم ؟ هذا مايسمى بالضغط النفسي فالذين يناقشوك يحاولون من خلال الضغط عليك بانهم جميعا متفقون على انهم صواب وانك انت المخطئ وبالتالي تشعر انت بانك شاذ عن المجموعة وهذا لأن العقل الواعي قام بتصديق انهم على صواب وبالتالي قام العقل الواعي بتمرير هذه الفكرة الى عقلك اللاواعي وترسيخها هناك .
– السؤال الإيحائي:”leading question”
السؤال الايحائي هو ببساطة سؤال يحتوي الاجابة!
– التنويم الايحائي:
هو إيصال الذهن إلى حالة من الهدوء والاسترخاء بحيث يكون الذهن فيها قابل بشكل كبير للإقتراحات والإيحاءات. يستخدم التنويم الايحائي في كثير من الأمور كالعلاج بخط الزمن وتحسين الحالة النفسية للإنسان وتحسين النواحي الإبداعية في الشخصية. عموما اذا ركزت أخي في التعريف الذي وضعته للتنويم الإيحائي يجب أن يكون ذهن الإنسان فيها قابل أصلا للتنويم او إرخاء الوعي أي أننا لن نجبره لابد أن يكون مقتنع بما يفعله وبالتالي اذا استطعنا أن نقنعه بطريقة واسلوب ما سوف ينفذ بالفعل مانطلبه و الحقيقة أن هناك أساليب كثيرة للإقناع ولعل أغلب من قرأ
أو شاهد تجربة للتنويم الإيحائي يجد مثلا أن الشخص الذي يقوم بالتنويم الإيحائي يستخدم موسيقى اثناء التنويم وذلك لأن الموسيقى لها تأثير على الحالة للنفسية للإنسان , فكم مرة تسمع موسيقى معينة وتشرع بالحزن وأخرى تشعر بالتفاؤل والحماس وإذا استطعنا التأثير في الحالة النفسية للإنسان عندها سنؤثر في طريقة تفكيره وبالتالي من السهل اقناعه والتأثير على إقناعه.
ثانيا: زراعة الأفكار
هو ادخال فكرة للاوعي للشخص بحيث تكون فكرة ثابتة عنده يتعامل من خلالها . الحقيقة زراعة الإفكار تعد أحد أخبث الأساليب لاختراق العقول والسيطرة عليها ومن الامثلة الواضحة التي نشاهدها في عالمنا هو ماتشنه التيارات الفكرية المختلفة في يومنا هذا من حرب نفسية على المجتمع البشري للتحكم في مصيره وزراعة الأفكار في اذهان المجتمع الانساني بشتى الطرق والوسائل لسلبهم حرية التحكم في قراراتهم دون أن يشعروا. ولكن كيف نقوم بزراعة فكرة معينة وماهي الأساس التي تقوم عليه؟!
اخوتي في الله ضعوا في اذهانكم قاعدة مهمة وهي أن جسد الإنسان بني على الحماية بمعنى أن أي شيء غريب عليه يقوم بمقاومته فمثلا عندما نقوم بعمل تبرع بالدم لابد من التحقق من فصيلة الدم لضمان التوافق وكذلك عند زراعة الاعضاء , كذلك عقل الانسان حيث اللاوعي للإنسان مليء بالأفكار كالمعتقدات الدينية والعادات والتقاليد والمبادئ وجميع ماتعلمته منذ أن ولدت كل هذه الأفكار عندما تدخل عليها فكرة غريبة ستقاوم هذه الفكرة إن لم تكن متوافقة مع الافكار الموجودة.
مثلا: ماذا لو أتيت لأحد الأشخاص وحاولت إقناعه بشكل مباشر بأن معتقده الديني خاطئ ماذا سيحدث غالبا ماستجد ردة فعل قوية والسبب أن المعتقد الديني فكرة اساسية وعميقة واغلب افكاره مرتبطة بهذا المعتقد بل أن جميع قراراته في الأصل يأخذها على أساسه فيرى الصواب والخطأ من خلال هذا المعتقد و بالتالي بمجرد أن تلقي عليه فكرة أن معتقده خاطئ يجب أن تتوقع ردة فعل قوية لأنك تهدد كيان فكري عميق في ذهنه. اذا من يستخدم هذا الأسلوب عليه أن يعي جيدا مدى عمق الفكرة الرئيسية المضادة للفكرة التي سيسزرعها ومدى تأثيرة هذه الفكرة المضادة لفكرتنا على الأفكار الأخرى في ذهن المتلقي .
كيف أحمي نفسي من اساليب الاختراق المختلفة؟
الواقع هو ان نحن نعيش في عالم صعب مليء بالمخاطر ونراهن ان أعظم خطر يهدد البشرية هو اختراق عقولنا وقمع حريتها هناك من درس جيدا وبتخصص كيف نفكر ودرس كل تفصيلة فينا وعرف نقاط ضعفنا جيدا وطباعنا وطباع مجتمعنا!!
وتأكدوا أنه سيتأكد دائما أنه سيبقينا تحت السيطرة… فماذا نفعل ؟
نصيحتنا هي إقرأ وأدرس وتعلم وتمسك بديننا الحنيف وبقرآننا الكريم وأعلم بان هناك فوق السماء ربا يحينا ويحمينا ويحفظنا من كل سوء بإذن الله.
غسيل دماغ
تصوير ساخر لعملية غسيل الدماغ
غسيل الدماغ (بالإنجليزية: Brainwashing) يقصد به تحويل الفرد عن اتجاهاته وقيمه وأنماطه السلوكية وقناعاته، وتبنيه لقيم أخرى جديدة تفرض عليه من قبل جهة ما سواء كانت فرداً أو مجموعة أو مؤسسة أو دولة. ويندرج مصطلح غسل الدماغ تحت مسميات مختلفة تحمل المفهوم نفسه مثل: إعادة التقويم، وبناء الأفكار، والتحويل والتحرير المذهبي الفكري، والإقناع الخفي، والتلقين المذهبي، وتغيير الاتجاهات.[1]
وصف الصينيون القدماء هذه العملية بإسم تنظيف المخ أو إعادة بناء الأفكار. كما أن البعثات التبشيرية استخدمت هذا الأسلوب على نطاق واسع، وأطلقت عليه غسل الدماغ الجماهيري.
في العصر الحديث نشر الصحفي الأمريكي إدوارد هنتر في صحيفة أخبار ميامي في سبتمبر 1950 مقالاً بعنوان غسيل الدماغ، على إثر الحرب الكورية والتحول الملاحظ في طريقة تفكير الجنود الأمريكيين الذين وقعوا أسرى لدى الصين، وكان ذلك أول استخدام لهذا المصطلح. وقد عبّر هنتر عن العملية بأنها: "المحاولات المخططة، أو الأساليب السياسية المتبعة من قبل الشيوعيين، لإقناع غير الشيوعيين، بالإيمان والتسليم بمبادئهم وتعاليمهم".[1][2]وكان هنتر قد ترجم المصلح عن الكلمة الصينية هسي نو (xǐ năo) التي تحمل نفس المعنى، والمستخدمة للتعبير عن النظرية الصينية إصلاح الفكر، أو اعادة التشكيل الأيديولوجي، في مجال سزو هسينج كاى تساو، أي برنامج التثقيف السياسي، الذي يقوم أساساً على أن كل الناس الذين لم يثقفوا في المجتمع الشيوعي لا بد أن يكون لديهم اتجاهات ومعتقدات برجوازية، وعليه يجب إعادة تثقيفهم قبل أن يحتلوا مكانة في المجتمع الشيوعي.
إستخدم عالم النفس الهولندي جوست ميرلو مصطلح قتل العقل (باللاتينية: Menticide) للتعبير عن عملية غسيل الدماغ، مشيراً الى أن العملية توجد خضوعاً لا إرادياً وتجعل الناس تحت سيطرة نظام لا تفكيري.[3]
آلية غسيل الدماغ[عدل]
تنفذ هذه العملية غالباً بمرحلتين متداخلتين هما:
المرحلة الأولى (الاعتراف): وهو الإعلان والاعتراف بما ارتكب من أخطاء في الماضي. ويمكن تحقيق هذه المرحلة بالإجراءات الآتية: عزل الفرد اجتماعياً، الضغط الجسدي، التهديد وأعمال العنف، السيطرة الكاملة على كيان الفرد، الضياع والشك، تثبيت الجرم، الاعتذار والإكرام للفرد، مرحلة الاعتراف النهائي.
المرحلة الثانية (إعادة التعليم والتثقيف): وتدور هذه المرحلة حول إعادة بناء فكر الفرد في الصورة الجديدة التي يراد له أن يكون عليها. وفي هذه المرحلة يحدث تغيير في مفهوم الذات لدى الفرد، ويتم محو الأفكار غير المطابقة لأفكار القائم بعملية الغسل، ثم تقدم أفكار ومعايير سلوكية وأدوار اجتماعية جديدة.[1][4]
أساليب غسيل الدماغ[عدل]
تختلف الأساليب المتبعة في الغسيل الدماغي تبعا للظروف وللجماعة التي تكون هدفا للبحث، ولكن الأصول الأساسية واحدة متماثلة في كل الحالات فهي تهدف إلى السيطرة على جميع الظروف المحيطة بالحياة الإجتماعية والجسمانية للفرد أو للجماعات، لإثبات أن الأفكار الفردية غير صحيحة ويجب أن تتغير، كما تهدف إلى تنمية الطاعة والإخلاص لعقيدة معينة.
لسيطرة على بيئة الشخص الاجتماعية تبذل كل محاولة لتحطيم ولائه لأي فرد أو جماعة خارجة ،ويصحب هذا أن يوضح للشخص أن اتجاهاته وطوابع تفكيره غير صحيحة ويجب تغييرها، كما يجب أن يعطى ولائه الكامل لعقيدة معينة ويخضع لها دون تردد. وعلى سبيل المثال استخدمت الأساليب التالية في السجون السياسية المختلفة :
العزل[عدل]
بمجرد القبض على الشخص يعزل عن العالم الخارجي عزلاً تاماً، ويبدأ سجانوه بتلقينه معلومات يريدون له معرفتها عن الوضع القائم وأسرته وأصدقائه.[2] أستخدمت هذه الوسيلة تاريخياً أيام محاكم التفتيش، كما استخدمها النازيون مع أسراهم في معسكرات الاعتقال.
يتم الزج بالفرد في زنزانة ذات أسوار حديدية بعيدة عن معارفه القدامى وعن مصادر المعلومات وصور الحياة العادية، ويترك هناك لفترة زمنية دون استجوابه، إضافة إلى أن أصدقائة ومقربيه عادة لا تواتيهم الجرأة ليسألوا عن مكانه أو يشيروا الى أنهم على معرفة به خشية التعرض للإعتقال والإستجواب، كما يتم إيهامه بأن بلاده لم تعد ترفع صوتاً واحداً من أجله وان محبيه وأصدقاءه تخلوا عنه . ويساهم كل ذلك في عزله فيصبح عرضة للتعليقات والتحذيرات المفزعة، ويشعر بأنه أصبح وحيداً في عالمه ولا يوجد بجواره من يستطيع أن يعاونه في محنته. بعد فترة زمنية معينة، يبدأ الإستجواب في وقت يكون فيه الأسير قد وصل إلى حالة من اليأس والضعف، نتيجة القلق والتفكير الطويل وما يصاحبه من ضغط فسيولوجي، بحيث يصبح عقله ضعيفاً غير قادر على إتخاذ القرارات، ويسهل إنقياده إلى الايحاءات التي تقدم اليه بواسطة الإجبار أو الحيلة.
ويصف ادوارد هنتر أسلوب العزل بقوله: "لايهم ان يكون الرجال الذين قابلتهم قدا جاءوا من دولة في أوروبا أو من الصين الحمراء فقد أخبرهم غاسلو أدمغتهم بأن بلادهم وكنيستهم وأصدقاءهم تخلوا عنهم وخانوهم/ وبذلك يداخلهم الشعور بأنهم اصبحوا وحيدين".[5]
تظاهرة في هونغ كونغ عام 2012 ضد أساليب غسيل الدماغ المستخدمة في منهاج التعليم الوطني والأخلاقي
الضغط الجسماني[عدل]
ويتم من خلال عدة وسائل كالحرمان من الطعام والنوم، ووضع القيود بشكل دائم في يديه ورجليه، واستخدام العقاقير المخدرة، ووضع السجين في العراء في طقس شديد البرودة لساعات طويلة. كل هذه الأعمال أو بعضها تصل بالسجين إلى درجة من الاعياء والانهيار بحيث تؤثر تأثيراً مباشراً على عقل السجين الذي يصبح أكثر استعداداً للتنازل عن معقتداته وقيمه، وأكثر استجابة للإيحاء ولتنفيذ ما يطلب منه. [2][5]
يلعب الجوع دوراً أساسياً في عملية غسيل الدماغ، كون الإنسان بحاجة إلى ضروريات بيولوجية معينة لاستمرار حياته، منها الغذاء اللازم لبناء خلايا الجسم وتجديدها، فيحتاج الجسم إلى نسبة معينة من المواد العضوية والفيتامينات التي تمكنه من تأدية وظيفته. وقد استخدم التجويع بهذا المعنى كعنصر من عناصر عملية غسيل الدماغ، إذ كان يعطى للسجين ما يكفيه من أطعمة تمكنه من البقاء على قيد الحياة، وليس بالكمية التي يتطلبها الجسم لجعل ذهنه يؤدي وظائفه بدرجة كافية. وكانت الاطعمة التي تقدم له تعدل بين فترة وأخرى لتحقيق الهدف المطلوب، إذ كانت نسب الطعام توضع تبعاً لصفات المقاومة التي يتصف بها الفرد فكلما ازدادت مقاومته تعمد المستجوبون تجويعه. دفع الجوع الإنسان بالتنازل عن معقتداته وقيمه، وخاصة إذ عاون ذلك ظروف مضنية اخرى.
ولا يقل الإجهاد تأثيراً على الانسان عن الجوع، بل قد يزيده إذ أن الجسم يحتاج يومياً لعدد معين من الساعات للراحة والنوم. قد يحتمل بعض الناس قلة النوم لفترة معينة، إلا ان الاستمرار في ذلك من شأنه ان يقضي على صفاء الذهن، ويسبب للمتعرض له إضطراب عقلي وفقدان إحساس قد يقوده إلى الجنون والإنتحار. ويصبح الفرد الذي عانى الحرمان أكثر قابلية لتقبل الإيحاء وأكثر إستعداداً لتنفيذ تعليمات الذين يطلبون منه ان يسلك سلوكاً معيناً، كما يقل احتمال مقاومته لمطلب اي انسان من ذوي السلطة. ويستغل المستجوبون في السجون السياسية هذا كله مهيئين بيئة يصبح فيها النوم شبه مستحيل إذ يوقظون الفرد في ساعة غير عادية أو يجبره على الإستيقاظ كلما نام، ويكون الإيقاظ بأسلوب خشن، ثم يستجوب لفترة ويعاد ثانية لزنزانته، والهدف من هذا كله إجهاد المتهم او الأسير حتى يصل في النهاية الى درجة من الانهيار تمكن المستجوب من الايحاء اليه بما يريد.[5]
التهديدات وأعمال العنف[عدل]
يتخذ هذا الاسلوب شكلين متناقضين، فإما ان يكون مباشراً باستخدام العنف، كالضرب، والركل، وربط السجين بشدة الى أسفل بحيث لا يستطيع التحرك ثم وضع حجر ثقيل فوقه وتركه لمدة طوية، إلى غير ذلك من الوسائل غير الإنسانية. وإما أن يكون التهديد والعنف بشكل غير مباشر فمثلاً قد يتحدث المستجوب مع السجين بلهجة هادئة بينما يجعله يكشف عن طريق شخص آخر أن صديقه الذي لم يتعاون قد ضرب أو أعدم. أو أن يعامل الفرد معاملة ودية ويتكرم المستجوب فيعطيه لفافة تبغ، وفي اثناء الحديث يسمع الفرد زميله في الغرفة المجاورة يصرخ من الألم لرفضه الاجابة عن نفس الاسئلة الموجة إليه، أو عن طريق وضع عدد من الأسرى في زنزانة واحدة، وعند عودة أحد الزملاء وعليه آثار الكدمات، أو عند إعادة ملابسه في لفافة صغيرة، تكون هذه المشاهد كافية للآخرين كصورة من التهديد غير المباشر.
ومن الأساليب العنيفة التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية، وضع الفرد في غرفة على شكل إناء كبير، ثم يوثّق داخل الاناء بحيث لايستطيع التحرك، ويصب الماء بعد ذلك ببطئ داخل الاناء حتى يصل مستوى الماء إلى طرف أنفه، مما يجعله يصارع بشدة لابقاء راسة خارج مستوى الماء. ومن هذه الاساليب أيضاً، تجريد أسير الحرب من ملابسه ووضعه في العراء في طقس درجة حرارته تحت الصفر، ثم إدلاء قدميه في حوض كبير ممتلئ بالماء سرعان ما يتجمد، أو وضع الاسير في أحد الاركان واستجوابه في اثناء تساقط قطرات من الماء فوق راسه كل دقيقة ويستمر ذلك لساعات كاملة.[5]
الإذلال والضغوط[عدل]
تعتمد هذه الوسيلة على اتباع السجن لنظم تستوجب السجين على الخضوع التام مع الإذلال في أي نشاط يرغب بالقيام كتناول الطعام والنوم والاغتسال. كما ويمنع الأسير من القيام بأي عمل دون الحصول على إذن من الحارس، وأحياناً يلزم كذلك بشروط كاحناء الرأس وابقاء العينين موجهة الى الارض اثناء التحدث الى الحراس. ضغوط اجتماعية أخرى قد تستخدم في السجون: الاستجواب لمدة زمنية طويلة، الإزعاج والمضايقة.[2][5]
الدروس الجماعية[عدل]
استخدمت الدروس الجماعية اليومية في الصين حيث كانت تدرس العقيدة الجديدة بواسطة قراءات ومحاضرات تتبعها أسئلة ليثبت كل فرد استيعابه للدراسات التي يتلقاها، على أن يتبع هذا بمناقشات يُطلب فيها من كل فرد أن يوضح كيف يستنبط الأهداف من مقدمات الدراسات الشيوعية وكيف يمكنه أن يطبقها هو بالنسبة لنفسه. ويعتبر النقد المتبادل ونقد النفس جزءاً هاماً من المناقشات التي تجري بين افراد الجماعة.
في الجلسات التي كانت تقام في السجون، يمارس موظفو السجن والزملاء في الزنزانات ضغطاً مستمراً على السجين لجعله يعيد تقييم ماضيه من وجهة النظر الشيوعية، حتى يتحقق من إثمه ويعترف بجريمته. وتعرف الجرائم في هذه العملية بأنها أفعال أو أفكار تضر بصورة او بأخرى بقضية الشيوعية. وعندما يدرك السجين جرمه وإثمه، أي عندما يتقبل التفسير الشيوعي للأعمال، ويقوم باعتراف مرضي مقبول ويوضح تغيير اتجاهه وتبدل وجة نظره يقدم للمحاكمة، فيحكم عليه، بعد إدانته بما اعترف به من جرم، حكماً ليناً نتيجة أنه قد تم تقويمه (أي غسل دماغه). ويستغرق التقويم من نصف سنة الى أربع سنوات أو أكثر.[5]
الآثار الناجمة عن غسل الدماغ[عدل]
هبوط القدرة الفكرية: الإنهاك الجسدي والضغوط النفسية التي يواجهها السجين، بالإضافة إلى النوم المتقطع، التوتر، والفزع، تؤدي كلها إلى تشويش فكري وعدم مقدرة على التركيز في التفكير، أو بمعنى أدق فقدان القدرة على التفكير بشكل جيد كالآخرين.
عدم القدرة على التلاؤم والتكيف: نتيجة لوضع الأسر والعزلة التامة للسجين وانقطاعه عن العالم الخارجي، فإن بعض الأسرى لا يستطيعون التلاؤم والتكيف مع هذا الوضع وبالتالي يعانون من نتائج فكرية وعاطفية خطيرة وسيئة كما يسهم الإرباك اللاحق للعزل الطويل في عملية تليين الأسير وتطويعه.
الشعور بالذنب: تكرار أفعال الأسير عليه بشكل مستمر بالإضافة إلى إجباره على مراجعة حياته الماضية وتبرير أفعاله الشخصية والسياسية من شأنه أن يثير لدى الأسير بعض الشعور بالذنب.
تدمير الذات: تؤدي عملية الإذلال والتحقير التي يخضع لها الفرد إلى التقليل من تقديره لذاته self esteem، وتبدو هذه العملية أكثر تحطيماً للنفس كلما كان للشخص أهمية أو جاه أو سلطة من قبل وهو يقارن بين ضعفه وعجزه، وسطوة وقوة مستجوبيه وسجانيه فعملية الإذلال والتحقير التي يخضع لها الأسير تؤدي إلى التقليل من شأن نفسه وتتحطم ذاته.
السلوك المشروط: تصبح معظم سلوكيات الفرد في المستقبل مشروطة بمثيرات خارجية وليست داخلية، بمعنى أن الأحداث الخارجية هي التي تحرك سلوكه وليست الأفكار والمعتقدات التي يحملها، وذلك نتيجة الخضوع لأسلوب الثواب والعقاب في تحديد الاستجابة المرغوبة من الغير مرغوبة أثناء فترة السجن.
آثار أخرى: الشعور الدائم بالخوف المرضي والشك والحيرة وعدم الثقة بالآخرين، والمعاناة من الوساوس المتسلطة والأفعال القهرية، وفقدان خاصية التركيز والتفكير بطريقة متماسكة، والعجز عن التوجيه زمانياً ومكانياً، وهذيان اضطهادي، وإحساس بالازدواجية وبفقدان الأعضاء، واضطرابات قلبية ونفسية وفقدان التوازن الحركي وارتجاف وتقلصات في العضلات كما يحدث في أثناء الصدمة الكهربائية، وصعوبة في الاستغراق في النوم، واضطرابات هضمية.[1][2]
العوامل التي تؤثر في تعديل اتجاهات الأفراد[عدل]
العوامل النفسية[عدل]
هناك مجموعة من العوامل النفسية التي تؤثر في قبول الفرد أو عدم قبوله بتغيير اتجاهاته وأفكاره ، منها: القابلية للإيحاء، وتحمل الإحباط، والانتماء الاجتماعي، والإيمان بالعقيدة.[1]
قوة الإتجاه والعقيدة[عدل]
أحد العوامل المؤثرة في مدى قابلية الشخص للتعرض لغسيل الدماغ هو مدى قوة إيمانه بأفكاره، فقد صنف علماء النفس العقائد والإتجاهات الفكرية في أربعة مستويات وفق عمق الإتجاه ومدى قابليته للتغير، وهي:
المستوى البسيط: يقتصر على آراء عابرة وضحلة يصرّح بها الفرد في مناسبة معينة، وقد يؤمن بها أو لا يؤمن. كأن يتخذ موقفاً خاصاً إتخذه أحد زملاءه.
المستوى المتكرر: عندما يكرر الرأي لمدة طويلة وفي فترات متفاوتة، كأن يصر الشخص على إنتقاد زميله في موقف إتخذه مثلاً، ويصبح هذا المستوى من الإتجاه بمقام رأي خاص.
المستوى المتوسط (المتجانس): عندما يتخذ الرأي مواقف متجانسة، كأن يكرر إدعاء معين في مناسبات متعددة. هذا المستوى من التفكير والاتجاه يدل على وحدة وتجانس عام ومتكرر.
المستوى العميق: وهو الذي يتخذ صورة عقيدة متممة لشخصية الفرد الإجتماعية ويكون إتجاهاً صلباً لا تؤثر فيه الدعاية أو غسيل الدماغ.
يمكن التأثير على الإتجاهات من المستويات الثلاثة الأولى (البسيط، المتكرر، المتوسط)، بينما يصعب التأثير على الإتجاه من المستوى العميق. [2]
العلاج النفسي[عدل]
يُلاحظ مما سبق أن عملية غسل الدماغ تسعى إلى تجريد الفرد قسرياً من أفكاره واتجاهاته وقيمه لتضع محلها أفكار جديدة تخدم الطرف القائم بعملية الغسل، في حين أن العلاج النفسي قائم على تعديل اتجاهات الفرد وأفكاره وسلوكياته بالاتجاه الإيجابي من أجل التوافق مع متطلبات الحياة ومن خلال رغبة الفرد نفسه. فجميع المدارس العلاجية ركزت على هذا الأمر في أثناء تعاملها مع الشخص المضطرب بهدف مساعدته على النمو والتطور النفسي والاجتماعي. وهنا يمكن القول إن عملية غسل الدماغ والعلاج النفسي وجهان لعملة واحدة وهي تغيير أفكار الفرد وقيمه وسلوكياته.[1]
الوقاية[عدل]
إن حماية أفراد المجتمع من الوقوع في براثن الأفكار المسمومة التي تحاول أن تعدل أو تغير من قناعات الأفراد واتجاهاتهم من القضايا الشخصية والاجتماعية والوطنية يتطلب وقفة شجاعة وحازمة من أفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة كافة، كالمؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية التي تسعى إلى تسليحهم بالعلم والثقافة من أجل المحافظة على قيمهم، وأهدافهم التي يسعون إلى تحقيقها، وهذه الأمور تعتمد على الإعلام الوطني الصادق الذي يحمي الأفراد من الوقوع في فخ غسل الأدمغة من خلال تنوير أفراد المجتمع بالمحاولات التي تسعى إليها الدول المعادية لتغيير أفكار الأفراد وقيمهم في المجتمع. إضافة إلى ذلك لابد من اطلاع أفراد المجتمع على الآليات والأساليب الخاصة بعملية غسل الدماغ حتى لايقعوا ضحيتها في المستقبل.[1]
لمحة تاريخية[عدل]
هو أسلوب قديم استخدمه المصريون القدماء وتم تطويره عبر التاريخ ولكن أشهر من استخدمه هم الصينيون الشيوعيون في عام 1950 عندما كان الصينيون يطبقون برنامج يسمى الإصلاح الفكري الشيوعي الصيني، حيث اعتقد الصينيون أن الأفراد الذين لم يتعلموا في مجتمع شيوعي لديهم أفكار برجوازية ويجب إعادة تعليمهم قبل أن يأخذوا مكانهم في المجتمع.
وقد اقترن اسم البروفيسور إيفان بافلوف، أستاذ علم وظائف الأعضاء الروسي بعملية غسيل المخ، نتيجة تجاربه المتقدمة على غرائز الحيوانات وسلوكها، وقد ركز بافلوف في أبحاثه عن "نظام الإشارات" وهو ما يقصد به الحس الغريزي الموجه الذي يصل مباشرة بين الحواس، وبين العقل. وانتهت الملاحلة الحاسمة من أبحاثه بتجارب على الحيوان والإنسان لاثبات نظريته "الفعل الشرطي المنعكس" (بالإنجليزية: Conditional Reflex) وتعني القيام بسلوك معين نتيجة لمؤثرات خارجية، مثل سيل اللعاب عند رؤية الطعام، أو عند حدوث أي أثر مقترن بالطعام. كما توصل بافلوف إلى أنه بتغيير بيئة الإنسان يمكن تغيير طبيعته الذاتية. والواقع أن أبحاث بافلوف كانت هي المشاعل التي أنارت الطريق أمام الشيوعيين للتوسع في عملية "غسيل المخ".
إن برنامج غسيل المخ ليس بالجديد تماماً، فلقد عرفت كل أمة وفي كل مرحلة من مراحل تاريخها نوعاً من فرض المذاهب والعقائد على مواطنيها، فهي عرفت عمليات الاستنطاق وعرفت الاستقصاء كما مرت بها عمليات التحويل الجماعي.
إن أسلوب استخلاص الإعترافات كان معروفاً في التحقيقات البابوية التي جرت في القرن الثالث عشر الميلادي، ثم فيما بعد وبخاصة داخل مجالات تحقيق البوليس السري الروسي أيام القيصرية، وفي وسائل تنظيم سجون الإصلاح، ومستشفيات الأمراض العقلية وغيرها من المؤسسات التي أقيمت لإحداث التغييرات العقائدية عند الأفراد، كما استخدمت أساليبها في الطوائف الدينيةالمختلفة، وفي جماعات الصفوة السياسية، وفي المجتمعات البدائية عند تكريس الأعضاء الجدد. ولكن الشيوعيين جاءوا بمنهجهم في ضوء أكثر شمولاً وتنظيماً، كما أنهم استخدموا فيه مجموعة من الأساليب الفنية السيكلوجية المترابطة.[6]
غسيل الدماغ في الحرب الكورية[عدل]
تعتبر الحرب الكورية (1950-1953) من أشهر الحروب التي أستعمل فيها غسيل الدماغ, حيث قد وقع الكثير من الجنود الأمريكيون في أسر الشيوعيين الصينيين, وقام هؤلاء الجنود بالأعتراف بأنهم اعتنقوا الشيوعية ولقد فسرة هذه الاعترافات بأنها كانت نتيجة وقوعهم تحت تأثير غسيل الدماغ, وتقول دائرة المعارف الأمريكية ان الفنيات التي استخدمت في غسيل الدماغ اختلفت من جماعة إلى أخرى ولكن الاتجاه الأساسي كان واحدا فقد كان التحكم في البيئة الاجتماعية والبدنية للضحية يتم لتدمير أي فكر معاد للشيوعية وأستبداله بالإيمان بالفكر الشيوعي، أما الفنيات التي أستخدمت ضد الأسرى فكانت:
حجب الأسرى بعيدا عن البيئة الحرة حتى لا يستطيعوا معرفة أي معلومات عما يحدث حولهم.
التعرض لضغوط جسدية مثل الحرمان من الطعام والنوم والتصفيد في أغلال كعقاب على عدم التعاون.
خلق مناخ الذي يظهر أن الحرية تعتمد فقط على الاتجاه الناجح نحو التغيير تجاه الأفكار التي يفرضها السجانون.
الضغوط نفسية واجتماعية مثل التعرض لفترات طويلة من الاستجوابات, واستخدام الإهانة والسب لإضعاف المقاومة.
حضور اجتماعات دراسية يومية لدراسة الفكر الشيوعي.
ولقد أورد الكاتب إدوارد هنتر رواية رجل أمريكي تعرض للأسر لدى الشيوعيين[7] فقال ما يلي : "إن لعبة القط والفأر التي يلعبها الشيوعيون بعقل رجل ما وصفت بدقة بواسطة الكابتن (زاك دين) وهو من القوات الجوية الأمريكية، وكان قبل ذلك يعمل مهندسا للبترول في ولاية أوكلاهوما وعندما سألته عما حدث قال : أن الشيوعيون يضغطون عليك حتى نقطة الموت ثم ينقذونك ثم يعاودون الضغط عليك حتى ترى باب الموت، وعندما تكون على وشك دخوله فأنهم يشدوك بعيدا، ربما لا يصدق ما سأقصه عليك، ولكن بعد أن يكرروا ذلك الأسلوب عدة مرات فأنك تشعر بالعرفان لهم لإنقاذهم حياتك، وتنسى أنهم كانوا هم الأفراد الذين كاونوا على وشك أن يقتلوك، وكل ما تحسه أنهم هو الذين أنقذوك وتكون مستعدا أن تفعل كل شيء يريدونه".
الجدل حول المصطلح[عدل]
يثير "غسيل الدماغ" جدلا كبيرا بين علماء النفس والأعصاب بين منظر له ومنكر لوجوده[8] فالبعض يعتبره مفسرا لاعتناق البعض لديانة ما ويدرجه في خانة الظواهر الماورائية[9] فيما تقف "الجمعية الأمريكية لعلم النفس" موقفاً محايدا يرفض الاعتراف بوجوده أو انكاره.
أيضاً، ربما يختلط بنا الأمر فنمزج بين عملية غسيل المخ، وبين عمليات التوجيه الديني والتعليمي والإجتماعي. فمثلاً قد يتسائل الكثير من أصحاب الحرف التربوية والإجتماعية عما إذا كانوا يمارسون في صميم عملهم نوعاً من غسيل المخ، المدرس قد يتسائل عن جوهر عمله التربوي، وأطباء العقول يسألون عن حقيقة تدريبهم للمرضى بواسطة العلاج النفسي، ورجال الدين يسألون أيضاً عن طبيعة وسائلهم الإصلاحية. وهنا يتصدى خصوم هذه الأوجه من النشاط لأصحابها فيزعمون بأن أعمالهم كلها ليست شيئاً آخر غير غسيل المخ.
وطبيعي أن غسيل المخ ليس هذا، ومعنى ذلك أنه إذا استخدم استخداماً مطلقاً يجعل المصطلح نقطة تجمع للخوف والإمتعاض، ولتوجيه التهم جزافاً دون تقدير لأي مسئولية.
يرى البعض أن غسيل الدماغ المعروف في الحرب الكورية لم يكن سوى إشاعة روجت لها وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية للتغطية على الأزمة التي كانت فيها أمام الجماهير إذ تحول 20 من أصل 4500 أسير حرب من الحلفاء الى جانب الصين وكوريا الشمالية (وإن كانت نسبة ضئيلة) فروجت الاستخبارات لكتاب (غسيل الدماغ في الصين الحمراء)[10] لإدوارد هنتر (Edward Hunterr) يدّعي أن الشيوعيون قاموا بغسيل الدماغ لهؤلاء فتحولوا، ليس أنهم غيروا آراءهم أو خضعوا لمؤثرات نفسية طبيعية وكان ذلك جزءاً من شيطنة الطرف الآخر[11].
كثير من حالات غسيل الدماغ الناتج من الحرمان والتجويع والخوف والإهانة تُفسر في علم النفس ضمن نطاق متلازمة ستوكهولم ويُعد ذلك تكيفاً تطورياً للمستضعفين رغم ما يتعرضون له من أذى إذ يرغبون بالإنضمام للمعتدي[11].
أنظر أيضًا
السلاح الأعظم
لقد جهّزوا في السنوات القليلة الماضية نسقاً جديداً مما يسمى بالأسلحة الغير الفتّاكة، صنعت خصّيصاً لمكافحة الشغب. ومن هذه الأسلحة المثيرة للجدل والتي تم صنعها وتجربتها فعلاً – ولكن لم تدخل السوق بعد – ما يسمى بأسلحة الطاقة الموجهة (Directed-Energy Weapons "DEW"). فباستخدام النبضات الكهرومغناطيسية، والطلقات الصوتية، والإشعاعات الذرية، تستطيع أسلحة الطاقة الموجهة أن تشل الإنسان جسدياً ونفسياً (تفقده الرغبة في النضال أو حتى في الحياة)، وليس فقط شلل تجمهر من الناس في ميدان ما، بل سكان مدينة بأكملها في آنٍ واحد! وبالإضافة إلى الشلل، تستطيع هذه الحزمة من الأسلحة أن تصيب الناس بألم رهيب لا يطاق من جرّاء تسخين أجسادهم كما لو كانوا داخل فرن الموجات الصغرى (الميكروويف) تماماً. ولو تقرر زيادة مقدار الموجة وطول فترات إطلاقها لتحول الناس المتأثرون بها إلى لحوم متفحمة.
والأسباب التي منعت دخول أسلحة الموجات الموجهة تلك إلى الأسواق لا تتعلق بالقلق من منظمات حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف بقدر ما هي تتعلق بعدم جاهزية عامة الناس النفسية لتقبل روايات أو صور مرعبة لمثل هذه الدرجة من الإرهاب ضد من هم - في العادة - متظاهرون عزّل.
أما الأساليب القانونية المستخدمة حالياً في التعامل مع الانتفاضات الشعبية – الغاز المُسيل للدموع والرصاص المطاطي والشظايا المطاطية وخراطيم المياه والقنابل الصوتية والهري والاستخدام المتقطع للرصاص الحي – تبدو ناجعة في ردع أعداد كبيرة من الناس من المشاركة بمناطق التماس. ولكن في بعض الحالات، وتحت ظروف معينة، تصبح الانتفاضة خارجة عن السيطرة. وقد أثبتت الأحداث الأخيرة في مصر وليبيا وسوريا بأنه حتى مناظر الفتك والجثث المشوهة على أيدي البلطجية والشبيحة والمرتزقة، وحتى القصف والتفجير من البر والبحر والجو، لم تتمكن من ردع أناس قد عقدوا العزم على مواصلة الثورة حتى النصر. أما السبب في فشل أجهزة مكافحة الشغب بالأساس فهو عدم حوزتها على - وتطويرها لـ - سلاح فذ ذو قوة تتعدّى أسلحة الموجات الموجهة وأسلحة الدمار الشامل كلها مجتمعة؛ هذا السلاح الأعظم هو "الترسيخ المعلوماتي".
ب – الترسيخ المعلوماتي
فكّر، لوهلة، بحقيقة روعة الإبداع الإنساني؛ من الرقائق الإلكترونية وأجهزة الحاسوب المتطورة إلى ناطحات السحاب وجزر بمساحات هائلة من صنعه. كل هذا نتيجة تراكم معلوماتي هائل كان قد بدأ قبل آلاف السنين عندما اكتشف الإنسان كيف يشعل ناراً. أما الآن فقد وضعنا أقماراً اصطناعية في الفضاء الخارجي للبحوث العلمية والاتصالات، وأخرى لتشغيل وتوجيه صواريخ تحت الأرض لضرب أهداف تعبر القارات والمحيطات بدقة متناهية. وإذا كانت قدرة بطلٍ ما من أفلام الخيال العلمي بأن يحرّك سكيناً أوسيفاً ضوئياً بواسطة العقل عملاً مبهراً، فنحن اليوم نستطيع أن نحرك طناً من الفولاذ والألمنيوم بسرعة تتجاوز 500 كم/ساعة بدون أي مجهود ذهني أو جسدي سوى الضغط الخفيف على دواسة وقود! وإذا كان بمقدور أبطال الخيال العلمي أن يُسَخروا الرعد والطاقة المغناطيسية لقلب سيارات في الهواء، فنحن قد استطعنا أن نبني مولدات كهربائية قادرة على توليد طاقة تكفي لتشغيل مدن بأكملها، بما فيها من معدات ثقيلة وأجهزة فائقة القوة، بمجرد الضغط بالإصبع على مفتاح واحد. لدينا إذاً استنتاج رهيب لا يخطر على بالنا بسهولة بالرغم من بساطته: إن قدرة عقل الإنسان تفوق كل قدرات أبطال عالم الخيال مجتمعة.
والأهم والأعظم قوة من تسخير الطاقة الكهرومغناطيسية والشمسية وجاذبية الأرض وغيرها من قوى الطبيعة هو قدرة عقل الإنسان على خلق وإدراك المعلومات (بالمعنى الذي عَرّفه الفيلسوف "وليَم فلاسِر" في كتابه "فلسفة تصوير"). فالتعلم – حسب فلاسِر – هو عملية ترسيخ قالب ما في عقل الإنسان عن طريق الفكر والإدراك الحسّي، والقالب هو الصورة أو المنتج أو المنظومة أو إطار الفهم أو الرأي أو الفكرة. وما زال العلماء والفلاسفة يتجادلون فيما إذا كان الإنسان قادراً على خلق معلومة أصلية من دون اللجوء إلى توليف معلومات سابقة أم لا، ولكن بغض النظر عن نتيجة ذلك الجدل، الأكيد هو أن التفوّق يكون مُلك الذي يُسخر سلاح ترسيخ القوالب، أي سلاح "الترسيخ المعلوماتي".
قد يسأل شخص ما: أأنت تقول بأن الترسيخ المعلوماتي أقوى من القنبلة النووية؟ أجيب وبكل وضوح: أجل! إنْ كان الهدف من القنبلة النووية هو ردع العدو، فكيف تردعه إن لم تترسخ في ذهنه معلومة وجود هذه القنبلة أصلاً ومدى أثر دمارها إن استخدمت؟ وإن كان الهدف من القنبلة هو الإرهاب (أي قتل البعض لتركيع الباقي)، فإن الباقين لن يركعوا إلا إذا ترسخ في أذهانهم قالب الرعب من التفجير والفتك الذي شهدوه، وإلا أصبح قتلهم كقتل بعض من الزومبي (Zombie "الأموات الأحياء") لإقناع بقية الزومبي بالاستسلام! كما أنه في حال خمود قالب الرعب المرسخ هذا بواسطة ترسيخ قالب معلوماتي مضاد، فإن ردة الفعل لإسقاط قنبلة نووية ستكون الإعداد للإنتقام بدلاً من الاستسلام. وإذا كان الهدف من القنبلة النووية هو القتل والإبادة الجماعية لشعب كامل في دولة أجنبية، فيجب أن يكون هناك أولاً ترسيخ معلوماتي عميق في أذهان عامة الناس في بلد المهاجم، وإلا انقلب الناس على النظام بالقانون أو بدونه ولحوكِم أولو الأمر الذين أقدموا على جريمة نكراء بهذا الحجم. وإذا كان الهدف من القنبلة النووية هو إبادة حاكم ظالم لشعبه (لو فرضنا أنه يستطيع أن يفعل ذلك بدون أية عواقب من باقي دول العالم) فلن يبقى أحد ليحكمه أو يستعبده، ناهيك عن أنه سيقتل نفسه في العملية ذاتها.
ولتأكيد تفوّق سلاح الترسيخ المعلوماتي عملياً، خذ مثلاً هجمات الحادي عشر من أيلول (عام 2001). لقد فشل الإرهابيون (ولنفرض أن الفاعل والمخطط هم فعلاً من أتباع ما يسمّى بتنظيم القاعدة) في هدفهم المنشود من هذه الهجمات لأنهم بالدرجة الأولى لم يرسخوا القالب الصحيح في أذهان الأميركيين لكي يفهموا أن الهجوم كان عملاً انتقامياً لقتلى المسلمين الأبرياء في العراق وفلسطين وسائر بلاد المسلمين على مدى سنين (كما صرح بن لادن وغيره) وأنه رسالة تهديد بالمزيد من الهجمات إن لم تنهي الولايات المتحدة احتلالها (أو وجودها المهيمن) في الشرق الأوسط وفي السعودية بالذات. ولكن النتيجة كانت تفوّق الحكومة الأميركية في سلاح الترسيخ المعلوماتي مسبقاً وبفارقٍ كبير. فقد أطلقوا حملة ترسيخ معلوماتية معاكسة على الشعب الأميركي من خلال أقوى أجهزتهم – المدارس والجامعات والإعلام – قائلين: "لقد هاجمونا لأنهم يكرهون الحرية ونحن نعشقها؛ لقد هاجمونا لأنهم مسلمون والإسلام يأمرهم بأن يقتلوا الكفار في كل مكان؛ لقد هاجمونا لأنهم أشرار ونحن أخيار ونحب الخير؛ لقد هاجمونا لأنهم يكرهون الغرب ويكرهون قيمنا وثقافتنا". ولو كانت هجمات الحادي عشر من أيلول بقنابل نووية لكان الفارقين الوحيدين في النتيجة هما نسبة الدمار والموت في نيويورك، وردة فعل الجيش الأميركي في أفغانستان والعراق وغيرهما لكانت أعظم فتكاً بآلاف المرات.
ثم قارن هجمات نيويورك بتفجيرات مدريد عام 2004، وكيف كانت ردة فعل الشعب الإسباني مختلفة تماماً. فغالبية الإسبان كان قد ترسخ مسبقاً في عقولهم قالب مختلف، وهو فكرة أن مشاركة حكومتهم في غزو العراق عام 2003 واحتلاله وإعلان الحرب على أناس أبرياء سيكون له ردة فعل رهيبة، حيث أن نسبة الشعب الإسباني المعارضة للحرب على العراق عام 2003 كانت تفوق الـ 90% (مقارنة بـ 30% في الولايات المتحدة). وهكذا أدت تفجيرات القطارات بعد سنة من غزو العراق، وثلاثة أيام قبل الانتخابات العامة، إلى قيام قيامة الشعب الإسباني وطرد رئيس وزرائهم بالتصويت لصالح رجل كان شعاره الانتخابي وعداً بالخروج الفوري من العراق إذا ما انتخِب، وأقرّوا صراحة بأن سبب استهدافهم مما يسمى بتنظيم القاعدة كان مشاركة حكومتهم في الحرب الأنغلو-أميركية على العراق. لذا بدلاً من التشوق للانتقام لتفجيرات مدريد، كما حصل في أميركا، خرج الملايين من الإسبانيين إلى الشوارع يطالبون الحكومة بالخروج الكامل والفوري من العراق!
وقس على هذه المقارنة كل الحروب عبر التاريخ لترى بأن الترسيخ المعلوماتي كان السلاح الأعظم في تحديد نتائج تلك الحروب ولم تكن السيوف والدبابات إلا أدوات مساعدة، إذ كيف انتصر المسلمون على المشركين في غزوة بدر وكانوا ثلث العدد والعدة؟ وكيف انتصر حزب الله اللبناني على رابع أقوى جيش في العالم في حرب تموز؟ وكيف انتصر الشعب الفيتنامي على الجيش الأميركي وقد كاد الأخير أن يبيد الأول إبادة كاملة؟ وكيف انتصر المغول على العباسيين واحتلوا عاصمتهم بغداد مع أنهم كانوا أعظم من المغول جيشاً وعلماً وعتاداً؟ انظر كيف يمكن لرجلٍ ضخم من أن ينتفض رُعباً إنْ رأى صرصوراً! ثم لاحظ كيف يكون هذا الخوف غائباً تماماً عند الأطفال الذين لم يرسّخ في أذهانهم بعد قالب الخوف الغير منطقي من الحشرات.
وبعد أن أثبتنا عظمة سلاح الترسيخ المعلوماتي نتجه الآن إلى تعريف مستخدميه. فاعلم بأنه عندما يُستخدم سلاح الترسيخ المعلوماتي من قِبل شخص نعتبره ظالماً فإننا نصف ذلك الترسيخ بغسيل الدماغ أو التلقين أو الدعاية الكاذبة أو الإعلان المضلل، وإن كنا نعتبره مُحرّراً أو مُنقذاً لنا نصف ذلك الترسيخ بالتنوير والتحرير والتخليص أو الوحي من الله. لذا من أهم قوالب الترسيخ هي أن نعلم أولاً من هو الظالم ومن هو المُحرّر، لأن الحقيقة ليست على شاكلة الرسوم الهزلية والمتحركة وأفلام هوليوود، أي أنه ليس بالضرورة أن يكون الشرير ذا ملامح قبيحة أو مشوهة، والخيّر لا يكون بالضرورة الأنيق ذو الملامح الجذابة مرتدياً زيّ الرجل الخارق أو الرجل الوطواط، بل قد يكون العكس هو الصحيح.
لكي نفهم بتعمق كيف تم ويتم استخدام السلاح الأعظم وكيف نفرّق بين الظالم والمحرّر، علينا أولاً أن نراجع معاً أهداف الظلم وأهداف التحرير، وما هو مبتغى الظالم سواء أكان مسلطاً علينا أم منتخباً؛ سواء كان مُتديناً أم عَلمانياً؛ سواء كان يمينياً أم يسارياً؛ سواء كان مواطناً منا أم أجنبياً. يجب أن نعرف لماذا الظالم المستبد يظلم بالأساس؟
اختراق العقل وزرع الافكار
حرب الافكار واساليب الهجوم على الارادة، اختراق العقل وزرع الافكار، هل يستطيع احد استخراج معلومات من عقلك الباطن واستبدالها؟
بداية… ماهو العقل الباطن؟
تستطيع أن تقول العقل الباطن او اللاواعي هو مجموعة من البينات المترسبة في… اللاوعي للانسان وتشمل هذه البينات الكثير من الأمور كأحداث معينة قد تكون محزنة مثلا اوحتى مشاعر معينة تجاه اشخاص آخرين والعادات والتقاليد التي تربيت عليها بمعنى اخر نستطيع أن نقول الملفات الكاملة للامور التي اصبحت تلقائيا تقوم بعملها دون أن تشعر ومجموع هذه البينات تشكل بالطبع شخصيتك وخبراتك في هذه الحياة….ولكن هل يمكن لشخص اخر استخراج هذه الملفات واستخدامها؟
بعض أساليب التحليل واستخراج المعلومات عن الهدف
أولا:استخراج المعلومات
كما يحدث في انظمة الكمبيوتر او الحاسوب…أول خطوة نقوم بها لاختبار اختراق أنظمة الحاسوب هي جمع واستخراج المعلومات وكذلك انظمة البشر لابد أن نجمع عن نظام الشخص المستهدف أكبر قدر من المعلومات المتاحة لنا حتى نجد المنفذ المناسب الذي نستطيع من خلاله الدخول لعقل النظام للهدف. و لكن كيف نحلل الشخص المستهدف؟
هناك اساليب عديدة لتحليل شخصية الهدف وقراءة عقليته والتعرف على كيفية تعامله مع الامور طبعا هذه الاساليب تعتمد بشكل اساسي على فكرة اساسية وهي ان رغم تنوع عقليات البشر الا اننا جميعا نشترك في صفات مشتركة جميعنا نمرض جميعنا نحزن جميعا نغضب جميعنا نحب ونكره لكن السؤال المهم مالذي نستطيع استخراجه من هذه الصفات ان هذه الصفات هي بمثابة المنافذ التي من خلالها نستطيع ايجاد ثغرة في نظام الشخص المستهدف .
بعض اساليب التحليل:
– التحليل بالاعتماد على الهيئة الفزيائية للشخص: “شكل الشخص “
إن الهيئة الخارجية للشخص تعطينا كثير من المعلومات ولكن هذا يعتمدبشكل كبير على خبرتك العلمية بشكل كبير فمثلا اذا كانت لديك معلومات جيدة في المجال الطبي فهذا سيمكنك مثلا من تشخيص بعض الامراض التي قد تكون مصيبة لهذا الشخص مثلا قد تستطيع من خلال نظرة ان تعرف ان هذا الشخص عنده مشكلة في هرمونات الغدة الدرقية ولنفرض ان هذه الهرمونات زائدة عن حدها الطبيعي هذا سوف يعطينا كثير من المعلومات فزيادة هذه الهرمونات هي السبب الرئيسي الذي تجعل هذا الشخص نحيف وايضا زيادتها تؤدي لزيادة انتاج الطاقة بسبب زيادة عمليات الايض في الخلايا وهذه الطاقة الزائدة تجعل هذا الشخص نشيط زيادة عن الحد مما يجعله عصبي نوعا ما, هل رأيت كم المعلومات التي قد تستخرجها بسهولة من شكل الشخص فقد عرفت من شكل الشخص وبنظرة انه عصبي وكثير من المعلومات الفسيولوجية عنه مما سيجعلك عندما تتعامل معه ستاخذ حذرك من هذه الامور وتضعها في الحسبان.
– التحليل من خلال التلاعب في النمط اللغوي: “hypnotic language”
إن اللغة ماهي إلا اداة ووسيلة للتعبير عن افكارنا بشكل مفهوم وهذه اللغة مكونة من كلمات وهذه الكلمات ماهي إلا اوامر تفهمها عقولنا جيدا وهي في النهاية ايضا مجرد بينات تصل الى النواة المركزية بنظامنا على شكل اشارات عصبية وتقوم طبقة النواة المركزية بترجمتها ومن الطبيعي انه اذا تلاعبنا في هذه البينات سنتلاعب في الاستجابة التي ستحدث نتيجة لترجمة هذه الاوامر!! ولكن كيف؟
الحقيقة ان الامثلة في حياتنا اليومية كثيرة جدا مثلا فالامكان بكل سهولة أن نقترح على احد الاصدقاء الذهاب الى العشاء وفي هذه الحالة سوف يفكر هل سوف اذهب للعشاء أم لا ؟ بينما ان صغت الجملة بطريقة اخرى مثلا هكذا: “هل تريد العشاء قبل ان نذهب للسينما او بعد؟”. الحقيقة تبدوا الجملتين متشابهتين فكلاهما الهدف منهم ان أتعشى مع صديقي لكن في الحقيقة هناك اختلاف واضح اذا دققت جيدا في الجملة الأولى سألته إن كان يريد أن يتعشى في هذه الحالة عقل صديقي سوف يأخذ هذه المسألة على أنها سؤال إن كان فعلا يريد أن يتعشى ام لا ؟بينما في السؤال الآخر انا لم اعطيه الخيار لكي يتعشى وان كان ظاهر من السؤال انه كذلك لكن في الحقيقة اعطيته خيار آخر وهو انه سيتعشى فعلا لكن هل تريدها قبل او بعد أن ندخل للسينما؟! بمعنى آخر العشاء لم يصبح قضية اختيارية الآن.
– تحليل حركة العين:
العين تلك الشيء الفريد والذي بمجرد النظر اليها تعطينا ايحاء عن الشخص الذي أمامنا فكم مرة نظرت الى شخص اول مرة تراه وينتابك هذا الشعور الغير مبرر ان عيون هذا الشخص تخفي من الاشياء مايجعلك تكون حذرا معه .
ان العيون هي بوابة العقل والروح… الحقيقة اجريت كثير من الدراسات للعيون وربما ابرز الدراسات التي تهمنا في هذا المقال الدراسات والنظريات التي تطرحها البرمجة اللغوية العصبية NLP. ..والتي عليها تجارب متعددة…
فبعض التفسيرات التي وضعت بناء على دراسة فسيولوجية لحركة العين ووضع تفسيرات لها. هذا الاسلوب يستخدم في كثير من الامور ولعل اشهر الامثلة على استخدام هذه الاساليب الاستجوابات التي تجريها المباحث الفدرالية FBI .
فنرى مثلا ان الشخص الذي ينظر للاعلى تجاه اليمين نجد انه في هذه الحالة غالبا الاشياء التي يقولها شخص هي من تأليف خياله أي أنه يكذب واذا كان ينظر للاعلى في اتجاه اليسار معنى هذا انه يتذكر ذكريات ويتخيلها بشكل مرئي وهذا مانسميه visual memory .
هذا الاسلوب كما ذكرنا يستخدم في كثير من الامور كالتحقيقات والاستجوبات الجنائية او في العلاج النفسي حتى وهو مفيد جدا في التحليل وتحديد مصداقية الشخص بدرجة عالية من الدقة.
أمثلة على أساليب الهجوم :
أولا:التأثير على الإرادة بالإيحاء:
ماهو الايحاء؟
الايحاء ببساطة هو تمرير اقتراح او فكرة معينة للعقل الواعي باسلوب معين ليقوم بتصديقها العقل اللاواعي subconcious
– التأثيرعلى الإراداة بالضغط النفسي:
حتى تتضح الفكرة في هذه الفقرة يجدر بنا أن نسألك كم مرة كنت تعتقد أنك على صواب في نقاش معين ومع ذلك تجد ان الذين يناقشوك يحاولون اقناعك بأنك مخطئ لدرجة أنك شعرت أنك بالفعل مخطئ رغم ان الحجج التي يتكلمون بها ليست قوية ولاتدعم رأيهم ؟ هذا مايسمى بالضغط النفسي فالذين يناقشوك يحاولون من خلال الضغط عليك بانهم جميعا متفقون على انهم صواب وانك انت المخطئ وبالتالي تشعر انت بانك شاذ عن المجموعة وهذا لأن العقل الواعي قام بتصديق انهم على صواب وبالتالي قام العقل الواعي بتمرير هذه الفكرة الى عقلك اللاواعي وترسيخها هناك .
– السؤال الإيحائي:”leading question”
السؤال الايحائي هو ببساطة سؤال يحتوي الاجابة!
– التنويم الايحائي:
هو إيصال الذهن إلى حالة من الهدوء والاسترخاء بحيث يكون الذهن فيها قابل بشكل كبير للإقتراحات والإيحاءات. يستخدم التنويم الايحائي في كثير من الأمور كالعلاج بخط الزمن وتحسين الحالة النفسية للإنسان وتحسين النواحي الإبداعية في الشخصية. عموما اذا ركزت أخي في التعريف الذي وضعته للتنويم الإيحائي يجب أن يكون ذهن الإنسان فيها قابل أصلا للتنويم او إرخاء الوعي أي أننا لن نجبره لابد أن يكون مقتنع بما يفعله وبالتالي اذا استطعنا أن نقنعه بطريقة واسلوب ما سوف ينفذ بالفعل مانطلبه و الحقيقة أن هناك أساليب كثيرة للإقناع ولعل أغلب من قرأ
أو شاهد تجربة للتنويم الإيحائي يجد مثلا أن الشخص الذي يقوم بالتنويم الإيحائي يستخدم موسيقى اثناء التنويم وذلك لأن الموسيقى لها تأثير على الحالة للنفسية للإنسان , فكم مرة تسمع موسيقى معينة وتشرع بالحزن وأخرى تشعر بالتفاؤل والحماس وإذا استطعنا التأثير في الحالة النفسية للإنسان عندها سنؤثر في طريقة تفكيره وبالتالي من السهل اقناعه والتأثير على إقناعه.
ثانيا: زراعة الأفكار
هو ادخال فكرة للاوعي للشخص بحيث تكون فكرة ثابتة عنده يتعامل من خلالها . الحقيقة زراعة الإفكار تعد أحد أخبث الأساليب لاختراق العقول والسيطرة عليها ومن الامثلة الواضحة التي نشاهدها في عالمنا هو ماتشنه التيارات الفكرية المختلفة في يومنا هذا من حرب نفسية على المجتمع البشري للتحكم في مصيره وزراعة الأفكار في اذهان المجتمع الانساني بشتى الطرق والوسائل لسلبهم حرية التحكم في قراراتهم دون أن يشعروا. ولكن كيف نقوم بزراعة فكرة معينة وماهي الأساس التي تقوم عليه؟!
اخوتي في الله ضعوا في اذهانكم قاعدة مهمة وهي أن جسد الإنسان بني على الحماية بمعنى أن أي شيء غريب عليه يقوم بمقاومته فمثلا عندما نقوم بعمل تبرع بالدم لابد من التحقق من فصيلة الدم لضمان التوافق وكذلك عند زراعة الاعضاء , كذلك عقل الانسان حيث اللاوعي للإنسان مليء بالأفكار كالمعتقدات الدينية والعادات والتقاليد والمبادئ وجميع ماتعلمته منذ أن ولدت كل هذه الأفكار عندما تدخل عليها فكرة غريبة ستقاوم هذه الفكرة إن لم تكن متوافقة مع الافكار الموجودة.
مثلا: ماذا لو أتيت لأحد الأشخاص وحاولت إقناعه بشكل مباشر بأن معتقده الديني خاطئ ماذا سيحدث غالبا ماستجد ردة فعل قوية والسبب أن المعتقد الديني فكرة اساسية وعميقة واغلب افكاره مرتبطة بهذا المعتقد بل أن جميع قراراته في الأصل يأخذها على أساسه فيرى الصواب والخطأ من خلال هذا المعتقد و بالتالي بمجرد أن تلقي عليه فكرة أن معتقده خاطئ يجب أن تتوقع ردة فعل قوية لأنك تهدد كيان فكري عميق في ذهنه. اذا من يستخدم هذا الأسلوب عليه أن يعي جيدا مدى عمق الفكرة الرئيسية المضادة للفكرة التي سيسزرعها ومدى تأثيرة هذه الفكرة المضادة لفكرتنا على الأفكار الأخرى في ذهن المتلقي .
كيف أحمي نفسي من اساليب الاختراق المختلفة؟
الواقع هو ان نحن نعيش في عالم صعب مليء بالمخاطر ونراهن ان أعظم خطر يهدد البشرية هو اختراق عقولنا وقمع حريتها هناك من درس جيدا وبتخصص كيف نفكر ودرس كل تفصيلة فينا وعرف نقاط ضعفنا جيدا وطباعنا وطباع مجتمعنا!!
وتأكدوا أنه سيتأكد دائما أنه سيبقينا تحت السيطرة… فماذا نفعل ؟
نصيحتنا هي إقرأ وأدرس وتعلم وتمسك بديننا الحنيف وبقرآننا الكريم وأعلم بان هناك فوق السماء ربا يحينا ويحمينا ويحفظنا من كل سوء بإذن الله.
غسيل دماغ
تصوير ساخر لعملية غسيل الدماغ
غسيل الدماغ (بالإنجليزية: Brainwashing) يقصد به تحويل الفرد عن اتجاهاته وقيمه وأنماطه السلوكية وقناعاته، وتبنيه لقيم أخرى جديدة تفرض عليه من قبل جهة ما سواء كانت فرداً أو مجموعة أو مؤسسة أو دولة. ويندرج مصطلح غسل الدماغ تحت مسميات مختلفة تحمل المفهوم نفسه مثل: إعادة التقويم، وبناء الأفكار، والتحويل والتحرير المذهبي الفكري، والإقناع الخفي، والتلقين المذهبي، وتغيير الاتجاهات.[1]
وصف الصينيون القدماء هذه العملية بإسم تنظيف المخ أو إعادة بناء الأفكار. كما أن البعثات التبشيرية استخدمت هذا الأسلوب على نطاق واسع، وأطلقت عليه غسل الدماغ الجماهيري.
في العصر الحديث نشر الصحفي الأمريكي إدوارد هنتر في صحيفة أخبار ميامي في سبتمبر 1950 مقالاً بعنوان غسيل الدماغ، على إثر الحرب الكورية والتحول الملاحظ في طريقة تفكير الجنود الأمريكيين الذين وقعوا أسرى لدى الصين، وكان ذلك أول استخدام لهذا المصطلح. وقد عبّر هنتر عن العملية بأنها: "المحاولات المخططة، أو الأساليب السياسية المتبعة من قبل الشيوعيين، لإقناع غير الشيوعيين، بالإيمان والتسليم بمبادئهم وتعاليمهم".[1][2]وكان هنتر قد ترجم المصلح عن الكلمة الصينية هسي نو (xǐ năo) التي تحمل نفس المعنى، والمستخدمة للتعبير عن النظرية الصينية إصلاح الفكر، أو اعادة التشكيل الأيديولوجي، في مجال سزو هسينج كاى تساو، أي برنامج التثقيف السياسي، الذي يقوم أساساً على أن كل الناس الذين لم يثقفوا في المجتمع الشيوعي لا بد أن يكون لديهم اتجاهات ومعتقدات برجوازية، وعليه يجب إعادة تثقيفهم قبل أن يحتلوا مكانة في المجتمع الشيوعي.
إستخدم عالم النفس الهولندي جوست ميرلو مصطلح قتل العقل (باللاتينية: Menticide) للتعبير عن عملية غسيل الدماغ، مشيراً الى أن العملية توجد خضوعاً لا إرادياً وتجعل الناس تحت سيطرة نظام لا تفكيري.[3]
آلية غسيل الدماغ[عدل]
تنفذ هذه العملية غالباً بمرحلتين متداخلتين هما:
المرحلة الأولى (الاعتراف): وهو الإعلان والاعتراف بما ارتكب من أخطاء في الماضي. ويمكن تحقيق هذه المرحلة بالإجراءات الآتية: عزل الفرد اجتماعياً، الضغط الجسدي، التهديد وأعمال العنف، السيطرة الكاملة على كيان الفرد، الضياع والشك، تثبيت الجرم، الاعتذار والإكرام للفرد، مرحلة الاعتراف النهائي.
المرحلة الثانية (إعادة التعليم والتثقيف): وتدور هذه المرحلة حول إعادة بناء فكر الفرد في الصورة الجديدة التي يراد له أن يكون عليها. وفي هذه المرحلة يحدث تغيير في مفهوم الذات لدى الفرد، ويتم محو الأفكار غير المطابقة لأفكار القائم بعملية الغسل، ثم تقدم أفكار ومعايير سلوكية وأدوار اجتماعية جديدة.[1][4]
أساليب غسيل الدماغ[عدل]
تختلف الأساليب المتبعة في الغسيل الدماغي تبعا للظروف وللجماعة التي تكون هدفا للبحث، ولكن الأصول الأساسية واحدة متماثلة في كل الحالات فهي تهدف إلى السيطرة على جميع الظروف المحيطة بالحياة الإجتماعية والجسمانية للفرد أو للجماعات، لإثبات أن الأفكار الفردية غير صحيحة ويجب أن تتغير، كما تهدف إلى تنمية الطاعة والإخلاص لعقيدة معينة.
لسيطرة على بيئة الشخص الاجتماعية تبذل كل محاولة لتحطيم ولائه لأي فرد أو جماعة خارجة ،ويصحب هذا أن يوضح للشخص أن اتجاهاته وطوابع تفكيره غير صحيحة ويجب تغييرها، كما يجب أن يعطى ولائه الكامل لعقيدة معينة ويخضع لها دون تردد. وعلى سبيل المثال استخدمت الأساليب التالية في السجون السياسية المختلفة :
العزل[عدل]
بمجرد القبض على الشخص يعزل عن العالم الخارجي عزلاً تاماً، ويبدأ سجانوه بتلقينه معلومات يريدون له معرفتها عن الوضع القائم وأسرته وأصدقائه.[2] أستخدمت هذه الوسيلة تاريخياً أيام محاكم التفتيش، كما استخدمها النازيون مع أسراهم في معسكرات الاعتقال.
يتم الزج بالفرد في زنزانة ذات أسوار حديدية بعيدة عن معارفه القدامى وعن مصادر المعلومات وصور الحياة العادية، ويترك هناك لفترة زمنية دون استجوابه، إضافة إلى أن أصدقائة ومقربيه عادة لا تواتيهم الجرأة ليسألوا عن مكانه أو يشيروا الى أنهم على معرفة به خشية التعرض للإعتقال والإستجواب، كما يتم إيهامه بأن بلاده لم تعد ترفع صوتاً واحداً من أجله وان محبيه وأصدقاءه تخلوا عنه . ويساهم كل ذلك في عزله فيصبح عرضة للتعليقات والتحذيرات المفزعة، ويشعر بأنه أصبح وحيداً في عالمه ولا يوجد بجواره من يستطيع أن يعاونه في محنته. بعد فترة زمنية معينة، يبدأ الإستجواب في وقت يكون فيه الأسير قد وصل إلى حالة من اليأس والضعف، نتيجة القلق والتفكير الطويل وما يصاحبه من ضغط فسيولوجي، بحيث يصبح عقله ضعيفاً غير قادر على إتخاذ القرارات، ويسهل إنقياده إلى الايحاءات التي تقدم اليه بواسطة الإجبار أو الحيلة.
ويصف ادوارد هنتر أسلوب العزل بقوله: "لايهم ان يكون الرجال الذين قابلتهم قدا جاءوا من دولة في أوروبا أو من الصين الحمراء فقد أخبرهم غاسلو أدمغتهم بأن بلادهم وكنيستهم وأصدقاءهم تخلوا عنهم وخانوهم/ وبذلك يداخلهم الشعور بأنهم اصبحوا وحيدين".[5]
تظاهرة في هونغ كونغ عام 2012 ضد أساليب غسيل الدماغ المستخدمة في منهاج التعليم الوطني والأخلاقي
الضغط الجسماني[عدل]
ويتم من خلال عدة وسائل كالحرمان من الطعام والنوم، ووضع القيود بشكل دائم في يديه ورجليه، واستخدام العقاقير المخدرة، ووضع السجين في العراء في طقس شديد البرودة لساعات طويلة. كل هذه الأعمال أو بعضها تصل بالسجين إلى درجة من الاعياء والانهيار بحيث تؤثر تأثيراً مباشراً على عقل السجين الذي يصبح أكثر استعداداً للتنازل عن معقتداته وقيمه، وأكثر استجابة للإيحاء ولتنفيذ ما يطلب منه. [2][5]
يلعب الجوع دوراً أساسياً في عملية غسيل الدماغ، كون الإنسان بحاجة إلى ضروريات بيولوجية معينة لاستمرار حياته، منها الغذاء اللازم لبناء خلايا الجسم وتجديدها، فيحتاج الجسم إلى نسبة معينة من المواد العضوية والفيتامينات التي تمكنه من تأدية وظيفته. وقد استخدم التجويع بهذا المعنى كعنصر من عناصر عملية غسيل الدماغ، إذ كان يعطى للسجين ما يكفيه من أطعمة تمكنه من البقاء على قيد الحياة، وليس بالكمية التي يتطلبها الجسم لجعل ذهنه يؤدي وظائفه بدرجة كافية. وكانت الاطعمة التي تقدم له تعدل بين فترة وأخرى لتحقيق الهدف المطلوب، إذ كانت نسب الطعام توضع تبعاً لصفات المقاومة التي يتصف بها الفرد فكلما ازدادت مقاومته تعمد المستجوبون تجويعه. دفع الجوع الإنسان بالتنازل عن معقتداته وقيمه، وخاصة إذ عاون ذلك ظروف مضنية اخرى.
ولا يقل الإجهاد تأثيراً على الانسان عن الجوع، بل قد يزيده إذ أن الجسم يحتاج يومياً لعدد معين من الساعات للراحة والنوم. قد يحتمل بعض الناس قلة النوم لفترة معينة، إلا ان الاستمرار في ذلك من شأنه ان يقضي على صفاء الذهن، ويسبب للمتعرض له إضطراب عقلي وفقدان إحساس قد يقوده إلى الجنون والإنتحار. ويصبح الفرد الذي عانى الحرمان أكثر قابلية لتقبل الإيحاء وأكثر إستعداداً لتنفيذ تعليمات الذين يطلبون منه ان يسلك سلوكاً معيناً، كما يقل احتمال مقاومته لمطلب اي انسان من ذوي السلطة. ويستغل المستجوبون في السجون السياسية هذا كله مهيئين بيئة يصبح فيها النوم شبه مستحيل إذ يوقظون الفرد في ساعة غير عادية أو يجبره على الإستيقاظ كلما نام، ويكون الإيقاظ بأسلوب خشن، ثم يستجوب لفترة ويعاد ثانية لزنزانته، والهدف من هذا كله إجهاد المتهم او الأسير حتى يصل في النهاية الى درجة من الانهيار تمكن المستجوب من الايحاء اليه بما يريد.[5]
التهديدات وأعمال العنف[عدل]
يتخذ هذا الاسلوب شكلين متناقضين، فإما ان يكون مباشراً باستخدام العنف، كالضرب، والركل، وربط السجين بشدة الى أسفل بحيث لا يستطيع التحرك ثم وضع حجر ثقيل فوقه وتركه لمدة طوية، إلى غير ذلك من الوسائل غير الإنسانية. وإما أن يكون التهديد والعنف بشكل غير مباشر فمثلاً قد يتحدث المستجوب مع السجين بلهجة هادئة بينما يجعله يكشف عن طريق شخص آخر أن صديقه الذي لم يتعاون قد ضرب أو أعدم. أو أن يعامل الفرد معاملة ودية ويتكرم المستجوب فيعطيه لفافة تبغ، وفي اثناء الحديث يسمع الفرد زميله في الغرفة المجاورة يصرخ من الألم لرفضه الاجابة عن نفس الاسئلة الموجة إليه، أو عن طريق وضع عدد من الأسرى في زنزانة واحدة، وعند عودة أحد الزملاء وعليه آثار الكدمات، أو عند إعادة ملابسه في لفافة صغيرة، تكون هذه المشاهد كافية للآخرين كصورة من التهديد غير المباشر.
ومن الأساليب العنيفة التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية، وضع الفرد في غرفة على شكل إناء كبير، ثم يوثّق داخل الاناء بحيث لايستطيع التحرك، ويصب الماء بعد ذلك ببطئ داخل الاناء حتى يصل مستوى الماء إلى طرف أنفه، مما يجعله يصارع بشدة لابقاء راسة خارج مستوى الماء. ومن هذه الاساليب أيضاً، تجريد أسير الحرب من ملابسه ووضعه في العراء في طقس درجة حرارته تحت الصفر، ثم إدلاء قدميه في حوض كبير ممتلئ بالماء سرعان ما يتجمد، أو وضع الاسير في أحد الاركان واستجوابه في اثناء تساقط قطرات من الماء فوق راسه كل دقيقة ويستمر ذلك لساعات كاملة.[5]
الإذلال والضغوط[عدل]
تعتمد هذه الوسيلة على اتباع السجن لنظم تستوجب السجين على الخضوع التام مع الإذلال في أي نشاط يرغب بالقيام كتناول الطعام والنوم والاغتسال. كما ويمنع الأسير من القيام بأي عمل دون الحصول على إذن من الحارس، وأحياناً يلزم كذلك بشروط كاحناء الرأس وابقاء العينين موجهة الى الارض اثناء التحدث الى الحراس. ضغوط اجتماعية أخرى قد تستخدم في السجون: الاستجواب لمدة زمنية طويلة، الإزعاج والمضايقة.[2][5]
الدروس الجماعية[عدل]
استخدمت الدروس الجماعية اليومية في الصين حيث كانت تدرس العقيدة الجديدة بواسطة قراءات ومحاضرات تتبعها أسئلة ليثبت كل فرد استيعابه للدراسات التي يتلقاها، على أن يتبع هذا بمناقشات يُطلب فيها من كل فرد أن يوضح كيف يستنبط الأهداف من مقدمات الدراسات الشيوعية وكيف يمكنه أن يطبقها هو بالنسبة لنفسه. ويعتبر النقد المتبادل ونقد النفس جزءاً هاماً من المناقشات التي تجري بين افراد الجماعة.
في الجلسات التي كانت تقام في السجون، يمارس موظفو السجن والزملاء في الزنزانات ضغطاً مستمراً على السجين لجعله يعيد تقييم ماضيه من وجهة النظر الشيوعية، حتى يتحقق من إثمه ويعترف بجريمته. وتعرف الجرائم في هذه العملية بأنها أفعال أو أفكار تضر بصورة او بأخرى بقضية الشيوعية. وعندما يدرك السجين جرمه وإثمه، أي عندما يتقبل التفسير الشيوعي للأعمال، ويقوم باعتراف مرضي مقبول ويوضح تغيير اتجاهه وتبدل وجة نظره يقدم للمحاكمة، فيحكم عليه، بعد إدانته بما اعترف به من جرم، حكماً ليناً نتيجة أنه قد تم تقويمه (أي غسل دماغه). ويستغرق التقويم من نصف سنة الى أربع سنوات أو أكثر.[5]
الآثار الناجمة عن غسل الدماغ[عدل]
هبوط القدرة الفكرية: الإنهاك الجسدي والضغوط النفسية التي يواجهها السجين، بالإضافة إلى النوم المتقطع، التوتر، والفزع، تؤدي كلها إلى تشويش فكري وعدم مقدرة على التركيز في التفكير، أو بمعنى أدق فقدان القدرة على التفكير بشكل جيد كالآخرين.
عدم القدرة على التلاؤم والتكيف: نتيجة لوضع الأسر والعزلة التامة للسجين وانقطاعه عن العالم الخارجي، فإن بعض الأسرى لا يستطيعون التلاؤم والتكيف مع هذا الوضع وبالتالي يعانون من نتائج فكرية وعاطفية خطيرة وسيئة كما يسهم الإرباك اللاحق للعزل الطويل في عملية تليين الأسير وتطويعه.
الشعور بالذنب: تكرار أفعال الأسير عليه بشكل مستمر بالإضافة إلى إجباره على مراجعة حياته الماضية وتبرير أفعاله الشخصية والسياسية من شأنه أن يثير لدى الأسير بعض الشعور بالذنب.
تدمير الذات: تؤدي عملية الإذلال والتحقير التي يخضع لها الفرد إلى التقليل من تقديره لذاته self esteem، وتبدو هذه العملية أكثر تحطيماً للنفس كلما كان للشخص أهمية أو جاه أو سلطة من قبل وهو يقارن بين ضعفه وعجزه، وسطوة وقوة مستجوبيه وسجانيه فعملية الإذلال والتحقير التي يخضع لها الأسير تؤدي إلى التقليل من شأن نفسه وتتحطم ذاته.
السلوك المشروط: تصبح معظم سلوكيات الفرد في المستقبل مشروطة بمثيرات خارجية وليست داخلية، بمعنى أن الأحداث الخارجية هي التي تحرك سلوكه وليست الأفكار والمعتقدات التي يحملها، وذلك نتيجة الخضوع لأسلوب الثواب والعقاب في تحديد الاستجابة المرغوبة من الغير مرغوبة أثناء فترة السجن.
آثار أخرى: الشعور الدائم بالخوف المرضي والشك والحيرة وعدم الثقة بالآخرين، والمعاناة من الوساوس المتسلطة والأفعال القهرية، وفقدان خاصية التركيز والتفكير بطريقة متماسكة، والعجز عن التوجيه زمانياً ومكانياً، وهذيان اضطهادي، وإحساس بالازدواجية وبفقدان الأعضاء، واضطرابات قلبية ونفسية وفقدان التوازن الحركي وارتجاف وتقلصات في العضلات كما يحدث في أثناء الصدمة الكهربائية، وصعوبة في الاستغراق في النوم، واضطرابات هضمية.[1][2]
العوامل التي تؤثر في تعديل اتجاهات الأفراد[عدل]
العوامل النفسية[عدل]
هناك مجموعة من العوامل النفسية التي تؤثر في قبول الفرد أو عدم قبوله بتغيير اتجاهاته وأفكاره ، منها: القابلية للإيحاء، وتحمل الإحباط، والانتماء الاجتماعي، والإيمان بالعقيدة.[1]
قوة الإتجاه والعقيدة[عدل]
أحد العوامل المؤثرة في مدى قابلية الشخص للتعرض لغسيل الدماغ هو مدى قوة إيمانه بأفكاره، فقد صنف علماء النفس العقائد والإتجاهات الفكرية في أربعة مستويات وفق عمق الإتجاه ومدى قابليته للتغير، وهي:
المستوى البسيط: يقتصر على آراء عابرة وضحلة يصرّح بها الفرد في مناسبة معينة، وقد يؤمن بها أو لا يؤمن. كأن يتخذ موقفاً خاصاً إتخذه أحد زملاءه.
المستوى المتكرر: عندما يكرر الرأي لمدة طويلة وفي فترات متفاوتة، كأن يصر الشخص على إنتقاد زميله في موقف إتخذه مثلاً، ويصبح هذا المستوى من الإتجاه بمقام رأي خاص.
المستوى المتوسط (المتجانس): عندما يتخذ الرأي مواقف متجانسة، كأن يكرر إدعاء معين في مناسبات متعددة. هذا المستوى من التفكير والاتجاه يدل على وحدة وتجانس عام ومتكرر.
المستوى العميق: وهو الذي يتخذ صورة عقيدة متممة لشخصية الفرد الإجتماعية ويكون إتجاهاً صلباً لا تؤثر فيه الدعاية أو غسيل الدماغ.
يمكن التأثير على الإتجاهات من المستويات الثلاثة الأولى (البسيط، المتكرر، المتوسط)، بينما يصعب التأثير على الإتجاه من المستوى العميق. [2]
العلاج النفسي[عدل]
يُلاحظ مما سبق أن عملية غسل الدماغ تسعى إلى تجريد الفرد قسرياً من أفكاره واتجاهاته وقيمه لتضع محلها أفكار جديدة تخدم الطرف القائم بعملية الغسل، في حين أن العلاج النفسي قائم على تعديل اتجاهات الفرد وأفكاره وسلوكياته بالاتجاه الإيجابي من أجل التوافق مع متطلبات الحياة ومن خلال رغبة الفرد نفسه. فجميع المدارس العلاجية ركزت على هذا الأمر في أثناء تعاملها مع الشخص المضطرب بهدف مساعدته على النمو والتطور النفسي والاجتماعي. وهنا يمكن القول إن عملية غسل الدماغ والعلاج النفسي وجهان لعملة واحدة وهي تغيير أفكار الفرد وقيمه وسلوكياته.[1]
الوقاية[عدل]
إن حماية أفراد المجتمع من الوقوع في براثن الأفكار المسمومة التي تحاول أن تعدل أو تغير من قناعات الأفراد واتجاهاتهم من القضايا الشخصية والاجتماعية والوطنية يتطلب وقفة شجاعة وحازمة من أفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة كافة، كالمؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية التي تسعى إلى تسليحهم بالعلم والثقافة من أجل المحافظة على قيمهم، وأهدافهم التي يسعون إلى تحقيقها، وهذه الأمور تعتمد على الإعلام الوطني الصادق الذي يحمي الأفراد من الوقوع في فخ غسل الأدمغة من خلال تنوير أفراد المجتمع بالمحاولات التي تسعى إليها الدول المعادية لتغيير أفكار الأفراد وقيمهم في المجتمع. إضافة إلى ذلك لابد من اطلاع أفراد المجتمع على الآليات والأساليب الخاصة بعملية غسل الدماغ حتى لايقعوا ضحيتها في المستقبل.[1]
لمحة تاريخية[عدل]
هو أسلوب قديم استخدمه المصريون القدماء وتم تطويره عبر التاريخ ولكن أشهر من استخدمه هم الصينيون الشيوعيون في عام 1950 عندما كان الصينيون يطبقون برنامج يسمى الإصلاح الفكري الشيوعي الصيني، حيث اعتقد الصينيون أن الأفراد الذين لم يتعلموا في مجتمع شيوعي لديهم أفكار برجوازية ويجب إعادة تعليمهم قبل أن يأخذوا مكانهم في المجتمع.
وقد اقترن اسم البروفيسور إيفان بافلوف، أستاذ علم وظائف الأعضاء الروسي بعملية غسيل المخ، نتيجة تجاربه المتقدمة على غرائز الحيوانات وسلوكها، وقد ركز بافلوف في أبحاثه عن "نظام الإشارات" وهو ما يقصد به الحس الغريزي الموجه الذي يصل مباشرة بين الحواس، وبين العقل. وانتهت الملاحلة الحاسمة من أبحاثه بتجارب على الحيوان والإنسان لاثبات نظريته "الفعل الشرطي المنعكس" (بالإنجليزية: Conditional Reflex) وتعني القيام بسلوك معين نتيجة لمؤثرات خارجية، مثل سيل اللعاب عند رؤية الطعام، أو عند حدوث أي أثر مقترن بالطعام. كما توصل بافلوف إلى أنه بتغيير بيئة الإنسان يمكن تغيير طبيعته الذاتية. والواقع أن أبحاث بافلوف كانت هي المشاعل التي أنارت الطريق أمام الشيوعيين للتوسع في عملية "غسيل المخ".
إن برنامج غسيل المخ ليس بالجديد تماماً، فلقد عرفت كل أمة وفي كل مرحلة من مراحل تاريخها نوعاً من فرض المذاهب والعقائد على مواطنيها، فهي عرفت عمليات الاستنطاق وعرفت الاستقصاء كما مرت بها عمليات التحويل الجماعي.
إن أسلوب استخلاص الإعترافات كان معروفاً في التحقيقات البابوية التي جرت في القرن الثالث عشر الميلادي، ثم فيما بعد وبخاصة داخل مجالات تحقيق البوليس السري الروسي أيام القيصرية، وفي وسائل تنظيم سجون الإصلاح، ومستشفيات الأمراض العقلية وغيرها من المؤسسات التي أقيمت لإحداث التغييرات العقائدية عند الأفراد، كما استخدمت أساليبها في الطوائف الدينيةالمختلفة، وفي جماعات الصفوة السياسية، وفي المجتمعات البدائية عند تكريس الأعضاء الجدد. ولكن الشيوعيين جاءوا بمنهجهم في ضوء أكثر شمولاً وتنظيماً، كما أنهم استخدموا فيه مجموعة من الأساليب الفنية السيكلوجية المترابطة.[6]
غسيل الدماغ في الحرب الكورية[عدل]
تعتبر الحرب الكورية (1950-1953) من أشهر الحروب التي أستعمل فيها غسيل الدماغ, حيث قد وقع الكثير من الجنود الأمريكيون في أسر الشيوعيين الصينيين, وقام هؤلاء الجنود بالأعتراف بأنهم اعتنقوا الشيوعية ولقد فسرة هذه الاعترافات بأنها كانت نتيجة وقوعهم تحت تأثير غسيل الدماغ, وتقول دائرة المعارف الأمريكية ان الفنيات التي استخدمت في غسيل الدماغ اختلفت من جماعة إلى أخرى ولكن الاتجاه الأساسي كان واحدا فقد كان التحكم في البيئة الاجتماعية والبدنية للضحية يتم لتدمير أي فكر معاد للشيوعية وأستبداله بالإيمان بالفكر الشيوعي، أما الفنيات التي أستخدمت ضد الأسرى فكانت:
حجب الأسرى بعيدا عن البيئة الحرة حتى لا يستطيعوا معرفة أي معلومات عما يحدث حولهم.
التعرض لضغوط جسدية مثل الحرمان من الطعام والنوم والتصفيد في أغلال كعقاب على عدم التعاون.
خلق مناخ الذي يظهر أن الحرية تعتمد فقط على الاتجاه الناجح نحو التغيير تجاه الأفكار التي يفرضها السجانون.
الضغوط نفسية واجتماعية مثل التعرض لفترات طويلة من الاستجوابات, واستخدام الإهانة والسب لإضعاف المقاومة.
حضور اجتماعات دراسية يومية لدراسة الفكر الشيوعي.
ولقد أورد الكاتب إدوارد هنتر رواية رجل أمريكي تعرض للأسر لدى الشيوعيين[7] فقال ما يلي : "إن لعبة القط والفأر التي يلعبها الشيوعيون بعقل رجل ما وصفت بدقة بواسطة الكابتن (زاك دين) وهو من القوات الجوية الأمريكية، وكان قبل ذلك يعمل مهندسا للبترول في ولاية أوكلاهوما وعندما سألته عما حدث قال : أن الشيوعيون يضغطون عليك حتى نقطة الموت ثم ينقذونك ثم يعاودون الضغط عليك حتى ترى باب الموت، وعندما تكون على وشك دخوله فأنهم يشدوك بعيدا، ربما لا يصدق ما سأقصه عليك، ولكن بعد أن يكرروا ذلك الأسلوب عدة مرات فأنك تشعر بالعرفان لهم لإنقاذهم حياتك، وتنسى أنهم كانوا هم الأفراد الذين كاونوا على وشك أن يقتلوك، وكل ما تحسه أنهم هو الذين أنقذوك وتكون مستعدا أن تفعل كل شيء يريدونه".
الجدل حول المصطلح[عدل]
يثير "غسيل الدماغ" جدلا كبيرا بين علماء النفس والأعصاب بين منظر له ومنكر لوجوده[8] فالبعض يعتبره مفسرا لاعتناق البعض لديانة ما ويدرجه في خانة الظواهر الماورائية[9] فيما تقف "الجمعية الأمريكية لعلم النفس" موقفاً محايدا يرفض الاعتراف بوجوده أو انكاره.
أيضاً، ربما يختلط بنا الأمر فنمزج بين عملية غسيل المخ، وبين عمليات التوجيه الديني والتعليمي والإجتماعي. فمثلاً قد يتسائل الكثير من أصحاب الحرف التربوية والإجتماعية عما إذا كانوا يمارسون في صميم عملهم نوعاً من غسيل المخ، المدرس قد يتسائل عن جوهر عمله التربوي، وأطباء العقول يسألون عن حقيقة تدريبهم للمرضى بواسطة العلاج النفسي، ورجال الدين يسألون أيضاً عن طبيعة وسائلهم الإصلاحية. وهنا يتصدى خصوم هذه الأوجه من النشاط لأصحابها فيزعمون بأن أعمالهم كلها ليست شيئاً آخر غير غسيل المخ.
وطبيعي أن غسيل المخ ليس هذا، ومعنى ذلك أنه إذا استخدم استخداماً مطلقاً يجعل المصطلح نقطة تجمع للخوف والإمتعاض، ولتوجيه التهم جزافاً دون تقدير لأي مسئولية.
يرى البعض أن غسيل الدماغ المعروف في الحرب الكورية لم يكن سوى إشاعة روجت لها وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية للتغطية على الأزمة التي كانت فيها أمام الجماهير إذ تحول 20 من أصل 4500 أسير حرب من الحلفاء الى جانب الصين وكوريا الشمالية (وإن كانت نسبة ضئيلة) فروجت الاستخبارات لكتاب (غسيل الدماغ في الصين الحمراء)[10] لإدوارد هنتر (Edward Hunterr) يدّعي أن الشيوعيون قاموا بغسيل الدماغ لهؤلاء فتحولوا، ليس أنهم غيروا آراءهم أو خضعوا لمؤثرات نفسية طبيعية وكان ذلك جزءاً من شيطنة الطرف الآخر[11].
كثير من حالات غسيل الدماغ الناتج من الحرمان والتجويع والخوف والإهانة تُفسر في علم النفس ضمن نطاق متلازمة ستوكهولم ويُعد ذلك تكيفاً تطورياً للمستضعفين رغم ما يتعرضون له من أذى إذ يرغبون بالإنضمام للمعتدي[11].
أنظر أيضًا
السلاح الأعظم
لقد جهّزوا في السنوات القليلة الماضية نسقاً جديداً مما يسمى بالأسلحة الغير الفتّاكة، صنعت خصّيصاً لمكافحة الشغب. ومن هذه الأسلحة المثيرة للجدل والتي تم صنعها وتجربتها فعلاً – ولكن لم تدخل السوق بعد – ما يسمى بأسلحة الطاقة الموجهة (Directed-Energy Weapons "DEW"). فباستخدام النبضات الكهرومغناطيسية، والطلقات الصوتية، والإشعاعات الذرية، تستطيع أسلحة الطاقة الموجهة أن تشل الإنسان جسدياً ونفسياً (تفقده الرغبة في النضال أو حتى في الحياة)، وليس فقط شلل تجمهر من الناس في ميدان ما، بل سكان مدينة بأكملها في آنٍ واحد! وبالإضافة إلى الشلل، تستطيع هذه الحزمة من الأسلحة أن تصيب الناس بألم رهيب لا يطاق من جرّاء تسخين أجسادهم كما لو كانوا داخل فرن الموجات الصغرى (الميكروويف) تماماً. ولو تقرر زيادة مقدار الموجة وطول فترات إطلاقها لتحول الناس المتأثرون بها إلى لحوم متفحمة.
والأسباب التي منعت دخول أسلحة الموجات الموجهة تلك إلى الأسواق لا تتعلق بالقلق من منظمات حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف بقدر ما هي تتعلق بعدم جاهزية عامة الناس النفسية لتقبل روايات أو صور مرعبة لمثل هذه الدرجة من الإرهاب ضد من هم - في العادة - متظاهرون عزّل.
أما الأساليب القانونية المستخدمة حالياً في التعامل مع الانتفاضات الشعبية – الغاز المُسيل للدموع والرصاص المطاطي والشظايا المطاطية وخراطيم المياه والقنابل الصوتية والهري والاستخدام المتقطع للرصاص الحي – تبدو ناجعة في ردع أعداد كبيرة من الناس من المشاركة بمناطق التماس. ولكن في بعض الحالات، وتحت ظروف معينة، تصبح الانتفاضة خارجة عن السيطرة. وقد أثبتت الأحداث الأخيرة في مصر وليبيا وسوريا بأنه حتى مناظر الفتك والجثث المشوهة على أيدي البلطجية والشبيحة والمرتزقة، وحتى القصف والتفجير من البر والبحر والجو، لم تتمكن من ردع أناس قد عقدوا العزم على مواصلة الثورة حتى النصر. أما السبب في فشل أجهزة مكافحة الشغب بالأساس فهو عدم حوزتها على - وتطويرها لـ - سلاح فذ ذو قوة تتعدّى أسلحة الموجات الموجهة وأسلحة الدمار الشامل كلها مجتمعة؛ هذا السلاح الأعظم هو "الترسيخ المعلوماتي".
ب – الترسيخ المعلوماتي
فكّر، لوهلة، بحقيقة روعة الإبداع الإنساني؛ من الرقائق الإلكترونية وأجهزة الحاسوب المتطورة إلى ناطحات السحاب وجزر بمساحات هائلة من صنعه. كل هذا نتيجة تراكم معلوماتي هائل كان قد بدأ قبل آلاف السنين عندما اكتشف الإنسان كيف يشعل ناراً. أما الآن فقد وضعنا أقماراً اصطناعية في الفضاء الخارجي للبحوث العلمية والاتصالات، وأخرى لتشغيل وتوجيه صواريخ تحت الأرض لضرب أهداف تعبر القارات والمحيطات بدقة متناهية. وإذا كانت قدرة بطلٍ ما من أفلام الخيال العلمي بأن يحرّك سكيناً أوسيفاً ضوئياً بواسطة العقل عملاً مبهراً، فنحن اليوم نستطيع أن نحرك طناً من الفولاذ والألمنيوم بسرعة تتجاوز 500 كم/ساعة بدون أي مجهود ذهني أو جسدي سوى الضغط الخفيف على دواسة وقود! وإذا كان بمقدور أبطال الخيال العلمي أن يُسَخروا الرعد والطاقة المغناطيسية لقلب سيارات في الهواء، فنحن قد استطعنا أن نبني مولدات كهربائية قادرة على توليد طاقة تكفي لتشغيل مدن بأكملها، بما فيها من معدات ثقيلة وأجهزة فائقة القوة، بمجرد الضغط بالإصبع على مفتاح واحد. لدينا إذاً استنتاج رهيب لا يخطر على بالنا بسهولة بالرغم من بساطته: إن قدرة عقل الإنسان تفوق كل قدرات أبطال عالم الخيال مجتمعة.
والأهم والأعظم قوة من تسخير الطاقة الكهرومغناطيسية والشمسية وجاذبية الأرض وغيرها من قوى الطبيعة هو قدرة عقل الإنسان على خلق وإدراك المعلومات (بالمعنى الذي عَرّفه الفيلسوف "وليَم فلاسِر" في كتابه "فلسفة تصوير"). فالتعلم – حسب فلاسِر – هو عملية ترسيخ قالب ما في عقل الإنسان عن طريق الفكر والإدراك الحسّي، والقالب هو الصورة أو المنتج أو المنظومة أو إطار الفهم أو الرأي أو الفكرة. وما زال العلماء والفلاسفة يتجادلون فيما إذا كان الإنسان قادراً على خلق معلومة أصلية من دون اللجوء إلى توليف معلومات سابقة أم لا، ولكن بغض النظر عن نتيجة ذلك الجدل، الأكيد هو أن التفوّق يكون مُلك الذي يُسخر سلاح ترسيخ القوالب، أي سلاح "الترسيخ المعلوماتي".
قد يسأل شخص ما: أأنت تقول بأن الترسيخ المعلوماتي أقوى من القنبلة النووية؟ أجيب وبكل وضوح: أجل! إنْ كان الهدف من القنبلة النووية هو ردع العدو، فكيف تردعه إن لم تترسخ في ذهنه معلومة وجود هذه القنبلة أصلاً ومدى أثر دمارها إن استخدمت؟ وإن كان الهدف من القنبلة هو الإرهاب (أي قتل البعض لتركيع الباقي)، فإن الباقين لن يركعوا إلا إذا ترسخ في أذهانهم قالب الرعب من التفجير والفتك الذي شهدوه، وإلا أصبح قتلهم كقتل بعض من الزومبي (Zombie "الأموات الأحياء") لإقناع بقية الزومبي بالاستسلام! كما أنه في حال خمود قالب الرعب المرسخ هذا بواسطة ترسيخ قالب معلوماتي مضاد، فإن ردة الفعل لإسقاط قنبلة نووية ستكون الإعداد للإنتقام بدلاً من الاستسلام. وإذا كان الهدف من القنبلة النووية هو القتل والإبادة الجماعية لشعب كامل في دولة أجنبية، فيجب أن يكون هناك أولاً ترسيخ معلوماتي عميق في أذهان عامة الناس في بلد المهاجم، وإلا انقلب الناس على النظام بالقانون أو بدونه ولحوكِم أولو الأمر الذين أقدموا على جريمة نكراء بهذا الحجم. وإذا كان الهدف من القنبلة النووية هو إبادة حاكم ظالم لشعبه (لو فرضنا أنه يستطيع أن يفعل ذلك بدون أية عواقب من باقي دول العالم) فلن يبقى أحد ليحكمه أو يستعبده، ناهيك عن أنه سيقتل نفسه في العملية ذاتها.
ولتأكيد تفوّق سلاح الترسيخ المعلوماتي عملياً، خذ مثلاً هجمات الحادي عشر من أيلول (عام 2001). لقد فشل الإرهابيون (ولنفرض أن الفاعل والمخطط هم فعلاً من أتباع ما يسمّى بتنظيم القاعدة) في هدفهم المنشود من هذه الهجمات لأنهم بالدرجة الأولى لم يرسخوا القالب الصحيح في أذهان الأميركيين لكي يفهموا أن الهجوم كان عملاً انتقامياً لقتلى المسلمين الأبرياء في العراق وفلسطين وسائر بلاد المسلمين على مدى سنين (كما صرح بن لادن وغيره) وأنه رسالة تهديد بالمزيد من الهجمات إن لم تنهي الولايات المتحدة احتلالها (أو وجودها المهيمن) في الشرق الأوسط وفي السعودية بالذات. ولكن النتيجة كانت تفوّق الحكومة الأميركية في سلاح الترسيخ المعلوماتي مسبقاً وبفارقٍ كبير. فقد أطلقوا حملة ترسيخ معلوماتية معاكسة على الشعب الأميركي من خلال أقوى أجهزتهم – المدارس والجامعات والإعلام – قائلين: "لقد هاجمونا لأنهم يكرهون الحرية ونحن نعشقها؛ لقد هاجمونا لأنهم مسلمون والإسلام يأمرهم بأن يقتلوا الكفار في كل مكان؛ لقد هاجمونا لأنهم أشرار ونحن أخيار ونحب الخير؛ لقد هاجمونا لأنهم يكرهون الغرب ويكرهون قيمنا وثقافتنا". ولو كانت هجمات الحادي عشر من أيلول بقنابل نووية لكان الفارقين الوحيدين في النتيجة هما نسبة الدمار والموت في نيويورك، وردة فعل الجيش الأميركي في أفغانستان والعراق وغيرهما لكانت أعظم فتكاً بآلاف المرات.
ثم قارن هجمات نيويورك بتفجيرات مدريد عام 2004، وكيف كانت ردة فعل الشعب الإسباني مختلفة تماماً. فغالبية الإسبان كان قد ترسخ مسبقاً في عقولهم قالب مختلف، وهو فكرة أن مشاركة حكومتهم في غزو العراق عام 2003 واحتلاله وإعلان الحرب على أناس أبرياء سيكون له ردة فعل رهيبة، حيث أن نسبة الشعب الإسباني المعارضة للحرب على العراق عام 2003 كانت تفوق الـ 90% (مقارنة بـ 30% في الولايات المتحدة). وهكذا أدت تفجيرات القطارات بعد سنة من غزو العراق، وثلاثة أيام قبل الانتخابات العامة، إلى قيام قيامة الشعب الإسباني وطرد رئيس وزرائهم بالتصويت لصالح رجل كان شعاره الانتخابي وعداً بالخروج الفوري من العراق إذا ما انتخِب، وأقرّوا صراحة بأن سبب استهدافهم مما يسمى بتنظيم القاعدة كان مشاركة حكومتهم في الحرب الأنغلو-أميركية على العراق. لذا بدلاً من التشوق للانتقام لتفجيرات مدريد، كما حصل في أميركا، خرج الملايين من الإسبانيين إلى الشوارع يطالبون الحكومة بالخروج الكامل والفوري من العراق!
وقس على هذه المقارنة كل الحروب عبر التاريخ لترى بأن الترسيخ المعلوماتي كان السلاح الأعظم في تحديد نتائج تلك الحروب ولم تكن السيوف والدبابات إلا أدوات مساعدة، إذ كيف انتصر المسلمون على المشركين في غزوة بدر وكانوا ثلث العدد والعدة؟ وكيف انتصر حزب الله اللبناني على رابع أقوى جيش في العالم في حرب تموز؟ وكيف انتصر الشعب الفيتنامي على الجيش الأميركي وقد كاد الأخير أن يبيد الأول إبادة كاملة؟ وكيف انتصر المغول على العباسيين واحتلوا عاصمتهم بغداد مع أنهم كانوا أعظم من المغول جيشاً وعلماً وعتاداً؟ انظر كيف يمكن لرجلٍ ضخم من أن ينتفض رُعباً إنْ رأى صرصوراً! ثم لاحظ كيف يكون هذا الخوف غائباً تماماً عند الأطفال الذين لم يرسّخ في أذهانهم بعد قالب الخوف الغير منطقي من الحشرات.
وبعد أن أثبتنا عظمة سلاح الترسيخ المعلوماتي نتجه الآن إلى تعريف مستخدميه. فاعلم بأنه عندما يُستخدم سلاح الترسيخ المعلوماتي من قِبل شخص نعتبره ظالماً فإننا نصف ذلك الترسيخ بغسيل الدماغ أو التلقين أو الدعاية الكاذبة أو الإعلان المضلل، وإن كنا نعتبره مُحرّراً أو مُنقذاً لنا نصف ذلك الترسيخ بالتنوير والتحرير والتخليص أو الوحي من الله. لذا من أهم قوالب الترسيخ هي أن نعلم أولاً من هو الظالم ومن هو المُحرّر، لأن الحقيقة ليست على شاكلة الرسوم الهزلية والمتحركة وأفلام هوليوود، أي أنه ليس بالضرورة أن يكون الشرير ذا ملامح قبيحة أو مشوهة، والخيّر لا يكون بالضرورة الأنيق ذو الملامح الجذابة مرتدياً زيّ الرجل الخارق أو الرجل الوطواط، بل قد يكون العكس هو الصحيح.
لكي نفهم بتعمق كيف تم ويتم استخدام السلاح الأعظم وكيف نفرّق بين الظالم والمحرّر، علينا أولاً أن نراجع معاً أهداف الظلم وأهداف التحرير، وما هو مبتغى الظالم سواء أكان مسلطاً علينا أم منتخباً؛ سواء كان مُتديناً أم عَلمانياً؛ سواء كان يمينياً أم يسارياً؛ سواء كان مواطناً منا أم أجنبياً. يجب أن نعرف لماذا الظالم المستبد يظلم بالأساس؟
ج – الظالم المستبد
الظلم بكل أنواعه، بما فيه التعذيب والسجن والإعدام والاغتيالات ومصادرة الأملاك الخاصة وتدمير الممتلكات والطرد القسري والإهانة وقطع الكهرباء والماء والاتصالات ومنع الغذاء والمعونات، هدفه هو إخضاع الشعب والسيطرة عليه. ولكن السيطرة بحد ذاتها ليست هدفاً للظالم، بل هي أداة ليحدد بها مَن يحصل على ماذا. بتعبير آخر، الظالم يظلم لأنه قرر في صميمه – مع مُبرّراته المنطقية – بأنه هو من يجب أن يحصل على المزيد من الماديات، متجهاً نحو المُلك المُطلق، مما يعني بالضرورة بأن المظلوم هو من سيحصل على الأقل، متجهاً نحو العدم.
ومع ذلك، فإن الظالم، مهما بلغت درجة ظلمه وقسوته، يفضل حقيقة أن يحصل على مبتغاه بالطرق السلمية. إن صورة المستبد الذي يستمتع بإلحاق الأذى والظلم ليست إلا مبالغة قد ترسخت في عقولنا من أفلام الرسوم المتحركة والمسلسلات التلفزيونية، مثل أن يضحك ضحكات شيطانية. وهذه المشاهد يجب ألا تخرج من نطاق التشبيه. نعود ونقول بأن العائق الأساسي- من وجهة نظر المستبد الظالم - هو أن لدى عامة الناس عقول أيضاً ورغبات لا تعرف الشبع، مثله تماماً. كما أن الظالم المحنك يعرف بأنه لا يمكنه الاعتماد على العنف لفترات طويلة، لأن فعاليته، مهما تعددت أساليبه، ستنفد بعد مرور مدة معينة من الزمن. لذا لا يعتمد الظالم المحنك العنف وسيلة للسيطرة إلا بعد فشل كل الوسائل الأخرى، وعند اللجوء للعنف يجب أن يكون بدرجة هائلة جداً بحيث تصدم الناس ليفقدوا القدرة على الحركة أو حتى التفكير، كما يفعل الجيش الأميركي عندما يمطر مدينة ما بوابلٍ من القنابل المحرمة وعشرات آلاف الصواريخ والقذائف بدون توقف على مدى ساعات أوأيام.
كذلك يفهم المستبد المحنك بأن إلحاق الألم بالناس الخارجين عن سيطرته ليس هدفه معاقبتهم أو تنفيس الأحقاد الشخصية فيهم ولا حتى الانتقام منهم، ولا يكون العنف عشوائياً أبداً، بل يجب أن يكون الألم مخططاً له بأسلوب علمي وتقني بهدف تشتيت فكر المتظاهرين وكسر عزيمتهم؛ ليفقدوا القدرة والإرادة على مواصلة النضال، وبهذا يعودون إلى صفوف العامة؛ تحت السيطرة. فمثلاً عندما يؤسر المظلوم في عصرنا ترى رجال المستبد يقومون بتعصيب عينيه أو تغطية رأسه بالكامل ليفقدوه الرؤية، ولا يخطر على بال أحد بأن ذلك مبني على دراسات وأبحاث علم النفس (التي مولتها وكالة الاستخبارات الأميركية وغيرها) حيث وجدوا بأن درجة الخوف والرهبة في العقل البشري تزداد بشدة مطردة عندما لا يرى الأسير ما سيلحق به من أذى، فينفتح عقله على تخيلات لا حدود لها من الهول. إذاً أساليب التعذيب اليوم لا تتبع هوى السجّان بل تتبع خطوات علمية مدروسة تهدف إلى كسر العزيمة والإرادة بلا رجعة.
ولكن بأن ينتظر المستبد حتى يصل الناس إلى درجة الغضب التي تؤدي بهم إلى الخروج في مظاهرات واعتصامات هو بحد ذاته فشل ذريع في السيطرة، فلا يجب أن يكون اللجوء إلى العنف وإلحاق الأذى شغل المستبد الشاغل، كالمجنون الذي يحمل معه طفاية حريق استعداداً لاندلاع حريق في أي وقت! إن السيطرة عن طريق العنف تكون آخر ما يفكر فيه المستبد المحنك لأنه يفهم بأن الوحشية، أو حتى التهديد باللجوء إلى الوحشية، عندما تستخدم لفترة زمنية طويلة تفقد قالبها الترسيخي في أذهان الشعب. ونرى ذلك بوضوح في إصرار الكثير من الأنظمة العربية مثل التي في تونس ومصر وسوريا وغيرها على إبقاء حالة الطوارئ لسنوات وعقود، وكيف كانت نهاية هذه الأنظمة، بينما نرى أن الأنظمة الأقل قمعاً ولجوءاً للعنف قد تمكنت نسبياً من إطالة سيطرتها على شعوبها. لذلك من أجل السيطرة طويلة الأمد، سواء في بلد ديمقراطي أو دكتاتوري، لا بد من الاستعانة بالترسيخ المعلوماتي.
د – غسيل الدماغ
الوحشية بالنسبة للمستبد هي كالقماش بالنسبة للجرح الذي ينزف؛ الهدف منه أن يكون حلاً مؤقتاً حتى يصل المصاب إلى المستشفى. أما المستبد الأحمق فيظل يلف الجرح بمزيد من الأقمشة حتى يظن بأن النزيف قد توقف، ولكن لا يلبث إلا قليلاً حتى تغرق كل أقمشته بالدم، وينفجر المظلوم في وجهه!
أما الظالم المحنك فلديه مستشفى مجهزة بأحدث التقنيات والعقاقير والسموم وفيها طاقم من أعلم الكوادر والأطباء في فنون غسل الأدمغة، ومن أجل سيطرة مستقرة وطويلة الأمد يجب على المواطن أن يدخل ذلك المستشفى من حين لآخر، لفترات يفضّل أن تكون شبه أبدية.
وأول وأهم جرعة مزدوجة من التلقين هي: (1) أنه لا توجد حقيقة موضوعية خارج ذات الإنسان، و(2) أن الناس سواسية ولكن بعضهم أرفع درجة في المساواة – أي أن وجود الطبقية الاجتماعية هو أمر طبيعي مفروغ منه، وأنه بالتالي يستحق بعض الناس أن يحصلوا على المزيد لأسباب عدة لا تحق لغيرهم. وسوف يعتمد بعض المستبدين على نظريات عفا عليها الزمن مثل وجوب وجود طبقة النبلاء أو الطبقة الملكية أو أن يرفعوا قيمة مجموعة من الأشخاص بناء على نقاوة دمهم وأصولهم وأنسابهم أو حتى اعتماد العنصرية العلمية، كل ذلك من أجل تعليل وجود الطبقية في المجتمع ولماذا تملك الطبقة العليا كل القوة والمال. وقام آخرون باختراع الأساطير أو إساءة استخدام الدين ليقولوا بأن الآلهة تفضل وتناصر وجود الطبقية. أما اليوم فما زلنا تحت مفعول أعظم نظريات الطبقية الحديثة، ألا وهي خليط مقولة هيربرت سبنسر "البقاء للأقوى"، والتي تبناها معظم علماء الاقتصاد بالجملة، مع نظرية جون لوك "نظرية القيمة المعدلة" والمبنية على منطق بسيط جداً ويبدو صحيحاً ومنطقياً لأول وهلة، وهو أنه "عندما يمزج الرجل عمله بـ [مصادر] الطبيعة يصبح المالك الشرعي لذلك الجزء من الطبيعة". باختصار، نظرية الطبقية الحديثة مبنية على مقولة "من زرع حصد".
هذه الكلمات الثلاث، من النظرة الأولى، تبدو وكأنها قمة العدل والإنصاف، وذلك لأنها كذلك فعلاً! فكلما زرعت أكثر حصدت أكثر! لقد ظل هذا المعتقد مسيطراً على عقول الناس حتى آمنت شعوب وأمم بالكارما (Karma) والتقمص والحياة ما بعد الموت، لأنهم أرادوا أن يفسروا لماذا يزرع البعض ولا يحصدوا، بينما آخرون لم يزرعوا ولكنهم يحصدون. ففي هذا الكون المتناهي في دقة الصنع، المحكوم بقوانين ونواميس فيزيائية، لا يمكن أن يكون هناك مجال لانعدام التوازن (فقدان العدل) بدون أي حساب.
نأتي من هذا التراث الغني بقيم مثل "من جدّ وجد" و"من زرع حصد" و"من يعمل مثقال ذرة خيراً يَرَهُ" وغيرها من الأمثال لنتبناها في المدارس وأماكن العمل. وقوة هذه النظرية مستمدة من المنطق في تفسير وجود الطبقية، لأنه لا يعقل أن يتساوى كل الناس في الرزق إذا لم يدرسوا ولم يعملوا بنفس المقدار! إذاً بات واضحاً أن فرض المساواة في المعاش والمكافئات المالية بغض النظر عن مقدار الجدّ والكدّ ليس عدلاً ولا إنصافاً.
هـ - المُحَرّرون
وكما يجتهد الظالم المستبد في تطوير برامج غسل الدماغ عن طريق المدارس والكليات والإعلام، هناك فئة أخرى من الناس في الجهة المقابلة من الطيف تجتهد في صنع الترياق المضاد لسمّ المستبد المستعبِد، لذا يُدعى صانعوا الترياق هؤلاء بالمُحرّرين.
إن المحرّر لا يُعرَف بالمعجزات أو القوى الخارقة (فهذه أدوات قد تكون بحوزة الظالم كذلك)، وإنما برسالته التي تتمركز حول نوع جديد من العدل مبني على المساواة الحقيقية وليس الطبقية. يبدأ المحرر ترياقه بمواجهة المنطق بالمنطق، فيسأل مثلاً: "لماذا هناك كثير من الناس قد عملوا بجهد وإتقان وإخلاص ثم حصلوا على مرتبات تافهة بل وطرد بعضهم من العمل، مع أن المثل يقول من زرع حصد ومن جدّ وجد؟ ولماذا قام البعض بتأدية واجباتهم الوطنية كدفع الضرائب مثلاً أو التطوع في صفوف الدفاع المدني ولكنهم لم يستفيدوا من النظام بشيء؟"
ويرد أطباء غسل الدماغ على هذه الأسئلة بحقن الناس بمزيد من عقاقير الترسيخ المعلوماتي ليضمنوا رضاهم وليصنعوا خنوعهم، فيقولون بأن هذا النوع من عدم الإنصاف لا بد منه لأنه جزء طبيعي من الحياة مهما كان نوع النظام. إنك تعرف المُخدَّرين الخنوعين بحِكمِهِم التي تنمّ عن سمّ اللا مبالاة في عصر ما بعد الحداثة؛ حِكم تعبّر عن سلبيتهم في القبول بالموجود، كأن يقولوا طنش تعش؛ هكذا هي الحياة يوم لك ويوم عليك؛ وما الفائدة من الجهاد إذا كان الموت آت لا محالاة سواء اشتغلنا وعرقنا أم لا؟
طبعاً كلاهما، الظالم المستبد والمحرر، يدعوان الناس إلى مقولة "من زرع حصد" ولكن الفرق بينهما في تفسير المقولة على أرض الواقع. فالظالم عقلاني، ضيق الأفق، يؤمن بأنه حصل على القوة والسلطة بمجهوده الفردي، لذا فثمار هذه السلطة هي من حقه، قد كسبها بعرق جبينه. وبناءً على ذلك فإن الفقير والضعيف لا يستحقان شفقة ولا صدقة لأنه لا يمكن أن يلوما أحد على الخيارات التي اتخذاها في هذه الحياة؛ خيارات أودت بهما إلى حضيض الفقر والحرمان (أي لقد حصدا ما زرعا). أما المحرر فهو هيكلي الفكر، واسع الأفق، يؤمن بأنه لا أحد يختار متعمداً سبيل التعاسة والفقر بمحض إرادته، مما يعني أن هناك بالضرورة عوامل هيكلية تؤثر بنا مهما كانت قراراتنا في الاختيار المُدرك، مثل صاحب شركة احتال على العاملين عنده ولم يدفع لهم أجورهم وطردهم لتزيد أرباحه، فلا نقول لهؤلاء العمال بأنهم حصدوا ما زرعوا، ولا نقول بأن صاحب الشركة حصد ما زرع!
المحرر الذكي لا يطالب بفرض مكافئات متكافئة، بل يطالب بتكافئ الفرص، وفي حال عدم تكافئ الفرص بأن يُفرَض نظام ضمان اجتماعي فعّال ليعيد تلك الفرص التي سلبها الظالم لأصحابها. فقبل أن نعظ الناس بحكم مثل "من زرع حصد" ونظريات مثل "تصبح الطبيعة ملكاً لك إذا مزجت عملك فيها" أليس من الأحرى أن نعطي الناس أرضاً ليزرعوا فيها أصلاً؟ أليس المفروض أن نضمن أولاً لكل شخص جزءً متكافئاً من هذه الطبيعة ليمزج عمله فيها؟ لماذا يا ترى يقتبس المستبد من نظرية الفيلسوف "جون لوك" تلك العبارة ويتجاهل بقية القبس الذي كتب فيه "تصبح الطبيعة ملكاً لك إذا مزجت عملك فيها... بشرط أن يبقى ما يكفي من الطبيعة، وبنفس مقدار الجودة، لعامة الناس"؟
وللخروج من دائرة الظلم عملياً، يستبدل المحرر الواعي الحصاد المادي بالحصاد المعنوي (الروحاني) الذي يعطي الإطار العلمي الصحيح للحصاد المادي. فجني المعنويات – مثل الحب والتعاون والكرامة والاحترام والحرية والثقة والصداقة والسعادة والحياة الآخرة – أولاً هو السبيل الوحيد لمنع الإنسان من أن تسوّل له نفسه (أو يلعب في عقله الشيطان) بأن يظلم غيره (يأخذ ما هو ليس له)، لكي يعي بأن الظلم أو الاحتيال أو النصب والخداع ليست ذكاءً أو جهوداً تستحق المكافأة المادية، وهي ليست أعمالاً لكي تستحق الأجر، وهي ليست زرعاً مادياً لينتج عنه حصداً مادياً، وإنما يتسبب الكسب (أي السرقة) من خلالها إلى فقدان التوازن في ميزان الحياة، وكلما زاد الفساد زاد انعدام التوازن في المكيال إلى أن يأتي يوم يطفح فيه الكيل ويكشر الفقراء عن أنيابهم بعد أن حولهم الظلم والفساد إلى وحوش كاسرة لينقضّوا على المحتالين، بدءاً برأس الأفعى: المحتال الأكبر.
ولكن المستبد، لضيق أفقه وإصراره على عقلانية نظرته إلى الحياة، تراه يَسْخَر سِرّاً مِن جني المعنويات الروحانية، بينما ترى المحرر يَسْخَر عَلناً من التشبّث بجني الماديات – المال وكل ما يشتريه المال – على حساب الروحانيات. والظالم هو من يضحّي بحياة الناس، بشكل مباشر أو غير مباشر، من أجل جني الماديات تحت شعارات روحانية سامية، بينما المحرر يضحّي بممتلكاته المادية، بما فيها جسده إن اضطر، لكي يحصد هو والآخرون الروحانيات وتاليها الماديات. والظالم ينصح الناس بأن أفضل خدمة يمكن أن يقدموها للمجتمع هي بأن يهتموا بأنفسهم ومصالحهم الفردية فقط وغض النظر عمّا لا يعنيهم، بينما المحرر يبرهن علمياً وعملياً للناس بأن مصلحة الفرد تصل ذروتها فقط عندما يعتني بمصالح الذين حوله كما يعتني بنفسه وبمصالحه الفردية ("أي عندما يحبّ المرء لأخيه ما يحبّ لنفسه").
هنالك إحساس بالغبطة يتولد في قلب الإنسان وينعش كامل جسده عندما يرى طفلاً مسكيناً جائعاً ويطعمه، بل حتى لو كان كلباً أو قطة، ولا يدري المرء بأن مصدر تلك الغبطة ليس الأجر لا في الأرض ولا في السماء، بل مصدرها السماوات والأرض وما فيهما من طاقةٍ كونية تملأ جوفه وروحه وكيانه، لأنه، ولو للحظات، قد ساهم في إعادة التوازن إلى الحياة. لقد صدقت الآية التي تقول "مَن يَعمَل مِثقالَ ذرّةٍ خيراً يَرَهُ"، وصدق جبران حين قال: "المال كالحب، يميت من يبخل به ويحيي واهبه".
و – المُخلص
الوحشية بالنسبة للمستبد هي كالقماش بالنسبة للجرح الذي ينزف؛ الهدف منه أن يكون حلاً مؤقتاً حتى يصل المصاب إلى المستشفى. أما المستبد الأحمق فيظل يلف الجرح بمزيد من الأقمشة حتى يظن بأن النزيف قد توقف، ولكن لا يلبث إلا قليلاً حتى تغرق كل أقمشته بالدم، وينفجر المظلوم في وجهه!
أما الظالم المحنك فلديه مستشفى مجهزة بأحدث التقنيات والعقاقير والسموم وفيها طاقم من أعلم الكوادر والأطباء في فنون غسل الأدمغة، ومن أجل سيطرة مستقرة وطويلة الأمد يجب على المواطن أن يدخل ذلك المستشفى من حين لآخر، لفترات يفضّل أن تكون شبه أبدية.
وأول وأهم جرعة مزدوجة من التلقين هي: (1) أنه لا توجد حقيقة موضوعية خارج ذات الإنسان، و(2) أن الناس سواسية ولكن بعضهم أرفع درجة في المساواة – أي أن وجود الطبقية الاجتماعية هو أمر طبيعي مفروغ منه، وأنه بالتالي يستحق بعض الناس أن يحصلوا على المزيد لأسباب عدة لا تحق لغيرهم. وسوف يعتمد بعض المستبدين على نظريات عفا عليها الزمن مثل وجوب وجود طبقة النبلاء أو الطبقة الملكية أو أن يرفعوا قيمة مجموعة من الأشخاص بناء على نقاوة دمهم وأصولهم وأنسابهم أو حتى اعتماد العنصرية العلمية، كل ذلك من أجل تعليل وجود الطبقية في المجتمع ولماذا تملك الطبقة العليا كل القوة والمال. وقام آخرون باختراع الأساطير أو إساءة استخدام الدين ليقولوا بأن الآلهة تفضل وتناصر وجود الطبقية. أما اليوم فما زلنا تحت مفعول أعظم نظريات الطبقية الحديثة، ألا وهي خليط مقولة هيربرت سبنسر "البقاء للأقوى"، والتي تبناها معظم علماء الاقتصاد بالجملة، مع نظرية جون لوك "نظرية القيمة المعدلة" والمبنية على منطق بسيط جداً ويبدو صحيحاً ومنطقياً لأول وهلة، وهو أنه "عندما يمزج الرجل عمله بـ [مصادر] الطبيعة يصبح المالك الشرعي لذلك الجزء من الطبيعة". باختصار، نظرية الطبقية الحديثة مبنية على مقولة "من زرع حصد".
هذه الكلمات الثلاث، من النظرة الأولى، تبدو وكأنها قمة العدل والإنصاف، وذلك لأنها كذلك فعلاً! فكلما زرعت أكثر حصدت أكثر! لقد ظل هذا المعتقد مسيطراً على عقول الناس حتى آمنت شعوب وأمم بالكارما (Karma) والتقمص والحياة ما بعد الموت، لأنهم أرادوا أن يفسروا لماذا يزرع البعض ولا يحصدوا، بينما آخرون لم يزرعوا ولكنهم يحصدون. ففي هذا الكون المتناهي في دقة الصنع، المحكوم بقوانين ونواميس فيزيائية، لا يمكن أن يكون هناك مجال لانعدام التوازن (فقدان العدل) بدون أي حساب.
نأتي من هذا التراث الغني بقيم مثل "من جدّ وجد" و"من زرع حصد" و"من يعمل مثقال ذرة خيراً يَرَهُ" وغيرها من الأمثال لنتبناها في المدارس وأماكن العمل. وقوة هذه النظرية مستمدة من المنطق في تفسير وجود الطبقية، لأنه لا يعقل أن يتساوى كل الناس في الرزق إذا لم يدرسوا ولم يعملوا بنفس المقدار! إذاً بات واضحاً أن فرض المساواة في المعاش والمكافئات المالية بغض النظر عن مقدار الجدّ والكدّ ليس عدلاً ولا إنصافاً.
هـ - المُحَرّرون
وكما يجتهد الظالم المستبد في تطوير برامج غسل الدماغ عن طريق المدارس والكليات والإعلام، هناك فئة أخرى من الناس في الجهة المقابلة من الطيف تجتهد في صنع الترياق المضاد لسمّ المستبد المستعبِد، لذا يُدعى صانعوا الترياق هؤلاء بالمُحرّرين.
إن المحرّر لا يُعرَف بالمعجزات أو القوى الخارقة (فهذه أدوات قد تكون بحوزة الظالم كذلك)، وإنما برسالته التي تتمركز حول نوع جديد من العدل مبني على المساواة الحقيقية وليس الطبقية. يبدأ المحرر ترياقه بمواجهة المنطق بالمنطق، فيسأل مثلاً: "لماذا هناك كثير من الناس قد عملوا بجهد وإتقان وإخلاص ثم حصلوا على مرتبات تافهة بل وطرد بعضهم من العمل، مع أن المثل يقول من زرع حصد ومن جدّ وجد؟ ولماذا قام البعض بتأدية واجباتهم الوطنية كدفع الضرائب مثلاً أو التطوع في صفوف الدفاع المدني ولكنهم لم يستفيدوا من النظام بشيء؟"
ويرد أطباء غسل الدماغ على هذه الأسئلة بحقن الناس بمزيد من عقاقير الترسيخ المعلوماتي ليضمنوا رضاهم وليصنعوا خنوعهم، فيقولون بأن هذا النوع من عدم الإنصاف لا بد منه لأنه جزء طبيعي من الحياة مهما كان نوع النظام. إنك تعرف المُخدَّرين الخنوعين بحِكمِهِم التي تنمّ عن سمّ اللا مبالاة في عصر ما بعد الحداثة؛ حِكم تعبّر عن سلبيتهم في القبول بالموجود، كأن يقولوا طنش تعش؛ هكذا هي الحياة يوم لك ويوم عليك؛ وما الفائدة من الجهاد إذا كان الموت آت لا محالاة سواء اشتغلنا وعرقنا أم لا؟
طبعاً كلاهما، الظالم المستبد والمحرر، يدعوان الناس إلى مقولة "من زرع حصد" ولكن الفرق بينهما في تفسير المقولة على أرض الواقع. فالظالم عقلاني، ضيق الأفق، يؤمن بأنه حصل على القوة والسلطة بمجهوده الفردي، لذا فثمار هذه السلطة هي من حقه، قد كسبها بعرق جبينه. وبناءً على ذلك فإن الفقير والضعيف لا يستحقان شفقة ولا صدقة لأنه لا يمكن أن يلوما أحد على الخيارات التي اتخذاها في هذه الحياة؛ خيارات أودت بهما إلى حضيض الفقر والحرمان (أي لقد حصدا ما زرعا). أما المحرر فهو هيكلي الفكر، واسع الأفق، يؤمن بأنه لا أحد يختار متعمداً سبيل التعاسة والفقر بمحض إرادته، مما يعني أن هناك بالضرورة عوامل هيكلية تؤثر بنا مهما كانت قراراتنا في الاختيار المُدرك، مثل صاحب شركة احتال على العاملين عنده ولم يدفع لهم أجورهم وطردهم لتزيد أرباحه، فلا نقول لهؤلاء العمال بأنهم حصدوا ما زرعوا، ولا نقول بأن صاحب الشركة حصد ما زرع!
المحرر الذكي لا يطالب بفرض مكافئات متكافئة، بل يطالب بتكافئ الفرص، وفي حال عدم تكافئ الفرص بأن يُفرَض نظام ضمان اجتماعي فعّال ليعيد تلك الفرص التي سلبها الظالم لأصحابها. فقبل أن نعظ الناس بحكم مثل "من زرع حصد" ونظريات مثل "تصبح الطبيعة ملكاً لك إذا مزجت عملك فيها" أليس من الأحرى أن نعطي الناس أرضاً ليزرعوا فيها أصلاً؟ أليس المفروض أن نضمن أولاً لكل شخص جزءً متكافئاً من هذه الطبيعة ليمزج عمله فيها؟ لماذا يا ترى يقتبس المستبد من نظرية الفيلسوف "جون لوك" تلك العبارة ويتجاهل بقية القبس الذي كتب فيه "تصبح الطبيعة ملكاً لك إذا مزجت عملك فيها... بشرط أن يبقى ما يكفي من الطبيعة، وبنفس مقدار الجودة، لعامة الناس"؟
وللخروج من دائرة الظلم عملياً، يستبدل المحرر الواعي الحصاد المادي بالحصاد المعنوي (الروحاني) الذي يعطي الإطار العلمي الصحيح للحصاد المادي. فجني المعنويات – مثل الحب والتعاون والكرامة والاحترام والحرية والثقة والصداقة والسعادة والحياة الآخرة – أولاً هو السبيل الوحيد لمنع الإنسان من أن تسوّل له نفسه (أو يلعب في عقله الشيطان) بأن يظلم غيره (يأخذ ما هو ليس له)، لكي يعي بأن الظلم أو الاحتيال أو النصب والخداع ليست ذكاءً أو جهوداً تستحق المكافأة المادية، وهي ليست أعمالاً لكي تستحق الأجر، وهي ليست زرعاً مادياً لينتج عنه حصداً مادياً، وإنما يتسبب الكسب (أي السرقة) من خلالها إلى فقدان التوازن في ميزان الحياة، وكلما زاد الفساد زاد انعدام التوازن في المكيال إلى أن يأتي يوم يطفح فيه الكيل ويكشر الفقراء عن أنيابهم بعد أن حولهم الظلم والفساد إلى وحوش كاسرة لينقضّوا على المحتالين، بدءاً برأس الأفعى: المحتال الأكبر.
ولكن المستبد، لضيق أفقه وإصراره على عقلانية نظرته إلى الحياة، تراه يَسْخَر سِرّاً مِن جني المعنويات الروحانية، بينما ترى المحرر يَسْخَر عَلناً من التشبّث بجني الماديات – المال وكل ما يشتريه المال – على حساب الروحانيات. والظالم هو من يضحّي بحياة الناس، بشكل مباشر أو غير مباشر، من أجل جني الماديات تحت شعارات روحانية سامية، بينما المحرر يضحّي بممتلكاته المادية، بما فيها جسده إن اضطر، لكي يحصد هو والآخرون الروحانيات وتاليها الماديات. والظالم ينصح الناس بأن أفضل خدمة يمكن أن يقدموها للمجتمع هي بأن يهتموا بأنفسهم ومصالحهم الفردية فقط وغض النظر عمّا لا يعنيهم، بينما المحرر يبرهن علمياً وعملياً للناس بأن مصلحة الفرد تصل ذروتها فقط عندما يعتني بمصالح الذين حوله كما يعتني بنفسه وبمصالحه الفردية ("أي عندما يحبّ المرء لأخيه ما يحبّ لنفسه").
هنالك إحساس بالغبطة يتولد في قلب الإنسان وينعش كامل جسده عندما يرى طفلاً مسكيناً جائعاً ويطعمه، بل حتى لو كان كلباً أو قطة، ولا يدري المرء بأن مصدر تلك الغبطة ليس الأجر لا في الأرض ولا في السماء، بل مصدرها السماوات والأرض وما فيهما من طاقةٍ كونية تملأ جوفه وروحه وكيانه، لأنه، ولو للحظات، قد ساهم في إعادة التوازن إلى الحياة. لقد صدقت الآية التي تقول "مَن يَعمَل مِثقالَ ذرّةٍ خيراً يَرَهُ"، وصدق جبران حين قال: "المال كالحب، يميت من يبخل به ويحيي واهبه".
و – المُخلص
في أزمنة اليأس الشديد يقوى اعتقاد الناس بأن الطريقة الوحيدة للخلاص من الظلم المدقع هو انتظار مجيء شخص خارق، كالمسيح، ذو قوىً خارقة ليخلصنا. وعندما نراجع كتب الأساطير والأديان السماوية نلاحظ أن المُنقذ أو المُخلص لم يكن الهدف من معجزاته – سواء كانت حقيقة أم سحر – إقناع المستبد أو قتله، لأن الظالم قد ختم الله على قلبه:
من إنجيل المسيح عن متى، الإصحاح 12، الآيات (22-24؛ 38-39): "ثم أتى الناس بشخص مجنون أعمى وأخرس، فشفاه المسيح، وأصبح يبصر وينطق. وذهل الناس مما رأوا وقالوا: "أيكون هذا فعلاً ابن داوود؟" ولكن الفريسيين عندما سمعوا ذلك قالوا: "هذا الرجل لا يُخرج الجن إلا بواسطة بعل زبول أمير الجن".... [وبعدما رد عليهم مطولاً وأقنع الناس بالمنطق] ... رد بعض من الفريسيين وعلماء الدين عليه باستهزاء: "يا معلم، نريد أن نرى منك آية ما." فرد عليهم المسيح: "لا يطلب آية إلا جيل شرير وفاسق، ولن يعطوا آية إلا آية النبي يونس..." إلى آخر المثل بمعنى أن آيتهم الوحيدة ستكون نار جهنم.
من القرآن الكريم، سورة البقرة، الآية 118 و210: "وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية، كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم، تشابهت قلوبهم، قد بَيّنا الآيات لقومٍ يوقنون! ... هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظللٍ من الغمام والملائكة وقضي الأمر؟ وإلى الله ترجع الأمور". ومن سورة الأنعام، الآية 7 و8: "ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاسٍ فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحرٌ مبين. وقالوا لولا أنزل عليه ملكٌ؛ ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر ثم لا ينظرون".
إنما الهدف من المعجزات هو أن تكون أداة مساعدة في إيصال الرسالة إلى «المظلومين»؛ رسالة تتكون من جرعات متواصلة من ترياق الترسيخ المعلوماتي المضاد. وعندما يأخذ الناس الترياق تنكشف الغشاوة عن أبصارهم وآذانهم وقلوبهم لكي يروا ويسمعوا ويفهموا بأن مصدر قوة المستبد هي خنوعهم له. ففي إنجيل متى نرى كيف استخدم المسيح إعجازه في معالجة أمراض الناس وبعدها مباشرةً بدأ يخطب فيهم بتعاليم الدين ويصحح لهم مفاهيمهم الخاطئة (انظر إنجيل متى، الإصحاح 4، الآيات 23-25، الإصحاح 5 كله).
وقد عادا موسى وعيسى ومحمد – عليهم الصلاة والسلام – مراكز السلطة الدينية والسياسية ليس لأنهم أرادوا الدعوة إلى طقوس عبادة جديدة، كما يدّعي علماء الدين المأجورين، بل لأنهم كانوا يرسخون قالب الحقيقة الموضوعية في أذهان المظلومين ليتحرروا من العبودية.
من إنجيل المسيح عن متى، الإصحاح 23، قال المسيح عليه السلام «إن أئمة الدين والفريسيين يجلسون في مقعد موسى... وكل ما يفعلونه إنما هو ليراهم الناس: فيجعلون التمائم عريضة وشرائط ملابسهم طويلة، ويحبون مقاعد الشرف في الحفلات والولائم، وكراسي الصدارة في المعابد، ويحبون أن يسلم الناس عليهم ويوقروهم في السوق وينادوهم "ربّي". أما أنتم فلا تنادوا أحداً ربّي لأن لكم ربّاً واحداً، وأنتم كلكم إخوة سواسية. ولا تنادوا أحداً في الأرض "يا أبونا" لأن لكم أباً واحداً وهو الذي في السماء.... إن قائدكم الأعظم اليوم سيكون عبدكم غداً، لأن الذي يتعالى على الناس سوف يُذلّ، والذي يتواضع بين الناس سوف يُمجّد».
من القرآن الكريم، سورة الهمزة (رقم 104): «ويلٌ لكل هُمَزةٍ لمَزة. الذي جمع مالاً وعدده. يحسب أن ماله أخلده. كلا لينبذن في الحطمة. وما أدراك ما الحطمة؟ نار الله الموقدة. التي تطلع على الأفئدة. إنها عليهم مؤصدة. في عمدٍ ممددة».
من القرآن الكريم، سورة البلد (رقم 90): «يقول أهلكت مالاً لبداً. أيحسب أن لم يره أحد؟ ألم نجعل له عينين؟ ولساناً وشفتين؟ وهديناه النجدين؟ فلا اقتحم العقبة. وما أدراك ما العقبة؟ فك رقبة [أي عتق عبد]. أو إطعامٌ في يومٍ ذا مسبغة، يتيماً ذا مقربة، أو مسكيناً ذا متربة، ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة. أولئك أصحاب الميمنة».
لقد أحال المستبدون مثل هذه الآيات والتعاليم إلى الهامش بالرغم من أنها كانت في صلب الرسالة. فقد تكلم المسيح عن مَثل البذور في إنجيل متى، الإصحاح 13، تشبيهاً بأصناف الناس المظلومين الأربع (وهو المثل الذي ثبته القرآن في آخر آية من سورة الفتح) قائلاً بأن أول صنف يتلقى ترياق الترسيخ "الرسالة"، ولكن سم الطاغية يكون قد تغلغل في العقل لدرجة لا يمكن أن يؤثر فيه الترياق بالمَرّة. والصنف الثاني يتقبل عقله الترياق ولكن سرعان ما ينفد مفعوله ليعود إلى حالته الأولى تحت تأثير السم. والصنف الثالث يتقبل الترياق بحسن نية وتظهر له الحقيقة الموضوعية ليفهم واجبه تجاه ربه ولينضم إلى الجهاد في سبيله، ولكن ما أن يعيد النظر في أمور الدنيا ومتاعها حتى يفقد الترياق مفعوله ليترك السم يتسرب إلى عقله من جديد بجرعات مضاعفة. وأما الصنف الرابع فهو الذي يستقبل عقله الترياق بقوة وإيمان عظيمين لا يمكن ردّهما. وهؤلاء دوماً يكونون من الأقلية، ويؤول بهم الأمر إلى تصدّر المظاهرات والثورات وجنات الخلد.
نأتي إلى الأساطير الحديثة، مثل فيلم الخيال العلمي "الماتريكس"، لنرى ثانية بأن المنقذ المخلص مزودٌ بخصائص رجلٍ خارق وقدرات إعجازية، ولكنه يبدو وكأنه لا يحمل أية رسالة ليسلمها إلى المستعبدين من الناس الذين من المفروض أن ينقذهم ويخلصهم. فقوى ذلك المخلص "نيو" في ضربات الكونغ فو وقدرته على تفادي طلقات المسدس لا تقنع شخصاً مثل "سايفر" الذي يمثل غالبية الناس، بأن يزعجوا أنفسهم بمحاربة المستبد الذي يُؤمّن لهم حياة مقبولة.
سايفر: "أنا مرهق يا "ترينيتي"، سئمت هذه الحرب. سئمت القتال وهذه السفينة. سئمت البرد وأكل نفس الطعام اللعين كل يوم! ولكن أكثر ما سئمته هو هذا الحقير [يعني ربّان السفينة "مورفيس"] وكل تفاهاته. إنها مفاجأة أيها الأحمق. أراهن بأنك لم تتوقع أن يحدث ما حدث، أليس كذلك؟ يا الله، كم كنت أتمنى أن أكون هناك عندما يحطمون إرادتك. كنت أتمنى أن أدخل عليك في تلك اللحظة حتى تعرف ساعتها أنني أنا الفاعل!"
ترينيتي: "سلمتهم مورفيس؟!"
سايفر: "لقد كذب علينا يا ترينيتي. لقد خدعنا! لو أنه قال لنا الحقيقة منذ البداية، لكنا قلنا له بأن يدفع بالكبسولة الحمراء في مؤخرته!"
ترينيتي: "هذا ليس صحيح يا سايفر! لقد حررنا مورفيس!"
سايفر: "حررنا؟ أنتِ تسمّين هذه حرية؟ كل ما أفعله هنا هو طاعة أوامره. لو خيّرت بين هذا والماتريكس لاخترت الماتريكس!"
ترينيتي: "حياة الماتريكس ليست حقيقية!"
سايفر: "أنا لا أوافقك الرأي. باعتقادي الماتريكس حقيقي أكثر من هذا العالم. كل ما أحتاج فعله هنا هو سحب فيشة، ولكن هناك عليك أن تشاهدي رجلاً يموت".
نرى من هذا الحوار بأن المحرر الفعلي هو "مورفيس" وليس "نيو". فهو الذي حرر "نيو" وأراه قوته الكامنة. أما نيو فهو مجرد جندي، تحول إلى سلاح خارق من خلال عملية الترسيخ التي قام بها "مورفيس". لقد اعتقد الكثير خطأ بأن "الإنقاذ" في القصة يتمثل في التدمير الجسدي للعدو. ولكن في نهاية الجزء الأخير يدرك "نيو" بعد قتال ضروس بأن ضرب العدو بكل قواه لا يجدي، وبأن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع المسلح هو أن يضحّي بنفسه ليعود الصراع إلى معركة الترسيخ المعلوماتي.
أما دور "المنقذ" الأصلي يتبين بوضوح لا لبس فيه في نهاية الجزء الأول من الفيلم، عندما يقاطع "نيو" تشفير الماتريكس (بمعنى أنه قطع عملية الترسيخ المعلوماتي من قِبل النظام) ليوصل رسالة إلى الظالم المستبد، فيقول له:
"أنا أعلم بوجودك. إنني أشعر بك الآن. وأعرف بأنك خائف؛ خائفٌ مِنّا. إنك خائفٌ من التغيير. ليس عندي علم الغيب، ولم آتي هنا لأقول لك كيف ستكون النهاية، بل أتيت إلى هنا لأقول لك كيف ستكون البداية: سوف أغلق هذه السماعة، ثم سأجعل هؤلاء الناس يرون ما لا تريدهم أن يروا. سوف أريهم عالماً بدونك؛ عالماً بدون قوانين وبدون سيطرة؛ بدون حدود وبدون قيود؛ عالماً كل شيء فيه ممكن. أما أين نذهب من هنا فهو خيارٌ أتركه لك".
ز – المقاومة
في أي وقت يتفوّق ترياق المُحرّرين على محاولات الظالم المستبد في غسل الأدمغة تنتفض مجموعات المظلومين لاستعادة حقوقهم المسلوبة. تلك هي الساعة التي يتيقن فيها المظلوم بأن الظالم لم يحصد من الماديات ما زرع، بل كان يحصد ما يزرع المظلومين لسنين وعقود. عندها تقوم قيامتهم ليطالبوا بأجورهم المستحقة التي عملوا من أجلها بعرق جبينهم. عندها يطلق المستبد حملته الإرهابية التي كان قد جهز لها منذ أمد للحالات الطارئة مثل هذه، ومن الطبيعي جداً أن يجهز هكذا حملة لأنه يعلم بأنه سرق مالهم، وعلى المجرم الفطن أن يتوقع ردة فعل من ضحيته.
لقد قام غاندي كما فعل مَن قبله، وبناءً على فهمه لهدف الطغاة الحقيقي (حصد ما زرعه المظلومين)، بتحضير الترياق الأعظم فعالية لاسترجاع كل القوة من الظالم المستبد، ألا وهو العصيان المدني الكامل والشامل: إيقاف كل المعاملات التجارية وإغلاق الشوارع والطرق وسكك الحديد ومدرجات الإقلاع والهبوط في المطارات وكل المداخل والمخارج للمباني الحيوية وإيقاف جميع المواصلات العامة من حافلات وسيارات أجرة وقطارات وإغلاق كل المرافق والمدارس والمحلات والمصانع؛ أي إيقاف جميع أشكال الحياة الاقتصادية المرتبطة بالنظام. وهكذا عندما يتوقف المظلومين عن المشاركة في صناعة وتوزيع بضائع ومكتسبات الظالم (التي هي في الأصل مكتسبات الشعب) سوف يفقد السيطرة كاملة ومن ثم القوة جميعاً.
ننوه إلى أنه من الخطأ أن نقول بأن حركة غاندي نجحت لأنها كانت سلمية أو أن نقول بأن ثورة كاسترو وغيفارا في كوبا نجحت لأنهم حملوا السلاح. فالعامل المشترك بين كل الثورات والحركات الشعبية الناجحة هو شل الحركة الاقتصادية في البلد، سواء حمل المتظاهرون والثوار اللافتات فقط أو حملوا معها الحجارة أو الرشاشات والقنابل.
ومن سِمات الظالم بأنه حريص دوماً على مواصلة وحماية "الحياة الاقتصادية" مهما حل بالبلد من مصائب، لأن ما يسميه باقتصاد البلد هو في الواقع نظام اقتصادي خصّص ليكون مورد دخله وقوته. ومن الأمثلة على ذلك خروج الرئيس جورج بوش عقب هجمات الحادي عشر من أيلول في نيويورك بأيام وقوله أمام حشود مناصريه:
"لقد رفضنا أن نعيش في حالة من الذعر أو الإنكار. وهناك فرق بين أن نكون يقظين وأن نكون خائفين، وهذه الأمة العظيمة لن تهاب أبداً.... إن الناس يزاولون حياتهم اليومية كالمعتاد، يعملون ويتسوّقون ويمرحون، يصلون في الكنائس والمعابد والمساجد، يذهبون إلى السينما ومباريات كرة المضرب. الحياة في أميركا ماضية إلى الأمام، وكما كتب لي تلميذ في الصف الرابع: إن هذا هو أعظم رد على الإرهاب."
كذلك في مصر ظل الرئيس المخلوع حسني مبارك ونائبه عمر سليمان يرددان نفس الرسالة أثناء ثورة 25 يناير: "عودوا إلى بيوتكم". وعندما لم ينجحا خرج عليهما الجيش (المنتفع الأساسي من النظام الاقتصادي في البلد) وتخلص منهما بسرعة فاقت التوقعات. فعندما يتكلم الطاغية عن الاقتصاد وبأن اقتصاد البلد يتضرر بسبب التظاهرات هو في الحقيقة يعني بأنه هو نفسه الذي يتضرر. ولكن عندما يستمسك الناس بالعصيان المدني الشامل يتقهقر الظالم ويتراجع عن تهديداته العلنية، لأنه لا يوجد حكومة على وجه الأرض تتحمل عصياناً مدنياً متواصلاً. حتى الصهاينة – الذين يعتقد الملايين من الناس بأن نفوذهم في عالمي السياسة والاقتصاد لا حدود لها – قد أذعنوا للانتفاضة الفلسطينية عام 1987 بإعطاء أراضٍ وسلطة لعدوهم اللدود عرفات وجماعته مقابل أن يوقفوا الانتفاضة ، وقد كادوا يفقدون السيطرة على كل الضفة الغربية وقطاع غزة وما يهبانه من أيدي عاملة رخيصة.
ح – الخاتمة
هذا المصطلح السحري – الترسيخ المعلوماتي – فيه مفتاح تحرير عقولنا واستعبادها في آن واحد. فعندما يتم ترسيخ قالب ما في عقل الإنسان تنطلق مجموعة من الصور والرموز في اللاوعي تؤدي به إلى التصرف على النحو المرسخ في ذلك القالب. إن جميع أفعال الناس، من تحضير فنجان قهوة إلى الإطاحة بحكم سلطان ما، كلها مبنية على تراكم القوالب المرسخة، وبدون ذلك الترسيخ المعلوماتي ينتهي وجود عقل الإنسان ومعه أي فعل ذو قيمة أو هدف، ونصبح كالبهائم تحكمنا الغرائز لا غير. لذلك لا يترك الظالم المستبد المحنك وسيلة للسيطرة على الناس من خلال حملات ترسيخ معلوماتي متطورة إلا وجرّبها، والتجربة الناجحة لهذا الترسيخ في المظلومين المستعبدين لا تقنعهم فقط بعدم جدوى أية محاولة للتخلص منه وحسب، بل تقنعهم أيضاً بأنهم في الواقع بحاجة ماسة لوجوده ولسلطته الفاسدة والمتعجرفة.
لذا فإن المعركة الحقيقية بين الظالم المستبد والمحرر تجري في عالم الترسيخ المعلوماتي، حيث كلا الطرفين المتضادين يحاولان ترسيخ القوالب في أذهان الناس لتجعلهم يتصرفون على أساسها. وعند الظالم الهدف من الترسيخ المعلوماتي هو إذعان الناس له ولسيطرته ليخدموه في كفاحه اللانهائي المتمثل في حصد ما يزرعون هم، بينما الهدف عند المُحرّر من الترسيخ المعلوماتي هو إيقاظ الناس ليعلموا بأن العدل والإنصاف لا يمكن تواجدهما إلا في عالم لا سيد فيه ولا عبد، وأن الناس سواسية في الحقوق، بما فيها حق الملكية للأرض وما فيها.
أما عن الكيفية، فيتوجه الظالم إلى استخدام القوالب التي تجذب الغرائز، مستهدفاً حاجاتهم الجسدية التي قد حرمهم من تحصيلها بسبب النقص في المصادر الذي هو أصلاً سببه! أما المُحرّر فيتوجه إلى استخدام القوالب التي تجذب العقل أولاً ومن ثم القلب والروح. فيقنع الناس بالعقل بأن الركض وراء الماديات من دون المعنويات الروحانية ستنقل الصراع بين ظالم ومظلوم إلى صراع بين ظالم وأظلم، فيتجه بالناس إلى فهم أن ذروة سعادتهم لا تأتي إلا عندما يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه، وليصبح السباق بين الناس سباق أعمال الخير للنفس وللغير، وبهذا تكتمل مقولة "من زرع حصد" بالجزء الأهم: "أولاً نعطي كل واحد أرضاً بمساحة وجودة متكافئتين لكي يزرع ويحصد"، إذ من قمة الإجحاف بأن يولد شخصٌ في سجن ويطلق سراحه بعد عشرين سنة وهو لا يملك درهماً ثم نقول له بأنه حصد ما زرع!
كذلك يستخدم الطاغية المحنك في العصر الحديث بعضاً من موارد البلد الذي استباحه ليستثمرها في البحث والتطوير ليستحدث تفوّقه في السيطرة على الترسيخ المعلوماتي. وهكذا صُمّم التعليم القسري في المدارس وتم تحديد المناهج وتصفية المُعَلمين والمُدَرّسين الذين يخرجون عن نصوص المناهج المدرسية تلقائياً (حيث أن تقييم نجاح الطلاب وتخرّجهم يأتي بخاتمٍ من وزارات التربية والتعليم، لذا فالمعلم الذي ينشق عن المنهاج سيجد ألد أعدائه والشاكين عليه والفاشين لأمره هم طلابه وأولي أمورهم بالدرجة الأولى)، وتمت السيطرة الشبه تامة على الإعلام بالشراء والرشوات والترهيب والحبس والتعذيب، وتمت السيطرة على الدين بنفس الطريقة التي تمت فيها السيطرة على المدارس (فالأئمة والمفتين والعلامة لا يمارسون أعمالهم ودراساتهم إلا بقبول وزارات الأوقاف، وكل من يتفوه بما يقيض سيطرة المستبد يتم استبعاده واتهامه بالكفر والفسق والفجور وتلبيسه التهم التي تمس بأخلاقه وعفته)، وتم القبض على المحررين أينما أينعت رؤوسهم وتم إسكاتهم. ثم بعد هذا كله يبدأ الظالم المستبد بتلقين الناس من خلال هذه المدارس والجامعات والمؤسسات والمنظمات والجوامع والكنائس والمعابد بتقديس الفردية وحرية الفرد القائمة على الطبقية؛ وبتحقير التجمعات القائمة على المساواة الحقيقية مثل بعض النقابات العمالية والتظاهرات والتكاتف الاجتماعي. لقد أصبحت رسالة الظالم الحديث هي: "لكي تصبح بيل غيتس أو مايكل جوردان لا يسعك الاعتماد على أحدٍ سوى نفسك! لا تثق بأحد لأنه ليس هناك أحد يود لك النجاح والسعادة سواك؛ لأن الكل متسابق للنجاح لأنفسهم وسيحاولون أخذ كل ما أمكنهم أخذه من باقي الناس بما فيهم نفسك! ولا تعطي مالك للمحتاج لأنك لا تعرف إن كان محتالاً! وإياك أن تقيم تجارة مع العديد من الشركاء فأنت لا تعلم نواياهم الحقيقية وكيف سيستغلونك ويستغلوا مالك الحلال شر استغلال!"
كم مرة سمعت أناساً ينصحونك بعدم التعامل مع النقابات العمالية والمنظمات أو مع فئات معينة من الناس – "إياك والتعامل مع اليهودي؛ إياك والتعامل مع العربي؛ مع الهندي؛ مع الدرزي؛مع البدوي؛ مع الفلسطيني؛ مع الأردني؛ مع القواتجي؛ مع العوني؛ مع السوري؛ مع العراقي؛ مع الخليجي؛ مع المسيحي؛ مع الإسلامي؛ مع الغجري؛ مع الزنجي؛ مع التركي؛ الفلبيني؛ الأمريكي؛ الفنلندي؛ السني؛ الشيعي؛ الأرثوذكسي؛ الكاثوليكي؛ المرّيخي!... فلا يمكنك أن تأمنهم بشيء ولا أن تتوقع منهم أي خير... اسألني أنا المجرّب"! حتى وإن كان هذا المجرّب واحداً من الفئة التي يحذرك منها. وكلما زادت درجة قبول الناس في أي مجتمع لكلام فئوي عنصري مثل هذا تأكد بأنه انعكاس لنجاح باهر للظالم المستبد في ترسيخ هذه القوالب في أعماق الأذهان.
واعلم كذلك أن المستبد المحنك سيسمح لبعض المجموعات الصغيرة التي لا تأثير ذا ثقل لها بأن تتصرف بحرية، لأن ضعفهم النسبي ومشاكلهم الداخلية تعمل على تعميق الشعور بعدم المبالاة عند عامة الناس، وخاصة لكل من يفكر في أن ينشط ويتحرك وينظم تنظيماً ما، لأن فشل سابقيه من مؤشرات فشله وفشل كل لاحق آخر. فتسمع بعض الناس تقول "هذه الحركات والتنظيمات كلها حكي فاضي. يا ما نظموا ويا ما تحركوا وثاروا واعتلوا العرش ليعود الظلم الذي لم يبرح مكانه أصلاً بل قد يزيد شراسة وإمعاناً في الشر..." وهذه الأفكار التي يظن صاحبها أنه استنتجها بنفسه هي أيضاً من قوالب ترسيخ المستبد التي تسري في أعصاب المجتمع.
واعلم أن المستبد المحنك لن يخلي كل الشوارع والحدائق العامة من كل المشرّدين والمتسوّلين لأن تواجدهم بكمية محدودة يعمل على تذكير الناس كيف تكون عاقبة كل من يطرد من العمل بسبب تكاسله أو مشاركته في إضرابٍ ما أو لأنه لم يقدر على التأقلم مع ثقافة التزلف والتودد ومسح الجوخ أو استخدام ألقاب التفخيم مثل باشا وأفندي وسيدي ومعاليك وعطوفتك وفخامتك وجلالتك، الخ.
أما بالنسبة للشركات الكبرى فيقوم المستبد فيها بتفريق مكاتب الموظفين إلى مكعبات ذات حواجز بحيث تخفض نسبة الاحتكاك والدردشة بين زملاء العمل إلى الصفر تقريباً، كما يقوم المستبد بتحديد جداول عمل مرنة تبدو في الظاهر وكأنها تزيد من حرية الموظف في اختيار أوقات عمله بينما هي في الحقيقة تهدف إلى تقليل نسبة الاحتكاك وبالتالي التعارف حيث يندر أن ينهي موظف عمله في نفس الوقت الذي ينتهي فيه زميله، فتقل احتمالات تكوين الصداقات خارج مكان العمل! وحتى إذا استطاع الموظف اختراق كل هذه العوائق ليكوّن علاقات إنسانية مع زملائه فإن "الظروف" ستتكفل بفشله، مثل أن يتم إعادة تنظيم أو تغيير المهام، فيطرد هذا ويستبدل ذاك، كما أن كثير منهم يعمل لحساب شركات العمالة المؤقتة والتي تشير الإحصائيات إلى زيادة منتظمة في استخدامها في كل أنحاء العالم وخاصة في القطاع الخاص.
ولا ينتبه الموظف بأن الحواجز الاجتماعية هذه قد تم ترسيخها في المدارس الثانوية والجامعات حديثاً نسبياً. لقد كان الطلاب في السابق يجلسون في صفٍّ واحد، وكان المعلم هو الذي يدخل ويخرج من وإلى نفس الصف. إن هذا الترتيب هو ما خلق التعاضد والتكاتف بين الطلاب، حيث كان طلبة التخصص الواحد لهم ذات جدول الحصص. لذا كان الاحتمال المرجح في المدارس الثانوية والجامعات أن يحضر الطالب معظم الصفوف من السنة الأولى إلى سنة التخرج مع نفس الوجوه. أما اليوم فأصبح الطالب يكاد لا يعرف أحداً حوله في حفلة التخريج، إن حضرها أصلاً!
كما أن المنظمات الطلابية تخضع إلى قائمة من القوانين الصارمة، وأصبح الطالب الخارج عن قوانين التنظيم معرّضاً للفصل ورفض قبوله في أي جامعة أخرى ليصبح مستقبله مهدداً بالفشل الدائم. وبما أن المستبد قد رسخ قالب ضرورة الشهادة الجامعية في عقول الناس في مجتمع بقوانين وضعها هو، فقد زاد الطين بلة وزادت ضغوط الأهل والعائلة على تحصيل الشهادة الجامعية بأي ثمن كان.
وكلما زادت قبضة الظالم المستبد على الترسيخ المعلوماتي قوة، زادت مهمة المحرر صعوبة. انظر إلى غيفارا مثلاً. بعد نجاحه في صفوف الثورة في كوبا، تعلمت الحكومات اللاتينية المجاورة الدرس وحاربت بشراسة أكبر في عالم الترسيخ المعلوماتي. ففي كوبا كان الفقراء والمساكين يرحبون بالثوار أينما وجدوا، وكانوا يعطونهم المأكل والمشرب والمأوى، وكثير منهم تطوع بالانضمام إلى صفوف الجهاد من أجل تحرير وطنهم من الفساد والقهر. أما في بوليفيا حيث تابع هذا البطل الأرجنتيني مشوار نضاله، اندهش غيفارا من خوف الفقراء منه ومن رجاله المدججين بالأسلحة، وقيل أنه عندما حاول طمأنة الناس قائلاً: "لا تقلقوا يا إخوتي، فـأنا هنا لأقاتل من أجل قضيتكم" رد عليه أحد الفقراء: "وما هي قضيتنا؟". لقد ترسخ في عقول البسطاء البوليفيين آنذاك صورة مختلفة عن الجهاد في سبيل تحريرهم من قيود المستبد، غير الصورة التي كانت لدى الكوبيين. ففي كوبا عندما ألقى جنود المستبد القبض على بعض أفراد حركة 26 يوليو (التي قادها كاسترو) وعذبوهم ليفشوا عن مكان باقي أعضاء حركتهم، أتى المحقق لإحدى السجينات وبيده عين أخيها التي كانوا قد اقتلوعها تحت التعذيب، وقالوا لها بأنها إن لم تخبرهم عن مخبأ الآخرين سوف يقتلعون عينه الثانية، فأجابته الفتاة: "أحقاً تظنوني سأخبركم الآن عن مكانهم بعدما قدم أخي عينه ثمناً لحمايتهم؟"
أما في بوليفيا، وتحت حملة الترسيخ الإعلامية الحكومية (وبمساعدة وكالة المخابرات الأميركية) لتحذير الناس من المتمردين تحت قيادة غيفارا، كان الفقراء هم الذين دلوا رجال الحكومة على مكانه وسلموه إلى السلطات من دون مقابل! وجاءت الأوامر من وكالة المخابرات الأميركية بقتله بدمٍ بارد وهو مرمي في المعتقل.
مورفيس: "نيو، إن الماتريكس عبارة عن نظام. وهذا النظام هو عدونا. ولكن عندما تدخل هذا النظام وتنظر حولك، ماذا ترى؟ إنك ترى رجال أعمال ومدرسين ومحامين ونجارين، أولئك الناس الذين نحاول نحن تحرير عقولهم. ولكن إلى أن يأتي ذلك اليوم الذي نحرر فيه عقولهم، اعلم أن هؤلاء الناس ما زالوا جزء من النظام، وهذا يعني أنهم أعداؤنا. عليك أن تفهم أن غالبية هؤلاء الناس ليسوا جاهزين ليُحَرّروا، فكثيرٌ منهم في غاية الخمول؛ تعتمد حياتهم على النظام إلى درجة ميئوس منها؛ إلى درجة أنهم سيقاتلون من أجل حماية ذلك النظام".
يقول مورفيس بأن تحرير الناس يتم عن طريق كشف الحقيقة لكي ترى قلوبهم وعقولهم ما لم تستطع رؤيته عيونهم، وليس عن طريق مقاتلة عملاء النظام المستبد. ذلك لأنه بدون الترياق المضاد للترسيخ المعلوماتي سيظل المظلومين امتداداً لذراع المستبد المسيطرة. هؤلاء المظلومين هم أيضاً يظلمون بعضهم البعض حسب رتبهم في النظام الطبقي، لأنهم هم أيضاً يسعون وراء الماديات من النظام.
فإذا كنت تنظر إلى السماء، منتظراً هبوط المنقذ المخلص من بين السحاب قادماً مع جيش من الملائكة، فاعلم أنك تضيع وقتك لأنك تنظر في المكان الخطأ. إن المنقذ المخلص ليس الشخص، بل الرسالة (قالب الترسيخ المعلوماتي) التي يحملها الشخص، والتي بواسطتها ستتمكن من فتح الأقفال التي جُعِلت على عقلك، لكي ترى الأمور على حقيقتها؛ لكي ترى أن خوفك من الظالم المستبد مبني على جهل بحقيقة عجزه، بينما خوفه منك مبني على علم بجريمته في حقك؛ لكي تنقشع أوهام قوة الظالم المستبد، ولكي تبصر حقيقة قوتك. إن السلاح الأعظم كان ولم يزل... بحوزتك!
من إنجيل المسيح عن متى، الإصحاح 12، الآيات (22-24؛ 38-39): "ثم أتى الناس بشخص مجنون أعمى وأخرس، فشفاه المسيح، وأصبح يبصر وينطق. وذهل الناس مما رأوا وقالوا: "أيكون هذا فعلاً ابن داوود؟" ولكن الفريسيين عندما سمعوا ذلك قالوا: "هذا الرجل لا يُخرج الجن إلا بواسطة بعل زبول أمير الجن".... [وبعدما رد عليهم مطولاً وأقنع الناس بالمنطق] ... رد بعض من الفريسيين وعلماء الدين عليه باستهزاء: "يا معلم، نريد أن نرى منك آية ما." فرد عليهم المسيح: "لا يطلب آية إلا جيل شرير وفاسق، ولن يعطوا آية إلا آية النبي يونس..." إلى آخر المثل بمعنى أن آيتهم الوحيدة ستكون نار جهنم.
من القرآن الكريم، سورة البقرة، الآية 118 و210: "وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية، كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم، تشابهت قلوبهم، قد بَيّنا الآيات لقومٍ يوقنون! ... هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظللٍ من الغمام والملائكة وقضي الأمر؟ وإلى الله ترجع الأمور". ومن سورة الأنعام، الآية 7 و8: "ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاسٍ فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحرٌ مبين. وقالوا لولا أنزل عليه ملكٌ؛ ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر ثم لا ينظرون".
إنما الهدف من المعجزات هو أن تكون أداة مساعدة في إيصال الرسالة إلى «المظلومين»؛ رسالة تتكون من جرعات متواصلة من ترياق الترسيخ المعلوماتي المضاد. وعندما يأخذ الناس الترياق تنكشف الغشاوة عن أبصارهم وآذانهم وقلوبهم لكي يروا ويسمعوا ويفهموا بأن مصدر قوة المستبد هي خنوعهم له. ففي إنجيل متى نرى كيف استخدم المسيح إعجازه في معالجة أمراض الناس وبعدها مباشرةً بدأ يخطب فيهم بتعاليم الدين ويصحح لهم مفاهيمهم الخاطئة (انظر إنجيل متى، الإصحاح 4، الآيات 23-25، الإصحاح 5 كله).
وقد عادا موسى وعيسى ومحمد – عليهم الصلاة والسلام – مراكز السلطة الدينية والسياسية ليس لأنهم أرادوا الدعوة إلى طقوس عبادة جديدة، كما يدّعي علماء الدين المأجورين، بل لأنهم كانوا يرسخون قالب الحقيقة الموضوعية في أذهان المظلومين ليتحرروا من العبودية.
من إنجيل المسيح عن متى، الإصحاح 23، قال المسيح عليه السلام «إن أئمة الدين والفريسيين يجلسون في مقعد موسى... وكل ما يفعلونه إنما هو ليراهم الناس: فيجعلون التمائم عريضة وشرائط ملابسهم طويلة، ويحبون مقاعد الشرف في الحفلات والولائم، وكراسي الصدارة في المعابد، ويحبون أن يسلم الناس عليهم ويوقروهم في السوق وينادوهم "ربّي". أما أنتم فلا تنادوا أحداً ربّي لأن لكم ربّاً واحداً، وأنتم كلكم إخوة سواسية. ولا تنادوا أحداً في الأرض "يا أبونا" لأن لكم أباً واحداً وهو الذي في السماء.... إن قائدكم الأعظم اليوم سيكون عبدكم غداً، لأن الذي يتعالى على الناس سوف يُذلّ، والذي يتواضع بين الناس سوف يُمجّد».
من القرآن الكريم، سورة الهمزة (رقم 104): «ويلٌ لكل هُمَزةٍ لمَزة. الذي جمع مالاً وعدده. يحسب أن ماله أخلده. كلا لينبذن في الحطمة. وما أدراك ما الحطمة؟ نار الله الموقدة. التي تطلع على الأفئدة. إنها عليهم مؤصدة. في عمدٍ ممددة».
من القرآن الكريم، سورة البلد (رقم 90): «يقول أهلكت مالاً لبداً. أيحسب أن لم يره أحد؟ ألم نجعل له عينين؟ ولساناً وشفتين؟ وهديناه النجدين؟ فلا اقتحم العقبة. وما أدراك ما العقبة؟ فك رقبة [أي عتق عبد]. أو إطعامٌ في يومٍ ذا مسبغة، يتيماً ذا مقربة، أو مسكيناً ذا متربة، ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة. أولئك أصحاب الميمنة».
لقد أحال المستبدون مثل هذه الآيات والتعاليم إلى الهامش بالرغم من أنها كانت في صلب الرسالة. فقد تكلم المسيح عن مَثل البذور في إنجيل متى، الإصحاح 13، تشبيهاً بأصناف الناس المظلومين الأربع (وهو المثل الذي ثبته القرآن في آخر آية من سورة الفتح) قائلاً بأن أول صنف يتلقى ترياق الترسيخ "الرسالة"، ولكن سم الطاغية يكون قد تغلغل في العقل لدرجة لا يمكن أن يؤثر فيه الترياق بالمَرّة. والصنف الثاني يتقبل عقله الترياق ولكن سرعان ما ينفد مفعوله ليعود إلى حالته الأولى تحت تأثير السم. والصنف الثالث يتقبل الترياق بحسن نية وتظهر له الحقيقة الموضوعية ليفهم واجبه تجاه ربه ولينضم إلى الجهاد في سبيله، ولكن ما أن يعيد النظر في أمور الدنيا ومتاعها حتى يفقد الترياق مفعوله ليترك السم يتسرب إلى عقله من جديد بجرعات مضاعفة. وأما الصنف الرابع فهو الذي يستقبل عقله الترياق بقوة وإيمان عظيمين لا يمكن ردّهما. وهؤلاء دوماً يكونون من الأقلية، ويؤول بهم الأمر إلى تصدّر المظاهرات والثورات وجنات الخلد.
نأتي إلى الأساطير الحديثة، مثل فيلم الخيال العلمي "الماتريكس"، لنرى ثانية بأن المنقذ المخلص مزودٌ بخصائص رجلٍ خارق وقدرات إعجازية، ولكنه يبدو وكأنه لا يحمل أية رسالة ليسلمها إلى المستعبدين من الناس الذين من المفروض أن ينقذهم ويخلصهم. فقوى ذلك المخلص "نيو" في ضربات الكونغ فو وقدرته على تفادي طلقات المسدس لا تقنع شخصاً مثل "سايفر" الذي يمثل غالبية الناس، بأن يزعجوا أنفسهم بمحاربة المستبد الذي يُؤمّن لهم حياة مقبولة.
سايفر: "أنا مرهق يا "ترينيتي"، سئمت هذه الحرب. سئمت القتال وهذه السفينة. سئمت البرد وأكل نفس الطعام اللعين كل يوم! ولكن أكثر ما سئمته هو هذا الحقير [يعني ربّان السفينة "مورفيس"] وكل تفاهاته. إنها مفاجأة أيها الأحمق. أراهن بأنك لم تتوقع أن يحدث ما حدث، أليس كذلك؟ يا الله، كم كنت أتمنى أن أكون هناك عندما يحطمون إرادتك. كنت أتمنى أن أدخل عليك في تلك اللحظة حتى تعرف ساعتها أنني أنا الفاعل!"
ترينيتي: "سلمتهم مورفيس؟!"
سايفر: "لقد كذب علينا يا ترينيتي. لقد خدعنا! لو أنه قال لنا الحقيقة منذ البداية، لكنا قلنا له بأن يدفع بالكبسولة الحمراء في مؤخرته!"
ترينيتي: "هذا ليس صحيح يا سايفر! لقد حررنا مورفيس!"
سايفر: "حررنا؟ أنتِ تسمّين هذه حرية؟ كل ما أفعله هنا هو طاعة أوامره. لو خيّرت بين هذا والماتريكس لاخترت الماتريكس!"
ترينيتي: "حياة الماتريكس ليست حقيقية!"
سايفر: "أنا لا أوافقك الرأي. باعتقادي الماتريكس حقيقي أكثر من هذا العالم. كل ما أحتاج فعله هنا هو سحب فيشة، ولكن هناك عليك أن تشاهدي رجلاً يموت".
نرى من هذا الحوار بأن المحرر الفعلي هو "مورفيس" وليس "نيو". فهو الذي حرر "نيو" وأراه قوته الكامنة. أما نيو فهو مجرد جندي، تحول إلى سلاح خارق من خلال عملية الترسيخ التي قام بها "مورفيس". لقد اعتقد الكثير خطأ بأن "الإنقاذ" في القصة يتمثل في التدمير الجسدي للعدو. ولكن في نهاية الجزء الأخير يدرك "نيو" بعد قتال ضروس بأن ضرب العدو بكل قواه لا يجدي، وبأن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع المسلح هو أن يضحّي بنفسه ليعود الصراع إلى معركة الترسيخ المعلوماتي.
أما دور "المنقذ" الأصلي يتبين بوضوح لا لبس فيه في نهاية الجزء الأول من الفيلم، عندما يقاطع "نيو" تشفير الماتريكس (بمعنى أنه قطع عملية الترسيخ المعلوماتي من قِبل النظام) ليوصل رسالة إلى الظالم المستبد، فيقول له:
"أنا أعلم بوجودك. إنني أشعر بك الآن. وأعرف بأنك خائف؛ خائفٌ مِنّا. إنك خائفٌ من التغيير. ليس عندي علم الغيب، ولم آتي هنا لأقول لك كيف ستكون النهاية، بل أتيت إلى هنا لأقول لك كيف ستكون البداية: سوف أغلق هذه السماعة، ثم سأجعل هؤلاء الناس يرون ما لا تريدهم أن يروا. سوف أريهم عالماً بدونك؛ عالماً بدون قوانين وبدون سيطرة؛ بدون حدود وبدون قيود؛ عالماً كل شيء فيه ممكن. أما أين نذهب من هنا فهو خيارٌ أتركه لك".
ز – المقاومة
في أي وقت يتفوّق ترياق المُحرّرين على محاولات الظالم المستبد في غسل الأدمغة تنتفض مجموعات المظلومين لاستعادة حقوقهم المسلوبة. تلك هي الساعة التي يتيقن فيها المظلوم بأن الظالم لم يحصد من الماديات ما زرع، بل كان يحصد ما يزرع المظلومين لسنين وعقود. عندها تقوم قيامتهم ليطالبوا بأجورهم المستحقة التي عملوا من أجلها بعرق جبينهم. عندها يطلق المستبد حملته الإرهابية التي كان قد جهز لها منذ أمد للحالات الطارئة مثل هذه، ومن الطبيعي جداً أن يجهز هكذا حملة لأنه يعلم بأنه سرق مالهم، وعلى المجرم الفطن أن يتوقع ردة فعل من ضحيته.
لقد قام غاندي كما فعل مَن قبله، وبناءً على فهمه لهدف الطغاة الحقيقي (حصد ما زرعه المظلومين)، بتحضير الترياق الأعظم فعالية لاسترجاع كل القوة من الظالم المستبد، ألا وهو العصيان المدني الكامل والشامل: إيقاف كل المعاملات التجارية وإغلاق الشوارع والطرق وسكك الحديد ومدرجات الإقلاع والهبوط في المطارات وكل المداخل والمخارج للمباني الحيوية وإيقاف جميع المواصلات العامة من حافلات وسيارات أجرة وقطارات وإغلاق كل المرافق والمدارس والمحلات والمصانع؛ أي إيقاف جميع أشكال الحياة الاقتصادية المرتبطة بالنظام. وهكذا عندما يتوقف المظلومين عن المشاركة في صناعة وتوزيع بضائع ومكتسبات الظالم (التي هي في الأصل مكتسبات الشعب) سوف يفقد السيطرة كاملة ومن ثم القوة جميعاً.
ننوه إلى أنه من الخطأ أن نقول بأن حركة غاندي نجحت لأنها كانت سلمية أو أن نقول بأن ثورة كاسترو وغيفارا في كوبا نجحت لأنهم حملوا السلاح. فالعامل المشترك بين كل الثورات والحركات الشعبية الناجحة هو شل الحركة الاقتصادية في البلد، سواء حمل المتظاهرون والثوار اللافتات فقط أو حملوا معها الحجارة أو الرشاشات والقنابل.
ومن سِمات الظالم بأنه حريص دوماً على مواصلة وحماية "الحياة الاقتصادية" مهما حل بالبلد من مصائب، لأن ما يسميه باقتصاد البلد هو في الواقع نظام اقتصادي خصّص ليكون مورد دخله وقوته. ومن الأمثلة على ذلك خروج الرئيس جورج بوش عقب هجمات الحادي عشر من أيلول في نيويورك بأيام وقوله أمام حشود مناصريه:
"لقد رفضنا أن نعيش في حالة من الذعر أو الإنكار. وهناك فرق بين أن نكون يقظين وأن نكون خائفين، وهذه الأمة العظيمة لن تهاب أبداً.... إن الناس يزاولون حياتهم اليومية كالمعتاد، يعملون ويتسوّقون ويمرحون، يصلون في الكنائس والمعابد والمساجد، يذهبون إلى السينما ومباريات كرة المضرب. الحياة في أميركا ماضية إلى الأمام، وكما كتب لي تلميذ في الصف الرابع: إن هذا هو أعظم رد على الإرهاب."
كذلك في مصر ظل الرئيس المخلوع حسني مبارك ونائبه عمر سليمان يرددان نفس الرسالة أثناء ثورة 25 يناير: "عودوا إلى بيوتكم". وعندما لم ينجحا خرج عليهما الجيش (المنتفع الأساسي من النظام الاقتصادي في البلد) وتخلص منهما بسرعة فاقت التوقعات. فعندما يتكلم الطاغية عن الاقتصاد وبأن اقتصاد البلد يتضرر بسبب التظاهرات هو في الحقيقة يعني بأنه هو نفسه الذي يتضرر. ولكن عندما يستمسك الناس بالعصيان المدني الشامل يتقهقر الظالم ويتراجع عن تهديداته العلنية، لأنه لا يوجد حكومة على وجه الأرض تتحمل عصياناً مدنياً متواصلاً. حتى الصهاينة – الذين يعتقد الملايين من الناس بأن نفوذهم في عالمي السياسة والاقتصاد لا حدود لها – قد أذعنوا للانتفاضة الفلسطينية عام 1987 بإعطاء أراضٍ وسلطة لعدوهم اللدود عرفات وجماعته مقابل أن يوقفوا الانتفاضة ، وقد كادوا يفقدون السيطرة على كل الضفة الغربية وقطاع غزة وما يهبانه من أيدي عاملة رخيصة.
ح – الخاتمة
هذا المصطلح السحري – الترسيخ المعلوماتي – فيه مفتاح تحرير عقولنا واستعبادها في آن واحد. فعندما يتم ترسيخ قالب ما في عقل الإنسان تنطلق مجموعة من الصور والرموز في اللاوعي تؤدي به إلى التصرف على النحو المرسخ في ذلك القالب. إن جميع أفعال الناس، من تحضير فنجان قهوة إلى الإطاحة بحكم سلطان ما، كلها مبنية على تراكم القوالب المرسخة، وبدون ذلك الترسيخ المعلوماتي ينتهي وجود عقل الإنسان ومعه أي فعل ذو قيمة أو هدف، ونصبح كالبهائم تحكمنا الغرائز لا غير. لذلك لا يترك الظالم المستبد المحنك وسيلة للسيطرة على الناس من خلال حملات ترسيخ معلوماتي متطورة إلا وجرّبها، والتجربة الناجحة لهذا الترسيخ في المظلومين المستعبدين لا تقنعهم فقط بعدم جدوى أية محاولة للتخلص منه وحسب، بل تقنعهم أيضاً بأنهم في الواقع بحاجة ماسة لوجوده ولسلطته الفاسدة والمتعجرفة.
لذا فإن المعركة الحقيقية بين الظالم المستبد والمحرر تجري في عالم الترسيخ المعلوماتي، حيث كلا الطرفين المتضادين يحاولان ترسيخ القوالب في أذهان الناس لتجعلهم يتصرفون على أساسها. وعند الظالم الهدف من الترسيخ المعلوماتي هو إذعان الناس له ولسيطرته ليخدموه في كفاحه اللانهائي المتمثل في حصد ما يزرعون هم، بينما الهدف عند المُحرّر من الترسيخ المعلوماتي هو إيقاظ الناس ليعلموا بأن العدل والإنصاف لا يمكن تواجدهما إلا في عالم لا سيد فيه ولا عبد، وأن الناس سواسية في الحقوق، بما فيها حق الملكية للأرض وما فيها.
أما عن الكيفية، فيتوجه الظالم إلى استخدام القوالب التي تجذب الغرائز، مستهدفاً حاجاتهم الجسدية التي قد حرمهم من تحصيلها بسبب النقص في المصادر الذي هو أصلاً سببه! أما المُحرّر فيتوجه إلى استخدام القوالب التي تجذب العقل أولاً ومن ثم القلب والروح. فيقنع الناس بالعقل بأن الركض وراء الماديات من دون المعنويات الروحانية ستنقل الصراع بين ظالم ومظلوم إلى صراع بين ظالم وأظلم، فيتجه بالناس إلى فهم أن ذروة سعادتهم لا تأتي إلا عندما يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه، وليصبح السباق بين الناس سباق أعمال الخير للنفس وللغير، وبهذا تكتمل مقولة "من زرع حصد" بالجزء الأهم: "أولاً نعطي كل واحد أرضاً بمساحة وجودة متكافئتين لكي يزرع ويحصد"، إذ من قمة الإجحاف بأن يولد شخصٌ في سجن ويطلق سراحه بعد عشرين سنة وهو لا يملك درهماً ثم نقول له بأنه حصد ما زرع!
كذلك يستخدم الطاغية المحنك في العصر الحديث بعضاً من موارد البلد الذي استباحه ليستثمرها في البحث والتطوير ليستحدث تفوّقه في السيطرة على الترسيخ المعلوماتي. وهكذا صُمّم التعليم القسري في المدارس وتم تحديد المناهج وتصفية المُعَلمين والمُدَرّسين الذين يخرجون عن نصوص المناهج المدرسية تلقائياً (حيث أن تقييم نجاح الطلاب وتخرّجهم يأتي بخاتمٍ من وزارات التربية والتعليم، لذا فالمعلم الذي ينشق عن المنهاج سيجد ألد أعدائه والشاكين عليه والفاشين لأمره هم طلابه وأولي أمورهم بالدرجة الأولى)، وتمت السيطرة الشبه تامة على الإعلام بالشراء والرشوات والترهيب والحبس والتعذيب، وتمت السيطرة على الدين بنفس الطريقة التي تمت فيها السيطرة على المدارس (فالأئمة والمفتين والعلامة لا يمارسون أعمالهم ودراساتهم إلا بقبول وزارات الأوقاف، وكل من يتفوه بما يقيض سيطرة المستبد يتم استبعاده واتهامه بالكفر والفسق والفجور وتلبيسه التهم التي تمس بأخلاقه وعفته)، وتم القبض على المحررين أينما أينعت رؤوسهم وتم إسكاتهم. ثم بعد هذا كله يبدأ الظالم المستبد بتلقين الناس من خلال هذه المدارس والجامعات والمؤسسات والمنظمات والجوامع والكنائس والمعابد بتقديس الفردية وحرية الفرد القائمة على الطبقية؛ وبتحقير التجمعات القائمة على المساواة الحقيقية مثل بعض النقابات العمالية والتظاهرات والتكاتف الاجتماعي. لقد أصبحت رسالة الظالم الحديث هي: "لكي تصبح بيل غيتس أو مايكل جوردان لا يسعك الاعتماد على أحدٍ سوى نفسك! لا تثق بأحد لأنه ليس هناك أحد يود لك النجاح والسعادة سواك؛ لأن الكل متسابق للنجاح لأنفسهم وسيحاولون أخذ كل ما أمكنهم أخذه من باقي الناس بما فيهم نفسك! ولا تعطي مالك للمحتاج لأنك لا تعرف إن كان محتالاً! وإياك أن تقيم تجارة مع العديد من الشركاء فأنت لا تعلم نواياهم الحقيقية وكيف سيستغلونك ويستغلوا مالك الحلال شر استغلال!"
كم مرة سمعت أناساً ينصحونك بعدم التعامل مع النقابات العمالية والمنظمات أو مع فئات معينة من الناس – "إياك والتعامل مع اليهودي؛ إياك والتعامل مع العربي؛ مع الهندي؛ مع الدرزي؛مع البدوي؛ مع الفلسطيني؛ مع الأردني؛ مع القواتجي؛ مع العوني؛ مع السوري؛ مع العراقي؛ مع الخليجي؛ مع المسيحي؛ مع الإسلامي؛ مع الغجري؛ مع الزنجي؛ مع التركي؛ الفلبيني؛ الأمريكي؛ الفنلندي؛ السني؛ الشيعي؛ الأرثوذكسي؛ الكاثوليكي؛ المرّيخي!... فلا يمكنك أن تأمنهم بشيء ولا أن تتوقع منهم أي خير... اسألني أنا المجرّب"! حتى وإن كان هذا المجرّب واحداً من الفئة التي يحذرك منها. وكلما زادت درجة قبول الناس في أي مجتمع لكلام فئوي عنصري مثل هذا تأكد بأنه انعكاس لنجاح باهر للظالم المستبد في ترسيخ هذه القوالب في أعماق الأذهان.
واعلم كذلك أن المستبد المحنك سيسمح لبعض المجموعات الصغيرة التي لا تأثير ذا ثقل لها بأن تتصرف بحرية، لأن ضعفهم النسبي ومشاكلهم الداخلية تعمل على تعميق الشعور بعدم المبالاة عند عامة الناس، وخاصة لكل من يفكر في أن ينشط ويتحرك وينظم تنظيماً ما، لأن فشل سابقيه من مؤشرات فشله وفشل كل لاحق آخر. فتسمع بعض الناس تقول "هذه الحركات والتنظيمات كلها حكي فاضي. يا ما نظموا ويا ما تحركوا وثاروا واعتلوا العرش ليعود الظلم الذي لم يبرح مكانه أصلاً بل قد يزيد شراسة وإمعاناً في الشر..." وهذه الأفكار التي يظن صاحبها أنه استنتجها بنفسه هي أيضاً من قوالب ترسيخ المستبد التي تسري في أعصاب المجتمع.
واعلم أن المستبد المحنك لن يخلي كل الشوارع والحدائق العامة من كل المشرّدين والمتسوّلين لأن تواجدهم بكمية محدودة يعمل على تذكير الناس كيف تكون عاقبة كل من يطرد من العمل بسبب تكاسله أو مشاركته في إضرابٍ ما أو لأنه لم يقدر على التأقلم مع ثقافة التزلف والتودد ومسح الجوخ أو استخدام ألقاب التفخيم مثل باشا وأفندي وسيدي ومعاليك وعطوفتك وفخامتك وجلالتك، الخ.
أما بالنسبة للشركات الكبرى فيقوم المستبد فيها بتفريق مكاتب الموظفين إلى مكعبات ذات حواجز بحيث تخفض نسبة الاحتكاك والدردشة بين زملاء العمل إلى الصفر تقريباً، كما يقوم المستبد بتحديد جداول عمل مرنة تبدو في الظاهر وكأنها تزيد من حرية الموظف في اختيار أوقات عمله بينما هي في الحقيقة تهدف إلى تقليل نسبة الاحتكاك وبالتالي التعارف حيث يندر أن ينهي موظف عمله في نفس الوقت الذي ينتهي فيه زميله، فتقل احتمالات تكوين الصداقات خارج مكان العمل! وحتى إذا استطاع الموظف اختراق كل هذه العوائق ليكوّن علاقات إنسانية مع زملائه فإن "الظروف" ستتكفل بفشله، مثل أن يتم إعادة تنظيم أو تغيير المهام، فيطرد هذا ويستبدل ذاك، كما أن كثير منهم يعمل لحساب شركات العمالة المؤقتة والتي تشير الإحصائيات إلى زيادة منتظمة في استخدامها في كل أنحاء العالم وخاصة في القطاع الخاص.
ولا ينتبه الموظف بأن الحواجز الاجتماعية هذه قد تم ترسيخها في المدارس الثانوية والجامعات حديثاً نسبياً. لقد كان الطلاب في السابق يجلسون في صفٍّ واحد، وكان المعلم هو الذي يدخل ويخرج من وإلى نفس الصف. إن هذا الترتيب هو ما خلق التعاضد والتكاتف بين الطلاب، حيث كان طلبة التخصص الواحد لهم ذات جدول الحصص. لذا كان الاحتمال المرجح في المدارس الثانوية والجامعات أن يحضر الطالب معظم الصفوف من السنة الأولى إلى سنة التخرج مع نفس الوجوه. أما اليوم فأصبح الطالب يكاد لا يعرف أحداً حوله في حفلة التخريج، إن حضرها أصلاً!
كما أن المنظمات الطلابية تخضع إلى قائمة من القوانين الصارمة، وأصبح الطالب الخارج عن قوانين التنظيم معرّضاً للفصل ورفض قبوله في أي جامعة أخرى ليصبح مستقبله مهدداً بالفشل الدائم. وبما أن المستبد قد رسخ قالب ضرورة الشهادة الجامعية في عقول الناس في مجتمع بقوانين وضعها هو، فقد زاد الطين بلة وزادت ضغوط الأهل والعائلة على تحصيل الشهادة الجامعية بأي ثمن كان.
وكلما زادت قبضة الظالم المستبد على الترسيخ المعلوماتي قوة، زادت مهمة المحرر صعوبة. انظر إلى غيفارا مثلاً. بعد نجاحه في صفوف الثورة في كوبا، تعلمت الحكومات اللاتينية المجاورة الدرس وحاربت بشراسة أكبر في عالم الترسيخ المعلوماتي. ففي كوبا كان الفقراء والمساكين يرحبون بالثوار أينما وجدوا، وكانوا يعطونهم المأكل والمشرب والمأوى، وكثير منهم تطوع بالانضمام إلى صفوف الجهاد من أجل تحرير وطنهم من الفساد والقهر. أما في بوليفيا حيث تابع هذا البطل الأرجنتيني مشوار نضاله، اندهش غيفارا من خوف الفقراء منه ومن رجاله المدججين بالأسلحة، وقيل أنه عندما حاول طمأنة الناس قائلاً: "لا تقلقوا يا إخوتي، فـأنا هنا لأقاتل من أجل قضيتكم" رد عليه أحد الفقراء: "وما هي قضيتنا؟". لقد ترسخ في عقول البسطاء البوليفيين آنذاك صورة مختلفة عن الجهاد في سبيل تحريرهم من قيود المستبد، غير الصورة التي كانت لدى الكوبيين. ففي كوبا عندما ألقى جنود المستبد القبض على بعض أفراد حركة 26 يوليو (التي قادها كاسترو) وعذبوهم ليفشوا عن مكان باقي أعضاء حركتهم، أتى المحقق لإحدى السجينات وبيده عين أخيها التي كانوا قد اقتلوعها تحت التعذيب، وقالوا لها بأنها إن لم تخبرهم عن مخبأ الآخرين سوف يقتلعون عينه الثانية، فأجابته الفتاة: "أحقاً تظنوني سأخبركم الآن عن مكانهم بعدما قدم أخي عينه ثمناً لحمايتهم؟"
أما في بوليفيا، وتحت حملة الترسيخ الإعلامية الحكومية (وبمساعدة وكالة المخابرات الأميركية) لتحذير الناس من المتمردين تحت قيادة غيفارا، كان الفقراء هم الذين دلوا رجال الحكومة على مكانه وسلموه إلى السلطات من دون مقابل! وجاءت الأوامر من وكالة المخابرات الأميركية بقتله بدمٍ بارد وهو مرمي في المعتقل.
مورفيس: "نيو، إن الماتريكس عبارة عن نظام. وهذا النظام هو عدونا. ولكن عندما تدخل هذا النظام وتنظر حولك، ماذا ترى؟ إنك ترى رجال أعمال ومدرسين ومحامين ونجارين، أولئك الناس الذين نحاول نحن تحرير عقولهم. ولكن إلى أن يأتي ذلك اليوم الذي نحرر فيه عقولهم، اعلم أن هؤلاء الناس ما زالوا جزء من النظام، وهذا يعني أنهم أعداؤنا. عليك أن تفهم أن غالبية هؤلاء الناس ليسوا جاهزين ليُحَرّروا، فكثيرٌ منهم في غاية الخمول؛ تعتمد حياتهم على النظام إلى درجة ميئوس منها؛ إلى درجة أنهم سيقاتلون من أجل حماية ذلك النظام".
يقول مورفيس بأن تحرير الناس يتم عن طريق كشف الحقيقة لكي ترى قلوبهم وعقولهم ما لم تستطع رؤيته عيونهم، وليس عن طريق مقاتلة عملاء النظام المستبد. ذلك لأنه بدون الترياق المضاد للترسيخ المعلوماتي سيظل المظلومين امتداداً لذراع المستبد المسيطرة. هؤلاء المظلومين هم أيضاً يظلمون بعضهم البعض حسب رتبهم في النظام الطبقي، لأنهم هم أيضاً يسعون وراء الماديات من النظام.
فإذا كنت تنظر إلى السماء، منتظراً هبوط المنقذ المخلص من بين السحاب قادماً مع جيش من الملائكة، فاعلم أنك تضيع وقتك لأنك تنظر في المكان الخطأ. إن المنقذ المخلص ليس الشخص، بل الرسالة (قالب الترسيخ المعلوماتي) التي يحملها الشخص، والتي بواسطتها ستتمكن من فتح الأقفال التي جُعِلت على عقلك، لكي ترى الأمور على حقيقتها؛ لكي ترى أن خوفك من الظالم المستبد مبني على جهل بحقيقة عجزه، بينما خوفه منك مبني على علم بجريمته في حقك؛ لكي تنقشع أوهام قوة الظالم المستبد، ولكي تبصر حقيقة قوتك. إن السلاح الأعظم كان ولم يزل... بحوزتك!
لخوارق و السحر الأسود ..قصة السلاح السرى لأخطر أجهزة المخابرات فى العالم
الخوارق والسحر الأسود هل لهما مكان داخل أرفف أجهزة المخابرات الدولية ؟! الاجابة نعم فهذه الأجهزة لا تترك مجالا الا تضعه فى حساباتها حيث يطلق مصطلح "الباراسيكولوجي" على الظواهر البشرية التي تتسم بالغرابة وتتجاوز قدرات الحواس البشرية العادية، وهو ما يسمى "الظواهر الخارقة"، وقد تأسست أول جمعية تهتم بهذا النوع من العلوم المثيرة للجدل في باريس 1867 وأطلق عليها جمعية البحوث السيكوفزيولوجيةوالتي قامت بتتبع ظهور الأشباح... وتوالت بعد ذلك العديد من الجمعيات الأخرى، وتأسست بعد ذلك <<الجمعية البريطانية للبحوث الروحية>> عام 1882، والتي ضمت علماء كبار مثال (وليم كروكس، وليم باريت، فريدريك مايرز) وغيرهم. كما ضمت أساتذة من جامعات أمريكية وبريطانية وفلاسفة محنكين،ولقد عقدت عدة مؤتمرات للظواهر الباراسيكولوجية في كل من باريس 1889،كوبنهاجن 1921،بولندا1923(وارسو)،1927باريس،1949 إيطاليا،وكان أول مؤتمر دولي حول الظواهر الباراسيكولوجية سنة 1953 في جامعة أوترخت الهولندية...
وهنا قد يتساءل البعض عن معنى مصطلح "بارا سيكولوجي"؟
فبارا تعني قرب أو بجانب، وسيكولوجي تعني علم النفس.
"أي انه يعني علم نفس الخوارق"
أو ما وراء علم النفس كما يحلو للبعض تسميته...وهي كلها مصطلحات تنتهي إلى معنى ما يتجاوز علم النفس من ظواهر خارقة وغريبة
فهو علم يبحث في الظواهر الخارقة للطبيعة والمستغلقة على الفهم والغير مألوفة واللامعقولة أحيانًا!
ونجد الوسطاء الروحيون والسحرة والدجالين الذين يقومون بإتصلات مع عوالم خفية ولهم قدرات فوق البشرية. المهم في الموضوع أن هذا النوع من العلوم قام بدراسته علماء الإتحاد السوفيتي وأحاطوه بالكتمان فلم يشاركوا في بحوثهم أحد!، ثم نجد الأمريكان بعدهم مباشرة وإن كانوا حديثي العهد نوعًا ما في هذا المجال.
المخابرات السوفيتية:-
وفق تقارير للمخابرات المريكية وتصريحات منشقين من الكتلة السوفيتية (سابقًا) يوجد معامل سرية تضم العديد من العلماء في تخصصات شتى لدراسة الباراسيكولوجي محاولة للوصول إلى أسس فيزيائية للطاقة ما فوق الطبيعية.
وبالطبع فإن هذا الموضوع محاط بسور عال من الكتمان والسرية، ولكن الميزانيات المخصصة لهذه الدراسات كبيرة والمراكز المتخصصة اكثر من عشرين مركزًا عال المستوى.
ولكن إلى ماذا وصل العلماء السوفييت؟؟
تشير التقارير إلى ان الإتحاد السوفيتي (سابقًا) يحاول إستخدام التخاطر كوسيلة للتحكم في سلوك الأفراد المطلوب تعديل أفكارهم وسلوكهم. حيث تم إستخدام ذلك الأسلوب في الشرق الأوسط، ومن المفزع ما صرح به احد الباراسيكولجين السوفيت من انهم يطمحون إلى صناعة بعض الأجهزة التي تركب في الدماغ، وتأهيل أشخاص ليصبحوا قادرين على تلقي التخاطر حيث وصل بهم الأمر إلى إعتبار هؤلاء الأشخاص كجهاز راديو يتم ربطه بأسلاك معينة تعينهم فيما يريدون!
وتقول التقارير أن العلماء السوفييت في وسعهم التأثير عن طريق التخاطر في سلوك الناس المستهدفين لذلك، بل وحتى القتل من مسافة بعيدة بمجرد إستعمال القوة النفسية أو التأثير على صناع القرار في الأماكن الحساسة مثل محطات إطلاق الصواريخ بإصابتهم بالعصبية وتشتيت أفكارهم!
ودرس الروس تلك الظواهر بعناية تامة وتفوقوا على نظرائهم من الدول الأخرى، لذلك رفضوا حضور المؤتمرات الدولية التي تعقد حول هذه الظاهرة.
المخابرات الأمريكية:-
تقول التقارير أن الأمريكان نجحوا في إتمام عملية تخاطر بين شخصين احدهما في غواصة في الأعماق وذلك عام 1958، حيث إستطاع الشخص الموجود على الأرض تسجيل أفكار نظيره البعيد عنه!
وفي عام 1953 كان هناك حديث عن مشروع "بلو بيرد" ثم صار (مشروع الأرضي شوكي) ليتم تغيير الاسم مجددًا إلى (مايك ألترا) وكان ذلك المشروع يحكي عن سلاح سري وهو سلاح الحواس الغير مألوفة.. حيث تقول فكرة المشروع انه إذا تم العثور على أشخاص من ذوي القدرات الخاصة يمكن استخدامهم في أعمال غير مألوفة.
والجدير بالذكر أن الشرطة الأمريكية تستعين بالعرافين بشكل كبير في القضايا التي تعجز عن حلها بالطرق العادية.
وقد أجرت المخابرات الأمريكية تجاربًا على الإسقاط الوهمي أو التجارب خارج نطاق الجسم، تحت إشراف العالمين "هارولداي بتوف" و" راسيل تارح" حيث أسقط احد الأشخاص عقولهم على مسافات بعيدة حيث وصفوا بدقة منشآت عسكرية شديدة السرية، كما وصفوا الملفات الشخصية لهذه القواعد.
الموساد:-
تعمل المخابرات الأسرائيلية على متابعة التطورات والتغيرات المستجدة في مجال التجسس، ونظرًا للعلاقة الشديدة بينها وبين نظيرتها المخابرات الأمريكية فمن المؤكد انها تبادلت الخبرات في مجال البارا سيكولوجي، ولقد حاول الموساد إستخدام مواهب اليهود في شتى انحاء العالم، فالجدير بالذكر ان أغلب المواهب العالمية في مجال البار سيكولوجي هم من اليهود.
ويذهب البعض إلى أن اليهود أستفادوا من الدراسات السوفيتية في هذا الموضوع لوجود بعض اليهود من ذوي القدرات الخارقة على قائمة البحوث.
والجدير بالذكر ايضًا ان اليهود لهم دراية بالسحر منذ زمن بعيد كما أن كتاب "الكابالا" يحتوى طقوس سحر أسود.
كذلك إستفادت إسرائيل من بلغاريا التي تستخدم شرطتها السرية أشخاصًا ذوي قدرات خاصة (الإستبصار) للكشف عن الجرائم،وذلك لان بلغاريا يوجد بها أشهر الأشخاص والمعاهد في هذا المجال.
السحر كعامل اساسي لدى المخابرات الامريكية والموساد ضد العالم الاسلامي
في منتصف القرن الماضي بدأت وكالة المخابرات المركزية جديا في اتخاذ أولى إجراءاتها للقفز بتقنيات التجسس التقليدي إلى التجسس الروحي، ومن الحرب النفسية إلى الحرب الذهنية، لتسبق السوفييت في هذا المجال، وهي بالفعل على علم بتلك النوعية من المعرفة من قبل ذلك بزمن يصعب تحديده، خاصة وأن للروس سبق في استخدام هذه التقنيات عسكريا واستخباراتيا في الحرب العالمية. ولكننا لسنا بصدد الحديث عن تاريخ بداية تلك المعرفة لدى الأمريكان، أو بيان ممارستهم السحرية بصفتها دولة ذات سيادة... ولكننا نتحدث عن طفرة في تناول تلك المعرفة، من مجرد معرفة وتطبيقات رسمية متعلقة بسيادتها كدولة، إلى قيامها بأبحاث ودراسات علمية متخصصة في السحر، ومعتمدة رسميا من قبل هيئات عسكرية واستخباراتية، وتحظى بميزانية ضخمة تجزم بأن هذه الأبحاث لها أهميتها ودورها الكبير. هذا بالإضافة إلى تطبيقات فعلية على أرض الواقع، تتمثل في تصنيع أسلحة وتطوير تقنيات سحرية بهدف استخدامها في المواجهات العسكرية.
وبالعودة إلى عام 1952، قام الدكتور أندريجا بوهاريتش بتقديم ورقة إلى اجتماع سري للبنتاجون، تحوي تقييم الاستخدامات الممكنة للإدراك ما وراء الحسي في الحرب الروحية (استخدام التقنيات النفسية والروحية بغرض توجيه الرأي وضبط سلوك العدو لتحقيق أهداف خاصة). ولقد توافقت نتائج بحث بوهاريتش الروحية مع مهمة السيطرة العقلية المتواصلة لوكالة المخابرات المركزية. وفي عام 1956 قام بوهاريتش بجلب الروحاني يوري جيلير من إسرائيل إلى معهد ستانفورد للبحوث. ولقد أمد الموساد معهد ستانفورد للبحوث بتقرير استخباراتي حول قدرات جيلر. حيث خضع جيلر لعدة أسابيع لاختبارات علمية شاملة في معهد ستانفورد للبحوث، تحت رعاية اثنين من كبار فيزيائيي المعهد، وهما الروحاني هارلود باثوف، وراسيل تراج.
وبالفعل بدأت في جمع أشهر كبار السحرة من جميع أنحاء العالم إلى الولايات المتحدة لتعقد لهم داخل المختبرات الخاصة بالمخابرات اختبارات تثبت مدى صحة ما يقومون به من فوائق، وقد كلف بهذه المهمة الدكتور أندريجا بوهاريتش، ومعروف أيضا باسم هنري كي.
بوهاريتش هو طبيب وباحث باراسيكولوجي، مخترع ومؤلف طبي، قام بجلب كلا من الساحر الإسرائلي يوري جيلير، والعراف الهولندي بيتر هوركوس إلى الولايات المتحدة للتحقيق العلمي. وقام بتحريات إيجابية عن الجراح الروحاني البرازيلي خوزيه آريجو.
التعاون الاستخباراتي السحري بين الموساد وCIA:-
فمن الملفت في الأمر أنه لم يتم استقدام سحرة وطنيين لصالح وكالة الاستخبارات الأمريكية، بل قام بوهاريتش باستقدام سحرة من جنسيات أجنبية، قد يظن البعض أن الهدف هو مجرد جمع أصحاب المهارات والكفاءات السحرية فقط، ولكن ما يلفت الانتباه وبجلاء، أن استقدام هؤلاء النخبة من سحرة العالم تم بتعاون مشترك بين أجهزة الدول المعنية، فالساحر يوري جيلير قد أمد الموساد الإسرائيلي معهد ستانفورد للبحوث التابع لوكالة الاستخبارات المركزية بتقرير استخباراتي حول قدراته السحرية. وهذا يدل على وجود اتفاق مسبق بين أجهزة الاستخبارات في الدولتين على استقطاب السحرة إلى الولايات المتحدة من جميع أنحاء العالم ؛ وهذا يؤكد على أن السحرة كان يتم التحري عن قدراتهم بتكليف رسمي لأجهزة الاستخبارات وفق اتفاقيات دولية، وليس من قبل جهات شرطية عادية، أي أن التحري عن السحرة كان خاضع لسلطة أعلى الأجهزة الأمنية في تلك البلاد، وأن السحرة كانوا مستهدفين لتحقيق أهداف مصالح أمنية عليا.
تأسس الموساد في 1 إبريل 1951وكان مؤسسه في ذلك الوقت رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون، وينقسم الجهاز إلى عدة أقسام مختلفة، ما يعنينا منها هو قسم العملياتِ الخاصة،و المعروف كذلك بِاسم ميتسادا، يقوم بتنفيذ الاغتيالات شديدة الحساسية، عمليات شبه عسكرية، تخريبات، ومشاريع حرب نفسية. وهذا يدل على أن السلاح النفسي بشقية النفسي والروحي مستخدم لديهم، لأن الباراسيكولوجي أحد فروع علم النفس، وتطبيقات الباراسيكولوجي هي السحر، ويعضد هذا وبقوة قيام الموساد بإعداد تقرير استخباراتي حول قدرات جيلر. وهذا يدل على سعة علم الموساد بفنون السحر، وأن لديهم القدرة كاملة على دراسة وتقييم قدرات ساحر مثل جيلير.
خاصة وأن السحر لا يحكم عليه معمليا فقط، ولكن لا بد لتقييم قدرات الساحر والوقوف عليها من علم واسع بفنون السحر، وهذا يقينا يحتاج لساحر عليم، مما يدل على توفر المعرفة والممارسات السحرية لدى الموساد، خاصة وأن الله أثبت أنهم يتبعون السحر في كتابه العظيم فقال: (وَاتَّبَعُواْ مَاتَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) [البقرة: 102]. وهذا دليل قطعي يحسم الخلاف حول استخدام اليهود للسحر في جميع نشاطاتهم المدنية والعسكرية والعقائدية، ومن يغفل عن هذه الآية ولا يسقطها في أرض الواقع فليتحمل وحده المسؤولية كاملة جراء الاستخفاف بتأثير السحر وكيد السحرة.
و الطريف في الأمر أن شعار جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد مكتوب حول الدائرة الآية التوراتية:
(حيث لا تدبير يسقط الشعب.. أما الخلاص فبكثرة المشيرين). [الأمثال: 1411].
والموساد هو الاختصار الشائع لاسمه العبري هاموساد لموديعين اولتافكديم ميوحاديم أي (معهد الاستخبارات والمهمات الخاصة) وهو (وكالة الاستخبارات الوطنية لدولة إسرائيل).
إستعانة إسرائيل بالسحرة:-
إن سلسة السحرة الخاضعين للاختبارات وتطوير التقنيات الاستراتيجية والعسكرية أكبر بكثير من أن نوجزها أو نحصرها في عدد من الشخصيات، ولكننا سنتناول واحدا من السحرة كنموذج يفجر من الحقائق ما نجهل بها، وسنختار الساحر يوي جيللير لثراء المعلومات حوله ولوفرتها.
الساحر يوري جيلير من مواليد تل أبيب، العشرين من ديسمبر عام 1964، من أصول هنغارية ونمساوية، إزهاك جيلير وأمه مانزي فرويد. تعتقد أمه أنه ورث قدراته عن العالم سيغموند فرويد والذي يربطه به صلة نسب من جهة الأم. وهذا اعتراف يشير إلى أن عالم النفس فرويد كان له جانبا سحريا في حياته أيضا، ولكن كما هي عادة أكابر السحرة لا نعلم عنهم شيء إلا بعد وفاتهم.
إن علاقة جيلير بكل من كبار ساسة إسرائيل، والتي وصلت إلى حد ثقتهم في قدراته، ومن ثم تزكيته إلى وكالة المخابرات المركزية، كانت هي الدافع لتحريك المسئولين في وكالة الاستخبارات المركزية لإعطاء إشارة البدء من أجل تجنيد الساحر جيلير. فهدفهم أوسع وأشمل لتطبيقات عسكرية واستخباراتية لصالح الشيطان، والعدو الطبيعي للشيطان هو دين الإسلام... وقائمة أسماء فريق العمل داخل المشروعات السحرية تضم ضباطا ينتمون إلى جماعات عبدة الشيطان، ومن الممكن للشيطان أن يدلهم على من يصلح ويصرفهم عمن لا يصلح. واستشارتهم الشيطان وتلقيهم معلومات منه حقيقة مسجلة وموثقة بأيدي المسئولين أنفسهم عن تلك المشاريع، ومن أهمهم وأخطرهم العالم أندريجا بوهاريتش الذي سجل في كتبه بتفاصيل مثيرة لقاءاته بعوالم مغايرة لنا، والأشد إثارة ودهشة هو ما سنعلمه من خلال ما كتب من تفاصيل عن طبيعة تلك الكائنات المغايرة لنا.
ولا أتشكك في صحة أن الشياطين تظهر لهم على هيئة كائنات بعضها ممن ادعو انها فضائية، فلا مانع مطلقا أن يكونوا بالفعل جنا من كواكب أخرى خلاف الأرض، لقوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29]، أي أن السماوات والأرض عامرات بمخلوقات لا يعلمها ولا يحصيها إلا الله عز وجل، فلسنا وحدنا من يعمر الكون من خلق الله عز وجل، ولكنهم يلجئون لزعم أنهم كائنات مغايرة من كواكب أخرى ليتكتموا الحقيقة التي يدركونها، ويلبسونها ثوبا سابغا يستر عور ما يقومون به من خبث.. فخداع شعوبهم كان هو الركيزة الأساسية في سياستهم التي يديرون بها دفة البلاد. لأن هذه المشاريع السحرية يتم تمويلها من أموال دافعي الضرائب، وإلا لقام عليهم الشعب. ومن ثم انطلى كذبهم على شعوبنا الإسلامية التي أسلمت عقلها للعولمة الإعلامية، والثقافة التغريبية، فصدق الناس كل ما يبث عليهم من مزاعم هي محض كذب وافتراء.
الانطلاقة في اتجاه الأبحاث السحرية:
انطلقت تجارب المخابرات الأمريكية في مجال السيطرة على العقل بالبحث بيولوجيا، ثم قامت بعد ذلك بتطوير البحث بواسطة بحاثة وعلماء من السحرة، فهم يطمحون في إحكام السيطرة على القدرات السحرية، وتطويعها في شكل مادي علمي بحيث يمكن دراسته وتجريبه معمليا فكانت الأبحاث السحرية بمسميات علمية تجري مستقلة على قدم المساواة مع المشاريع النفسية، كل منهما على حدته، إلى أن تم دمجهما معا في وقت لاحق.
وقد تم تلخيص هذه التفاصيل في مقال تحت عنوان السيطرة العقلية ودوائر المخابرات Mind contro l and Intelligence Services كتب البحث رالف ج. جلاسون ومنه..
جلاسون يقول:
في سياق عملية ماكالترا تم رصد ميزانية بعضا من مشاريع وكالة المخابرات المركزية لدراسة استخدام الوسطاء، حيث دعت لدراسة علمية لاستخدام الروحانيين في تنفيذ المهام الاستخباراتية. كان هذا العمل إنشاء معهد ستانفورد للبحوث (SRI)Stanford Research Institute في ميلانو بارك، في كاليفورنيا، والذي عني بدراسة الباراسيكولوجي برعاية وكالة الاستخبارات المركزية، والبحرية، ووكالة استخبارات الدفاع، وتم توزيعها سرا على مشاريع الدفاع عالية التقنية، كان SRI ثاني أكبر مخزن فكر (think-tank) أمريكي، بتمويل حكومي يتجاوز 70 مليون دولار سنويا. كما يعد هارلود شيبمان حلقة الاتصال الرئيسية في تمويل مهمة معهد ستانفورد للبحوث التابع لوكالة المخابرات المركزية، والذي خدم في إندونيسيا، وكوريا، والفلبين، ولاوس، وفيتنام.
ويتم إجراء الاختبارات والتجارب السحرية داخل معهد ستانفورد للبحوث ويختصر SRI ويسمى حاليا SRI international. ومن اشهر البرامج التي تم تطبيقها ماكالتر MK-ULTRA اسم رمزي لأحد برنامج أبحاث السيطرة العقلية لوكالة المخابرات المركزية، يديره مكتب الاستخبارات العلمية، تم تدشينه في 3 إبريل 1953، حيث يستخدم سرا في إنتاج واختبار عقاقير وعناصر بيولوجية يمكن استخدامها للسيطرة على العقل البشري وتعديل السلوك. وعددا من المشاريع المتفرعة هذه المشروع تجري تجارب على بعض الناس بدون درايتهم،وتجرى أيضا على أطفال في عمر 4 سنوات، وعلى المساجين والمعتقلين وغيرهم. وكجزء من برنامج "MKULTRA"، كانت السي آي إيه قد أدخلت "LSD" وغيره من المخدرات نفسية الفعل إلى أشخاص من دون علمهم... وفي نهاية السبعينات عندما عرف الكثير عن أسرار برنامج MKULTRA خلال التحقيقات التي قامت بها لجنة خاصة تابعة للكونجرس تم الكشف أيضا عن تورط الCIA في برامج أخرى سرية استخدمت التنويم المغناطيسي وما عرف بالحرمان من الإدراك الحسي والجراحة النفسية وزرع شرائح في المخ وأيضا الإدراك خارج النطاق الحسي الذي أصبح في النهاية مجموعة برامج حملت اسم “ستارجيت”.
ولعدم الاطالة في التفاصيل تطورت هذه النوع من الحروب لتواجه الان العدو الاساسي للحرب الصهيونية وهو الاسلام وبلاد المسلمين. ومن احد اهدافها هدم الاسلام وتلويث صورة المسلمين لتنفير الناس من الإسلام ومن أهم صورها مايلي:
1- السيطرة بالسحر على من يجندون في الأعمال الإرهابية للقيام بإعمال وحشية غير معقولة ولا مقبولة أخلاقيا ولا عرفيا (كما حدث في ليبيا حيث احرقوا الابرياء واخرجوا احشاءهم واغتصبوا النساء وقطعوا اثداءهن)، فقد صار واضحا أن الذين يفجرون أنفسهم وسياراتهم المفخخة في الأسواق وأماكن تجمعات الناس الأبرياء لأهداف غير معقولة وغير مبررة، هم أناس أبرياء قد تمت السيطرة عليهم بالسحر والشعوذة وأشياء أخرى طورتها المخابرات في هذا المجال، بحيث يمكنهم السيطرة على إرادة الشخص وتوجيهه الوجهة التي يشاءون.
2- السيطرة على الحكام والمسئولين كي يقوموا بتنفيذ المخططات الصهيونية في بلدانهم، لذلك نرى بعض الرؤساء في الدول الغربية والعربية (كأمير قطر) يتصرفون كأنهم عبيد للصهاينة.
3- السيطرة بالسحر على من يجندون في تجارة الدعارة والأفلام الإباحية في البلدان الإسلامية وبأبناء وبنات المسلمين (وهذا يحدث بكثرة في العراق ويحدث الآن في بنغازي)
وهم يركزون على العائلات الشريفة وأبناء ونساء المسلمين الملتزمين ورجال الدين الإسلامي لإظهارهم كداعرين وديوثين وفجار وأذلاء والهدف طبعا هو التنفير من الإسلام.
4- تعقيم الرجال والنساء للقضاء على نسل المسلمين الملتزمين
5- تسليط الجن على المسلمين بالسحر لإفساد مشاريعهم الاقتصادية وتفقيرهم قدر الإمكان ليظهروا بأبشع صورة في مظهرهم ولباسهم ومساكنهم ومحيطهم... هذا بالطبع اضافة للعوامل الاخرى..
6- استخدام السحر لصرف المسلم عن ايمانياته وعقيدته الاساسية..والتناحر الدائم فيما بينهم.
لعل احدنا يقول هذا ضرب من الخيال الذي لا يصدق، والإنكار هنا بلاهة وغباوة منكرة، لان التاريخ والواقع يشهدان باستعمال هذه الأساليب الشيطانية في محاربة الإسلام، فقد سحر اليهود حتى الرسول صلى الله عليه وسلم، وذكر ابن القيم أن النصارى واليهود كانوا يستخدمون السحر ضد علماء المسلمين، والمخابرات في عصرنا أقوى أساليبها السحر والشعوذة.
ففي تكتم شديد وسرية بالغة تمارس بعض أجهزة المخابرات أساليب معينة تؤدي إلى إصابة إنسان معين بالمس الشيطاني فيصبح تحت سيطرة خادم السحر من الجن يأتمر بأمره، فتتمكن هذه الأجهزة من الاستفادة من هذا الإنسان في عمليات خاصة، وتتم عملية المس من خلال تعريض السجين أو الشخص المعني للآتي:
1- عزل الشخص عن الحياة العامة والضغط الجسماني وحرمانه من الطعام والنوم.
2- التهديدات وأعمال العنف مثل الضرب وركل وربط السجين ثم وضع شيء ثقيل عليه أو تعليقه في الهواء
3- الإذلال والضغوط ومنها السب علنا قبل الطعام أو النوم وبعد ممارسة هذه الأساليب يأتي دور المشعوذين والسحرة حيث يتم تحضير الجان وتسليطه على الشخص ويتم معرفة أدق الأسرار التي يحاول أن يخفيها عبر هذا الجني، أو دفع هذا الشخص ليقوم بعمل ما كالاغتيالات، ولذلك فليس غريبا أن يتودد الموساد الإسرائيلي إلى أجهزة المخابرات الكينية وأجهزة المخابرات في زائير وليبيريا وغانا، وقد قدم الموساد الإسرائيلي معونات عديدة لتلك الدول، وهنا نطرح السؤال: هل للموساد مصالح مع أجهزة هذه الدول النامية؟ ما هو المقابل لهذه المعونات؟ ولماذا يقدم هذه المعونات جهاز الموساد دون غيره؟ الإجابة يمكن التعرف عليها ببساطة، أن هذه الدول بالذات لها خبرة قديمة بألوان السحر الأسود الذي يمكن أن يستفيد منه جهاز الموساد في العديد من عمليات كشف الجاسوسية أو زرع الجواسيس، وقد قررت الموساد تدريس كتاب السفر جزيرا والسفر هازوهار لعدد من رجال الموساد وهذين الكتابين دستور للتقاليد اليهودية السرية التي تعتمد على فلسفة الكابالا، وهي عبارة عن مزيج من الفلسفة والتعاليم الروحية والسحر.
غسيل الدماغ(1) مفهوم غسيل الدماغ وتعريفه:
غسيل الدماغ سلاح من أسلحة الحرب النفسيَّة يرمي إلى السيطرة على العقل البشري وتوجيهه بغايات مرسومة، بعد أن يُجرَّد من مبادئه السابقة.
وكان أول مَن ابتكَر اصطلاح غسيل الدماغ صحفي أمريكي يُدعى "إدوارد هنتر" ألَّف كتابًا عن الموضوع على أَثَر الحرب الكوريَّة، إذ لاحظ هذا الصحفي أن ثلث أسرى الولايات المتحدة الأمريكية قد اتخذوا اتجاهًا جديدًا ضد وطنهم، وكانت هذه الظاهرة هي الأولى من نوعها في تاريخ الحرب البشرية، وقد عُني الصحفي بهذا الاصطلاح "المحاولات المخطَّطة أو الأساليب السياسية المتَّبَعة من قِبَل الشيوعيين لإقناع غير الشيوعيين بالإيمان والتسليم بمبادئهم وتعاليمهم"[1].
إلا أن اصطلاح "غسيل الدماغ" اتَّسَع معناه، واستُعمِل في مختلف ميادين الحياة من إعلان تِجاري، أو دعاية، أو اجتماع، أو سياسة، ولم يَعُد قاصرًا على الشيوعيين - وهم أول من استخدمه - بل تعدَّاه إلى الشرق والغرب، ليصبح له تعريف عامٌّ، وهو: "كلُّ وسيلة تقنية مخطَّطة تَرمي إلى تحوير الفِكْر أو السلوك البشري ضد رغبة الإنسان أو إرادته، أو سابق ثقافته وتعليمه"[2].
وقد أَطلَق بعضهم على هذه العمليَّة في السيطرة على العقل البشري وتوجيهه، أسماء أخرى، أعمَّ وأشمل من اصطلاح غسيل الدماغ، من مِثل، إعادة تقويم الأفكار، أو التحوير الفكري، أو المذهبة، أو الإقناع الخفي[3].
ونَصِل أخيرًا إلى تعريف لاصطلاح غسيل المخ: "بأنه عمليَّة تطويع المخ وإعادة تشكيل التفكير، وهو عمليَّة تغيير الاتجاهات النفسيَّة، بحيث يتم هذا التغيير بطريقة التفجير، وهو محاولة توجيه الفِكر الإنساني أو العمل الإنساني ضد رغبة الفرد أو ضد إرادته، أو ضد ما يتَّفِق مع أفكاره ومُعتقداته وقِيمه، إنه عمليَّة إعادة تعليم (RE edu cation)، وهو عمليَّة تحويل الإيمان أو العقيدة إلى كُفْر بها، ثم إلى الإيمان بنقيضها" [4].
(2) الأساس النفسي لغسيل الدماغ:
لقد استغلَّ المُشتغِلون بالحرب النفسيَّة دراسات علماء النفس لعِلم وظائف الأعضاء والجهاز العصبي والعلاقة بين عِلْم وظائف الأعضاء وسيطرتها على المخ، ويُذكَر في هذا المجال تَجارِب بافلوف[5] على الحيوانات، ويُستحسَن تلخيص اكتشافاته في النقاط الرئيسيَّة الآتية؛ حتى يُمكِن الربط بينها وبين عمليَّات غسيل الدماغ التي سنذكُرها بعد ذلك، والتي طبَّقها الشيوعيون على الأسرى والسجناء، وهاك خلاصة نظريَّة بافلوف التي استخلصها من تجريبه على الكلاب:
1- عند حدوث توترات معيَّنة أو صدمات، فإن الكلاب تستجيب تمامًا مِثل الإنسان تبعًا لاختلاف أمزجتها المختلفة الموروثة.
2- لا تتوقَّف ردود فِعْل الإنسان والكلب للتوترات العادية على كِيانه الموروث فقط، بل كذلك على المؤثرات البيئية التي يتعرَّض لها، وهذه المؤثِّرات تُغيِّر تفاصيل سلوكه فقط، ولكن لا تغيِّر النمط السلوكي الأساسي.
3- تنهار الكلاب كالآدميين، وذلك حينما تُصبح التوترات أو الصدمات أكثر مما ينبغي أو بدرجة لا تستطيع أجهزتها العصبية السيطرة عليها.
4- يختلف مقدار التوتر الذي يستطيع الإنسان أو الحيوان السيطرة عليه دون أن يُصاب بالانهيار باختلاف حالته البدنيَّة، كما يُمكِن تقليل المقاومة بوسائل أخرى؛ مِثل: الإجهاد - الحمى - المخدرات والتغيير في وظائف الغدد.
5- عندما يُستثار الجهاز العصبي استثارةً شاملة، ويَحدُث له موقف كامل، فإننا نستطيع أن نميِّز ثلاث مراحل مختلفة من التغييرات في السلوك، وهذه المراحل هي:
أ- المرحلة "المُتعادِلة":
حيث يعطي فيها المخ الاستجابات نفسها لكل من المثيرات القويَّة والضعيفة.
ب- مرحلة التناقُض:
وهي التي يستجيب فيها المخ للمثير الضعيف بشكل أكثر إيجابيَّة من المثير القوي.
ج- مرحلة التناقُض الشديد:
وهي التي تتحوَّل فيها ردود الفِعل الشَّرْطيَّة والأنماط السلوكية من الموجب إلى السالب أو بالعكس.
وقد توصَّل "بافلوف" إلى هذه الاكتشافات عن طريق مراقبة ما يحدُث للأنماط السلوكيَّة الشَّرْطية في الكلاب حينما يُستثار مخ كلب بواسطة توترات أو صدمات تفوق قدرته على الاستجابة العادية.
يقول (وليم سار جنت) وهو أحد أطباء النفس، في اكتشافات بافلوف في هذا المجال:
"إن تطبيق اكتشافات "بافلوف" في الكلاب على آليَّة أنواع عديدة من التحوُّل الديني أو السياسي في الكائنات البشريَّة - توحي بأنه لكي يكون التحويل مؤثِّرًا يجب أن تستثار انفعالات الشخص حتى يَصِل إلى درجة شاذَّة من درجات الغضب أو الخوف أو النشوة، فإذا أمكن الاحتفاظ بهذه الحالة أو أمكن زيادة حدَّتها بوسيلة أو بأخرى، فقد ينتهي الأمر بالشخص إلى حالة من حالات الهستيريا، وحينئذٍ يصبح الإنسان أكثر استعدادًا لتلقِّي الإيحاءات التي قد لا يتقبَّلها في الظروف العاديَّة، وقد يحدُث بديلاً عن ذلك مرحلة من المراحل: "المتعادلة" أو "المتناقضة" أو "شديدة التناقض"، أو قد يَحدث "انهيار امتناعي كامل" يقضي على كلِّ المعتقدات السابقة.
هذه الأحداث يُمكِن أن تكون عاملاً مساعدًا في غرْس معتقدات وأنماط سلوك جديدة، وسوف نلاحظ هذه الظاهرة نفسها في كثير من العلاجات الحديثة في مرض الطب النفسي، على أنه يُمكِن إحداث جميع مراحل النشاط الذهني من زيادة الإثارة إلى حدِّ الإنهاك الانفعالي والانهيار إلى الاستسلام الهادئ الصامت: إما بوسائل سيكولوجيَّة (نفسيَّة)، أو باستخدام العقاقير، أو بالعلاج بالصدمات الكهربائيَّة، أو بتخفيض كمية السكر في دم المريض بحقنه بالأنسولين، كما تأتي بعض النتائج الأفضل في علاج حالات من أمراض الطب النفسي مِثل: العصاب[6] أو الذهان[7]بإحداث حالة من حالات (الامتناع الوقائي)[8]، وهذا يحدث دائمًا بالاستمرار في فرْض التوترات الصناعيَّة على المخ؛ حتى يَصِل إلى مرحلة نهائيَّة من مراحل الانهيار الانفعالي المؤقَّت والاستسلام المؤقَّت، ويبدو أنه من المُحتمَل أن تتبدَّد بعدها بعض الأنماط الشاذة الجديدة، كما يحتمل عودة الأصح والأسلم منها أو غرْسها في المخ من جديد"[9].
إلا أن ادعاءات "بافلوف" بأن في الإمكان غَسْل الدماغ وجعله نظيفًا خاليًا من كل الانطباعات والعلاقات القديمة - فيها كثير من المغالاة "فالعقل البشري هو غير العقل الحيواني، كما أن الشدائد التي سلَّطها على الكلاب لم تؤدِّ بأجمعها إلى عين النتائج المتوقَّعة، ولعل الأكثر صحةً اعتبارُ العلاقات والأفكار القديمة مطموسة أو ثابتة، وأنها يُمكِن أن تعود إلى قوتها وفعاليتها في ظروف مناسبة أخرى"[10].
وأيضًا ما زال كثير من علماء النفس الغربيين ينظرون إلى أبحاث بافلوف نظرة مَقْت، ويرون أن المعتقدات الثقافيَّة تمنح الإنسان بالإضافة إلى مخه وجهازه العصبي روحًا عقلية مستقلة، تساعد على التحكم في سلوكه الأخلاقي وتَصبغ عليه قيمته الرُّوحيَّة[11].
والخطأ الكبير الذي يقع فيه "بافلوف" وغيره من علماء النفس الماديين خاصة هو قياس الإنسان على الحيوان، مع العِلم أن الإنسان متميِّز عن الحيوان بقواه العقليَّة التي وهبه الله إياه، والله - عز وجل - خاطَب الإنسان بهذه القوى، وطلب منه استخدامَها بالوصول إلى الإيمان: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [الروم: 24]، ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 211].
ويوم لا يستخدم الإنسان هذه القوى العقلية، يَهبِط إلى مستوى الحيوان؛ قال تعالى واصفًا الكافرين: ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ﴾ [الفرقان: 44]، ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [الأنفال: 222].
هذا، بالإضافة إلى القوى الروحيَّة التي هي أساس السلوك الأخلاقي عند الإنسان، وتتحكَّم بهذا السلوك؛ لذا ليس من السهل غَسْل عقل الإنسان؛ لأنه ليس دماغًا أو جهازًا عصبيًّا فقط، والتأثير ممكن عن طريق الاستهواء على أناس يَفقِدون من القوى الروحية الإيمانية، التي تُثبِّت الإنسانَ في أوقات الشدائد، والدليل على ذلك أن التأثير الشيوعي بعد الحرب الكورية، كان فاعلاً في جنود الولايات المتحدة الأمريكية وجنود بريطانيا، فقد انهارت نسبة كبيرة منهم، بينما لم يتراجَع أي جندي تركي مسلم آنذاك[12].
وإن مؤلف كتاب "غسيل الدماغ" أرجع ثبات الأتراك المسلمين إلى التفافهم حول بعضهم، مع وجود قيادة مُتسلسِلة من بين الأسرى، استطاعت إدارة وتوجيه المجموع نحو تحمُّل البعد والوَحدة والعذاب النفسي[13].
ولا ندري ممن جاء بهذا التفسير لثبات الجنود الأتراك، ولماذا لا يكون الإسلام هو سببَ الثبات؟ وإذا كانت القيادة هي السبب، ألم تكن للجنود الأمريكان والإنكليز قيادة؟!
(3) طريقة غسيل الدماغ:
تتم عمليَّة غسيل المخ على طريقتين:
أ- الطريقة العنيفة.
ب- الطريقة التربوية الهادئة، وهذه يمكن أن نسمِّيها التحوير الفكري أو الإقناع الخفي.
أ- الطريقة العنيفة:
وهي التي ركَّز عليها العلماء وشرحوها وبيَّنوها؛ لأنها ألصق بالاصطلاح، وهي الأساس الذي اعتُمد أولاً في عمليات غسيل المخ في البلاد الشيوعية، والتي هي من ابتكارهم، والمعبِّرة عن وحشيَّتهم تُجاه الإنسان المكرَّم عند الله، وعندما يَطَّلِع المرء على أسلوبهم هذا وأسلوب تلامذتهم في البلاد الإسلامية بعد أن حكموا البلاد والعباد بالحديد والنار، سيعرف مقدار عظمة الإسلام في رفْعه لشأن الفرد وعدم إكراهه على أمر؛ ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ﴾ [البقرة: 256]، ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾ [الإسراء: 700]، وتشمل طريقة غسيل المخ بهذا الأسلوب نقطتين:
• الاعتراف بالكشف عن الأخطاء.
• إعادة التعليم والتثقيف؛ أي: إعادة تشكيل الفرد في الشكل المطلوب[14].
ولإيصال الفرد إلى الاعتراف بالأخطاء، والوقوف موقف العداء من أفكاره السابقة كلها؛ لا بد من تعريض الفرد لتوترات شديدة، وتشمل المراحل الآتية:
1- عزْل الفرد اجتماعيًّا عزلاً كاملاً، وحِرمانه من أي مثيرات خاصة بالموضوعات المطلوب غسيلها (في مستشفى أو مُعتقَل أو سجن)[15] وبعد فترة من القلق المستمر، وبتطبيق بعض الأساليب الأخرى التي سنذكرها بعد ذلك يبدأ الاستجواب، ومن المُحتمَل أن يتحطَّم الإنسان تلقائيًّا وبدرجة ملموسة؛ نتيجة القلق والتفكير الطويل فيما يَعترِف به، ويصبح في يأس وتعاسة، "وهناك وسيلة معروفة استُخدِمت في السجون السياسية، وهي أن يوحى إلى السجين بأن بلاده لم تَعُد ترفع صوتًا واحدًا من أجله، وأن محبِّيه وأصدقاءه تخلّوا عنه؛ مما يجعله يشعر بأنه أصبح وحيدًا تمامًا، فينقاد إلى المحاكمة المُحزِنة مسلوب الإرادة تحت أشد الظروف وطأة وعنفًا"[16].
2- الضغط الجسماني: ويشمل تعريض الفرد لمؤثِّرات الجو والجوع والتعب والألم، والأساليب الأخرى؛ مثل: الصدمات الكهربائية، واستخدام العقاقير المخدِّرة، والتعذيب الشديد، وهذه تُضعِف قدرة الفرد على التحكم في إرادته[17]، وهذه الأمور كلها الهدف منها الوصول بالفرد إلى درجة الإعياء والانهيار؛ حتى يكون عقله قابلاً لأي توجيه من المستجوب.
ويشمل الضغط الجسماني إضعاف الفرد عن طريق تقليل ساعاتِ نومه أو الحرمان منه، ونقْص الغذاء أو الحِرمان منه، وحرمانه من الملابس الكافية المناسبة، واستخدام كلِّ ما من شأنه أن يجعل الفرد في حالة اكتئاب شديد غير قادر على القيام بأي نشاط، والعمل على اضطراب التوجيه لديه بالنسبة لنفسه وذاتيَّته، وبالنسبة للزمان والمكان، وإشعاره أنه تحت ضبط تام، وتعريضه للمرض الجسمي والمرض العقلي، وحتى الإشراف على الموت[18]، وجَعْل الفرد في حالة "يُكلِّم فيها نفسه"، أو تَظهر لديه أعراض مِثل الهلوسات والأوهام، وحسب شخصيَّة الفرد ونَمط انفعالاته ومُعتقداته ونقاط قوَّته وضعْفه، فقد يظهر البعض مضطربين، وقد يتغيَّر البعض بشكل ظاهر، وقد يُقاوِم البعض[19].
3- التهديدات وأعمال العنف: "يتَّخِذ هذا الأسلوب شكلين متناقضين، فإما أن يكون مباشرًا، كاستخدام العنف والضرب والرَّكل حتى الموت، وربْط السجين إلى أسفل بحيث لا يستطيع حَراكًا ثم يُوضَع حجر ثقيل فوقه، ويُترَك هكذا لمدة طويلة، إلى غير ذلك من الوسائل غير الإنسانية"[20].
وإما أن يكون التهديد والعنف بشكل غير مباشر، فمثلاً قد يُعامَل الفرد معاملة ودية طيبة، ويتكرَّم المستجوب فيُعطيه لفافة تبغ، وفي أثناء الحديث يسمع هذا الفردُ زميلَه في الغرفة المجاورة يصرخ من الألم؛ لرفضه الإجابة عن الأسئلة الموجهة إليه نفسها، أو أن يوضع عدد من السجناء في زنزانة واحدة، وعندما يعود أحد الزملاء مخضبًا بدمائه كقطعة من اللحم أو تُعاد ملابسه في لفافة صغيرة، يكون هذا كافيًا للآخرين كصورة من التهديد غير المباشر[21].
4- الإذلال والضغوط: تعتمِد هذه الوسيلة على اتباع كلِّ نُظُم السجن التي تتطلَّب الخضوع التام مع الإذلال في أسلوب: تَناول الطعام والنوم والاغتسال، وما إلى هذا، طبقًا لنُظُم محددة، مع العلم عدم القيام إلا بإذن من الحارس، وإحناء الرأس وإبقاء الأعين موجَّهة إلى الأرض أثناء التحدث إلى الحارس، بالإضافة إلى السبِّ والشتم بأقذع الألفاظ[22].
5- الدروس الجماعيَّة: واستخدمت الدروس الجماعية اليومية في الصين، حيث كانت تدرس العقيدة الجديدة بواسطة قراءات ومحاضرات تتْبَعها أسئلة؛ ليُثبِت كل فرد هضْمه للدراسات التي يتلقَّاها، على أن يُتْبع هذا بمناقشات، يُطلَب فيها من فرد أن يوضِّح كيف يستنبِط الأهداف من مقدمات الدراسات الشيوعيَّة، وكيف يمكنه تطبيقها هو بالنسبة لنفسه، ويعتبر النقد المتبادل ونقد النفس جزءًا مهمًّا من المناقشات التي تجري بين أفراد الجماعة.
وفي هذه الجلسات يُمارِس موظفو السجن والزملاء في زنزانات السجن ضغطًا مستمرًّا على السجين؛ لجعله يعيد تقويم ماضيه من وجهة النظر الشيوعيَّة ليتحقَّق من إثمه ويَعترف بجريمته[23]، ولإقناعه بأنه مُتَّهَم بتهمة خطيرة، لكنها غامضة ولا بد أن يَعترِف بها، ويُقرِّر أنه مخطئ ومُذنِب، وتنمية الإحساس بالذنب لديه، وأن ما يُلاقيه من معاملة إنما هو نتيجة لأنه مُذنِب وليس ظلمًا واقعًا عليه، ولتشكيكه في أصدقائه وفي الجماعات والمؤسسات التي ينتمي إليها ومعاييره السلوكية السابقة؛ حتى يتبرَّأ منها، وللقضاء على أي ولاء لماضيه، مع دفْعه إلى الاعتراف حتى يتم شفاؤه.
6- المعاملة اللينة[24]: ثم تبدأ مرحلةُ اللين والهوادة والتساهل والرِّفق، والاعتذار عن المعاملة السابقة وإظهار الصداقة، وإتاحة الفرصة أمام الفرد ليَلمَس ذلك، (فسجين الزنزانة يخرج إلى الشمس والهواء تحت حراسة مخفَّفة أو دون حراسة، والمتضور جوعًا يأكل ويشرب الشاي والقهوة، وتتحوَّل التحقيقات والاستجوابات إلى مناقشات، ويتغيَّر إهمال شأنه إلى عناية).
ومن خلال هذا كله يحمل الفرد على مزيد من الاعتراف، وهذا يُعتبَر إجبارًا على الاعتراف؛ لأن الفرد قد أصبح يعرف أنه إذا اعترف فإن المعاملة ستزداد تحسُّنًا، ويمكنه أن يعيش، وتزداد محاولات "جعل الفرد يتكلَّم"، يقول "كل شيء وأي شيء"، وتزداد الضغوط لكي يعترف.
7- الإقناع والتعليم: ثم يبدأ إقناعه عن طريق المقابلات الشخصيَّة بوجهة النظر والأفكار المراد غَرْسُها.
وهذه عمليَّة إعادة تعليم تُستخدَم فيها كلُّ الأساليب الممكِنة؛ حيث يتعلَّم الفرد أن يَنتقِد نفسه ويَلعَن كلَّ ما كان منه، يلي ذلك مرحلة اعتراف نهائي، ويَحدُث تغيير مفهوم الذات لدى الفرد، ويستخدم أساليب مثل: التنويم الإيحائي[25] أو الإيحاء النفسي[26]؛ حيث يكون الفرد مائلاً تمامًا للإيحاء.
ثم يتم محو الأفكار المراد محوها تمامًا، وتُقدَّم بعد ذلك الأفكار الجديدة، ويُحمَل الفرد على تعلُّم معايير سلوكيَّة جديدة وأدوار اجتماعية جديدة، ومن ثَمَّ يتم تحويل الفرد إلى فرد جديد[27].ب- الطريقة التربويَّة الهادئة:
• الاعتراف بالكشف عن الأخطاء.
• إعادة التعليم والتثقيف؛ أي: إعادة تشكيل الفرد في الشكل المطلوب[14].
ولإيصال الفرد إلى الاعتراف بالأخطاء، والوقوف موقف العداء من أفكاره السابقة كلها؛ لا بد من تعريض الفرد لتوترات شديدة، وتشمل المراحل الآتية:
1- عزْل الفرد اجتماعيًّا عزلاً كاملاً، وحِرمانه من أي مثيرات خاصة بالموضوعات المطلوب غسيلها (في مستشفى أو مُعتقَل أو سجن)[15] وبعد فترة من القلق المستمر، وبتطبيق بعض الأساليب الأخرى التي سنذكرها بعد ذلك يبدأ الاستجواب، ومن المُحتمَل أن يتحطَّم الإنسان تلقائيًّا وبدرجة ملموسة؛ نتيجة القلق والتفكير الطويل فيما يَعترِف به، ويصبح في يأس وتعاسة، "وهناك وسيلة معروفة استُخدِمت في السجون السياسية، وهي أن يوحى إلى السجين بأن بلاده لم تَعُد ترفع صوتًا واحدًا من أجله، وأن محبِّيه وأصدقاءه تخلّوا عنه؛ مما يجعله يشعر بأنه أصبح وحيدًا تمامًا، فينقاد إلى المحاكمة المُحزِنة مسلوب الإرادة تحت أشد الظروف وطأة وعنفًا"[16].
2- الضغط الجسماني: ويشمل تعريض الفرد لمؤثِّرات الجو والجوع والتعب والألم، والأساليب الأخرى؛ مثل: الصدمات الكهربائية، واستخدام العقاقير المخدِّرة، والتعذيب الشديد، وهذه تُضعِف قدرة الفرد على التحكم في إرادته[17]، وهذه الأمور كلها الهدف منها الوصول بالفرد إلى درجة الإعياء والانهيار؛ حتى يكون عقله قابلاً لأي توجيه من المستجوب.
ويشمل الضغط الجسماني إضعاف الفرد عن طريق تقليل ساعاتِ نومه أو الحرمان منه، ونقْص الغذاء أو الحِرمان منه، وحرمانه من الملابس الكافية المناسبة، واستخدام كلِّ ما من شأنه أن يجعل الفرد في حالة اكتئاب شديد غير قادر على القيام بأي نشاط، والعمل على اضطراب التوجيه لديه بالنسبة لنفسه وذاتيَّته، وبالنسبة للزمان والمكان، وإشعاره أنه تحت ضبط تام، وتعريضه للمرض الجسمي والمرض العقلي، وحتى الإشراف على الموت[18]، وجَعْل الفرد في حالة "يُكلِّم فيها نفسه"، أو تَظهر لديه أعراض مِثل الهلوسات والأوهام، وحسب شخصيَّة الفرد ونَمط انفعالاته ومُعتقداته ونقاط قوَّته وضعْفه، فقد يظهر البعض مضطربين، وقد يتغيَّر البعض بشكل ظاهر، وقد يُقاوِم البعض[19].
3- التهديدات وأعمال العنف: "يتَّخِذ هذا الأسلوب شكلين متناقضين، فإما أن يكون مباشرًا، كاستخدام العنف والضرب والرَّكل حتى الموت، وربْط السجين إلى أسفل بحيث لا يستطيع حَراكًا ثم يُوضَع حجر ثقيل فوقه، ويُترَك هكذا لمدة طويلة، إلى غير ذلك من الوسائل غير الإنسانية"[20].
وإما أن يكون التهديد والعنف بشكل غير مباشر، فمثلاً قد يُعامَل الفرد معاملة ودية طيبة، ويتكرَّم المستجوب فيُعطيه لفافة تبغ، وفي أثناء الحديث يسمع هذا الفردُ زميلَه في الغرفة المجاورة يصرخ من الألم؛ لرفضه الإجابة عن الأسئلة الموجهة إليه نفسها، أو أن يوضع عدد من السجناء في زنزانة واحدة، وعندما يعود أحد الزملاء مخضبًا بدمائه كقطعة من اللحم أو تُعاد ملابسه في لفافة صغيرة، يكون هذا كافيًا للآخرين كصورة من التهديد غير المباشر[21].
4- الإذلال والضغوط: تعتمِد هذه الوسيلة على اتباع كلِّ نُظُم السجن التي تتطلَّب الخضوع التام مع الإذلال في أسلوب: تَناول الطعام والنوم والاغتسال، وما إلى هذا، طبقًا لنُظُم محددة، مع العلم عدم القيام إلا بإذن من الحارس، وإحناء الرأس وإبقاء الأعين موجَّهة إلى الأرض أثناء التحدث إلى الحارس، بالإضافة إلى السبِّ والشتم بأقذع الألفاظ[22].
5- الدروس الجماعيَّة: واستخدمت الدروس الجماعية اليومية في الصين، حيث كانت تدرس العقيدة الجديدة بواسطة قراءات ومحاضرات تتْبَعها أسئلة؛ ليُثبِت كل فرد هضْمه للدراسات التي يتلقَّاها، على أن يُتْبع هذا بمناقشات، يُطلَب فيها من فرد أن يوضِّح كيف يستنبِط الأهداف من مقدمات الدراسات الشيوعيَّة، وكيف يمكنه تطبيقها هو بالنسبة لنفسه، ويعتبر النقد المتبادل ونقد النفس جزءًا مهمًّا من المناقشات التي تجري بين أفراد الجماعة.
وفي هذه الجلسات يُمارِس موظفو السجن والزملاء في زنزانات السجن ضغطًا مستمرًّا على السجين؛ لجعله يعيد تقويم ماضيه من وجهة النظر الشيوعيَّة ليتحقَّق من إثمه ويَعترف بجريمته[23]، ولإقناعه بأنه مُتَّهَم بتهمة خطيرة، لكنها غامضة ولا بد أن يَعترِف بها، ويُقرِّر أنه مخطئ ومُذنِب، وتنمية الإحساس بالذنب لديه، وأن ما يُلاقيه من معاملة إنما هو نتيجة لأنه مُذنِب وليس ظلمًا واقعًا عليه، ولتشكيكه في أصدقائه وفي الجماعات والمؤسسات التي ينتمي إليها ومعاييره السلوكية السابقة؛ حتى يتبرَّأ منها، وللقضاء على أي ولاء لماضيه، مع دفْعه إلى الاعتراف حتى يتم شفاؤه.
6- المعاملة اللينة[24]: ثم تبدأ مرحلةُ اللين والهوادة والتساهل والرِّفق، والاعتذار عن المعاملة السابقة وإظهار الصداقة، وإتاحة الفرصة أمام الفرد ليَلمَس ذلك، (فسجين الزنزانة يخرج إلى الشمس والهواء تحت حراسة مخفَّفة أو دون حراسة، والمتضور جوعًا يأكل ويشرب الشاي والقهوة، وتتحوَّل التحقيقات والاستجوابات إلى مناقشات، ويتغيَّر إهمال شأنه إلى عناية).
ومن خلال هذا كله يحمل الفرد على مزيد من الاعتراف، وهذا يُعتبَر إجبارًا على الاعتراف؛ لأن الفرد قد أصبح يعرف أنه إذا اعترف فإن المعاملة ستزداد تحسُّنًا، ويمكنه أن يعيش، وتزداد محاولات "جعل الفرد يتكلَّم"، يقول "كل شيء وأي شيء"، وتزداد الضغوط لكي يعترف.
7- الإقناع والتعليم: ثم يبدأ إقناعه عن طريق المقابلات الشخصيَّة بوجهة النظر والأفكار المراد غَرْسُها.
وهذه عمليَّة إعادة تعليم تُستخدَم فيها كلُّ الأساليب الممكِنة؛ حيث يتعلَّم الفرد أن يَنتقِد نفسه ويَلعَن كلَّ ما كان منه، يلي ذلك مرحلة اعتراف نهائي، ويَحدُث تغيير مفهوم الذات لدى الفرد، ويستخدم أساليب مثل: التنويم الإيحائي[25] أو الإيحاء النفسي[26]؛ حيث يكون الفرد مائلاً تمامًا للإيحاء.
ثم يتم محو الأفكار المراد محوها تمامًا، وتُقدَّم بعد ذلك الأفكار الجديدة، ويُحمَل الفرد على تعلُّم معايير سلوكيَّة جديدة وأدوار اجتماعية جديدة، ومن ثَمَّ يتم تحويل الفرد إلى فرد جديد[27].ب- الطريقة التربويَّة الهادئة:
هذه الطريقة من غسيل الدماغ تتمُّ بأسلوب هادئ، لطيف، وتلبس ثوبًا جميلاً برَّاقًا، يستهوي الألباب، ولكن غايتها نفس الغايات من الأسلوب الأول: إخلاء العقل الإنساني من كلِّ الأفكار والمعتقدات السابقة، وتهيئته لتعلُّم عقائد وأفكار جديدة، ولهذه الطريقة صور مختلفة، نَعرِض منها ما يلي:
1- الأسلوب التبشيري (أو التنصيري): أورد مثالاً يبيِّن الأسلوب التبشيري في غسيل الدماغ، وهنا العملية لا تحتاج إلى جُهْد كبير؛ لأنها تتعامل مع أطفال، قلوبهم صفحة بيضاء أو كما يقول الغزالي - رحمه الله -: "جوهرة خالصة قابلة لكل نَقْش"؛ فهم مهيؤون لتلقي أفكار أو عقائد من قِبَل المبشِّرين، والتوتر النفسي الذي يُوضَع فيه الإنسان لغسل دماغه، يُستبدَل بتوتر اجتماعي نفسي يُوضَع فيه أهالي الأطفال؛ مما يجعلهم لقمة سائغة للاستجابة إلى ما يُطلَب منهم بكلِّ راحة وهدوء.
يقول الدكتور محمد الهواري[28]:
في أوائل عام 1961م كنتُ أودِّع أحد الإخوة في محطة القطار بمدينة بروكسل في بلجيكا، وبينما نحن في انتظار موعد القطار إذا بنا نُشاهِد على الرصيف المقابل قطارًا احتشد فيه عددٌ كبير من الأطفال، وعلى الرصيف جمْع وفير من الأشخاص يودّعونهم، وبينهم عدد لا بأس به من الرهبان والراهبات، لقد لفت نظرَنا هذا المشهدُ العجيب وأردنا استطلاع الأمر، فذهبنا إلى الرصيف، وتبيَّن لنا هناك أن الأطفال هم أبناء عائلات إسلاميَّة، تعمل في شمال فرنسا في عدد من المعامل والمناجم، وضمن شروط معيشيَّة سيئة ووضيعة، ويُعاني أبناؤها نقصًا كبيرًا في التغذية والرعاية الصحية، وتنبَّهتْ لهذا الأمر جمعيَّات تنصيريَّة تعمل في فرنسا وبلجيكا، فأرسلت أفرادًا منها للاتصال بهذه العائلات وإقناعها بضرورة إرسال أولادها إلى بيوتات نصرانية تَستقبِلهم وتعتني بتغذيتهم، وتُقدِّم لهم الرعاية والعناية، وكل وسائل التسلية والترفيه خلال فترة الصيف، إلى ما هنالك من الأمور التي تترك أكبرَ الأثر في نفوسهم، وكان الأمر كذلك.
لقد شاهدتُ بعيني هؤلاء الأطفال في أحسن حُلَّة في اللباس، وأجمل منظر من الطَّلعة، وفي أيديهم الهدايا والحلوى ولذائد الطعام، واغرورقت الدموع في عيون كثير منهم أسفًا على الفراق، فقد كانت الإقامة مؤثِّرة في حياتهم، وفعلت فيهم فَعلتها ووصلتْ إلى غايتها المنشودة، حتى إن هذا المنظر (الإنساني الأليم) أثَّر في نفوس بعض المودِّعين، فلوَّحوا بأيديهم وأعينهم تفيض من الدمع.
لم تكن هذه الحادثة الوحيدة من نوعها، فقد صادفنا مثيلات لها يوم أن هاجر عدد كبير من العائلات الألبانيَّة المسلمة؛ هربًا بدينهم من الشيوعيَّة إلى ديار الغرب، فتلقفتْهم في بلجيكا الجمعيات التبشيرية؛ لتأمين سَكنهم ومعاشهم، وتدبير شؤونهم، والعناية بأطفالهم.
وكذلك يوم حَلَّت الهزة الأرضية بمدينة أغادير في المغرب، جيء بعدد من الأطفال اليتامى المسلمين إلى أوروبا، وأقاموا أيامًا طوالاً بين العائلات النصرانية باسم الإنسانية، وتحت الإشراف المباشر للجمعيات التبشيرية النصرانية، واتّبعت المدارس التبشيريَّة من روضة الأطفال وحتى الجامعة هذا الأسلوب من غسيل الدماغ؛ لسلْخ الإنسان لمسلم من عقيدته أولاً، ثم توجيهه نحو الغرب، وحب الغرب، وتاريخ الغرب، وعِلم الغرب، حتى ولّدتْ عنده عقدة "الخواجا" المعروفة في بلادنا الإسلامية.
2- الأسلوب الإعلامي: يقوم الإعلام المعادي في الغرب والشرق، وإعلامُ تلاميذِه بهذه المهمة أيضًا من عملية غسيلِ الدماغ للفرد المسلم، ولتحقيق هدفه يَسير الإعلامُ المعادي في خطين متوازيين:
• التعتيم تعتيمًا رهيبًا على ما يَضرُّ مصالحه وينفع غيره.
• إلقاء الأضواء على ما يخدُم مصالحه فقط، مع التلميع الشديد لأهوائه ومآربه البعيدة.
وبهذا الأسلوب، يتم التعتيم على كلِّ خير وصلاح في الدعوة الإسلاميَّة ودورها في المجتمع، ومعارضتها الشديدة للشر أينما كان.
وبالمقابل، تقوم وسائل الإعلام كلها من إذاعة ورائي وصحيفة وكتاب وسينما و(فيديو)، تقوم بإلقاء الأضواء يوميًّا، وبشكل دائم، على تغريب المجتمع المسلم وسلْخه من عقيدته بالميوعة والتحلل، والالتصاق بالدنيا وحُب المادة والتكالب على المال، وعبادة الدرهم والدنيا والمرأة، ويكفي المرءَ نظرةٌ واحدة على وسائل إعلام الكثير من الدول الإسلاميَّة، والتي هي ظل لوسائل الإعلام الأخرى الشرقية والغربية؛ ليرى بنفسه برهان ذلك.
3- الأسلوب التربوي التعليمي: وتقوم بهذا الدور الجامعات الغربيَّة والشيوعية في بلادها، فهي تَغسِل دماغ طلابها - إلا من رحِم الله - من كلِّ عقيدة سابقة ومن كل سلوك أخلاقي، وكل فِكر صادق، لتجعله إنسانًا آخر، بعيدًا كلّ البعد من أخلاقه ومبادئه ودينه.
"إن صفوةَ الأذكياء وخيرة الشباب من أبناء المسلمين يَدرسون الثقافة العصرية في أوروبا - وأمريكا خاصة - ويخوضون خلال ذلك في لُجَّة الحضارة الغربية، ويعيشون الانطلاق الأخلاقي، والتحلل السلوكي، والنظرة المادية المُسرِفة، والاتجاهات الإلحادية والسياسية من: قوميَّة، واشتراكية، وليبرالية، فيرجع معظمهم دُعاة متحمِّسين إلى تقليد الحضارة الغربية، ونشْر قيمها ومفاهيمها وتصوراتها.
بل رجع كثيرٌ منهم متشبِّعين بروح الغرب، يتنفَّسون برئة الغرب، ويُفكِّرون بعقل الغرب، ويُردِّدون في بلادهم صدى أساتذتهم المستشرِقين، وينشرون أفكارَهم ونظرياتهم بإيمان عميق، وحماسة زائدة، ولياقة وبلاغة وبيان، ومن هنا يكون خطر هؤلاء أعظم من خطرِ أساتذتهم".
"والخطورة البالغة تَكمُن في أن يتسلَّم هؤلاء المبتعَثون بعد عودتهم مسؤولياتِ التوجيه والتربية والإعلام، إنهم عندئذٍ يَسلخون أمتهم عن دينها، ويقومون بعملية مسْخ لواقعها وقيمها ومُثلها"[29].
والأمثلة على ذلك كثيرة، فهذا طه حسين عندما رجع إلى مصر بعد أن غُسِل دماغه من كلِّ قيمة إسلاميَّة تلقَّاها قبل ذَهابه إلى فرنسا لإتمام دراسته العالية، نادى في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر" بالأمور الآتية:
1- الدعوة إلى اتباع مصر للحضارةِ الغربيَّة خيرها وشرها، وقطع ما يربِطها بقديمها وإسلامها.
2- إقامة شؤون الحُكْم على أساس مدني لا دخل فيه للدين.
3- إخضاع اللغة العربيَّة لسُنَّة التطور.
هذا نموذج فقط لعمليَّة غسيل المخ في الجامعات الغربية، ولا حاجة للإطالة في هذا الموضِع؛ فقد قُتِل بحثًا من قِبَل رجال الفكر الإسلامي[30].
ومما لا شكَّ فيه أن عمليَّة غسيل الدماغ هذه لم تؤثِّر في كثير من الشباب المسلم المتمسِّك بعقيدته ودينه، بل استطاع هذا الشباب أن يؤسِّس المراكز الإسلامية في أوروبا وأمريكا، واستطاعوا أن يقوموا بدور التيئيس للغرب؛ وذلك بإقناعه بأن قلعة الإسلام صامدة، وأنه غزاه في عقر داره، بالإضافة إلى دوره في حِفْظ شباب الإسلام في الغرب من الأفكار الهدامة والتحلل الخُلُقي وغير ذلك من المغريات.
(4) مقاومة غسيل الدماغ والوقاية منه:
1- الأسلوب التبشيري (أو التنصيري): أورد مثالاً يبيِّن الأسلوب التبشيري في غسيل الدماغ، وهنا العملية لا تحتاج إلى جُهْد كبير؛ لأنها تتعامل مع أطفال، قلوبهم صفحة بيضاء أو كما يقول الغزالي - رحمه الله -: "جوهرة خالصة قابلة لكل نَقْش"؛ فهم مهيؤون لتلقي أفكار أو عقائد من قِبَل المبشِّرين، والتوتر النفسي الذي يُوضَع فيه الإنسان لغسل دماغه، يُستبدَل بتوتر اجتماعي نفسي يُوضَع فيه أهالي الأطفال؛ مما يجعلهم لقمة سائغة للاستجابة إلى ما يُطلَب منهم بكلِّ راحة وهدوء.
يقول الدكتور محمد الهواري[28]:
في أوائل عام 1961م كنتُ أودِّع أحد الإخوة في محطة القطار بمدينة بروكسل في بلجيكا، وبينما نحن في انتظار موعد القطار إذا بنا نُشاهِد على الرصيف المقابل قطارًا احتشد فيه عددٌ كبير من الأطفال، وعلى الرصيف جمْع وفير من الأشخاص يودّعونهم، وبينهم عدد لا بأس به من الرهبان والراهبات، لقد لفت نظرَنا هذا المشهدُ العجيب وأردنا استطلاع الأمر، فذهبنا إلى الرصيف، وتبيَّن لنا هناك أن الأطفال هم أبناء عائلات إسلاميَّة، تعمل في شمال فرنسا في عدد من المعامل والمناجم، وضمن شروط معيشيَّة سيئة ووضيعة، ويُعاني أبناؤها نقصًا كبيرًا في التغذية والرعاية الصحية، وتنبَّهتْ لهذا الأمر جمعيَّات تنصيريَّة تعمل في فرنسا وبلجيكا، فأرسلت أفرادًا منها للاتصال بهذه العائلات وإقناعها بضرورة إرسال أولادها إلى بيوتات نصرانية تَستقبِلهم وتعتني بتغذيتهم، وتُقدِّم لهم الرعاية والعناية، وكل وسائل التسلية والترفيه خلال فترة الصيف، إلى ما هنالك من الأمور التي تترك أكبرَ الأثر في نفوسهم، وكان الأمر كذلك.
لقد شاهدتُ بعيني هؤلاء الأطفال في أحسن حُلَّة في اللباس، وأجمل منظر من الطَّلعة، وفي أيديهم الهدايا والحلوى ولذائد الطعام، واغرورقت الدموع في عيون كثير منهم أسفًا على الفراق، فقد كانت الإقامة مؤثِّرة في حياتهم، وفعلت فيهم فَعلتها ووصلتْ إلى غايتها المنشودة، حتى إن هذا المنظر (الإنساني الأليم) أثَّر في نفوس بعض المودِّعين، فلوَّحوا بأيديهم وأعينهم تفيض من الدمع.
لم تكن هذه الحادثة الوحيدة من نوعها، فقد صادفنا مثيلات لها يوم أن هاجر عدد كبير من العائلات الألبانيَّة المسلمة؛ هربًا بدينهم من الشيوعيَّة إلى ديار الغرب، فتلقفتْهم في بلجيكا الجمعيات التبشيرية؛ لتأمين سَكنهم ومعاشهم، وتدبير شؤونهم، والعناية بأطفالهم.
وكذلك يوم حَلَّت الهزة الأرضية بمدينة أغادير في المغرب، جيء بعدد من الأطفال اليتامى المسلمين إلى أوروبا، وأقاموا أيامًا طوالاً بين العائلات النصرانية باسم الإنسانية، وتحت الإشراف المباشر للجمعيات التبشيرية النصرانية، واتّبعت المدارس التبشيريَّة من روضة الأطفال وحتى الجامعة هذا الأسلوب من غسيل الدماغ؛ لسلْخ الإنسان لمسلم من عقيدته أولاً، ثم توجيهه نحو الغرب، وحب الغرب، وتاريخ الغرب، وعِلم الغرب، حتى ولّدتْ عنده عقدة "الخواجا" المعروفة في بلادنا الإسلامية.
2- الأسلوب الإعلامي: يقوم الإعلام المعادي في الغرب والشرق، وإعلامُ تلاميذِه بهذه المهمة أيضًا من عملية غسيلِ الدماغ للفرد المسلم، ولتحقيق هدفه يَسير الإعلامُ المعادي في خطين متوازيين:
• التعتيم تعتيمًا رهيبًا على ما يَضرُّ مصالحه وينفع غيره.
• إلقاء الأضواء على ما يخدُم مصالحه فقط، مع التلميع الشديد لأهوائه ومآربه البعيدة.
وبهذا الأسلوب، يتم التعتيم على كلِّ خير وصلاح في الدعوة الإسلاميَّة ودورها في المجتمع، ومعارضتها الشديدة للشر أينما كان.
وبالمقابل، تقوم وسائل الإعلام كلها من إذاعة ورائي وصحيفة وكتاب وسينما و(فيديو)، تقوم بإلقاء الأضواء يوميًّا، وبشكل دائم، على تغريب المجتمع المسلم وسلْخه من عقيدته بالميوعة والتحلل، والالتصاق بالدنيا وحُب المادة والتكالب على المال، وعبادة الدرهم والدنيا والمرأة، ويكفي المرءَ نظرةٌ واحدة على وسائل إعلام الكثير من الدول الإسلاميَّة، والتي هي ظل لوسائل الإعلام الأخرى الشرقية والغربية؛ ليرى بنفسه برهان ذلك.
3- الأسلوب التربوي التعليمي: وتقوم بهذا الدور الجامعات الغربيَّة والشيوعية في بلادها، فهي تَغسِل دماغ طلابها - إلا من رحِم الله - من كلِّ عقيدة سابقة ومن كل سلوك أخلاقي، وكل فِكر صادق، لتجعله إنسانًا آخر، بعيدًا كلّ البعد من أخلاقه ومبادئه ودينه.
"إن صفوةَ الأذكياء وخيرة الشباب من أبناء المسلمين يَدرسون الثقافة العصرية في أوروبا - وأمريكا خاصة - ويخوضون خلال ذلك في لُجَّة الحضارة الغربية، ويعيشون الانطلاق الأخلاقي، والتحلل السلوكي، والنظرة المادية المُسرِفة، والاتجاهات الإلحادية والسياسية من: قوميَّة، واشتراكية، وليبرالية، فيرجع معظمهم دُعاة متحمِّسين إلى تقليد الحضارة الغربية، ونشْر قيمها ومفاهيمها وتصوراتها.
بل رجع كثيرٌ منهم متشبِّعين بروح الغرب، يتنفَّسون برئة الغرب، ويُفكِّرون بعقل الغرب، ويُردِّدون في بلادهم صدى أساتذتهم المستشرِقين، وينشرون أفكارَهم ونظرياتهم بإيمان عميق، وحماسة زائدة، ولياقة وبلاغة وبيان، ومن هنا يكون خطر هؤلاء أعظم من خطرِ أساتذتهم".
"والخطورة البالغة تَكمُن في أن يتسلَّم هؤلاء المبتعَثون بعد عودتهم مسؤولياتِ التوجيه والتربية والإعلام، إنهم عندئذٍ يَسلخون أمتهم عن دينها، ويقومون بعملية مسْخ لواقعها وقيمها ومُثلها"[29].
والأمثلة على ذلك كثيرة، فهذا طه حسين عندما رجع إلى مصر بعد أن غُسِل دماغه من كلِّ قيمة إسلاميَّة تلقَّاها قبل ذَهابه إلى فرنسا لإتمام دراسته العالية، نادى في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر" بالأمور الآتية:
1- الدعوة إلى اتباع مصر للحضارةِ الغربيَّة خيرها وشرها، وقطع ما يربِطها بقديمها وإسلامها.
2- إقامة شؤون الحُكْم على أساس مدني لا دخل فيه للدين.
3- إخضاع اللغة العربيَّة لسُنَّة التطور.
هذا نموذج فقط لعمليَّة غسيل المخ في الجامعات الغربية، ولا حاجة للإطالة في هذا الموضِع؛ فقد قُتِل بحثًا من قِبَل رجال الفكر الإسلامي[30].
ومما لا شكَّ فيه أن عمليَّة غسيل الدماغ هذه لم تؤثِّر في كثير من الشباب المسلم المتمسِّك بعقيدته ودينه، بل استطاع هذا الشباب أن يؤسِّس المراكز الإسلامية في أوروبا وأمريكا، واستطاعوا أن يقوموا بدور التيئيس للغرب؛ وذلك بإقناعه بأن قلعة الإسلام صامدة، وأنه غزاه في عقر داره، بالإضافة إلى دوره في حِفْظ شباب الإسلام في الغرب من الأفكار الهدامة والتحلل الخُلُقي وغير ذلك من المغريات.
(4) مقاومة غسيل الدماغ والوقاية منه:
كتَب كثير من الباحثين عن الوسائل المختلفة لمقاومة غسيل الدماغ بنوعَيه العنيف واللين، وإن كنا نرى أنها وسائل فرعيَّة، أثبتت عدم جدواها في عالم الواقع وباعتراف الباحثين أنفسهم، أما الأصل، فلم يتطرَّق إليه الباحثون إلا القليل، ولم يعطوه اهتمامهم مع العِلم أنه وسيلة مهمَّة لمقاومة غسيل الدماغ والوقاية منه في أي ظرف من الظروف.هذا الأصل في مقاومة غسيل الدماغ هو: العقيدة الصّلبة والثبات على الحق، وقد أثبتت الوقائع ذلك قديمًا وحديثًا، فالمؤمنون الصادقون هم الثابتون عند الفتنة ولو تعرَّضوا للقتل والتعذيب والتحريق من قِبَل الكافرين، ونرى معًا بعض النماذج للعقيدة الصلبة وهي تمشي على الأرض:
أ- أصحاب الأخدود: ذكَرهم القرآن الكريم مِثالاً للصلابة والثبات على الحق: ﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ﴾ [البروج: 1 - 66]، ويَقُص الرسول - صلى الله عليه وسلم - قصة أصحاب الأخدود، ضاربًا المثلَ لأصحابه في صبر المؤمنين، نقتَطِع هذا المقطع من آخر القصة التي رواها مسلم في صحيحه: ((فأمر بالأخدود (أي الملك الكافر) بأفواه السكك فخُدَّت وأُضرم فيها النيران، وقال: مَن لم يرجع عن دينه فأقحِموه فيها، أو قيل له: اقتحم، ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبيٌّ لها، فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام: يا أمه، اصبري؛ فإنك على الحق))[31].
الموجات الميكروية تبرز كخطر يهدد البشر بصمت
سلاح السايكوترون يتحكم بأنماط العقل
قبل ما يوازي بالكاد قرنا من الزمن أو ربما أقل، تحدثت نظريات عدة حول امكانية التحكم في العقل البشري من خلال السيطرة على موجات دماغه عبر تسليط حزمة اشعاعية كهرومغناطيسية عليه. ومنذ العام 1920 كان العالم البيوفيزيائي الروسي ألكسندر غورفيتش قد برهن أن كمية قليلة جدا من الاشعاعات الكهرومغناطيسية من مستوى كانتوم - فوتون (جزيئات ضوئية محددة) يمكن أن يكون لها تأثير بالغ الأهمية على عمل الخلايا الحية. ومنذ ذلك الوقت والأبحاث السرية تتطور حتى بلغت مراحل خطيرة واليوم تطل علينا باكورة تلك الأسلحة المطورة للتحكم أو اخضاع البشر دون قتلهم من خلال الأشعة الكهرومغناطيسية.
تاريخ ظهور تلك الأسلحة
لقد مر 20 عاما على أول اعلان غير مباشر عن وجود أسلحة الموجات الكهرومغناطيسية والتي أطلق عليها لقب الأسلحة السايكوترونية psychotronic weapons من خلال بعض وسائل الاعلام الغربية والتي ذكرت أن أبحاثا قد تمت حول تطوير أسلحة هي عبارة عن مولدات لحقول كهرومغناطيسية قادرة على تشويش أذهان البشر والتحكم فيهم أو دفعهم الى القيام بأفعال متنوعة وحتى الانتحار ان لزم الأمر، ومن مسافة قد تصل الى مئات الكيلومترات وقد نسبت تلك المعلومات حول 'الأسلحة السايكوترونية' الى عدد من العسكريين المسرحين من الخدمة أو أولئك الذين تقاعدوا من الخدمة العسكرية وبعض العلماء الذين عملوا في أبحاث سرية في الخفاء، لكن الذين يعتقد أنهم قطعوا شوطا كبيرا وحققوا نجاحات في هذا المضمار، هم الروس فقد توالت التأكيدات والبراهين على أن الاتحاد السوفيتي السابق قد نجح في التقدم والصدارة في مجال الأسلحة الكهرومغناطيسية المضادة للأفراد، بفضل جهود جبارة في الرجال واستثمارات ضخمة في الوسائل في مجالات البحث المناسبة وقد استطاعوا احداث مجالات كهرومغناطيسية في تجاربهم تتخطى ذروتها المليار واط.
العلاقة ما بينها وبين العقل البشري
تعد فرضية العالم الكيميائي الشهير ألكسندر باتليروف أول اشارة على وجود تأثير للعقل البشري من قبل المؤثرات الخارجية وذلك في العام 1853، وقد استند في فرضيته على ظاهرة التنويم المغناطيسي، حيث افترض 'باتليروف' أن العقل البشري والجهاز العصبي للجسم هما مصدرا انبعاث للتيار الكهربائي، وأن حركة ذلك التيار العصبي في الجسم البشري هي متطابقة لتفاعل التيار الكهربائي في الموصلات، واستشهد العالم في كلامه بأن تأثير الحث الكهربائي هو الذي يبين كيفية انتقال تلك الاشارات العصبية من دماغ الى آخر للبشر. وقد أيد العالم الفسيولوجي أيفان سيشينوف فرضية باتليروف من خلال تفاعل المشاعر البشرية من خلال العلاقة الحميمية التي قد تنشأ ما بين الأقرباء وخصوصا تلك التي تكون بين التوائم من الناس.
أبحاث سرية
منذ مطلع الستينات، واصل أكثر من 21 معهدا ومركزا، دراسة ما يسميه السوفيات آنذاك 'التأثيرات غير الحرارية التشكيلية' للموجات الميكورية (المايكروويف)، وتكون الطاقة اللازمة لذلك أحيانا أقل من تلك المطلوبة لاحداث تأثير حراري مهم في أنسجة الهدف، صحيح أنه باستعمال مولدات تعمل بموجات المايكروايف العالية الطاقة مدمجة مع أنظمة هوائيات مناسبة، يمكن معها طهو دجاجة من على مسافة مئات الأمتار لكن الهدف هو توليد شعور لدى الأفراد بأنهم يتعرضون للاحتراق وكأن نارا قد أضرمت فيهم في حين لا تتعرض جلودهم للاحتراق بتاتا. لكن اذا أريد قتلهم فان الطاقة التي يتم امتصاصها في هذه الحالة، يمكن تركيزها وحصرها على مساحات صغيرة من الجسم البشري مثل قاعدة الدماغ حيث تكفي طاقة ضعيفة نسبيا لاحداث تأثيرات مميتة.
تفوق السوفيت
في العام 1979 كشف عالم الفيزياء السوفيتي ج. أ. بودكر النقاب عن التمكن من صنع طراز فائق الفاعلية من المولدات العالية التردد، أعطي اسم 'جياروكون' هكذا جهاز يستطيع اذا اشتغل بمعدل 80 % من طاقته تأمين انتاج متواصل لطاقة راديوية التردد قوتها 5 ملايين واط بقوة 181 ميغا هيرتز. وحتى منتصف الثمانينات كانت الجهود العلمية تتواصل على جهاز آخر سوفياتي الابتكار يدعى 'الجايروترون' وهو
مولد لموجات مايكروويف عالية الطاقة، وللعلم أن مولدات الجايروترون هي اليوم قيد الاستعمال في مختلف المختبرات في العالم، غير أن السوفيات وقتها كانوا يحتفظون وقتها بتقدم هائل عن غيرهم في هذا المجال، وكان لتطوير تلك المولدات أهمية حيوية للسوفيات آنذاك كي تكون ضمن مبادرة الدفاع الاستراتيجي المضاد للصواريخ، ولكن كان لها تطبيقات أخرى متفرعة للاستخدام كأسلحة مضادة للأفراد.
التحكم في أدمغة البشر
من الأمور السرية التي كان السوفيات في الثمانينات يولونها أولوية قصوى وسرية تامة ما يمكن تسميته 'بضبط الأجهزة الحية'. وهذا المبدأ يتلخص في استخدام مولد 'سايكوتروني' من الممكن تركيزه على الأعضاء الحيوية في الجسم البشري كل على حدة بحيث يمكن احداث خلل في وظيفتها داخل الجسم عن طريق تسليط موجات مايكروويف دقيقة عليها تقوم باحداث الضرر المطلوب بأسلوب 'لا من شاف ولا من دري' ومن المعلوم أن أعضاء الجسم الحيوية تعمل بمستويات معينة من الرنين أو الترددات العصبية، والتي هي عبارة عن اشارت كهربائية، مثل القلب، والكبد، والكلى والدماغ واذا ما تم تعريض تلك الأعضاء الحيوية الى موجات كهرومغناطيسية كالمايكروويف فان أعراضا مرضية مختلفة قد يتعرض لها الشخص الهدف كأزمة قلبية حادة على سبيل المثال، أو الفشل الكلوي أو خلل واضطراب في السلوك.
ان الهدف الأساسي من هذه الأسلحة هو التحكم واخضاع الأفراد أو الجماعات المعادية سواء أولئك الذين من دول أخرى أو حتى أولئك الذين من عامة الشعب عبر تعريضهم لموجات المايكروويف التي يتم توليدها عن طريق مولدات محمولة على عربات متوسطة الحجم، يمكنها شل قدرة جمع غفير من الناس على الحركة بمدى يتراوح بين 5 الى 15 كلم وفي أقل من ثانية.
المستقبل
ان التقدم التكنولوجي الذي تم احرازه مؤخرا في هذا العقد ضاعف من قدرة تلك الأسلحة على احداث أضرار جسيمة وزاد من فاعليتها للتحكم في الأدمغة البشرية، ففي استطاعة سلاح مضاد للأفراد قائم على هكذا مبادئ بيوفيزيائية طليعية، أن يعطي نتائج جانبية مماثلة لتلك التي يحدثها غاز مسمم للأعصاب دون آثار جانبية أو آثار دائمة وخلال السنوات العشر القادمة سيكون تأثير تلك الأسلحة بنفس تأثير أسلحة الدمار الشامل 'النووية والكيميائية والبيولوجية'، ولا بد من الاشارة هنا الى أن المستويات الضعيفة من القوة المطلوبة لتلك الأسلحة، تسمح بانجاز أسلحة أصغر مضادة للأفراد لها قياسات حقيبة يد. ومستقبلا سيكون من الممكن تهديد سكان مدينة بأكملها واعتبارهم جميعا هدفا لسلاح كهرومغناطيسي فضائي من دون الحاجة أن يرافق ذلك أي دمار عادي أو اشعاع كذالك الذي تحدثه الأسلحة النووية.
دول تطور أسلحة سايكوترونية
هناك عدة دول أخرى غير روسيا لها أبحاث وبرامج لانتاج أو تطبيق تلك الأسلحة وهي كالتالي:
- الولايات المتحدة الأميركية: قامت اخيرا بعرض سلاح هو عبارة عن هوائي مثبت على عربة جيب عسكرية 'هامر' تشبه الرادار لكنها تولد شعاع مايكروايف يجعل من الأشخاص الذين يتعرضون لها يشعرون وكأن ثيابهم تحترق ويولد عندهم احساس بحرارة لا يحتملها الجلد البشري، مما يدفعهم للتراجع والانسياق للاوامر من دون حدوث احتراق لجلودهم وهي من الأسلحة غير القاتلة. ويمكن استخدام هذا الشعاع من مسافة تتراوح بين 15 و500 متر على حد سواء وذلك من خلال جهاز جايروترون.
- اسرائيل: لدى اسرائيل أبحاث عدة لاستخدام التأثير الكهرومغناطيسي على الدماغ البشري وهناك استخدام طبي لها عبر معالجة بعض السلوكيات البشرية وتحسين أداء الرياضيين.
- اليابان: يعكف الخبراء في أكاديمية قوات الدفاع الذاتي اليابانية على دراسة الظواهر الما وراء الطبيعة لتسخيرها في خدمة الاستخبارات عبر استخدام المحفزات السايكوترونية، كما هناك دراسة مماثلة تتم أيضا في المعهد النفسي للأديان.
- كوريا الشمالية: يقوم جهاز الأمن السري هناك بعمل تجارب عبر استخدام جهاز ذبذبة خاص يقوم بالتأثير على عمل وظائف الأعضاء الحيوية للجسم البشري.
- باكستان: تستخدم المخابرات الباكستانية أجهزة خاصة تقوم بالتأثير على وظائف الأعضاء الحيوية للجسم البشري الى جانب أجهزة أخرى تقوم بالتحكم بنفسية الأشخاص الذين يتعرضون لها كما يمكنها قتلهم اذا اقتضت الحاجة الى ذلك.
- اسبانيا: تمول المخابرات الاسبانية برنامجا لأبحاث سرية تتعلق بأجهزة سايكوترونية يمكنها التأثير على وظائف الأعضاء الحيوية بالجسم البشري وحتى عمل غسيل للدماغ. وكان البروفيسور 'خوسيه ديلغادو' في مدريد قد تحقق من قدرة مجالات كهرومغناطيسية ضعيفة المستوى، معيرة وفقا لترددات مماثلة لتلك الصادرة عن موجات الدماغ العادية، يمكن أن تكون لها نتائج خطيرة جدا عليه. وفي تجارب أجريت على قرود تم تعريضهم لمجال مغناطيسي مذبذب، تمكن البروفسور ديلغادو من جعل أحد القرود موضوع التجربة أن يشعر بالنعاس ومرة أخرى بالقلق أو تارة أخرى بالعدوانية وفقا لعيار الذبذبات المستعملة.
التكنولوجيا العصبية الأحدث تستطيع محو الذكريات المؤلمة وقراءة أفكار الناس. قد يصبح هذا أيضا ميدان ساحة المعركة القادمة للقرن الـ21 .
في يوم غير روتيني من يوليو ، بداخل معمل في جامعة دوك، جلس قردان في غرفتين منفصلتين؛ كل منهما يشاهد شاشة حاسب آلي تبين صورة لذراع افتراضية في فراغ ثنائي الأبعاد. كانت مهمة القرد تحريك الذراع من وسط الشاشة إلى الهدف، وعند النجاح في ذلك كان الباحثون يكافئونهما بقليل من العصير.
لكن كانت هنالك حيلة! لم يزود القردان بعصي تحكم أو أية أداة تحرك الذراع، بدلا من ذلك، لقد كانوا يعتمدون على أقطاب موضوعة في أماكن بأدمغتهم المتحكمة في الحركة. كانت الأقطاب تلتقط وتوصل النشاط العصبي خلال وصلات سلكية إلى الحواسب.
لجعل الأمور أكثر إثارة، كانت القردة تتشارك السيطرة على ذلك الطرف، في إحدى التجارب، على سبيل المثال: كان يتحكم أحدهما فى الحركة الأفقية فقط، بينما الآخر يتحكم في الرأسية، بدأت القرود التعلم بالتبعية أن هناك طريقة معينة للتفكير تؤدي إلى حركة الطرف بعد استيعاب هذا النمط من السبب، والنتيجة: أنهم استمروا في السلوك ـ التفكير المشترك، ضروريا ـ الذي قاد الذراع إلى الهدف وأكسبهم العصير.
العالم العصبي ميجيل نيكولاس, قائد هذا البحث, نشر بحثا مبكرا هذا العام، مسميًا هذا التعاون المذهل: “شبكة دماغية”! في نهاية المطاف، يرجو نيكولاس أن تعاون (دماغ ـ إلى ـ دماغ) يمكن أن يستخدم لتسريع إعادة تأهيل الناس ذوي الضرر العصبي. بشكل أدق: دماغ شخص سليم يمكن أن يعمل تفاعليا مع آخر ذي سكتة دماغية، والذي يمكن إعادة تعليمه أسرع، للتكلم أو تحريك عضو مشلول.
عمله هو الأحدث في سلسلة طويلة من التطورات الحديثة في التكنولوجيا العصبية: الأربطة المطبقة على الخلايا العصبية، الخوارزميات المستخدمة لفك أو تحفيز هذه الخلايا، والخرائط الدماغية التي تنتج فهما شاملا أفضل للدوائر المعقدة المتحكمة في الإدراك، الشعور، والتصرف.
من وجهة نظر طبية، حدث جل قائم يكتسب من كل هذا، يتضمن أطرافا صناعية أكثر براعة تستطيع نقل الإحساس إلى مرتديها، رؤية جديدة لأمراض مثل الشلل، وحتى علاج للاكتئاب واضطرابات نفسية أخرى. لهذا، قامت حول العالم جهود بحثية كبرى قيد التنفيذ للتقدم في هذا المجال.
نفس آلات مسح الدماغ المعنية لتشخيص مرض ألزهايمر أو التوحد يمكن احتماليا قراءة الأفكار الخاصة لشخص ما.
لكن هناك احتمالية وجود جانب مظلم لهذه الابتكارات. التكنولوجيا العصبية أدوات ذات حدين، والذي يعنى أنه بالإضافة لتوظيفها في حل المشاكل الطبية، يمكن أن تطبق (أو يساء تطبيقها) للأغراض العسكرية.
نفس الأجهزة المتصلة بالمخ المعنية بالكشف عن ألزهايمر أو التوحد يمكنها أن تقرأ أفكار الشخص. أنظمة الحاسب المتصلة بأنسجة الدماغ التي تتيح لمريض مشلول التحكم بالأعضاء الصناعية عن طريق الأفكار فقط، يمكن استخدامها أيضا لتحريك الجنود الآلية أو الطيارات بلا طيار.
والأجهزة المصممة لمساعدة العقل المتدهور يمكن بدلا من ذلك استخدامها لزراعة ذكريات جديدة، أو لإنهاء حياة أخرى موجودة، سواء كانت من الحلفاء أو الأعداء.
باعتبار فكرة الخريطة العقلية لنيكولاس. تؤخذ لأقصاها المنطقي, يقول البيولوجي جوناثان مورينو، أستاذ في جامعة بنسلفانيا، إدماج الإشارات الدماغية لشخصين أو أكثر يمكنه خلق المحارب الخارق. “ماذا لو بإمكانك الحصول على الخبرة الفكرية لأشخاص، مثل: هنرى كيشينجر، الذي يعرف كل شيء عن تاريخ السياسة والدبلوماسية، وبعدها تحصل على كل معرفة شخص يعرف الاستراتيجية العسكرية، وبعدها تحصل على كل معرفة مهندس وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية، وهكذا!
يقول مورينو، مشيرا لوكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة: “يمكن أن تضعهم جميعا معا” . فهكذا يمكن خلق شبكة دماغية تؤدي لمعرفة شبه عسكرية غير محدودة في قرارات عالية المخاطر، مع تداعيات سياسية وإنسانية.
لنكن واضحين، هذه الأفكار ما زالت في درب الخيال. ولكنها فقط مسألة وقت قبل أن تتحول حقائق كما يقول بعض الخبراء. التكنولوجيا العصبية تتقدم سريعا، هذا يعني أن الانطلاق النهائي للإمكانيات والتسويق لا مفر منه. وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية، والتي تنفذ حجر الأساس للأبحاث والتطورات العلمية لوزارة الدفاع للولايات المتحدة، والتي استثمرت بكثافة في التقنيات الدماغية .
في 2014 ، على سبيل المثال: بدأت الوكالة في تطوير مزروعات تكشف وتكبت الدوافع. الهدف المعلن هو علاج المحاربين القدامى الذين يعانون من حالات كالإدمان والاكتئاب. يمكن تصور، مع ذلك، أن هذا النوع من التكنولوجيا يمكن استخدامه كسلاح، أو أن انتشارها يمكنها من الوقوع في الأيدي الخطأ.
“إنه ليس سؤالا، إذا استخدم ممثلون غير حكوميين بعض أشكال التقنيات أو التكنولوجيات العلمية العصبية”، يقول جيمس جيوردانو، عالم عصبي في المركز الطبي فى جامعة جورج تاون: “ولكن متى، ومن منهم سوف يستخدمون”؟
الناس دوما كانوا مسحورين, ومذعورين, بفكرة التحكم بالذهن. قد يكون من المبكر الخوف من الأسوأ، إن الأدمغة قريبا سوف تكون عرضة للقرصنة الحكومية، مثلا، ولكن الاستخدام الثنائي المحتمل للتكنولوجيا العصبية يلوح في الأفق. بعض الأخلاقيين قلقون مع غياب إطار قانوني لحكم هذه الأدوات، دخول هذه التقدمات العالم الحقيقي بخطورة غير مشروطة.
للأفضل أو للأسوأ, يقول جيوردانو: “الدماغ هو ميدان المعركة التالي”.
منقادون وراء الرغبة لفهم أفضل للدماغ
جدليًا هو أكثر عضو مجهول, آخر 10 سنوات شهدت انفجار في الابتكارات للتكنولوجيا العصبية. فى 2005, أعلن فريق من العلماء قراءتهم لعقل إنسان بنجاح، باستخدام تصوير الصدى المغناطيسي الوظيفي، تقنية تقيس تدفق الدم المتحفز من النشاط الدماغي.
موضوع بحث، مستلق ساكن داخل ماسح للجسد بأكمله, يراقب شاشة صغيرة تعرض محفزا نظريا بسيطا، ترتيبا عشوائيا لخطوط موجهة في اتجاهات مختلفة، بعضها رأسي، بعضها أفقى، والبعض مائل. كل اتجاه خط يثير اضطرابا مختلفا طفيفا من الوظائف الدماغية. في النهاية: بالنظر فقط إلى ذلك النشاط، استطاع الباحثون تحديد أي نوع من الخطوط كان يراه.
لقد أخذ هذا الدماغ فقط ست سنوات؛ لفك شفرة المخ بطريقة مذهلة، بالتعاون مع وادي السيليكون، فى سلسلة من التجارب فى جامعة كاليفورنيا، بيركلى. في دراسة في 2010, تم طلب بحث تأثير مشاهدة إعلانات أفلام هوليودية بداخل أنبوبة الرنين المغناطيسي الوظيفي: استخدم الباحثون البيانات المرسومة من جريان استجابات دماغية لبناء خوارزميات، فك تشفير فريدة لكل موضوع بحث.
بعدها, سجلوا النشاط العصبي عندما شاهد مشاهد أفلام مختلفة جديدة ـ على سبيل المثال، مشهد لستيف مارتن يمشى بعرض غرفة. بخوارزمية كل موضوع، تمكن الباحثون لاحقا من إعادة بناء كل مشهد، استنادا على النشاط الدماغي فقط. النتائج الأولية ليست صورة حقيقية، لكنها انطباعية: ستيف مارتن ضبابي يطفو خلال خلفية سريالية متبدلة.
بالاستناد على هذه العائدات، توماس ناسيلاريس، عالم عصبي فى الجامعة الطبية في ساوث كارولينا، ومؤلف مساعد في دراسة 2011 ، يقول: ” احتمالية القيام بشيء كقراءة الأفكار ستكون متاحة عاجلا أم آجلا” . استزادة في هذه النقطة,” ستكون ممكنة في خلال أعمارنا “.
بتعجيل هذه هي التقنية سريعة التقدم وراء التواصل بين الدماغ والآلة، الزراعات العصبية، والحواسب التي تقرأ النشاط العقلي وترجمتها إلى أفعال حقيقية، أو تقوم بالعكس، تحفيز الأعصاب؛ لخلق إدراك أو حركات جسدية.
أول وسيط متطور نجح في ذلك عام 2006م، عندما زرع فريق العالم العصبي جون دونوجيو من جامعة براون رقاقة مربعة ـ قياسها أقل من خمس الإنش، وتحمل 100 قطب كهربي داخل دماغ ماثيو ناجل 26 عاما: نجم كرة قدم في الثانوية تم طعنه في رقبته، ولديه شلل من تحت الأكتاف. وضعت الأقطاب فوق مركز الحركة لدى ناجل، وبتوصيلها بالحاسب، استطاع تحريك المؤشر، وحتى تمكن من فتح الإيميل بالتفكير في ذلك فقط.
للأفضل أم للأسوأ, يقول جيوردانو: العقل هو المعركة القادمة
بعد ثمان سنوات, نمت قدرة التواصل بين الآلة والدماغ بشكل أكثر تعقيدا: كما ظهر قي كأس العالم 2014 في البرازيل. جوليانو بينتو, 29 عام مصاب بشلل كامل في جزعه السفلى، ارتدى هيكل روبوتي خارجي يتحكم فيه عن طريق التفكير ـ مطور من قبل ديوك نيكوليلس ـ لتقديم مباراة افتتاح البطولة في سان باولو.
قبعة فوق رأس بينتو تلقت إشارات من دماغه, تدل على نيته للركل. حاسبه، والموصول إلى ظهره، تلقى هذه الإشارات وعندها حفز البدلة الروبوتية لتنفيذ الفعل. ما زالت التكنولوجيات العصبية تصل لأبعد من ذلك، بتعاملها مع الذاكرة المعقدة. أظهرت الدراسات أنه من الممكن لشخص واحد أن يزرع أفكارا داخل عقل آخر، مثل نسخة واقعية من الفيلم الناجح إنسيبشن.
في تجربة عام 2013 قادها الحائز على نوبل سيسيمو تونيجوا فى معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) , زرع الباحثون ما أطلقوا عليه “ذاكرة خاطئة” بداخل فار. بملاحظة النشاط الدماغي، وضع الباحثون الحيوان بداخل حاوية، وشاهدوا الفأر يصبح متآلفا مع محيطه. استطاع العلماء تحديد شبكة الخلايا الدقيقة من بين الملايين التي تم تحفيزها في الحصين أثناء تشكيل ذكرى المكان.
اليوم التالي، وضع الباحثون الحيوان في حاوية جديدة لم يرها أبدًا من قبل, وصعقوه بصدمة كهربائية بينما يتم تحفيزيا تنشيط الخلايا التي استخدمها لتذكر الحاوية الأولي. تم الجمع : عندما أرجعوا الفار إلى الحاوية الأولي, تجمد خوفًا، مع أنه لم يختبر أي صدمات مشابهة هناك.
بعد سنتين من اكتشاف تونيجوا, فريق من معهد سكريبس البحثي أعطى فئران مركبا يستطيع إزالة ذكرى محددة بدون مس الباقي. هذا النوع من المسح يمكنه معالجة توتر ما بعد الصدمة، إقصاء فكرة مؤلمة وبالتالي تحسن حياة الناس.
من المرجح استمرار زخم هذا البحث؛ لأن أبحاث العقل يتم تمويلها بسخاء. فى 2013م ، أطلقت الولايات المتحدة مبادرة الدماغ ( أبحاث الدماغ من خلال التكنولوجيا العصبية التقدمية المبتكرة)، مع مئات الملايين تم تخصيصها للدراسات في أول 3 سنوات؛ التمويل المستقبلي لم يحدد بعد.
(المؤسسات الوطنية للصحة، واحدة من الخمس وكالات فيدرالية مشاركة في المشروع, طلبت 5.4 مليار، موزعة على فترة 12 سنة، لهذا الجزء بمفرده) . لدوره . كرس الاتحاد الأوروبي ما يقدر بـ 1.34 مليار لمشروعه عقل الإنسان المستمر لـ 10 سنوات، والذي بدأ في 2013. البرنامجين مصممين لبناء أدوات مبتكرة والتي سترسم خريطة البناء العقلي وتنصت إلى النشاط الكهربائي لمليارات الخلايا العصبية. فى 2014, أطلقت اليابان مبادرة مماثلة، تعرف بـ الدماغ / الذهن (التخطيط بالتكنولوجيا العصبية المتكاملة لدراسات الأمراض). وحتى بول آلان, المؤسس المشارك لمايكروسوفت, يعطي مئات الملايين من الدولارات لمؤسسة آلان لعلوم الدماغ، جهد كبير الحجم لخلق أطالس العقل وكشف كيفية عمل الرؤية.
للتأكيد, على قدر الإبهار بالتطويرات الأخيرة، معظم تكنولوجيا الأعصاب الحالية غير مكتملة. لا تعمل لوقت طويل بداخل الدماغ، تستطيع فقط القراءة أو تنشيط عدد محدود من الأعصاب، أو تتطلب اتصالا سلكيا. آلات ” قراءة العقل”، تعتمد ـ على سبيل المثال ـ تعتمد على معدات باهظة الثمن، متوفرة فقط في مختبر أو مستشفى لتنتج نتائجها الخام. بعد الالتزام من الباحثين والممولين لمستقبل العلم العصبي يعنى أن من المرجح أن تصبح الآلات أكثر تعقيدا، منتشرة وسهل الوصول إليها مع كل سنة تمر.
ستأتي كل تقنية جديدة باحتمالات مبدعة لتطبيقاتها. يحذر الأخلاقيون، مع ذلك، من أنه سيكون من ضمن استخداماتها التسليح أيضا.
لا تبدو، حتى الآن, أن أية أدوات دماغية تم توظيفها كأسلحة، ولكنه ليس كقول إن قيمتها القتالية لا يتم اعتبارها من الآن: مبكرا هذا العام، على سبيل المثال: حلقت امرأة مشلولة بمحاكي للطائرة القتالية إف-35 باستخدام أفكارها فقط والمجسات الدماغية، والتي مول تطويرها وكالة مشاريع البحوث المتطورة بأمريكا.
يبدوأان احتمالية التسلح يمكن أن تقع في المستقبل القريب، هنالك سوابق كثيرة للتحول السريع من العلوم الأساسية إلى الخطر العالمي. بعد كل شيء انقضى فقط 13 عام بين اكتشاف النيوترون وانفجار القنبلة الذرية فوق سماء هيروشيما وناجازاكى.
التلاعب بالعقول من قبل الحكومات كان سيكون في المجال الآمن من نظريات المؤامرة والتشويقات الخيالية لو كانت القوى العالمية لا تمتلك ماضيا مركبا مع العلوم العصبية
فى واحدة من التجارب العجيبة التي أجريت بين 1981 و 1990, بنى العلماء السوفييت أداة صممت لإخلال الأعصاب العاملة في الجسد والدماغ بتعريض أناس إلى مستويات مختلفة من إشعاعات كهرومغناطيسية عالية التردد. ( نتائج هذا البحث ما زالت غير معروفة). على مدى عقود عديدة, أنفق الاتحاد السوفيتي أكثر من مليار دولار على غرار هذه المخططات من التحكم بالعقل.
ربما كان أكثر مثال سيئ السمعة للولايات المتحدة لإساءة استخدام العلم العصبي حدث خلال الخمسينات والستينيات من القرن الماضي، عندما سعت واشنطن لبرنامج بحثي واسع المدى لإيجاد طرق لمراقبة ـ والتأثير ـ على أفكار الإنسان.
تحريات السي آي إيه, الملقبة باسم: إم كيه – ألترا، روجت: “البحث والتطوير لمواد كيميائية، حيوية، وإشعاعية قادرة على العمل في العمليات السرية للسيطرة على السلوك البشرى”، تبعا لتقرير للمفتش العام للسي آي إيه عام 1963. حوالى 80 مؤسسة, تتضمن 44 كلية وجامعة، كانت متورطة، لكن غالبا تم تمويلهم تحت نقاب أهداف علمية أخرى، تاركين المشاركين غير مدركين أنهم كانوا يقدمون العطاءات لإنجيلي.
أكثر الجوانب مشينة تمثلت في إعطاء جرعات لأفراد – بعضهم غير راض – من عقار الهلوسة. واحد من رجال كنتاكى تم إعطاؤه الدواء لـ 174 يوم متتالي. مروعة على حد سواء، مع ذلك، كانت مشاريع أم كيه ألترا التي ركزت على ميكانيزمات الإدراك الفائق للحواس والتلاعب الإلكتروني بالدماغ, كذالك محاولات لجمع، تفسير، والتأثير في أفكار الآخرين من خلال التنويم المغناطيسي أو العلاج النفسي.
اليوم, لا يوجد دليل على إساءة ـ مماثلة ـ في استخدام التكنولوجيا العصبية من قبل الولايات المتحدة؛ لأغراض الأمن القومى. القوات المسلحة، على الرغم من بقائها ملتزمة بعمق تطوير المجال. فى 2011 م، تبعا لأرقام مجدولة، قامت بها مارجريت كوسال، بروفيسور في مؤسسة جورجيا للتكنولوجيا، وضع الجيش 55 مليون دولار جانبا، والبحرية 34 مليون والقوات الجوية 24 مليون؛ لأغراض الأبحاث فى العلم العصبي.
( جيش الولايات المتحدة ـ يجب ذكر ذلك ـ هو الممول الرئيس لمختلف المجالات العلمية، بما في ذلك الهندسة، وعلوم الحاسب).
فى 2014 م، النشاط لمشاريع بحوث الذكاء المتقدم، منظمة بحثية تطور التكنولوجيا الأحدث لمنظمات الاستخبار للولايات المتحدة، تعهدت بـ 12 مليون لتصمم تقنيات تحسين الأداء، والتي تضمن التحفيز الكهربي للدماغ لـ ” تحسين المنطق المتكيف للإنسان” : بمعنى، جعل المحللين أكثر ذكاء.
الطاقة الحقيقية، ومع ذلك، هى النابعة من وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية، وكآلة من التآمر والمكيدة الدولي. إنها تمول حوالى 250 مشروع في أي وقت، تجنيد وقيادة فريق من الخبراء من الصناعة والأكاديمية للعمل على تعيينات طموحة عالية التحديد. موهبة الوكالة في تمويل المشاريع الحالمة التي تعيد صنع العالم – الإنترنت، جى بى إس، والمقاتلة الشبح، فقط لتذكير البعض، أنه لا مثيل له.
في 2011 م، الوكالة، والتي تملك ميزانية سنوية متواضعة (في معايير الدفاع) من 3 مليار دولار, قررت 240 مليون دولار للعلم العصبي بمفرده. لقد التزمت بالفعل بحوالي 225 مليون دولار في بعض السنين الأولى في مبادرة الدماغ, فقط 50 مليون دولار أقل من أكبر ممولي المشروع، المعاهد الوطنية للصحة، في نفس تلك الفترة.
القدرة على فعل شيء مثل قراءة الأفكار سوف تكون متاحة عاجلًا أم آجلًا
بالموديل المغير لقوانين اللعبة للوكالة والختم الدولي, ربما هي مسألة وقت قبل بداية قوى عالمية أخرى تحاكيها. في يناير، أعلنت الهند أنها ستعيد تشكيل منظمات أبحاث وتطوير دفاعها على نهج وكالة مشاريع البحوث الأمريكية.
العام الفائت، أعلن الجيش الروسي دعمه البالغ 100 مليون دولار للمؤسسة التابعة الحكومة الجديدة للأبحاث المتطورة. فى 2013 ، قدمت اليابان للعامة وكالة “مع اعتبار الوكالة الأمريكية في الاعتبار”. أنشأت وكالة الدفاع الأوروبي عام 2001, مجيبة على طلب “وكالة مشاريع بحوث دفاعية متطورة أوروبية”. هنالك بعض الجهود لتصدير نموذج الوكالة الأمريكية لبعض الشركات العملاقة، مثل جوجل.
الدور الذي سيلعبه علماء الأعصاب في هذه المراكز البحثية لم يحدد بعد. مع ذلك، نظرًا للتطور الأخير في التكنولوجيا الدماغية، والتي تهتم بها الوكالة الأمريكية, والرغبات المحورية الجديدة في اتباع قيادة البنتاجون، من المرجح أن يحصل المجال على بعض الاهتمام ـ إن لم يكن أكثر من ذلك ـ روبرت ماك رايت, مسئول سابق في وزارة الخارجية المتخصص في تحكم الأسلحة، ضمن قضايا أمنية أخرى، لأكثر من عقدين، يقول: هذه ” البيئة التنافسية” يمكن أن تغذي نوعا من سباق الفراغ العصبي، مسابقة للتحكم وتسعير الأعصاب.
المجازفة التالية هي توجيه الأبحاث ناحية التسليح ـ تجاه جعل الدماغ أداة لخوض الحرب بطريقة أكثر فاعلية.
ليس صعبا التخيل كيف يمكن أن يبدو هذا. اليوم, قبعة رأس مجهزة بأقطاب تجمع من فروة الرأس الإشارات الدماغية عن طريق تخطيط أمواج الدماغ لشخص ما ذي صلة فقط بالغرض المقصود، مثل ركل كرة،
غدا، الأقطاب تستطيع خلسة جمع رموز الدخول للأسلحة. مثل ذلك، يمكن أن تصبح أنابيب مستخلصة للمعلومات, قل كمثال، اختراق أفكار جاسوس العدو. وجدليا الأكثر رعبا، الإرهابيون، المخترقون، أو مجرمون آخرون استحوذوا على هذه التكنولوجيا، يمكن أن يستخدموا الأدوات لهندسة اغتيالات فكرية أو سرقة معلومات شخصية، ككلمات السر أو أرقام بطاقات الائتمان.
مقلق, قليلًا ما يبدو أن منع هذه السيناريوهات من التجسد.عدد قليل من الاتفاقات الدولية أو حتى القوانين الوطنية تحمى الخصوصية الشخصية بكفاءة، ولا يتعلق ايًا منها بشكل مباشرة لتكنولوجيات الدماغ. عندما يتعلق للاستخدام المزدوج أو التسليح، يوجد حواجز أقل بكثير، تعريض الدماغ البشرى باعتباره أرض واسعة منعدمة القانون.
يقع العلم العصبي في نوع من الفجوة في القانون الدولي.
السلاح العصبي الذي يهاجم الدماغ “ليس بيولوجيا ولا كيميائيا. إنه إلكتروني, تقول مارى شيفرير, بروفيسور في السياسة العامة في جامعة روتجرز: إنه تمييز حاسم، لأن المعاهدتين الموجودتين للأمم المتحدة – اتفاقية الأسلحة البيولوجية واتفاقية الأسلحة الكيميائية – والتي نظريا يمكن استخدامها للحد من الانتهاكات للتكنولوجيات الدماغية لا تحتوى أحكاما للأذرع الإلكترونية. بالفعل، لم يتم كتابة الوثائق بطريقة يمكن أن تغطى كل الاتجاهات الطارئة، والذي يعنى أن أسلحة معينة يمكن تنظيمها فقط بعد أن توجد.
شيفرير تقول: “لأن الأسلحة العصبية سوف تؤثر على العقل، والذي هو نظام بيولوجى، اتفاقية الأسلحة البيولوجية، والتي تحظر استخدام كائنات بيولوجية ضارة أو مميتة، أو سمومها, يمكن أن تعدل لتشملهم”.
إنها ليست وحيدة: يضغط أخلاقيون عديدون لضم أقرب للعلوم العصبية خلال المراجعات المعتادة للمؤتمر، عندما تقرر الدول الأعضاء تغيرات داخل المعاهدة. الذي تفتقده العملية حاليا، تقول شيفيرير: مجلس علمي.
(فى اجتماع متعلق بالمعاهدة في أغسطس، واحد من الاقتراحات الأساسية للمناقشة هو خلق مثل هذا الكيان, والذي سيشتمل علماء الأعصاب ؛ لم تعرف النتيجة في وقت الصحافة). المدخلات التقنية يمكن أن تحفز الدول الأطراف إلى العمل. “لا يملك السياسيون فهما لخطورة كيف يمكن أن يكون التهديد”، شيفرير.
حتى مع وجود كيان, مع ذلك، البطء الشديد لبيروقراطية الأمم المتحدة يمكن أن يبرهن عن وجود مشكلة. مؤتمر استعراض اتفاقية الأسلحة البيولوجية, حينما يتم التبليغ عن التكنولوجيات الجديدة التي يمكن تطويعها إلى أسلحة بيولوجية، يحدث فقط كل خمس سنوات – ولكن الكل يضمن أن التغيرات للمعاهدة اعتبرت جيدة بعد التطورات العلمية الأخيرة. ” الميل العام يكون دائما أن يأخذ العلم والتكنولوجيا خطوات حماسية، وتتسلل الأخلاق والسياسة وراءهم.
يقول جيوردانو، العالم العصبي في المركز الطبي لجورج تاون: “إنها تميل أكثر لأن تكون تفاعلية، ليس استباقية”. ( يمتلك الأخلاقيون اسما لهذا التأخر: معضلة كولينجريدج, نسبة لديفيد كولينجريدج, والذي في كتابه عام 1980 م، التحكم المجتمعي للتكنولوجيا، ناقش أنه من الصعب تنبؤ التأثير المحتمل لتكنولوجيا جديدة، وبالتالي استحالة سن سياسة استباقية لها).
ولكن مورينو، أخلاقيات علم الأحياء جامعة بنسلفانيا، يقول: إنه لا يوجد عذر للتراخي. لدى خبراء الأخلاقيات واجب لضمان شرح التطورات العلمية والتهديدات المحتملة التي تصنعها بالكامل لصانعي القرار. مورينو يقول: بأنه يجب على معاهد الصحة الأمريكية إنشاء برنامج بحث عصبي أخلاقي دائم. الجمعية الملكية في المملكة المتحدة اتخذت خطوة في ذلك الاتجاه منذ خمس سنوات، عندما عقد الفريق التوجيهي من علماء الأعصاب والأخلاقيين. منذ ذاك الحين، نشرت المجموعة أربعة تقارير عن تقدم العلم العصبي، متضمنا واحدة عن آثار الصراع والأمن القومى. تنادى الوثيقة بأن يكون العلم العصبي موضوع محوري في الاجتماع، مراجعة اتفاقية الأسلحة البيولوجية، وتحث الهيئات، مثل الجمعية الطبية العالمية، على إجراء الدراسات عن التسليح المحتمل لأية تكنولوجيا تؤثر على الجهاز العصبي، متضمنا هؤلاء، مثل التواصل بين العقل والآلة، ليس متضمنا صراحة في القانون الدولي.
علم الأخلاق العصبي، مع ذلك, مجال جديد نسبيا. في الواقع، لم يصغ الاسم بشكل ملائم إلا عام 2002. من وقتها, لقد نما بقوة – واضعا البرنامج في الأخلاق العصبية في جامعة ستانفورد، مركز أكسفورد لعلم الأخلاق العصبي, والشبكة الأوروبية للعلم العصبي والمجتمع، ضمن برامج أخرى – وقد جذبت التمويل من مؤسسة ماك أرثر ومؤسسة دانا. رغم أن , تأثير هذه المؤسسات ما زال وليدا. ” لقد حددوا مكان العمل”، يقول جيوردانو: “الآن هي مسألة الذهاب إلى العمل”.
المقلق أيضا قلة معرفة العلماء حول طبيعة الاستخدام المزدوج للتكنولوجيا العصبية – معرفا, الفصل بين البحوث والأخلاق. مالكوم داندو، أستاذ فى الأمن الدولي فى جامعة برادفورد فى انجلترا، يتذكر تنظيم عدة ندوات للأقسام العلمية عبر المملكة المتحدة فى 2005 ، العام قبل المؤتمر مراجعة اتفاقية الأسلحة البيولوجية، لتنبيه الخبراء عن سوء الاستخدام المحتمل للعوامل البيولوجية والأدوات العصبية.
لقد صدم لمعرفة “أنهم لم يعرفوا كثيرا” ؛ أحد العلماء، مثلا,، أنكر الاستخدام المزدوج المحتمل لميكروب ممكن استخدامه كسلاح والذي يحتفظ به في ثلاجته. يتذكر داندو ذالك كـ ” حوار الطرش” . منذ ذاك ، لم يتغير الكثير : قلة الوعى ، يشرح داندو: “ما زال من المؤكد أن تبقى القضية كما هي” بين علماء الأعصاب.
من المشجع أن المآزق الأخلاقية للعلم العصبي يتم الاعتراف بها فى بعض الأماكن الأساسية، يشير داندو. حرك باراك أوباما اللجنة الرئاسية لدراسة قضايا أخلاقيات الأحياء؛ لإعداد تقرير عن القضايا الأخلاقية والقانونية المحتملة المتعلقة التكنولوجيا المتقدمة لمبادرة الدماغ، ومشروع الدماغ البشري للاتحاد الأوروبي أسس برنامج الأخلاق والمجتمع لإرشاد الحكم المسعى.
لكن هذه الجهود يمكن أن تتجنب موضوع الأسلحة العصبية تحديدا. على سبيل المثال, في مجلدين,200 صفحة حول الآثار الأخلاقية لمبادرة الدماغ , المنشورة كاملا فى مارس, لا تتضمن مصطلحات ” الاستخدام المزدوج” أو ” التسليح” . يقول داندو إن هذه الفجوة – حتى في أدب علم الأعصاب, عندما يتوقع المرء ازدهار الموضوع – هو القاعدة, وليس الاستثناء.
في يوم غير روتيني من يوليو ، بداخل معمل في جامعة دوك، جلس قردان في غرفتين منفصلتين؛ كل منهما يشاهد شاشة حاسب آلي تبين صورة لذراع افتراضية في فراغ ثنائي الأبعاد. كانت مهمة القرد تحريك الذراع من وسط الشاشة إلى الهدف، وعند النجاح في ذلك كان الباحثون يكافئونهما بقليل من العصير.
لكن كانت هنالك حيلة! لم يزود القردان بعصي تحكم أو أية أداة تحرك الذراع، بدلا من ذلك، لقد كانوا يعتمدون على أقطاب موضوعة في أماكن بأدمغتهم المتحكمة في الحركة. كانت الأقطاب تلتقط وتوصل النشاط العصبي خلال وصلات سلكية إلى الحواسب.
لجعل الأمور أكثر إثارة، كانت القردة تتشارك السيطرة على ذلك الطرف، في إحدى التجارب، على سبيل المثال: كان يتحكم أحدهما فى الحركة الأفقية فقط، بينما الآخر يتحكم في الرأسية، بدأت القرود التعلم بالتبعية أن هناك طريقة معينة للتفكير تؤدي إلى حركة الطرف بعد استيعاب هذا النمط من السبب، والنتيجة: أنهم استمروا في السلوك ـ التفكير المشترك، ضروريا ـ الذي قاد الذراع إلى الهدف وأكسبهم العصير.
العالم العصبي ميجيل نيكولاس, قائد هذا البحث, نشر بحثا مبكرا هذا العام، مسميًا هذا التعاون المذهل: “شبكة دماغية”! في نهاية المطاف، يرجو نيكولاس أن تعاون (دماغ ـ إلى ـ دماغ) يمكن أن يستخدم لتسريع إعادة تأهيل الناس ذوي الضرر العصبي. بشكل أدق: دماغ شخص سليم يمكن أن يعمل تفاعليا مع آخر ذي سكتة دماغية، والذي يمكن إعادة تعليمه أسرع، للتكلم أو تحريك عضو مشلول.
عمله هو الأحدث في سلسلة طويلة من التطورات الحديثة في التكنولوجيا العصبية: الأربطة المطبقة على الخلايا العصبية، الخوارزميات المستخدمة لفك أو تحفيز هذه الخلايا، والخرائط الدماغية التي تنتج فهما شاملا أفضل للدوائر المعقدة المتحكمة في الإدراك، الشعور، والتصرف.
من وجهة نظر طبية، حدث جل قائم يكتسب من كل هذا، يتضمن أطرافا صناعية أكثر براعة تستطيع نقل الإحساس إلى مرتديها، رؤية جديدة لأمراض مثل الشلل، وحتى علاج للاكتئاب واضطرابات نفسية أخرى. لهذا، قامت حول العالم جهود بحثية كبرى قيد التنفيذ للتقدم في هذا المجال.
نفس آلات مسح الدماغ المعنية لتشخيص مرض ألزهايمر أو التوحد يمكن احتماليا قراءة الأفكار الخاصة لشخص ما.
لكن هناك احتمالية وجود جانب مظلم لهذه الابتكارات. التكنولوجيا العصبية أدوات ذات حدين، والذي يعنى أنه بالإضافة لتوظيفها في حل المشاكل الطبية، يمكن أن تطبق (أو يساء تطبيقها) للأغراض العسكرية.
نفس الأجهزة المتصلة بالمخ المعنية بالكشف عن ألزهايمر أو التوحد يمكنها أن تقرأ أفكار الشخص. أنظمة الحاسب المتصلة بأنسجة الدماغ التي تتيح لمريض مشلول التحكم بالأعضاء الصناعية عن طريق الأفكار فقط، يمكن استخدامها أيضا لتحريك الجنود الآلية أو الطيارات بلا طيار.
والأجهزة المصممة لمساعدة العقل المتدهور يمكن بدلا من ذلك استخدامها لزراعة ذكريات جديدة، أو لإنهاء حياة أخرى موجودة، سواء كانت من الحلفاء أو الأعداء.
باعتبار فكرة الخريطة العقلية لنيكولاس. تؤخذ لأقصاها المنطقي, يقول البيولوجي جوناثان مورينو، أستاذ في جامعة بنسلفانيا، إدماج الإشارات الدماغية لشخصين أو أكثر يمكنه خلق المحارب الخارق. “ماذا لو بإمكانك الحصول على الخبرة الفكرية لأشخاص، مثل: هنرى كيشينجر، الذي يعرف كل شيء عن تاريخ السياسة والدبلوماسية، وبعدها تحصل على كل معرفة شخص يعرف الاستراتيجية العسكرية، وبعدها تحصل على كل معرفة مهندس وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية، وهكذا!
يقول مورينو، مشيرا لوكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة: “يمكن أن تضعهم جميعا معا” . فهكذا يمكن خلق شبكة دماغية تؤدي لمعرفة شبه عسكرية غير محدودة في قرارات عالية المخاطر، مع تداعيات سياسية وإنسانية.
لنكن واضحين، هذه الأفكار ما زالت في درب الخيال. ولكنها فقط مسألة وقت قبل أن تتحول حقائق كما يقول بعض الخبراء. التكنولوجيا العصبية تتقدم سريعا، هذا يعني أن الانطلاق النهائي للإمكانيات والتسويق لا مفر منه. وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية، والتي تنفذ حجر الأساس للأبحاث والتطورات العلمية لوزارة الدفاع للولايات المتحدة، والتي استثمرت بكثافة في التقنيات الدماغية .
في 2014 ، على سبيل المثال: بدأت الوكالة في تطوير مزروعات تكشف وتكبت الدوافع. الهدف المعلن هو علاج المحاربين القدامى الذين يعانون من حالات كالإدمان والاكتئاب. يمكن تصور، مع ذلك، أن هذا النوع من التكنولوجيا يمكن استخدامه كسلاح، أو أن انتشارها يمكنها من الوقوع في الأيدي الخطأ.
“إنه ليس سؤالا، إذا استخدم ممثلون غير حكوميين بعض أشكال التقنيات أو التكنولوجيات العلمية العصبية”، يقول جيمس جيوردانو، عالم عصبي في المركز الطبي فى جامعة جورج تاون: “ولكن متى، ومن منهم سوف يستخدمون”؟
الناس دوما كانوا مسحورين, ومذعورين, بفكرة التحكم بالذهن. قد يكون من المبكر الخوف من الأسوأ، إن الأدمغة قريبا سوف تكون عرضة للقرصنة الحكومية، مثلا، ولكن الاستخدام الثنائي المحتمل للتكنولوجيا العصبية يلوح في الأفق. بعض الأخلاقيين قلقون مع غياب إطار قانوني لحكم هذه الأدوات، دخول هذه التقدمات العالم الحقيقي بخطورة غير مشروطة.
للأفضل أو للأسوأ, يقول جيوردانو: “الدماغ هو ميدان المعركة التالي”.
منقادون وراء الرغبة لفهم أفضل للدماغ
جدليًا هو أكثر عضو مجهول, آخر 10 سنوات شهدت انفجار في الابتكارات للتكنولوجيا العصبية. فى 2005, أعلن فريق من العلماء قراءتهم لعقل إنسان بنجاح، باستخدام تصوير الصدى المغناطيسي الوظيفي، تقنية تقيس تدفق الدم المتحفز من النشاط الدماغي.
موضوع بحث، مستلق ساكن داخل ماسح للجسد بأكمله, يراقب شاشة صغيرة تعرض محفزا نظريا بسيطا، ترتيبا عشوائيا لخطوط موجهة في اتجاهات مختلفة، بعضها رأسي، بعضها أفقى، والبعض مائل. كل اتجاه خط يثير اضطرابا مختلفا طفيفا من الوظائف الدماغية. في النهاية: بالنظر فقط إلى ذلك النشاط، استطاع الباحثون تحديد أي نوع من الخطوط كان يراه.
لقد أخذ هذا الدماغ فقط ست سنوات؛ لفك شفرة المخ بطريقة مذهلة، بالتعاون مع وادي السيليكون، فى سلسلة من التجارب فى جامعة كاليفورنيا، بيركلى. في دراسة في 2010, تم طلب بحث تأثير مشاهدة إعلانات أفلام هوليودية بداخل أنبوبة الرنين المغناطيسي الوظيفي: استخدم الباحثون البيانات المرسومة من جريان استجابات دماغية لبناء خوارزميات، فك تشفير فريدة لكل موضوع بحث.
بعدها, سجلوا النشاط العصبي عندما شاهد مشاهد أفلام مختلفة جديدة ـ على سبيل المثال، مشهد لستيف مارتن يمشى بعرض غرفة. بخوارزمية كل موضوع، تمكن الباحثون لاحقا من إعادة بناء كل مشهد، استنادا على النشاط الدماغي فقط. النتائج الأولية ليست صورة حقيقية، لكنها انطباعية: ستيف مارتن ضبابي يطفو خلال خلفية سريالية متبدلة.
بالاستناد على هذه العائدات، توماس ناسيلاريس، عالم عصبي فى الجامعة الطبية في ساوث كارولينا، ومؤلف مساعد في دراسة 2011 ، يقول: ” احتمالية القيام بشيء كقراءة الأفكار ستكون متاحة عاجلا أم آجلا” . استزادة في هذه النقطة,” ستكون ممكنة في خلال أعمارنا “.
بتعجيل هذه هي التقنية سريعة التقدم وراء التواصل بين الدماغ والآلة، الزراعات العصبية، والحواسب التي تقرأ النشاط العقلي وترجمتها إلى أفعال حقيقية، أو تقوم بالعكس، تحفيز الأعصاب؛ لخلق إدراك أو حركات جسدية.
أول وسيط متطور نجح في ذلك عام 2006م، عندما زرع فريق العالم العصبي جون دونوجيو من جامعة براون رقاقة مربعة ـ قياسها أقل من خمس الإنش، وتحمل 100 قطب كهربي داخل دماغ ماثيو ناجل 26 عاما: نجم كرة قدم في الثانوية تم طعنه في رقبته، ولديه شلل من تحت الأكتاف. وضعت الأقطاب فوق مركز الحركة لدى ناجل، وبتوصيلها بالحاسب، استطاع تحريك المؤشر، وحتى تمكن من فتح الإيميل بالتفكير في ذلك فقط.
للأفضل أم للأسوأ, يقول جيوردانو: العقل هو المعركة القادمة
بعد ثمان سنوات, نمت قدرة التواصل بين الآلة والدماغ بشكل أكثر تعقيدا: كما ظهر قي كأس العالم 2014 في البرازيل. جوليانو بينتو, 29 عام مصاب بشلل كامل في جزعه السفلى، ارتدى هيكل روبوتي خارجي يتحكم فيه عن طريق التفكير ـ مطور من قبل ديوك نيكوليلس ـ لتقديم مباراة افتتاح البطولة في سان باولو.
قبعة فوق رأس بينتو تلقت إشارات من دماغه, تدل على نيته للركل. حاسبه، والموصول إلى ظهره، تلقى هذه الإشارات وعندها حفز البدلة الروبوتية لتنفيذ الفعل. ما زالت التكنولوجيات العصبية تصل لأبعد من ذلك، بتعاملها مع الذاكرة المعقدة. أظهرت الدراسات أنه من الممكن لشخص واحد أن يزرع أفكارا داخل عقل آخر، مثل نسخة واقعية من الفيلم الناجح إنسيبشن.
في تجربة عام 2013 قادها الحائز على نوبل سيسيمو تونيجوا فى معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) , زرع الباحثون ما أطلقوا عليه “ذاكرة خاطئة” بداخل فار. بملاحظة النشاط الدماغي، وضع الباحثون الحيوان بداخل حاوية، وشاهدوا الفأر يصبح متآلفا مع محيطه. استطاع العلماء تحديد شبكة الخلايا الدقيقة من بين الملايين التي تم تحفيزها في الحصين أثناء تشكيل ذكرى المكان.
اليوم التالي، وضع الباحثون الحيوان في حاوية جديدة لم يرها أبدًا من قبل, وصعقوه بصدمة كهربائية بينما يتم تحفيزيا تنشيط الخلايا التي استخدمها لتذكر الحاوية الأولي. تم الجمع : عندما أرجعوا الفار إلى الحاوية الأولي, تجمد خوفًا، مع أنه لم يختبر أي صدمات مشابهة هناك.
بعد سنتين من اكتشاف تونيجوا, فريق من معهد سكريبس البحثي أعطى فئران مركبا يستطيع إزالة ذكرى محددة بدون مس الباقي. هذا النوع من المسح يمكنه معالجة توتر ما بعد الصدمة، إقصاء فكرة مؤلمة وبالتالي تحسن حياة الناس.
من المرجح استمرار زخم هذا البحث؛ لأن أبحاث العقل يتم تمويلها بسخاء. فى 2013م ، أطلقت الولايات المتحدة مبادرة الدماغ ( أبحاث الدماغ من خلال التكنولوجيا العصبية التقدمية المبتكرة)، مع مئات الملايين تم تخصيصها للدراسات في أول 3 سنوات؛ التمويل المستقبلي لم يحدد بعد.
(المؤسسات الوطنية للصحة، واحدة من الخمس وكالات فيدرالية مشاركة في المشروع, طلبت 5.4 مليار، موزعة على فترة 12 سنة، لهذا الجزء بمفرده) . لدوره . كرس الاتحاد الأوروبي ما يقدر بـ 1.34 مليار لمشروعه عقل الإنسان المستمر لـ 10 سنوات، والذي بدأ في 2013. البرنامجين مصممين لبناء أدوات مبتكرة والتي سترسم خريطة البناء العقلي وتنصت إلى النشاط الكهربائي لمليارات الخلايا العصبية. فى 2014, أطلقت اليابان مبادرة مماثلة، تعرف بـ الدماغ / الذهن (التخطيط بالتكنولوجيا العصبية المتكاملة لدراسات الأمراض). وحتى بول آلان, المؤسس المشارك لمايكروسوفت, يعطي مئات الملايين من الدولارات لمؤسسة آلان لعلوم الدماغ، جهد كبير الحجم لخلق أطالس العقل وكشف كيفية عمل الرؤية.
للتأكيد, على قدر الإبهار بالتطويرات الأخيرة، معظم تكنولوجيا الأعصاب الحالية غير مكتملة. لا تعمل لوقت طويل بداخل الدماغ، تستطيع فقط القراءة أو تنشيط عدد محدود من الأعصاب، أو تتطلب اتصالا سلكيا. آلات ” قراءة العقل”، تعتمد ـ على سبيل المثال ـ تعتمد على معدات باهظة الثمن، متوفرة فقط في مختبر أو مستشفى لتنتج نتائجها الخام. بعد الالتزام من الباحثين والممولين لمستقبل العلم العصبي يعنى أن من المرجح أن تصبح الآلات أكثر تعقيدا، منتشرة وسهل الوصول إليها مع كل سنة تمر.
ستأتي كل تقنية جديدة باحتمالات مبدعة لتطبيقاتها. يحذر الأخلاقيون، مع ذلك، من أنه سيكون من ضمن استخداماتها التسليح أيضا.
لا تبدو، حتى الآن, أن أية أدوات دماغية تم توظيفها كأسلحة، ولكنه ليس كقول إن قيمتها القتالية لا يتم اعتبارها من الآن: مبكرا هذا العام، على سبيل المثال: حلقت امرأة مشلولة بمحاكي للطائرة القتالية إف-35 باستخدام أفكارها فقط والمجسات الدماغية، والتي مول تطويرها وكالة مشاريع البحوث المتطورة بأمريكا.
يبدوأان احتمالية التسلح يمكن أن تقع في المستقبل القريب، هنالك سوابق كثيرة للتحول السريع من العلوم الأساسية إلى الخطر العالمي. بعد كل شيء انقضى فقط 13 عام بين اكتشاف النيوترون وانفجار القنبلة الذرية فوق سماء هيروشيما وناجازاكى.
التلاعب بالعقول من قبل الحكومات كان سيكون في المجال الآمن من نظريات المؤامرة والتشويقات الخيالية لو كانت القوى العالمية لا تمتلك ماضيا مركبا مع العلوم العصبية
فى واحدة من التجارب العجيبة التي أجريت بين 1981 و 1990, بنى العلماء السوفييت أداة صممت لإخلال الأعصاب العاملة في الجسد والدماغ بتعريض أناس إلى مستويات مختلفة من إشعاعات كهرومغناطيسية عالية التردد. ( نتائج هذا البحث ما زالت غير معروفة). على مدى عقود عديدة, أنفق الاتحاد السوفيتي أكثر من مليار دولار على غرار هذه المخططات من التحكم بالعقل.
ربما كان أكثر مثال سيئ السمعة للولايات المتحدة لإساءة استخدام العلم العصبي حدث خلال الخمسينات والستينيات من القرن الماضي، عندما سعت واشنطن لبرنامج بحثي واسع المدى لإيجاد طرق لمراقبة ـ والتأثير ـ على أفكار الإنسان.
تحريات السي آي إيه, الملقبة باسم: إم كيه – ألترا، روجت: “البحث والتطوير لمواد كيميائية، حيوية، وإشعاعية قادرة على العمل في العمليات السرية للسيطرة على السلوك البشرى”، تبعا لتقرير للمفتش العام للسي آي إيه عام 1963. حوالى 80 مؤسسة, تتضمن 44 كلية وجامعة، كانت متورطة، لكن غالبا تم تمويلهم تحت نقاب أهداف علمية أخرى، تاركين المشاركين غير مدركين أنهم كانوا يقدمون العطاءات لإنجيلي.
أكثر الجوانب مشينة تمثلت في إعطاء جرعات لأفراد – بعضهم غير راض – من عقار الهلوسة. واحد من رجال كنتاكى تم إعطاؤه الدواء لـ 174 يوم متتالي. مروعة على حد سواء، مع ذلك، كانت مشاريع أم كيه ألترا التي ركزت على ميكانيزمات الإدراك الفائق للحواس والتلاعب الإلكتروني بالدماغ, كذالك محاولات لجمع، تفسير، والتأثير في أفكار الآخرين من خلال التنويم المغناطيسي أو العلاج النفسي.
اليوم, لا يوجد دليل على إساءة ـ مماثلة ـ في استخدام التكنولوجيا العصبية من قبل الولايات المتحدة؛ لأغراض الأمن القومى. القوات المسلحة، على الرغم من بقائها ملتزمة بعمق تطوير المجال. فى 2011 م، تبعا لأرقام مجدولة، قامت بها مارجريت كوسال، بروفيسور في مؤسسة جورجيا للتكنولوجيا، وضع الجيش 55 مليون دولار جانبا، والبحرية 34 مليون والقوات الجوية 24 مليون؛ لأغراض الأبحاث فى العلم العصبي.
( جيش الولايات المتحدة ـ يجب ذكر ذلك ـ هو الممول الرئيس لمختلف المجالات العلمية، بما في ذلك الهندسة، وعلوم الحاسب).
فى 2014 م، النشاط لمشاريع بحوث الذكاء المتقدم، منظمة بحثية تطور التكنولوجيا الأحدث لمنظمات الاستخبار للولايات المتحدة، تعهدت بـ 12 مليون لتصمم تقنيات تحسين الأداء، والتي تضمن التحفيز الكهربي للدماغ لـ ” تحسين المنطق المتكيف للإنسان” : بمعنى، جعل المحللين أكثر ذكاء.
الطاقة الحقيقية، ومع ذلك، هى النابعة من وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية، وكآلة من التآمر والمكيدة الدولي. إنها تمول حوالى 250 مشروع في أي وقت، تجنيد وقيادة فريق من الخبراء من الصناعة والأكاديمية للعمل على تعيينات طموحة عالية التحديد. موهبة الوكالة في تمويل المشاريع الحالمة التي تعيد صنع العالم – الإنترنت، جى بى إس، والمقاتلة الشبح، فقط لتذكير البعض، أنه لا مثيل له.
في 2011 م، الوكالة، والتي تملك ميزانية سنوية متواضعة (في معايير الدفاع) من 3 مليار دولار, قررت 240 مليون دولار للعلم العصبي بمفرده. لقد التزمت بالفعل بحوالي 225 مليون دولار في بعض السنين الأولى في مبادرة الدماغ, فقط 50 مليون دولار أقل من أكبر ممولي المشروع، المعاهد الوطنية للصحة، في نفس تلك الفترة.
القدرة على فعل شيء مثل قراءة الأفكار سوف تكون متاحة عاجلًا أم آجلًا
بالموديل المغير لقوانين اللعبة للوكالة والختم الدولي, ربما هي مسألة وقت قبل بداية قوى عالمية أخرى تحاكيها. في يناير، أعلنت الهند أنها ستعيد تشكيل منظمات أبحاث وتطوير دفاعها على نهج وكالة مشاريع البحوث الأمريكية.
العام الفائت، أعلن الجيش الروسي دعمه البالغ 100 مليون دولار للمؤسسة التابعة الحكومة الجديدة للأبحاث المتطورة. فى 2013 ، قدمت اليابان للعامة وكالة “مع اعتبار الوكالة الأمريكية في الاعتبار”. أنشأت وكالة الدفاع الأوروبي عام 2001, مجيبة على طلب “وكالة مشاريع بحوث دفاعية متطورة أوروبية”. هنالك بعض الجهود لتصدير نموذج الوكالة الأمريكية لبعض الشركات العملاقة، مثل جوجل.
الدور الذي سيلعبه علماء الأعصاب في هذه المراكز البحثية لم يحدد بعد. مع ذلك، نظرًا للتطور الأخير في التكنولوجيا الدماغية، والتي تهتم بها الوكالة الأمريكية, والرغبات المحورية الجديدة في اتباع قيادة البنتاجون، من المرجح أن يحصل المجال على بعض الاهتمام ـ إن لم يكن أكثر من ذلك ـ روبرت ماك رايت, مسئول سابق في وزارة الخارجية المتخصص في تحكم الأسلحة، ضمن قضايا أمنية أخرى، لأكثر من عقدين، يقول: هذه ” البيئة التنافسية” يمكن أن تغذي نوعا من سباق الفراغ العصبي، مسابقة للتحكم وتسعير الأعصاب.
المجازفة التالية هي توجيه الأبحاث ناحية التسليح ـ تجاه جعل الدماغ أداة لخوض الحرب بطريقة أكثر فاعلية.
ليس صعبا التخيل كيف يمكن أن يبدو هذا. اليوم, قبعة رأس مجهزة بأقطاب تجمع من فروة الرأس الإشارات الدماغية عن طريق تخطيط أمواج الدماغ لشخص ما ذي صلة فقط بالغرض المقصود، مثل ركل كرة،
غدا، الأقطاب تستطيع خلسة جمع رموز الدخول للأسلحة. مثل ذلك، يمكن أن تصبح أنابيب مستخلصة للمعلومات, قل كمثال، اختراق أفكار جاسوس العدو. وجدليا الأكثر رعبا، الإرهابيون، المخترقون، أو مجرمون آخرون استحوذوا على هذه التكنولوجيا، يمكن أن يستخدموا الأدوات لهندسة اغتيالات فكرية أو سرقة معلومات شخصية، ككلمات السر أو أرقام بطاقات الائتمان.
مقلق, قليلًا ما يبدو أن منع هذه السيناريوهات من التجسد.عدد قليل من الاتفاقات الدولية أو حتى القوانين الوطنية تحمى الخصوصية الشخصية بكفاءة، ولا يتعلق ايًا منها بشكل مباشرة لتكنولوجيات الدماغ. عندما يتعلق للاستخدام المزدوج أو التسليح، يوجد حواجز أقل بكثير، تعريض الدماغ البشرى باعتباره أرض واسعة منعدمة القانون.
يقع العلم العصبي في نوع من الفجوة في القانون الدولي.
السلاح العصبي الذي يهاجم الدماغ “ليس بيولوجيا ولا كيميائيا. إنه إلكتروني, تقول مارى شيفرير, بروفيسور في السياسة العامة في جامعة روتجرز: إنه تمييز حاسم، لأن المعاهدتين الموجودتين للأمم المتحدة – اتفاقية الأسلحة البيولوجية واتفاقية الأسلحة الكيميائية – والتي نظريا يمكن استخدامها للحد من الانتهاكات للتكنولوجيات الدماغية لا تحتوى أحكاما للأذرع الإلكترونية. بالفعل، لم يتم كتابة الوثائق بطريقة يمكن أن تغطى كل الاتجاهات الطارئة، والذي يعنى أن أسلحة معينة يمكن تنظيمها فقط بعد أن توجد.
شيفرير تقول: “لأن الأسلحة العصبية سوف تؤثر على العقل، والذي هو نظام بيولوجى، اتفاقية الأسلحة البيولوجية، والتي تحظر استخدام كائنات بيولوجية ضارة أو مميتة، أو سمومها, يمكن أن تعدل لتشملهم”.
إنها ليست وحيدة: يضغط أخلاقيون عديدون لضم أقرب للعلوم العصبية خلال المراجعات المعتادة للمؤتمر، عندما تقرر الدول الأعضاء تغيرات داخل المعاهدة. الذي تفتقده العملية حاليا، تقول شيفيرير: مجلس علمي.
(فى اجتماع متعلق بالمعاهدة في أغسطس، واحد من الاقتراحات الأساسية للمناقشة هو خلق مثل هذا الكيان, والذي سيشتمل علماء الأعصاب ؛ لم تعرف النتيجة في وقت الصحافة). المدخلات التقنية يمكن أن تحفز الدول الأطراف إلى العمل. “لا يملك السياسيون فهما لخطورة كيف يمكن أن يكون التهديد”، شيفرير.
حتى مع وجود كيان, مع ذلك، البطء الشديد لبيروقراطية الأمم المتحدة يمكن أن يبرهن عن وجود مشكلة. مؤتمر استعراض اتفاقية الأسلحة البيولوجية, حينما يتم التبليغ عن التكنولوجيات الجديدة التي يمكن تطويعها إلى أسلحة بيولوجية، يحدث فقط كل خمس سنوات – ولكن الكل يضمن أن التغيرات للمعاهدة اعتبرت جيدة بعد التطورات العلمية الأخيرة. ” الميل العام يكون دائما أن يأخذ العلم والتكنولوجيا خطوات حماسية، وتتسلل الأخلاق والسياسة وراءهم.
يقول جيوردانو، العالم العصبي في المركز الطبي لجورج تاون: “إنها تميل أكثر لأن تكون تفاعلية، ليس استباقية”. ( يمتلك الأخلاقيون اسما لهذا التأخر: معضلة كولينجريدج, نسبة لديفيد كولينجريدج, والذي في كتابه عام 1980 م، التحكم المجتمعي للتكنولوجيا، ناقش أنه من الصعب تنبؤ التأثير المحتمل لتكنولوجيا جديدة، وبالتالي استحالة سن سياسة استباقية لها).
ولكن مورينو، أخلاقيات علم الأحياء جامعة بنسلفانيا، يقول: إنه لا يوجد عذر للتراخي. لدى خبراء الأخلاقيات واجب لضمان شرح التطورات العلمية والتهديدات المحتملة التي تصنعها بالكامل لصانعي القرار. مورينو يقول: بأنه يجب على معاهد الصحة الأمريكية إنشاء برنامج بحث عصبي أخلاقي دائم. الجمعية الملكية في المملكة المتحدة اتخذت خطوة في ذلك الاتجاه منذ خمس سنوات، عندما عقد الفريق التوجيهي من علماء الأعصاب والأخلاقيين. منذ ذاك الحين، نشرت المجموعة أربعة تقارير عن تقدم العلم العصبي، متضمنا واحدة عن آثار الصراع والأمن القومى. تنادى الوثيقة بأن يكون العلم العصبي موضوع محوري في الاجتماع، مراجعة اتفاقية الأسلحة البيولوجية، وتحث الهيئات، مثل الجمعية الطبية العالمية، على إجراء الدراسات عن التسليح المحتمل لأية تكنولوجيا تؤثر على الجهاز العصبي، متضمنا هؤلاء، مثل التواصل بين العقل والآلة، ليس متضمنا صراحة في القانون الدولي.
علم الأخلاق العصبي، مع ذلك, مجال جديد نسبيا. في الواقع، لم يصغ الاسم بشكل ملائم إلا عام 2002. من وقتها, لقد نما بقوة – واضعا البرنامج في الأخلاق العصبية في جامعة ستانفورد، مركز أكسفورد لعلم الأخلاق العصبي, والشبكة الأوروبية للعلم العصبي والمجتمع، ضمن برامج أخرى – وقد جذبت التمويل من مؤسسة ماك أرثر ومؤسسة دانا. رغم أن , تأثير هذه المؤسسات ما زال وليدا. ” لقد حددوا مكان العمل”، يقول جيوردانو: “الآن هي مسألة الذهاب إلى العمل”.
المقلق أيضا قلة معرفة العلماء حول طبيعة الاستخدام المزدوج للتكنولوجيا العصبية – معرفا, الفصل بين البحوث والأخلاق. مالكوم داندو، أستاذ فى الأمن الدولي فى جامعة برادفورد فى انجلترا، يتذكر تنظيم عدة ندوات للأقسام العلمية عبر المملكة المتحدة فى 2005 ، العام قبل المؤتمر مراجعة اتفاقية الأسلحة البيولوجية، لتنبيه الخبراء عن سوء الاستخدام المحتمل للعوامل البيولوجية والأدوات العصبية.
لقد صدم لمعرفة “أنهم لم يعرفوا كثيرا” ؛ أحد العلماء، مثلا,، أنكر الاستخدام المزدوج المحتمل لميكروب ممكن استخدامه كسلاح والذي يحتفظ به في ثلاجته. يتذكر داندو ذالك كـ ” حوار الطرش” . منذ ذاك ، لم يتغير الكثير : قلة الوعى ، يشرح داندو: “ما زال من المؤكد أن تبقى القضية كما هي” بين علماء الأعصاب.
من المشجع أن المآزق الأخلاقية للعلم العصبي يتم الاعتراف بها فى بعض الأماكن الأساسية، يشير داندو. حرك باراك أوباما اللجنة الرئاسية لدراسة قضايا أخلاقيات الأحياء؛ لإعداد تقرير عن القضايا الأخلاقية والقانونية المحتملة المتعلقة التكنولوجيا المتقدمة لمبادرة الدماغ، ومشروع الدماغ البشري للاتحاد الأوروبي أسس برنامج الأخلاق والمجتمع لإرشاد الحكم المسعى.
لكن هذه الجهود يمكن أن تتجنب موضوع الأسلحة العصبية تحديدا. على سبيل المثال, في مجلدين,200 صفحة حول الآثار الأخلاقية لمبادرة الدماغ , المنشورة كاملا فى مارس, لا تتضمن مصطلحات ” الاستخدام المزدوج” أو ” التسليح” . يقول داندو إن هذه الفجوة – حتى في أدب علم الأعصاب, عندما يتوقع المرء ازدهار الموضوع – هو القاعدة, وليس الاستثناء.
يأجوج و مأجوج و سلاح الشيطان :
يأجوج و مأجوج يستخدمون الموجات الصوتيه في السيطره علي الإنسان عن بعد
مطلوب و عاجل: إبتكار جهاز يحمي الإنسان من الترددات الصوتيه الضعيفه و التي تؤثر علي الإنسان و تبرمجه بدون أن يشعر. و الآن يتم إستخدامه ضد الإنسان الذي يدمن هذا النوع من الموجات المحمله علي أغاني عاديه و تسمي الإدمان الإلكتروني(السمعي-الرقمي).
نحن بحثنا من قبل في كيفية و ماهية السيطره التي يستخدمه إبليس للسيطره علي الإنسان كما ذكر القرآن. و لم نكن نتوقع أن يأجوج و مأجوج سيطورون هذا السلاح(سلاح الشيطان)بهذه السرعه التي بها يجعلون البشر يدمن هذه الموجات كما هو مبين في هذا المقال.
المزيد مثل هذا المقال :
يأجوج ومأجوج في التنزيل الحكيم
يأجوج و مأجوج و بني إسرائيل. كيف سيعودون إلي القريه التي حرمها الله عليهم؟
كيف تم هندسيا بناء ردم يأجوج ومأجوج ؟
أشراط الساعة في التنزيل الحكيم
هـل الإنسان حـبـر وورق ..؟؟
قصة يأجوج ومأجوج
ردا على أن يأجوج ومأجوج كانوا قبل آدم
وجهة نظر عن يأجوج ومأجوج
الله شرح لنا في قرآنه الكريم الوسيله التي بها سيسيطر بها الشيطان علي الإنسان و لكن أولياء الشيطان بذلوا ما إستطاعوا أن يبعدونا عن طريق القرآن و فهمه حتي نقع في شباك الدجال و أنصاره(أبليس و أولياء=يأجوج و مأجوج العصر.
إنّ أنصار الدجال يجهزون الأرض و البشريه للسيطره الكامله علي البشر حتي يمهدوهم لعبادة الشيطان( لوسيفير) من خلال تنظيماته و مؤسساته من أمثال: الماسونيه و الصهيونيه العالميه أو الربويين. و زادت في الآونه الأخيره الأخبار الكافيه عن هذه التنظيمات التي تسعي إلي تجنيد الإنسان لعبادة الشيطان و لنزع الدين من الأرض. و هذا ما ذكره القرآن الكريم و نبينا الكريم.
و السؤال هنا كيف سيسيطر أنصار الدجال علي البشريه؟
القرآن الكريم أعلمنا كيف سيسيطر الشيطان علي الإنسان و ماذا سيحدث بعد تلك السيطره؟
وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (الإسراء 64).
الآيه تذكر الوسيله و هي الصوت……. فالجواب هو..... بالصوت.
فالصوت هو موجات تنتشر في الفراغ ووحدة قياسها الديسيبل و أو الهيرتز و تنقسم تلك الموجات إلي أقسامها الثلاثه كالآتي:
الموجات المسموعة
هي تلك الموجات التي تقع تردداتها بين 20 هرتز و20.000 هرتز، وتمثل الصوت المسموع بواسطة الأذن البشرية العادية. حيث أن الحد الأدنى لتردد الصوت التي تحس بها الأذن البشرية الطبيعية هو 20 هيرتز تقريبا بينما الحد الأعلى هو 20 الف هرتز، وينخفض هذا المدى عند كبار السن إلى حوالي 12.000 هرتز. وأقصى درجات الإحساس بالصوت لأذن بشرية عادية يقع في المدى بين 5000 هيرتز و8000 هيرتز والذي يشمل ذبذبات الحروف الهجائية. وكما هو معروف يمكن أحداث الموجات السمعية عن طريق الاحبال الصوتية في الإنسان والآلات الموسيقية سواء الوترية أو النحاسية أو الأنبوبية وغيرها من الآلات الأخرى. و الأذن تسمع هذه الترددات. و هذا التردد ليس منه خطوره علي الإنسان.
الموجات الفوق سمعية
هي الموجات التي تزيد تردداتها على 20 الف هيرتز والتي تقع خارج نطاق حاسة الاذن البشرية. وهذا النوع من الموجات ما زال موضع بحث واهتمام مكثف نظرا للتطبيقات المهمة التي تمس مجالات عديدة في الصناعة والطب وغيرهما. وقد أصبح بالإمكان إنتاج موجات فوق صوتية تزيد تردداتها على 1000000 هيرتز ولاتختلف هذه الموجات من حيث الخواص عن الموجات الصوتية الاخــرى إلا أنه نظرا لقصر طول موجاتها فإنه بالإمكان تنتقل على هيئة أشعة دقيقة عالية الطاقة. و خطورة تلك الموجات أن أنصار الدجال صنعوا أسلحه دمال شامل مستخدمين في ذلك أجهزه تنتج تلك الموجات الفوق سمعيه و التي تعتبر من أسلحة الجيل الثالث بعد الأسلحة الذريه!!!!! و هذه الترددات يمكن أن تسبب ذوبان الحجر و جسم الإنسان !!!!!!!(راجع مشروع هاربHarp)
الموجات دون السمعية
هي الموجات الصوتية التي يقل ترددها عن 20 هرتز ولاتستطيع الاذن البشرية الإحساس بها واهم مصدر لها هو الحركة الاهتزازية والانزلاقية لطبقات القشرة الأرضية وما ينتج عنها من زلازل وبراكين وعليه انها مهمة جدا في رصد الزلازل وتتبع نشاط البراكين. و خطورة تلك الذبذبات أن الإنسان لا يسمعها (بل يتلقاها و تدخل مباشرة إلي منطقة اللاشعور و التي هي مسؤله عن أكثر من 70% من سلوك الإنسان. و بهذه الطريقه من الممكن أن يبث أنصار الدجال رسائل تخدم الدجال و تغير من برامج البشر (منطقه اللاشعور المسؤول عن 70 % من سلوك الإنسان). و بهذا يمكن أن يغيروا سلوك البشر ليتقبل مجئ الدجال و عبادته.
و يقال أن أنصال الدجال(يأجوج و مأجوج ) إستعملوا تلك الموجات الصوتيه و حملوها علي الآذان (بحيث أنك تسمع الأذان و تحسه بأذنك و في نفس الوقت تمر الرسائل التحت سمعيه مباشرة إلي جهاز اللا شعور في المخ ) .
الإدمان الرقمي أو السمعي و السيطره علي الإنسان علي البعد و مخطط الدجال للسيطره علي الإنسان
Posted by admin
مطلوب و عاجل: إبتكار جهاز يحمي الإنسان من الترددات الصوتيه الضعيفه و التي تؤثر علي الإنسان و تبرمجه بدون أن يشعر.و أيضا يستعمل جيل من تلك الموجات للإدمان و يسمي الإدمان الإلكتروني(السمعي-الرقمي).
الله شرح لنا في قرآنه الكريم كيف يسيطر الشيطان علي الإنسان و ما هي الأدوات التي يستخدمها الشيطان بها الإنسان بعد السيطره عليه. و الدجال يسير في طريق الشيطان لتهييئة العالم للسيطره عليه و تكوين أمبراطورية الدجال( العالم الجديد)
و لكن أولياء الشيطان بذلوا ما إستطاعوا و لازالوا يبذلون كي يبعدونا عن طريق القرآن و فهمه حتي نقع في شباك الدجال و أنصاره(أبليس و أولياء)
إنّ أنصار الدجال يجهزون الأرض و البشريه للسيطره الكامله علي البشر حتي يمهدوهم لعبادة الشيطان(الذي يطلقون عليه في محافلهم أسم: لوسيفير) من خلال تنظيماته و مؤسساته من أمثال: الماسونيه و الصهيونيه العالميه أو الربويين. و زادت في الآونه الأخيره الأخبار الكافيه عن هذه التنظيمات التي تسعي إلي تجنيد الإنسان لعبادة الشيطان و لنزع الدين من الأرض. و هذا ما ذكره القرآن الكريم و نبينا الكريم.
و السؤال هنا كيف سيسيطر أنصار الدجال علي البشريه؟
القرآن الكريم أعلمنا كيف سيسيطر الشيطان علي الإنسان و ماذا سيحدث بعد تلك السيطره؟
وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (الإسراء 64).
الآيه تذكر الوسيله و هي الصوت……. فالجواب بالصوت. حيث أن الصوت هو موجات تنتشر في الفراغ ووحدة قياسها الديسيبل و أو الهيرتز و تنقسم كالآتي
الموجات المسموعه:
هي تلك الموجات التي تقع تردداتها بين 20 هرتز و20.000 هرتز، وتمثل الصوت المسموع بواسطة الأذن البشرية العادية. حيث أن الحد الأدنى لتردد الصوت التي تحس بها الأذن البشرية الطبيعية هو 20 هيرتز تقريبا بينما الحد الأعلى هو 20 الف هرتز، وينخفض هذا المدى عند كبار السن إلى حوالي 12.000 هرتز. وأقصى درجات الإحساس بالصوت لأذن بشرية عادية يقع في المدى بين 5000 هيرتز و8000 هيرتز والذي يشمل ذبذبات الحروف الهجائية. وكما هو معروف يمكن أحداث الموجات السمعية عن طريق الاحبال الصوتية في الإنسان والآلات الموسيقية سواء الوترية أو النحاسية أو الأنبوبية وغيرها من الآلات الأخرى. و الأذن تسمع هذه الترددات. و هذا التردد ليس منه خطوره علي الإنسان.
الموجات الفوق سمعية:
هي الموجات التي تزيد تردداتها على 20000 الف هيرتز والتي تقع خارج نطاق حاسة الاذن البشرية. وهذا النوع من الموجات ما زال موضع بحث واهتمام مكثف نظرا للتطبيقات المهمة التي تمس مجالات عديدة في الصناعة والطب وغيرهما. وقد أصبح بالإمكان إنتاج موجات فوق صوتية تزيد تردداتها على 1000000 هيرتز ولاتختلف هذه الموجات من حيث الخواص عن الموجات الصوتية الاخــرى إلا أنه نظرا لقصر طول موجاتها فإنه بالإمكان تنتقل على هيئة أشعة دقيقة عالية الطاقة. و خطورة تلك الموجات أن أنصار الدجال صنعوا أسلحه دمال شامل مستخدمين في ذلك أجهزه تنتج تلك الموجات الفوق سمعيه و التي تعتبر من أسلحة الجيل الثالث بعد الأسلحة الذريه!!!!! و هذه الترددات يمكن أن تسبب ذوبان الحجر و جسم الإنسان !!!!!!!(راجع مشروع هاربHarp)
الموجات دون(تحت) السمعيه: و هنا يكمن الخطر……!!!!
هي الموجات الصوتية التي يقل ترددها عن 20 هرتز ولاتستطيع الاذن البشرية الإحساس بهاولكنها تصل مباشرة إلي مراكز السمع دون الشعور الأذني بها. و الخطوره تكمن في كونها يتم تخزينها في مركز الذاكره طويل المدي و الذي هو مسؤؤل عن أكثر من 80% من سلوك البشر…
واهم مصدر لها هو الحركة الاهتزازية والانزلاقية لطبقات القشرة الأرضية وما ينتج عنها من زلازل وبراكين وعليه انها مهمة جدا في رصد الزلازل وتتبع نشاط البراكين. و بهذا يمكن أن يغيروا سلوك البشر ليتقبل مجئ الدجال و عبادته.
و يقال أن أنصال الدجال إستعملوا تلك الموجات( التحت سمعيه) الصوتيه و حملوها علي الآذان (بحيث أنك تسمع الأذان و تحسه بأذنك و في نفس الوقت تمر الرسائل التحت سمعيه(برسائل مدمره للعقيده و الداعيه للتسليم للدجال عند ظهوره) مباشرة إلي جهاز اللا شعور في المخ ) .
ظهر هذا السلاح الصامت نتيجة للأبحاث المكثفة في مجال السيطرة العقلية على البشر، ويرجع تاريخ تقنية السيطرة العقلية عن بعد (آر إم سي تي) Remote Mind Control Technology (RMCT) إلى بحث قام به العلماء العاملون في مشروع ”باندورا” الممول من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA بقيادة الدكتور “روس آدي” Ross Adey في أواخر الستينيات من القرن الماضي. واكتشف هذا الفريق العلمي أن الترددات شديدة(الموجات التحت سمعيه) الانخفاض التي يصل تذبذبها من 1-20 هيرتز Hz لها تأثيرات فعالة على المجال الحيوي للحيوانات والبشر. وكان هذا البحث مهمًا لوكالة المخابرات المركزية التي كانت تسعى للوصول للترددات التي تمكنها من السيطرة على عقول البشر عن بعد. واكتشف الباحثون في مشروع“باندورا” أن المنطقة ما بين 6-16 هيرتز Hz شديدة التأثير على المخ، وعلى الأجهزة العصبية والإفرازات الهرمونية الداخلية. وأدت هذه الأشعة لتعطيل الوظائف الحيوية الأساسية في القطط والقرود، ولم يكشف العلماء عن تفاصيل التأثيرات الصحية التي تلحقها بالبشر، والتي ظلت في طي الكتمان.
وكانت هناك مشكلة عملية لتطبيق هذه الموجات التي تحتاج لهوائيات كبيرة؛ ولهذا قام العلماء بتحميل موجات الميكروويف “إلف” على موجات حاملة أخرى مثل موجات “آر إف” RF وموجات “يو إتش إف” UHF، وكانت لها نفس التأثيرات النفسية والحيوية، بل أصبحت أكثر فاعلية في أساليب السيطرة العقلية من موجات “إلف” الصافية. وسُميت الموجات الممزوجة الجديدة بموجات “إلف” الزائفة أو الكاذبة pseudo-ELF و هذا ما يحدث الآن في الإدمان عن بعد أو الإدمان الرقمي كما هو موضح في الفيديو الثاني …….
و أنصار الدجال( يأجوج و مأجوج طوّروا هذا السلاح (و مشوا في طريق أبليس) و أصبحوا يأثّرون بهذه البرمجه التحت سمعيه بحيث أنهم يأثرون علي الإنسان مثلهم مثل أبليس. فالقرآن أشار إلي إستخدام الشيطان للصوت للسيطره علي الإنسان و نحن هجرنا القرآن و لجأنا إلي كتب التراث التي صنعها الدجال ليقوم بتجهيل المسلمين ليمكن السيطره عليهم. و هناك من عبدة التراث من سينقد كلامنا هذا رغم الأدله التي نستخدمها من إستخدام الدجال في الإدمان الرقمي ……….
و الأهم و المهم هو تطبيق هذا التكنولوجيا في الإدمان الرقمي(فهو إستغلال تكنولوجيا الشيطان و أنصار الدجال). شاهد هذا المقطع لفهم عملية التأثير عملياً.
و ما يحدث في الصوت يحدث أيضا في الصور(الفيديو) حيث يتم نشر أفلام كرتون للأطفال شيقه و جذّابه و يتم تحميل علي هذه المشاهد مشاهد أخري بموجات و ألوان غير مرئيه(مثلها مثل الصوت) و هذه المشاهد الغير مرئيه تدخل علي مركز اللاشعور و كلها برمجه و تهييأة البشريه للدجال و تجهيزهم لتقبل عبادته.
(1)القوة الخفية للعقل الباطن - كيف تطلق العنان لقوة العقل الباطن - جيمس ك. فان فليت - الجزء الأول (سلسلة من 3 أجزاء)
Ahmed Eltayef
القوة الخفية للعقل الباطن - كيف تطلق العنان لقوة العقل الباطن - جيمس ك. فان فليت - الجزء الأول (سلسلة من 3 أجزاء)
هذا الكتاب من وجهة نظري بعد قرائتي له ..
وجوده ضرورة ملحة في كل بيت ..
فهو يدلك على عمل عقلك اللاواعي ... تلك الداتا( قاعدة البيانات ) القابعة في أعماقك
والتي على ضوء ماتختزنه يكون تفكيرك وسلوكك وعملك ..
إنتصاراتك وهزائمك نجاحك وإخفاقك ..
قد يبيعك أحدهم أو إعلام منظم أو سياسة نظام ضال فكرة خبيثه تجر عليك أو على الجموع الكوارث ..
وسبب اجتهادك وحماسك للسير نحو الهاوية قناعة ثبتت في عقلك الباطن ..
هذا الكتاب مهم لكل أب وأم يدركون أن التربية هي من الصناعات الثقيلة ..
لكل معلم ومربي وداعي للإصلاح يقبع في ضميره يقين أن "إعداد "المجتمعات مهمة وطنية وواجب إنساني هام للغاية ..
هذا الكتاب لكل من يرغب أن يجعل من نفسه منتج فاااااااااااائق الجودة غالي الثمن ..
كل الود لكم ..
ستتعرف من خلال هذا الكتاب المذهل على كيفية التواصل مباشرة مع عقلك الباطن وكيفية استغلال قدراته الهائلة.
ستكتشف من خلال هذا الكتاب ...
*الصوت الصامت الذي يمكنه التحدث إليك عندما تكون في أمس الحاجة إلى المساعده!
*"المكتشف المتألق" الغامض الذي يمكنه العثور على الأفكار التائهة أو التي لا تعرفها!
*أسلوب "مرآة العقل" الرائع الذي يمكنه في ليلة واحدة, تحسين مظهرك تحسيناً هائلاً!
*"ثماني كلمات سحرية" من المستحيل ان تفشل معها!
* كيفية استقبال "الإرشاد الداخلي" عندما يتحتم عليك اتخاذ قرار مصيري!
*استراتيجية لها مفعول السحر, والتي يمكنها في لمح البصر تهدئة الأشخاص الغاضبين ليصغوا إلى ما تقول!
.. إلى جانب المزيد والمزيد!
نبذة عن المؤلف
يعتبر جيمس ك . فان فليت أحد عظماء هذا الزمان, فهو معالج حاصل على درجة الدكتوراه في علاج العمود الفقري
يدوياً من إحدى أشهر الجامعات على مستوى العالم وهي جامعة لوجان, كما أنه درس في جامعتي أيوا وميريلاند
, وخدم فان فليت في الجيش الأمريكي اثناء الحرب الكورية والحرب العالمية الثانية, وكان بارعاً في
عمله وقد تقاعد عام 1966 وهو برتبة مقدَم, ثم عاود الانخراط في ممارسة مهنة الطب في ميسوري وفلوريدا,
حتى تقاعد نهائياً منذ عدة سنوات مضت, وقد ألف عشرات
الكتب في مجالات الصحة وتحسين القدرات الذاتية, وترجمت أعماله
إلى العديد من اللغات لتصبح في متناول الجميع على مستوى العالم.
كيف يمكنك استخدام القوة الكامنة لعقلك الباطن لتحقق المعجزت الواقعية ؟
الفصل الأول
العقل المزدوج
لكل واحد منا عقلان , العقل الواعي والعقل الباطن . ويستخدم العقل الواعي المنطق والاستنتاج والأسباب ليصل إلى النتائج التي تساعده على اتخاذ القرارات . فعقلك الواعي هو المسئول عن اتخاذ جميع قراراتك في الحياة , وما ستفعله , وما ستتجنبه . أما العقل الباطن فلا دور له في هذه العملية ومع ذلك عندما تتعلم كيف تستخدم العقل الباطن الاستخدام المناسب فستكتشف أن جميع القرارات والاختيارات التي يقوم بها العقل الواعي جاءت متأثرة بالتوجهات و المعلومات التي يتلقاها من العقل الباطن .
فعقلك الباطن لا يفكر ولا يتصرف بناءً على قدرته على اتخاذ القرار أو بناءً على مبادرة منه , ولكن هدفه الأساسي هو تحقيق الأهداف التي تلقاها من العقل الواعي .
لذا لن يعمل عقلك الباطن ما لم تحدد له أهدافاً ليصل إليها أو مشاكل ليعمل على حلها , ولكن إذا حددت له أهدافاً بعينها ومهام ليركز عليها فسينجح في تحقيقها جميعاً ومن أمثلة ذلك , الحصول على منزل جديد أو سيارة غالية الثمن أو الحصول على وظيفة أفضل وغيرها وما إلى ذلك .
وسأناقش مهام العقل الواعي والعقل الباطن بالمزيد من التفصيل في جزء لاحق من هذا الفصل , ولكن الآن فإن كل ما أرغب به في إخبارك به هو ...
كيف يعمل عقلك الباطن مثل الكومبيوتر ؟
قادتني دراستي وأبحاثي على مدار أكثر من أربعين عاماً في مجال التشريح وعلم النفس , وعلم النفس التطبيقي , وعلم الأحياء إلى اكتشاف أن عمل العقل الباطن يشبه الكومبيوتر الذي صتعه الإنسان ,لأن العقل الواعي يوجه وظائفه وتصرفاته .
والعقل الباطن هو آلية إلكترونية معقدة تسعى وراء تحقيق الأهداف وهو يشبه في عمله أكثر ما يشبه الكومبيوتر , وكلنه أكثر تعقيداً وتفاعلاً من أكثر أجهزة الكومبيوتر تعقيداً التي قد يتوصل إليها الإنسان .
وكما قال أحد العلماء الأجلاء : "يعمل العقل الباطن مثل الكومبيوتر , ولكن لا يوجد أي كومبيوتر يشبه العقل الباطن" . وقد ذهب هذا العالم إلى القول بأنه لن يتمكن العلم في أي وقت في المستقبل من التوصل إلى جهاز الكومبيوتر يقترب من مضاهاة العقل الباطن .
حتى لو تم تصنيع جهاز كومبيوتر متطور ومعقد ومركب وقادر على التفاعل مثل العقل الباطن , فإنه سيظل دائماً في حاجة إلى العقل الواعي لتشغيله . كما أن الكومبيوتر لا يوجد بداخله عقل واع يوجه تصرفاته كما يفعل العقل الباطن عند الإنسان . وكذلك لا يمكن للكومبيوتر وضع مشاكل مبتكرة لنفسه , كما أنه يفتقر إلى الخيال وإلى تحديد أهداف لنفسه , كما أنه بلا مشاعر تساعده على اتخاذ القرارت الأخلاقية . إذن الكومبيوتر الذي صنعه الإنسان يعمل فقط على البيانات التي يتلقاها من الخارج التي يمده بها الإنسان الذي يشغله .
وعلى الرغم من أن العقل الباطن يعمل في بعض المناحي بسرعه ودقة أقل من الكومبيوتر , فهذا يرجع ببساطة إلى أن البشر ليسوا آلات , لذا يخضعون لكل المشاعر والعواطف التي يعرضهم لها العقل الواعي حتى إن أكثر أجهزة الكومبيوتر تقدماً لن تحظى بأي فرصة عند مقارنتها بالقدرة الهائلة للعقل الباطن على أكثر المهام الموكلة إليه صعوبة . وفي كل الأحوال فإن الكومبيوتر هو فكرة ولدت في عقل الإنسان وليس العكس .
كيف يعمل عقلك الباطن من أجلك ؟
على الرغم من أن هذا الكتاب سيعلمك كيفية استخدام القوة الكامنة لعقلك الباطن لتحقق النجاح في كل ما تصبو إليه , فإنني أرغب في أن تستغل هذا الجزء الصغير ليقدم لك الحقائق الأساسية والرئيسية حول كيفية استخدام العقل الباطن لتحقيق الأهداف التي توكلها إليه .والآن سأقدم لك مثالاً شديد البساطة , وهو إطعامك لنفسك , فأنت قادر على تحقيق هدف الإطعام نتيجة لبرمجة العقل الباطن على هذه العادة عدة مئات من المرات , لذا فأنت لست بحاجة إلى أن يوجه عقلك الواعي عقلك الباطن إلى أخذ الشوكة من الطبق ووضعها في فمك .
كما أنك لست في حاجة إلى التفكير في العضلات التي ينبغي تحريكها لتحقيق هدف الأكل , لأن عقلك الباطن مبرمج نتيجة للخبرة السابقة على أداء الحركات المناسبة لنقل الطعام من الطبق إلى فمك دون أي تدخل من العقل الواعي . كما أنك لست في حاجة إلى استخدام عينيك لأرشاد الشوكة إلى مكان فمك . فقد أصبحك تلك الحركة تلقائية .
غير أن هذه المعلومة لا تنطبق على الطفل عند تعليمه تناول الطعام بنفسه . فالطفل ينثر الطعام على وجهه وهو يحاول الوصل إلى فمه . وبعد مضي فترات من الوقت والتي تمر على الأبوين المتعجلين يتعلم الطفل كيف يتناول الطعام بمفرده دون بعثرته .
كل ما أرمي إليه هو تقديم مثال بسيط لأريك أنه بمجرد أن يصدر عن العقل الباطن استجابة صحيحة أو ناجحة , فإن هذا يعني أنه بإمكانك إعطاؤه أهدافاً محددة عن طريق العقل الواعي ويتم تخزين هذا الإجراء , ومن ثم يتم تذكره عندما تدعو الحاجة إلى لستخدامه في المستقبل .
يكرر عقلك الباطن هذا الاستجابة الناجحة في المحاولات المستقبلية بغض النظر عن طبيعتها مثل تناول الطعام أو ركوب الدراجة أو قيادة السيارة أو لعب التنس أو الجولف أو الإمساك بالكرة أو العزف على البيانو أو الجيتار أو أي شيء آخر . فقد تعلم أن يصدر الاستجابة المناسبة لأن هذا ما وجهه عقلك الواعي إليه . ويتذكر عقلك الباطن تجاربه الناجحة ويلغي التجارب الفاشلة , ويداوم على تكرار التصرفات الناجحة بحكم العادة دون المزيد من التفكير أو التوجيه من العقل الواعي .
وفي الواقع تكون نماذج العادات محفورة داخل عقلك الباطن حتى أنه يمكنه النجاح بسهولة _ وهو مغمض العينين _ في تحقيق الأهداف التي أوكلها له العقل الواعي .فأنت لست في حاجة إلى المزيد من الإضاءة لتلمس انفك أو تحك أذنك أو تمسح عينيك أو لتضع الطعام في فمك , لأنك تقوم بهذه الأشياء في الظلام تماماً كما يقوم به الكفيف , وذلك لأن عقلك الباطن يتذكر بالضبط مكان كل جزء من أجزاء جسمك .
كيف يستخدم الرياضيون العقل الباطن لتحقيق النجاح في الرياضة ؟
سأضرب لك مثالاً آخر لكيفية استخدام العقل الباطن لتحقيق أهدافك بشكل تلقائي بمجرد تفكير أو توجيه بسيط من عقلك الواعي , لنأخذ أحد لاعبي البيسبول كمثال , اللاعب الذي يضرب الكرة مثلاً .
عندما يلمس المضرب الكرة ينطلق راكضاً اللاعب الذي سيمسك بالكرة دون تفكير من عقله الواعي نتيجة للخبرة السابقة التي اعتاد عليها عقل ضارب الكرة , واضعاً في اعتباره اتجاه الكرة وسرعتها وسرعة الريحه واتجاهها وسرعهة عدو اللاعب ليصل إلى النقطة المحددة ليمسلك بالكرة .
فإذا كنت أحد مشجعي البيسبول فقد شاهدت هذا الأمر يتكرر مراراً , فضارب الكرة يجعل الأمر يبدو سهلاً , نتيجة للمعلومات المخزنه في عقله الباطن والتي تجعله يتصرف على هذا النحو . وتنطبق هذه الفكرة أو المبدأ على جميع الألعاب الرياضية مثل التنس والجولف والبولنج وغيرها . فقد تعلم كبار اللاعبين المحترفين كيفية الاسترخاء ليفسحوا المجال للعقل الباطن بأداء تلك المهمة .
حتى إن كانت لعبة الكرة التي تمارسها مع ابنك في ساحة المنزل الخلفية لا تتطلب أكثر من مجرد الإمساك بالكرة , فإنك لن تنظر إلى القفاز لتمسك بالكرة , حتى وإن كانت تمر من فوق رأسك ولا تستطيع رؤيتها . فأنت أمسكت بها بطريقة غريزية لأن عقلك الباطن أخبرك بالضبط أين ترفع قفازك لأن الخبرة السابقة تساعدك على الإمساك بالكرة .
عقلك الباطن لا يصدر أحكاماً أخلاقية
عقلك الباطن شخصية مجهولة تماماً وهو غير قادر على إصدار أي أحكام أخلاقية أو إقرار الفرق بين الصواب والخطأ أو الخير والشر , فهذه المسئولية تقع على عاتق العقل الواعي بمفرده .
وسيعمل عقلك الباطن تلقائياً وكشخص مجهول لتحقيق أهدافك التي حددتها له بغض النظر عن كونها خيرية أو شريرة أو صواباً أو خطأ أو أخلاقية أو غير أخلاقية . تذكر أن الهدف الأساسي لعقلك الباطن ومسئوليته تنحصر في تحقيق الأهداف , والأغراض التي حددها له عقلك الواعي .
فإذا كنت قد فكرت ولو للحظة واحدة لماذا وكيف ينجح بعض الأشخاص الأشرار فستعلم أن السر يكمن في العقل الباطن الذي حقق لهم الأهداف التي حددها له العقل الواعي حتى إن كانت تلك الأهداف شريرة وغير أخلاقية أو غير قانونية . وبنفس المفهوم يفشل بعض الأشخاص الخيرين , لماذا ؟ لأنهم أخفقوا في إعطاء عقولهم الباطنة الأهداف التي تعمل عليها .
وكما يتضحك لك من خلال هذا , لا يهم عقلك الباطن طبيعة الأهداف التي تحددها له , لأنك لو برمجته على النجاح فسوف تنجح ولو برمجته على الفشل فستفشل .
فأنت لك مطلق الحرية , فإذا منحت عقلك الباطن أهدافاً ناجحة فسيكون آليتك للنجاح , وإذا قدمت له أهدافاً فاشلة أو اغراضاً سلبية فسيكون آليتك للفشل . وسترى أن عقلك الباطن يعمل بالضبط مثل جهاز الكومبيوتر فيما يتعلق بالتساوي بين المعطيات والنتائج , وهي نقطة سأناقشها في الفصل الرابع من هذا الكتاب .
كيف يعمل عقلك الباطن ؟
العقل الباطن هو ذلك الجزء من عقلك الذي يمكنك من المعرفة والتفكير والتصرف بفاعلية . فعقلك الواعي يستخدم المنطق والاستنتاج والأسباب ليصل إلى النتائج التي تساعده على اتخاذ القرارت . وهو المسئول عن اختياراتك وقراراتك , أي تحديد ما تريد وما لا تريد وليس العقل الباطن .
عقلك الباطن هو المسئول عن التفكير في العالم الموضوعي الذي يحيط بك وهو يستخدم الحواس الخمس : النظر والشم واسمع واللمس والتذوق , ليختبر البيئة المحيطة , فإنك تكتسب المعرفة من خلال تلك الحواس الخمس . كما يتعلم عقلك الواعي عن طريق الملاحظة والتجربة والتعلم . وربما تكون أعظم المهام التي يؤديها عقلك الواعي هي استخدام المنطق والتعلم والعقل . فهذا يحدد واحداً من أهم الفروق بين الإنسان والحيوان .
وعندما تقول : "أرى . . أو أسمع . . أو أشم . . أو أتذوق . . أو ألمس" فإن عقلك الواعي هو من يقول هذا , كما يتحكم عقلك الواعي أيضاً في جميع عضلاتك الإرادية , أما عقلك الباطن فيتحكم في جميع عضلاتك اللاإرادية عن طريق النخاع الشوكي والجهاز العصبي التلقائي .
وعن طريق عقلك الواعي فقط يمكنك الاتصال بعقلك الباطن , فالعقل الباطن يحتاج دائماً إلى تعليمات العقل الواعي , وبدون تلك التعليمات من العقل الواعي لن يفعل العقل الباطن أي شيء لأنه ليس لدية أي أهداف ليحققها .
ومن أهم المهام المنوطة بالعقل الواعي إخبار العقل الباطن بما تريد , ثم الإيمان العميق بأنك ستحصل على ما تريد . وينبغي عليك أن تغلق أبواب الخوف والقلق والحيرة أمام عقلك الواعي , لأن هذا قد يحقق تلك المخاوف . فإن كان لدية أية مخاوف , فمن المحتمل أن تتجسد لك وتتحقق .
فهم العلاقة التي تربط بين العقل الواعي والعقل الباطن
سأضرب لك مثالاً يساعدك على فهم العلاقة التي تربط بين العقل الواعي والعقل الباطن وكيف يعملان معاً في تناغم .
يعمل عقلك الواعي كربان السفينة الذي يتمتع باليد العيا . فهو من يوجه كل الأنشطة على ظهر مركبه , حيث يصدر الأوامر إلى أفراد الطاقم في غرفة المحركات الذين يراقبون الماكينات المعقدة التي تدير السفينة . فإذا أصدر لهم أوامر خاطئة أو غير مناسبة فربما تغرق السفينة بسبب عاصفة أو تتحطم على صخرة قرابة الساحل .وليس بوسع أفراد الطاقم سوى تنفيذ الأوامر لأنهم لا يعرفون إلى أين تتجه السفينة .
وربان السفينة هو السيد الذي يرى الكثير والذي يتمتع بسلطة قد لا يتمتع بها أي شخص في موقعه القيادي على مستوى العالم , حيث لا يجرؤ أي من أفراد الطاقم عصيان أوامره , فالجميع يلتزم بطاعة أوامره وتنفيذ تعليماته حرفياً . أما الشخص الذي يحتمل أن يضارعه في موقعه القيادي فهو الطيار .
تلك هي الطريقة التي يوجه بها عقلك الواعي عقلك الباطن , فكما أن الربان سيد السفينة , فإن العقل الواعي هو سيد العقل الباطن . وعقلك الباطن يتقبل أوامره سواء أكانت إيجابية أم سلبية , صواباً أم خطأ , وينفذها دون أي مناقشة , لذا من المهم أن تعطي عقلك الباطن الأهداف الإيجابية لبصل إليها .
وعندما يقوم عقلك الباطن بالاضطلاع بالمهام أو المسئوليات الموكلة إليه فإنه لا يستخدم المنطق أو العقل أو الأحكام الأخلاقية , لأنه يأخذ الأفكار التي ترسلها إليه ويعمل عليها حتى يصل إلى أفضل النتائج . فإذا أرسلت له أفكاراً عن الصحة والقوة فإنه سيحقق الصحة والقوة لجسدك . ولكن إذا فكرت بالمرض والخوف منه فستتسلل تلك الأفكار إلى عقلك الباطن إما عن طريق أفكارك أو الأحاديث الدائرة حولك عن المرض , وبالتالي ستقع فريسة للمرض بيسر وسهولة .
والآن سأضرب لك مثلاً سريعاً آخر حول كيفية إعطاء عقلك الباطن أوامر غير مناسبة أو مقترحات سلبية والتي ستتسبب بإخفاقك . على سبيل المثال : إذا أخبر عقلك الواعي العقل الباطن بأنك فقير وأنك لن تتمكن أبداً من الحصول على منزل كبير أو سيارة جديدة , فتأكد من انك لن تحصل على أي منهما أو أي شيء آخر ذي قيمة ! والسبب أنك أعطيت لعقلك الباطن هدفا خاطئاً . وسأناقش في الفصل السابع كيف تعطي لعقلك الباطن الأهداف الصحيحة والموضوعات المناسبة .
وظائف أخرى للعقل الباطن
على الرغم من أنني سأتناول تلك النقاط بالمزيد من التفصيل كلاً في فصل مستقل , فإنني أود أن اقدم لك هنا ملخصاً أو وصفاً مختصراً للوظائف المتنوعة للعقل الباطن , ومن ثم أوضح لك ليس فقط كيفية استخدامه لتحقيق النجاح في أي مجال تختاره ولكن أيضاً الموضوعات التي يتناولها الكتاب .
ومن أجل فهم أفضل لعقلك الواعي وعقلك الباطن أقترح أن تضع نصب عينيك فكرة محددة في أثناء قراءتك هذا الفصل والفصول القادمة . ولقد ذكرت هذه النقطة تحديدا مرتين ولكنني لن أكررها كثيراً لأنه من المهم بالنسبة لك أن تتذكرها .
وبالطبع النقطة التي أعنيها , هي أن الهدف الأساسي لعقلك الباطن هو تحقيق الأهداف والموضوعات التي أعطاها إياه العقل الواعي . وإذا كنت ستتذكر هذا , فإن كل شيء سيسجل في مكانه الطبيعي وستتلقى إجابات تلقائية على الأسئلة التي تطرحها قبل أن تسألها .
ولن أتعمق في مناقشة الوظائف المتنوعة للجسم التي يتم التحكم فيها عن طريق الجهاز العصبي اللاإرادي مثل الأيض والهضم والتنفس وعمل القلب لأنها تتم بشكل طبيعي وبدون أي تدخل خارجي وبدون أي توجيه من جانب عقلك الواعي .
ومع ذلك فإنه بالفصل الحادي عشر سوف أناقش كيف يمكنك تحسين صحتك عن طريق إعطاء تعليمات مناسبة لعقلك الباطن كما سأوضح لك أيضاً الطرق التي يمكنك انتهاجها للتخلص من التهاب المفاصل والروماتيزم , وكيف يمكن لعقلك الباطن مساعدتك في تأثير الحد من مرض السرطان الذي لا يمكن إيقاف زحفه , وكذلك كيف يمكنك معالجة الربو وأنواع الحساسية وضغط الدم المرتفع والإمساك وغيرها من الأمراض المزمنة , وسترى كيف أن تغيير فكرة سائدة في عقلك الباطن يمكنها إبراء الأمراض التي تنشأ عن اعتلال الحالة النفسية .
وربما لن أتمكن من تغطية كل مشاكل الاعتلال الجسدي والتي يمكن تحسينها أو شفاؤها عندما يتم إعطاء العقل الباطن توجيهات مناسبة , لأنني لو فعلت هذا سيتطلب مني الفصل الخاص بالصحة أن أخصص له كتاباً مستقلاً . ومع ذلك فقد حاولت أن أغطي العديد من الأمراض المزمنة الشائعة التي تؤرق الكثير من الناس , ولن يقف الأمر عند هذا فحسب بل إنك ستكتشف أنه لا يهم طبيعة المشكلة التي تعاني منها لأنك ستجد لها حلاً إذا إستخدمت إحدى طرق برمجة العقل الباطن التي سوف أوضحها في الفصل الحادي عشر .
عقلك الباطن يعمل كبنك الذاكرة لمخك
قبل أن أناقش الوظائف المتعددة للعقل الباطن أو ان أخبرك بطريقة عمل عقلك الباطن كبنك للذاكرة . ومن ثم يمكنك فهم العديد من الوظائف الأخرى .
عقلك الباطن لا ينسى أي شيء , ولهذا السبب فمن المهم برمجته بأفكار إيجابية عن النجاح وليس بأفكار سلبية عن الفشل .
وكما ستعلم من خلال الفصل الذي يتناول تحسين الصحة باستخدام القوة الكامنة للعقل الباطن ,فقد تمكن رجل من إبراء مرض التهاب المفاصل المزمن الذي كان يعاني منه عن طريق برمجة عقله الباطن بأفكار سعيدة مبهجة .
وهناك رجل آخر كان يعاني من مرض السرطان وأخبره الأطباء بأنه لن يعيش أكر من ستة أشهر , فعاش بعدها سبع سنوات ! والسبب أنه اكتشف كيف يبرمج عقله الباطن بأهداف إيجابية من أجل تحسين صحته .
ومن خلال هذين المثالين يمكنك أن تتعلم أهمية وضع أفكار إيجابية عن النجاح لعقلك الباطن وليس أفكاراً سلبية عن الفشل .
ويخزن عقلك الباطن الأفكار التي تغذيه بها إلى الأبد حتى في الأوقات التي تشعر فيها بأن عقلك الواعي غير قادر على استرجاعها . حتى إذا كان عقلك الواعي غير قادر مؤقتاً على تذكر بعض الأسماء أو الأحداث أو المواقف , فإن هذا لا يعني أنك نسيت , لأن هذه المعلومات مخزنة في العقل الباطن ولن تفقد . فقط يتطلب الأمر في بعض الأحيان من العقل الواعي بذل المزيد من الجهد لتذكرها .
وفي الظروف الملائمة عندما يستريح العقل الواعي مفسحاً المجال للعقل الباطن ليعمل على مستوى ألفا بدلا من مستوى بيتا , حينها يمكن تذكر الأحداث التي يبدو أنها نسيت تماماً بسهولة . وسأناقش هذا الموضوع بالمزيد من التفصيل في الفصل التالي .
كيف يمكن لعقلك الباطن مساعدتك في حل المشاكل واتخاذ القرار السليم ؟
عندما لا تتمكن من اتخاذ قرار أو حل مشكله باستخدام المنطق والاستنتاج والعقل , إذن حان الوقت لتحول كل هذه الأمور إلى العقل الباطن حتى يتمكن من تقديم إجابات إليك . وفي الفصل التالي سأضرب لك أمثلة لأناس ناجحين قامو بعمل هذا حتى يمكنك التعلم منهم , كما سأقدم لك بعض وسائل حل المشاكل التي يمكنك استخدامها للإسراع بهذه العملية فيمكنك الحصول على الإجابات أسرع .
ولن تساعدك معرفة كيفية حل المشاكل واتخاذ القرارات الصائبة على تحقيق النجاح والثراء فحسب , بل ستساعدك أيضاً في ممارسة الأنشطة الاجتماعية وإقامة العلاقات مع الآخرين .
ووسائل حل المشاكل لن تكتفي بتعرفيك بكيفية استخدام عقلك الباطن في حل المشاكل , ولكنها أيضاً ستعرفك كيف تنقل تلك المشاكل إلى العقل الباطن ليحلها عندما لا يتمكن العقل الواعي من تقديم الإجابات السليمة .
كيف يمكنك استخدام القوة الكامنة للعقل الباطن في تثبيط وإحباط الأفكار الفاشلة ؟
سأوضح لكم في الفصل الخامس كيف يمكنكم تثبيط وإحباط الأفكار الفاشلة ببرمجة العقل الباطن بالطريقة الملائمة وبالتالي يمكنكم تحقيق النجاح في كل ما تفعلونه . فعندما تفكر في نفسك كشخص فاشل أو تسمح للآخرين ببرمجة عقلك الباطن بأفكار سلبية فسترى كيف يمكنك التحول من الفشل إلى النجاح والشعور بالسعادة لما وهبك الله إياه .
وقد شاهدت طلبة يرسبون دائماً يتحولون إلى ناجحين ويحصلون على امتياز , حدث هذا عندما تعلموا كيف يبرمجون عقولهم الباطنة إلى التفكير في النجاح . كما شاهدت الكثير من الأعمال الفاشلة ورجال المبيعات الفاشلين الذين تحولوا إلى براكين تنفجر بالطاقة والحيوية باستخدام الطريقة ذاتها .
وأنت يمكنك أن تكون مثلهم عندما تتعلم كيف تغذي عقلك الباطن بأفكار ناجحة بدلاً من الأفكار الفاشلة , فدائماً يصل الإنسان إلى ما يؤمن به , ودائماً ستتناغم الظروف الخارجية المحيطة بحياة الشخص مع الحالة الداخلية لعقله الواعي وعقله الباطن .
كيف يمكنك تطوير اتجاه ناجح ؟
أنت أيضاً يمكنك تحقيق الفوز في كل ما تصبو إليه إذا تعلمت كيف تبرمج عقلك الباطن على التوجهات الناجحة . وإذا لم تكن متأكداً من كيفية القيام بهذا , فإنه يمكنك النظر إلى هؤلاء الناس الذين يتناولون الفصل السادس من هذا الكتاب والذين حققوا الكثير من النجاح , ومن ثم يمكنك اكتشاف سمات نجاحهم .
وعندما تقوم بهذا , فإنني على ثقة من أنك ستشعر تماماً كما فعلت أنا بأن الناجحين يتمتعون بصفات محددة تميزهم عن الجميع , فهم يؤمنون بقدراتهم الخاصة , وهم يبتسمون لأنهم تعلموا أن التعامل مع الأمور بجدية زائدة أو اتخاذ مواقف حادة يقودهم إلى الفشل وليس النجاح .
الناجحون يعيشون اليوم ,يعيشون اللحظة ولا يقلقون بسبب أخطاء الماضي أو احتمالات الفشل المستقبلية . وكما تقول الحكمة القديمة : إنهم يؤمنون بصدق بأن الأمس صك ملغي , وأن الغد هو سند إذني , أما اليوم فهو نقد مقبوض .
كيف يمكنك استخدام قوة عقلك الباطن لتصبح ناجحاً وغنياً ؟
عندما تتعلم كيف تنصت ثم تتصرف وفقاً للإرشادات التي تتلقاها من عقلك الباطن , يمكنك حينها تحقيق النجاح في كل ما تفعله . وعندما تصبح ناجحاً فإنه يمكنك أيضاً أن تصبح غنياً إذا كانت هذه الرغبة تطمح إليها .
وفي الفصل الثامن ستتعلم كيف تستخدم أفكاراً وإلهامات جديدة تستقيها من عقلك الباطن لتحقق نجاحاً على المستوى المادي في المجال الذي اخترته , بغض النظر عن طبيعته .
كيف يمكنك استغلال الموارد الكامنة للعقل الباطن في التخلص من الخوف والحيرة والقلق إلى الأبد ؟
في الفصل التاسع , سأوضح لك كيف تعيش في أضيق الحدود اليومية , وبالتالي تتخلص من الشعور بالذنب في الماضي والمخاوف المستقبلية . سترى كيف تعيش بسعاده وتتخلص من الخوف والحيرة والقلق إلى الأبد عن طريق برمجة العقل الباطن بالطريقة المناسبة . فقد تعلم مئات الآلاف من الناس في برنامج العلاج من إدمان الكحول كيفية العيش دون تناول الكحوليات , وكيف يعيشون حياة مثمرة مستخدمين نفس المبادىء والتكنيكات , والبعض منهم استخدمها دون معرفة وتخطيط ولكنهم ما زالوا ناجحين .
كيف يمكنك التخلص من العادات السيئة ؟
هل ترغب بالتوقف عن التدخين , أو تناول المشروبات الكحولية أو التخلص من المزاج السيء , أو التخلص من عقدة الدونية , أو تعلم كيفية التخلص من الوزن الزائد , أو تحقيق حلم الرشاقة الدائمة ؟ سأوضح لك في الفصل العاشر أن حل المشاكل الشخصية لا يتعلق بقوة الإرادة بل بالخيال .
ستتعلم أنه عندما يتصارع الخيال مع قوة الإرادة , فدائماً ما يفوز الخيال . لهذا السبب يفضل استخدام الخيال لحل تلك المشاكل وليس الإرادة القوية كما يتصور معظم الناس . وسأوضح لك كيف يمكنك استخدام خيالك بدلاً من إرادتك حتى تتخلص من كل تلك العادات السيئة وتحصل على النتيجة التي ترغبها .
لمزيد من الطرق التي يمكنك من خلالها استخدام الفوة الكامنة لعقلك الباطن لكسب المزيد من المزايا
والآن سأذكر بأختصار المزيد من الطرق التي تمكنك من استخدام القوة الكامنة لعقلك الباطن لصالحك . ويمكنك استخدامها لتحسين علاقاتك الشخصية مع الآخرين , ولا أعني عائلتك (أي الزوج أو الزوجة والأطفال) فحسب , ولكن أيضاً مع الآخرين والأصدقاء والجيران وزملاء العمل .
وربما لا تكون لاعب جولف أو لاعب كروكيت أو لاعب تنس ماهراً أو عازف موسيقى جيداً , ولكنني على يقين من أنك ستحب تحسين مستواك في لعب الجوالف وتحسن ضرباتك في الكروكريت أو تصبح لاعب تنس أفضل أو تحسين عزفك على البيانو . لذا سأوضح لك في الفصل الأخير كيف يمكنك استخدام عقلك الباطن في تنمية قدراتك الطبيعية لتصل إلى الحد الأقصى لها . وأخيراً في نفس الفصل سأوضح لك كيف تستغل حماسك وتحفظك لتحصل من عقلك الباطن على أفضل النتائج الممكنة .
كيف يمكنك تحقيق راحة البال ؟
عندما تتمكن من تفعيل المرشد الداخلي الموجود في عقلك الباطن وتتوقف عن التخمين بشأن اتخاذ القرار الصحيح أو إتيان التصرف السليم , فإنك ستحقق راحة البال , والذي تتخيله مستحيلا سيتحقق لك . وسيحدث هذا عندما تطبق بصدق المبادىء والفنيات التي ستتعلمها من خلال هذا الكتاب .
كل شيء سينجح نجاحاً طبيعياً بالطريقة التي ترغبها دون بذل المزيد من الجهد من جانبك , وستقل الأخطاء , وعندما يحدث هذا ستكون قادراً على الاسترخاء , وستترك لعقلك الباطن تولي المهام الصعبة .
وستنقلك الحياة إلى سحر ومعان جديدة , وبدلاً من مجرد الوجود أو العيش قإنه يمكنك بدء حياة حقيقية خيالية من الحيرة والخوف والقلق , وحياة يملؤها الفرح والسعادة العارمين .
ويقدم هذا الفصل عرضاً جزئياً لما يمكن للقوة الكامنة للعقل الباطن أن تفعله لك , وتلك الفوائد الرائعة التي يمكنك الحصول عليها عندما تتعلم كيف تستخدمه بالطريقة الملائمة .
لذا وبدون المزيد من التأخير سنتجه مباشرة إلى الفصل الثاني حيث يمكنك معرفة الخطوة الأولى وهي : كيف تتواصل مع العقل الباطن .
كيف تتواصل مع العقل الباطن ؟
الفصل الثاني
يمكنك التواصل مع عقلك الباطن عن طريق تغذيته بالمعلومات تماماً كما تفعل مع الكومبيوتر , وعلى سبيل المثال , إذا كان هناك أمر يضايقك ولم تستطع التوصل إلى قرار سليم بشأنه , فسينبغي عليك إحالته إلى العقل الباطن ليحله لك .
وبالطبع , ينبغي أن تمنح عقلك الباطن فسحة من الوقت ليتمكن من هضم المشكلة ويألف المعلومات المتعلقة بالمشكلة التي أعطيتها له , ثم تنتظر ببساطة حتى يخرج إليك بالحل الصحيح للمشكلة بشرط أن تكون صبوراً .
وينبغي أن أوضح لك أنه لا يمكنك إجباره على تقديم الإجابة , لأنك كلما حاولت الضغط على عقلك الباطن كان عندياً . بل لا بد أن تسترخي وتسمح له بالعمل دون أي ضغوط أو تدخل خارجي من عقلك الواعي . على سبيل المثال : أثق تمام الثقة أنك تعرضت لهذا من قبل , حيث حاولت بشدة تذكر اسم شخص ما ولكن كلما زادت محاولاتك , أصبح تذكر الاسم أكثر صعوبة .
وأخيراً , بينما تشعر بالنفور لنسيانك الاسم , عليك التوقف عن المجاهدة ونسيان الأمر تماماً , فقط اجلس واسترخ وفكر في شيء آخر بعيد كل البعد عن هذا الأمر . ثم بعد ذلك فجأة ستجد الاسم يقفز إلى عقلك الواعي , تلك هي الطريقة التي يعمل بها عقلك الباطن من أجلك . فهو لا يمكن إجباره كما أنه لا يعمل طبقاً للجدول الزمني الذي يعمل به عقلك الواعي , بل يعمل طبقاً للجدول الزمني الخاص به .
ولكن النقطة المهمة هي ضرورة منحه الوقت المناسب حتى يعمل بكفاءة دائماً .
وأفضل طريقة لتوضيح العلاقة بين العقل الواعي والعقل الباطن هي المثال البسيط التالي :
افترض على سبيل المثال أن ابنك حطم لعبته وأحضرها لك وهو واثق من أنك ستصلحها له , وأخبرك أنه حاول إصلاحها لنفسه والم يتمكن ويريدك مساعدتك .
فأخذت اللعبة المحطمة وبدأت تحاول إصلاحها , والآن من الواضح أنك تستطيع إصلاحها أسرع وأسهل لو تركت بمفردك دون أي تدخل خارجي , ولكن بدلاً من أن يقف ابنك يراقب ما تفعل بهدوء أو يتركك ويذهب ليلعب بلعبة أخرى , وقف بجانبك لكي يسدي إليك بنصائح جوفاء حول كيفية إصلاح اللعبة . وربما يتطور الأمر ويتدخل لمساعدتك , ولكن كل ما يفعله هو إعاقة عملك . وربما ينتهي به الأمر إلى جذب اللعبة من يدك ويقول لك إنك أيضاً أخفقت في إصلاح اللعبة وأنه لا يمكن إصلاحها أبداً.
هذا بالضبط ما يحدث عندما تحيل المشكلة إلى عقلك الباطن دون أن تكون لديك ثقة كاملة في قدرته على حلها . وما أعنيه هو أنك لا بد أن تتعلم كيف تثق في قدرات عقلك الباطن الإبداعية وأنه قادر على أداء مهامه , وإياك وإتخامه بالحيرة والقلق حو قدرته على النجاح من عدمه .
لا يمكنك إجبار عقلك الباطن على أداء وظيفته بالسماح لعقلك الواعي ببمارسة المزيد من الضغوط عليه , لأن هذا يتسبب في إتخامه وتعطيل آليته الإبداعية التلقائية , بل ينبغي عليك الاسترخاء وأن تدع عقلك الباطن يعمل بكفاءة بدلاً من محاولة إجباره على العمل باستخدام قوة الإرادة .
الفوائد الرائعة التي يمكنك الحصول عليها عندما تعرف كيف تتواصل مع عقلك الباطن
1 . يقوم عقلك الباطن بحل المشكلات التي لا يستطيع عقلك الواعي حلها .
2 . سيلهمك عقلك الباطن أفكاراً جديدة وطرقاً مبتكرة لم تحلم بها من قبل .
3 . ستتعلم كيف تستخدم الحدس بنجاح كمرشد لك في المواقف الصعبة .
4 . ستشعر بالمزيد من الاسترخاء والثقة في عملك وعلاقاتك الاجتماعية وحياتك بشكل عام .
5 . ستكون قادراً على تحقيق أحلامك في الحب واكتساب احترام الآخرين والشهرة والثروة والسلطة والتمتع بصحة قوية عندما تتعلم كيف تتواصل مع عقلك الباطن ثم تتبع الإرشادات التي يقدمها لك .
الأساليب التي يمكنك استخدامها للحصول على تلك الفوائد
كيف يمكنك استخدام عقلك الواعي لحل مشاكلك ؟
ليس بالضرورة تحويل كل مشكلة تواجهك إلى العقل الباطن لحلها , لأنه يمكن لعقلك الواعي حل العديد من المشاكل ببساطة باستخدام المعلومات والخبرات السابقة المسجلة والمخزنة في بنك الذاكرة الخاص بعقلك الباطن . لذا اسمحوا لي في البداية بتقديم ست خطوات مختصرة ومحددة لأساليب حل المشاكل والتي يمكنك استخدامها للحصول على إجابة من عقلك الواعي :
1 تعرف على مشكلتك بالتحديد .حدد بدقة المشكلة التي تعاني منها بالتحديد وكيف تتسلل لك في المتاعب .
2 حدد سبب المشكلة .ستحتاج أن تعرف لماذا وكيف ظهرت تلك المشكلة , وبالتالي تتمكن من معرفة السبب الصحيح , لذا عليك التنقيب في أعماق جميع الحقائق التي تكشف لك المشكلة . وكلما عرفت السبب تحسن موقفك في حلها .
3 حدد جميع الحلول المشكلة .بعد أن تعثر على السبب الرئيسي للمشكلة فكر في جميع حلولها الممكنة . ولا تستبعد أياً منها عندما تجري دراستك الأولى . حتى إن ثبت بعد ذلك عدم صلاحيتها , لأن الحل المؤقت قد يحمل بداخله أفكاراً قيمة للمستقبل . وكلما درست المزيد من الحلول كان حلك النهائي أفضل .
4 قيم الحلول الممكنة .عندما تحدد جميع الحلول الممكنة قم بمقارنتها بعضها البعض . وعندما تجري عملية التقييم للمقترحات لا تسمح لما تحب أو لكبريائك بالتأثير عليك . فعلى سبيل المثال لا ترفض أفكار براون لأن رائحة فمه كريهة , أو ترفض مقترحات سميث لأن ملابسه قذرة , وتذكر أنك إذا أسرعت في استنتاجك فإنك قد تتسبب في مشكلة أخطر من تلك التي تحاول حلها .
5 دع عقلك الواعي يتخير أفضل الحلول .إحدى النقاط المهمة التي يتعين ذكرها هنا والتي غالباً ما يغفلها معظم الأشخاص ذوي الخبرة في مجال حل المشاكل أو اتخاذ القرار هي أن حل المشكلة قد يكون مزيجاً من حلين أو أكثر من الحلول التي فكرت فيها , على سبيل المثال : ربما تأخذ جزءاً من الحل الذي اقترحه بلاك وجزءاً من الحل الذي اقترحه وايت , وتخرج بحل جراي باعتباره الحل الأمثل لمشكلتك .
6 ضع الحل في حيز التنفيذ واتخذ جميع الإجراءات المطلوبة لتنفيذه .هذه هي الخطوة الأخيرة في عملية حل المشاكل وهي الدور الذي يلعبه العقل الواعي . وغالباً ما تكون هذه أكبر العقبات نتيجة الخوف . ولكن ليس الآن وقت التراجع عن اتخاذ القرار , لأن الجزء الصعب قد انتهى , فإذا كنت متأكداً من صحة قرارك تحل إذن بالثقة وضعه في حيز التنفيذ , وخذ جميع الإجراءات المطلوبة لحل مشكلتك .
وفي بعض الحالات يكون كل ما تحتاجه لحل مشكلتك هو الخطوة السادسة في أساليب حل المشاكل التي ذكرتها تواً , بمعنى آخر ستكون قادراً على حل مشكلتك باستخدام عقلك الواعي المفكر حتى إن كنت ستستخدم الخبرات والمعلومات المسجلة مسبقاً والمخزنة في العقل الباطن
كيف يمكنك استخدام عقلك الباطن لحل مشاكلك ؟
والآن ها أنت قد عرفت الخمس خطوات الأولى من أساليب حل المشاكل , فأنت قد حددت المشكلة . . . وحددت سببها . . . ودرست جميع الحلول الممكنة . . . وقيمت كل الحلول الممكنة . . . وربما تكون قد تخيرت أفضل الحلول باستخدام عقلك الواعي المفكر .
ومع ذلك ولسبب أو لآخر مازلت متردداً في اتخاذ الخطوة ألا وهي وضع الحل في حيذ التنفيذ . وربما يكون السبب هو أنك غير قادر على الاختيار بين حلين ممكنين , وربما ترغب في تأكيد قرارك غير الواضح , أو ربما لا يكون لديك أية فكرة عما يتعين عليك عمله لحل مشكلتك .
وفي حال حدوث أي من تلك المواقف فأنت لست في موضع يسمح لك بوضع حلك في حيز التنفيذ أو اتخاذ الإجراء اللازم الذي أوضحته لك في الخطوة (6أ) من أساليب حل المشاكل , وفي هذه الحالة أنت في حاجة إلى خطوة (6) مختلفة تماماً وإليك ما يلي :
6 . ب حول الأمر برمته إلى عقلك الباطن ليحل لك المشكلة ,ثم استرخ وانسها تماماً . وستجد حلا لمشكلتك يقفز إلى ذهنك على هيئة حدس أو إلهام .
هل ستنجح هذه الطريقة ؟ ستنجح بكل تأكيد . وقد أخبرني رئيس قسم البحوث بإحدى شركات تصنيع المعدات الكهربائية المشهورة بأن معظم الاكتشافات التي حققتها معاملهم كانت تأتي على هيئة حدس أو ومضات في أثناء فترات الاسترخاء بعد جلسات من التفكير المكثف وعصف الذهن وجمع الحقائق .
توماس أ . أديسون المخترع العبقري عندما كانت تحيره بعض المشاكل كان ينقلها من عقله الواعي إلى العقل الباطن ,ثم يرقد ويأخذ اغفاءة قصيرة , وغالباً ما كان يستيقذ ومعه حل المشكلة .
ومن المهم أن تكون لديك الثقة الكاملة في أن القوة الكامنة لعقلك الباطن بإمكانها تأدية أي عمل من أجلك , وينبغي عليك ألا تخبر عقلك الباطن بما تريده فحسب , بل ينبغي أن تخبره بما تتوقعه منه بالتحديد , ومع ذلك إياك أن تخبره كيف يحل لك المشكلة بل يتوجب عليك أت تترك لعقلك الباطن هذه المهمة . فقط استرخ ولا تتدخل وسيقوم هو بالمطلوب .
7 . عندما تتلقى إجابة من عقلك الباطن , فتصرف بناءً على التعليمات التي تلقيتها منه .فعندما تتلقى إجابة لمشكلتك من عقلك الباطن , وهو بكل تأكيد ما سيحدث عندما تسترخي وتتركه يعمل , ضع هذا الحل في حيز التنفيذ فوراً , ولا تترد بل امض قدماً وحل مشكلتك لأنك تعلم أن هذا هو الحل السليم .
كيف ستحصل على الإجابة ؟ يتلقى معظم الناس التعليمات أو الإرشادات في صورة شعور بما يتوجب عليهم القيام به , وتذكر أن عقلك الواعي يفكر , فهو يستخدم المنطق والتفكير الاستنتاجي . ولكن عقلك الباطن يشعر بأنه حصل على الإجابات .
وعلى هذا ستتلقى تعليماتك على هيئة حدس أو ومضات إلهامية , وقد أخبرني أناس عديدون بأنهم عندما يتلقون الإرشاد من عقولهم الباطنة يعلمون أنهم قد تلقوا الإرشاد الصحيح , لأنهم يشعرون بالطمأنينة تغمرهم من مصدر خارجي .
وسواء شعرت بتلك الطمأنينة العارمة أم لم تشعر بها فإنك ستشعر بأنك ملتزم بفعل تلك الأشياء بطريقة محددة حتى إن بدت تلك التصرفات في بعض الأحيان عريبة , لأن تعليماتك قد تجانب المنطق والعقل , ولكن ينبغي عليك اتباع حدسك حرفياً ما لم يبد مضراً لك أو للغير , فتلك هي طريقة عقلك الباطن في تقديم الحلول لمشكلتك .
على سبيل المثال , عندما قام المسيح عيسى بن مريم ( عليه السلام ) بوضع الطين على عيني الرجل الأعمى أخبره بأنه إذا أراد الشفاء فعليه أن يزيل الطين عن عينيه ويغسلها بالماء من بحيرة سالوم , والآن ألا يبدو هذا الأمر غريباً ؟ أنا واثق أنه يبدو غريباً بالنسبة لرجل أعمى , ولكن على الرغم من ذلك فقد نفذ الرجل الأمر وغسل عينيه في الموضع الذي حدده المسيح ( عليه السلام ) وعندما عاد كان مبصراً لذا لو لم يفعل ما أمر به لبقى أعمى كما هو , وإذا كنت ترغب بالحصول على نتائج من عقلك الباطن فإنه ينبغي أن تكون كالرجل الأعمى وتطيعه .
ولا يمكنني تحديد كم من الوقت سيستغرق عقلك الباطن , ولكن عاجلاًً أم آجلاً ستقفز الإجابة التي تنتظرها إلى تفكيرك , بنفس السرعه التي تصاد بها السمك . لذا يجب أن تكون مستعداً لها بغض النظر عما تفعله , تحلق ذقنك أو تقود سيارتك أو تأكل أو تعمل أو تقرأ أو تشاهد التليفزيون .
لابد أن تكون مستعداً لكتابة الإجابة في اللحظة التي تصلك فيها الرسالة لأنها لن تصل بنفس وضوحها في المرة الأولى , وفي الحقيقة في معظم الأحيان لن تصل الرسالة مرة أخرى , لأن عقلك الباطن يمكن أن يكون عنيداً للغاية . لأنه يرى أن مرة واحدة تكفي فإما أن تنتهزها أو تتركها .
لذا عندما تواتيك الفكرة اكتبها حتى تكون واضحة ومفهومة بعد مرور شهر أو سنة بنفس درجة وضوحها أول مرة . وبالنسبة لي لم أكن أفعل هذا دائماً , ولكن اليوم لدي بعض البطاقات مكتوب عليها كلمة أو اثنتان وأضعها في ملفات خاصة . وعندما كتبت تلك البطاقات كنت واثقاً تمام الثقة من أنني لن أنسى الرموز التي كتبتها عندما تلقيت الرسالة , ولكنني مازلت أحتفظ ببعضها لعدة سنوات , وما زلت لا أفهم معناها حتى الآن !
مثال لكيفية حصولك على إجابة
استغرق أحد الكتاب المشهورين الذي يكتب في غير مجال الخيال وقتاً طويلاً حتى تمكن بنجاح من تطوير أسلوبه الحالي في الكتابة .
وقد قال لي : "كنت أعاني من مشكلة في استخدام الأمثلة التوضيحية عندما أشار على الناشر بأنني في حاجة إلى المزيد من الأمثلة والقصص التاريخية لتوثيق كتاباتي وإثبات وجهات نظري . وقال لي رئيس التحرير إن هذا الأمر قد يكون سهلاً على بعض الكتاب , وصعباً على آخرين . وأعتقد أنني كنت بطيء التعلم لأنني لم أتمكن من التعامل مع تلك المشكلة .
"فكرت في هذه المشكلة لفترة طويلة , وأخيراً استسلمت وحولت الأمر كله إلى عقلي الباطن حتى أحصل على إجابة كما اقترحت أنت علي . وقد استغرق الأمر عدة أيام , ولكنني أتذكر أين كنت عندما واتني الحل وكيف حصلت عليه .
كنت أقود سيارتي باتجاه الغرب في بلدة صن شاين على مقربة من هوليداي بلونج لانز عندما جاءتني الفكرة واضحة وكأن صوتاً مرتفعاً انطلق متحدثاً إلي , "عليك أن تفعل ما يلي" واتتني الفكرة وكأنني أقرأ صفحة من الكتاب , رأيت نموذجاً لكيفية استخدام الأمثلة والقصص التاريخية , كانت الفكرة واضحة ونقية نقاء الكريستال , ومنذ ذلك الحين استخدمت نفس الأسلوب بنجاح خلال خمسة عشر كتاباً قمت بتأليفها" .
والآن وقبل الانتقال إلى الموضوع التالي سأقوم بتلخيص ما سبق :
1 . تعرف على مشكلتك على وجه التحديد .
2 . حدد بدقة سبب المشكلة .
3 . تعرف على جميع الحلول الممكنة .
4 . قيم تلك الحلول الممكنة .
5 . تخير أفضل الحلول مستخدماً عقلك الواعي المفكر ( فإذا أسهمت تلك الخطوات الخمس في حل المشكلة فانتقل إلى الخطوة (6أ) ثم الخطوة (6ب) ثم الخطوة (7)
6أ . ضع الحل في حيز التنفيذ واتخذ كل الإجراءات الضرورية لذلك .
6ب . حول جميع المعلومات إلى عقلك الباطن حتى يتمكن من حل المشكلة .
7 . عندما تتلقى الإجابة من عقلك الباطن تصرف على الفور طبقاً للتعليمات التي تلقيتها منه .
وفي الغالب تتمكن النساء من التعامل مع ذلك الإجراء الخاص بالتواصل مع العقل الباطن والذي أوضحته تواً بسرعة أكبر من الرجال . فالمرأة تتمتع بحدس أو حاسة سادسة ترشدها , ليس هذا فحسب , فالمرأة يمكنها أن تشم رائحة المشكلة قبل حدوثها . تلك الحاسة السادسة هي الإرشاد الذي تتلقاه المرأة من عقلها الباطن حتى إن كانت لا تعرف من أين يأتي .
كيف يمكن لعقلك الباطن أن يقودك إلى طريقة أفضل لتفعل ما تريد ؟
يمكن لعقلك الباطن مساعدتك تماماً كما فعل مع الكاتب الذي تحدثنا عنه آنفاً . ومع ذلك علي إخبارك بأن الأفكار الخلاقة أو الإلهام لم يواتياك ما لم تستخدم عقلك الواعي لتفكر بجدية في المشكلة .
فإذا رغبت في هبوط الإهام عليك أو الحدس , فإنه يتعين عليك أولا أن تبدي اهتماماً صادقاً بحل المشكلة أو ايجاد طريقة أفضل لأداء الأشياء .
ويجب عليك التفكير في المشكلة وجمع معلومات عنها والتفكير في جميع مجريات الأحداث بالطريقة التي أوضحتها لك . وفوق كل هذا لابد أن تكون لديك رغبة عارمة , بل لابد أن يمثل حل المشكلة تفكيراً مسيطراً عليك , فالرغبة هي أول قوانين المكسب , وبدون الرغبة العارمة فلن تحقق أي شيء يستحق ولن تحل مشكلتك .
وبعد أن حددت المشكلة وفصلتها , اجمع كل المعلومات والحقائق المتعلقة بها وتخيل الغاية التي ترغب في الوصول إليها , ثم حول كل هذا إلى عقلك الباطن لتحصل على الحل , والتأخير هو كل ما تجني من وراء المزيد من صراع وقلق عقلك الباطن , والآن سأقدم لك مثالاً حياً لمدى نجاح هذه الطريقة .
كنت أقف مع مجموعة من السائحين نحملق بإعجاب إلى جراند كولي _ وهو أحد أكبر سدود العالم _ حيث يبلغ طوله قرابة الميل وارتفاعه يعادل ضعف ملعبي كرة قدم . وكنت أتساءل كيف أمكن لبشر تشييد هذا المبنى الرائع , ثم سمعت المرشد يقول : "لولا خيال المهندس المعماري الشاب والذي لم يقبل بالهزيمة لما بني سد جراند كولي" .
لقد تحدى المهندوسن الذين عملوا على هذا المشروع مشكلة ليس لها حل . فقد وصلوا إلى النقطة التي لا تستطيع معها طرق الإنشاء العادية الناجحة , بسبب عمق الرواسب المتحولة من الرمال والطمى .
وقد اندفعت آلاف الأطنان من تلك الرواسب في المناطق التي قاموا بحفرها حديثاً وهدمت السقالات والدعامات . وقد جربوا كل أنواع التقنيات الهندسية , ولكن بلا جدوى , وبدت المشكلة بلا حل وبدا الموقف بلا أمل . وفي الحقيقة كان أعظم العقول في مجال الهندسة الإنشائية على وشك الاستسلام والإقلاع عن فكرة السد .
ثم واتت أحد المهندسين فكرة وقال : "عندما استيقذت صباح اليوم واتتني فكرة غريبة . أعلم أنها تبدو لأول وهلة فكرة مجنونة , ولكن أعتقد أنها ستنجح . لنقم بدفع الأنابيب خلال الرمال والطمى ثم نمرر خلالها مواد تبريد والتي ستحولها إلى كتلة صلبة من الصخور . وعندما يحدث هذا فلن نقلق بشأن انهيارها فوق رؤوسنا" .
وقاموا بتجربة الفكرة لأنها الملاذ الوحيد لهم . وفي وقت قصير تجمدت الرمال المبللة والطمى المتحول والذي بدا كمشكلة لا حل لها وتحول إلى كتلة ضخمة من الصخر الصلب .
وها هو الجراند كولي يقف شامخاً والملايين من الناس يستفيدون منه , لأن ذلك المهندس الشاب راودته فكرة , ولأنه رفض قبول الهزيمة , وتصرف مع الموقف من منطلق استحالة الفشل وأن النجاح هو غايته .
وبعد أن استمعت إلى القصة التي رواها المرشد عرفت أن ذلك المهندس الشاب حصل على مساعدة لحل تلك المشكلة من عقله الباطن , على الرغم من أنه قد لا يعرف من أين جاءته تلك الفكرة .
كيف تستخدم فن التأمل لتحصل على الإجابة التي تريدها ؟
وعندما كنت طفلاً كان طبيب عائلتنا يعود دائما إلى مكتبه بعد تناول طعام الغداء ليفكر في مشاكل الحالات التي يعالجها . "عندما تواجهني مشكلة صعبة فإنني أتلقى إرشادي من مكان ما بداخلي" كانت تلك كلامته لي عندنا ذهبت إليه لاحقاً يعد أن كبرت وكنت أريد نصحه قبل أن ألتحق بجامعة أيوا .
كما قال لي أيضاً : "إن جرعة الصمت والتأمل اليومية التي أصفها لنفسي هي التي تمنحني القوة التي أحتاجها لمساعدة مرضاي وما كنت لأحيا بدونها .
أيها الشاب لا يهم طبيعة العمل الذي اخترته لنفسك لأن المشاكل ستعرف طريقها إليك في حينها , وستتمكن من التعايش معها إذا تعلمت كيفية الاسترخاء في مكان هادىء وتأملت وانتظرت حتى تحصل على الإجابات الصحيحة" .
وأنت أيضاً يمكنك استخدام التأمل لتحل العديد من المشاكل , فقط تخير مكاناً هادئاً حيث لا يشغلك شيء وقم بتصفية عقلك الواعي من كل أنواع القلق والمشتتات واستمع إلى ذلك الصوت الضئيل الذي يأتي من داخلك ليقدم لك الإجابات التي تريدها .
امنح نفسك جلسة تأمل مدتها نصف ساعة , واحرص على ألا تقل المدة عن نصف الساعة لأنها ربما تكون عديمة الفائدة , لأن عقلك الواعي المفكر يستغرق وقتاً حتى يصبح صافياً تماماً , وبالتالي يكون مستعداً لتلقي الإرشاد من عقلك الباطن .
ما الذي يقدمه لك التأمل ؟ إنه يصفي عقلك الواعي , وبالتالي يكون قادراً على تلقي الإرشاد من عقلك الباطن .
وعندما تتأكد من أنك تلقيت الإجابة فاتخذ كل ما يتطلبه الأمر لتحقق ما تريد . ولا يهم إن كانت الإجابة سخيفة أو هزيلة إلا إذا كنت ترى أنها مضرة لك أو لغيرك , عليك أن تتبع التوجهات المعطاة لك حرفياً .
وتذكر الرجل الأعمى الذي غسل عينيه من بحيرة سالوم والمهندس المعماري الشاب الذي لولا فكرته الملهمة لما بني سد جراند كولي . فلو لم يتبعا التوجيهات حرفياً لفشلا في الحصول على النتائج المرجوة .
كيف يمكن للنوم أن يقدم حل مشكلة ؟
في بعض الأحيان تكون فكرة التأمل غير كافية , ويكون النوم هو الطريق الوحيد للحصول على الإجابة التي تريدها .
أحد رجال الأعمال وهو صديق مقرب لي سأطلق عليه جون , كان منذ عدة سنوات غارقاً في الديون وكان على حافة الإفلاس التام , وبعد أن ناقش معي كيفية استخدام العقل الباطن لحل المشكلة قرر أن يجرب طريقتي , فليس لديه ما يخسره أو يكسبه , فبدأ يطلب مساعدة عقله الباطن مستخدماً أسلوباً نجح مع العديد من الناس .
وقال لي جون : "بدأت أضع ورقة فارغة وقلم رصاص بجوار الفراش , وغالباً ما كنت أستيقذ في الصباح لأجد نفسي لا أتذكر بعض الأشياء التي دونتها في الورقة . لقد كان هناك سيل من الأفكار الجيدة يتدفق مع عقلي الباطن بينما أنا نائم" .
وبينما بدأ جون في تدوين الأفكار التي ستنجح معه فوجد أن توجهاته المتعلقة بالعمل قد تغيرت تماماً من توجهات سلبية إلى توجهات إيجابية . وكان من الواضح أن حماسه قد أنتقل إلى العملاء , حيث بدأ عمله في الازدهار وأصبح خلاص فترة قصيرة قادراً على مواجهة الدائنين بدلاً من الاختباء منهم .
ويقول جون : "لم أعد أشعر بالقلق بشأن الفواتير وتركت الأمر برمته إلى عقلي الباطن ليتعامل معه , ولم تمض فترة طويلة حتى شعرت بأن كل تلك المشاكل التي بدت مستحيلة الحل ليست كبيرة إلى هذه الدرجة" .
واليوم أصبح جون أحد كبار رجال الأعمال ولم يمنعه هذا النجاح من الاحتفاظ بالورقة والقلم إلى جوار فراشه ليكتب الأفكار التي تتدفق إلى رأسه وهو نائم .
يقول أحد مشاهير كتاب القصص الأمريكيين : "أحد أهم الاكتشافات التي توصلت إليها منذ زمن طويل هي تلك القوة التي تكمن بداخلي وتتابع عملها بينما أنا نائم أو مسترخٍ أو منخرط في أي عمل آخر غير الكتابة .
فعندما تواجهني مشكلة في أثناء كتابة قصة ما أحولها إلى تلك القوة لتحلها بينما أتوجه إلى الفراش . وغالباً ما أستيقذ في الصباح لأجد حلاً لتلك المشكلة _ وسيلة أو حبكة أو شخصية أو ما إلى ذلك _ والتي كانت تؤرقني قبل أن أتوجه إلى الفراش .
وأتقبل الإجابة التي تلقيتها دون أي مناقشة لأنني أجد أن الحكم الذي تصدره تلك القوة مهما كان لا يفشل أبداً . ومن الواضح أنه يمثل تلك الخبرات الفطرية الموروثة والخبرات المتراكمة التي اكتسبتها على مدار حياتي التي لم أنسها , ودائماً ما أثق في كل الاستنتاجات التي تخلص إليها تلك القوى لأنها تنتج عن عملية تفكير طويلة" .
تلك القوة التي يستخدمها القاص ولكنه يجهل اسمها هي قوة العقل الباطن والتي من الواضح أنه لا يعرفها . فكل ما يعرفه هو أن هناك شيئاً ما بداخله يساعده على حل مشاكله وإيجاد الإجابات التي يريدها .
وكثيراً ما حقق أسلوب النوم لحل المشكلة نجاحاً مع العديد من الناس . وربما يكون هو أفضل إجراء بالنسبة لك أنت أيضاً , فهذا الأمر يرجع إلى خبرتك فعليك أن تكتشف هذا بنفسك .
كيف تضبط عقلك الباطن على التردد الصحيح لتلقى الإجابة ؟
قرر العلماء أن نماذج موجات المخ تتنوع تنوعاً كبيراً من ناحية نوع النشاط الذي ينخرط في الشخص . ويطلق المخ طاقة كهربائية يمكن قياسها باستخدام مخطط الدماغ الكهربائي (eeg) ويتم قياس إيقاعات طاقة المخ على هيئة دوائر لكل ثانية , وعموما يطلق على حوالي 12 دائرة في الثانية وما فوقها مصطلح موجات بيتا , ومن 7 إلى 12 ألفا أو دلتا , والدلتا هي أكثر الأصوات خفوتاً , وتكون نماذج موجات المخ بطيئة للغاية وغالباً ما تكون من واحد إلى ثلاث دوائر في الثانية . والدلتا هي الحلة التي يكون عليها المخ أثناء التخدير .
وتكون أنت في حالة بيتا معظم اوقات نومك , وعلى الرغم من انك تدخل وتخرج من حالة ألفا , أما ألفا فهي الحالة التي يستخدمها عقلك الباطن ليرسل إليك رسائله أثناء النوم أو أثناء اليقظة عندما تكون منهمكاً في عمل ما .
وكما عرفت مما سبق , فعليك أن تدخل في حالة ألفا لتحصل على أفضل نتائج التأمل . وأفضل طريقة للوصول إلى تلك الحالة هو الاسترخاء على كرسي مريح في حجرة هادئة وأنت مغمض العينين . ولكي تتخلص من كل المشتتات الخارجية عد بالعكس من مائة لواحد وببطء شديد , وهو نفس المبدأ الذي تستخدمه عندما تعد الغنم عندما يجافيك النوم , عدا أنك لا تريد الدخول في حالتي الدلتا والبيتا , بل تريد الوصول إلى حالة الألفا وتبقى هناك في أثناء فترة تأملك .
وبينما تمارس هذا فستتعرف بنفسك على حالة الألفا وأنك قادر على التفريق بينها وبين حالة البيتا . أحد الأشياء التي ستلحظها هي أنك تشعر بالسلام التام لأنك غير قادر على استدعاء مشاعر الغضب أو الاستياء من حالة البيتا وأنت في حالة الألفا . فإذا تدخلت تلك المشاعر الخاصة بعقلك الواعي فستخرج فوراً من حالة الألفا لتدخل في حالة البيتا , غير أن هذا الأمر سيظل ملحاً ويطاردك ما لم تقلع عن هذا .
وأفضل طريقة للتخلص من مشاعر الغضب والاستياء هي أن تفعل كما فعل الدكتور إيميت فوكس , أن تفكر في الله سبحانه وتعالى فقط , وفي صفاته من الحكمة والمعرفة والحق والعدل والرحمة . وستساعدك هذه الطريقة على التخلص من مشاعر الغضب والاستياء أثناء تأملك .
وتعتبر الألفا هي أفضل الحالات التي تمكنك من ممارسة فن التخيل . فالتصور الداخلي أو الرؤية هي كل ما تحتاجه . وكلما تعلمت فن الرؤية , زادت قوتك على تلقي الإجابات من عقلك الباطن .
وعن طريق حالة الألفا أيضاً يمكنك أن تتذكر الأشياء التي يبدو أن عقلك الواعي قد نسيها . وعلى الرغم من أنني أمتلك خزانة في مرفأ السيارة احتفظ فيها بكل أدواتي , فلابد أن أعترف بأنني نسيت أن أعيد وضع المطرقة ومفك البراغي والكماشة بعد استخدامها .
والآن أنت تعلم أنني لا أفقد الأشياء , ولكن لا أضعها في مكانها الصحيح , بل تظل دائما في المكان الذي تركتها فيه . فقد عثرت علة عدد لا حصر له من الأدوات التي لم أعدها إلى مكانها الصحيح في نفس المكان الذي أخبرني عقلي الباطن بأني تركتها فيه .
وعندما لا أجد أداة بعينها في مكانها فإنني أجلس وأغمض عيني وأذهب فوراً إلى حالة الألفا (وهو أمر سهل بالنسبة لي نتيجة للخبرة والكثير من التدريب) وخلال دقائق قليلة تقفز الفكرة إلى رأسي وتقودني إلى المكان الصحيح .
على سبيل المثال , منذ عدة أيام لك أستطع العثور على منشار يد صغير ولكن بعد عدة دقائق من الدخول في حالة الألفا رأيت المكان بوضوح بعيني عقلي . فقد كان فوق سقف السيارة حيث كنت أصلح أنبوب بلاستيك يسرب الماء من وحدة التسخين الشمسي الخاصة يحمام السباحة منذ عدة أيام مضت .
وقد أخربني العديد من الناس الذين دربتهم على استخدام هذه الطريقة بأنهم عثروا على الأشياء التي فقدوها منذ مدة مثل الأدوات وتذاكر الطائرة والمفاتيح والأوراق الخاصة بالعمل والمخططات والأكواب والمحافظ والمجوهرات وغيرها .
كيف تجعل عقلك الباطن صديقاً شخصياً حميماً ؟
يمكنك أن تجعل عقلك الباطن من أكثر الأصدقاء نفعاً وحميمة . وكل ما تحتاج إليه هو أن تتحدث إليه كما تتحدث مع أي شخص آخر , وبالطبع فمن الحكمة أن تقوم بهذا وأنت بمفردك . وإلا اعتبرك الناس مجنوناً على أقل تقدير .
وأنا شخصياً لا أجد أي غضاضة في التحدث مع عقلي الباطن . ويمكنني الاعتراف بأنني جنيت بعض الفوائد من وراء تلك المحادثات . فقد ولدت ونشأت في مزرعة بأيوا تبعد حوالي خمسة أميال عن أقرب بلدة . وكنت طفلاً وحيداً , ولم يكن هناك بجوارنا أطفال في مثل عمري يمكنني العب معهم . . لذا تعلمت كيف أتجاذب أطراف الحديث مع نفسي في مرحة مبكرة من حياتي , ولم أعتربه أمراً غريبأ أو غير طبيعي , وبالإضافة إلى ذلك فإن الحديث إلى النفس طريقة للتفكير بصوت مرتفع , ولا عيب في هذا .
لذا فإنني تحدثت إلى عقلي الباطن تماماً كما أتحدث إلى شخص أعطيه أوامر . ولم تراودني أي مخاوف أو شكوك في أنه سيفعل خلاف ما آمره به .
على سبيل المثال , إذا شعرت بشيء مع عسر الهضم , فسأعطي تعليمات إلى عقلي الباطن بأن يخبر معدتي بأن تهدأ وتتصرف بطبيعة . وأفعل الأمر ذاته عندما أعاني من أي مشاكل عضوية مزمنة , ونادراً ما يحدث هذا لأنني أمرت عقلي الباطن بالحفاظ على صحتي جيدة وهو يؤدي هذه المهمه بنجاح منذ سنوات كثيرة مضت .
ومنذ زمن بعيد توقفت عن استخدام المنبه فإذا كان علي الاستيقاظ مبكراً لسبب أو لآخر فإنني أخبر عقلي الباطن بإيقاذي في الساعة الخامسة أو السادسة ودائماً ما يطيع أوامري . ولم يفشل معي ولا مرة واحدة .
والآن لننتقل إلى الفصل التالي فسوف أوضح لك كيف يستخدم عقلك الباطن قوة التخيل والتصور العقلي لتحقيق النجاح .
كيف يستخدم عقلك الباطن قوة الخيال ليحقق لك النجاح ؟
الفصل الثالث
في عصرنا الحالي حل الترانزستور في أجهزة الراديو والتليفزيون والمسجل محل تلك الصمامات المفرغة القديمة , لماذا ؟ حسناً لأن الترانزستور لا يولد حرارة لذا لا يحترق , ولا يسبب مشاكل وسيبقى للأبد , ولكن هذا لم يوضح سبب وجوده , فلماذا توصل الإنسان إليه ؟
لأن شخصا ما استخدم خياله وخرج بفكرة أفضل .
جميع الاختراعات بدءاً من العجلة , ووصولاً إلى نظام التحكم التفاعلي المتطور لمكوك الفضاء , كانت في بدايتها أفكاراً تقبع في أعماق العقل الباطن .
فكرة صغيرة ألقيت في تربة المخ الخصبة , غرسها العقل الواعي وترك لها فسحة من الوقت كي تنمو . ثم قام العقل الباطن بريها وتسميدها , وفجأة تفتحت كزهرة يانعة , والجميع يستفيد منها , كل هذا لأن شخصاً ما خرج بفكرة أفضل عما يمكن القيام به , إذن الخيال هو المفتاح الذهبي الذي سيفتح كل أبواب الحياة الرغدة للجنس البشري .
الفوائد الكثيرة التي ستجنيها عندما تستخدم خيالك
1 . ستكتشف طرقاً جديدة وأفضل لأداء المطلوب منك .
2 . يمكنك توفير وقتك وجهدك وأموالك عندما تجد طرقاً جديدة للقيام بالأشياء وتنفيذها .
3 . فإذا كنت في مجال الأعمال الحرة فستزيد من هامش ربحك وتكون قادراً على كسب الأموال .
4 . إذا كنت تعمل في شركة أو مؤسسة فإنه يمكنك الحصول على الترقيات والتقدم لمنصب أفضل .
5 . يمكنك اكتشاف حلول لمشاكلك الشخصية عندما تستخدم خيالك الخلاق .
الأساليب التي يمكنك استخدامها لتجني تلك الفوائد الكثيرة
كيف تستخدم خيالك لتحصل على ما تريد ؟
في البداية ينبغي أن تعلم أن عقلك الباطن ليس بإمكانه التفريق بين التجربة الحقيقية والخيالية . بل يستجيب تلقائياً للمعلومات التي برمجها عقلك الواعي . كما أنه لا يستجيب للحقائق فحسب بل لما تتخيله أيضاً .
فليس بالضرورة أن تكون لديك تجربة لتبرمج عقلك الباطن , لأن الإنسان هو المخلوق الوحيد على ظهر الأرض الذي لا يعتمد على الخبرات السابقة ليتحكم في مستقبله .
وسيقوم عقلك الباطن بتخزين كل الخيلات على أنها واقع , على سبيل المثال إذا تخيلت نفسك كرجل مبيعات لا يشق له غبار يحقق أكثر من مائة ألف دولار في السنة , وإذا صدقت هذا فأنت تستخدم تلك الخيالات في برمجة عقلك الباطن ليحولها لك إلى واقع .
ويمكن لعقلك الواعي تصور كل هذه الأشياء الرائعة , وعندما تبرمج عقلك الباطن بهذه التصورات وأنت مؤمن بتحققها , وأنت تؤمن بامتلاكها , فسيعمل عقلك الباطن ويقدم لك النصائح والطرق التي تستخدمها لتحقق تلك الخيالات .
إن على الإنسان أن يطلب ليحصل على ما يريد , ويسعى ليجد ما يريد , وإذا تمكن الإنسان من الإيمان بأن كل شيء يمكن تحقيقه فإنه سيحقق ما يريد .
وأنت أيضاً يمكنك الحصول على كل ما تتخيله إذا آمنت بإمكانية تحقيقه , سيارة جديدة أو منزل أكبر أو وظيفة أفضل أو حياة عائلية أسعد , كل هذا ممكن تحقيقه لو آمنت به . وسيعمل عقلك الباطن تلقائياً على تحقيق كل تريد حسب ما برمجته , سواء كان واقعاً أو خيالاً .
لذا فمن المهم أن أشير هنا إلى أن عقلك الباطن لن يحقق لك أي شيء ما لم تكن تؤمن به . كما أنه من المهم عندما تنقل الرسالة إلى عقلك الباطن أن تشعر كأن المهمة قد أنجزت على أكمل وجه .
لذلك إذا كان من الضروري أن تشعر وتفكر في أنك ستكون ناجحاً , فمن الضروري أيضاً أن تخطو إلى الأمام لترى نفسك ناجحاً بالفعل سواء في أداء مهمة بعينها أو الترقي إلى منصب أعلى .
كيف تستخدم التصور العقلي لبرمجة عقلك الباطن ؟
أعلم أنك شاهدت الممثلين والممثلات وهم يؤدون على شاشات التليفزيون أو السينما مشاهد حزينة للدرجة التي تقتنع معها بأن ما تراه ليس تمثيلاً بل حقيقة . ولقد سنحت لي الفرصة بالتحدث إلى بعض الممثلين وسألتهم كيف يمكنهم أداء تلك المشاهد الحزينة وكأنها حقيقة .
وتتضمن السطور التالية إجابتهم . "أفكر في بعض الحوادث الحزينة التي ألمت بي مثل وفاة والدي أو والدتي , أو فقدان أخ أو أخت , ثم أعيد تشكيل المشهد كله في عقلي . وعندما أشعر بالحزن أكون على استعداد لأداء مشاهد الحزن المؤثرة التي تنتزع الدموع من عيون المشاهدين" .
والآن أنا على ثقة من أنك تكون صوراً في عقلك قبل أن تذهب إلى الفراش . وإذا كنت مثلي فإنك ستتمكن من خلق الكثير من الصور التفصيلية في عقلك كما أنه يمكنك القيام بنفس الشيء عندما تكون مسترخياً على مقعد مريح وتراودك أحلام اليقظة .
النقطة المهمة هنا أنه يتعين عليك اختيار الصور العقلية التي تساعدك على تحقيق أهدافك في الحياة وليس مجرد صور خيالية أو أحلام يقظة , وسأضرب لك مثلا ملموساً وعملياً لكيفية استخدام الأسلوب المناسب .
كان أحد أصدقائي _ ويدعى إل جي وهو مستشار في مجال الاستثمار لشركة سمسرة كبيرة _ يحاول بيع بعض السندات المعفاة من الضرائب لأحد الأثرياء , ولكنه كان خائفاً من الفكرة , لذا لم ينجح قط مع هذا الرجل .
وقال لي إل : "أعلم أنه بإمكاني بيع تلك السندات لو تمكنت من التخلص من هذا الخوف غير المبرر منه , ولكنه يخيفني إلى حد الموت , ولا أعرف كيف أتخلص من هذا الشعور السخيف بالخوف منه" .
وكنت أعرف الرجل الذي يتحدث عنه إل , فقد كان من الناحية البدنية رجلاً قوياً للغاية وله حاجبان كثيفان وذا وجه عابس وصوته جهوري , ويمكنه إخافة من عندهم استعداد لذلك . ولكنني أعرف أنه لا يحب الجبناء الذين يخافون سلوكه الغليظ .
فقلت لإل : "إل , لماذا لا تجرب هذا المنهج معه , أنت تعلم أنه لن يؤذيك بدنياً على الرغم من مظهره الوضيع المخيف . لذا لماذا لا تتخيله شخص ودود للغاية وبالتالي ستشعر بالراحة وأنت تتعامل معه" .
وبعد عدة أسابيع ألتقيت بإل وكان الحماس يملؤه وقال لي : "جيم لقد نفذت اقتراحك وتخيلته ودوداً مسالماً وديعاً . وقد انعكست تلك الصورة في صوتي وتصرفاتي وفي المنهج الذي اتبعته معه لأبيع له تلك السندات . وقد جاء رد فعله مخالفاً تماماً لرد فعله السابق وقد استثمر معي 25 ألف دولار كبداية فقط , وطلب مني أن أعاود الاتصال به مرة كل شهر" .
فإذا كنت تعمل في مجال المال وصادفك عميل قاسٍ كما حدث مع إل , فتخيله في الصورة التي ترغبها وسيساعدك خيالك في التخلص من خوفك . ولقد شاهدت العديد من المحامين الشباب يستخدمون هذه الطريقة بنجاح عندما يواجهون شخصاً يفوقهم خبرة وذا باع طويل في المجال .
لذا جرب هذا بنفسك , وأنا أعلم أنك ستسعد بالنتائج التي ستحصل عليها , وكلما تعلمت التصور العقلي بصورة أفضل , حصلت على عقل باطن قوي يمكن الاعتماد عليه .
كيف تساعد عقلك الباطن باستخدام التصور العقلي ؟
حيث إن عقلك الباطن هو آلية تسعى وراء تحقيق الأهداف , فإن الطريقة الوحيدة ليعمل من أجلك هي أن تضع له هدفاً يسعى لتحقيقه , وينبغي أن ترى بوضوح من خلال عقلك الباطن ما الذي ترغب في تحقيقه تحديداً قبل أن يشرع في العمل , لذا عندما تحدد لعقلك الباطن ما تريده على وجه الخصوص فإن طاقته الإبداعية ستجعله يؤدي مهامه على نحو أفضل مما يمكن لعقلك الواعي أداؤه باستخدام الإرادة القوية .
لذا بدلا من أن تحاول تحقيق أهدافك مستخدماً العزيمة الحديدية وقوة الإرادة , حول كل الأمور ببساطة إلى عقلك الباطن ثم استرخ وتوقف عن القلق والخوف , فقط تصور بعقلك ما تريد تحقيقه واترك للقوة الإبداعية لعقلك الباطن الفرصة لتعمل وتحقق لك ما تريد .
ولكن هذا لا يعني أنك معفى من العمل وبذل الجهد , وهو ما سأناقشه بالتفصيل لاحقاً عندما أشرح لك كيف يمكنك الجمع بين التخيل والعمل المبدئي وكيف سيقودانك مباشرة إلى هدفك دون بذل أي جهود لا طائل منها .
كيف تستخدم أسلوب المرآة لبرمجة عقلك الباطن ؟
هل تعلم أن أفضل رجال المبيعات والمتحدثين المحترفين الذين يظهرون على شاشات التلفاز , وكذلك السياسيين يقفون أمام المرآة ويلقون خطبهم قبل أن يخرجوا على الناس ؟ على سبيل المثال لم يكن وينستون تشرشل يلقي أي خطاباً هاماً دون أن يتدرب عليه أمام المرآة أولاً .
وكذا كان يفعل أحد أفضل العاملين في مجال التأمين في الولايات المتحدة , فلم يكن يشرع في عرض أي من موضوعاته قبل أن يقف أمام مرآته ويعرضه على نفسه أولاً , وجميع رجال المبيعات يعرفون جيداً الفكرة التي تقول إنك لو نجحت في إقناع نفسك أولاً يقيمة وفوائد الشيء الذي تبيعه فسيمكنك دائماً إقناع الناس به .
عندما كنت لا أزال بالجيش وكنت في طريق عودتي عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية ترأست وحدة للتدريب في فورت ليونارد وود في ميسوري حيث كانت القاعدة العسكرية . وكان هناك صف من المتطوعين الذين تركوا لتوهم حياتهم المدنية وأصبحوا جنوداً محترفين خلال ستة عشر أسبوعاً .
وعندما ينجح أحد الجنود فإنه يتعين عليه التوقيع في سجلات الوحدة في حجرة كبير الضباط , وقبل أن يغادر يرى صورته في مرآة كبيرة معلقة على الباب وكان معلقاً فوق هذه المرآة عبارة تقول : "إنك جندي في أفضل جيش في العالم . . . تصرف كأحد أفراده . . . كن مثلهم . . . كن واحداً منهم" .
ولقد شاهدت المئات من الشباب الذين كانوا منذ عدة أسابيع قليلة مضت لا يهتمون بمبلسهم أو مظهرهم الشخصي يقفون أمام المرآة تبدو عليهم الجدية ويتفحصون بدقة صورتهم في المرآة , ثم يستديرون وهم يشعرون بالفخر وتنعكس ابتسامتهم الفخورة في المرآة .
وبينما كنت في فورت ليونارد وود شاهدت رئيس كتيبتي وهو برتبة مقدم يستخدم أسلوب المرآة ليستعيد توازنه بعد أن أفرط في تناول الشراب في أثناء حفل عسكري أقيم في نادي الضباط .
فقد رأيت المقدم فريد إس ينهض في إحدى الحانات ويسير مترنحاً باتجاه الحمام . كنت أخشى أن يسقط على الأرض ويؤذي نفسه لذا تبعته كي أساعده إذا استلزم الأمر . وعندما فتحت باب الحمام كان يقف أمام المرآة ويستند إلى الحوض ويتحدث إلى نفسه في المرآة قائلاً : "فريد أيها الأحمق اعتدل إنك تجعل نفسك تبدو أحمق ليس فقط أمام القائد ولكن أمام مرؤوسيك , إنك شخص متوازن . . . نعم متوازن هيا اعتدل" .
فبينما كان ينظر إلى صورته في المرآة كان يردد بصوتٍ مرتفع "أنت متماسك" , وخلال دقائق معدودة رأيت تغيراً بدنياً حقيقياً يطرأ على جسده .
فقد أبعد يديه عن الحوض واعتدل ووقف منتصباً , واختفت حالة السكر التي كان يعاني منها ولمعت عيناه وأصبح حديثه مفهوماً , ثم استدار عائداً إلى مائدته وهو يبدو متماسكاً تماماً على الرغم من بعض الحمرة التي كانت تعلو وجهه . أخذت أراقبه لفترة , ولكنه ظل معتدلاً ومتحكماً في نفسه وتصرفاته .
والآن كيف يمكنك استخدام أسلوب المرآة ؟ حسناً إن إحدى الطرق هي أن تنظر إلى صورتك في المرآة كل صباح وتقول : "أنا شخص ناجح , أنا شخص ذو قيمة , ولن يستطيع أي شخص الوقوف في وجه تحقيق أهدافي" .
وبينما تردد تلك العبارات مؤمناً بأنها حقيقية قف منتصب القامة مشدود البطن مفرود الصدر مرفوع الرأس . واشعر بتيار من الطاقة والقوة والإصرار يسري في أوصالك , وبينما تنظر في عينيك قل لنفسك إنك ستحقق كل ما تريد وصدق ما تقول .
يمكنك الاعتماد على طريقة المرآة لتقوية إيمانك وتقوية القوة الفطرية الكامنة بداخلك وتعزز حماسك وعزيمتك على المضي قدماً .
كيف تهيىء مناخاً خلاقاً لعقلك الباطن ؟
أحد المبادىء التي يتبعها أكثر رجال المبيعات تفوقاً هو : ابحث عن الحاجات ولبها , ونفس المبدأ ينطبق على العقل الباطن , فإنه لم ولن يعمل ما لم تحدد له هدفاً يسعى لتحقيقه .
فإذا تمكنت من دفع السمك إلى القفز من الماء داخل مقلاتك , فإنك تكون قد توصلت إلى أسلوب جديد لصيد السمك لن يتمكن أحد من مضارعتك فيه , حينها لن يكون هناك سبب لفعل هذا . لذا فإن أفضل دافع لعقلك الباطن ليقدم لك أفكاراً جديدة وأداء مهامه هو الضغط أو المتطلبات أو الحاجة أو العجلة .
على سبيل المثال , الجوع هو السلاح الذي يجعلك تنتزع القوس والرمح . والمنطق يقول إن المواعيد المحددة هي التي تساعد على تفجير الطاقات الإبداعية عند الإنسان .
على سبيل المثال ضغوط الحرب هي التي دفعت علم الطب إلى إيجاد حلول وعلاجات خلال مدة زمنية أقصر من المعتاد , وقول الدكتور راندي تشارلز أستاذ الطب الباطني بإحدى الجامعات : "لقد حقق الطب اليوم تقدماً كبيراً يفوق المتوقع والسبب في هذا يرجع إلى الحروب لأنه لم يكن لدينا وقت نضيعه في إجراء البحوث لأننا كنا في أمس الحاجة للحصول على علاج الأمس وليس اليوم" .
وما لم يتوافر هذا الشعور بالعجلة , لن يتمكن عقلك الباطن من تقديم أفكار جديدة لك . وما لم تمنحه سبباً قوياً فلن يحاول أن يجد لك طرقاً أفضل لأداء المهام . لذا سأقدم لك إجراءً مكوناً من ست خطوات لتخلق ذلك المناخ الإبداعي لعقلك الباطن :
1 . تعرف بالتحديد على ما تريد تحقيقه , وكن محدداً فيما يتعلق بالأهداف التي ترغب في تحقيقها والأماني التي ترغب في الحصول عليها .
2 . الإيمان العميق بأن عقلك الباطن سيقدم لك الإجابات التي تريدها .
3 . اجمع كل الحقائق الممكنة عن الموضوع .
4 . غذ عقلك الباطن بجميع تلك الحقائق وحاجتك إلى الحصول على إجابة .
5 . استرخ وانتظر بصبر وترقب بحرص الإجابة عن أسئلتك أو حل مشكلتك .
6 . تصرف فور تلقيك الإجابة من عقلك الباطن .
وعلى الرغم من أهمية الخطوات الست في هذه العملية , غير أنك لو تباطأت في العمل كما تنص الخطوة السادسة , فإن الخطوات الخمس السابقة ستضيع هباء . وليس هذا فحسب , فستكتشف أنك إذا لم تقم بما أخبرك به عقلك الباطن فإنه ببساطة لن يعمل من أجلك , لأنه سيستنتج أنك لست جاداً في طلب مساعدته . لذا لن يقدم لك أي أفكاراً جديدة , وسأناقش هذه الفكرة لاحقاً .
لماذا يسير الخيال والمبادرة متلازمين ؟
وفي مجالي الأعمال والصناعة يصعب التواصل إلى أفكار جديدة يمكن الاستفادة منها في التقليل من الأيدي العاملة وزيادة المكاسب . فهؤلاء الناس تواتيهم أفكار جيدة , ولكنهم لا يتبعونها أو يطورونها . ويمكن القول إن القوة الإبداعية عبارة عن 2% إلهاماً و98% جهداً وعرقاً . وعلى الرغم من ذلك لا يرغب الناس في بذل الجهد والعرق .
ويقول جاك جونز : "لقد واتتني تواً فكرة عبقرية " كان وجهه مشرقاً بالحماس والخيال يلمع في عينيه ولكن للحظة قال : "ولكنها تتطلب . . . وبعد ذلك سيكون . . . وبعد ذلك الرئيس لن . . . وأنا لم أتمكن . . . انس الأمر . أعتقد أنها ليست فكرة جيدة" .
وبالتالي تموت فكرة جديدة قبل أن تولد . فقد كان جاك يمتلك الاثنين بالمئة من الإلهام التي منحها إياه العقل الباطن , ولكنه لم يكن يمتلك 98% نسبة الجهد والعرق ليطور شرارة العبقرية اللحظية التي انطلقت . إنه يمتلك الخيال , ولكنه لا يمتلك المبادرة ليتبع فكرته .فالخيال بدون المبادرة يطلق عليه أحلام اليقظة . وأحلام اليقظة ليس لها أهداف . وليس لها جذور أو غرض أو هدف يمكن تحقيقه . بل هي مجرد أماني لا يمكن تحقيقها بل إنها تعرقل الخيال الخلاق .
وأفضل طريقة لاستخدام خيالك بفاعلية والخروج به من حيز أحلام اليقظة هو أن تعرف تحديداً ما تريد الوصول إليه . ثم سر على الخطوات الخمس التي ذكرتها في إجراء الخطوات الست لكي تخلق لعقلك الباطن المناخ الإبداعي ليعمل من أجلك .
والآن سألخص لك هذا القسم في عدة كلمات : الخيال بالإضافة إلى المبادرة والقدرة على التنفيذ هما الذين يصنعان الفرق بين المفكر الذي يقوم بعمل شيء والذي يعيش في أحلام ولا يقدر على تنفيذ أي شيء .
من أين تأتي الأفكار العظيمة ؟
تأتي جميع الاختراعات والمؤلفات الموسيقية العظيمة والشعر والقصص وجميع الأفكار الأخرى الخلاقة من داخل العقل الباطن للشخص .
وأنت أيضاً يمكنك أن تكون مبدعاً مثلهم . وربما لا تكون مخترعاً أو مؤلفاً موسيقياً أو كاتباً تحقق روايته أعلى مبيعات , ويكن يمكنك استغلال القوة الكامنة في عقلك الباطن لتخرج بأفضل طريقة للقيام بالأشياء بغض النظر عن طبيعة عملك .
فالكتاب والمؤلفون الموسيقيون والشعراء لا يسيطرون على قدراتهم الإبداعية . وكل ما تحتاج إليه لكي تصبح مبدعاً هو أن تمنح عقلك الباطن كل الأفكار أو المواد الخام التي يحتاجها لكي يعمل من أجلك , وعليك المواصلة برغبة صادقة في تحقيق النجاح وستحصل على النتائج التي ترجوها . والآن سأضرل لك مثلاً محدداً :
بيل ساندروز بائع جملة يمتلك مزرعو في فلوريدا بها عدد كبير من الشجيرات والنباتات والأشجار المنتشرة بطول عدد من الأفدنة . وتلك المزرعة يتم ريها كل يوم وقد أصيب بيل بالقلق لأنه يجب أن يغير رؤوس الرشاشات , وليت الأمر يقف عند حد التكلفة فقط , ولكن عنصر الوقت بالإضافة إلى أن عملية تغييرها باستمرار لم تعد تلائم بيل .
ويقول بيل : "من الصعب تركيب رؤوس الرشاشات على الآبار الارتوازية في فلوريدا لأن المياه بها نسبة كبريت مرتفعة بالإضافة إلى الأملاح العضوية الأخرى التي تسبب في ذبول النباتات . كما أن مياه فلوريدا تحتوي على نسبة أملاح كبيرة مما يتسبب في تآكل المعدن , ولأن معظم الرشاشات مثبتة على قاعدة دوارة ذات ثقوب في حجم المسمار كما أننا نواجه الكثير من المشاكل في أثناء الصيانة نتيجة لتراكم الرمال والأملاح الموجودة في المياه داخل الرشاشات مما يعقو عملها" .
لذا فكر بيل في المشكلة وحولها إلى عقله الباطن ليحلها من أجله . وبعد فترة قصيرة راودته فكرة وصنع رأساً جديداً للرشاش من النيلون بدلاً من المعدن . والآن لم يعد يعاني من أي مشاكل في صيانة نظام الرش في مزرعته .
وعندما شاهد أحد رجال الصناعة الرشاش الذي صنعه , قام بشراء حق تصنيعه من بيل على أن يدفع له نسبة عن كل رشاش يبيعه . وفي العام الأول باع أكثر من مائة ألف وحدة وقدر اشترت كندا وانجلترا كل حقوق المنتج . ويقول بيل إنه يجني من وراء تلك الفكرة ما يكفيه من المال ليعتزل العمل في المزرعه , ولكنه لم يفعل لأنه يستمتع بالعمل في مزرعته .
وكما ترى لا يجب أن تكون مخترعاً لتتوصل إلى طريقة جديدة للقيام بعملك . ولكن كل ما تحتاجه هو مشكلة لتحلها ومن منا ليس لديه مشكلة ؟
لا تدع الآخرين يحبطون مهارتك الإبداعية
من بين مائة شخص وجدت خمسة وتسعين يفكرون بالطريقة التالية : "إننا نقوم بهذا العمل منذ زمن طويل مستخدمين الطريقة ذاتها , إذن لابد أنها الأفضل فلماذا يتعين علينا تغييرها ؟" .
كنت سأكون أول من يؤيد الفكرة السابقة ذلك لأنني من أكثر المؤمنين بفكرة : "إذا لم تكون مكسورة فلماذا تصلحها" . ولكن وبنفس المنطق فإنني مستعد دائماً لتقبل التغيير طالما أنه ليس تغييراً من أجل التغيير . فأنا أؤيد التغيير طالما أنه سيعطي نتائج أفضل .
ولكن معظم الناس لا يحبون التغيير على الإطلاق ويكرهون التقدم . عندنا ظهرت السيارات احتج الناس عليها , لأنهم يشعرون أن الجياد وسيلة نقل جيدة . وكما يقولون وقتها : "إذا كان الإنسان خلق ليطير لمنحه الله أجنحة" وغيرها من العبارات . ولكن كما قال الدكتور فان براون العالم الألماني الموهوب : "الإنسان ينتمي إلى المكان الذي يريده ؟" .
وأفضل طريقة لمنع الآخرين من إحباط مهارتك الإبداعية هو الاحتفاظ بمعاملاتك مع عقلك الباطن في طي الكتمان , لأنك إذا أخبرت الآخرين بما تفعل فلن يتفهم وقد يتسبب سخرية الآخرين منك وانتقادهم لك في زعزعة ثقتك بنفسك واهتزاز ثقتك في قدرة عقلك الباطن على مساعدتك .
إذن أفضل طريقة لمنع الآخرين من زرع أفكار سلبية في عقلك الواعي والتي ستنتقل بدورها إلى عقلك الباطن , هي ألا تخبر أي شخص بالأساليب أو الطرق أو الإجراءات التي تستخدمها .
وعلى سبيل المثال اكتشفت أنني أشتت قواي عندما أتحدث إلى شخص ما عن مشروع كتابه أو عندما أسأل أي شخص عن رأيه في هذا الموضوع . وأفقد الصلة القريبة بيني وبين عقلي الباطن وفي أغلب الأحيان أجد أنه يتعين علي البدء من جديد .
واليوم لن أخبر حتى زوجتي التي مضى على زواجي بها أكثر من خمسة وأربعين عاماً بأي شيء عن الموضوع الذي أعمل عليه الآن ولا حتى العنوان . فهي لا تعرف عن الموضوع الذي أكتب عنه إلا عندما أنشر الكتاب وأضعه بين يديها .
كيف يقف خيالك ضدك ؟
افترض أنك ترقد في فراشك ليلاً وتشعر بالنعاس واستيقظت فجأة وأنت متأكد من أنك سمعت ضوضا غريبة صادرة من المطبخ , وعلى الفور تسارعت نبضات قلبك وتخشى أن تتنفس خوفاً من أن يسمعك المقتحم .
هل تعرف مالذي حدث داخل جسمك ؟ لقد تصرفت آلية المقاومة أو الحركة تلقائياً . حيث ارتفع ضغط دمك وتسارع معدل ضربات قلبك . وهو ما يعني زيادة ملحوظة في تدفق الدم إلى ذراعيك ورجليك وارتفاع معدل الأدرينالين في الدم . كل هذا حدث نتيجة لسماعك ضوضاء صادرة من المطبخ ليلاً .
ولكن أخيراً عندما تستجمع شجاعتك وبعد أن تصمت الضوضاء تكتشف عدم وجود مقتحم . لكن كل ما في الأمر أن كيس القمامة الكبير كان موضوعاً بالقرب من حافة المنضدة فوقع وتسبب في كسر الزجاجة التي كانت سبباً في الضوضاء التي سمعتها .
هذا تماماً ما يحدث عندما تغذي عقلك الباطن بأفكار سلبية عن طريق عقلك الواعي , وبالتالي يعوقه عن العمل والآن سأعطيك مثالاً آخر .
لدي حمام سباحة داخلي , وفوق سطح المنزل المجاور هناك مجموعة من الأوراق الذابلة , وكان المطر ينزل على تلك الأوراق فتتساقط قطرات مياه بنية بلون الصدأ تاركة بقعاً على حائط المنزل .
لذا فمن وقت لآخر كنت آخذ لوحاً خشبياً وأحمله فوق السطح وأخفضه مستخدماً الحبال إلى السطح الداخلي حيث يرتكز على ألواح معدنية متباعدة بمقدار أربع أقدام , ثم أذهب إلى جانب السطح وأسير على اللوح الخشبي حتى أتمكن من الوصول إلى الأوراق وأزيلها .
وعندما كنت أضع ذلك اللوح الخشبي فوق أرضية السقيفة فإنه كان يمكنني السير فوقها ذاهباً وجيئة بسهولة حيث لا أسقط من فوقها ولا أفقد توازني وكذلك الأمر عندما تكون مثبتة فوق سطح حمام السباحة في ثابتة على تلك الأعمدة المعدنية تماماً كما هو الحال على السقيفة , حتى لو كان ذلك اللوح بعرض ثماني بوصات , ولكن هل تعتقد أن بإمكاني السير عليه وأنا منتصب القامة ؟ هل تمزح ؟ لقد كنت أحبو فوقها حفاظاً على حياتي الغالية , حيث إنني كنت اخشى أن أفقد توازني وأسقط في حمام السباحة , إذن من الذي يقول إن الخيال ليس أقوى قوة في العالم ؟
لذا أرجو أن تتذكر هذا الفصل بالقول الذي اقتبسه من الكاتب الفرنسي مونتجاين في السنوات الأخيرة من حياته : "لقد لازمني سوء الحظ طوال حياتي ولمي يحدث لي الكثير" . هذا بالضبط ما تفعله الأفكار السلبية .
والآن سننتقل إلى الفصل الرابع حيث نناقش ما الذي يجعلك تشعر دائماً بأن النتائج التي يخرج بها عقلك الباطن تساوي معطياته ؟ ولماذا لا يمكن تجنب ذلك ؟
لماذا تعادل نتائج العقل الباطن معطياته ؟
يتبع الجزء التانى
https://www.linkedin.com/pulse/2-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B7%D9%86-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D8%B7%D9%84%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%84-eltayef?trk=mp-reader-card
يتبع الجزء الثالث:
https://www.linkedin.com/pulse/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D9%84%D8%AA-ahmed-eltayef?trk=mp-reader-card
ثورات الربيع العربي و تكنولوجي السيطره على العقول بموجات التلفزيون من الاقمار الاصطناعية
تكنولوجيا السيطرة على العقل عن بعد
ظهر هذا السلاح الصامت نتيجة للأبحاث المكثفة في مجال السيطرة العقلية على البشر
ويرجع تاريخ تقنية السيطرة العقلية عن بعد (آر إم سي تي) Remote Mind Control Technology (RMCT)
إلى بحث قام به العلماء العاملون في مشروع باندورا
الممول من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA
بقيادة الدكتور روس آدي Ross Adey في أواخر الستينيات من القرن الماضي
واكتشف هذا الفريق العلمي أن الترددات شديدة الانخفاض التي يصل تذبذبها من 1-20 هيرتز Hz لها تأثيرات فعالة على المجال الحيوي للحيوانات والبشر
وكان هذا البحث مهمًا لوكالة المخابرات المركزية
التي كانت تسعى للوصول للترددات التي تمكنها من السيطرة على عقول البشر عن بعد
واكتشف الباحثون في مشروع باندورا أن المنطقة ما بين 6-16 هيرتز Hz شديدة التأثير على المخ
وعلى الأجهزة العصبية والإفرازات الهرمونية و الانزيميه
فكان التلاعب على تحفيز الهرمونات و تحطيمها بتحفيز الانزيمات
خصوصا مع تعاطي نوعيات معينه من الكيماويات
اقراص او استنشاق
وكانت هناك مشكلة عملية لتطبيق هذه الموجات التي تحتاج لهوائيات كبيرة
فقاموا بتحميل الموجات على موجات تلفزيونية اقصر
فأصبحت أكثر فاعلية في أساليب السيطرة العقلية من موجات إلف الصافية
وسُميت الموجات الممزوجة الجديدة بموجات إلف الزائفة أو الكاذبةpseudo-ELF .
مثل تحميل موجات الميكروويف إلف على موجات حاملة أخرى مثل موجات آر إف RF وموجات يو إتش إف UHF
وبحسب ريفات
فإن الجهاز الجديد الذي تستعمله أجهزة الشرطة وخدمات الطوارئ في المملكة المتحدة
يعمل بترددات تصل إلى 380-400 ميجاهيرتز MHz
وتنتج هذه الأجهزة معدلات إلف تصل إلى 17.6 هيرتز في الثانية
وهذا يعني أن هذه الموجات تعمل كمطرقة كهروكيميائية
تضرب خلايا المخ والجهاز العصبي بطريقة منتظمة
وتعرقل العمليات الحيوية في الكائن الحي
وتشوش على النشاطات الخلوية
وتؤدي إلى إطلاق كَمٍّ هائل من أيونات الكالسيوم في قشرة الدماغ والنظام العصبي
فتحدث اضطرابات هرمونية
وتغير سلوكيات الفرد
وتؤدي إلى نمو الأورام السرطانية
وبالتحديد مشروعي باندورا و تيترا
والجيش البريطاني له تجربة طويلة في استعمال الميكروويف
في أعمال القتل والسيطرة العقلية في أيرلندا الشمالية منذ العام 1977م
وإذا علمنا أن هذه الأشعة المركزة قد تستهدف فلسطين والعراق ولبنان وسوريا وإيران ومصر والسودان وأفغانستان والمناطق المحيطة الأخرى
في محاولة لفرض السيطرة العقلية والسياسية على هذه البلدان
وإخضاعها للهيمنة الغربية
فلا أظن أن هناك أية مفاجئة في ذلك في ظل الظروف الحالية
ويحتاج هذا السلاح كما أوضح قسم الأسلحة غير القاتلة في وزارة الدفاع الأمريكية إلى صحن لاقط كبير
يتم تثبيته على عربة من طراز هامفي
ليقوم الهوائي بإرسال موجات مغناطيسية كهربائية
تولد إحساساً بالحرارة لا يُحتمل على جلد العدو
مما يدفعه للتراجع دون أن يتسبب بجروح
كما يستطيع هذا السلاح اختراق الألبسة وتسخين الجسم بطريقة قياسية إلى 50 درجة مئوية
لكنّه غير مؤذٍ
ولا يمكنه أن يؤثر على الأنسجة الداخلية والأعضاء المنتجة في الجسم
لأنه لا يخترق الجسم أكثر من نصف ميلليمتر
والشعاع يمكن استخدامه بفعالية على بعد 15 متراً و500 متر على حد سواء
وهو ليس من أنواع الليزر
فمصدر الطاقة يأتي من جيروترون تنبعث منه موجات مغناطيسية كهربائية بقوة كبيرة وبوتيرة عالية جداً
كما يختلف هذا السلاح عن أسلحة المايكروويف
فهو لا يعمل مثل المايكروويف الذى ينتج طاقة كبيرة جداً تدوم لفترة أطول
وتؤدي إلى درجات حرارة مرتفعة جداً
و فى العام 2001م استخدام في أفغانستان و في العراق بشكل فعال
و ها نحن نرى اقمارهم الاصطناعية تمطرنا بكهرومغناطيسها
ظهر هذا السلاح الصامت نتيجة للأبحاث المكثفة في مجال السيطرة العقلية على البشر
ويرجع تاريخ تقنية السيطرة العقلية عن بعد (آر إم سي تي) Remote Mind Control Technology (RMCT)
إلى بحث قام به العلماء العاملون في مشروع باندورا
الممول من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA
بقيادة الدكتور روس آدي Ross Adey في أواخر الستينيات من القرن الماضي
واكتشف هذا الفريق العلمي أن الترددات شديدة الانخفاض التي يصل تذبذبها من 1-20 هيرتز Hz لها تأثيرات فعالة على المجال الحيوي للحيوانات والبشر
وكان هذا البحث مهمًا لوكالة المخابرات المركزية
التي كانت تسعى للوصول للترددات التي تمكنها من السيطرة على عقول البشر عن بعد
واكتشف الباحثون في مشروع باندورا أن المنطقة ما بين 6-16 هيرتز Hz شديدة التأثير على المخ
وعلى الأجهزة العصبية والإفرازات الهرمونية و الانزيميه
فكان التلاعب على تحفيز الهرمونات و تحطيمها بتحفيز الانزيمات
خصوصا مع تعاطي نوعيات معينه من الكيماويات
اقراص او استنشاق
وكانت هناك مشكلة عملية لتطبيق هذه الموجات التي تحتاج لهوائيات كبيرة
فقاموا بتحميل الموجات على موجات تلفزيونية اقصر
فأصبحت أكثر فاعلية في أساليب السيطرة العقلية من موجات إلف الصافية
وسُميت الموجات الممزوجة الجديدة بموجات إلف الزائفة أو الكاذبةpseudo-ELF .
مثل تحميل موجات الميكروويف إلف على موجات حاملة أخرى مثل موجات آر إف RF وموجات يو إتش إف UHF
وبحسب ريفات
فإن الجهاز الجديد الذي تستعمله أجهزة الشرطة وخدمات الطوارئ في المملكة المتحدة
يعمل بترددات تصل إلى 380-400 ميجاهيرتز MHz
وتنتج هذه الأجهزة معدلات إلف تصل إلى 17.6 هيرتز في الثانية
وهذا يعني أن هذه الموجات تعمل كمطرقة كهروكيميائية
تضرب خلايا المخ والجهاز العصبي بطريقة منتظمة
وتعرقل العمليات الحيوية في الكائن الحي
وتشوش على النشاطات الخلوية
وتؤدي إلى إطلاق كَمٍّ هائل من أيونات الكالسيوم في قشرة الدماغ والنظام العصبي
فتحدث اضطرابات هرمونية
وتغير سلوكيات الفرد
وتؤدي إلى نمو الأورام السرطانية
وبالتحديد مشروعي باندورا و تيترا
والجيش البريطاني له تجربة طويلة في استعمال الميكروويف
في أعمال القتل والسيطرة العقلية في أيرلندا الشمالية منذ العام 1977م
وإذا علمنا أن هذه الأشعة المركزة قد تستهدف فلسطين والعراق ولبنان وسوريا وإيران ومصر والسودان وأفغانستان والمناطق المحيطة الأخرى
في محاولة لفرض السيطرة العقلية والسياسية على هذه البلدان
وإخضاعها للهيمنة الغربية
فلا أظن أن هناك أية مفاجئة في ذلك في ظل الظروف الحالية
ويحتاج هذا السلاح كما أوضح قسم الأسلحة غير القاتلة في وزارة الدفاع الأمريكية إلى صحن لاقط كبير
يتم تثبيته على عربة من طراز هامفي
ليقوم الهوائي بإرسال موجات مغناطيسية كهربائية
تولد إحساساً بالحرارة لا يُحتمل على جلد العدو
مما يدفعه للتراجع دون أن يتسبب بجروح
كما يستطيع هذا السلاح اختراق الألبسة وتسخين الجسم بطريقة قياسية إلى 50 درجة مئوية
لكنّه غير مؤذٍ
ولا يمكنه أن يؤثر على الأنسجة الداخلية والأعضاء المنتجة في الجسم
لأنه لا يخترق الجسم أكثر من نصف ميلليمتر
والشعاع يمكن استخدامه بفعالية على بعد 15 متراً و500 متر على حد سواء
وهو ليس من أنواع الليزر
فمصدر الطاقة يأتي من جيروترون تنبعث منه موجات مغناطيسية كهربائية بقوة كبيرة وبوتيرة عالية جداً
كما يختلف هذا السلاح عن أسلحة المايكروويف
فهو لا يعمل مثل المايكروويف الذى ينتج طاقة كبيرة جداً تدوم لفترة أطول
وتؤدي إلى درجات حرارة مرتفعة جداً
و فى العام 2001م استخدام في أفغانستان و في العراق بشكل فعال
و ها نحن نرى اقمارهم الاصطناعية تمطرنا بكهرومغناطيسها
تعليقات
إرسال تعليق